أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: 91- اسم الله: "المُـدَبِّـرْ" الأربعاء 02 مايو 2018, 10:36 pm | |
|
كل إنسان خُلِق للجنّة فهو مُيَسَّرٌ لها فإما أن يأتِيَها طائعاً وإما أن يُساق إليها بِالسلاسِل قال عليه الصلاة والسلام: ((عَنْ أَبِي غَالِبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ اسْتَضْحَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَضْحَكَكَ قَالَ قَوْمٌ يُسَاقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ مُقَرَّنِينَ فِي السَّلاسِلِ)) (رواه أحمد).
((عَجِبَ رَبُّكُمْ إلَى قَوْمٍ يُسَاقُونَ إلَى الجَنَّةِ بِالسَّلَاسِلِ)).
إمَّا أن تأْتِيَها طائِعاً مُبادِراً وإمَّا أن يسُوقُك اللهُ إليها بِالسَّلاسِل بِالامتِحانات والتأديبات والشَّدائِد.
قال بعض العلماء: "المُدبِّر: لا شريك له تعبُدُه، وما قضى فما أحدٌ يَرُدّه وما من شفيعٍ إلا من بعدِ إذنه، وهو الذي ينطِق من يخاطِبه، وهو الذي يخلق ما يشاء على ما يشاء إذا التَمَس يُطالِبُه".
هذا من معاني المدبِّر قال تعالى: "ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ". وفي سورة يونس عليه السلام: "قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31)" (سورة يونس).
أحياناً تأتي موْجة حرٍّ في الربيع فهناك بعض النباتات لا تنضج إلا بِهذا الحر فمَنْ المُدَبِّرُ؟ هو الله جل جلاله، ذهبنا مرةً إلى بلدةٍ في محافظة القنيْطِرة ووجدت أنواعاً من الدِّيدان لا تعدّ ولا تحصى وغير معقول عددها فسألت فقيل لي: هذا العام لم يأتِ ثلج كافٍ فَحِينما ينزل الثلج بشكل كاف تموت الديدان هناك تدبير إلهي، وَحِينما يداهم الحر هناك تدبير إلهي، وحينما تأتي الرياح هناك تدبير إلهي، وأحياناً لا بد من تلقيح النباتات فتأتي الرياح اللواقِح، فالحرّ له وظيفة في إنضاج الثمار، وهناك بردٌ له وظيفة في قتْل الحشرات، وهناك رياح لها وظيفة في تلقيح النباتات فَمَنِ المدبِّر؟ الله هو المدبِّر فهو تعالى يسوق كل شيءٍ إلى هدَفِه.
قوله تعالى: "قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ".
وقوله: "أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ".
هذا من التدبير، وقوله: "وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ".
هذا من التدبير، وقوله: "وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ". ومُلَخّص كل هذا: مَنْ يُدَبِّرُ الأمر، فالخلق تدبير والهداية تدبير والرزق تدبير والمصائب تدبير قال تعالى: "فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ".
ماذا تنتظر؟ فما دام الله هو المدبِّر، فأنت ماذا تفعل؟ ومَنْ الذي يمنعك من أن تطيعه؟
أحد العلماء يتساءل: أين كانت تكمُنُ السُّنبلة في الحبّة؟ أحياناً تجد حبّةً صغيرة بذرة خيار، يقول لك البائع هذه البذرة تُنْتِج خِيارًا طوله ثمانية عشر سنتِمتر لونه أخضر داكن ومُلَمَّع وإنتاجه كثير وغزير ومديد، فهذه الكلمات التي ينطق بِها بائع البذور، لو أمْسَكت هذه البِذرة أين ترى هذه الخصائص؟
قد تجد عشرين خاصيّة لِبذرةٍ فهل عندما تأتي البذور في الأغلِفة أيكون مكتوبًا عليها هذه الخصائص؟، فلو أنك فتحت هذه البذرة وقمت بِتَشْريحها؛ هل ترى هذه الخصائص؟
ما عليك إلا أن تزرعها وهي تنبت بمواصفات عالية كثيفة وغزيرة ومديدة بِحجمٍ مُعَيّن وبِلَوْنٍ مُعَيّن وبِخصائص مُعّيّنة وتُقاوِم أمراضًا مُعَيّنة، فمن جعل هذه الخصائص في هذه البِذرة؟ الله جلّ جلاله؛ يدبِّر الأمر.
قال: أين كانت تكمن السنبلة في الحبّة؟ وفي النواة أين يكمن اللّب واللِّحاء؟ فالتِّين مثلاً كم تحوي الواحدة من بذرة؟ وهل تستطيع عدَّها؟ فهناك ما يقرب عشرة آلاف حبّة، البِذرة الواحدة يُمكنُها أن تُنْبِت شجرة تين بِكامِلها، لها ساق مُعَيّن وجِذع معيّن ولون معيّن وأغصان معيّنة وشكل معيّن وأوراق معيّنة وطبائع معيّنة فقد تجدها تحمل أوراقًا متساقِطة أو دائمة الخضرة، فكل هذه الخصائص في هذه البذرة التي لا تُرى بِالعَيْن وتحوي كل خصائص التّين، وهذا تين بعْل وذاك تين أسود وهذا حجمه كبير وذاك حجمه صغير وهذا سكّره جارح وذاك سكّره قليل، فكل هذه الخصائص أين هي؟ هو المدبِّر.
وهذه البيضة التي تحوي صفاراً بعد عشرين يوماً تصبِح فرخاً صغيراً فيه عينٌ وأُذن ومِنقار، وقالوا: هذا الصوص حينما يأتي وقت خروجِه من البيضة ينبت على مِنقارِه نتوءٌ كالإبرة تماماً يكسِر به البيضة وبعد أن يخرج يضمر هذا النُّتوء ويعود المِنقار كما هو عليه في الأصل؛ مِنقار ينبت له نتوء مدبَّب كالإبرة تماماً وبه يكسر البيضة ويخرج ولما تنتهي مهمّة هذا المِنقار يرجِع إلى وضعه الطبيعي.
ومن أوضحِ آيات التدبير أن الجنين في بطن أمِّه ليس لديه تنفّس فالرِّئة معطَّلةٌ، عنده دوْرة دمويَّة إلا أن التنفس معطَّل، فربُّنا عز وجل خلق ثقباً بين الأُذينين فالدم بَدَلَ أن ينتقل من الأذين إلى الرئتين ثم إلى البُطَيْن ينتقل من أُذين إلى أُذين لأن طريق الرِّئتين مسدود، فما دام الطفل في بطن أمه فالهواء منعدم، لكن بعدما الطفل يولد قال الأطباء: فتأتي جلطة تُغلِق هذا الثقب في الوقت المناسب وإلا يصاب هذا الطِّفل المولود حديثاً بِمَرَضِ الزَّرَق، فلا يستطيع أن يتحرّك لأن دمه أزرق ولا يذهب الدم للرئتين لِيَطْرح غاز الفحم ويأخذ الأكسجين ويبقى في الدم غاز الفحم وبِذلك تنعدم القوة على الحركة، وأغلب هؤلاء الأطفال يموتون في عشر سنوات تقريباً ما لم تُجْر لهم عمليّة باهِظة التكاليف لإغلاق هذا الثقب بين الأُذَيْنين، فمن المدبِّر؟ الله عز وجل.
وهذا الكائن البشري أين هو في البُوَيْضة؟ أين كانت تكْمُن ملامِحه؟ وأين كانت تكمن نبَرات صوته؟ ونظرات عَيْنَيه ولفتات جِيدِه واستِعدادات الأعصاب ومُوَرِّثات الجِنس؟ أين كانت تكمن كل هذه الصِّفات في البُوَيْضة وفي الحُوَين؟ فمن المدبِّرومن الذي أخرجها إلى حَيِّز الوجود؟ هل تصدِّقون أن على الحُوَيْن خمسة آلاف مليون أمر مُبَرْمَج؟
وهذا هو معنى قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)" (سورة لقمان).
ويسوق الحوادِث إلى غاياتِها ويسوق الإنسان إلى ما خُلِق له ويحرِّك الشمس والقمر ويولِج الليل في النهار وينزل الماء من السماء وينبت النبت، لقد كان وزنك ثلاثة كلغ عند الولادة فإذا وزنت نفسك عند الكِبر ربما تجدها ثمانين كلغ فكيف تم لك هذا الوزن؟ ومَن حوَّل الطعام والشراب والتفاح والخبز والجبن والسكر إلى لحْمٍ وعِظام ونُسُجٍ وأجهِزةٍ؟ إنه المُدَبِّرُ.
وهناك أمر آخر في هذا الباب فلو أنك دخلت لِعالم النحل لَوَجَدْت العَجَب العُجاب أيضًا؛ ولو دخلت لِعالم النّمل لوجدت العجب العُجاب؛ تعقيدات اجتِماعية لِحَشَرة النحل والنمل لا تُصدَّق، وشيء لا يُصدَّق أن تبني هذه النحلة بيتاً بِشكل سداسي، والسُّداسي هو الشكل الهندسي الذي لا يأخذ فراغات بينِيَّة ويُكْتَفى بِالسُّداسي بِأقْصر ضِلع، ومعنى ذلك أنه متين كلما طال الضِّلع كلما ضعفت المتانة فهناك مُواصفات رياضِيَة لِشَكل السُّداسي.
فمَنْ الذي ألهم النحلة أن تبني بيتها على شكلٍ سُداسي؟ ومَنْ الذي ألهمها أن تذهب للحُقُول وتمتصّ رحيق الأزهار؟ ومَنْ الذي ألهَمها رقصَة بها تُحدِّد جِهة الأزهار وبُعدها وكثافَتَها؟ الله جل جلاله.
ومَنْ الذي ألهم النَّحلة أن هذه الزهرة ممتصّة الرحيق فلا تقع عليها لأنها قد امتُصَّ منها الرحيق؟ مَنْ الذي يدبِّر الأمر؟ وهل تعتقِد أن النحلة بِها عقل؟ لا، لكنها تقوم بِعَمَلٍ مذهِل في عقلانِيَتِه وتعقيداته، إذاً مَنْ الذي يدبر أمر النحلة؟ هو الله عز وجل.
وفي سورة الرعد: "اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ".
فالله تعالى كلما أورد التفاصيل وساقها للإنسان أوجزها بِكلمة يُدَبِّرُ الأمر؛ فخلقهُ تدبير ورزقه تدبير وهدايته تدبير وفي النهاية يدبر الأمر قال تعالى: "قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)" ( سورة طه).
رجل كان في بستان فرأى قنفداً يأكل أفعى كلما أكل جزءاً ذهب إلى نباتٍ وأكل ورقاً من هذا النبات فهذا البُسْتاني كان ذا فضول فقام لِهذا النبات واقتْلَعَه فلما عاد القنفد وأكل جزءًا من تلك الأفعى ذهب لِيَأكل من هذا النبات فلم يَجِده فمات!
فمَنْ الذي ألهم هذا القنفد أن لهذا النبات أثرًا متوازيًا مع لحم الأفعى؟ الله جل جلاله، قال تعالى: "قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)" (سورة طه).
وفي قوله تعالى: "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (12)" (سورة الطلاق).
فقوله: "يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ" هذا من التدبير، يجب أن تعلموا أن الله تعالى هو الذي يسوق كل شيء لِكل شيء.
إخواننا القراء الكِرام: من تطبيقات هذا الاسم؛ إذا رأيت يد الله تعمل في الخفاء فهو المُدَبِّرُ وإذا رأيت يد الله فوق أيديهم فهو المدبِّر وإذا رأيت أن كل شيء لا يقع إلا منه تعالى فهو المدبِّر.
لذلك توكَّل على هذا المدبِّر الحكيم الرحيم العليم القدير فهو حكيم في كل تدبيره رحيم عليم قدير بِيَدِه الأمر كلّه قال تعالى: "وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)" (سورة هود).
وأنت الذي من فَضْلٍ ومن رحمةٍ بعثت إلى موسى رسولاً مُنادِياً فقلت له اذهب وهارون فادعُوا إلى الله فرعون الذي كان طاغِياً وقولا له هل أنت سوَّيْت هذه بِلا وَتَدٍ حتى اطْمَأنَّت كما هي وقولا له أأنت رفعْتها بلا عَمَدٍ أرْفِقْ إذًا بك بانِياً وقولا له هل أنت سَوَّيْت وسطها منيراً إذا ما جَنَّك الليل هادِياً وقولا له من يرسِل الشمس غدوة فَيُصبِح ما مسَّت من الأرض ضاحِياً وقولا له من ينبت الحب في الثرى فيُصبِح منه العُشب يهتزّ رابِياً ويُخرِج منه حبّه في رؤوسِه ففي ذاك آيات لِمن كان واعِياً
والحقيقةُ -واللهِ- فيما يبدو أن كل ما في الكون ينطق باسم المُدَبِّرُ خلْقاً وتَصرّفاً ومصيراً نباتاً وحيواناً وإنساناً وجماداً وشمساً وقمراً وكواكبَ ومجرات ومذنّبات وليلاً ونهارًا ورزقًا وهِداية وتوفيقًا ألم يقل الله عز وجل: "وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)" (سورة هود).
فمَنْ الذي يستطيع أن يسُوق الحوادث إلى غاياتِها؟ هو الله عز وجل.
ومن ثَمَّ فإنه يمكننا أن نستنبط استِنباطاً أن الله جل جلاله جعلك خليفةً في الأرض وينبغي أن تُدَبِّرَ أمورك فأنت أبٌ وعليك أن تُدَبِّرَ أمْرَ أسْرَتِكَ؛ بناتك وأولادك وأعمالك، وأنت طبيب فعليك أن تدبِّر أمر مرضاك، وأنت محامي فعليك أن تدبِّر أمر موكِّليك، فالذي يُهمِل عمله لا يتخلّق بِأخلاق الله. فالمدبِّر يوحي بحكمة بالغة.
أذكر أنني اشتريت مرة عِنَباً من منطقةِ باردة وظننته من شكله حُلْوَ المذاق فلما سألت البائع لِمَ لمْ يكن حُلْوَ المذاق؟ قال: لم يأتِنا حَرٌّ في هذا العام، فالحَرُّ هو الذي يرفع كثافة السُّكر في الفواكِه، فمَنْ المُدَبِّرُ؟
إذًا يتضح لكم أنه تعالى هو المُدَبِّرُ وأنت خليفته في الأرض، واللهُ وكَّلَك بِهؤلاء الناس فعليك أن تُدَبِّر أحوالهم.
تجد أحياناً أباً يعتني بِأولاده في أجسادهم وأفكارهم ودراستهم ودينهم، هذَّبهم وعلّمهم وأحسن علاقتهم بِغَيْرِهم ومنحهم بعض الإمكانات إلى أن يُزَوّجهم؛ نقول: هذا الأب مُدَبِّر، وكذلك الأم فهي مدبِّرة ترعى أولادها وتخيط لهم وتطبخ لهم وتعتني بِأخلاقهم وتُحاسِبهم وتراقِبهم وتسهر على راحتهم وتعالِجهم إن هم مرضوا.
فكما أن الله تعالى مدبِّر فإذا وكَّلَك بِأسرةٍ فَكُن لها مدبِّراً، ووكَّلك بِطلابٍ فكن مدبِّراً لهم، جاء لِيَشْترِيَ من متجرك فأَعْطِ له الشيء الجيِّد.
فَمِن التطبيقات العمليّة لِهذا الاسم كما أن الله تعالى دبَّر أمر عِبادِه وأنت خليفته في الأرض، ما عليك إلا أن تدبِّر أمر من دونك، فمدير المدرسة والمستشفى والمؤسسة كل من حوله ومن دونه تحت سمعه وبصره؛ فلان زوجته حامِل فهو يحتاج إلى مُساعدة، وفلان يحتاج إلى توجيه، والآخر إلى طبيب، فأنت إذا كنت في منصِبٍ أعلى كُن مدبِّراً، كما أن الله تعالى يُدَبِّر أمور عِباده، فهذا من التطبيقات العملية لاسم المدبِّر وكلما كنت من الطِّراز الرفيع كلما كنت أكثر إيماناً وإتقاناً، فإتقان العمل هو التدبير والمؤمن يتقِن عمله، وليكن أخي المؤمن لك حظك من اسم المدبِّر. والحمد لله رب العالمين. |
|