منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 كم تصوم في شهر شعبان؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

كم تصوم في شهر شعبان؟ Empty
مُساهمةموضوع: كم تصوم في شهر شعبان؟   كم تصوم في شهر شعبان؟ Emptyالثلاثاء 01 مايو 2018, 8:10 am

كم تصوم في شهر شعبان؟
كم تصوم في شهر شعبان؟ Unod11
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
-----------------------------------------
كان من هدي نبينا صلى الله عليه وسلم الإكثار من الصيام في شهر شعبان، فعن عائشة رضي الله عنها قالت:
(لم يكن النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصومُ شهراً أكثر من شعبان، وكان يصومُ شعبان كُلَّه) متفق عليه.

وقالت أيضاً:
(كان صلى الله عليه وسلم يصومُ حتى نقولَ: قد صامَ، ويُفطرُ حتى نقولَ: قد أفطرَ، ولم أرَهُ صائماً من شهرٍ قَطُّ، أكثرَ من صيامهِ من شعبانَ، كان يصومُ شعبانَ كُلَّهُ، كان يصومُ شعبانَ إلا قليلاً) رواه مسلم.
 
وقالت أيضاً:
(كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه: شعبان، ثم يصلُه برمضان) رواه الإمام أحمد وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت:
(ما رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يصومُ شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان) رواه الترمذي وحسنه.

وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال:
(قلتُ يا رسول الله: لمَ أركَ تصومُ شهراً من الشهور ما تصومُ من شعبان؟ قال صلى الله عليه وسلم: ذلكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنه بينَ رَجَبٍ ورمضانَ، وهو شهرٌ تُرفعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين، فأُحبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ) رواه النسائي وحسنه الألباني.

قال النووي في شرحه لصحيح مسلم 8 /37:
(وقولُها "كان يصومُ شعبانَ كُلَّهُ كان يصومهُ إلا قليلاً "الثاني تفسيرٌ للأولِ، وبيانٌ أنَّ قولَها كُلَّهُ أي: غالبَهُ، وقيلَ: كان يصومُهُ كُلَّهُ في وقتٍ ويصومُ بعضَهُ في سَنةٍ أُخرى، وقيلَ: كان يصومُ تارةً من أوَّلهِ وتارةً من آخرِه وتارةً بينهما وما يُخَلِّي منه شيئاً بلا صيامٍ، لكن في سنينَ، وقيلَ في تخصيصِ شعبانَ بكثرةِ الصومِ لكونهِ تُرفعُ فيهِ أعمالُ العبادِ، وقيلَ غيرُ ذلكَ).
 
قال الترمذي في سننه:
(ورُويَ عن ابنِ المباركِ أنه قال في هذا الحديثِ، هو جائزٌ في كلامِ العربِ، إذا صامَ أكثرَ الشهرِ أن يُقال: صامَ الشهرَ كُلَّهُ، ويُقالُ: قامَ فلانٌ ليلَهُ أجمَعَ، ولعلَّهُ تعَشَّى واشتغَلَ ببعضِ أمرِه، كأنَّ ابنَ المباركِ قد رأى كلا الحديثينِ مُتفقينِ، يقولُ: إنما معنى هذا الحديثِ أنه كان يصومُ أكثرَ الشهرِ).
 والله أعلم.
 
فأُوصي نفسي وإياك أن نحرص على الإكثار من الصيام في هذا الشهر دون تخصيص يوم بعينه عن سائر أيام شعبان، قالت اللجنة الدائمة للإفتاء في المجموعة الأولى 3 /61: (لم يصح حديث أنه صلى الله عليه وسلم كان يتحرَّى صيام يوم بعينه من شعبان، أو كان يخص أياماً منه بالصوم).

أسأل الله تعالى أن يعييننا وإياكم على طاعته، وأن يرزقنا الإخلاص والصواب والقبول، وأن يغفر لنا ولوالدينا وذرياتنا وأهلينا وجميع المسلمين الأحياء والميتين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


كم تصوم في شهر شعبان؟ 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52561
العمر : 72

كم تصوم في شهر شعبان؟ Empty
مُساهمةموضوع: ليلة النصف من شعبان   كم تصوم في شهر شعبان؟ Emptyالثلاثاء 01 مايو 2018, 8:17 am

بسم الله الرحمن الرحيم
 ((..إن الله ليطلع على عباده في هذه الليلة..؟!!..))
كم تصوم في شهر شعبان؟ Unod12
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إن الله ليطلع ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن) [ابن ماجة1390، وابن أبي عاصم، واللالكائي]

هذا الأثر يحوي المسائل التالية:
- المسألة الأولى: معنى اطلاع الله تعالى على عباده ليلة النصف من شعبان.
- المسألة الثانية: الحكمة من تخصيص هذه الليلة بهذا الاطلاع الإلهي، والمغفرة الإلهية لجميع الخلق.
- المسألة الثالثة: سبب استثناء المشرك والمشاحن من المغفرة.
- المسألة الرابعة: كيف نعظم هذه الليلة مستنين لا مبتدعين؟.


- المسألة الأولى: معنى اطلاع الله تعالى عباده ليلة النصف من شعبان.
--------------------------------------------------------------------
أخبر الله تعالى في آيات كثيرة أنه مع عباده، مطلع على أحوالهم، صغيرها وكبيرها، فقال تعالى: - {ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم}.

- {هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير}.

- {وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار}.

وجاء في الأثر الصحيح أنه ينزل في كل ليلة إلى السماء ثم ينادي: من يدعوني فأستجيب له؟، من يستغفرني فأغفر له؟، من يسألني فأعطيه؟.. وذلك في الثلث الآخر منها.

فاطلاع الله تعالى على أحوال عباده مبيّن في نصوص متعددة، فأي جديد في حديث النصف من شعبان إذن؟

للإجابة نقول:
بيان علم الله تعالى بأحوال العباد جاء في النصوص بأوجه وصيغ متعددة:

- فتارة بالإخبار بعلمه بكل ما في السموات والأرض، وبما يجترحه العباد،.

- وتارة بالإخبار أنه يراهم ويسمعهم ويعلم ما في ضمائرهم.

- وتارة بالإعلام أنه منهم قريب غير بعيد، وأنه معهم أينما كانوا.

- وتارة يخبرهم أنه مطلع عليهم.

هذا التعدد في التعبير عن الإحاطة الإلهية الشاملة فيه التنبيه والإشارة إلى الحذر من مواقعة ما حذر منه، والجدّ فيما حث عليه، فإذا الإنسان استشعر هذا القرب والمعية والاطلاع والعلم الإلهي بأحوال الخلق فلعله يُحفَّز إلى الخير..

وعندما تتنوع النصوص في هذا المعنى، وتأتي في كل مناسبة بتعبير جديد، فذلك مما يلفت الانتباه ويجدد الهمة والعزيمة للخير، فطبع الإنسان الملل والنسيان، فإذا تجدد أسلوب الخطاب، وتكرر من وقت لآخر، ومكان إلى آخر، أعان على طرد الملل، واستعادة الذاكرة لما نسي من العلم.

إذن، فخبر اطلاع الله تعالى في ليلة النصف من شعبان هو تذكير وتجديد للعلم بمعرفة الله تعالى بما يكون من الإنسان، فهي موعظة توقظ الغافل، وتجدد الهمة، وقد جاء في رواية أنه تعالى ينزل في تلك الليلة، وهذه فيها زيادة على معنى الاطلاع، وفيها الدليل على عظم الرحمة الإلهية بالعباد، فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب) (الترمذي، وابن ماجة، وأحمد].

- المسألة الثانية: الحكمة من تخصيص هذه الليلة بهذا الاطلاع الإلهي، والمغفرة الإلهية لجميع الخلق.
---------------------------------------------------------------------------------
في هذه الليلة فضيلتان:
- الأولى:
 تخصيصها بالاطلاع الإلهي على أحوال الخلق، ولولا فضل الإنسان وكرامته لما خص بهذا الفعل.

- الثانية:
 تخصيصها بالمغفرة ابتداء كرما، دون سبب متقدم إلا الإسلام، فمن كان مسلما فله هذا الثواب.

والحكمة من تخصيص هذه الليلة بهذا الفضل:
أنها ليلة من شهر مبارك، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
 (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر منه صياما في شعبان) [رواه البخاري ومسلم].

وعن أسامة بن زيد قال:
(قلت: يا رسول الله!، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟، قال: ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) [رواه النسائي].

وشهر شعبان مقدم شهر رمضان المبارك، تضاعف فيه الأجور، وتفتح فيه أبواب الرحمة، فكأنه أراد من عباده التحلل من كل ظلم: ظلم النفس بالشرك، وظلم العباد بالتباغض. حتى لا يحرموا تحصيل الأجر الجزيل، كما جاء وصفه في الحديث القدسي:

(كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به).

فلصيام رمضان أجر غير مقدر، تكفل الله تعالى به، ومن رحمته بعباده أنه يريد لهم نيل هذا الثواب العظيم، ولأجله حثهم على التحلل من كل ما يكون سببا في حرمانهم الثواب، فالشرك أعظم الذنوب المحبطة للأعمال الصالحة، والشحناء يفسد الدين، ويضيع ثوابا كبيرا.

- المسألة الثالثة: سبب استثناء المشرك والمشاحن من المغفرة.
--------------------------------------------
في هذا الحديث بيان عموم مغفرة الله تعالى لجميع الخلق إلا من استثني، وهم صنفان: مشرك، ومشاحن.

فأما المشرك فهو الذي عبد غير الله تعالى، بأي نوع من أنواع العبادة: من دعاء، أو نذر، أو ذبح، أو حج، وغير ذلك.. فمن فعل ذلك فقد أشرك، واستحق العقوبة وهي: عدم المغفرة، والخلود في النار، كما قال تعالى: {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار}.

وقال تعالى:
 {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا}.

وأما المشاحن فهو:
 المباغض، والمخاصم، والمقاطع، والمدابر، والحاقد، والحاسد.

فكل هذه أوصاف للشحناء، وهي مفسدة لذات البين، مقطعة للصلات والأرحام، وقد جاء في الحديث:  ( دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد، والبغضاء. وهي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده لاتدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على ما تتحابون به؟، أفشوا السلام بينكم) [الترمذي في القيامة، باب: سوء ذات البين، وقوله: (لا تدخلون) في مسلم].

فالوصف المشترك بين الشرك والشحناء أن كليهما يحلق الدين ويفسده، والفرق أن الشرك يبطل الدين فلا يبقي منه شيئا، أما الشحناء فتهتكه وتتركه بلا روح، وإن لم تجتث أصله..

وذلك أن مبنى العبادات في الإسلام على الاجتماع، فالصلاة في جماعة واجبة، ولا يجوز التخلف عنها إلا لعذر، واتهم المتخلف بغير عذر بالنفاق، فهذا اجتماع اليوم من العبادة، ثم حضور الجمعة واجب، وهو اجتماع الأسبوع، ثم حضور صلاة العيد سنة، وهو اجتماع العام، ويجتمعون للصلاة في النوازل: في الكسوف، والخسوف، والاستسقاء.

وفريضة الحج لا يكون إلا باجتماع..

والصيام الفرض في وقت واحد في شهر واحد للجميع..

والزكاة فريضة اجتماعية..

والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد عمل جماعي..

كل الشعائر شرعت جماعية، لم يخص بها فرد دون آخر، وكلها تؤدى جماعة بأوقات متحدة، وبأحكام واحدة، فلا بد إذن في إيقاعها والقيام بها من اجتماع، وأساسه التآلف والمحبة، فإذا انتفى التآلف تضررت تلك العبادات، بعضها بالنقصان والخلل، وبعضها بالزوال والترك:

فلا تجد المتباغضين يجتمعون للصلاة في صف واحد، جنبا إلى جنب؟.

ولا تجد المتباغضين يعطف بعضهم على بعض بصدقة أو إحسان؟.

ولا تجد المتباغضين يجتمعون على دعوة أو أمر بمعروف ونهي عن منكر أو جهاد؟.

فالشحناء مفسدة للدين، تحلقه، وما دخل الحسد والحقد في القلوب إلا وكان سببا في ضعف الإيمان، وربما انتفائه كلية، كما حصل لإبليس لما حسد وحقد على آدم عليه السلام، ولذا بالغ الشارع في التحذير من الشحناء، وسلكها في سياق التحذير من أعظم الذنوب، وهو الشرك، عن أبي ثعلبة الخشني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  (إن الله ليطلع على عباده ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه) [رواه الطبراني.. صحيح الجامع 1898، السلسلة الصحيحة1144]

فالشرك مفسد لعلاقة الإنسان بربه، والشحناء مفسدة لعلاقته بإخوانه المؤمنين، وإذا فسدت علاقته بربه وبإخوانه لم يبق له من دينه شيء، فكيف يغفر الله له؟.

وإذا فسدت علاقته بإخوانه هتك دينه وأضر به، لذا حرم فضل تلك الليلة المباركة.

- المسألة الرابعة: كيف نعظم هذه الليلة مستنين لا مبتدعين؟.
-----------------------------------------
اختلف أمر العلماء فيما يتعلق بهذه الليلة من فضيلة، فقد ذهب بعضهم إلى تضعيف كل ما ورد فيها من حديث، وبعضهم صحح طائفة منها، بمجموع الطرق، كالحديث الذي نحن بصدده: (.. فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن) وضعف غيره مما فيه ذكر الصلاة والصيام وغيرهما من أنواع العبادة المخصصة لهذه الليلة..

ولم يرد عن الصحابة في هذا شيء من تخصيص بعبادة أو نحوها، إنما ابتدء الخلاف من لدن عهد التابعين، حيث ذهب بعضهم إلى جواز تخصيصها بالصلاة، وأنكره جمهورهم، وذهب آخرون إلى جواز التخصيص في غير جماعة..

جاء في كتاب (تحفة الإخوان، في قراءة الميعاد في رجب وشعبان ورمضان) لشهاب الدين أحمد بن حجازي الفشني [ص90] قال: "وقد كان التابعون من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول يجتهدون ليلة النصف من شعبان في العبادة، وعنهم أخذ الناس تعظيمها، فلما اشتهر ذلك عنهم اختلف الناس فيه، فمنهم من قبله ومنهم من أنكره، وقد أنكر ذلك أكثر العلماء من أهل الحجاز منهم عطاء وابن أبي مليكة، ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء المدينة، وهو قول أصحاب مالك وغيرهم قالوا: ذلك كله بدعة.

واختلف علماء الشام في صفة إحيائها على قولين:
أحدهما: أنه يستحب إحياؤها جماعة في المسجد، وكان خالد بن معدان ولقمان بن عامر يلبسان فيها أحسن ثيابهما ويتبختران ويكتحلان ويقومان في المسجد ليلتهما تلك، ووافقهما على ذلك إسحاق بن راهوية، وقال: قيامها في المسجد جماعة ليس ببدعة.

نقله عنه حرب الكرماني في مسألة، والثاني يكره الاجتماع لها في المساجد للصلاة، ولا يكره أن يصلي الرجل لخاصة نفسه، وهذا قول الأوزاعي إمام أهل الشام وفقيههم وعالمهم".

وجاء في كتاب (الحوادث والبدع لأبي بكر الطرطوشي ص263-264) و كتاب (الباعث على إنكار البدع والحوادث لأبي شامة ص125) أن ابن وضاح روى عن زيد بن أسلم قال: "ما أدركنا أحدا من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى النصف من شعبان، ولا يلتفتون إلى حديث مكحول، ولا يرون لها فضلا على ما سواها.

وقيل لابن أبي مليكة:
إن زيادا النميري يقول: إن أجر ليلة النصف من شعبان كأجر ليلة القدر، فقال: لو سمعته وبيدي عصا لضربته"، وكان زياد قاصاً".

فعامة التابعين على إنكار تخصيص هذه الليلة بعبادة، وقد ذكر الطرطوشي ابتداءها فقال:
"وأخبرني أبو محمد المقدسي قال: لم تكن عندنا ببيت المقدس قط صلاة الرغائب، هذه التي تصلى في رجب وشعبان، وأول ما حدثت عندنا في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، قدم علينا في بيت المقدس رجل من أهل نابلس يعرف بابن أبي الحمراء، وكان حسن التلاوة، فقام فصلى في المسجد الأقصى ليلة النصف من شعبان فأحرم خلفه رجل ثم انضاف إليهما ثالث ورابع، فما ختمها إلا وهم في جماعة كثيرة، ثم جاء في العام القابل فصلى معه خلق كثير وشاعت في المسجد الأقصى وبيوت الناس ومنازلهم، ثم استقرت كأنها سنة إلى يومنا هذا.

فقلت له: أنا رأيتك تصليها في جماعة!، قال: نعم، وأستغفر الله منها". [الحوادث والبدع ص266-267]

وقد ألحقت بهذه الليلة فضائل لم تثبت، مثل ما روي في قوله تعالى: {إنا أنزلنا في ليلة مباركة} قال عكرمة مولى ابن عباس: "هي ليلة النصف من شعبان، يبرم فيها أمر السنة، وينسخ فيها الأحياء من الأموات، ويكتب الحاج، فلا يزاد فيهم أحد ولا ينقص منهم أحد".

وقال قتادة وابن زيد ومجاهد والحسن وأبو عبد الرحمن السلمي وأكثر علماء العراق: "هي ليلة القدر، أنزل الله تعالى القرآن في ليلة القدر من أم الكتاب إلى السماء الدنيا، ثم أنزله على نبيه في الليالي والأيام".

ذكر ذلك أبو بكر الطرطوشي، وقال:
"وعلى هذا القول علماء المسلمين" [كتاب الحوادث والبدع ص262]

فهذه الفضيلة، وهي نزول القرآن، لم تثبت لليلة النصف من شعبان، إنما هي ثابتة لليلة القدر بنص القرآن، قال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، ففي الأولى أبهم وفي هذه صرح بأنها ليلة القدر، وفي الأولى وصفها بأنها مباركة، وفي هذه قال: {ليلة القدر خير من ألف شهر}، فبركتها لكونها خير من ألف شهر.

ومثل ما رواه ابن ماجة:
(إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها، وصوموا يومها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا مستغفر فأغفر له؟، ألا مسترزق فأرزقه؟، ألا مبتلى فأعافيه؟، ألا سائل فأعطيه؟، ألا كذا، ألا كذا؟، حتى يطلع الفجر)، فهذا الحديث موضوع [انظر: ضعيف الجامع 652].

وتتبع أبو شامة في كتابه (الباعث عن إنكار البدع والحوادث) كثيراً من الآثار الواردة في تخصيص هذه الليلة بأنواع من العبادات وبين ما فيها من بطلان وضعف. [انظر: ص124-137]

وقد أنكر ما أحدث فيها من بدعة الصلاة كثير من العلماء سوى من ذكرنا، منهم النووي في المجموع، وابن الجوزي في الموضوعات، والقرطبي في التفسير، وابن القيم في المنار المنيف، والفيروز آبادي في خاتمة سفر السعادة [انظر: الباعث على إنكار البدع والحوادث ص126 حاشية (3)، ص127 حاشية (2)]

فإذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تخصيصه هذه الليلة بعبادة، وكان عامة ما ورد فيها إما موضوع أو ضعيف، ولم يثبت عن الصحابة رضوان الله عليهم شيء في هذا، وإنما جاء عن بعض التابعين، مع مخالفة الأكثر لهم، فلا وجه إذن لاتخاذ ليلة النصف شعبان شعيرة للعبادة تضاهي أيام الجمعة والأعياد وصلاة التراويح، فما صح غاية ما فيه الحث على الإقلاع عن كبيرتين من كبائر الذنوب هما: الشرك، والشحناء.

فمن كان حريصاً على بلوغ أجر هذه الليلة فعليه العمل بموجب ما ثبت من الأثر، وما جاء الحث عليه، أما اختراع عبادة وطاعة لم تثبت، ولم يدل عليه حديث صحيح، فليس إلا بعد عن السنة والعمل الصالح، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) [البخاري].

المصدر:
http://saaid.net/Doat/abu_sarah/115.htm


كم تصوم في شهر شعبان؟ 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
كم تصوم في شهر شعبان؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ما صح وما لم يصح في شعبان
» حول شهر شعبان
» كل شيئ عن شهر شعبان
» فضل صوم شهر شعبان
» شهر شعبان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: فـضــــائل الـشهـــور والأيـــام :: شــــــــــــــــــهر شعبــــــــــــــــــان-
انتقل الى: