أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: زوال الريب عن أحكـــام رجب الجمعة 06 أبريل 2018, 5:06 am | |
| زوال الريب عن أحكـــام رجب بقلم: وليـد بن عبــده الوصــابي غفر الله له ولوالديه وللمسلمين ------------------------------------ الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه.
وبعد: فهذه بعض التقريرات عن شهر رجب الحرام، وما يتعلق به من أحكام، أرجو أن تكون وافية كافية شافية، ونافعة دافعة شافعة.
جمعتها في هذا المقال، لعله يكون فيها فائدة وعائدة، والأجر من الكريم المتعال.
تسميته: سُمِّيَ رجب رجباً؛ لأنه كان يرجب: أي يعظم. (قاله الأصمعي، والمفضل، والفراء).
وقيل: لأن الملائكة تترجب للذكر، وقد ورد في ذلك حديث، لكنه لا يصح.
أسماؤه: شهر الله الحرام "رجب"، له أسماء كثيرة، وهذا يدل على شرفه وفضله، كما هو معلوم لدى العرب.
وهذا ما وجدته من أسمائه: ١) شهر الله. ٢) ورجب. ٣) ورجب مضر. ٤) ومنصل الأسنة. ٥) والأصم. ٦) والأصب. ٧) ومنفس. ٨) ومطهر. ٩) ومعلي. ١٠) ومقيم. ١١) وهرم. ١٢) ومقشقش. ١٣) ومبرئ. ١٤) وفرد. ١٥) ورجم بالميم. ١٦) ومنصل الآلة، وهي الحربة. ١٧) ومنزع الأسنة. ينظر: (لسان العرب).
دعاء دخول رجب: جاء في حديث رواه أحمد (1/ 259) والبيهقي في (الشعب: 3815) وهو من رواية زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري، وهو ضعيف. ينظر: (شعب الإيمان: 3 / 375).
ولكنه قد ورد دعاء عام في كل شهر، عند رؤية هلاله: (اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام).
صلاة الرجبية: قال النووي: "واحتج به العلماء على كراهة هذه الصلاة المبتدعة التي تسمى الرغائب، قاتل الله واضعها، ومخترعها، فإنها بدعة منكرة من البدع التي هي ضلالة، جهالة، وفيها منكرات ظاهرة، وقد صنف جماعة من الأئمة مصنفات نفيسة في تقبيحها، وتضليل مصليها، ومبتدعها، ودلائل قبحها وبطلانها، وتضليل فاعلها؛ أكثر من أن تحصر". أ.هـ ينظر: (شرح صحيح مسلم: 8/ 20) و(نيل الأوطار، للشوكاني: 4/ 337).
صلاة النصف من رجب: وهي بدعة محدثة، وتعتمد هذه البدعة على حديث من الأحاديث الموضوعة. ينظر: (الموضوعات، لابن الجوزي: 2/ 126).
صلاة ليلة المعراج: وهي صلاة تصلى ليلة السابع والعشرين، زاعمين أنها ليلة المعراج، وهذا تاريخ لم يثبت، بل هي من البدع المحدثة، التي لا أصل لها صحيح. ينظر: (خاتمة سفر السعادة، للفيروزأبادي، ص150) والكتب الناهية عن البدع.
وقد "ذكر بعض القصاص: أن الإسراء كان في رجب وذلك عند أهل التعديل والتجريح عين الكذب". ينظر: (الباعث الحثيث: 232) و(مواهب الجليل: 2/ 408).
العمرة في رجب: لا دليل على تخصيصه بعمرة فيه، وليس له مزية أو فضيلة وردت في الشرع المطهر.
ولكن تبقى المسألة في محل اجتهاد؛ لما روى ابن عمر من أن النبي صلى الله عليه وسلم، اعتمر في رجب، ولكن وهّمته عائشة في ذلك. كما في (صحيح مسلم: 1255).
وجاء عن عثمان بن حكيم قال: سألتُ سعيدَ بنَ جُبَيرٍ عن صومِ رجبَ؟ ونحن يومئذٍ في رجبَ. فقال: سمعتُ ابنَ عباسٍ رضي اللهُ عنهما يقول: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يصوم حتى نقولَ: لا يفطرُ، ويفطرُ حتى نقولَ: لا يصومُ).
وهذه بعض الآثار في ذلك: • كان يعجب ابن عمر، العمرة في رجب. (فضائل شهر رجب للخلال: 9). وهو ثابت عنه وصحيح.
• وعن يحيى بن عبدالرحمن بن حاطب عن أبيه: قال: اعتمرت مع عمر وعثمان في رجب. (مصنف ابن أبي شيبة (13501) بسند صحيح.
• وكانت تفعلها أم المؤمنين عائشة (مصنف ابن أبي شيبة (13496) بسند صحيح.
• قال الحافظ ابن رجب في (اللطائف: 187): ونقل ابن سيرين: عن السلف أنهم كانوا يفعلونه. • وهو قول العلامة ابن باز. ينظر: (مجموع فتاواه 489/ 11) و (مجلة الدعوة: العدد 1566). • والشيخ ابن عقيل، كما في (فتاويه (255/ 2).
• وفي (مواهب الجليل): واستمر عمل الناس اليوم على الإكثار منها في رجب وشعبان ورمضان...).
الفرع والعتيرة: وردت في فعلها ونسخها أحاديث صحيحة عن النبي عليه الصلاة والسلام، والجمع: أن النسخ عنها، نسخ للوجوب أو الاستحباب. ينظر: (الوفيرة في حكم العتيرة)
الصيام في رجب: يستدلون بأحاديث، ولكنها موضوعة. ينظر: (الواهيات) و (الموضوعات) و (ميزان الاعتدال) ونحوها.
قال ابن القيم: "كل حديث في ذكر صوم رجب، وصلاة بعض الليالي فيه، فهو كذب مفترى" أ.هـ. ينظر: (المنار المنيف، لابن القيم: / 96).
قاعدة مهمة في شهر رجب: وردت عدة أحاديث مخصوصة في فضل مجموعة من الأعمال في شهر رجب، كصيام بعض الأيام المعينة، وصلاة بعض الصلوات المخصوصة في أيام وأوقات معينة، وما إلى غير ذلك، ولا يصح منها شيء، ولا يثبت في فضل رجب حديث مخصوص باتفاق أهل المعرفة بالحديث.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأما صوم رجب بخصوصه فأحاديثه كلها ضعيفة، بل موضوعة، لا يعتمد أهل العلم على شيء منها، وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل، بل عامتها من الموضوعات المكذوبات" ينظر: (مجموع الفتاوى: ٢٥/ ٢٩٠)
وقال الحافظ ابن حجر: "لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه، حديث صحيح يصلح للحجة، وقد سبقني إلى الجزم بذلك: الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ، رويناه عنه بإسناد صحيح، وكذلك رويناه عن غيره".
وقال أيضاً: "وأما الأحاديث الواردة في فضل رجب، أو في فضل صيامه، أو صيام شيء منه صريحة، فهي على قسمين: ضعيفة، وموضوعة". (تبيين العجب: ١١)
وقال الحافظ ابن القيم: "كل حديث في ذكر صيام رجب، وصلاة بعض الليالي فيه؛ فهو كذب مفترى" (المنار المنيف: ٩٦).
وقال الحافظ العراقي: "لا يصح في فضل رجب حديث" (فيض القدير: ٤/ ١٨).
هذا ما تيسر جمعه وترتيبه، وأسأل الله أن يهدي قلوبنا، ويشرح صدورنا لقبول الحق، و العمل به، التمسك عليه. والحمد لله رب العالمين.
وليد بن عبده الوصابي. تمت مراجعته في: ١٤٣٨ رجب ٣ |
|