|
| تساؤلات, ودرء شبهات حول الأحاديثِ والسيرة | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: تساؤلات, ودرء شبهات حول الأحاديثِ والسيرة السبت 27 نوفمبر 2010, 7:12 am | |
| تساؤلات, ودرء شبهات حول الأحاديثِ والسيرة
سؤال في الإعجاز العلمي:
هل المسافة بين الأرض والسماء هي مسيرة 500 عام؟
هذا تساؤل حول معنى الحديث النبوي الذي يحدد المسافة بين السماء والأرض، وهل يتطابق مع العلم الحديث؟….
في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: أتدرون كم ما بين السماء والأرض؟ مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء خمسمائة سنة، وكثف كل سماء خمسمائة سنة.
والآن وفي عصرنا هذا يقول علماء الفلك أن الجزء المدرك من الكون يبلغ مسافة 36 ألف سنة ضوئية، والضوء يقطع مسافة 300 ألف كيلو متر في الثانية الواحدة.
والذي فهمته إن كل هذا في السماء الدنيا وأن المسافة التي اكتشفها العلماء من الجزء المدرك يفوق بكثير جداً ما ذكر في الحديث، فعلم الفلك يعارض هذه المعلومات حيث يذكر أن المسافة المعلومة من الفضاء تبلغ آلاف السنوات الضوئية.
أرجوا التفصيل في هذه المسالة وتوضيحها حيث أني وجدت العديد من المواقع تتساءل عن هذه المسألة وتعارضها مع الحقائق الفلكية.
ولم أجد بحثا حول ذلك، ولعلمي بحرصكم واهتمامكم بالإعجاز العلمي والدفاع عن الدين ونقض الشبهات توكلت على الله وأرسلت هذا السؤال…
هناك حديث نبوي حول هذا الموضوع، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ قال قلنا الله ورسوله أعلم, قال: بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة) [رواه الترمذي، وقال حديث حسن].
ولكن الشيخ الألباني قال عن الحديث إنه ضعيف، فما العمل في مثل هذه الحالة؟
إن الذي يقرأ هذا الحديث قراءة سطحية يظن بأنه يتناقض مع الحقائق العلمية الحديثة، والمشكلة أن علماء الحديث لم يتفقوا على هذا الحديث فمنهم من اعتبره صحيحاً ومنهم من اعتبره ضعيفاً.
وعندما نقول عن الحديث إنه ضعيف فلا يعني ذلك أنه غير صحيح، بل قد يكون صحيحاً، ولكن هناك مشكلة ما في سند الحديث من حيث الرواة.
العلم يحدد المسافة بين الأرض وأبعد مجرة بعشرين ألف سنة ضوئية (وكل يوم يكتشف العلماء مجرات أبعد)، أي أن الضوء يستغرق 20 ألف سنة (أو أكثر) حتى يقطع المسافة بين الأرض والسماء الدنيا.
والذي أراه أن كل ما ندركه في الكون بمناظيرنا وأجهزتنا هو دون السماء الدنيا، لأن الله تعالى زين السماء الدنيا (أي السماء الأولى) بمصابيح وهي النجوم، يقول تعالى: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 12].
السماء واسعة جداً وكل يوم يرى العلماء مجرات جديدة تبعد عنا آلاف الملايين من السنوات الضوئية، والمجرة هي تجمع ضخم من النجوم وأبعد مجرة مكتشفة حتى الآن تبعُد عنا بحدود عشرين ألف مليون سنة ضوئية (حسب تقديرات العلماء وقد تكون المسافة الحقيقية أكثر أو أقل، الله أعلم).
ولكن قد يكتشف العلماء نجوماً أبعد من ذلك، فلا نستطيع الآن تحديد بُعد السماء الدنيا عنا، ولكن ماذا يعني (مسيرة 500 عام)؟ والعلماء يتحدثون عن عشرين ألف مليون عام؟ هل هذا تناقض مع العلم أم أن هناك معجزة في هذا الحديث؟
إن التشكيك بصحة هذا الحديث هو أمر خطير، فنحن لسنا مؤهلين لتقييم أحاديث النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، ولذلك فإنني أميل إلى الاعتقاد بصحته، ولكن أبحث عن تفسير له، فربما نجد معجزة في مثل هذه الأحاديث.
لأن النبي لم يأت بشيء من عنده، بل علَّمه الله علوماً كثيرة لتكون دليلاً على نبوته في هذا العصر.
لاحظوا معي أن الحديث لم يحدد لنا كيفية المسيرة، هل هي مسيرة500 عام بسرعة الإنسان، أم500 عام بسرعة الخيل، أم بسرعة الريح أو بسرعة البرق، أم أن هناك سرعة مجهولة لا نعلمها أكبر من هذه بكثير؟!
من الأشياء العجيبة التي يقترحها بعض العلماء اليوم أن سرعة الضوء ليست هي السرعة القصوى في هذا الكون، إنما هناك أجسام أسرع بكثير من الضوء!!!
وفي حال صحَّت هذه الفرضية عندها سنكون أمام معجزة نبوية عظيمة، لأن النبي حدَّد لنا المسافة بين السماء والأرض بخمس مائة عام، ويمكن أن أقوم بهذا الحساب البسيط، وهو لتقريب الفكرة فقط.
لو فرضنا أن أقصى مجرة تبعد عن الأرض 20000000000 سنة ضوئية، وبعدها توجد السماء الثانية (وهذا فرض للتوضيح فقط).
والضوء يقطع في كل ثانية 300000 كيلو متر، (كل سنة تساوي تقريباً 31.5 مليون ثانية) إذاً المسافة من الأرض إلى السماء هي: 20000000000 × 300000 × 31500000 = 189000000000000000000000 كيلو متر
أي أن المسافة بناء على هذه الفرضية ستكون 189 ألف بليون بليون كيلو متر، وإذا أردنا أن نستخدم القانون البسيط لحساب السرعة نقول: السرعة = المسافة ÷ الزمن (= 500 سنة) السرعة = 189000000000000000000000÷ 15750000000= 12000000000000 = 12 تريليون كيلو متر في الثانية أي أننا لو سرنا بسرعة 12 تريليون كيلو متر في الثانية فسنصل إلى حدود السَّماء الدنيا في 500 سنة، وهذا يتطابق مع ما حدثنا عنه النبي صلى الله عليه وسلم (حسب الفرضية السابقة).
وهذا يعني أن العلماء لو عثروا على أجسام تسير بهذه السرعة الهائلة في المستقبل فسيكون الحديث النبوي مطابقاً للعلم!
ومن هنا نصل إلى نتائج مهمة وهي:
1- ينبغي ألا نتسرَّع في الحكم على الحديث النبوي، لأننا لم نؤت من العلم إلا القليل، يقول تعالى: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 85]. لأن العلم يفاجئنا كل يوم بحقائق علمية جديدة.
2- لنفرض الآن أن هذا الحديث غير صحيح، ماذا ستكون النتيجة؟ طبعاً لن يتغير أي شيء، لأن مثل هذه الأحاديث لا تغير شيئاً في عقيدة المؤمن، فإذا كان الحديث صحيحاً وتطابق مع العلم ازددنا إيماناً، وإذا كان الحديث غير صحيح فليس هناك مشكلة، ولا ينبغي أن نفسح مجالاً للمشككين أن يطعنوا في الإسلام بسبب هذا الحديث أو غيره.
3- إن أفضل طريقة للتعامل مع الأحاديث الضعيفة أو الأحاديث التي نظنها تناقض العلم، أن نؤجل البحث فيها حتى يكتشف العلماء حقائق علمية جديدة، وأثناء نقاشنا مع الملحدين حول هذه الأحاديث نقول لهم بكل بساطة: إن العلم لم يتطور بعد لندرك المعنى الصحيح للحديث.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه..
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: تساؤلات, ودرء شبهات حول الأحاديثِ والسيرة السبت 27 نوفمبر 2010, 7:26 am | |
| وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً بالأخ الكريم بيننا
نعم أخي وردت أحاديث كثيرة بهذا المعنى ضعفها بعض العلماء كالألباني ولكن صححها البعض..
فلنرى الحديث أولاً:
كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاء فمرت سحابة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما هذا قال: قلنا السحاب قال: والمزن قلنا: والمزن قال: والعنان قال: فسكتنا فقال: هل تدرون كم بين السماء والأرض قال: قلنا: الله ورسوله أعلم قال: بينهما مسيرة خمسمائة سنة ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة وكثف كل سماء خمسمائة سنة وفوق السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض ثم فوق ذلك ثمانية أو قال بين ركبهن وأظلافهن كما بين السماء والأرض ثم فوق ذلك العرش بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض والله تبارك وتعالى فوق ذلك وليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء.
الراوي: العباس بن عبد المطلب المحدث: أحمد شاكر المصدر: مسند أحمد الصفحة أو الرقم: 3/202 خلاصة الدرجة: إسناده ضعيف جدا
ولكن هناك أحاديث في هذا الصدد صححها بعض العلماء
إذن فلنفكر نحن.. هل الحديث بالفعل يتعارض مع الحقائق العلمية؟
في الحقيقة الحديث ينقسم إلى جزأين في تحديد المسافة بين السماء والأرض: 1. السرعة "المسيرة" 2. الزمن "خمسمائة سنة"
في الجزء الثاني وهو الزمن "خمسمائة سنة" الموضوع لا جدال فيه لأن الله جل وعلا حدد لنا السنة في قوله تعالى: "وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم وهو خمسمائة عام". الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي المصدر: سنن الترمذي الصفحة أو الرقم: 2354 خلاصة الدرجة: صحيح
وعلى هذا نتفق أن الخمسمائة عام يُعنى بهم خمسمائة سنة مما نعد وما نعرف..
أما الجزء الأول وهذا هو ما نبغيه: السرعة "المسيرة"..
ففي الحديث الشريف لم يتم تحديد المسيرة والسرعة تحديداً فنحنُ نعلم أن السرعة يختلف معها مقدار زمن الوصول فتقدير السرعة لم يُذكر في الحديث..
أما العلماء فيُقدرون السرعة بين السماء والأرض بسرعة الضوء فيقيسون الزمن بالسنة الضوئية..
فهنا معتبرين أن السرعة الضوئية هي أقصى سرعة يُمكن القياس بها
إذا أخذنا في الاعتبار نحن:
1. أن السرعة المذكورة في الحديث غير معروفة. 2. الخروج من الجاذبية الأرضية مما يعني زيادة السرعة المعتبرة في الحديث. 3. هذه الآية الكريمة في قوله تعالى: "يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ".
تفسير ابن كثير: وَقَوْله تَعَالَى: " يُدَبِّر الْأَمْر مِنْ السَّمَاء إِلَى الْأَرْض ثُمَّ يَعْرُج إِلَيْهِ " أَيْ يَتَنَزَّل أَمْره مِنْ أَعْلَى السَّمَاوَات إِلَى أَقْصَى تُخُوم الْأَرْض السَّابِعَة كَمَا قَالَ تَعَالَى: " اللَّه الَّذِي خَلَقَ سَبْع سَمَاوَات وَمِنْ الْأَرْض مِثْلهنَّ يَتَنَزَّل الْأَمْر بَيْنهنَّ " الْآيَة وَتُرْفَع الْأَعْمَال إِلَى دِيوَانهَا فَوْق سَمَاء الدُّنْيَا وَمَسَافَة مَا بَيْنهَا وَبَيْن الْأَرْض مَسِيرَة خَمْسمِائَةِ سَنَة وَسُمْك السَّمَاء خَمْسمِائَةِ سَنَة: وَقَالَ مُجَاهِد وَقَتَادَة وَالضَّحَّاك: النُّزُول مِنْ الْمَلَك فِي مَسِيرَة خَمْسمِائَةِ عَام وَصُعُوده فِي مَسِيرَة خَمْسمِائَةِ عَام وَلَكِنَّهُ يَقْطَعهَا فِي طَرْفَة عَيْن. وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: " فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره أَلْف سَنَة مِمَّا تَعُدُّونَ ".
لذا من المؤكد أنه توجد سرعة قد تكون أكبر بكثير من سرعة الضوء..
وعليه.. فإن الحديث إن صح فهو لا يتعارض بأي حال من الأحوال مع الحقائق العلمية المعروفة بل ويتفوق عليها كما هي كل الأحاديث التي أثبتت تفوقها عبر الزمن..
والله أعلى وأعلم. هدانا الله وإياكم لما يُحب ويرضى
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: تساؤلات, ودرء شبهات حول الأحاديثِ والسيرة السبت 27 نوفمبر 2010, 8:51 am | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
ورد الحديث من رواية العباس وأبي هريرة وأبي ذر رضي الله عنهم مرفوعا ومن رواية ابن مسعود موقوفا:
1 - حديث العباس: اخرجه أحمد في المسند ( 1 / 206 ) قال: ( حدثنا عبد الرزاق أنبأنا يحيى بن العلاء عن عمه شعيب بن خالد حدثني سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن عباس بن عبد المطلب قال: كنا جلوسا مع رسول الله بالبطحاء فمرت سحابة فقال رسول الله أتدرون ما هذا؟ قال قلنا السحاب.. قال: والمزن.. قلنا: والمزن.. قال: والعنان.. قال: فسكتنا.. فقال: هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ قال: قلنا: الله ورسوله أعلم.. قال: بينهما مسيرة خمسمائة سنة ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة وفوق السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين ركبهن وأظلافهن كما بين السماء والأرض ثم فوق ذلك العرش بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض والله تبارك وتعالى فوق ذلك وليس يخفى عليه من أعمال بنى آدم شيء ".
وهذا إسناد ضعيف جداً فيه يحيى بن العلاء تفرد به: قال أحمد: هو كذاب يضع الحديث. وقال يحيى: ليس بثقة. وقال الفلاس: متروك الحديث. وقال ابن عدي: أحاديثه موضوعات. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. والحديث منقطع أيضاً كما سيتبين..
ورواه أبو داود برقم ( 4723 ) وابن ماجه برقم ( 193 ) والعقيلي في الضعفاء ( 2 / 284 ) من طريق الوليد بن أبى ثور والترمذي برقم ( 3320 ) من طريق عمرو بن أبي قيس كلاهما عن سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب به كنت في البطحاء في عصابة فيهم رسول الله فمرت بهم سحابة فنظر إليها فقال: " ما تسمون هذه؟ " قالوا: السحاب.. قال: " والمزن " قالوا: والمزن.. قال: " والعنان ".. قالوا: والعنان.. قال: " هل تدرون ما بُعد ما بين السماء والأرض؟ ".. قالوا: لا ندري.. قال: " إن بُعد ما بينهما إما واحدة أو اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة ثم السماء فوقها كذلك " حتى عد سبع سموات " ثم فوق السابعة بحر بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهم وركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء ثم على ظهورهم العرش [ ما ] بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء ثم الله تبارك وتعالى فوق ذلك ".
وفيه علل:
1 - عبد الله بن عميرة لا يعرف له سماع من الأحنف بن قيس قاله البخاري.
2 - طريق ابي داود وابن ماجه فيه الوليد بن ابي ثور ضعيف. قال ابن معين ليس بشيء. وقال محمد بن عبد الله بن نمير كذاب.
وطريق الترمذي فيه عمرو بن ابي قيس: قال الآجري عن أبي داود في حديثه خطأ. وقال في موضع آخر لا بأس به. وذكره بن حبان في الثقات. ونقل ابن شاهين عن عثمان بن أبي شيبة أنه قال: لا بأس به كان يهم في الحديث قليلا. وقال أبو بكر البزاز في السنن مستقيم الحديث . وقال سعيد البرديجي عن أبي زرعة منكر الحديث يهم كثيراً.
3 - وقد روى شريك عن سماك عن عبد الله بن عميرة به بعض هذا الحديث وأوقفه كما قال الترمذي.
ورواية أبي دواود والترمذي وابن ماجه ليس فيها خمس مائة عام كما نرى.
2 - حديث أبي هريرة: أخرجه أحمد في المسند ( 2 / 370 ) من طريق سريج قال نا الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة قال: بينما نحن عند رسول الله إذ مرت سحابة فقال: أتدرون ما هذه؟ قال: قلنا: الله ورسوله اعلم.. قال: هذه العنان هذه روايا الأرض يسوقها الله إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه.. ثم قال: هل تدرون ما فوقكم؟ قلنا: الله ورسوله أعلم.. قال: فإنها رفيع موج مكفوف وسقف محفوظ.. ثم قال: أتدرون كم بينكم وبينها؟ قلنا: الله ورسوله أعلم.. قال: مسيرة خمسمائة عام.. ثم قال: أتدرون ما الذي فوقها؟ قلنا: الله ورسوله أعلم.. قال: سماء اخرى أتدرون كم بينكم وبينها؟ قلنا: الله ورسوله أعلم.. قال: مسيرة خمسمائة عام.. حتى عد سبع سماوات.. ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟ قلنا الله ورسوله أعلم.. قال: العرش وبينه وبين السماء السابعة مسيرة خمسمائة عام.. ثم قال: هل تدرون ما هذه التي تحتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم.. قال: فإنها الأرض بينها وبين الأرض التي تحتها مسيرة خمسمائة عام حتى عد سبع أرضين.. ثم قال: وأيم الله لو دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السفلى السابعة لهبط على الله عز وجل ثم قرأ هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ".
وهذا إسناد ضعيف فيه عدة علل:
الأولى: الحكم بن عبد الملك ضعيف:
قال ابن معين: ضعيف ليس بثقة وليس بشيء. وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث وليس بقوي في الحديث. وقال أبو داود: منكر الحديث. وقال النسائي ليس بالقوي.
الثانية: قتادة مدلس وقد عنعن.
الثالثة: الحسن لم يسمع من أبي هريرة عند الأكثر.
وقد روى هذا الحديث ابو جعفر الرازي عن قتادة عن الحسن قال احمد بن حنبل ابو جعفر مضطرب الحديث يروي ابو جعفر عن قتادة عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن العباس عن النبي قال والذي نفسي بيده لو دليتم احدكم بحبل إلى الأرض السابعة لقدم على ربه عز وجل ثم تلى: هو الأول والآخر والظاهر والباطن. ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية ( 1 / 27 ) من طريق أحمد وقال: هذا الحديث لا يصح.
ورواه أبو الشيخ في العظمة ( 2 / 563 ) قال: ( حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن حدثنا عبيد بن آدم حدثنا أبي حدثنا شيبان حدثنا قتادة عن الحسن عن أبي هريرة قال بينما رسول الله يحدث أصحابه فذكر نحوه ) وإبراهيم بن محمد بن الحسن هو أبو إسحاق المشهور بابن متويه الحافظ قال أبو الشيخ كان من معادن الصدق. وعبيد بن آدم صدوق. وأبوه آدم بن أبي إياس ثقة. وشيبان هو النحوي ثقة. لكن يبقى تدليس قتادة والانقطاع بين الحسن وأبي هريرة.
3 - حديث أبي ذر:
أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ( 2 / 289 ) برقم ( 850 ) من طريق أحمد بن عبد الجبار حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي نصر عن أبي ذر قال قال رسول الله: ما بين السماء الى الأرض مسيرة خمس مائة عام وما بين السماء التي تليها خمس مائة عام كذلك الى السماء السابعة والأرضين مثل ذلك وما بين السماء السابعة الى العرش مثل جميع ذلك ولو حفرتم لصاحبكم فيها لوجدتموه يعنى علمه.
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية ( 1 / 26 ) والجوزقاني في الأباطيل ( 1 / 68 ) من طريق البيهقي وفيه علل:
الأولى: أحمد بن عبد الجبار هو العطاردي ضعيف. قال ابن عدي: رأيت أهل العراق مجمعين على ضعفه. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم. وقال حمزة السهمي: سألت الدارقطني عنه فقال: لا بأس به أثنى عليه أبو كريب.
الثانية: أبو نصر مجهول لا يعرف قاله ابن الجوزي في العلل والذهبي في الميزان ( 4 / 579 ). الثالثة: الأعمش مدلس وقد عنعن. الرابعة: أن محاضراً رواه عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي نصر به كما عند البزار والجوزقاني في الأباطيل. والعلة الأولى تزول بمتابعة أبي كريب عن أبي معاوية به أخرجه الذهبي في تذكرة الحفاظ بإسناده ( 2 / 748 ).. وتابعهما أيضاً إبراهيم بن أبي معاوية وهناد بن السري قالا حدثنا أبو معاوية به عند ابن أبي شيبة في كتاب العرش ( ص 60 ) برقم ( 17 ). قال البزار: ( لا نعلمه يروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد وأبو نصر أحسبه حميد بن هلال ولم يسمع من أبي ذر ) كشف الأستار ( 2 / 450 ). وقال ابن الجوزي في العلل: ( هذا حديث منكر ).
هذا ما يتعلق بالحديث مرفوعا وقد جاء موقوفا على ابن مسعود بإسناد صحيح ومثله لا يقال بالرأي فله حكم الرفع: رواه الدارمي في الرد على الجهمية ( ص 55 ) برقم ( 81 ) وفي الرد على المريسي ( 1 / 471 ، 519 ) وابن بطة في الإبانة ( 3 / 172 ) وابن خزيمة في التوحيد ( 1 / 242 ) برقم ( 149 ) والبيهقي في الأسماء والصفات ( 2 / 290 ) برقم ( 851 ) وأبو الشيخ في العظمة ( 2 / 688 ) برقم ( 279 ) والطبراني في الكبير ( 9 / 228 ) وابن عبد البر في التمهيد ( 7 / 139 ) من طريق حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن ابن مسعود أنه قال: " ما بين السماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمس مئة عام وما بين كل سماء مسيرة خمس مائة عام وما بين السماء السابعة والكرسي مسيرة خمس مئة عام وما بين الكرسي والماء مسيرة خمس مئة عام والعرش على الماء والله عز وجل على العرش يعلم ما أنتم عليه ".
وقد ورد اختلاف في إسناده:
- فأخرجه اللالكائي في شرح السنة برقم ( 659 ) من طريق الحسن بن أبي جعفر عن عاصم عن زر عن عبد الله به، والحسن ضعيف.
- وأخرجه ابن خزيمة في التوحيد ( 2 / 885 ) وأبو الشيخ في العظمة ( 2 / 565 ) من طريق روح بن عبادة وأبي النظر هاشم بن القاسم عن المسعودي عن عاصم عن زر عن عبد الله به.
وخالفهما حفص بن سليمان القاري فرواه عن عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود به وحفص متروك الحديث.
-ورواه البيهقي في الأسماء والصفات ( 2 / 292 ) من طريق يونس بن بكير عن المسعودي عن عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود به.
-ورواه أبو الشيخ في العظمة ( 3 / 1047 ) من طريق يزيد بن هارون عن المسعودي عن عاصم عن أبي وائل وزر بن حبيش عن ابن مسعود به.
فالذي يظهر أن هذا الاختلاف من المسعودي فإنه اختلط في آخره كما قال أحمد وابن معين وابن سعد وابن نمير وغيرهم. قال الذهبي في العلو ( ص 63 - 64 ): إسناده صحيح. منقول من موقع ملتقى أهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=101894
ورد -أيضًا- ذكر تحديد ما بين السماء والأرض في أحاديث كثيرة؛ أن بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة سنة ليست مسيرة مائة سنة؛ بل خمسمائة سنة.
والمراد بالسير:
الذي كان معروفًا, وهو سير الأقدام, أو سير الإبل.
معلوم أن أقصى الأرض يمكن قطعه في عشرين سنة أو نحوها, قد ذكر الله تعالى أن ذا القرنين وصل إلى مشارق الأرض ومغاربها, يقول الله عنه: فَأَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ ثم قال: ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ.. يعني: الأرض لها حدود؛ ومع ذلك يمكن أن تقطع, -يعني: دورتها أن تقطع- في عشرين سنة, أو في أربعين سنة؛ ومع ذلك فإن بُعد ما بيننا وما بين السماء خمسمائة, يعني: ليست عشرين سنة, ولا ثلاثين سنة ولا مائة؛ بل خمسمائة سنة بالسير المعتاد, ماذا تكون هذه المسافة؟ لا شك أنها مسافة عظيمة, وأنها بعيدة, وهكذا -أيضًا- ما بين كل سماء إلى سماء خمسمائة سنة كما ورد ذلك في أحاديث.
بعد ذلك نقول: إن الله تعالى قد يختصر هذه المسافة في زمن قصير, نتحقق ونجزم أن نبينا صلى الله عليه وسلم عُرج به إلى السماء ليلة الإسراء, أُسري به من مكة إلى بيت المقدس ومن بيت المقدس عُرج به إلى السماء, فذكر أنه وصل إلى السماء الدنيا.
استفتح الملك ففتح له, فوجد في السماء الدنيا آدم سلم عليه, ثم صعد إلى السماء الثانية ووجد فيها يحيى وعيسى ثم صعد إلى السماء الثالثة فوجد فيها يوسف وفي السماء الرابعة إدريس وفي السماء الخامسة هارون وفي السادسة موسى وفي السابعة إبراهيم يعني: أرواحهم وصلوا إلى.. أو رفعوا إلى ذلك المكان.
ولا شك أن هذا دليل على عموم قدرة الله, كيف قطع الملك هذه المسافات بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ مع أن له جرما وله لحما وعظما كسائر البشر؟!
ومع ذلك ما بيننا وبين السماء خمسمائة, وكثف كل سماء خمسمائة, وما بين كل سماءين خمسمائة؛ ومع ذلك قطعت في بعض ليلة؛ عرج به حتى وصل إلى السماء السابعة, ثم نزل إلى أن وصل إلى مكانه الذي كان فيه.
فنؤمن بذلك كله, ونعرف عموم قدرة الخالق على كل شيء.
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: تساؤلات, ودرء شبهات حول الأحاديثِ والسيرة السبت 27 نوفمبر 2010, 9:02 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كثيرًا ما يأمر الله تعالى بالتفكر في آيات الله تعالى وفي مخلوقاته, وهي من الدلالات على قدرته وعظيم سلطانه.
إذا قيل: بأي شيء عرفت ربك؟ فقل: بآياته ومخلوقاته. وأعظم آياته الليل والنهار, والشمس والقمر.
وأكبر مخلوقاته السماوات والأرض ومن فيهن وما بينهما؛ وذلك لأنها دالة على قدرته, فإنه سبحانه نصب الآيات الدالة على قدرته فجعلها حجة على عباده.
لما أمر بعبادته ذكر الدلالات، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً هكذا أمرهم بأن يستدلوا على أنه الذي جعل الأرض فراشا, والسماء بناء.
الأرض فرشها, وجعلها فراشا يتقلب عليه الناس؛ يتقلب عليه الخلق, ويتنقلون عليه من مكان لمكان, والسماء جعلها بناء وسقفا محفوظا, يتأملون فيها وينظرون فيها.
لا شك أن هذا من أكبر الأدلة على كمال قدرته, وعلى عظمة سلطانه. فكثيرا ما يأمر الله تعالى بالتأمل في ذلك, ويجعل هذا من الدلالة على قدرته تعالى وعلى استحقاقه للعبادة؛ فمن ذلك قول الله تعالى: أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ.
فهذا دلالته واضحة على كمال قدرته, أنه رفع السماء وبناها، والبناء كما يشاء. يعني: كملها وبناها على ما يشاء, ولا يعلم الخلق من أي شيء بناها, البناء -عادة الذي نعرفه- يكون له مادة يتكون منها؛ الذي يريد أن يبني بيتا لا بد أن يكون له مادة, يبني بيتا من الطين ومن الحجارة ومن الخشب ومن الحديد, يعني: يجد مادته على وجه الأرض فيأخذ منها ما يبني به ذلك البناء الذي يريد أن يرفعه، ويشيده كما يشاء.
الله تعالى لم يذكر من أي شيء مادة هذه السماوات حيث بناها، ولا مادة هذه الأرض حيث رفعها وبسطها. فهو قادر على تكوينها ولو لم يكن لها مادة تتكون منها.
كذلك أيضا قد عرف بأنه سبحانه لا يحتاج في بنائه إلى أعوان, ولا إلى شركاء "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" فلما بنى هذه السماء ورفعها لم يكن بحاجة إلى من يعاونه.
أخبر تعالى بأنه بنى هذه السماوات وأنها سبع سماوات، وكذلك ومن الأرض مثلهن، وذلك في وقت قصير كما يشاء في ستة أيام.
ورد في بعض الأحاديث تفصيلها، وكذلك في بعض الآيات؛ مثل قول الله تعالى: " قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ " خلق الأرض في يومين مع أن الأرض قد أخبر بأنها سبع أرضين، يقول الله تعالى: " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ " أخبر بأنه خلق من الأرض مثلهن.
وورد أيضا في الحديث أن الله خلق سبع أرضين؛ ولكن لا نعلم أين تلك الأرضين، فإن خلق الله تعالى واسع؛ كما في قوله تعالى: " وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ "
أي: هذا الفضاء الذي ليس له نهاية الله قادر على أن يجعل فيه مخلوقات لا تصل إليها إدراكات البشر.
ولا ندري أين بقية الأرضين؟ وورد أنه صلى الله عليه وسلم قال: " من ظلم شبراً من الأرض طُوقه من سبع أرضين "
دليل على أن هناك سبع أرضين, وأن بعضها أسفل من بعض؛ ومع ذلك لا نعلم أين تلك الأرضين؟ إنما البشر معروفون الآن على أرض واحدة ظاهرة.
وكثيرًا ما يلفت الله تعالى الأنظار إلى هذه المخلوقات ليعتبروا بها؛ وذلك لما فيها من الآيات, وما فيها من العبر العظيمة, فإن السماوات ذكر الله ما فيها من الآيات؛ كقوله تعالى: " وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا " وهي هذه السماوات " سَبْعًا شِدَادًا "
يعني: شديدة, لا تقدرون على أن تصلوا إليها أو تخترقوها, وصفها بالشدة؛ لعظمها ولكثافتها، ثم قال: " وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا " أخبر بأنه جعل فيها هذا السراج؛ ألا وهو هذه الشمس، سماها الله سراجا؛ لأنها تضيء للناس إذا طلعت, سماها سراجا؛ كما في قوله تعالى: " هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا " يضيء في الليل المظلم, والشمس تضيء في النهار, فكل منهما آية من آيات الله.
وكذلك بقية الأفلاك وبقية النجوم التي يسيرها الله كما يشاء, فجعل هذه المخلوقات دالة على كمال قدرته وكمال عزته تعالى. لا شك أن هذا دليل واضح على عظمة الخالق؛ فإن قوله تعالى: " الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً " آية دالة على عظمته، ولهذا قال ابن كثير بعد تفسيرها: الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة. يعني: أنه الذي خلق هذه المخلوقات ورفعها كما شاء, وأنه هو أهل أَنْ يُعْبَد, رفع السماء؛ كما في قوله تعالى: " أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا " يعني: رفعها وسمكها وقواها وسواها كما هي " وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا " كل هذه دلالات على عظمة هذه المخلوقات.
|
| | | أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: تساؤلات, ودرء شبهات حول الأحاديثِ والسيرة السبت 27 نوفمبر 2010, 9:04 am | |
| تساؤلات, ودرء شبهات حول الأحاديثِ والسيرة
بسم الله الرحمن الرحيم..
والحمد لله رب العالمين.
الذي يجب أن ننتبه إليه في مثل هذه الأحاديث أنها قيلت في زمن كان العلم لا يستطيع تفسير الظواهر الطبيعية العادية التي تحدث في الأرض من رعد وبرق ومطر وكسوف وخسوف, فكيف لهذا الرجل البسيط الأمي أن يعرف كل هذا العلم الذي لم يتوصل إليه العلم الحديث في عصرنا؟
فقال عن كسوف الشمس: ( فى لحظة دفن ابنه ابراهيم ) إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته!
وكان يمكن ببساطة أن يقول أن الشمس كسفت لموت ابني إبراهيم حتى ولو لم يكن مدعيًا! ولكنه الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى ولا يكذب على الله أبداً, ولا يحدث إلا بما يعلم.. صلى الله عليه وسلم.
الألوسي في روح المعاني قال:
وفي الخبر: أن الأرض بالنسبة إلى السماء الدنيا كحلقة في فلاة، وكذا السماء الدنيا بالنسبة إلى السماء التي فوقها وهكذا إلى السماء السابعة.
وذكر بلفظ آخر: ( إلا كحبة رمل فى صحراء )
سبحان الله: ( وما ينطق عن الهوى )
أما المسيرة فكما قال الأخوة أنها لم تحدد, هل سيرًا على الأقدام, أم مسيرة بسرعة كذا وكذا..
ولكن الملفت للنظر أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في رحلة الإسراء والمعراج قال: " أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ طَوِيلٌ يضع حَافِرُهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ "
ويضع حافره عند منتهى طرفه, اى نهاية رؤية عينه يضع هنالك قدمه, دليلًا على السرعة المذهلة لهذا الكائن الذي خلقه الله تعالى..
وترك لنا أن نتخيل قوة بصره, فنحن على الأرض قد نرى أبعد النجوم والمجرات, فكيف بهذا الكائن العجيب الذي ربما ينتقل من مجرة إلى مجرة أو من سماء إلى سماء في ثوانٍ بسيطة حسب قوة بصره, ولكن ما يهمنا كمسلمين أن العلم علم فعلًا أن الأرض بالنسبة للسماء كمثل حبة رمل في صحراء كما قال الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم, وبدأ العلم في معرفة أن السماء الأولى مترامية الأطراف كما أخبر الصادق الأمين بل وبَيَّنَ أن كل هذا الفضاء ما هو إلا كحبة رمل فى صحراء بالنسبة للثانية وكذا الثالثة والرابعة حتى السابعة والكرسي والعرش, قال تعالى: ( وسع كرسيه السموات والأرض ), فسبحان الله العظيم كيف يعصاه الناس وكيف يلحد هؤلاء, وقال ابن جرير: قال أبو ذر -رضي اللَّـه عنه-: سمعت رسول اللَّـه صلى الله عليه وسلم يقول: «ما الكرسي في العرش إلا كحلْقة من حديد ألقيتْ بين ظهرَي فــلاة مــن الأرض».
|
| | | | تساؤلات, ودرء شبهات حول الأحاديثِ والسيرة | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |