منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 49023

جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..   جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2020, 3:02 pm

فوائد الإسرار بالدعاء:
قال شيخ الإسلام -رحمه الله-:
1ـ أنه أعظم إيمانا، لأن صاحبه يعلم أن الله يسمع الدعاء الخفي وأبلغ في الإخلاص والخضوع والخشوع.
2ـ أنه أعظم  في الأدب والتعظيم، لأن المُلوك لا تُرفعُ الأصواتُ عندهم، ومَنْ رفع صوته لديهم مقتوه، ولله المثل الأعلى.
3ـ أنه دال على قرب صاحبه للقريب، لا مسألة نداء البعيد للبعيد، ولهذا أثنى اللهُ على عبده زكريا بقوله: "إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً"، فلما استحضر أن الله أقرب إليه من كل قريب أخفى دعاءه ما أمكنه".

فضل الذكر
للذكر فضائل كثيرة، وفوائد عظيمة، وأجور لا تُعَدُّ ولا تُحصى عند الله تعالى يوم القيامة.

قوله تعالى: وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً: أي أول النهار وآخره.

قال الإمام الطبري رحمه الله:
يقول تعالى ذكره يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله اذكروا الله بقلوبكم، وألسنتكم، وجوارحكم ذكراً كثيراً فلا تخلو أبدانكم من ذكره في حال من أحوال طاقتكم ذلك، وسبحوه بكرة.اهـ..

وقوله تعالى: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ: الصلاة من الله الثناء، ومن الملائكة الدعاء.

قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:
أي من رحمته بالمؤمنين ولطفه بهم، أن جعل من صلاته عليهم وثنائه، وصلاة ملائكته ودعائهم، ما يخرجهم من ظلمات الذنوب والجهل، إلى نور الإيمان والتوفيق والعلم والعمل، فهذا أعظم نعمة أنعم بها على عباده الطائعين، تستدعي منهم شكرها، والإكثار من ذكر الله الذي لطف بهم ورحمهم. اهـ.

فالذكر والشكر جماع السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة.

وقال ابن قيم الجوزية في تعليقه على هذه الآية:
فهذة الصلاة منه تبارك وتعالى ومن ملائكته إنما هى سبب الإخراج لهم من الظلمات إلى النور، وإذا حصلت لهم الصلاة من الله تبارك وتعالى وملائكته وأخرجوهم من الظلمات إلى النور فأي خير لم يحصل لهم وأي شر لم يندفع عنهم فيا حسرة  الغافلين عن ربهم ماذا حرموا من خيره وفضله وبالله التوفيق. اهـ.

وقال تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ.

والذكر خير عند الله وأرفع للرجات من إنفاق الذهب والفضة، ومن مجاهدة أعداء الله.

فعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟" قالوا: بلى قال: "ذكر الله".
أزكاها: أكثرها ثواباً وأطهرها، وأرفعها: أزيدها.
مليككم: أي ربكم ومالككم.
وأرفعها في درجاتكم: أي منازلكم في الجنة.
والورق: بكسر الراء الفضة.

فيه بيان فضل الذكر وأنه خير من الضرب بالسيف في سبيل الله عز وجل ونفقة الأموال في سبيل الله.

قال المناوي:
لأن سائر العبادات من الإنفاق ومقاتلة العدو وسائل ووسائط يتقرب بها إلى اللّه تعالى والذكر هو المقصود الأسنى ورأس الذكر قول لا إله إلا اللّه وهي الكلمة العليا وهي القطب الذي يدور عليه رحى الإسلام والقاعدة التي بني عليها أركان الدين والشعبة التي هي أعلى شعب الإيمان بل هي الكل وليس غيره...

وعن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُئل أي العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة؟ قال: "الذاكرون الله كثيراً" قال: قلت: يا رسول الله ومن الغازي في سبيل الله؟ قال: "لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دماً لكان الذاكرون لله أفضل درجة".

وعن معاذ، عن رسول الله -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أن رجلاً سأل فقال: أي المجاهدين أعظم أجراً؟ قال: "أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا" قال: فأي الصائمين أعظم أجراً" قال: "أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا" ثم ذكر الصلاة والزكاة والحج والصدقة كل ذلك ورسول الله -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا" فقال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما: يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكل خير فقال رسول الله -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أجل".

وعَنْ هِشَام بْن سَعِيد عَنْ زَيْد بْن أَسْلَمَ أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ يَا رَبّ كَيْف أَشْكُرك؟ قَالَ لَهُ رَبّه: تَذْكُرنِي وَلَا تَنْسَانِي فَإِذَا ذَكَرْتنِي فَقَدْ شَكَرْتنِي وَإِذَا نَسِيتنِي فَقَدْ كَفَرْتنِي.

قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ وَأَبُو الْعَالِيَة وَالسُّدِّيّ وَالرَّبِيع بْن أَنَس:
إِنَّ اللَّه يَذْكُر مَنْ ذَكَرَهُ وَيَزِيد مَنْ شَكَرَهُ وَيُعَذِّبُ مَنْ كَفَرَهُ، وَقَالَ بَعْض السَّلَف فِي قَوْله تَعَالَى: "اِتَّقُوا اللَّه حَقّ تُقَاته".

قَالَ هُوَ أَنْ يُطَاع فَلَا يُعْصَى وَيُذْكَر فَلَا يُنْسَى وَيُشْكَر فَلَا يُكْفَر.

وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الصَّبَّاح أَخْبَرَنَا يَزِيد بْن هَارُونَ أَخْبَرَنَا عُمَارَة الصَّيْدَلَانِيّ أَخْبَرَنَا مَكْحُول الْأَزْدِيّ قَالَ: قُلْت لِابْنِ عُمَر أَرَأَيْت قَاتِل النَّفْس وَشَارِب الْخَمْر وَالسَّارِق وَالزَّانِي يَذْكُر اللَّه وَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى: "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ".
قَالَ إِذَا ذَكَرَ اللَّه هَذَا ذَكَرَهُ اللَّه بِلَعْنَتِهِ حَتَّى يَسْكُت.

وَقَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ فِي قَوْله: "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ".
قَالَ اُذْكُرُونِي فِيمَا أَوْجَبْت لَكُمْ عَلَى نَفْسِي

وَعَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر:
 اُذْكُرُونِي بِطَاعَتِي أَذْكُركُمْ بِمَغْفِرَتِي.
وَفِي رِوَايَة بِرَحْمَتِي.

وَعَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله اُذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ قَالَ ذِكْر اللَّه إِيَّاكُمْ أَكْبَر مِنْ ذَكَركُمْ إِيَّاهُ.

وَفِي الْحَدِيث الصَّحِيح:
"يَقُول اللَّه تَعَالَى مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسه ذَكَرْته فِي نَفْسِي وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْته فِي مَلَإٍ خَيْر مِنْهُ".

وعَنْ أَنَس قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- " قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يَا اِبْن آدَم إِنْ ذَكَرْتنِي فِي نَفْسك ذَكَرْتُك فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرْتنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُك فِي مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَة -أَوْ قَالَ فِي مَلَإٍ خَيْر مِنْهُ- وَإِنْ دَنَوْت مِنِّي شِبْرًا دَنَوْت مِنْك ذِرَاعًا وَإِنْ دَنَوْت مِنِّي ذِرَاعًا دَنَوْت مِنْك بَاعًا وَإِنْ أَتَيْتنِي تَمْشِي أَتَيْتُك هَرْوَلَة". صَحِيح الْإِسْنَاد أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ مِنْ حَدِيث قَتَادَة وَعِنْده قَالَ قَتَادَة اللَّه أَقْرَب بِالرَّحْمَةِ.

وَقَوْله: "وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ"، أَمَرَ اللَّه تَعَالَى بِشُكْرِهِ وَوَعَدَ عَلَى شُكْره بِمَزِيدِ الْخَيْر فَقَالَ: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ".

وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا رَوْح حَدَّثَنَا شُعْبَة عَنْ الْفُضَيْل بْن فَضَالَة -رَجُل مِنْ قَيْس- حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاء الْعُطَارِدِيّ قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا عِمْرَان بْن حُصَيْن وَعَلَيْهِ مُطَرِّف مِنْ خَزّ لَمْ نَرَهُ عَلَيْهِ قَبْل ذَلِكَ وَلَا بَعْده فَقَالَ إِنَّ رَسُول اللَّه -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً فَإِنَّ اللَّه يُحِبّ أَنْ يُرَى أَثَرُ نِعْمَتِهِ عَلَى خَلْقِهِ".
وَقَالَ رَوْح مَرَّة: عَلَى عَبْده.

قال ابن كثير في قوله تعالى: ((وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)):
يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره بِذَلِكَ: اُشْكُرُوا لِي أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ فِيمَا أَنْعَمْت عَلَيْكُمْ مِنْ الْإِسْلَام وَالْهِدَايَة لِلدِّينِ الَّذِي شَرَعْته لِأَنْبِيَائِي وَأَصْفِيَائِي (وَلَا تَكْفُرُونِ): يَقُول: وَلَا تَجْحَدُوا إحْسَانِي إلَيْكُمْ, فَأَسْلُبكُمْ نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْت عَلَيْكُمْ, وَلَكِنْ اُشْكُرُوا لِي عَلَيْهَا, وَأَزِيدكُمْ فَأُتَمِّم نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ, وَأَهْدِيكُمْ لِمَا هَدَيْت لَهُ مَنْ رَضِيت عَنْهُ مِنْ عِبَادِي, فَإِنِّي وَعَدْت خَلْقِي أَنَّ مَنْ شَكَرَ لِي زِدْته, وَمَنْ كَفَرَنِي حَرَمْته وَسَلَبْته مَا أَعْطَيْته.

وَالْعَرَب تَقُول:
نَصَحْت لَك وَشَكَرْت لَك, وَلَا تَكَاد تَقُول نَصَحْتُك, وَرُبَّمَا قَالَتْ شَكَرْتُك وَنَصَحْتُك.

وقال الطبري:
وَأَصْل الذِّكْر التَّنَبُّه بِالْقَلْبِ لِلْمَذْكُورِ وَالتَّيَقُّظ لَهُ.

وَسُمِّيَ الذِّكْر بِاللِّسَانِ ذِكْرًا لِأَنَّهُ دَلَالَة عَلَى الذِّكْر الْقَلْبِيّ, غَيْر أَنَّهُ لَمَّا كَثُرَ إِطْلَاق الذِّكْر عَلَى الْقَوْل اللِّسَانِيّ صَارَ هُوَ السَّابِق لِلْفَهْمِ.

وَمَعْنَى الْآيَة:
 اُذْكُرُونِي بِالطَّاعَةِ أَذْكُركُمْ بِالثَّوَابِ وَالْمَغْفِرَة, قَالَهُ سَعِيد بْن جُبَيْر.

وَقَالَ أَيْضًا:
الذِّكْر طَاعَة اللَّه, فَمَنْ لَمْ يُطِعْهُ لَمْ يَذْكُرهُ وَإِنْ أَكْثَرَ التَّسْبِيح وَالتَّهْلِيل وَقِرَاءَة الْقُرْآن, وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَنْ أَطَاعَ اللَّه فَقَدْ ذَكَرَ اللَّه وَإِنْ أَقَلَّ صَلَاته وَصَوْمه وَصَنِيعه لِلْخَيْرِ وَمَنْ عَصَى اللَّه فَقَدْ نَسِيَ اللَّه وَإِنْ كَثَّرَ صَلَاته وَصَوْمه وَصَنِيعه لِلْخَيْرِ).

ذَكَرَهُ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن خُوَيْز مَنْدَاد فِي "أَحْكَام الْقُرْآن" لَهُ.

وَقَالَ أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ:
إِنِّي لَأَعْلَم السَّاعَة الَّتِي يَذْكُرنَا اللَّه فِيهَا, قِيلَ لَهُ: وَمِنْ أَيْنَ تَعْلَمهَا؟ قَالَ يَقُول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: "فَاذْكُرُونِي أَذْكُركُمْ".

وَقَالَ السُّدِّيّ:
لَيْسَ مِنْ عَبْد يَذْكُر اللَّه إِلَّا ذَكَرَهُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ, لَا يَذْكُرهُ مُؤْمِن إِلَّا ذَكَرَهُ اللَّه بِرَحْمَتِهِ, وَلَا يَذْكُرهُ كَافِر إِلَّا ذَكَرَهُ اللَّه بِعَذَابٍ.

وَسُئِلَ أَبُو عُثْمَان فَقِيلَ لَهُ:
نَذْكُر اللَّه وَلَا نَجِد فِي قُلُوبنَا حَلَاوَة؟ فَقَالَ: اِحْمَدُوا اللَّه تَعَالَى عَلَى أَنْ زَيَّنَ جَارِحَة مِنْ جَوَارِحكُمْ بِطَاعَتِهِ.

وَقَالَ ذُو النُّون الْمِصْرِيّ رَحِمَهُ اللَّه:
مَنْ ذَكَرَ اللَّه تَعَالَى ذِكْرًا عَلَى الْحَقِيقَة نَسِيَ فِي جَنْب ذِكْره كُلّ شَيْء, حَفِظَ اللَّه عَلَيْهِ كُلّ شَيْء, وَكَانَ لَهُ عِوَضًا مِنْ كُلّ شَيْء.

وَقَالَ مُعَاذ بْن جَبَل رَضِيَ اللَّه عَنْهُ:
مَا عَمِلَ اِبْن آدَم مِنْ عَمَل أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَاب اللَّه مِنْ ذِكْر اللَّه.

وَالْأَحَادِيث فِي فَضْل الذِّكْر وَثَوَابه كَثِيرَة خَرَّجَهَا الْأَئِمَّة.
رَوَى اِبْن مَاجَهْ عَنْ عَبْد اللَّه بْن بُسْر أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ لِرَسُولِ اللَّه -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ شَرَائِع الْإِسْلَام قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ فَأَنْبِئْنِي مِنْهَا بِشَيْءٍ أَتَشَبَّث بِهِ, قَالَ: لَا يَزَال لِسَانك رَطْبًا مِنْ ذِكْر اللَّه عَزَّ وَجَلَّ".

وَخُرِّجَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (إِنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يَقُول أَنَا مَعَ عَبْدِي إِذَا هُوَ ذَكَرَنِي وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ).

وَسَيَأْتِي لِهَذَا الْبَاب مَزِيد بَيَان عِنْد قَوْله تَعَالَى: "يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اُذْكُرُوا اللَّه ذِكْرًا كَثِيرًا".

وَأَنَّ الْمُرَاد ذِكْر الْقَلْب الَّذِي يَجِب اِسْتِدَامَته فِي عُمُوم الْحَالَات..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 49023

جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..   جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2020, 3:05 pm

الذكر يكون على ثلاث حالات:
1 ـ ذكر مع جهاد، وهذا أفضل الذكر.
2 ـ جهاد بدون ذكر.
3 ـ ذكر بدون جهاد.

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى:
فأفضل الذاكرين المجاهدون وأفضل المجاهدين الذاكرون.

ثواب حلق الذكر والإجتماع عليه:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن لله ملائكة فضلاً عن كتاب الناس يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تعالى تنادوا: هلموا إلى حاجتكم".
قال: "فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا".
قال: "فيسألهم ربهم تعالى وهو أعلم بهم ما يقول عبادي؟"
قال: "يقولون: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك".
قال: "فيقول: هل رأوني؟".
قال: "فيقولون: لا والله ما رأوك".
قال: "فيقول: كيف لو رأوني؟"
قال: "فيقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادةً وأشد لك تحميداً وتمجيداً وأكثر لك تسبيحاً".
قال: "فيقول: ما يسألوني؟".
قال: "فيقولون: يسألون الجنة".
قال: "فيقول: وهل رأوها؟".
قال: "فيقولون: لا والله يا رب ما رأوها".
قال: "فيقول: كيف لو أنهم رأوها؟".
قال: "يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشَدَّ عليها حرصاً وأشَدَّ لها طلباً وأعظم فيها رغبةً".
قال: "فيقول: فمم يستعيذون؟".
قال: "فيقولون: من النار".
قال: "فيقول: وهل رأوها؟".
قال: "يقولون: لا والله يا رب! ما رأوها".
قال: "يقول: كيف لو رأوها".
قال: "يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراً وأشد لها مخافةً".
قال: "يقول: فاشهدكم أني قد غفرت لهم".
قال:"فيقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجةٍ".
قال: "هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم".


فيه من الفوائد:
فضيلة الذكر وفضيلة مجالسه والجلوس مع أهله وإن لم يشاركهم، وفضيلة مجالسة الصالحين وبركتهم.
قوله: فضلاً: قال العلماء: أنهم ملائكة زائدون على الحفظة فهؤلاء السيارة لا وظيفة لهم وإنما مقصودهم حلق الذكر.
وقوله: ملائكة سيارة: معناه: سياحون في الأرض.
وقوله: ويستجيرونك من نارك أي: يطلبون الأمان منها.
وقوله: "هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم":

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى:  
فهذا من بركتهم على نفوسهم وعلى جليسهم فلهم نصيب من قوله: "وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ"، فهكذا المؤمن مبارك اين حل، والفاجر مشئوم اين حل، فمجالس الذكر مجالس  الملائكة، ومجالس الغفلة مجالس الشياطين وكل مضاف الى شكله واشباهه فكل امرئ يصير الى ما يناسبه. اهـ.

قالوا:
وأيضاً فالله سبحانه يحب من عباده أن يسألوه جنته ويستعيذوا به من ناره فإنه يحب أن يسأل ومن لم يسأله يغضب عليه وأعظم ما سئل الجنة وأعظم ما استعيذ به من النار، فالعمل لطلب الجنة محبوب للرب مرضي له وطلبها عبودية للرب والقيام بعبوديته كلها أولى من تعطيل بعضها، قالوا  وإذا خلا القلب من ملاحظة الجنة والنار ورجاء هذه والهرب من هذه  فترت عزائمه وضعفت همته ووهى باعثه وكلما كان أشد طلبا للجنة وعملا لها  كان الباعث له أقوى والهمة أشد والسعي أتم وهذا أمر معلوم بالذوق قالوا  ولو لم يكن هذا مطلوبا للشارع لما وصف الجنة للعباد وزينها لهم وعرضها عليهم وأخبرهم عن تفاصيل ما تصل إليه عقولهم منها وما عداه أخبرهم به مجملا كل هذا تشويقا لهم إليها وحثا لهم على السعى لها سعيها. اهـ.

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله ما غنيمة مجالس الذكر؟ قال: "غنيمة مجالس الذكر الجنة".

الغنيمة:
هو الفوز بالشيء وحيازته، وهو مافيه من الأجر والثواب.

وقال رسول الله -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ما اجتمع قوم على ذكر فتفرقوا عنه إلا قيل لهم: قوموا مغفوراً لكم".

وعن أنس، عن رسول الله -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله عز وجل لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم منادٍ من السماء أن قوموا مغفوراً لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات".

وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ليبعثن الله أقواماً يوم القيامة في وجوههم النور على منابر اللؤلؤ يغبطهم الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء"، قال: فجثا أعرابي على ركبتيه فقال: يا رسول الله جلهم لنا نعرفهم قال: هم المُتحابُّون في الله من قبائل شتى وبلاد شتى يجتمعون على ذكر الله".

قوله: يغبطهم:
الغِبْطَةُ بالكسر أن تتمنى مثل حال المَغْبُوطِ من غير أن تُريد زوالها عنه وليس بحسد.

وعن معاوية: أن رسول الله -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خرج على حلقةٍ من أصحابه فقال: "ما أجلسكم" قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنَّ به علينا، قال: "آلله ما أجلسكم إلا ذلك" قالوا: آلله ما أجلسنا إلا ذلك قال: "أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة".

قال النووي:
قوله: "لم أستحلفكم تهمة  لكم" هى بفتح الهاء واسكانها، وهى فعلة وفعلة من الوهم والتاء بدل من الواو واتهمته به اذا ظننت به ذلك، وقوله -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن الله عز وجل يباهى بكم الملائكة" معناه يظهر فضلكم لهم ويريهم حسن عملكم ويثنى عليكم عندهم، وأصل البهاء الحسن والجمال، وفلان يباهى بماله أي يفخر ويتجمل به على غيره ويظهر حسنه. اهـ.

وعن أبي هريرة، وأبي سعيد رضي الله عنهما قالا:قال رسول الله -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا يقعد قوم يذكرون الله عزوجل إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده".

قوله: حفتهم الملائكة:
أي يطوفون بهم يدورون حولهم.

قال المناوي:
أي أحاطت بهم ملائكة الرحمة والبركة إلى سماء الدنيا ورفرفت عليهم الملائكة بأجنحتهم يستمعون الذكر قيل: ويكونون بعدد القراء.
وقوله: وغشيتهم الرحمة: أي علتهم الرحمة.
وقوله: السكينة: حالة يطمئن بها القلب فيسكن عن الميل إلى الشهوات وعند الرعب، وغشيتهم: عمتهم.

وهي فعيلة من السكون، وذكر الصغاني في الذيل أنها بكسر السين وهي على المشهور في الرواية كما في شرح الترمذي للعراقي بالرفع جملة حالية أو السكينة مبتدأ وعليكم خبره، وفي رواية بالنصب إغراء واكتفى بالسكينة ولم يذكر الوقار للزومه لها أو هي هو فجمعه بينهما في رواية البخاري تأكيد.
وقوله: وذكرهم اللّه:  أثنى عليهم أو أثابهم.
وقوله: فيمن عنده: من الأنبياء وكرام الملائكة.

قال النووي:
وفيه فضل الاجتماع على تلاوة القرآن حتى بالمسجد.

فيه فضيلة مجالس الذكر وفضله، ومجالسة أهله، وأن من ذكر الله ذكره الله تعالى.

قال ابن قيم الجوزية:
إن للذكر من بين الاعمال لذة لا يشبهها شئ فلو لم يكن للعبد من ثوابه إلا اللذة الحاصلة للذاكر والنعيم الذي يحصل لقلبه لكفي به ولهذا سميت  مجالس  الذكر رياض الجنة، قال مالك بن دينار: وما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله عز وجل، فليس شئ من الأعمال أخف مؤنة منه ولا اعظم لذة ولا اكثر فرحة وابتهاجا للقلب. اهـ.

وعنه أنه سمع النبي -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وآتاه رجل فقال: يا رسول الله! كيف أقول حين أسأل ربي عز وجل؟ قال: "قل: اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني ويجمع أصابعه إلا الإبهام فإن هؤلاء تجمع دنياك وآخرتك".

قوله: اغفر لي: أي استر ذنوبي وتجاوز عن  عيوبي، وأصل الغَفْر التغطية، والمغفرة: إلباس الله تعالى العفوَ للمذنبين.
وقوله: وارحمني: الرحمة هي الرقة والعطف.
وعافني: الغَفْو هو التجاوزُ عن الذَّنْب وتركُ العِقَاب عليه، وأصله المَحْوُ والطَّمْسُ، فالعفو:محو الذنوب، والعافية: أن تسلم من الأسقام والبلايا.
وارزقني: أي انفعني وهب لي.

وعن أبي موسى، عن النبي -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت".

وعنه عن النبي -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت".

قال الحافظ ابن حجر:
إن الذي يوصف بالحياة والموت حقيقة هو الساكن لا الموطأ، وإن إطلاق الحي والميت في وصف البيت إنما يراد به ساكن البيت، فشبه الذاكر بالحي الذي ظاهره متزين بنور الحياة وباطنة بنور المعرفة وغير الذاكر بالبيت الذي ظاهره عاطل وباطنه باطل، وقيل موقع التشبيه بالحي والميت لما في الحي من النفع لمن يواليه والضر لمن يعاديه وليس ذلك في الميت.اهـ.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 49023

جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..   جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2020, 3:15 pm

ثواب ذكر الله على الإطلاق وفي كل الأحوال
قال الله تعالى: فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون.

فالذكر والشكر جماع السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة.

وقال تعالى: والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرةً وأجراً عظيماً.

وعن عبد الله بن بسر قال: جاء اعرابي فقال: يا رسول الله! كثُرت عليَّ خلال الإسلام وشرائعه فأخبرني بأمر جامع يكفيني قال: "عليك بذكر الله تعالى" قال: ويكفيني يا رسول الله! قال: "نعم ويفضل عنك".

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يقول الله تبارك وتعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإٍ ذكرته في ملإٍ خير منهم وإن تقرب إليّ شبراً تقربت إليه ذراعاً وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً وإذا آتاني يمشي آتيته هرولة".

وعن أبي هريرة، عن النبي -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "إن الله عز وجل يقول: أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحركت بي شفتاه".

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يذكر الله تعالى على كل أحيانه.
التسبيح: هو التنـزيه، عندما أقول: سبحان الله، أي أنزه الله عن العيب والنقص.

التحميد:  
الحمد والشكر مُتَقاربان، والحمد أعَمُّها, لأنّك تحمَد الإنسان على صِفاته الذَّاتيّة وعلى عطائه ولا تَشْكُره على صِفاته. هـ

ومنه الحديث:
الحمدُ رأس الشُّكر, ما شَكَر اللهَ عبْدٌ لا يَحْمَده كما أنّ كلمة الإخْلاص رأسُ الإيمان.

وإنما كان رأسَ الشُّكر لأنّ فيه إظهار النعْمة والإشادة بها, ولأنه أعم منه, فهو شُكْر وزيادة. هـ.

وفي حديث الدعاء سبحانك اللهمَّ وبحمدك أي وبحمدك أبتْدِىء.

وقيل بحمدك سَبَّحت.

وقد تحذف الواو وتكون الباء للتَّسْبِيب, أو للمُلاَبسة: أي التَّسبْيح مُسبَّب بالحمد, أو ملابِس له.

ومنه حديث:
لِوَاء الحمْد بِيَدِى؛ يُريد به إنْفِرَاده بالحمد يوم القيامة وشُهْرَته به على رءوس الخلق.

والعَرَبُ تَضَع اللِّواء مواضع الشُهْرة.

ومنه الحديث:
وابْعَثْه المقَام المحمود الذي وَعَدْتَه أي الذي يَحمْدَه فيه جميع الخلق لتعْجيل الحساب والإراحة من طُول الوقوف.

وقيل هو: الشَّفاعة.
 
وفي كتابه -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أمّا بعْدُ فإني أحْمَد إليك اللهَ.. أي أحْمَدُ معَك, فأقام إلى مُقام مَع، وقيل معناه أحْمَد إليك نِعمة الله بِتَحْدِيثك إيَّاها. اهـ

ومنه حديث ابن عباس أحْمَد إليكم غَسْل الإحْلِيل أي أرْضاه لكم وأتقَدّم فيه إليكم.ا هـ.

والحمد يكون في السراء والضراء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
جاء فى الكتاب والسنة: حمد الله على كل حال وذلك يتضمن الرضا بقضائه، وفى الحديث: "أول مَنْ يُدعى إلى الجنة الحمَّادون الذين يحمدون الله فى السراء والضراء".

وروي عن النبي -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أنه كان إذا أتاه الأمر يسرُهُ قال: الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات وإذا أتاه الأمر الذى يسوءُهُ قال: الحمد لله على كل حال".

وفى مسند الإمام أحمد، عن أبي موسى الأشعرى، عن النبي -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "إذا قبض ولد العبد يقول الله لملائكته أقبضتم ولد عبدى فيقولون نعم فيقول أقبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول ماذا قال عبدى فيقولون حمدك واسترجع فيقول ابنوا لعبدى بيتا فى الجنة وسموه بيت الحمد"، ونبينا محمد -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هو صاحب لواء الحمد وأمته هم الحمّادون الذين يحمدون الله على السراء والضراء.

والحمد على  الضراء  يوجبه مشهدان:
أحدهما: علم العبد بأن الله سبحانه مستوجب لذلك مستحق له لنفسه فإنه أحسن كل شئ خلقه واتقن كل شئ وهو العليم الحكيم الخبير الرحيم.
والثانى: علمه بأن اختيار الله لعبده المؤمن خير من اختياره لنفسه كما روى مسلم فى صحيحه وغيره عن النبى -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "والذى نفسى بيده لا يقتضى الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرًا له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له".

فأخبر أن كل قضاء يقضيه الله للمؤمن الذى يصبر على البلاء ويشكر على السراء فهو خير له قال تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ.، وذكرهما فى أربعة مواضع من كتابه، فأما من لايصبر على البلاء ولا يشكر على الرخاء فلا يلزم أن يكون القضاء خيرا له.

ولهذا أجيب من أورد هذا على ما يقضى على المؤمن من المعاصى بجوابين:
أحدهما:
أن هذا إنما يتناول ما أصاب العبد لا ما فعله العبد كما فى قوله تعالى: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ أى من سراء، وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ، أي من ضراء وكقوله تعالى: وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ.، أى بالسراء والضراء، كما قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَة، فالحسنات والسيئات يراد بها المسار والمضار ويراد بها الطاعات والمعاصى.

والجواب الثانى:
إن هذا فى حق المؤمن الصبار الشكور والذنوب تنقض الايمان فاذا تاب العبد أحبه الله وقد ترتفع درجته بالتوبة، قال بعض السلف كان داود بعد التوبة خيرا منه قبل الخطيئة فمن قضى له بالتوبة كان كما قال سعيد بن جبير أن العبد ليعمل الحسنة فيدخل بها النار وان العبد ليعمل السيئة فيدخل بها الجنة وذلك انه يعمل الحسنة فتكون نصب عينه ويعجب بها ويعمل السيئة فتكون نصب عينه فيستفغر الله ويتوب اليه منها، وقد ثبت فى الصحيح عن النبي -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال: "الأعمال بالخواتيم".

والمؤمن اذا فعل سيئة فان عقوبتها تندفع عنه بعشرة أسباب:
أن يتوب فيتوب الله عليه فان التائب من الذنب كمن لاذنب له، أو يستغفر فيغفر له أو يعمل حسنات تمحوها فإن الحسنات يذهبن السيئات أو يدعو له إخوانه المؤمنون ويستغفرون له حيا وميتا أو يهدون له من ثواب أعمالهم ما ينفعه الله به أو يشفِّع فيه نبيه محمد أو يبتليه الله تعالى فى الدينا بمصائب تكفر عنه أو يبتليه فى البرزخ بالصعقة فيكفر بها عنه أو يبتليه فى عرصات القيامة من أهوالها بما يكفر عنه أو يرحمه أرحم الراحمين فمن أخطأته هذه العشرة فلا يلومن إلا نفسه كما قال تعالى فيما يروى عنه رسول الله -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يا عبادى إنما هى أعمالكم أحصيها لكم ثم أو فيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ الا نفسه".اهـ.

فعلى المسلم أن لا يغفل عن ذكر الله في أي حال من الأحوال ولا يعيقه شيء عنه، والحديث فيه دلالة على قراءة القرآن وذكر الله للحائض والنفساء لأنهما يدخلان في عموم الذكر.

قال النووي رحمه الله تعالى:
هذا الحديث أصل في جواز ذكر الله تعالى بالتسبيح والتكبير والتحميد وشبهها من الأذكار وهذا جائز بإجماع المسلمين.

وعن الأغر أبي مسلم قال:
أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد أنهما شهدا على رسول الله -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال: "لا يقعد قوم في مجلس يذكرون الله فيه إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده".

وعن عبد الله بن بسر، أن رجلاً قال: يا رسول الله! إن أبواب الخير كثيرة ولا أستطيع القيام بكلها فأخبرني بما شئت أتشبث به ولا تُكثر علي فأنسى، وفي رواية: إن شرائع الإسلام قد كثرت علي وأنا قد كبرت فأخبرني بشيء أتشبث به: قال: "لا يزال لسانك رطباً بذكر الله تعالى".

قوله: إن شرائع الإسلام: قال الطيبي الشريعة مورد الإبل على الماء الجاري، والمراد ماشرع الله وأظهره لعباده من الفرائض والسنن.

إن شرائع الإسلام قد كثرت علي: أي غلبت علي بالكثرة حتى عجزت عنها لضعفي فأخبرني بشيء قال الطيبي التنكير في بشيء للتقليل المتضمن لمعنى التعظيم كقوله تعالى ورضوان من الله أكبر، ومعناه أخبرني بشيء يسير مستجلب لثواب كثير.

أتشبث به: أي أتعلق به وأستمسك ولم يرد أنه يترك شرائع الإسلام رأسا بل طلب ما يتشبث به بعد الفرائض عن سائر ما لم يفترض عليه.

لا يزال لسانك رطباً بذكر الله تعالى: أي طريا مشتغلا قريب العهد منه وهو كناية عن المداومة على الذكر.اهـ.

وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ألا أدلك على ماهو أكثر من ذكرك الله الليل مع النهار قول: الحمد لله عدد ما خلق، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه والحمد لله على ما أحصى كتابه، والحمد لله عدد كل شيء، وتسبح الله مثلهن تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك".

قوله: الحمد لله: قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: معنى الحمد هو  وصف المحمود بالكمال محبةً وتعظيماً، فإن وصفه بالكمال لا محبةً ولا تعظيماً ولكن خوفاً ورهبةً سُمِّيَ ذلك مدحاً لا حمداً، فالحمد لا بد أن يكون مقروناً بمحبة المحبوب وتعظيمه. اهـ.

عدد ما خلق: أي ما بين ما ذكر من السماء والأرض من الهواء والطير والسحاب وغيرها عدد ما هو خالق أي خالقه أو خالق له فيم بعد ذلك، أي ما هو خالق له من الأزل إلى الأبد والمراد الاستمرار.اهـ.

وعن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة أنه بلغه عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ما عمل أدمي عملاً قط أنجى له من عذاب الله من ذكر الله عز وجل".

فيه أن ذكر الله تعالى من أفضل الأعمال، وأنه ينجي من عذاب الله تعالى.

وعن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة أنه بلغه عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ما عمل أدمي عملاً قط أنجى له من عذاب الله من ذكر الله عز وجل".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 49023

جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..   جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2020, 3:17 pm

ذكر الله تعالى من أفضل الأعمال وأنه ينجي من عذاب الله تعالى.
وعن أبي هريرة قال: كان رسول الله -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له: جُمْدان، فقال: سيروا هذا جُمْدانُ سَبقَ المفردون" قيل: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: "الذاكرون الله كثيراً والذاكرات".

قال ابن قتيبة وغيره:
وأصل المفردين الذين هلك أقرانهم وأنفرودوا عنهم وبقوا يذكرون الله تعالى.

وعن الحارث الأشعري، عن النبي -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال: "إن الله سبحانه وتعالى أمَرَ يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يَعملَ بها ويأمرَ بني إسرائيل أن يعملوا بها وأنه كاد أن يبطئ بها فقال له عيسى عليه السلام إن الله تعالى أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها فإمَّا أن تأمرهم وإمَّا أن آمُرَهم، فقال يحيى: أخشى إن سبقتني أن يخسف بي وأُعذب، فجمع يحيى الناس في بيت المقدس فامتلأ المسجد وقعدوا على الشرف فقال: إن الله تبارك وتعالى أمرني بخمس كلمات أن أعملهن وآمركم أن تعملوا بهن..

أولهن: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وإن مثل مَنْ أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبداً من خالص ماله بذهب أو ورقٍ فقال له: هذه داري وهذا عملي فاعمل وأدِّ إليَّ فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك؟!

وإن الله أمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت.

وآمركم بالصيام فإن مثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة فيها مسك فكلهم يعجبه ريحه وإن ريح الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك.

وآمركم بالصدقة فإن مثل ذلك مثل رجل أسره العدو فأوثقوا يديه إلى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير ففدى نفسه منهم، وآمركم أن تذكروا الله تعالى فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعاً حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى، قال النبي -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وأنا آمركم بخمسٍ الله أمرني بهن: السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع ومن ادعى دعوى الجاهلية فإنه من جثا جهنم"، فقال رجل: يا رسول الله! وإن صلى وصام؟! قال: "وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم فادعوا بدعوى الله الذي سَّماكم المسلمين المؤمنين عباد الله".
جثا: الشيء المجموع.

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى:
فقد ذكر -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في هذا الحديث العظيم الشأن الذي ينبغي لكل مسلم أن يحفظه وأن يتعقله ما ينجي من الشيطان وما يحصل للعبد به الفوز والنجاة في دنياه وأخراه. أ.هـ.

وقال رحمه الله تعالى:
وقوله -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وآمركم أن تذكروا الله تعالى فإن مثل ذلك مثل رجل خرج العدو في أثره سراعاً حتى إذا أتى إلى حصن حصين فأحرز نفسه منهم كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله"، فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة لكان حقيقاً بالعبد أن لا يفتر لسانه من ذكر الله تعالى وأن لا يزال لهجاً بذكره فإنه لا يحرز نفسه من عدوه إلا بالذكر ولا يدخل عليه العدو إلا من باب الغفلة فهو يرصده فإذا غفل وثب عليه وافترسه وإذا ذكر الله تعالى خنس أي: كف وانقبض. انخس عدو الله وتصاغر وانقمع حتى يكون كالوصع فإذا ذكر الله خنس.

وقال ابن عباس رضي الله عنهما: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا سها وغفل وسوس فإذا ذكر الله تعالى خنس. أ.هـ.

الوصع: طائر أصغر من العصفور.

وعن أنس بن مالك، أن رسول الله -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا". قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: "حلق الذكر".
الرتع: هو الأكل والشرب في خصب وسعة.

"إذا مررتم برياض الجنة": قال المناوي في فيض القدير: جمع روضة وهي الموضع المعجب بالزهر سميت به لاستراضة الماء السائل إليها.

"فارتعوا": أي ارتعوا كيف شئتم وتوسعوا في اقتناص الفوائد، قالوا: أي الصحابة أي بعضهم.

"وما رياض الجنة": أي ما المُراد بها "قال حلق الذكر"، بكسر ففتح جمع حلقة بفتح فسكون، وهي جماعة من الناس يستديرون لحلقة الباب وغيره والتحلق تفعل منها وهو أن يتعمد ذلك، قال الطيبي: أراد بالذكر التسبيح والتحميد، وشبه الخوض فيه بالرتع في الخصب وذلك لأن أفضل ما أعطاه الله لعباده في الدنيا الذكر وأفضل ما أعطاهم في العقبى النظر إليه سبحانه، فذكر الله في الدنيا كالنظر إليه في الآخرة فالذاكر له بلسانه مع حضور قلبه مشاهد له بسره ناظر إليه بفؤاده ماثل بين يديه ببدنه فكأنه في الجنة يرتع في رياض قال النووي: كما يستحب الذكر يستحب الجلوس في حلق أهله وقد تظاهرت على ذلك الأدلة. اهـ.

"تنبيه":
قال بعضهم: الذكر هو التخلص من الغفلة والنسيان بدوام حضور القلب مع اللّه وقيل ترديد اسم المذكور بالقلب واللسان سواء في ذلك ذكر اللّه أو صفة من صفاته أو حكم من أحكامه أو فعل من أفعاله أو استدلال على شيء من ذلك أو دعاء أو ذكر رسله أو أنبيائه وما يقرب من اللّه من فعل أو سبب بنحو قراءة أو ذكر اسمه أو نحو ذلك، فالمتفقه ذاكر وكذا المفتي والمدرس والواعظ والمتفكر في عظمته تعالى والممتثل ما أمر اللّه به والمنتهي عما نهى عنه.اهـ.

عَنْ هِشَام بْن سَعِيد عَنْ زَيْد بْن أَسْلَمَ: أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ يَا رَبّ كَيْف أَشْكُرك؟ قَالَ لَهُ رَبّه: تَذْكُرنِي وَلَا تَنْسَانِي فَإِذَا ذَكَرْتنِي فَقَدْ شَكَرْتنِي وَإِذَا نَسِيتنِي فَقَدْ كَفَرْتنِي.

قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ وَأَبُو الْعَالِيَة وَالسُّدِّيّ وَالرَّبِيع بْن أَنَس: إِنَّ اللَّه يَذْكُر مَنْ ذَكَرَهُ وَيَزِيد مَنْ شَكَرَهُ وَيُعَذِّبُ مَنْ كَفَرَهُ.

وَقَالَ بَعْض السَّلَف فِي قَوْله تَعَالَى: "اِتَّقُوا اللَّه حَقّ تُقَاته"، قَالَ:
 هُوَ أَنْ يُطَاع فَلَا يُعْصَى وَيُذْكَر فَلَا يُنْسَى وَيُشْكَر فَلَا يُكْفَ، قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الصَّبَّاح أَخْبَرَنَا يَزِيد بْن هَارُونَ أَخْبَرَنَا عُمَارَة الصَّيْدَلَانِيّ أَخْبَرَنَا مَكْحُول الْأَزْدِيّ قَالَ: قُلْت لِابْنِ عُمَر أَرَأَيْت قَاتِل النَّفْس وَشَارِب الْخَمْر وَالسَّارِق وَالزَّانِي يَذْكُر اللَّه وَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى: "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ" قَالَ إِذَا ذَكَرَ اللَّه هَذَا ذَكَرَهُ اللَّه بِلَعْنَتِهِ حَتَّى يَسْكُت، وَقَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ فِي قَوْله: "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ" قَالَ اُذْكُرُونِي فِيمَا أَوْجَبْت لَكُمْ عَلَى نَفْسِي، وَعَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر اُذْكُرُونِي بِطَاعَتِي أَذْكُركُمْ بِمَغْفِرَتِي وَفِي رِوَايَة بِرَحْمَتِي، وَعَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله اُذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ قَالَ ذِكْر اللَّه إِيَّاكُمْ أَكْبَر مِنْ ذَكَركُمْ إِيَّاهُ.

وَفِي الْحَدِيث الصَّحِيح:
"يَقُول اللَّه تَعَالَى مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسه ذَكَرْته فِي نَفْسِي وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْته فِي مَلَإٍ خَيْر مِنْهُ".

وقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق أَخْبَرَنَا عَنْ قَتَادَة عَنْ أَنَس قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يَا اِبْن آدَم إِنْ ذَكَرْتنِي فِي نَفْسك ذَكَرْتُك فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرْتنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُك فِي مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَة -أَوْ قَالَ فِي مَلَإٍ خَيْر مِنْهُ- وَإِنْ دَنَوْت مِنِّي شِبْرًا دَنَوْت مِنْك ذِرَاعًا وَإِنْ دَنَوْت مِنِّي ذِرَاعًا دَنَوْت مِنْك بَاعًا وَإِنْ أَتَيْتنِي تَمْشِي أَتَيْتُك هَرْوَلَة".

صَحِيح الْإِسْنَاد أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ مِنْ حَدِيث قَتَادَة وَعِنْده قَالَ قَتَادَة اللَّه أَقْرَب بِالرَّحْمَةِ: وَقَوْله: "وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ" أَمَرَ اللَّه تَعَالَى بِشُكْرِهِ وَوَعَدَ عَلَى شُكْره بِمَزِيدِ الْخَيْر فَقَالَ: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ".

وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا رَوْح حَدَّثَنَا شُعْبَة عَنْ الْفُضَيْل بْن فَضَالَة -رَجُل مِنْ قَيْس- حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاء الْعُطَارِدِيّ قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا عِمْرَان بْن حُصَيْن وَعَلَيْهِ مُطَرِّف مِنْ خَزّ لَمْ نَرَهُ عَلَيْهِ قَبْل ذَلِكَ وَلَا بَعْده فَقَالَ: إِنَّ رَسُول اللَّه -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً فَإِنَّ اللَّه يُحِبّ أَنْ يُرَى أَثَرُ نِعْمَتِهِ عَلَى خَلْقِهِ".

وَقَالَ رَوْح مَرَّة: عَلَى عَبْده.

وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره بِذَلِكَ: اُشْكُرُوا لِي أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ فِيمَا أَنْعَمْت عَلَيْكُمْ مِنْ الْإِسْلَام وَالْهِدَايَة لِلدِّينِ الَّذِي شَرَعْته لِأَنْبِيَائِي وَأَصْفِيَائِي (وَلَا تَكْفُرُونِ) يَقُول: وَلَا تَجْحَدُوا إحْسَانِي إلَيْكُمْ, فَأَسْلُبكُمْ نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْت عَلَيْكُمْ, وَلَكِنْ اُشْكُرُوا لِي عَلَيْهَا, وَأَزِيدكُمْ فَأُتَمِّم نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ, وَأَهْدِيكُمْ لِمَا هَدَيْت لَهُ مَنْ رَضِيت عَنْهُ مِنْ عِبَادِي, فَإِنِّي وَعَدْت خَلْقِي أَنَّ مَنْ شَكَرَ لِي زِدْته, وَمَنْ كَفَرَنِي حَرَمْته وَسَلَبْته مَا أَعْطَيْته.

وَالْعَرَب تَقُول:
نَصَحْت لَك وَشَكَرْت لَك, وَلَا تَكَاد تَقُول نَصَحْتُك, وَرُبَّمَا قَالَتْ شَكَرْتُك وَنَصَحْتُك.

مِنْ ذَلِكَ قَوْل الشَّاعِر:
هُمْ جَمَعُوا بُؤْسَى وَنُعْمَى عَلَيْكُمْ فَهَلَّا شَكَرْت الْقَوْم إنْ لَمْ تُقَاتِل

وَقَالَ النَّابِغَة فِي "نَصَحْتُك":
نَصَحْت بَنِي عَوْف يَتَقَبَّلُوا رَسُولِي وَلَمْ تَنْجَح لَدَيْهِمْ وَسَائِلِي وَقَدْ دَلَّلْنَا عَلَى أَنَّ مَعْنَى الشُّكْر: الثَّنَاء عَلَى الرَّجُل بِأَفْعَالِهِ الْمَحْمُودَة, وَأَنَّ مَعْنَى الْكُفْر تَغْطِيَة الشَّيْء, فِيمَا مَضَى قَبْل فَأَغْنَى ذَلِكَ عَنْ إعَادَته هَهُنَا.

"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ":
أَمْر وَجَوَابه, وَفِيهِ مَعْنَى الْمُجَازَاة فَلِذَلِكَ جُزِمَ.

وَأَصْل الذِّكْر التَّنَبُّه بِالْقَلْبِ لِلْمَذْكُورِ وَالتَّيَقُّظ لَهُ.

وَسُمِّيَ الذِّكْر بِاللِّسَانِ ذِكْرًا لِأَنَّهُ دَلَالَة عَلَى الذِّكْر الْقَلْبِيّ, غَيْر أَنَّهُ لَمَّا كَثُرَ إِطْلَاق الذِّكْر عَلَى الْقَوْل اللِّسَانِيّ صَارَ هُوَ السَّابِق لِلْفَهْمِ.

وَمَعْنَى الْآيَة:
اُذْكُرُونِي بِالطَّاعَةِ أَذْكُركُمْ بِالثَّوَابِ وَالْمَغْفِرَة, قَالَهُ سَعِيد بْن جُبَيْر.

وَقَالَ أَيْضًا:
الذِّكْر طَاعَة اللَّه, فَمَنْ لَمْ يُطِعْهُ لَمْ يَذْكُرهُ وَإِنْ أَكْثَرَ التَّسْبِيح وَالتَّهْلِيل وَقِرَاءَة الْقُرْآن, وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَنْ أَطَاعَ اللَّه فَقَدْ ذَكَرَ اللَّه وَإِنْ أَقَلَّ صَلَاته وَصَوْمه وَصَنِيعه لِلْخَيْرِ وَمَنْ عَصَى اللَّه فَقَدْ نَسِيَ اللَّه وَإِنْ كَثَّرَ صَلَاته وَصَوْمه وَصَنِيعه لِلْخَيْرِ).

ذَكَرَهُ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن خُوَيْز مَنْدَاد فِي "أَحْكَام الْقُرْآن" لَهُ.

وَقَالَ أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ:

إِنِّي لَأَعْلَم السَّاعَة الَّتِي يَذْكُرنَا اللَّه فِيهَا, قِيلَ لَهُ: وَمِنْ أَيْنَ تَعْلَمهَا؟ قَالَ يَقُول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: "فَاذْكُرُونِي أَذْكُركُمْ".

وَقَالَ السُّدِّيّ:
لَيْسَ مِنْ عَبْد يَذْكُر اللَّه إِلَّا ذَكَرَهُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ, لَا يَذْكُرهُ مُؤْمِن إِلَّا ذَكَرَهُ اللَّه بِرَحْمَتِهِ, وَلَا يَذْكُرهُ كَافِر إِلَّا ذَكَرَهُ اللَّه بِعَذَابٍ.

وَسُئِلَ أَبُو عُثْمَان فَقِيلَ لَهُ:
نَذْكُر اللَّه وَلَا نَجِد فِي قُلُوبنَا حَلَاوَة؟ فَقَالَ: اِحْمَدُوا اللَّه تَعَالَى عَلَى أَنْ زَيَّنَ جَارِحَة مِنْ جَوَارِحكُمْ بِطَاعَتِهِ.

وَقَالَ ذُو النُّون الْمِصْرِيّ رَحِمَهُ اللَّه:
مَنْ ذَكَرَ اللَّه تَعَالَى ذِكْرًا عَلَى الْحَقِيقَة نَسِيَ فِي جَنْب ذِكْره كُلّ شَيْء, حَفِظَ اللَّه عَلَيْهِ كُلّ شَيْء, وَكَانَ لَهُ عِوَضًا مِنْ كُلّ شَيْء.

وَقَالَ مُعَاذ بْن جَبَل رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: مَا عَمِلَ اِبْن آدَم مِنْ عَمَل أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَاب اللَّه مِنْ ذِكْر اللَّه.

وَالْأَحَادِيث فِي فَضْل الذِّكْر وَثَوَابه كَثِيرَة خَرَّجَهَا الْأَئِمَّة.
رَوَى اِبْن مَاجَهْ عَنْ عَبْد اللَّه بْن بُسْر أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ لِرَسُولِ اللَّه -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ شَرَائِع الْإِسْلَام قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ فَأَنْبِئْنِي مِنْهَا بِشَيْءٍ أَتَشَبَّث بِهِ, قَالَ: (لَا يَزَال لِسَانك رَطْبًا مِنْ ذِكْر اللَّه عَزَّ وَجَلَّ).

وَخُرِّجَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (إِنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يَقُول أَنَا مَعَ عَبْدِي إِذَا هُوَ ذَكَرَنِي وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ).

وَسَيَأْتِي لِهَذَا الْبَاب مَزِيد بَيَان عِنْد قَوْله تَعَالَى:
((يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اُذْكُرُوا اللَّه ذِكْرًا كَثِيرًا)).

وَأَنَّ الْمُرَاد ذِكْر الْقَلْب الَّذِي يَجِب اِسْتِدَامَته فِي عُمُوم الْحَالَات.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 49023

جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..   جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2020, 4:14 pm

وَاشْكُرُوا لِي.
قَالَ الْفَرَّاء يُقَال:
شَكَرْتُك وَشَكَرْت لَك, وَنَصَحْتُك وَنَصَحْت لَك, وَالْفَصِيح الْأَوَّل.
وَالشُّكْر مَعْرِفَة الْإِحْسَان وَالتَّحَدُّث بِهِ, وَأَصْله فِي اللُّغَة الظُّهُور, وَقَدْ تَقَدَّمَ. فَشُكْر الْعَبْد لِلَّهِ تَعَالَى ثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ بِذِكْرِ إِحْسَانه إِلَيْهِ, وَشُكْر الْحَقّ سُبْحَانه لِلْعَبْدِ ثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ بِطَاعَتِهِ لَهُ, إِلَّا أَنَّ شُكْر الْعَبْد نُطْق بِاللِّسَانِ وَإِقْرَار بِالْقَلْبِ بِإِنْعَامِ الرَّبّ مَعَ الطَّاعَات وَلَا تَكْفُرُونِ نَهْي, وَلِذَلِكَ حُذِفَتْ مِنْهُ نُون الْجَمَاعَة, وَهَذِهِ نُون الْمُتَكَلِّم. وَحُذِفَتْ الْيَاء لِأَنَّهَا رَأْس آيَة, وَإِثْبَاتهَا أَحْسَن فِي غَيْر الْقُرْآن, أَيْ لَا تَكْفُرُوا نِعْمَتِي وَأَيَادِيّ.

فَالْكُفْر هُنَا سَتْر النِّعْمَة لَا التَّكْذِيب. وَقَدْ مَضَى الْقَوْل فِي الْكُفْر لُغَة.

قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)). (سورة إبراهيم).

قال ابن عباس وغيره: الكلمة الطيبة هي لا إله إلا الله.

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قلت يا رسول الله مَن أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة مَن قال: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو نفسه".

وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "قال موسى -صلى الله عليه وسلم- يا رب علمني شيئًا أذكرك به قال: قل: لا إله إلا الله، قال: يا رب كل عبادك يقول هذا، قال: قل: لا إله إلا الله، قال: إنما أريد شيئاً تخصني به، قال: يا موسى لو أن السموات السبع والأرضين السبع في كِفةٍ ولا إله إلا الله في كِفة مالت بهم لا إله إلا الله".

وعن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل". زاد جُنادَةُ: "من أبواب الجنة الثمانية أيُها شاء".

قال القرطبي في المفهم على صحيح مسلم:
باب لا يكفي مجرد التلفظ بالشهادتين، بل لا بد من استيقان القلب - هذه الترجمة تنبيه على فساد مذهب غلاة المرجئة، القائلين بأن التلفظ بالشهادتين كاف في الإيمان، وأحاديث هذا الباب تدل على فساده، بل هو مذهب معلوم الفساد من الشريعة لمن وقف عليها، ولأنه يلزم منه تسويغ النفاق، والحكم للمنافق بالإيمان الصحيح، وهو باطل قطعاً. أ.هـ.

وقال القاضي عياض:
ما ورد في حديث عبادة يكون مخصوصاً لمَن قال ما ذكره -صلى الله عليه وسلم- وقرن بالشهادتين حقيقة الإيمان والتوحيد الذي ورد في حديثه، فيكون له من الأجر ما يرجح على سيئاته ويوجب له المغفرة والرحمة ودخول الجنة لأول وهلة. أ.هـ.

وعن محمود بن الربيع قال:
قدمت المدينة فلقيت عتبان فقلت له: حديث بلغني عنك قال: أصابني في بصري بعض الشيء فبعثت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أني أحب أن تأتيني تصلي في منـزلي فأتخذه مصلى قال فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- ومَن شاء الله من أصحابه فدخل فهو يصلي في منـزلي وأصحابه يتحدثون بينهم ثم أسندوا عظم ذلك وكبره إلى مالك بن دخشم قال: ودوا أنه دعا عليه فهلك، ودوا أنه أصابه شر، فقضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصلاة وقال: "أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ "قالوا: إنه يقول ذلك وما هو في قلبه، قال: "لا يشهد أحدٌ أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فيدخل النار أو تطعمه"، قال أنس: فأعجبني هذا الحديث فقلت لابني: اكتبه فكتبه.

في الحديث جواز تمني هلاك أهل النفاق والشقاق ووقوع المكروه بهم.

وقال الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في شرحه على صحيح مسلم:
وفيه التبرك بآثار الصالحين.

قال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى في تعليقه على فتح الباري (552/1):
(هذا فيه نظر -أي كلام النووي- والصواب أن مثل هذا خاص بالنبي -صلى الله عليه وسلم- لِمَا جعل الله فيه من البركة وغيره لا يُقاس عليه لما بينهما من الفرق العظيم ولأن فتح هذا الباب قد يُفضي إلى الغلو والشرك كما قد وقع من بعض الناس نسأل الله العافية. أ.هـ.

"فخط لي مسجداً" أي: أعلم لي على موضع لأتخذه مسجداً أي موضعاً أجعل صلاتي فيه متبركاً بآثارك والله أعلم.

وعن البراء بن عازب -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن مَنح منحةً وِرِقٍ أو منحة لبن أو هَدى زقاقاً فهو كعِتاق نسمةٍ ومَن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير فهو كعتق نسمةً".

وعن عمرو -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إني لأعلم كلمة لا يقولها عبدٌ حقاً من قلبه فيموت على ذلك إلا حَرُمَ على النار، لا إله إلا الله".

وعن أنس -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعاذ رديفه على الرَّحل قال: "يا معاذ بن جبل" قال: لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثاً قال: "ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صادقاً من قلبه إلا حَرَّمه الله على النار".

وعن رفاعة الجهني -رضي الله عنه- قال: أقبلنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى إذا كنا بالكديد أو بقديد فحمد الله وقال: خيراً، وقال: "أشهد عند الله لا يموت عبدٌ يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله صدقاً من قلبه ثم يُسَدِّدُ إلا سلك في الجنة".

وفي رواية لمسلم: "مَن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله حرَّم الله عليه النار".

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كنا قعوداً حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعنا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في نفر فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بين أظهرنا فأبطأ علينا وخشينا أن يُقتطع دوننا وفزعنا فقمنا فكنت أول مَن فزع فخرجت أبتغي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-حتى أتيت حائطاً للأنصار لبني النجار فدُرت به هل أجد له باباً فلم أجد فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجةٍ والربيع الجدول فاحتفزت كما يحتفز الثعلب فدخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أبو هريرة؟" قلت: نعم يا رسول الله، قال: "ما شأنك؟" قلت: كنتَ بين أظهُرنا فقمتَ فأبطأتَ علينا فخشينا أن تُقتطع دوننا ففزعنا فكنت أول مَن فزع فأتيت هذا الحائط فاحتفزت كما يَحتفز الثعلب وهؤلاء الناس ورائي فقال: "يا أبا هريرة!" وأعطاني نعليه وقال: "اذهب بنعلي هاتين فمَن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مُستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة". فكان أول مَن لقيتُ عمرَ فقال: ما هاتان النعلان يا أبا هريرة! فقلت: هاتين نعلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثني بهما مَن لقيت يشهد ان لا إله إلا الله مُستيقناً بهما قلبه بشَّرته بالجنة قال: فضرب عمر بيده بين ثديي فخررت لاستي فقال: ارجع يا أبا هريرة فرجعت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأجهشت بكاءً، وركبني عمر، وإذا هو على أثري فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَالك يا ابا هريرة؟" قلت: عمر فأخبرته بالذي بعثني به فضرب بين ثديي ضربةً خررت لاستي قال: ارجع، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا عمر! ما حملك على ما فعلت؟" قال: يا رسول الله! بأبي وأمي أبعثتَ أبا هريرة بنعليك مَن لقي يشهد أن لا إله إلا الله مُستيقناً بها قلبه فبشِّره بالجنة؟ قال: "نعم" قال: فلا تفعل فإني أخشى أن يتكلم الناس عليها فخلهم يعملون، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فخلهم".

قوله: فزعنا فقمنا: قال القاضي عياض رحمه الله تعالى: الفزع يكون بمعنى الرَّوع وبمعنى الهُبوب للشيء والاهتمام به، وبمعنى الإغاثة، قال: فتصح هذه المعاني الثلاثة أي ذعرًا لاحتباس النبي -صلى الله عليه وسلم- عنا.
وقوله: "حائطًا": بستاناً وسُمي بذلك لأنه حائط لا سقف له.
وقوله: الجَدول: بفتح الجيم وهو النهر الصغير.
وقوله: وخشينا أن يُقتطع دوننا أي: يُصاب بمكروه من عدو إما بأسر وإما بغيره.
وقوله: فاحتفزت كما يحتفز الثعلب معناه: تضامت ليسعني المدخل.
وقوله لاستي: فهو اسم من أسماء الدُّبُر.
وقوله: فأجهشت: بالجيم والشين المعجمة والهمزة والهاء مفتوحتان قال القاضي عياض رحمه الله: وهو أن يفزع الإنسان إلى غيره وهو متغير الوجه متهيء للبكاء ولما يبك بعد.
وقوله ركبني عمر فمعناه: تبعني ومشى خلفي في الحال بلا مهلة.
وقوله: بأبي وأمي معناه: أنت مفدي أو أفديك بأبي وأمي.

وقال: "ومَن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حُطت خطاياه وإن كانت مثل زَبَدِ البحر".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 49023

جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..   جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2020, 4:17 pm

بيان فضل التهليل والتسبيح:
ذِكْرُ اللهِ حصنٌ حصينٌ من وسوسة الشيطان وكيده ومن مُكفرات الذنوب وذِكْرُ اللهِ قربة عظيمة إلى الله سبحانه وتعالى.

يُستحب أن يقول العبد ذلك في أول النهار متوالياً ليكون له حِرزاً في جميع نهاره وكذا في أول الليل.

وفيه سعة رحمة الله بعباده وتفضله عليهم بجزيل الثواب وغفران الذنوب.

قال القاضي عياض:
أن التهليل المذكور أفضل ويكون ما فيه من زيادة الحسنات ومحو السيئات وما فيه من فضل عتق الرقاب وكونه حرزاً من الشيطان زائداً على فضل التسبيح وتكفير الخطايا لأنه قد ثبت أن مَن أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضواً منه من النار فقد حصل بعتق رقبة واحدة تكفير جميع الخطايا مع ما يبقى له من زيادة عتق الرقاب الزائدة على الواحدة ومع ما فيه من زيادة مائة درجة وكونه حرزاً من الشيطان ويؤيده ما جاء في الحديث بعد هذا: "أن أفضل الذكر التهليلُ" مع الحديث الآخر: "أفضل ما قلته أنا والنبيون قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له." الحديث وقيل: أنه اسم الله الأعظم وهي كلمة الإخلاص والله أعلم. انتهى.

وعن أبي عياش -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن قال إذا أصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل عليه السلام وكُتِبَ له عشر حسنات وحُطَّ عنه عشر سيئات ورُفِعَ له عشر درجات وكان في حِرز من الشيطان حتى يُمسي وإن قالها إذا أمسى كان مثل ذلك حتى يُصبح".

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما قال عبد: لا إله إلا الله قط مخلصاً إلا فتحت له أبواب السماء حتى يُفضي إلى العرش ما اجتنب الكبائر".

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله يستخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سِجلاً كل سِجل مثل مَد البصر ثم يقول أتُنكر من هذا شيئاً؟ أظلمكَ كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب فيقول أفَلك عذرٌ؟ فقال: لا يا رب فيقول الله تعالى بلى إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم فيُخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله فيقول: أحضر وزنك فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السِّجلات؟ فقال: فإنك لا تُظلم فتوضع السِّجلات في كِفةٍ والبطاقة في كِفةٍ فطاشت السِّجلات وثَقُلَتْ البِطاقة ولا يثقل مع اسم الله شيء".

وعن أبي أيوب -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كان كعدل محرراً أو محررين".

فضل وثواب مَن قال:
(لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مئة مرة)
عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأتِ أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه".

وقال:
"مَن قال حين يصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في اليوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا رجلٌ عَمِلَ أكثر منه".

وفي رواية عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك ومن قال: "سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر".

وعنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأتِ أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحدٌ قال مثل ما قال أو زاد عليه"

فضل وثواب من قال كلمة التوحيد عشر مرات:
"مَن قال حين يصبح عشر مرات لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه بها عشر سيئات وكانت كعدل عشر رقاب وأجاره الله يومه من الشيطان الرجيم وإذا أمسى فمثل ذلك حتى يُصبح".

وعن أبي أيوب -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كمَن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل".

فضل وثواب التسبيح وفضله:
قال الله تعالى: "فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون".

وقال تعالى: "يسبحون الليل والنهار لا يَفتُرُونَ"، والآيات في الباب كثيرة.

معنى التسبيح:
التنـزيه عما لا يليق به سبحانه وتعالى من الشريك والولد والصاحبة والنقائص وسمات الحدوث مطلقاً.

وعن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السموات والأرض".

وعن جابر -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن قال: سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة".

وعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: يا رسول الله أي الكلام أحب إلى الله تعالى؟ قال: "ما اصطفى الله تعالى لملائكته: سبحان ربي وبحمده سبحان الله".

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "مَن قال: سبحان الله وبحمده في يوم مئة مرة حُطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر".

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم".

وعنه -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لأن أقول سبحان والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس".

وعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله؟" قلت: يا رسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله فقال: "إن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده".

وفي رواية أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سُئِل: أي الكلام أفضل قال: "ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده".

وعن أبي ذر -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قال: "يُصبح على كل سُلامي من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى".

السلامي: بضم السين المهملة وتخفيف اللام وفتح الميم: المفصل.
على كل سلامى: بضم السين وتخفيف اللام وأصله عظام الأصابع وسائر الكف ثم استعمل في جميع العظام البدن ومفاصله.

وعن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها".

قال النووي -رحمه الله تعالى-:
"قوله -صلى الله عليه وسلم-: وسبحان الله تملآن أو تملأ ما بين السموات والأرض" وسبب عظم فضلهما ما اشتملتا عليه من التنزيه لله تعالى بقوله: سبحان الله والتفويض والافتقار إلى الله تعالى بقوله: الحمد لله والله أعلم.

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين الاثنين صدقة وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة وتميط الأذى عن الطريق صدقة".

وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل فمَن كبَّر الله وحمد الله وهلل وسبَّح الله واستغفر الله وعزل حجراً عن طريق الناس أو شوكة أو عظماً عن طريق الناس أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد الستين والثلاثمائة فإنه يُمسي يومئذ وقد زَحزح نفسه عن النار".

قال ابن القيم الجوزية -رحمه الله تعالى-:
وقلت لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- يوماً سُئل بعض أهل العلم: أيُما أنفع للعبد التسبيح أو الاستغفار؟ فقال: إذا كان الثوب نقياً فالبخور وماء الورد أنفع له وإن كان دنساً فالصابون والماء الحار أنفع له، فقال لي رحمه الله تعالى: فكيف والثياب لا تزال دنسة؟‍أ.هـ. الوابل الطيب.

وعن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: كنا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة!" فسأله سائل من جُلسائه: كيف يكسب ألف حسنة؟ قال: "يُسبح مائة تسبيحة فيُكتب له ألف حسنة أو يُحط عنه ألف خطيئة".

وعن رجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أفضل الكلام سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر".

وعن سمرة بن جندب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أحب الكلام إلى الله أربع سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر لا يضرك بأيهن بدأت".

وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقيتُ إبراهيم ليلة أُسري بي فقال: يا محمد أقرئ أُمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء, وانها قِيعان وأن غِراسها سُبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر".

قيعان: جمع قاع وهي الأرض المستوية الخالية من الشجر.
غراس جمع غرس وهو: ما يستر الأرض من البذر ونحوه.
ذكر الله سبب لدخول الجنة وكلما أكثر العبد من ذكر الله كثرت غراسه في الجنة.

وعن أبي سلمة راعي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: بخٍ بخٍ لخمسٍ ما أثقلهن في الميزان لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر والولد الصالح يُتوفى للمرء المسلم فيحتسبه".

وعن أبي ذر -رضي الله عنه-، أن ناساً من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قالوا للنبي -صلى الله عليه وسلم- يا رسول الله ذهب أهل الدُثور بالأجور يُصلون كما نُصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال: "أوليست قد جعل الله لكم ما تصدقون إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكرٍ صدقة وفي بُضع أحدكم صدقة"، قالوا: يا رسول الله يأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: "أرأيتم إن وضعها في حرام أكان عليه وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر".

أهل الدثور: أي أهل الأموال والدثور: بضم الدال وجمع دثر بفتحها وهو  المال الكثير والبُضع: هو بضم الباء ويطلق على الجماع ويطلق على الفرج نفسه، هو الجماع وقيل الفرج نفسه.

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى:
قوله -صلى الله عليه وسلم-: "وفي بضع أحدكم صدقة" وفي هذا دليل على أن المباحات تصير طاعات بالنيات الصادقات فالجُماع يكون عبادة إذا نوى به قضاء حق الزوجة ومعاشرتها بالمعروف الذي أمر الله تعالى به أو طلب ولد صالح أو إعفاف نفسه أو إعفاف الزوجة ومنعها جميعاً من النظر إلى الحرام أو الفكر فيه أو الهم به أو غير ذلك من المقاصد الصالحة.

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: ذهب الدُثور بالدرجات العُلى والنعيم المقيم فقال: (وما ذاك؟) فقالوا: يُصلون كما نُصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق ويعتقون ولا نعتق فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أفلا أعلمكم شيئاً تُدركون به مَن سبقكم وتسبقون به مَن بعدكم ولا يكون أحدٌ أفضل منكم إلا مَن صنع مثل ما صنعتم؟" قالوا: بلى يا رسول الله قال: "تُسبحون وتحمدون وتُكبرون دُبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين مرة فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثلة؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ذلك فضل الله يُؤتيه مَن يشاء".

وعن جويرية -رضي الله عنها-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال: "ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟" قالت: نعم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لقد قلت بعدك كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته".

وفي رواية عن أبي أمامة -رضي الله عنه-: "ألا أدلك على ما هو أكثر من ذكرك الله الليل مع النهار؟ تقول: الحمد لله عدد ما خلق، الحمد لله ملء ما خلق الحمد لله عدد ما في السموات وما في الأرض، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه، والحمد لله على ما أحصى كتابه، والحمد لله عدد كل شيء، والحمد لله ملء كل شيء، وتسبح الله مثلهن تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك".

وعن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: قال: "إن الله اصطفى من الكلام أربعاً سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فمَن قال: سبحان الله كُتب له عشرون حسنة وحُطت عنه عشرون سيئة ومَن قال: الله أكبر فمثل ذلك ومَن قال: لا إله إلا الله فمثل ذلك ومَن قال الحمد لله ربِّ العالمين من قِبَلَ نفسه كُتبت له ثلاثون حسنة وحُطت عنه ثلاثون سيئة".


التسبيح بالأصابع أفضل من السبحة:

روت يسيرة إحدى المهاجرات -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس ولا تغفلن فتنسين الرحمة وأعقدن بالأنامل فإنهن مسؤلات ومستنطقات".


مسؤولات  مستنطقات: يعني أنهن يشهدن بذلك فكان عقدهن بالتسبيح من هذه الحيثية أولى من السبحة والحصى ويدل على جواز عد التسبيح بالنوى والحصى.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 49023

جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..   جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2020, 4:24 pm

ثواب كلمة لا حول ولا قوة إلا بالله:
عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أدلك على كنـز من كنوز الجنة؟" فقلت: بلى يا رسول الله قال: "لا حول ولا قوة إلا بالله".

كنـز من كنوز: سمي هذه الكلمة كنزاً لنفاستها وصيانتها، ولا حول ولا قوة إلا بالله من ذخائر الجنة ومحصلات نفائسها ويحصل لقائله ثواباً نفيساً يُدَّخر له في الجنة.

قال النووي رحمه الله تعالى:
قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة" قال العلماء: سبب ذلك أنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله تعالى واعتراف بالإذعان له وأنه لا صانع غيره ولا راد لأمره وأن العبد لا يملك شيئاً من الأمر.

ومعنى الكنـز هنا: أنه ثواب مدخر في الجنة وهو ثواب نفيس كما ان الكنـز النفيس أموالكم.

وعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ألا ادلك على باب من أبواب الجنة" قال: وما هو؟ قال: "لا حول ولا قوة إلا بالله".

وعن قيس بن سعد بن عبادة -رضي الله عنهما-، أن أباهُ دفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يخدمه قال: فأتى عليّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد صليت ركعتين فضربني برجله، وقال: "ألا أدلك على باب من أبواب الجنة" قلت: بلى، قال: "لا حول ولا قوة إلا بالله".

وعن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما أسري به مر على إبراهيم عليه السلام فقال: مَن معك يا جبريل؟ قال: هذا محمد فقال له إبراهيم عليه السلام: يا محمد مُر أمتك فليُكثروا من غِراس الجنة فإن تُربتها طيبة وأرضها واسعة، قال: "ما غراس الجنة؟" قال: لا حول ولا قوة إلا بالله.

وعن مصعب بن سعد عن أبيه -رضي الله عنه- قال: جاء أعرابي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: علمني كلاماً أقوله قال: "قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله رب العالمين، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم" قال فهؤلاء لربي فمالي؟ قال: "قل اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني".

وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُعلم مَن أسلم يقول: "اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني".

فضل الإستغفار:
رغَّب الله سبحانه وتعالى بمغفرة الذنوب وما يترتب عليها من الثواب واندفاع العقاب بعد ما يتوبوا ويستغفروا الله تعالى من ذنوبهم.

قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)). (آل عمران).

والاستغفار معناه: طلب المغفرة من الله:
أ  ـ بمحو الذنوب.
ب ـ وستر العيوب.

فوائد الاستغفار:
1ـ أنه سبب لمغفرة الذنوب.
2ـ أنه يدفع العذاب قبل نزوله: "وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ".
3ـ أنه سبب لتفريج الهموم وجلب الأرزاق ونزول الغيث.
4ـ المحافظة على سلامة القلب من آثار الذنوب.

قال سبحانه وتعالى عن نبيه نوح: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)). (سورة نوح).

قال القرطبي: فيه ثلاث مسائل: الأولى:
قوله تعالى: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ" أي سلوه المغفرة من ذنوبكم السالفة بإخلاص الإيمان. "إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً" وهذا منه ترغيب في التوبة، وقد روى حُذَيفة بن اليمان -رضي الله عنه-: عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "الاستغفار ممحاة للذنوب"، وقال الفُضيل: يقول العبد أستغفر الله، وتفسيرها أقِلْنِي.

الثانية:
قوله تعالى: "يُرْسِلِ السَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً" أي يُرسل ماء السماء، ففيه إضمار.
وقيل: السماء المطر، أي يرسل المطر.

قال الشاعر:
إذا سقط السماءُ بأرضِ قوم
عـينـاه وإن كـانـوا غِضـابـاً
و"مِدْراراً" ذَا غَيْث كثير.
وجزم "يُرْسِل" جواباً للأمر.


وقال مقاتل:
لما كذَّبوا نوحاً زماناً طويلاً حبس الله عنهم المطر، وأعقم أرحام نسائهم أربعين سنة، فهلكت مواشيهم وزروعهم، فصاروا إلى نوح عليه السلام واستغاثوا به، فقال: "اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً" أي لم يزل كذلك لمَن أناب إليه.

ثم قال ترغيباً في الإيمان: "يُرْسِلِ السَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً".

قال قتادة:
علم نبيّ الله -عليه السلام- أنهم أهل حرص على الدنيا فقال: هَلُمّوا إلى طاعة الله فإن في طاعة الله درك الدنيا والآخرة.

الثالثة:
في هذه الآية والتي في "هود" دليل على أن الاستغفار يستنـزل به الرزق والأمطار.

قال الشعبيّ:
خرج عمر يستسقي فلم يزد على الاستغفار حتى رجع، فأمطروا فقالوا: ما رأيناك استسقيتَ؟ فقال: لقد طلبت المطر بمجاديح السماء التي يُستنـزل بها المطر، ثم قرأ: "اسْتَغْفِرُوا ربَّكُمْ إنه كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِل السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً".

وقال الأوزاعيّ:
خرج الناس يستسقون، فقام فيهم بلال بن سعد فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: اللهم إنا سمعناك تقول: "مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ" وقد أقررنا بالإساءة، فهل تكون مغفرتك إلا لمثلنا? اللهم اغفر لنا وارحمنا واسقنا? فرفع يديه ورفعوا أيديهم فسُقُوا.

وقال ابن صبيح:
شكا رجل إلى الحسن الجدوبة، فقال له: استغفر الله.
وشكا آخر إليه الفقر فقال له: استغفر الله.
وقال له آخر: ادع الله أن يرزقني ولداً، فقال له: استغفر الله.
وشكا إليه آخر جفاف بستانه، فقال له: استغفر الله.

فقلنا له في ذلك؟
فقال: ما قلت من عندي شيئاً، إن الله تعالى يقول في سورة "نوح": "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً".

وقد مضى في سورة: "آل عمران" كيفية الاستغفار، وأن ذلك يكون عن إخلاص وإقلاع من الذنوب، وهو الأصل في الإجابة.اهـ.

وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحيَّ القيوم وأتوب إليه غُفرت ذنوبه وإن كان قد فرَّ من الزحف".

في الحديث من الفوائد:
تعظيم الإستغفار، وأنه يُكفر الكبائر، وفيه: فضل المدامومة على الاستغفار.

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من عبدٍ يذنب ذنباً فيُحسن الطهور ثم يقوم فيُصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له".

وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن لزم الاستغفار جعل الله له من كل هَمّ فرجاً ومن ضيقٍ مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب".

ويذكر عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن كثرت همومه وغمومه فليُكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله".

وثبت في الصحيحين: "أنها كنـز من كنوز الجنة".

وفي الترمذي: "أنها باب من أبواب الجنة".

قال النووي -رحمه الله تعالى-:
"قال أصحابنا وغيرهم من العلماء: للتوبة ثلاثة شروط أن يقلع عن المعصية، وأن يندم على فعلها، وأن يعزم عزماً جازماً أن لا يعود إلى مثلها أبداً، فإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فلها شرط رابع وهو: ردّ الظلامة إلى صاحبها أو تحصيل البراءة منه والتوبة أهم قواعد الإسلام وهي: أول مقامات سالكي طريق الآخرة.

وعن أبي أيوب -رضي الله عنه- أنه قال حين حضرته الوفاة: كنت كتمت عنكم شيئاً سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقاً يذنبون فيغفر لهم".

وعنه -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لولا أنكم لم تكن لكم ذنوب يغفرها الله لكم لجاء الله بقوم لهم ذنوب يغفرها لهم".

عن الأغر المزني -رضي الله عنه- وكانت له صُحبة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنه ليُغان على قلبي وإني لأستغفر اللهَ في اليوم مائة مرة".

الغين هنا: ما يتغشى القلب قال القاضي: قيل المراد: الفترات والغفلات عن الذكر كان شأنه الدوام عليه فإذا فتر عنه أو غفل عدَّ ذلك ذنباً واستغفر منه.

وعن على بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: كنت رجلاً إذا سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثاً نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني، وأذا حدثني من أصحابه استحلفته فإذا حلف صدقته.

وحدَّثني أبو بكر وصدق أبو بكر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما من عبد يُذنب ذنباً فيُحسن الطهور، ثم يقوم فيُصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له" ثم قرأ هذه الآية: "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم".

وروى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي مالك، عن أبيه -رضي الله عنه-، أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- وأتاه رجل، فقال: يا رسول الله! كيف أقول حين أسأل ربّي -عز وجل-، قال: قل: "اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني" ويجمع أصابعه إلا الإبهام فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك".

وعن شداد بن أوس -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، مَن قالها من النهار مُوقناً بها فمات من يومه قبل أن يُمسي فهو من أهل الجنة، ومَن قالها من الليل وهو مُوقن بها فمات قبل أن يُصبح فهو من أهل الجنة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 49023

جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..   جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2020, 4:26 pm

شرح دعاء سيد الاستغفار:
هذا الدعاء جامع لمعاني التوبة كلها مع الإقرار لله بالإلوهية والإعتراف بأنه الخالق، والإقرار بالعهد الذي أخذه عليه بما وعده به الاستعاذة من شر النفس، وإضافة النعماء إلى موجدها، وإضافة الذنب إلى نفسه، واعترافه بأنه لا يقدر على ذلك إلا هو، كل هذا مسبوك ببديع المعاني وأحسن الألفاظ ولذلك سماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- سيد الاستغفار.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
قَوْلُهُ: "سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ" قَالَ الطِّيبِيُّ: لَمَّا كَانَ هَذَا الدُّعَاءُ جَامِعًا لِمَعَانِي التَّوْبَةِ كُلِّهَا اسْتُعِيرَ لَهُ اسْمُ السَّيِّدِ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ الرَّئِيسُ الَّذِي يُقْصَدُ فِي الْحَوَائِجِ وَيُرْجَعُ إِلَيْهِ فِي الْأُمُورِ، قَوْلُهُ: "أَنْ يَقُولَ" أَيِ الْعَبْدُ وَثَبَتَ فِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ وَالنَّسَائِيِّ "إِنَّ سَيِّدَ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ" وَلِلتِّرْمِذِيِّ مِنْ رِوَايَةِ عُثْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ شَدَّادٍ "أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى سَيِّدِ الِاسْتِغْفَارِ" وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ عِنْدَ النَّسَائِيِّ "تَعَلَّمُوا سَيِّدَ الِاسْتِغْفَارِ".

قَوْلُهُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي" كَذَا فِي نُسْخَةٍ مُعْتَمَدَةٍ بِتَكْرِيرِ أَنْتَ وَسَقَطَتِ الثَّانِيَةُ مِنْ مُعْظَمِ الرِّوَايَاتِ وَوَقَعَ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ "مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ" وَالْبَاقِي نَحْوُ حَدِيثِ شَدَّادٍ وَزَادَ فِيهِ: آمَنْتُ لَكَ مُخْلِصًا لَكَ دِينِي، قَوْلُهُ: "وَأَنَا عَبْدُكَ" قَالَ الطِّيبِيُّ: يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُؤَكَّدَةً وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُقَدَّرَةً أَيْ أَنَا عَابِدٌ لَكَ وَيُؤَيِّدُهُ عَطْفُ، قَوْلِهِ: "وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ " قَوْلُهُ "وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ" سَقَطَتِ الْوَاوُ فِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: يُرِيدُ أَنَا عَلَى مَا عَهِدْتُكَ عَلَيْهِ وَوَاعَدْتُكَ مِنَ الْإِيمَانِ بِكَ وَإِخْلَاصِ الطَّاعَةِ لَكَ مَا اسْتَطَعْتُ مِنْ ذَلِكَ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ أَنَا مُقِيمٌ عَلَى مَا عَهِدْتَ إِلَيَّ مِنْ أَمْرِكَ وَمُتَمَسِّكٌ بِهِ وَمُنْتَجِزٌ وَعْدَكَ فِي الْمَثُوبَةِ وَالْأَجْرِ وَاشْتِرَاطُ الِاسْتِطَاعَةِ فِي ذَلِكَ مَعْنَاهُ الِاعْتِرَافُ بِالْعَجْزِ وَالْقُصُورِ عَنْ كُنْهِ الْوَاجِبِ مِنْ حَقِّهِ تَعَالَى.

وَقَالَ ابْنُ بَطَّالٍ:
قَوْلُهُ "وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ" يُرِيدُ الْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَهُ اللَّهُ عَلَى عِبَادِهِ حَيْثُ أَخْرَجَهُمْ أَمْثَالَ الذَّرِّ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ فَأَقَرُّوا لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَأَذْعَنُوا لَهُ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَبِالْوَعْدِ مَا قَالَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ إنَّ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا وَأَدَّى مَا افْتَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ.

قُلْتُ -ابن حجر- وَقَوْلُهُ:
"وَأَدَّى مَا افْتَرَضَ عَلَيْهِ" زِيَادَةٌ لَيْسَتْ بِشَرْطٍ فِي هَذَا الْمَقَامِ لِأَنَّهُ جَعَلَ الْمُرَادَ بِالْعَهْدِ الْمِيثَاقَ الْمَأْخُوذَ فِي عَالَمِ الذَّرِّ وَهُوَ التَّوْحِيدُ خَاصَّةً فَالْوَعْدُ هُوَ إِدْخَالُ مَنْ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ الْجَنَّةَ.

قَالَ ابن بطال:
وَفِي قَوْلِهِ "مَا اسْتَطَعْتُ" إِعْلَامٌ لِأُمَّتِهِ أَنَّ أَحَدًا لَا يَقْدِرُ عَلَى الْإِتْيَانِ بِجَمِيعِ مَا يَجِبُ عَلَيْهِ لِلَّهِ وَلَا الْوَفَاءِ بِكَمَالِ الطَّاعَاتِ وَالشُّكْرِ عَلَى النِّعَمِ فَرَفَقَ اللَّهُ بِعِبَادِهِ فَلَمْ يُكَلِّفْهُمْ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا وُسْعَهُمْ.

وَقَالَ الطِّيبِيُّ:
 يَحْتَمِلُ أَنْ يُرَادَ بِالْعَهْدِ وَالْوَعْدِ مَا فِي الْآيَةِ الْمَذْكُورَةِ كَذَا قَالَ وَالتَّفْرِيقُ بَيْنَ الْعَهْدِ وَالْوَعْدِ أَوْضَحُ.

قَوْلُهُ: "أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ" سَقَطَ لَفْظُ لَكَ مِنْ رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ وَأَبُوءُ بِالْمُوَحَّدَةِ وَالْهَمْزِ مَمْدُودٌ مَعْنَاهُ أَعْتَرِفُ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عُثْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ شَدَّادٍ: "وَأَعْتَرِفُ بِذُنُوبِي" وَأَصْلُهُ الْبَوَاءُ وَمَعْنَاهُ اللُّزُومُ وَمِنْهُ بَوَّأَهُ اللَّهُ مَنْزِلًا إِذَا أَسْكَنَهُ فَكَأَنَّهُ أَلْزَمَهُ بِهِ.

قَوْلُهُ: "وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي" أَيْ أَعْتَرِفُ أَيْضًا وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَحْمِلُهُ بِرَغْمِي لَا أَسْتَطِيعُ صَرْفَهُ عَنِّي وَقَالَ الطِّيبِيُّ: اعْتَرَفَ أَوَّلًا بِأَنَّهُ أَنْعَمَ عَلَيْهِ وَلَمْ يُقَيِّدْهُ لِأَنَّهُ يَشْمَلُ أَنْوَاعَ الْإِنْعَامِ ثُمَّ اعْتَرَفَ بِالتَّقْصِيرِ وَأَنَّهُ لَمْ يَقُمْ بِأَدَاءِ شُكْرِهَا ثُمَّ بَالَغَ فَعَدَّهُ ذَنْبًا مُبَالَغَةً فِي التَّقْصِيرِ وَهَضْمِ النَّفْسِ قُلْتُ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ "أَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي" أَعْتَرِفُ بِوُقُوعِ الذَّنْبِ مُطْلَقًا لِيَصِحَّ الِاسْتِغْفَارُ مِنْهُ لَا أَنَّهُ عَدَّ مَا قَصَّرَ فِيهِ مِنْ أَدَاءِ شُكْرِ النِّعَمِ ذَنْبًا.

قَوْلُهُ: "فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ" يُؤْخَذُ مِنْهُ أَنَّ مَنِ اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ غُفِرَ لَهُ وَقَدْ وَقَعَ صَرِيحًا فِي حَدِيثِ الْإِفْكِ الطَّوِيلِ وَفِيهِ الْعَبْدُ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ وَتَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ.

قَوْلُهُ: "مَنْ قَالَهَا مُوقِنًا بِهَا" أَيْ مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ مُصَدِّقًا بِثَوَابِهَا وَقَالَ الدَّاوُدِيُّ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا مِنْ قَوْلِهِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ وَمِثْلَ قَوْلِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْوُضُوءِ وَغَيْرِهِ لِأَنَّهُ بُشِّرَ بِالثَّوَابِ ثُمَّ بُشِّرَ بِأَفْضَلَ مِنْهُ فَثَبَتَ الْأَوَّلُ وَمَا زِيدَ عَلَيْهِ وَلَيْسَ يُبَشِّرُ بِالشَّيْءِ ثُمَّ يُبَشِّرُ بِأَقَلَّ مِنْهُ مَعَ ارْتِفَاعِ الْأَوَّلِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ نَاسِخًا وَأَنْ يَكُونَ هَذَا فِيمَنْ قَالَهَا وَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَفْعَلَ مَا يَغْفِرُ لَهُ بِهِ ذُنُوبَهُ أَوْ يَكُونَ مَا فَعَلَهُ مِنَ الْوُضُوءِ وَغَيْرِهِ لَمْ يَنْتَقِلْ مِنْهُ بِوَجْهٍ مَا وَاللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ كَذَا حَكَاهُ ابْنُ التِّينِ عَنْهُ وَبَعْضُهُ يَحْتَاجُ إِلَى تَأَمُّلٍ.

قَوْلُهُ: "وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ" فِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ "فَإِنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ".

وَفِي رِوَايَةِ عُثْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ "لَا يَقُولُهَا أَحَدُكُمْ حِينَ يُمْسِي فَيَأْتِي عَلَيْهِ قَدَرٌ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ أَوْ حِينَ يُصْبِحُ فَيَأْتِي عَلَيْهِ قَدَرٌ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ".

قَوْلُهُ: "فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ" فِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ "دَخَلَ الْجَنَّةَ" وَفِي رِوَايَةِ عُثْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ "إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ" قَالَ ابْنُ أَبِي جَمْرَةَ: جَمَعَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ بَدِيعِ الْمَعَانِي وَحُسْنِ الْأَلْفَاظِ مَا يَحِقُّ لَهُ أَنَّهُ يُسَمَّى سَيِّدَ الِاسْتِغْفَارِ فَفِيهِ الْإِقْرَارُ لِلَّهِ وَحْدَهُ بِالْإِلَهِيَّةِ وَالْعُبُودِيَّةِ، وَالِاعْتِرَافُ بِأَنَّهُ الْخَالِقُ، وَالْإِقْرَارُ بِالْعَهْدِ الَّذِي أَخَذَهُ عَلَيْهِ، وَالرَّجَاءُ بِمَا وَعَدَهُ بِهِ وَالِاسْتِعَاذَةُ مِنْ شَرِّ مَا جَنَى الْعَبْدُ عَلَى نَفْسِهِ، وَإِضَافَةُ النَّعْمَاءِ إِلَى مُوجِدِهَا وَإِضَافَةُ الذَّنْبِ إِلَى نَفْسِهِ، وَرَغْبَتُهُ فِي الْمَغْفِرَةِ، وَاعْتِرَافُهُ بِأَنَّهُ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا هُوَ، وَفِي كُلِّ ذَلِكَ الْإِشَارَةُ إِلَى الْجَمْعِ بَيْنَ الشَّرِيعَةِ وَالْحَقِيقَةِ فَإِنَّ تَكَالِيفَ الشَّرِيعَةِ لَا تَحْصُلُ إِلَّا إِذَا كَانَ فِي ذَلِكَ عَوْنٌ مِنَ اللَّهِ -تَعَالَى- وَهَذَا الْقَدَرُ الَّذِي يُكَنَّى عَنْهُ بِالْحَقِيقَةِ فَلَوِ اتَّفَقَ أَنَّ الْعَبْدَ خَالَفَ حَتَّى يَجْرِيَ عَلَيْهِ مَا قُدِّرَ عَلَيْهِ وَقَامَتِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِ بِبَيَانِ الْمُخَالَفَةِ لَمْ يَبْقَ إِلَّا أَحَدُ أَمْرَيْنِ إِمَّا الْعُقُوبَةُ بِمُقْتَضَى الْعَدْلِ أَوِ الْعَفْوُ بِمُقْتَضَى الْفَضْلِ.

أَيْضًا مِنْ شُرُوطِ الِاسْتِغْفَارِ:
صِحَّةُ النِّيَّةِ وَالتَّوَجُّهُ وَالْأَدَبُ فَلَوْ أَنَّ أَحَدًا حَصَّلَ الشُّرُوطَ وَاسْتَغْفَرَ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ الْوَارِدِ وَاسْتَغْفَرَ آخَرُ بِهَذَا اللَّفْظِ الْوَارِدِ لَكِنْ أَخَلَّ بِالشُّرُوطِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ؟ فَالْجَوَابُ أَنَّ الَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ اللَّفْظَ الْمَذْكُورَ إِنَّمَا يَكُونُ سَيِّدَ الِاسْتِغْفَارِ إِذَا جَمَعَ الشُّرُوطَ الْمَذْكُورَةَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

قال اللغوي ابن منظور -رحمه الله-:
غفر الغَفُورُ الغَفّارُ جلّ ثناؤه وهما من أَبنية المبالغة ومعناهما الساتر لذنوب عباده المتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم يقال اللهمَّ اغفر لنا مَغْفرة وغَفْراً وغُفْراناً وإنك أَنت الغَفُور الغَفّار يا أَهل المَغْفِرة وأَصل الغَفْرِ التغطية والستر غَفَرَ الله ذنوبه أَي سترها والغَفْر الغُفْرانُ.

قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-:
قال شيخ الإسلام: العارف يسير إلى الله بين مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس والعمل، وهذا معنى قوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح من حديث بريدة رضي الله تعالى عنه سَيِّدَ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ: "اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ" فجمع في قوله -صلى الله عليه وسلم- أَبُوءُ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس والعمل.

فمشاهدة المنة توجب له المحبة والحمد والشكر لولي النِّعم والإحسان، ومطالعة عيب النفس والعمل توجب له الذل والانكسار والافتقار والتوبة في كل وقت وأن لا يرى نفسه إلا مفلساً.

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لله تسعةٌ وتسعون اسماً مَن حَفِظَها دخل الجنة وإن الله وتر يحب الوتر".

وفي رواية ابن أبي عمر "مَن أحصاها".

قال النووي رحمه الله تعالى:
قوله -صلى الله عليه وسلم- (مَن أحصاها دخل الجنة) فاختلفوا في المراد بإحصائها فقال البخاري وغيره من المحققين معناه: حفظها وهذا هو الأظهر لأنه جاء مفسراً في الرواية الأخرى (مَن حفظها) وقيل: أحصاها عدها والطاعة بكل اسمها والإيمان بها لا يقتضي عملاً وقال بعضهم: المراد حفظ القرآن وتلاوته كله لأنه مستوفٍ لها وهو ضعيف والصحيح الأول.

و قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من مسلم يسأل الله الجنة ثلاثاً إلا قالت الجنة اللهم أدخله الجنة ومَن استجار من النار قالت النار اللهم أجره من النار".

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا رأى أحدكم ما يُعجِبه في نَفسِه أو ماله، فليبرك عليه فإن العين حق".

وقال أبو سعيد -رضي الله عنه-، كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذهما وترك ما سواهما.

وعن رجل قال: كنت رديف النبي -صلى الله عليه وسلم- فعثرت دابته فقلت: تَعِسَ الشيطان فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقل تَعِسَ الشيطان فإنك إذا قلت ذلك تَعاظم حتى يكون مثل البيت ويقول: بقوتي، ولكن قل: بسم الله فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى



عدد المساهمات : 49023

جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..   جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2020, 4:29 pm

أيهما افضل الاستغفار أم التحميد؟
نعرف فضل الاستغفار وحمد الله وشكره عز وجل.. وألاحظ تركيز الكثير في المنتديات والمجالس على حث الناس على الاستغفار.. فأحببت ان اكتب هذا الموضوع للتأكيد على أهمية حمد الله وشكره.

فايهما افضل؟
أولاً: اوضح ان الدعاء نوعين:
النوع الأول: دعاء الثناء ويسمى دعاء العبادة:
وهو عبادة الله تعالى بأنواع العبادات، من الصلاة والذبح والنذر والصيام والصدقة والحج والتسبيح والتحميد والثناء على الله عز وجل بجميل أوصافه وآلائه ‏وأسمائه، وجميع انواع الذكر وغيرها خوفاً وطمعاً رجاء رحمته وخوف عذابه.

النوع الثاني: دعاء المسألة:
وهو سؤال العبد حاجته وطلب ما ينفعه من جلب نفع أو كشف ضر.

لنرى الآن الفرق بين الاستغفار والتحميد.
1- من حيث المعنى:
الاستغفار:
طلب المغفرة، فهو دعاء مسألة.
والحمد:
ثناء على الله وطلب المزيد، فهو دعاء ثناء ودعاء مسألة "جمع بين النوعين".

اذن من هذا الوجه التحميد افضل.. ويدل لذلك قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "أفضل الدعاء الحمد لله".

2- أوقاته:
الاستغفار يتأكد في اوقات:
اذا اذنب العبد، وعند الفراغ من العبادة، ووقت السحر، واذا كان في مجلس او انتهى منه.
الحمد:
يستحب في كل وقت، ويتأكد عند تجدد النعم.

من ناحية الثواب:
فضائل الاستغفار:
- تغفر به الذنوب.
- تنفرج به الكروب.
- تكثر به الارزاق.
- طوبى لمَن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا.

التحميد، له فضائل كثيرة:
- احب الكلام الى الله.
- احب مما طلعت عليه الشمس.
- تمـــلأ الميزان.
- كل تحميدة صدقة.
- انها من غراس الجنة.
- يزيد الله عبده من النعم والخيرات: "لئن شكرتم لأزيدنكم".
- يفرج الكروب ويدفع النقم: "ما يفعل اللهُ بعذابكم إن شكرتم وآمنتم".
- أفضلَ مِن مائة فِرسٍ يُحمَلُ عليها في سبيل الله ((... مَن قال: الحمد الله مائةَ مرة قبلَ طلوعِ الشمسِ, وقبلَ غُروبها, كان أفضلَ مِن مائة فِرسٍ يُحمَلُ عليها في سبيل الله.
- أفضل عباد الله يوم القيامة الحمَّادون.
- سبب لرضوان الله -تعالى- على العبد (إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها).

الخلاصة:
فالإكثار من كلا النوعين من: "الاستغفار والتسبيح والتحميد" مطلوب في كل وقت خصوصًا في الاوقات التي يتأكد فيها، لكن يظهر أن الإكثار من التسبيح والتحميد أفضل وأعظم أثرًا من الإكثار من الاستغفار وحده.
والله اعلم.

"قال أصحابنا وغيرهم من العلماء: للتوبة ثلاثة شروط أن يقلع عن المعصية، وأن يندم على فعلها، وأن يعزم عزماً جازماً أن لا يعود إلى مثلها أبداً، فإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فلها شرط رابع وهو: ردّ الظلامة إلى صاحبها أو تحصيل البراءة منه والتوبة أهم قواعد الإسلام وهي: أول مقامات سالكي طريق الآخرة.

وعن أبي أيوب -رضي الله عنه- أنه قال حين حضرته الوفاة: كنت كتمت عنكم شيئاً سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقاً يذنبون فيغفر لهم".

وعنه -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لولا أنكم لم تكن لكم ذنوب يغفرها الله لكم لجاء الله بقوم لهم ذنوب يغفرها لهم".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..   جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2020, 4:33 pm

باب: ثواب الصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
قال الله تعالى: "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً".

هذه الآية شَرَّفَ الله سبحانه وتعالى بها رسوله -صلى الله عليه وسلم- في حياته وموته وذكر منـزلته منه وطهر بها سوء فعل من استصحب في جهته فكرة سوء.

فيُستحب أن يكررر الكاتب الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- كلما كتبه ويكتبها كاملة ولا يقتصرها كما يفعل البعض فيكتبها هكذا (صلعم) أو يكتبها (ص).

ويُستحب إذا صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يجمع بين الصلاة والتسليم ولا يقتصر على أحدهما وهذا ظاهر في الآية.

وذكر ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى: في كتابه العظيم (جلاء الأفهام) تسعاً وتسعين فائدة يحصل عليها المصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- منها:

يصلي الله عليه بكل صلاة عشر صلوات وترفع له عشر درجات ويكتب له عشر حسنات وتمحى عنه عشر سيئات ويرجى إجابة دعائه إذا بدأه بحمد الله ثم -صلى الله عليه وسلم- بعدها وختم دعاءه بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وسبب لنيل شفاعته -صلى الله عليه وسلم- وسبب لغفران الذنب وذهاب الهم والغم وقضاء الحوائج، وتكون سبب للقرب منه عليه الصلاة والسلام يوم القيامة.

وتكون سبب لطيب المجلس، وسبب لتثبيت القدم على الصراط ونور على الصراط وبركة على المصلى في عمره وأسباب مصالحه.

وسبب لنيل رحمة الله تعالى وسبب لهداية المصلي عليه وحياة قلبه، ويقول رحمه الله تعالى: (فكلما أكثر العبد من الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- استولت محبته على قلبه حتى لا يبقى في قلبه معارضة شيء من أوامر ولا شك في شيء مما جاء به بل يصير ما جاء به مكتوباً مسطوراً في قلبه ويقتبس الهدى والفلاح وأنواع العلوم منه وكلما ازداد في ذلك بصيرة ومعرفة ازدادت صلاته عليه -صلى الله عليه وسلم- فذكره -صلى الله عليه وسلم- وذكر ما جاء به وحمد الله سبحانه على أنعامه علينا ومنته بإرساله هو حياة الوجود وروحه". أ هـ.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "مَن صلى عليَّ صلاة صلى اللهُ عليه بها عشراً".

فيه الحث على الصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما فيها من الأجر العظيم والخير العميم، والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبب في رحمة الله للعبد.

وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة".

وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن صلى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحطّ عنه بها عشر سيئات ورفعه بها عشر درجات".

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من أحدٍ يُسلم عليَّ إلا ردَّ الله إليَّ روحى حتى أرد عليه السلام".

وعن مكحول عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أكثروا عليَّ من الصلاة في يوم الجمعة فإن صلاة أمتي تُعرض عليَّ في كل يوم جمعة فمَن كان أكثرهم عليَّ صلاة كان أقربهم مني منـزلة".

وعن أُبي بن كعب -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ذهب ربع الليل قام فقال: "يا أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه" قال أُبي بن كعب: فقلت يا رسول الله: إني أُكثر الصلاة فكم أجعل لك من صلاتي قال: "ما شئت" قلت: الربع؟ قال: "ما شئت وإن زدت فهو خير" قلت: النصف؟ قال: "ما شئت وإن زدت فهو خير" قال: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: "إذاً تُكفى همك ويُغفر ذنبك".

المراد بالصلاة في هذا الحديث الدعاء:
استحباب كثرة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه وفي ليلته لقوله عليه الصلاة والسلام: "أكثروا من الصلاة عليَّ يوم الجمعة وليلة الجمعة".

من حديث أنس رضي الله عنه بزيادة: "... فمَن صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه عشراً".

قال ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى:
ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيد الأنام ويوم الجمعة سيد الأيام فللصلاة عليه في هذا اليوم مزية ليست لغيره مع حكمة أخرى وهي أن كل خير نالته أمته في الدنيا والآخرة فإما نالته على يده فجمع الله لأمته به بين خيري الدنيا والآخرة فأعظم كرامة تحصل لهم فإنما تحصل يوم الجمعة فإن فيه بعثهم إلى منازلهم وقصورهم في الجنة وهو يوم المزيد له إذا دخلوا الجنة وهو يوم عيد لهم في الدنيا ويوم فيه يسعفهم الله تعالى بطلباتهم وحوائجهم ولا يرد سائلهم وهذا كله إنما عرفوه وحصل لهم بسببه وعلى يده -صلى الله عليه وسلم- فمن شكره وحمده وأداء القليل من حقه -صلى الله عليه وسلم- أن نُكثر من الصلاة عليه في هذا اليوم وليلته. أ هـ.

قال أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال أبو طلحة -رضي الله عنه-: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج عليهم يوماً يعرفون البشر في وجهه فقالوا: إنا نعرف الآن في وجهك البشر يا رسول الله! قال: "أجل أتاني الآن آتٍ من ربي فأخبرني أنه لن يصلى عليَّ أحد من أمتي إلا ردها الله عليه  عشراً مثالها".

وعن عبد الله ابن أبي طلحة عن أبيه -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاء يوماً والبشر يُرى في وجهه فقالوا: يا رسول الله إنا نرى في وجهك بِشراً لم نكن نراه، قال: "أجل إنه أتاني ملك فقال: يا محمد إن ربك يقول: أما يرضيك ألا يُصلي عليك أحدٌ من أُمَّتك إلا صلّيت عليه كثيراً ولا سلّم عليك إلا سلّمت عليه عشراً".

وعن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو ساجد فأطال السجود قال: "أتاني جبريل قال: مَن صلى عليك صليت عليه ومَن سلم عليكَ سلمتَ عليه فسجدت لله شكراً".

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه عشراً".

وقال -صلى الله عليه وسلم- "أتاني آتٍ من عند ربي عز وجل قال: "مَن صلى عليك مِنْ أُمتك صلاة كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وردَّ عليه مثلها".

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا عليَّ فإنه من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمَنْ سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة".

وعن جعفر عن أبيه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن ينسى الصلاة عليَّ خطئ أبواب الجنة".

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن نسيَّ الصلاة عليَّ خطئ طريق الجنة".

وعن بكر بن عبد الله المزني -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "حياتي خير لكم تُحدثون ويُحدث لكم فإذا أنا مِتُ كانت وفاتي خيراً لكم تعرض عليَّ أعمالكم فإن رأيت خيراً حمدت الله وإن رأيت غير ذلك استغفرت الله لكم".

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "صلوا في بيوتكم ولا تجعلوا بيوتكم مقابر لعن الله يهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وصلوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم".

وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن صلى عليَّ أو سأل لي الوسيلة حقت عليه شفاعتي يوم القيامة".

وعن محمد بن يحيى بن حبان عن أبيه عن جده -رضي الله عنه-: أن رجلاً قال: يا رسول الله! أجعلُ ثلث صلاتي عليك؟ قال: "نعم، إن شئت"، قال: الثلثين؟ قال: "نعم" قال: فصلاتي كلها؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"إذاً يكفيك ما همَّك من أمر دنياك وآخرتِك".

وأفضل الصلاة هي الصلاة الإبراهيهية وهي:
اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبرلاهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.



جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..   جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2020, 4:37 pm

التحذير من أن يجلس الإنسان مجلسًا لا يذكر الله فيه، ولا يصلي على نبيه -صلى الله عليه وسلم-:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما جلس قومٌ مجلساً لم يذكروا اللهَ فيه، ولم يُصلوا على نبيهم، إلا كان عليهم تِرةً فإن شاء عذَّبهم، وإن شاء غفر لهم".

وفي رواية:
قال: "مَن قعد مقعداً لم يذكر الله فيه، كان عليه من الله تِرةً، ومَن اضطجع مضجعاً لا يذكر الله فيه، كانت عليه من الله تِرة، وما مشى أحد ممشىً لم يذكر الله فيه، إلا كان عليه من الله تِرة".

التِرة: بكسر التاء المثناة فوق وتخفيف الراء: هي النقص، وقيل التبعة.

وعنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما قعد قوم مقعداً لا يذكرون الله عز وجل ويصلون على النبي إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة، وإن دخلوا الجنة للثواب".

وعن عبدالله بن مغفل -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من قوم اجتمعوا في مجلس فتفرقوا ولم يذكروا الله، إلا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة".

وعن ابي هريرة  قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه، إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان عليهم حسرة يوم القيامة".

وعن أبي ذر -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أَبخلَ الناس مَن ذُكرت عنده فلم يصلي عليَّ".

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله ولم يصلوا على نبيهم -صلى الله عليه وسلم- إلا كان مجلسهم عليهم تِرة يوم القيامة إن شاء عفا عنهم وإن شاء أخذهم".

هذا وقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه يأتي زمان يتمنى الواحد لو يفتدي بكل ما يملك حتى يفتدي وأهله وماله برؤيته -صلى الله عليه وسلم-.

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "والذي نفس محمد بيده ليأتين على أحدكم يوم، ولأن يراني ثم لأن يراني أحب إليه من أهله وماله معهم".

وفي رواية عنه، "إن أناساً من أمتي يأتون بعدي يود أحدهم لو اشترى رؤيتي بأهله وماله".

إن أناساً من أمتي: أمة الإجابة.
يأتون بعدي: أي بعد موتي.
يود: أي يحب ويتمنى أحدهم لو اشترى رؤيتي بأهله وماله هذا من معجزاته إذ هو إخبار عن غيب وقع وقد وجد في كل عصر مَن يود ذلك ممَّن لا يُحصى حتى قال بعض الأكابر: لو حجب عني رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- طرفة عين ما عشت ذلك اليوم.

وفي رواية عنه: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه زلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر، وليأتين على أحدكم زمان لأن يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله".

قال النووي:
ومقصود الحديث حثهم على ملازمة مجلسه الكريم ومشاهدته حضراً وسفراً للتأدب بآدابه وتعلم الشرائع وحفظها ليبلغوها، وإعلامهم أنهم سيندمون على ما فرطوا فيه من الزيادة من مشاهدته وملازمته، ومنه قول عمر رضي الله عنه: ألهاني عنه الصفق بالأسواق والله أعلم.اهـ.

الذِكر طرفي النهار:
وهما بين الصبح وطلوع الشمس وما بين العصر والغروب.
قال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)) سورة الأحزاب.

والأصيل قال الجوهري:
هو الوقت بعد  العصر إلى المغرب وجمعه أصل وآصال وأصائل كأنه جمع أصيلة.
ويجمع أيضاً على أصلان مثل بعير وبعيران.

وقال تعالى: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55)) سورة غافر.
والإبكار: أول النهار، والعشي: آخره.

وقال تعالى: (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40)) سورة ق.

وهو قبل طلوع الشمس وقبل الغروب.

وأن محل هذه الأذكار بعد الصبح وبعد العصر.

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن قال حين يُصبح وحين يُمسي: سبحان الله وبحمده مئة مرة لم يأتِ أحدٌ يوم القيامة بأفضل عما جاء به إلا أحدٌ قال مثلما قال أو زاد عليه".

وفي رواية أبي داوود (سبحان الله العظيم وبحمده).

قال النووي رحمه الله تعالى:
ظاهر إطلاق الحديث أنه يحصل هذا الأجر المذكور في هذا الحديث مَن قال هذا التهليل مائة مرة في يومه سواء قاله متوالية أو متفرقة في مجالس أو بعضها أول النهار وبعضها آخره لكن الأفضل أن يأتي بها متوالية في أول النهار ليكون حرزاً له في جميع نهاره.

وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن قال حين يُصبح اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد والشكر فقد أدى شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يُمسي فقد أدى شكر ليلته".

"اللهم إني أسألك العفو والعافية في دنياي وديني وأهلي ومالي، اللهم استر عورتي وآمن روعتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بك أن أغتال من تحتي".

"يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين".

وعن أنس -رضي الله عنه-، "كان إذا كربه أمر قال: يا حي ياقيوم برحمتك أستغيث".

قال المناوي:
في تأثير هذا الدعاء في دفع هذا الهم والغم مناسبة بديعة فإن صفة الحياة متضمنة لجميع صفات الكمال مستلزمة لها وصفة القيمومية متضمنة لجميع صفات الأفعال، ولهذا قيل إن اسمه الأعظم هو الحي القيوم والحياة التامة تضاد جميع الآلام والأجسام الجسمانية والروحانية، ولهذا لما كملت حياة أهل الجنة لم يلحقهم هم ولا غم ونقصان الحياة يضر بالأفعال وينافي القيمومية فكمال القيمومية بكمال الحياة فالحي المطلق التام الحياة لا يفوته صفة كمال البتة والقيوم لا يتعذر عليه فعل ممكن البتة فالتوصل بصفة الحياة والقيمومية له تأثير في إزالة ما يضاد الحياة وتغير الأفعال فاستبان أن لاسم الحي القيوم تأثيراً خاصاً في كشف الكرب وإجابة الرب.اهـ.

وعنه -صلى الله عليه وسلم-: "ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به؟ أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين".

"اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر وفتنة الدنيا وعذاب القبر".

وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن قال في كل يوم حين يُصبح وحين يُمسي حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو ربُّ العرش العظيم سبع مرات كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة".

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا  سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكاً وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطاناً".

قال القاضي:
سببه رجاء تأمين الملائكة على الدعاء واستغفارهم وشهادتهم بالتضرع والإخلاص وفيه استحباب الدعاء عند حضور الصالحين والتبرك بهم.

وعن عبد الله بن خبيب -رضي الله عنه- قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب النبي -صلى الله عليه وسلم- ليُصلي بنا فأدركناه فقال: "قل" فلم أقل شيئاً، ثم قال: "قل" فلم أقل شيئاً ثم قال: "قل" فقلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال: "قل هو الله أحد" والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء".

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن قال حين يمسي ثلاث مرات: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" لم تضره حُمة تلك الليلة".

قال سُهيل: فكان أهلُنا تعلموها، فكانوا يقولونها كل ليلة، فلدغت جارية منهم فلم تجد لها وجعاً.

وعن شداد بن أوس -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "سيد الإستغفار اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت  أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.. إذا قال ذلك حين يمسي فمات دخل الجنة وإذا قال حين يصبح فمات من يومه مثله".

أبوء: أُقر وأعترف بباء مضمومة ثم واو وهمزة ممدودة.

وعن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من عبدٍ يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء".

هذا لفظ الترمذي، وفي رواية ابي داود: "لم تصبه فجأة بلاء" وكان أبان قد أصابه طرَفُ فالج فجعل الرجل ينظر إليه، فقال أبان: ما تنظر؟ أما إن الحديث كما حدثتك ولكنني لم أقله يومئذ ليُمضيَ الله قَدَرَه.

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "مَن قال حين يصبح وحين يمسي: رضيت بالله ربَّاً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ -صلى الله عليه وسلم- نبياً" كان حقاً على الله أن يرضيه".

وعن العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ذاق طعم الإيمان مَن رضي بالله ربّاً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ -صلى الله عليه وسلم- رسولاً".

قال القاضي عياض رحمه الله تعالى:
معنى الحديث صح إيمانه واطمأنت به نفسه، وظاهر باطنه لأن رضاه بالمذكورات دليل لثبوت معرفته ونفاذ بصيرته ومخالطته بشاشة قلبه لأن من رضي أمراً سهل عليه فكذا المؤمن إذا دخل قلبه الإيمان سهل عليه طاعات الله تعالى ولذت له والله تعالى أعلم.

وعن ثوبان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن قال حين يُصبح وحين يُمسي: رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ -صلى الله عليه وسلم- نبياً كان حقاً على الله أن يُرضيه".

ووقع في رواية أبي داود وغيره: "وبمحمد رسولاً".

وفي رواية الترمذي: "نبياً" فيُستحب أن يجمع الإنسان بينهما فيقول: "نبياً ورسولاً" ولو اقتصر على أحدهما كان عاملاً بالحديث.

وكذلك حديث "اللهم إني أصبحت أُشهدك وأُشهد حملة عرشك".

وعن عبد الله بن غنام -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: "مَن قال حين يُصبح اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحدٍ من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك ولك الحمد والشكر، فقد أدى شكر يومه، ومَن قال مثل ذلك حين يُمسي فقد أدى شكر ليلته".

وعن عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات إلا لم يضره شيء".

يتحصن العبد المسلم بالله ويمضي في حياته على اسمه وبسم الله يحتمى به العبد من كل سوء من معنى أو عين أو دابة أو جني أو شيطان لأنه السميع لأحوالهم العليم بها في سائر أزمنتها فلا يقع شيء إلا بإذنه سبحانه وتعالى.

والإتيان بهذا الذكر يوقي بقدر الله جميع البأس والضر.

وجاء في نهاية الحديث:
"وكان أبان قد أصابه طرف فالج فجعل الرجل الذي سمع منه الحديث ينظر إليه، فقال له: مالك تنظر إلي؟! فوالله ما كذبت على عثمان ولا كذب عثمان على النبي -صلى الله عليه وسلم- ولكن اليوم الذي أصابني فيه ما أصابني غضبت فنسيت أن أقولها).

الغضب آفة تحول بين المرء وعقله، وفيه الدعاء يرد القضاء, أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قال فيهن له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر.

إذا أصبح أحدكم فليقل أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك.

قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة لا إله إلا أنت رب كل شيء ومليكه أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم.

وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أمسى قال: "أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له".

قال الراوي:
أراه قال فيهن: له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير مافي هذه الليلة وخير ما بعدها, أعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها ربَّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر ربِّ أعوذ بك من عذاب النار وعذاب القبر وإذا أصبح قال ذلك أيضاً: "أصبحنا وأصبح الملك لله".

وعن عبد الله بن خبيب -رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اقرأ: "قل هو الله أحد" والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح، ثلاث مرات تكفيك من كل شيء".

وعن أبي عياش -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن قال إذا أصبح: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كان له عدل رقبةٍ من ولد إسماعيل وكتب له عشر حسنات، وحط عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى يُمسي، فإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يُصبح".

قال حماد:
فرأى رجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرى النائم فقال: يا رسول الله! إن أبا عياش يحدث عنك بكذا وكذا؟ قال: صدق أبو عياش.

العدل: بالكسر وفتحه لغة هو المثل، وقيل بالكسر ما عادل الشيئ من جنسه وبالفتح ما عادله من غير جنسه.

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "مَن قال"سبحان الله" مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من مائةِ بدنةٍ، ومَن قال: "الحمد لله" مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، كان أفضل من مائةٍ فرس يُحمَلَ عليها في سبيل الله ومَن قال: "الله أكبر" مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من عتق مائة رقبة، ومَن قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها لم يجيء يوم القيامة أحد بعملٍ أفضل من عمله إلا مَن قال مثل قوله أو زاد عليه.

وعن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أنه قال -وهو في أرض الروم-: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " مَن قال غدوة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" عشر مرات، كتب الله له عشر حسناتٍ، ومحى عنه عشر سيئات وكن له قدر عشر رقاب وأجاره الله من الشيطان، ومَن قالها عشيةً فمثل ذلك".

وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن صلى عليَّ حين يُصبح عشراً وحين يُمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامةِ".



جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..   جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2020, 4:38 pm

الحث على ذكر الله تعالى بعد صلاة الصبح والمغرب:
عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت كأجر حجة وعمرة تامة تامةٍ تامةٍ".

وعن أبي ذر -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن قال في دبر صلاةِ الصبح وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مرات كُتِبَ له عشر حسنات ومُحي عنه عشر سئيات ورُفعَ له عشر درجات وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه وحُرِسَ من الشيطان ولم ينبغ لذنب أن يدركه اليوم إلا الشرك بالله تعالى".

وعن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حَسَناً".

"حَسَناً" بفتح السين وبالتنوين أي طلوعاً حسناً أي: مرتفعة.

وعن عمارة بن شبيب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير (عشر مرات) على أثر المغرب بعث الله له مسلحة يحفظونه من الشيطان حتى يُصبح، وكتب الله له بها عشر حسنات موجبات ومحا عنه عشر سيئات موبقات، وكانت له بعدل عشر رقباتٍ مؤمناتٍ".

وعن أبي أيوب -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن قال إذا أصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير (عشر مرات) كتب الله له بهن عشر حسنات ومحا بهن عشر سيئات ورفع له بهن عشر درجات وكن له عدل عِتاقةِ أربع رقابٍ وكن له حَرَساً حتى يُمسي، ومَن قالهن إذا صلى المغرب دُبر صلاته فمثل ذلك حتى يُصبح".

وزاد ابن حبان في رواية له: "وكن له عدل عشر رقاب".

إذا أصبح: أي إذا صلى الصبح.

وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن قال دبر صلاةِ الغداةِ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، مائة مرة قبل أن يثني رجليه كان يؤمئذ من أفضل أهل الأرض عملاً إلا مَن قال مثل ما قال، أو زاد على ما قال".

وعن عبد الرحمن بن غنم -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "مَن قال قبل أن ينصرف ويثني رجليه من صلاة المغرب والصبح: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير" عشر مرات كتب الله له بكل واحدةٍ عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشرَ درجات وكانت حِرزاً من كل مكروه وحرزاً من الشيطان الرجيم، ولم يَجلّ الذنبِ أن يُدركه إلا الشرك وكان من أفضل الناس عَمَلاً، إلا رجلاً يفضُلُهُ، يقول أفضل مما قال".

ثواب ذكر الله بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس:
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن صلى الصبح في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة". قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تامة تامة تامة".

وعنه -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لأن أقعد مع قوم يذكرون الله، من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل، ولأن اقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة".

وعن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال: وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناً" أي طلوعاً حسناً أي مرتفعة".

وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لأن أقعد أذكر الله سبحانه وتعالى، وأكبره، وأحمدْ، وأسبحه، وأهلله، حتى تطلع الشمس، أحب إلي من أن أعتق رقبتين أو أكثر من ولد إسماعيل، ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب من ولد إسماعيل".

وعنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن صلى صلاة الغداة في جماعة، ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم قام فصلى ركعتين انقلب بأجر حجةٍ وعمرةٍ".

وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن صلى الصبح، ثم جلس في مجلسهِ حتى تُمِكنَه الصلاةُ، كان بمنزلة عمرةٍ وحجةٍ متقبلتين".

وعن عبد الله بن غابر، أن أبا أمامة وعُتبة بن عبدٍ -رضي الله عنهما- حدثاه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن صلى صلاة الصبح في جماعة ثم ثبت حتى يسبح لله سبحة الضحى، كان له كأجر حاجٍ ومعتمر، تاماً له حجهُ وعمرته".

عن أبي وائل قال: غدونا على عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- يوماً بعدما صلينا الغداةَ، فسلمنا بالباب فأُذِنَ لنا قال: فمكثنا بالباب هُنية قال: فخرجت الجارية فقالت: ألا تدخُلُونَ؟ فدخلنا فإذا هو جالس يُسبِّحُ فقال: ما منعكم أن تدخلوا وقد أُذِنَ لكم؟ فقلنا: لا، إلا أنا ظننا أن بعض أهل البيت نائم، قالَ: ظننتم بآل ابن أم عبد غَفْلَةً؟ قال: ثم أقبل يُسبح حتى ظن أن الشمس قد طلعت فقال: يا جارية! انظري هل طلعت؟ قال: فنظرت فإذا هي لم تطلُع، فأقبل يُسبح حتى إذا ظن أن الشمس قد طلعت قال: يا جارية! انظري هل طلعت؟ فنظرت فإذا هي قد طلعت. فقال: الحمد لله الذي أقالنا يومنا هذا، (فقال مهدي وأحسبُهُ قالَ) ولم يُهلكنا بذنوبنا، قال: فقال رجل من القوم: قرأت المفصل البارحة كُلَّهُ قال، فقال عبد الله: هذا كهذا الشعر؟ إنا لقد سمعنا القرائن وإني لأحفظ القرائن التي كان يقرؤُهنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثمانية عشر من المفصلِ وسورتين من آل حم.

ذكر الأبي في شرحه على مسلم (3/174) في شرح هذا الحديث:
فائدة الحديث قبول خبر الواحد والعمل بالظن مع القدرة على اليقين لأنه اكتفى بخبرها مع قدرته على رؤية طلوعها.

وفيه أن الأوقات المخصوصة بالذكر ثواب الذكر فيها أكثر من ثواب التلاوة، وفيه، ان الكلام بمثل هذا لا يقطع ورد التسبيح والذكر.أهـ.



جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..   جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2020, 4:47 pm

1- قبل الشروع في الوضوء
"بسم الله".
رواه أحمد، والترمذي، وأبو داود، وابن ماجة.

2-  بعد الفراغ من الوضوء.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله، فُتِحَتْ له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيُّها شاء".

وفي رواية:
"ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو يسبغ الوضوء ثم يقول: "أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل في أيِّها شاء".

وزاد الترمذي بعد التشهد:
"اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين".

"اللهم اغفر لي ذنبي ووسِّع لي في داري وبارك لي في رزقي". تقال بعد الشهادتين.

3- الذهاب إلى المسجد
اللهم اجعل في قلبي نورا وفي بصري نورا وفي سمعي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا وفوقي نورا وتحتي نورا وأمامي نورا وخلفي نورا وعظم لي نوراً، قال كريب وسبعا في التابوت فلقيت بعض ولد العباس فحدثني بهن فذكر عصبي ولحمي ودمي وشعري وبشري، وذكر خصلتين.

4- دعاء دخول المسجد
"أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم" قال: أقط؟ قلت نعم، قال: "فإذا قال ذلك قال الشيطان: حُفِظَ مني سائر اليوم".

ففي هذا الحديث من الفوائد العقدية: أنَّ الله سبحانه وتعالى من صفاته (القديم).

قال الطيبي:
لعل السر في تخصيص الرحمة بالدخول والفضل بالخروج أن من دخل اشتغل بما يزلفه إلى ثوابه وجنته فيناسب ذكر الرحمة وإذا خرج اشتغل بابتغاء الرزق الحلال فناسب ذكر الفضل كما قال تعالى:فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله. انتهى.

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم، وقال: رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج صلى على محمد وسلم قال رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك".

5- أذكار الأذان.
حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على الذكر حال سماع المؤذن والترديد معه لما في ذلك من الأجر العظيم والثواب الجزيل.

فإذا قال المؤذن: الله اكبر الله أكبر فقال أحدكم الله أكبر الله أكبر ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله قال: أشهد أن لا إله إلا الله ثم قال: أشهد أن محمداً رسول الله قال: أشهد أن محمداً رسول الله ثم قال: حي على الصلاة قال: لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: حي على الفلاح قال: لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: الله أكبر الله أكبر قال: الله أكبر الله أكبر ثم قال: لا إله إلا الله قال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة".

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "مَن قال حين يسمعُ المؤذن: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبدُهُ ورسولهُ، رضيت بالله رباً، وبمحمدٍ -صلى الله عليه وسلم- رسولاً، وبالإسلام ديناً، غُفِرَ لَهُ ذَنبُهُ".

ويصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد فراغه من إجابة المؤذن.

من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة".

وعن أنس -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: "الدعاء بين الأذان والإقامة لا يُرد".

التكبير
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستفتح الصلاة بقوله (الله أكبر).
- (وكان يرفع يديه تارة مع التكبير).
- (وتارة بعد التكبير).
- (وتارة قبله).
- (كان يجعلهما حذو منكبيه).
- (وربما كان يرفعهما حتى يحاذي بهما فروع أذنيه).

أدعية الاستفتاح
ثم يستفتح فيقول: "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد ".

أو"سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك أسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك".

أو يقول:
وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، اللهم أنت الملك، لا إله إلا أنت، سبحانك وبحمدك، أنت ربي وأنا عبدك...

ثم يقول بعد رفعه من الركوع:
"ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد".

وقول: "اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم".

وقول: "اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق والنبيّون حق ومحمد حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت أو لا إله غيرك قال سفيان وزاد عبد الكريم أبو أمية ولا حول ولا قوة إلا بالله".

قال سفيان قال سليمان بن أبي مسلم سمعه من طاوس عن بن عباس رضي الله عنهما عن النبي.

ثم يقول بعد رفعه من الركوع:
"ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد".

ثم يقول:
"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"،"بسم الله الرحمن الرحيم".

ويقول في ركوعه:
"سبحان ربي العظيم" ثلاث مرات.

وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في ركوعه وسجوده: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي".

وكان يقول في ركوعه وسجوده:
"سبوح قدوس رب الملائكة والروح".

وإذا ركع قال:
"اللهم  لك ركعت  وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي".

يقول في ركوعه:
"سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة".

وعن عثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه-، أنه أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله! إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ذاك شيطان يقال له خنـزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل عن يسارك ثلاثا".

قال: ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني.
"يلبسها": أي يخلطها ويشككني فيها، وهو بفتح أوله وكسر ثالثه.
ومعنى حال بيني وبينها: أي نكدني فيها ومنعني لذتها والفراغ للخشوع فيها.

فضل وثواب الدعاء عند الرفع من الركوع وفي الاعتدال
قال رفاعةُ بن رافعٍ -رضي الله عنه-: كنا يوماً نصلي وراء النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما رفع رأسه من الركعة قال: "سمع الله لمن حمده" فقال رجل وراءه "ربنا ولك الحمد حمداً كثيرا طيباً مباركاً فيه" فلما انصرف قال: "مَن المتكلم؟" قال: أنا قال: "رأيت بضعة وثلاثين مَلَكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أول".

يبتدرونها أي:
يسارعون إلى كتابة هذه الكلمات لعظم قدرها.

وعن أنس -رضي الله عنه-، أن رجلاً جاء فدخل الصف وقد حفزه النفس فقال: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلما قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاته قال: أيكم المتكلم بالكلمات؟" فأرم القوم، فقال: "أيكم المتكلم بها؟ فإنه لم يقل بأساً" فقال رجل: جئت وقد حفزني النفس فقلتها: فقال: "لقد رأيت اثني عشر ملكاً يبتدرونها أيهم يرفعها".

"حفزه النفس" هو بفتح حروفه وتخفيفها أي ضغطه لسرعته.
"فأرم القوم" هو بفتح الراء وتشديد الميم أي سكنوا، قال القاضي عياض: ورواه بعضهم في غير صحيح مسلم فأزم بالزاي المفتوحة وتخفيف الميم من الأزم  وهو الإمساك وهو صحيح المعنى.

فيه دليل على أن بعض الطاعات قد يكتبها غير الحفظة أيضاً.

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: "إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإن من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه".

وفي رواية: "ربنا ولك الحمد" بالواو.

"رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام في الصلاة رفع يديه حتى تكونا حذو منكبيه، وكان يفعل ذلك حين يكبر للركوع، ويفعل ذلك إذا رفع رأسه من الركوع، ويقول سمع الله لمن حمده ولا يفعل ذلك في السجود".

ثم يقول بعد رفعه من الركوع:
"ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد".

"اللهم لك الحمد ملء السماء، وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد اللهم طهرني بالثلج  والبرد ظاهرا، اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الوسخ".

دعاء السجود.
"كان إذا ركع قال: سبحان ربي العظيم وبحمده -ثلاثا- وإذا سجد قال: سبحان ربي الأعلى وبحمده -ثلاثا".

وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك  اللهم اغفر لي".

وكان -صلى الله عليه وسلم- يقول في ركوعه وسجوده سبوح قدوس رب الملائكة والروح.

وإذا سجد قال:
اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي  للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين".

وكان يقول:
"سبحان ذي  الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة".

وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في سجوده:
"اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره".

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- عن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: "فقدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة من بالحق فالتمسته، فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان، وهو يقول: اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك".

وعن بن عباس رضي الله عنهما، قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله إني رأيتني الليلة وأنا نائم كأني أصلي خلف شجرة فسجدت الشجرة لسجودي فسمعتها وهي تقول اللهم اكتب لي بها عندك أجرا وضع عني بها وزرا واجعلها لي عندك ذخرا وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود".

قال الحسن، قال لي بن جريج، قال لي جدك، قال بن عباس: فقرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- سجدة ثم سجد، قال: فقال بن عباس: فسمعته وهو يقول مثل ما أخبره الرجل عن قول الشجرة".

دعاء الجلسة بين السجدتين.
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول بين السجدتين: "اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني  واهدني وارزقني".

وعن طارق بن أشيم الأشجعي والد أبي مالك يعد في الكوفيين قال: كان الرجل إذا أسلم علمه النبي -صلى الله عليه وسلم- الصلاة ثم أمره أن يدعو بهذه الكلمات: "قل اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني فإن هؤلاء تجمع لك دنياك  وآخرتك". ‌

وفي رواية قال:
"جاء أعرابي إلى رسول اللّه  فقال علمني كلاماً أقوله قال: قل لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له إلخ قال هؤلاء لربي فما لي؟ قال قل اللهم إلخ". ‌

وكان يقول: "رب اغفر لي، اغفر لي".



جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..   جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2020, 4:50 pm

* الذكر في حال حصول وسوسة في الصلاة وغيرها
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يأتي الشيطان أحدكم فيقول: مَنْ ولينتَهِ". خَلق كذا؟ من خلقَ كذا؟ حتى يقول من خلق رَبَّك؟ فإذا بَلَغَهُ فليستعِذْ بالله، وفي رواية لمسلم: "فليقل آمنت بالله ورسوله".

وعن عثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه-، أنه أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله! إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله: "ذاك شيطان يقال له خنـزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل عن يسارك ثلاثا". قال: ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني.
قوله: "يلبسها": أي يخلطها ويشككني فيها، وهو بفتح أوله وكسر ثالثه.
ومعنى حال بيني وبينها: أي نكدني فيها ومنعني لذتها والفراغ للخشوع فيها.

التشهد.
ويقرأ التشهد الأول وهو: "التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله".

الصلاة الإبراهيمية.
ثم يقرأ التشهد الأول
ويزيد عليه: "اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد".

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد".

"اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد".

وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم، فقال له قائل ما أكثر ما تستعيذ من المغرم، فقال: إن الرجل إذا غرم حدَّث فكذب ووعد فأخلف.

وعن الزهري قال أخبرني عروة أن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ في صلاته من فتنة الدجال".

"قل اللهم إني ظلمت نفسي  ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم".

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال".

وكان يقول:
"اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم  به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت".

ومن دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-:
"اللهم إني أسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى".

فجمع الخير كله في هذا الدعاء.

فالهدى: هو العلم النافع.
والتقى: العمل الصالح، وترك المحرمات كلها.

هذا صلاح الدين.

وتمام ذلك بصلاح القلب، وطمأنينته بالعفاف عن الخلق، والغنى بالله.

ومن كان غنياً بالله فهو الغني حقاً، وإن قلت حواصله.

فليس الغني عن كثرة العَرَض، إنما الغنى غنى القلب.

وبالعفاف والغنى يتم للعبد الحياة الطيبة، والنعيم الدنيوي، والقناعة بما آتاه الله.

قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي:
هذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها.
وهو يتضمن سؤال خير الدين وخير الدنيا؛ فإن "الهدى" هو العلم النافع.
و"التقى" العمل الصالح، وترك ما نهى الله ورسوله عنه.
وبذلك يصلح الدين.
فإن الدين علوم نافعة، ومعارف صادقة.
فهي الهدى، وقيام بطاعة الله ورسوله: فهو التقى.
و"العفاف والغنى" يتضمن العفاف عن الخلق، وعدم تعليق القلب بهم.
والغنى بالله وبرزقه، والقناعة بما فيه، وحصول ما يطمئن به القلب من الكفاية.
وبذلك تتم سعادة الحياة الدنيا، والراحة القلبية، وهي الحياة الطيبة.

فمن رزق الهدى والتقى، والعفاف والغنى، نال السعادتين، وحصل له كل مطلوب، ونجا من كل مرهوب، والله أعلم.

ودخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسجد، فإذا هو برجل قد قضى صلاته وهو يتشهد، وهو يقول: اللهم إني أسألك يا الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم"، قال: فقال قد غفر له قد غفر له ثلاثا".

وصلى عمار بن ياسر -رضي الله عنه- صلاة فأوجز فيها، فقال له بعض القوم: لقد خففت أو أوجزت الصلاة، فقال: أما على ذلك فقد دعوت فيها بدعوات سمعتهن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما قام تبعه رجل من القوم هو أنه كنى عن نفسه فسأله عن الدعاء ثم جاء فأخبر به القوم اللهم بعلمك الغيب  وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيما لا ينفد وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضاء بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين".

وعن معاذ -رضي الله عنه- قال: أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما بيدي، فقال لي: "يا معاذ والله إني لأحبك، فقلت: بأبي أنت وأمي والله إني لأحبك، قال: يا معاذ إني أوصيك لا تدعن أن تقول دبر كل صلاة اللهم أعني على ذكرك  وشكرك وحسن عبادتك".

وكان سعد يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة، ويقول: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يتعوذ منهن دبر الصلاة اللهم إني أعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر"، فحدثت به مصعبا فصدقه.

وسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلا يقول اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: لقد سألت الله بالإسم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب".



جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..   جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2020, 4:52 pm

فضل وثواب الأذكار بعد الصلاة
عن أبي الزبير قال: كان بن الزبير يقول في دبر كل صلاة حين يسلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين  له الدين ولو كره الكافرون، وقال كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يهلل بهن دبر كل صلاة.

وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا فرغ من الصلاة وسلم قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد".

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العُلا والنعيم المقيم، يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون، فقال: "ألا أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم؟"

قالوا: بلى يا رسول الله قال: "تسبحون، وتحمدون، وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثاً وثلاثين".

الدثور: هو المال الكثير.

وعن كعب بن عجرة -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلاة مكتوبة: ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، وثلاثاً وثلاثين تحميدة، وأربعاً وثلاثين تكبيرة".

قوله: "معقبات" معناه: تسبيحات تفعل أعقاب الصلاة، سُميَّت معقبات لأنها تفعل مرة بعد مرة أخرى.

وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من قرأ آية الكرسي عقب كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت".

يعني لم يكن بينه وبين دخول الجنة إلا أن يموت.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "خصلتان أو خلتان لا يحافظ عليها عبد مسلم إلا دخل الجنة وهما يسير ومن يعمل بهما قليل: يسبح الله تعالى دبر كل صلاة عشراً ويحمد عشراً ويكبر عشراً فذلك خمسون ومئة باللسان وألف وخمس مئة في الميزان ويكبر أربعاً وثلاثين إذا أخذ مضجعه ويحمد ثلاثاً وثلاثين ويسبح ثلاثاً وثلاثين فذلك مئة باللسان وألف بالميزان"، قال: فلقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعقدها بيده، قالوا: يا رسول الله! كيف هما يسير، ومن يعمل بها قليل؟ قال: "يأتي أحدكم يعني الشيطان في منامه فينومه قبل أن يقوله ويأتيه في صلاته فيذكره حاجةً قبل أن يقولها".

تنبيه:
يقوم بعض المصلين بمسح الوجه بعد الدعاء، وهذا خطأ ولم يرد لنا حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما نعلم.

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى:
وأما مسح الوجه باليدين من الدعاء فإن قلنا لا يرفع اليدين لم يشرع المسح بلا خلاف، وإن قلنا يرفع فوجهان أشهرهما أنه يستحب وممن قطع به القاضي أبو أبو محمد الجويني وابن الصباغ نصر في كتبه والغزالي وصاحب "البيان" والثاني لا يمسح وهذا هو الصحيح، صححه البيهقي والرافعي وآخرون من المحققين، قال البيهقي: لست أحفظ في شيئاً، وإن كان يروى عن بعضهم في الدعاء خارج الصلاة، فأما في الصلاة فهو عمل لم يثبت فيه خبر ولا أثر ولا قياس فالأولى أن لا يفعله ويقتصر على ما نقله السلف عنهم من رفع اليدين دون مسحهما بالوجه في الصلاة.

ثم روى بإسناده حديثـاً من سنن أبي داود، عن محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: سلوا الله ببطون كفوفكم ولا تسألوه بظهورها فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم".

قال أبو داود:
 روى هذا الحديث وجه عن محمد بن كعب كلها واهية، هذا متنها وهو ضعيف أيضاً ثم روى البيهقي عن علي الباشاني قال سألت عبد الله يعني ابن المبارك عن الذي إذا دعا مسح وجهه، قال لم أجد له ثبتاً، قال علي ولم أره يفعل ذلك، قال وكان عبد الله يقنت بعد الركوع في الوتر وكان يرفع يديه هذا آخر كلام البيهقي في "كتاب السنن"، وله رسالة مشهورة كتبها إلى الشيخ أبي محمد الجويني أنكر عليه فيها أشياء من جملتها مسحه وجهه بعد القنوت، وبسط الكلام في ذلك وأما حديث عمر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "كان إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه".

رواه الترمذي وقال حديث غريب، انفرد به حماد بن عيسى وحماد هذا ضعيف، وذكر الشيخ عبد الحق هذا الحديث في كتابه الاحكام وقال قال الترمذي وهو حديث صحيح وغلط في قوله إن الترمذي قال هو حديث صحيح، وإنما قال غريب، والحاصل لأصحابنا ثلاثة أوجه الصحيح يستحب رفع يديه دون مسح الوجه والثاني لا يستحبان والثالث يستحبان الوجه من الصدر وغيره فاتفق أصحابنا على أنه لا يستحب، بل قال ابن الصباغ وغيره هو مكروه، والله أعلم. اهـ.

الدعاء والتوسل بصالح الأعمال.
يجوز الدعاء والتوسل إلى الله تعالى بصالح الأعمال كما حصل لأهل الغار.

فعن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم قال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران و كنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً فنأى بي طلب الشجر يوماً فلم أرح عليهما حتى ناما فجلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً فلبثت والقدح على يدي انتظر استيقاظهما حتى برق الفجر والصبية يتضاغون عند قدمي فاستيقظا فشربا غبوقهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه.

قال الآخر: اللهم إنه كان لي ابنة عم كانت أحب الناس إليّ وفي رواية (كنت أحبها أشد ما يحب الرجال النساء) فأردتها على نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي ما بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها وفي رواية (فلما قعدت بين رجليها) قالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها، وقال الثالث: اللهم استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين فقال: يا عبد الله أد إليَّ أجري فقلت: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق فقال: يا عبد الله لا تستهزئ بي فقلت: لا أستهزئ بك فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون".

الغار: النقب في الجبل.
قوله: لا أغبق قبلهما: الغبوق: هو الشرب بالعشي، والمراد انه كان لا يقدم على أبويه أحداً في طعام ولا شراب.
وقوله: فإذا أرحت عليهم حلبت: معناه: إذا أردت الماشية من المرعى إليهم وإلى موضع مبيتها وهو مراحها بضم الميم يقال: أرحت الماشية وروحتها بمعنى.
وقوله:نأى بي ذات يوم الشجر، وفي بعض الروايات باء بي فالأول: يجعل الهمزة قبل الألف وبه أكثر القراء السبعة، والثاني: عكسه وهما لغتان وقراءتان ومعناه بعد والثاني البعد.
وقوله: فجئت بالحلاب: هو: بكسر الحاء وهو الإناء الذي يحلب فيه يسع حلبه ناقة، ويقال له المحلب: بكسر الميم، قال القاضي: وقد يريد بالحلاب هنا اللبن المحلوب.
قوله: والصبية يتضاغون أي: يصيحون ويستغيثون من الجوع.
قوله: فلم يزل ذلك دأبي أي: حالي اللازمة.
الفرجة: بضم الفاء وفتحها ويقال لها أيضا فرج.
وقوله: وقعت بين رجليها أي: جلست مجلس الرجل للوقاع.
وقولها: لا تفض الخاتم إلا بحقه، الخاتم: كناية عن بكارتها.
وقولها بحقه أي: بنكاح لا بزنا.

فيه: أن الإخلاص في الأعمال من أسباب تفريج الكروب لأن كل منهم يقول: اللهم إن كنت فعلت ذلك من أجلك فأفرج عنا ما نحن فيه.

وقوله: انظروا أعمالاً عملتموها صالحة فادعوا الله بها لعله يفرجها: قال الإمام النووي رحمة الله تعالى: استدل أصحابنا على أنه يدعو في حال كربه وفي حال دعاء الاستسقاء وغيره بصالح عمله ويتوسل إلى الله تعالى به لأن هؤلاء فعلوه فاستجيب لهم وذكره النبي  في معرض الثناء عليهم وجميل فضائلهم. أ.هـ.



جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..   جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2020, 4:56 pm

قيام الليل
فإن قيام الليل هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك القربات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.

قيام الليل في القرآن
قال تعالى: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ)  (السجدة:16).

قال مجاهد والحسن: يعني قيام الليل.

وقال ابن كثير في تفسيره: (يعني بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة).

وقال عبد الحق الأشبيلي: (أي تنبو جنوبهم عن الفرش، فلا تستقر عليها، ولا تثبت فيها لخوف الوعيد، ورجاء الموعود).

وقد ذكر الله عز وجل المتهجدين فقال عنهم: (كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (الذاريات: 18،17) قال الحسن: كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السحر، ثم جلسوا في الدعاء والاستكانة والاستغفار.

وقال تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) (الزمر:9). أي: هل يستوي من هذه صفته مع من نام ليله وضيّع نفسه، غير عالم بوعد ربه ولا بوعيده؟!

إخواني: أين رجال الليل؟ أين ابن أدهم والفضيل ذهب الأبطال وبقي كل بطال!!

يا رجال الليل جدوا *** ربّ داع لا يُردُ

قيام الليل في السُّنَّة
أخي المسلم، حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على قيام الليل ورغّب فيه، فقال عليه الصلاة والسلام: (عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسد) (رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني).

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- في شأن عبد الله بن عمر: (نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل) (متفق عليه).

قال سالم بن عبد الله بن عمر: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً.

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها) فقيل: لمن يا رسول الله؟ قال: (لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائماً والناس نيام) (رواه الطبراني والحاكم وصححه الألباني).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس) (رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين) (رواه أبو داود وصححه الألباني).

والمقنطرون هم الذين لهم قنطار من الأجر.

وذكر عند النبي رجل نام ليلة حتى أصبح فقال: (ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه!!) (متفق عليه).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) (رواه مسلم).

قيام النبي صلى الله عليه وسلم
أمر الله تعالى نبيه بقيام الليل في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) (المزمل: 1-4).

وقال سبحانه: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً) (الإسراء: 79).

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه. فقلت له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً؟) (متفق عليه).

وهذا يدل على أن الشكر لا يكون باللسان فحسب، وإنما يكون بالقلب واللسان والجوارح، فقد قام النبي -صلى الله عليه وسلم- بحق العبودية لله على وجهها الأكمل وصورتها الأتم، مع ما كان عليه من نشر العقيدة الإسلامية، وتعليم المسلمين، والجهاد في سبيل الله، والقيام بحقوق الأهل والذرية...

فكان كما قال ابن رواحة:
وفينا رسول الله يتلو كتابه *** إذا انشق معروفٌ من الصبح ساطعُ
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا *** به موقناتٌ أن ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه *** إذا استثقلت بالمشركين المضاجع


وعن حذيفة -رضي الله عنه- قال: (صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مُتَرَسلاً، إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مر بتعوّذ تعوذ... الحديث) (رواه مسلم).

وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: (صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة، فلم يزل قائماً حتى هممت بأمر سوء. قيل: ما هممت؟ قال: هممت أن أجلس وأَدَعَهُ!) (متفق عليه).

قال ابن حجر:
(وفي الحديث دليل على اختيار النبي تطويل صلاة الليل، وقد كان ابن مسعود قوياً محافظاً على الاقتداء بالنبي، وما هم بالقعود إلا بعد طول كثير ما اعتاده).

قيام الليل في حياة السلف
قال الحسن البصري:
(لم أجد شيئاً من العبادة أشد من الصلاة في جوف الليل).

وقال أبو عثمان النهدي: (تضيّفت أبا هريرة -رضي الله عنه- سبعاً، فكان هو وامرأته وخادمه يقسمون الليل ثلاثاً، يصلي هذا، ثم يوقظ هذا).

وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى، ثم يقول: اللهم إن جهنم لا تدعني أنام، فيقوم إلى مصلاه.

وكان طاوس يثب من على فراشه، ثم يتطهر ويستقبل القبلة حتى الصباح، ويقول: طيَّر ذكر جهنم نوم العابدين!!

وكان زمعة العابد يقوم فيصلي ليلاً طويلاً، فإذا كان السحر نادى بأعلى صوته: يا أيها الركب المعرِّسون، أكُل هذا الليل ترقدون؟ ألا تقومون فترحلون!! فيسمع من هاهنا باكٍ، ومن هاهنا داع، ومن هاهنا متوضئ، فإذا طلع الفجر نادى: عند الصباح يحمد القوم السرى!!

طبقات السلف في قيام الليل
قال ابن الجوزي:
واعلم أن السلف كانوا في قيام الليل على سبع طبقات:
الطبقة الأولى: كانوا يحيون كل الليل، وفيهم من كان يصلي الصبح بوضوء العشاء.
الطبقة الثانية: كانوا يقومون شطر الليل.
الطبقة الثالثة: كانوا يقومون ثلث الليل، قال النبي: (أحب الصلاة إلى الله عز وجل صلاة داود؛ كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سُدسه).
الطبقة الرابعة: كانوا يقومون سدس الليل أو خمسه.
الطبقة الخامسة: كانوا لا يراعون التقدير، وإنما كان أحدهم يقوم إلى أن يغلبه النوم فينام، فإذا انتبه قام.
الطبقة السادسة: قوم كانوا يصلون من الليل أربع ركعات أو ركعتين.
الطبقة السابعة: قوم يُحيون ما بين العشاءين، ويُعسِّـلون في السحر، فيجمعون بين الطرفين. وفي صحيح مسلم أن النبي قال: (إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا آتاه، وذلك كل ليلة).

الأسباب الميسِّرة لقيام الليل
ذكر أبو حامد الغزالي أسباباً ظاهرة وأخرى باطنة ميسرة لقيام الليل:

فأما الأسباب الظاهرة فأربعة أمور:
الأول: ألا يكثر الأكل فيكثر الشرب، فيغلبه النوم، ويثقل عليه القيام.
الثاني: ألا يتعب نفسه بالنهار بما لا فائدة فيه.
الثالث: ألا يترك القيلولة بالنهار فإنها تعين على القيام.
الرابع: ألا يرتكب الأوزار بالنهار فيحرم القيام بالليل.

وأما الأسباب الباطنة فأربعة أمور:
الأول: سلامة القلب عن الحقد على المسلمين، وعن البدع وعن فضول الدنيا.
الثاني: خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل.
الثالث: أن يعرف فضل قيام الليل.
الرابع: وهو أشرف البواعث: الحب لله، وقوة الإيمان بأنه في قيامه لا يتكلم بحرف إلا وهو مناج ربه.



جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..   جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2020, 4:58 pm

قيام رمضان

قيام رمضان هو صلاة التراويح التي يؤديها المسلمون في رمضان، وهو من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه في هذا الشهر.


قال الحافظ ابن رجب:

(واعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه: جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين وُفِّي أجره بغير حساب).


وقال الشيخ ابن عثيمين:

(وصلاة الليل في رمضان لها فضيلة ومزية على غيرها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).


وقيام رمضان شامل للصلاة في أول الليل وآخره، وعلى هذا فالتراويح من قيام رمضان، فينبغي الحرص عليها والاعتناء بها، واحتساب الأجر والثواب من الله عليها، وما هي إلا ليالٍ معدودة ينتهزها المؤمن العاقل قبل فواتها).


وتشرع صلاة التراويح جماعة في المساجد، وكان النبي أول من سنّ الجماعة في صلاة التراويح في المسجد، ثم تركها خشية أن تُفرض على أمته، فلما لحق رسول الله بجوار ربه، واستقرت الشريعة؛ زالت الخشية، وبقيت مشروعية صلاتها جماعة قائمة.


وعلى المسلمين الاهتمام بهذه الصلاة وأداؤها كاملة، والصبر على ذلك لله عز وجل.


قال الشيخ ابن عثيمين:

(ولا ينبغي للرجل أن يتخلف عن صلاة التراويح لينال ثوابها وأجرها، ولا ينصرف حتى ينتهي الإمام منها ومن الوتر ليحصل له أجر قيام الليل كله).


ويجوز للنساء حضور التراويح في المساجد إذا أمنت الفتنة منهن وبهن، ولكن يجب أن تأتي متسترة متحجبة، غير متبرجة ولا متطيبة، ولا رافعة صوتاً ولا مبدية زينة.


والسنة للنساء أن يتأخرن عن الرجال ويبعدن عنهم، ويبدأن بالصف المؤخر فالمؤخر عكس الرجال، وينصرفن من المسجد فور تسليم الإمام ولا يتأخرن إلا لعذر، لحديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: (كان النبي إذا سلّم قام النساء حين يقضي تسليمه، وهو يمكث في مقامه يسيراً قبل أن يقوم. قالت: نرى -والله أعلم- أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال).


دعاء السفر:

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفر: كبر ثلاثاً، ثم قال: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مُقْرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون. اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البِرَّ والتقوى، ومن العمل ما ترضى. اللهم هَوِّن علينا سفرنا هذا، واطوِ عَنَّا بُعده. اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل. اللهم إني أعوذ بك من وَعْثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب، في المال والأهل والولد. وإذا رجع قالهن، وزاد فيهن: آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون".(1).


قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله:

هذا الحديث فيه فوائد عظيمة تتعلق بالسفر:

وقد اشتملت هذه الأدعية على طلب مصالح الدين -التي هي أهم الأمور- ومصالح الدنيا، وعلى حصول المحاب، ودفع المكاره والمضار وعلى شكر نعم الله، والتذكر لآلائه وكرمه، واشتمال السفر على طاعة الله، وما يقرب إليه.


فقوله: "كان إذا استوى على راحلته خارجاً إلى سفر: كبر ثلاثاً" هو افتتاح لسفره بتكبير الله، والثناء عليه، كما كان يختم بذلك.


وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "سبحان الذي سخر لنا هذا، وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون".


فيه الثناء على الله بتسخيره للمركوبات، التي تحمل الأثقال والنفوس إلى البلاد النائبة، والأقطار الشاسعة، واعتراف بنعمة الله بالمركوبات.


وهذا يدخل فيه المركوبات: من الإبل، ومن السفن البحرية، والبرية، والهوائية. فكلها تدخل في هذا. ولهذا قال نوح عليه السلام للراكبين معه في السفينة: ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا.


فهذه المراكب، كلها وأسبابها، وما به تتم وتكمل، كله من نعم الله وتسخيره.


يجب على العباد الاعتراف لله بنعمته فيها، وخصوصاً وقت مباشرتها.


وفيه: تذكر الحالة التي لولا الباري لما حصلت وذللت في قوله: "وما كنا له مقرنين" أي مطيقين، لو رَدَّ الأمر إلى حولنا وقوتنا، لكنَّا أضعف شيء علماً، وقدرة وإرادة، ولكنه تعالى سخر الحيوانات وعلَّم الإنسان صنعة المركوبات، كما امتن الله في تيسير صناعة الدروع الواقعية في قوله:وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ.
لَبُوسٍ: درع تلبسونها وقت الحرب.

بَأْسِكُمْ: حربكم وشدكم وقوتكم.


فعلى الخلق أن يشكروا الله، إذ علمهم صناعة اللباس الساتر للعورات، ولباس الرياش، ولباس الحرب وآلات الحرب. وعلمهم صنعة الفلك البحرية والبرية والهوائية، وصنعة كل ما يحتاجون إلى الانتفاع به، وأنزل الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس متنوعة. ولكن أكثر الخلق في غفلة عن شكر الله، بل في عتو واستكبار على الله، وتجبر بهذه النعم على العباد.


وفي هذا الحديث التذكر بسفر الدنيا الحِسِّي لسفر الآخرة المعنوي؛ لقوله: "وإنا إلى ربنا لمنقلبون" فكما بدأ الخلق فهو يعيدهم ليجزي الذين أساءوا بما عملوا، ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى.


وقوله: "اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى".


سأل الله أن يكون السفر موصوفاً بهذا الوصف الجليل، محتوياً على أعمال البر كلها المتعلقة بحق الله والمتعلقة بحقوق الخلق، وعلى التقوى التي هي اتقاء سخط الله، بترك جميع ما يكرهه الله من الأعمال، والأقوال، الظاهرة والباطنة، كما سأله العمل بما يرضاه الله.


وهذا يشمل جميع الطاعات والقربات.


ومتى كان السفر على هذا الوصف، فهو السفر الرابح، وهو السفر المبارك.


وقد كانت أسفاره كلها محتوية لهذه المعاني الجليلة.


ثم سأل الله الإعانة، وتهوين مشاق السفر، فقال: "اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطَوِعَنَّا بعده" لأن السفر قطعة من العذاب. فسأل تهوينه، وطَيَّ بعيده. وذلك بتخفيف الهموم والمشاق، وبالبركة في السير، حتى يقطع المسافات البعيدة، وهو غير مكترث، ويقيّض له من الأسباب المريحة في السفر أموراً كثيرة، مثل راحة القلب، ومناسبة الرفقة، وتيسير السير، وأمن الطريق من المخاوف، وغير ذلك من الأسباب.


فكم من سفر امتد أياماً كثيرة، لكن الله هونه، ويسره على أهله.


وكم من سفر قصير صار أصعب من كل صعب.


فما ثَمَّ إلا تيسير الله ولطفه ومعونته.


ولهذا قال في تحقيق تهوين السفر: "اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر" أي: مشقته وصعوبته "وكآبة المنظر" أي: الحزن الملازم والهم الدائم "وسوء المنقلب، في المال والأهل الوالد" أي: يا رب نسألك أن تحفظ علينا كل ما خلّفناه وراءنا، وفارقناه بسفرنا من أهل وولد ومال، وأن ننقلب إليهم مسرورين بالسلامة، والنعم المتواترة علينا وعليهم؛ فبذلك تتم النعمة، ويكمل السرور.


وكذلك يقول هذا في رجوعه، وعوده من سفره. ويزيد: "آيبون تائبون عابدون، لربنا حامدون" أي: نسألك اللهم أن تجعلنا في إيابنا ورجوعنا ملازمين للتوبة لك، وعبادتك وحمدك، وأن تختم سفرنا بطاعتك، كما ابتدأته بالتوفيق لها.


ولهذا قال تعالى: وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا.


ومدخل الصدق ومخرجه، أن تكون أسفار العبد ومداخله ومخارجه كلها تحتوي على الصدق والحق، والاشتغال بما يحبه الله، مقرونة بالتوكل على الله، ومصحوبة بمعونته.


وفيه اعتراف بنعمته آخراً، كما اعترف بها أولاً، في قوله: "لربنا حامدون".


فكما أن على العبد أن يحمد الله على التوفيق لفعل العبادة والشروع في الحاجة فعليه أن يحمد الله على تكميلها وتمامها، والفراغ منها؛ فإن الفضل فضله، والخير خيره، والأسباب أسبابه. والله ذو الفضل العظيم.



جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..   جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2020, 5:01 pm

فضل الأذكار بعد صلاة الصبح وثوابها
عن أبي ذر -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان يومه ذلك كله في حرز من كل مكروه، وحُرِس من الشيطان، ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم، إلا الشرك بالله".

ورواه النسائي وزاد فيه: "بيده الخير" وزاد فيه أيضا: "وكان له بكل واحدةٍ قالها عتقُ رقبة مؤمنةٍ".

قراءته -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة
سنة الفجر
كانت قراءته -صلى الله عليه وسلم- في ركعتي سنة الفجر خفيفة جدًا حتى أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول: (هل قرأ فيها بأم الكتاب) رواه البخاري ومسلم.

وكان أحيانا يقرأ بعد الفاتحة في الأولى منهما آيه  قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا إلى آخر الآية، وفي الأخرى قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إلى آخرها، وربما قرأ بدلها فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ إلى آخر الآية. رواه مسلم.

وأحيانا يقرأ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ في الأولى و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ في الثانية.. وكان يقول: (نعم السورتان هما).

صلاة الفجر
كان -صلى الله عليه وسلم- يقرأ فيها بـ (الواقعة - الطور - التكوير - الروم - يس - الصافات - المؤمنون - السجدة - الإنسان - الزلزلة) وبطوال المفصل، وكان يطول في الركعة الأولى ويقصر في الثانية، وكان يقرأ نحو ستين آية فأكثر، قال بعض رواته: لا أدري في إحدى الركعتين أو في كلتيهما؟.

وقرأ مرة إِذَا زُلْزِلَتِ في الركعتين كلتيهما حتى قال الراوي: فلا أدري أنسي رسول الله أم قرأ ذلك عمدًا.

صلاتي الظهر والعصر
(كان -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في كل من الركعتين قدر ثلاثين آية، وأحياناً كان يقرأ بـ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ.

و وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ.

و وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ونحوهما من السور.

(ويطول في الأولى ما لا يطول في الثانية).

و (كان يقرأ -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الظهر في كل ركعة  قدر ثلاثين آية وفي الركعتين الأخيرتين أقصر من الأوليين قدر النصف وربما اقتصر فيهما على الفاتحة، وفي العصر يقرأ في كل ركعة قدر قراءة خمس عشرة آية وفي الركعتين الأخيرتين أقصر من الأوليين قدر نصفهما".

صلاة المغرب
كان -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بقصار السـور أحيـانًا. رواه البخاري، وأحيانًا بطـوال المفصل وأوساطه.. وتارة بـ (الطور - المرسلات – الأعراف".

وتارة بـ (الأنفال).

وقرأ في سفر وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ في الركعة الثانية.

سنة المغرب
كان -صلى الله عليه وسلم- يقـــرأ في سنة المغرب البعدية: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ في الأولى و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ في الثانية.

صلاة العشاء
كان -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الركعتين الأوليين من وسط المفصل.. رواه احمد بسند صحيح، وتـارة بـ (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) وأشباهها من السور.. رواه أحمد بسند حسن، وتارة بـ (إذا السماء انشقت) وكان يسجد فيها.

وقرأً مرةً في سفر (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) في الركعة الأولى.

صلاة الليل
كان -صلى الله عليه وسلم- ربما يجهر بالقراءة، وربما أسر.. رواه البخاري، يقصر القراءة فيها تارة ويطيلها أحيانًا ويبالغ في إطالتها حتى قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة فلم يزل قائمًا حتى هممت بأمر سوء، قيل وما هممت؟ قال: هممت أن أقعد وأذر النبي -صلى الله عليه وسلم-".

وذلك من شدة قيامه، وقال حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ثم مضى فقلت يصلي بها في ركعتين فمضى فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ ثم ركع).

وقرأ ليلة وهو مريض بالسبع الطوال.

وكان أحيانًا يقرأ في كل ركعة بسورة منها.

رواه أبو داود بسند صحيح، وكان يقرأ أحيانًا في كل ركعة قدر خمسين آية أو أكثر، وتارة يقرأ قدريَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ.

وكان يقرأ في كل ليلة بـ (بني اسرائيل) و (الزمر) رواه أحمد بسند صحيح..

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (لا أعلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ القرآن كله في ليلة ولا قام ليلة حتى الصباح ولا صام شهرا كاملا قط غير رمضان).

لذلك كان -صلى الله عليه وسلم- لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث.

رواه ابن سعد، وكان يقول -صلى الله عليه وسلم-: "مَن قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومَن قام بمائة آية كتب من القانتين ومَن قام بألف آية كتب من المقنطرين".

(وما كان -صلى الله عليه وسلم- يصلي الليل كله).

صلاة الوتر
كان -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الركعة الأولى سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وفي الثانية قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وفي الثالثة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ رواه النسائي بسند صحيح.

وكان يضيف أحيانًا قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ رواه الترمذي والحاكم وصححه، (ومرة قرأ -صلى الله عليه وسلم- في ركعة الوتر بمائة آية من النساء).

صلاة الجمعة
كان -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الأولى بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وفي الثانية هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ.

وأحيانًا يقرأ في الأولى بسورة (الْجُمُعَةِ) وفي الثانية إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ وتارة يقرأ بدلها هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ.

صلاة العيدين
كان -صلى الله عليه وسلم- يقرأ أحيانًا في الأولى سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وفي الثانية هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ.

وأحيانًا يقرأ فيهما بـق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ واقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ.

وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: " من أوى إلى فراشه طاهراً وذكر الله عز وجل حتى يدركه النعاس لم ينقلب من الليل يسأل الله عز وجل فيها خيراً من خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه".

وعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه وقرأ بالمعوذات ومسح بهما جسده".

وفي رواية لهما: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم  نفث فقرأ فيها:  قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس ثم مسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقيل من جسده فعل ذلك ثلاث مرات".

قال ابن قيم الجوزية: والأدعية والتعوذات بمنـزلة السلاح والسلاح بضاربه لا بحده فقط فمتى كان السلاح سلاحا تاما لا آفة به والساعد ساعد قوي والمانع مفقود حصلت به النكاية في العدو ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير فإن كان الدعاء في نفسه غير صالح أو الداعى لم يجمع بين قلبه ولسانه في الدعاء أو كان ثم مانع من الاجابة لم يحصل الأثر.اهـ.

أدعية مأثورة
"اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك به عبدك ونبيك وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيراً".



جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..   جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2020, 5:02 pm

قنوت الوتر:
اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت".

اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك".

"اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".

"يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك".

"اللهم اغفر لي ذنوبي وخطاياي كلها اللهم أنعشني واجبرني واهدني لصالح الأعمال والأخلاق فإنه لا يهدي لصالحها ولا يصرف سيئها إلا أنت".

"اللهم أصلح لي ديني الذي هو   عصمة  أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادى وأجعل الحياة زيادة لي في كل خير وأجعل الموت راحة لي من كل شر".

اللهم فإني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار وفتنة القبر وعذاب القبر ومن شر فتنة فلهذا ومن شر فتنة الفقر وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم فإني أعوذ بك من الكسل  والهرم  والمأثم والمغرم".

وعن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- قال: "لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول، كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها ".

"اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل".

"اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة سخطك".

"رب أعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي واهدني ويسر هداي إلي وانصرني على من بغى علي; اللهم اجعلني لك شاكرا لك ذاكرا لك راهبا لك مطواعا إليك مخبتا إليك أواها منيبا; رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبت حجتي واهد قلبي وسدد لساني واسلل سخيمة قلبي".

رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ.

وقال تعالى: رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.

وقال تعالى: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً.

"اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما يهون علينا مصيبات الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا و اجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا".

"الكفارات: المكث في المساجد بعد الصلوات والمشي على الأقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء في المكاره قال: صدقت يا محمد! ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه وقال: يا محمد إذا صليت فقل اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وتتوب علي وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون والدرجات: إفشاء السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام".

"اللهم رب السموات السبع و رب العرش العظيم ربنا و رب كل شيء منـزل التوراة والإنجيل والقرآن فالق الحب والنوى أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عني الدين وأغنني من الفقر".

"اللهم اجعل أوسع رزقك علي عند كبر سني وانقطاع عمري".

رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ.

"ألا أعلمك كلمات لو كان عليك مثل جبل صبير دَيْنَاً أدَّاه الله عنك؟ قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمَّنْ سواك". ‌

"اللهم احفظني بالإسلام قائما واحفظني بالإسلام قاعدا واحفظني بالإسلام راقدا ولا تشمت بي عدوا ولا حاسدا اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك".

وعن سلمة بن كهيل حدثه أن كريبا حدثه: "أن بن عباس -رضي الله عنهما- بات ليلة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى القربة فسكب منها فتوضأ ولم يكثر من الماء ولم يقصر في الوضوء وساق الحديث، وفيه قال: ودعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلتئذ تسع عشرة كلمة قال سلمة حدثنيها كريب فحفظت منها ثنتي عشرة ونسيت ما بقي قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم اجعل لي في قلبي نورا وفي لساني نورا وفي سمعي نورا وفي بصري نورا، ومن فوقي نورا، ومن تحتي نورا، وعن يميني نورا، وعن شمالي نورا، ومن بين يدي نورا، ومن خلفي نورا، واجعل في نفسي نورا، وأعظم لي نورا".

وعن أنس قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار باب وهو ألد الخصام وقال عطاء النسل الحيوان".

"ألا أعلمك كلمات لو كان عليك مثل جبل صبير دينا أداه الله عنك؟ قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك".

"اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق، والأعمال، والأهواء، والأدواء".

"اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين و غلبة العدو و شماتة الأعداء".

"اللهم إني أعوذ بك من التردي و الهدم و الغرق و الحرق و أعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت و أعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرا و أعوذ بك أن أموت لديغاً".

"اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي هزلي وجدي  وخطاياي وعمدي وكل ذلك عندي".

"اللهم متعني بسمعي و بصري و اجعلهما الوارث مني و انصرني على من ظلمني و خذ منه بثأري".

رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ.

رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ.

وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً.

وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبَارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ.

رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً.

قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ.

رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ.

"اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع و من دعاء لا يسمع و من نفس لا تشبع و من علم لا ينفع أعوذ بك من هؤلاء الأربع".‌

رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً.

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ.

رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.

رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ.

رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ.

رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ.

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.

رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.

"رب أعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي واهدني ويسر هداي إلي وانصرني على من بغى علي; اللهم اجعلني لك شاكرا لك ذاكرا لك راهبا لك مطواعا إليك مخبتا إليك أواها منيبا ; رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبت حجتي واهد قلبي و سدد لساني و اسلل سخيمة قلبي".

"يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك".

"اللهم لك أسلمت و بك آمنت و عليك توكلت و إليك أنبت و بك خاصمت اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت و الجن و الإنس يموتون".

"اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة لا إله إلا أنت رب كل شيء ومليكه أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم".

"اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي و توفني إذا علمت الوفاة خيرا لي اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الإخلاص في الرضا والغضب وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيما لا ينفد وأسألك قرة عين لا تنقطع وأسألك الرضا بالقضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين".

قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي.

رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِين.

رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ.

"تعوذوا بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء".

"رب اغفر لي خطيئتي  وجهلي وإسرافي في أمري كله وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وهزلي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير".

لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.

رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.

"كلمات الفرج: لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب العرش الكريم".

"يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين".

رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبَارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ.

وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

"اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، وإجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر".

"اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، البخل، والهرم، وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها".

"اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوُّل عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك".

"اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء وشماتة الأعداء ".

6ـ "اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني".

" اللهم مصرف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك".

"يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".

اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في  كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر".

وقد جمع في هذا الحديث صلاح الدين والدنيا، والآخرة.



جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..   جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2020, 5:06 pm

تابع الأدعية المأثورة
1ـ " اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء".

هذا الحديث اشتمل على " 4 " دعوات:
الدعوة الأولى " جهد البلاء "  قيل في معناه:
1ـ كل ما أصاب الإنسان من الشدة والمشقة.
2ـ وما لا يقدر على دفعه عن نفسه.
3ـ قال ابن عمر رضي الله عنه: قلة المال وكثرة العيال.
4ـ هو ما يختار الموت عليه.

الدعوة الثانية " درك الشقاء " أي:
يطلق على السبب المؤدي إلى الهلاك وهو ضد السعادة، وشقاوة الآخرة هي الشقاوة الحقيقية.

الدعوة الثالثة "وسوء القضاء":
يدخل فيه سوء القضاء في الدين والدنيا والبدن والمال والأهل، وقد يكون ذلك في الخاتمة.

الدعوة الرابعة "وشماتة الأعداء" أي:
هو فرح عدوه بمكروه أصابه.

2ـ " اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى".
هذا الحديث اشتمل على "4" دعوات:
الدعوة الأولى "سؤال الله الهدى":
أي الهداية إلى الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم.

الدعوة الثانية "سؤال الله التقى":
أي: بمعنى التقوى: وهي امتثال الأوامر واجتناب النواهي.

الدعوة الثالثة "سؤال الله العفاف":
أي: الكف عن المعاصي والقبائح.

الدعوة الرابعة "سؤال الله الغنى":

أي: غنى النفس والاستغناء عن الحاجة إلى الخلائق.

اللهم  إني أعوذ بك من العجز والكسل، والبخل والهرم، وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها".

وسمع -صلى الله عليه وسلم- رجلاً يقول في تشهده: اللهم إني أسألك يا الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم "، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: قد غفر له، قد غفر له.".

"اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر".

جاء أعرابي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: علمني كلاما أقوله: قال "قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم" قال: فهؤلاء لربي فمالي؟ قال: "قل: اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، (وعافني) وارزقني".

ما يُقال عند القيام من المجلس
إذا جلست في مجلس وكثر فيه الكلام واللغط، عليك بكلمات تقولها بعد القيام منه فيغفر الله لك ما وقع منك في هذا المجلس بإذنه تعالى، وهذا الدعاء دلنا عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلمنا إياه.

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك".

وعن أبي برزة -رضي الله عنه- واسمه نضلة قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول بأخرةٍ إذا أراد أن يقوم من المجلس قال: "سبحانك اللهم وبحمدك اشهد إن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك" فقال رجل: يا رسول الله إنك لتقول قولاً ما كنت تقوله فيما مضى قال: "ذلك كفارة لما يكون في المجلس".

قوله: بأخرة هو بالهمز مقصورة مفتوحة وبفتح الخاء ومعناه: في آخر الأمر.

اشتمل هذا الدعاء على ثلاثة أمور: الأول: تنـزيه الله عن كل نقص وحمده على كل فعل.

الثاني: إثبات الألوهية لله تعالى وحده لا شريك له وذلك من تمام العبادة لله وتمام المدح له.

الثالث: الرجوع والإستغفار والتوبة لمن ملكها وهو الله تعالى.

وثمرة هذا المدح والإستغفار والتوبة كفارة لمن قالها.

وفي حديث آخر: "أنه إن كان في مجلس خير كان كالطابع له وإن كان في مجلس كان كفارة له".

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة".



جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..   جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2020, 5:10 pm

ما يقوله من رأى في منامه ما يكرهه
عن أبي قتادة قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان فمَنْ رأى رؤيا يكره منها شيئاً فلينفث عن يساره ثلاثاً وليتعوَّذ بالله من الشيطان فإنها لا تضرُّه ولا يُخبر بها أحد وإن رأى رؤيا حسنة فليستبشر ولا يخبر بها إلا مَنْ يُحِبْ".

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- من عُرضت عليه رؤيا فليقل لمن عَرَضَ عليه خيراً.

وعن جابر -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها، فليبصق عن يساره ثلاثاً، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً، وليتحول عن مكانه الذي كان عليه".

وفي رواية للبخاري ومسلم:
"وإذا رأى ما يكرهه فليتعوذ بالله من شرِّها وشرِّ الشيطان، وليتفل عن يساره ثلاثاً ولا يُحَدِّثُ بها أحداً، فإنها لن تضرُّهُ".

وروياه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- وفيه: " فمن رأى شيئاً يكرهه، فلا يقصه على أحد، وليقم فليصل".

الحُلُمْ:
بضم الحاء وسكون اللام وبضمها: هو الرؤيا وبالضم والسكون فقط هو رؤية الجماع في النوم، وهو المراد هنا.

فليتفُل بضم الفاء وكسرها أي: فليبزق.

وقيل: التفل أقل من البزق، والنفث أقل من التفل.

الذكر عند الاستيقاظ في الليل وأرادة النوم بعده
عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، والحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له إن توضأ قبلت صلاته".

تعار: بتشديد الراء أي استيقظ في أي ساعة من الليل.

ذكر مَنْ يفزع في نومه
جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فشكا أنه يفزع في منامه فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أويت إلى فراشك فقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون".

فقالها فذهب عنه.

الذكر عند الاستيقاظ من النوم
عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نائم ثلاث عقد  يضرب على كل عقدةٍ مكانها عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ وذكر الله تعالى انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطاً طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان".

قوله: على قافية رأس أحدكم: القافية آخر الرأس وقافية كل شيءٍ آخره ومن قافية الشعر.

وقوله: " فأصبح نشيطاً طيب النفس" معناه: لسروره بما وفقه الله الكريم له من الطاعة ووعده به من ثوابه مع ما يبارك في نفسه وتصرفه في كل أموره مع ما زال عنه من عقد الشيطان وتثبيطه.

انحلت عقده كلها: قال الألباني رحمه الله تعالى: قلت في تفسير "العقد" أقوال، والأقرب أنه على حقيقته بمعنى السحر للإنسان ومنعه من القيام، كما يعقد الساحر من سحره، كما أخبر بذلك المولى تعالى ذكره في كتابه الكريم ومن شر النفاثات في العقد فالذي خذل يعلم فيه، والذي وفق يصرف عنه، ومما يدل على أنه على الحقيقة ما رواه ابن ماجه عن أبي هريرة مرفوعاً " على قافية رأس أحدكم حبل فيه ثلاث عقد"  الحديث، وما رواه ابن خزيمة وذكره المصنف في هذا الباب عن جابر رضي الله عنه " على رأس جرير معقود" وفسر الجرير بالحبل.أ.هـ.

وعن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من ذكر ولا أُنثى إلا على رأسه جرير معقود حين يرقد بالليل فإن استيقظ فذكر الله انحلت عُقدةٌ فإذا قام فتوضأ وصلى انحلت العُقَدُ، وأصبح خفيفاً طيب النفس، قدأصاب خيراً".

وعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لوأن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً".

قوله: لم يضره: أي لا يصيبه الشيطان بأذى.

وفيه استحباب التسمية والدعاء والمحافظة على ذلك حتى في حالة الجماع والاعتصام بذكر الله ودعائه من الشيطان والتبرك باسمه والاستعاذة به من جميع الأسماء، وفيه إشارة إلى أن الشيطان ملازم لابن آدم لا يفتر عنه إلا إذا ذكر الله تعالى.

ثواب ما يقول إذا لبس ثوباً
عن معاذ بن أنس الجهني الأنصاري -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من لبس ثوباً جديداً فقال: الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة غفر الله له ما تقدم من ذنبه".

وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: لبس عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثوباً جديداً فقال: الحمد لله الذي كساني ما أُواري به عورتي وأتجمل به في حياتي ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: " من لبس ثوباً جديداً فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي ثم عمد إلى  الثوب الذي أخلق فتصدق به كان في كنف الله وفي حفظ الله وفي ستر الله  حياً وميتاً".

وعن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من لبس ثوباً فقال: الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه  من غير حولٍ مني ولا قوة غفر له ما تقدم  من ذنبه وما تأخر".



جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..   جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2020, 5:15 pm

فوائد الذكر
قال ابن قيم الجوزية في الوابل الصيب:
وفي الذكر أكثر من مائة فائدة:
إحداها:
إنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.

الثانية:
إنه يرضي الرحمن عز وجل.

الثالثة:
إنه يزيل الهم والغم عن القلب.

الرابعة:
إنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط.

الخامسة:
إنه يقوي القلب والبدن.

السادسة:
إنه ينور الوجه والقلب.

السابعة:
إنه يجلب الرزق.

الثامنة:
إنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة.

التاسعة:
إنه يورثه المحبة التي هي روح الاسلام وقطب رحى الدين ومدار السعادة والنجاة، وقد جعل الله لكل شئ سببا وجعل سبب المحبة دوام الذكر فمن اراد ان ينال محبة الله عز وجل فليلهج بذكره فإنه الدرس والمذاكرة كما انه باب العلم، فالذكر باب المحبة وشارعها الاعظم وصراطها الاقوم.

العاشرة:
إنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الاحسان فيعبد الله كأنه يراه ولا سبيل للغافل عن الذكر إلى مقام الاحسان كما لا سبيل للقاعد إلى الوصول إلى البيت.

الحادية عشرة:
إنه يورثه الإنابة وهي الرجوع الى الله عز وجل فمتى أكثر الرجوع إليه بذكره أورثه ذلك رجوعه بقلبه اليه في كل أحواله فيبقى الله عز وجل مفزعه وملجأه وملاذه ومعاذه وقبلة قلبه ومهربه عند النوازل والبلايا.

الثانية عشرة:
إنه يورثه القرب منه فعلى قدر ذكره لله عز وجل يكون قربه منه وعلى قدر غفلته يكون بعده منه.

الثالثة عشرة:
إنه يفتح له بابا عظيما من أبواب المعرفة، وكلما أكثر من الذكر ازداد من المعرفة.

الرابعة عشرة:
إنه يورث الهيبة لربه عز وجل وإجلاله لشدة استيلائه على قلبه وحضوره مع الله تعالى بخلاف الغافل فان حجاب الهيبة رقيق في قلبه.

الخامسة عشرة:
إنه يورثه ذكر الله تعالى له كما قال تعالى فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها لكفى بها فضلاً وشرفاً.

وقال فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملا ذكرته في ملا خير منهم.

السادسة عشرة:
إنه يورث حياة القلب، وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله تعالى روحه يقول الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء.

السابعة عشرة:
إنه قوت القلب والروح فإذا فقده العبد صار بمنـزلة الجسم إذا حيل بينه وبين قوته، وحضرت شيخ الإسلام ابن تيمية مرة صلى الفجر ثم جلس يذكرالله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار ثم التفت إليّ، وقال هذه غدوتي ولو لم أتغد الغداء سقطت قوتي أو كلاما قريبا من هذا، وقال لي مرة لا أترك الذكر إلا بنية إجمام نفسي وإراحتها لاستعد بتلك الراحة لذكر آخر أو كلاما هذا معناه.

الثامنة عشرة:
إنه يورث جلاء القلب من صداه، كما تقدم في الحديث، وكل صدا وصدا القلب الغفلة والهوى وجلاؤه الذكر والتوبة والاستغفار وقد تقدم هذا المعنى.

التاسعة عشرة:
إنه يحط الخطايا ويذهبها فإنه من أعظم الحسنات والحسنات يذهبن السيئات.

العشرون:
إنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى فان الغافل بينه وبين الله عز وجل وحشه لا تزول إلا بالذكر.

الحادية والعشرون:
إن ما يذكر به العبد ربه عز وجل من جلاله وتسبيحه وتحميده يذكر بصاحبه عند الشدة فقد روي الإمام أحمد في المسند عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إنه قال: إن ما تذكرون من جلال الله عز وجل من التهليل والتكبير والتحميد يتعاطفن حول العرش لهن دوي كدوى النحل يذكرن بصاحبهن، أفلا يحب أحدكم أن يكون له ما يذكره به هذا الحديث أو معناه.

الثانية والعشرون:
إن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدة وقد جاء أثر معناه إن العبد المطيع الذاكر لله تعالى إذا أصابته شدة أوسأل الله تعالى حاجة قالت الملائكة يارب صوت معروف من عبد معروف، والغافل المعرض عن الله عز وجل إذا دعاه وساله قالت الملائكة يارب صوت منكر من عبد منكر.

الثالثة والعشرون:
إنه ينجي من عذاب الله تعالى كما قال معاذ  ويروى مرفوعا: "ما عمل آدمي عملا أنجي من عذاب الله عز وجل من ذكر الله تعالى".

الرابعة والعشرون:
إنه سبب تنـزيل السكينة وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة بالذاكر، كما أخبر به النبي.

الخامسة والعشرون:
إنه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل فان العبد لا بد له من أن يتكلم فإن لم يتكلم بذكر الله تعالى وذكر أوامره تكلم بهذه المحرمات أو بعضها ولا سبيل إلى السلامة منها البتة إلا بذكر الله تعالى والمشاهدة والتجربة شاهدان بذلك فمن عود لسانه ذكر الله صان لسانه عن الباطل واللغو ومن يبس لسانه عن ذكر الله تعالى ترطب بكل باطل ولغو وفحش ولا حول ولا قوة الا بالله.

السادسة والعشرون:
إن مجالس الذكر مجالس الملائكة ومجالس اللغو والغفلة ومجالس الشياطين فليتخير العبد اعجبهما إليه وأولاهما به فهو مع اهله في الدنيا والاخرة.

السابعة والعشرون:
إنه يسعد الذاكر بذكره ويسعد به جليسه وهذا هو المبارك أين ما كان والغافل واللاغي يشقى بلغوه وغفلته ويشقى به مجالسه.   

الثامنة والعشرون:
إنه يؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة فان كل مجلس لا يذكر العبد فيه ربه تعالى كان عليه حسرة وترة يوم القيامة.

التاسعة والعشرون:
إنه مع البكاء في الخلوة سبب لاظلال الله تعالى العبد يوم الحر الأكبر في ظل عرشه والناس في حر الشمس قد صهرتهم في الموقف وهذا الذاكر مستظل بظل عرش الرحمن عز وجل.

الثلاثون:
أن الأشتغال به سبب لعطاء الله للذاكر افضل ما يعطي السائلين، ففي الحديث عن عمر بن الخطاب  قال: قال رسول الله  قال سبحانه وتعالى: من شغله ذكري عن مسالتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين.

الحادية والثلاثون:
إنه أيسر العبادات وهو من أجلها وأفضلها فإن حركة اللسان أخف حركات الجوارح وأيسرها، ولو تحرك عضو من الإنسان في اليوم والليلة بقدر حركة لسانه لشق عليه غاية المشقة بل لا يمكنه ذلك.

الثانية والثلاثون:
إنه غراس الجنة فقد روي الترمذي في جامعه من حديث عبد الله بن مسعود  قال: قال رسول الله: "لقيت ليلة اسري بي ابراهيم الخليل عليه السلام، فقال: يا محمد اقرئ امتك السلام واخبرهم ان الجنة طيبة التربة عذبة الماء وانها قيعان وإن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر، قال الترمذي: حديث حسن غريب من حديث ابن مسعود، وفي الترمذي من حديث أبي الزبير عن جابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من قال سبحان الله -العظيم- وبحمده غرست له نخله في الجنة".

الثالثة والثلاثون:
إن العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال، ففي الصحيحين عن أبي هريرة، ان رسول الله قال: "من قال لا إله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي و لم يات أحد بافضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه، ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر".

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب الي مما طلعت عليه الشمس".

وفي الترمذي من حديث أنس -رضي الله عنه-، أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "من قال حين يصبح أو يمسي اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك أنت الله لا إله الا أنت وأن محمداً عبدك ورسولك أعتق الله ربعه من النار، ومن قالها مرتين اعتق الله نصفه من النار ومن قالها ثلاثا أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار، ومن قالها أربعا اعتقه الله تعالى من النار".

وفيه عن ثوبان -رضي الله عنه-، أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "من قال حين يمسي وإذا أصبح رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا كان حقا على الله أن يرضيه".

وفي الترمذي: "مَن دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة".

الرابعة والثلاثون:
إن دوام ذكر الرب تبارك وتعالى يوجب الامان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه ومعاده فان نسيان الرب سبحانه وتعالى يوجب نسيان نفسه ومصالحها قال تعالى ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم أولئك هم الفاسقون، وإذا نسي العبد نفسه أعرض عن مصالحها ونسيها واشتغل عنها فهلكت وفسدت ولا بد كمن له زرع او بستان أو ماشية أو غير ذلك ومما صلاحه وفلاحه بتعاهده والقيام عليه فأهمله ونسيه واشتغل عنه بغيره وضيع مصالحه فانه يفسد ولابد هذا مع امكان قيام غيره مقامه فيه فكيف الظن بفساد نفسه وهلاكها وشقائها اذا اهملها ونسيها واشتغل عن مصالحها وعطل مراعاتها وترك القيام عليها بما يصلحها فما شئت من فساد وهلاك وخيبة وحرمان وهذا هو الذي صار أمره كله فرطا فانفرط عليه أمره وضاعت مصالحه وأحاطت به أسباب القطوع والخيبة والهلاك، ولاسبيل إلى الأمان من ذلك إلا بدوام ذكر الله تعالى واللهج به وإن لا يزال اللسان رطبا به وان يتولى منـزلة حياته التي لا غنى له عنها ومنـزلة غذائه الذي إذا فقده فسد جسمه وهلك وبمنـزلة الماء عند شدة العطش وبمنـزلة اللباس في الحر والبرد وبمنـزلة الكن في شدة الشتاء والسموم فحقيق بالعبد ان ينـزل ذكر الله منه بهذه المنـزلة واعظم فاين هلاك الروح والقلب وفسادهما من هلاك البدن وفساده هذا هلاك لا بد منه وقد يعقبه صلاح لا بد، وأما هلاك القلب والروح فهلاك لا يرجى معه صلاح ولا فلاح ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم في فوائد الذكر وإدامته إلا هذه الفائدة وحدها لكفي بها فمن نسي الله تعالى أنساه نفسه في الدنيا ونسيه في العذاب يوم القيامة قال تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى.

أي تنسى في العذاب كما نسيت آياتي فلم تذكرها ولم تعمل بها وإعراضه عن ذكره يتناول إعراضه عن الذكر الذي أنزله وهو أن يذكر الذي أنزله في كتابه وهو المراد بتناول إعراضه عن أن يذكر ربه بكتابه وأسمائه وصفاته وأوامره وآلائه ونعمه فإن هذه كلها توابع إعراضه عن كتاب ربه تعالى فإن الذكر في الآية أما مصدر مضاف إلى الفاعل أو مضاف إضافة الأسماء المحضة أعرض عن كتابي ولم يتله ولم يتدبره ولم يعمل به ولا فهمه فإن حياته ومعيشته لا تكون إلا مضيقة عليه منكده معذبا فيها، والضنك الضيق والشدة والبلاء ووصف المعيشة نفسها بالضنك مبالغة وفسرت هذه المعيشة بعذاب البرزخ، والصحيح إنها تتناول معيشته في الدنيا وحاله في البرزخ فانه يكون في ضنك في الدارين وهو شدة وجهد وضيق وفي الآخرة تنسى في العذاب وهذا عكس أهل السعادة والفلاح فإن حياتهم في الدنيا أطيب الحياة ولهم في البرزخ وفي الآخرة أفضل الثواب.

أربعة مواضع ذكر تعالى فيها إنه يجزي المحسن بإحسانه جزاءين جزاء في الدنيا وجزاء في الاخرة، فالإحسان له جزاء معجل ولابد، والإساءة لها جزاء معجل ولابد، ولو لم يكن الا ما يجازي به المحسن من انشراح صدوره في انفساح قلبه وسروره ولذاته بمعاملة ربه عز وجل وطاعته وذكره ونعيم روحه بمحبته، وذكره وفرحه بربه سبحانه وتعالى أعظم مما يفرح القريب من السلطان الكريم عليه بسلطانه وما يجازي به المسئ من ضيق الصدر وقسوة القلب وتشتته وظلمته وحزازاته وغمه وهمه وحزنه وخوفه وهذا امر لايكاد من له أدنى حس وحياة يرتاب فيه بل الغموم والهموم والأحزان والضيق عقوبات عاجلة ونار دنيوية وجهنم حاضرة والإقبال على الله تعالى والإنابة إليه والرضاء به وعنه، وامتلاء القلب من محبته واللهج بذكره والفرح والسرور بمعرفته ثواب عاجل وجنة وعيش لا نسبة لعيش الملوك إليه البته، وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة، وقال لي مرة: ما يصنع أعدائي بي أنا جنتي وبستاني في صدري إن رحت فهي معي لا تفارقني، إن حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة، وكان يقول في محبسه في القلعة: لو بذلت ملء هذه القلعة ذهبا ما عدل عندي شكر هده النعمة، أو قال ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير ونحو هذا، وكان يقول في سجوده وهو محبوس: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ما شاء الله، وقال لي مرة: المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى والمأسور من أسره هواه، ولما دخل إلى القلعة وصار داخل سورها نظر إليه، وقال: فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب، وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه قط مع كل ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضدها ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والأرهاق وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشا وأشرحهم صدرا وأقواهم قلباً وأسرهم نفسا تلوح نضرة النعيم على وجهه وكنا اذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الارض أتيناه فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحها وقوة ويقينا وطمأنينة فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه وفتح لهم أبوابها في دار العمل فاتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها، وكان بعض العارفين يقول: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف، وقال آخر: مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها قيل، وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله تعالى ومعرفته وذكره أو نحو هذا.

وقال آخر:
إنه لتمر بالقلب أوقات يرقص فيها طربا، وقال آخر: إنه لتمر بي أوقات أقول إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب فبمحبة الله تعالى ومعرفته ودوام ذكره والسكون إليه والطمأنينة إليه وإفراده بالحب والخوف والرجاء والتوكل والمعاملة بحيث يكون هو وحده المستولي على هموم العبد وعزماته وإرادته هو جنة الدنيا والنعيم الذي لا يشبهه نعيم وهو قرة عين المحبين وحياة العارفين وإنما تقر عيون الناس به على حسب قرة اعينهم بالله عز وجل فمن قرت عينه بالله قرت به كل عين ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، وإنما يصدق هذا من قلبه حياة وأما ميت القلب فيوحشك ما له ثم فاستأنس بغيبته ما أمكنك فانك لا يوحشك الا حضوره عندك فإذا ابتليت به فاعطه ظاهرك وترحل عنه بقلبك وفارقه بسرك ولا تشغل به عما هو أولى بك واعلم إن الحسرة كل الحسرة الاشتغال بمن لا يجر عليك الاشتغال به إلا فوت نصيبك وحظك من الله عزوجل وانقطاعك عنه وضياع وقتك وضعف عزيمتك وتفرق همك، فإذا بليت بهذا ولا بد لك منه فعامل الله تعالى فيه واحتسب عليه ما امكنك وتقرب الى الله تعالى بمرضاته فيه واجعل اجتماعك به متجرا لك لا تجعله خسارة وكن معه كرجل سائر في طريقه عرض له رجل وقفه عن سيره فاجتهد ان تاخده معك وتسير به فتحمله ولا يحملك فان ابي ولم يكن في سيره مطمع فلا تقف معه بلا ركب الدرب ودعه ولاتلتفت اليه فانه قاطع الطريق ولو كان من كان فانج بقلبك وضن بيومك وليلتك لاتغرب عليك الشمس قبل وصول المنـزلة فتؤخذ او يطلع الفجر اني لك بلماقهم.

الخامسة والثلاثون:
إن الذكر يسير العبد وهو في فراشه، وفي سوقه، وفي حال صحته وسقمه، وفي حال نعيمه ولذته وليس شئ يعم الأوقات والأحوال مثله حتى يسير العبد وهو نائم على فراشه فيسبق القائم مع الغفلة فيصبح هذا وقد قطع الركب وهو مستلق على فراشه ويصبح ذلك الغافل في ساقه الركب وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وحكى عن رجل من العباد إنه نزل برجل ضيفا فقام العابد ليلة يصلي وذلك الرجل مستلق على فراشه فلما أصبحا قال له العابد سبقك الركب أو كما قال، فقال: ليس الشان فيمن بات مسافرا وأصبح مع الركب الشان فيمن بات على فراشه وأصبح قد قطع الركب وهذا ونحوه له محمل صحيح ومحمل فاسد فمن حكم على إن الراقد المضطجع على فراشه يسبق القائم القانت فهو باطل وإنما محمله أن هذا المستلقي على فراشه علق بربه عز وجل والصق حبه قلبه بالعرش وبات قلبه يطوف حول العرش مع الملائكة قد غاب عن الدنيا ومن فيها وقد عاقه عن قيام الليل عائق من وجع او برد يمنعه القيام او خوف على نفسه من رؤية عدو يطلبه او غير ذلك من الأعذار فهو مستلق على فراشه وفي قلبه ما الله تعالى به عليم وآخر قائم يصلي ويتلو وفي قلبه من الرياء والعجب وطلب الجاه والمحمدة عند الناس ما الله به عليم او قلبه في واد وجسمه في واد فلا ريب ان ذلك الراقد يصبح وقد سبق هذا القائم بمراحل كثيرة فالعمل على القلوب لا على الابدان والمعول على الساكن ويهيج الحب المتواري ويبعث الطلب الميت الذكر وحقيقة النور الالهي.

السادسة والثلاثون:
إن الذكر نور للذاكر في الدنيا ونور له في قبره ونور له في معاده يسعى بين يديه على الصراط فما استنارت القلوب والقبور... إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى.



جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..   جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2020, 5:20 pm

الدعاء من الكتاب والسنة.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
1- (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الأعراف 23).

2-  (رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ) (هود 47).

3-  (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) (نوح 28).

4- (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة 127، 128).


5- (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء) (إبراهيم 40).

6- (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) (إبراهيم 41).

7- (رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ، وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ، وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ، وَاغْفِرْ لأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ، وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ) (الشعراء 83-87).

8- (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ) (الصافات 100).

9- (رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (الممتحنة 4).

10- (رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (الممتحنة 5).

11- (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) (النمل 19).

12- (رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء) (آل عمران 38).

13- (رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ) (الأنبياء 89).

14- (لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (الأنبياء 87).

15- (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي، يَفْقَهُوا قَوْلِي) (طه 25-28).

16- (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي) (القصص 16).

17- (رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (آل عمران 53).

18- (رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (يونس 85، 86).

19- (ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (آل عمران 147).

20- (رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) (الكهف 10).

21- (رَبِّ زِدْنِي عِلْمَاً) (طه 114).

22- (رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ) (المؤمنون 97-98).

23- (رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) (المؤمنون 118).

24- (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (البقرة 201).

25- (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (البقرة 285).

26- (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (البقرة 286).

27- (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) (آل عمران 8).

28- (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ، رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ، رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ) (آل عمران 191-194).

29- (رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) (المؤمنون 109).

30- (رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا، إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) (الفرقان 65، 66).

31- (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) (الفرقان 74).

32- (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (الأحقاف 15).

33- (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (الحشر 10).

34- (رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التحريم 8).

35- (رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران 16).

36- (رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة 83).

37- (رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ) (إبراهيم 35).

38- (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) (القصص 24).

39- (رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ) (العنكبوت 30).

40- (رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (الأعراف 47).

41- (حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) (التوبة 129).

42- (عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ) (القصص 22).

43- (رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (القصص 21).

44- "اللهم رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" البخاري 7/163، ومسلم 4/2070.

45- "اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر، اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب.

اللهم إني أعوذ بك من الكسل والمأثم والمغرم" البخاري 7/161، ومسلم 4/2078.

46- "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والهرم والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات" البخاري 7/95، ومسلم 4/2079.

47- "اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء" البخاري 7/155، ومسلم 4/2080 ولفظه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.

48- "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر" أخرجه مسلم 4/2087.

49- "اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى" أخرجه مسلم 4/2087.

50- "اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والبخل، والهرم، وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها. أنت وليها ومولاها. اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها". أخرجه مسلم 4/2088.

51- "اللهم اهدني وسددني، اللهم إني أسألك الهدى والسداد" أخرجه مسلم 4/2090.

52- "اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك" أخرجه مسلم 4/2097.

53- "اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل" مسلم 4/2085.

54- "اللهم أكثر مالي، وولدي، وبارك لي فيما أعطيتني" يدل عليه دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأنس "اللهم أكثر ماله، وولده وبارك له فيما أعطيته" البخاري 7/154، ومسلم 4/1928. "(وأصلح حياتي على طاعتك وأحسن عملي) واغفر لي" البخاري في الأدب المفرد برقم 653، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم 2241، وفي صحيح الأدب المفرد ص244، وما بين المعكوفين يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم عندما سئل: من خير الناس؟ فقال: "من طال عمره وحسن عمله" الترمذي وأحمد وصححه الألباني في صحيح الترمذي 2/271 وقد سألت سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله عن الدعاء به وهل هو سنة؟ فقال: (نعم).

55- "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات، ورب الأرض، ورب العرش الكريم" البخاري 7/154، ومسلم 4/2092.

56- "اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت" أبو داود 4/324، وأحمد 5/42 وحسنه الألباني وغيره.

57- "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" الترمذي 5/295 والحاكم وصححه ووافقه الذهبي 1/505 وانظر صحيح الترمذي 3/168 ولفظه "دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فإنه لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له".

58- "اللهم إني عبدك ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضي فيّ حكمك، عدل في قضاؤك. أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي" أحمد 1/391، 452 والحاكم 1/509 وحسنه الحافظ في تخريج الأذكار، وصححه الألباني. انظر تخريج الكلم الطيب ص73.

59- "اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك" مسلم 4/2045.

60- "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" الترمذي 5/238 وأحمد 4/182 والحاكم 1/525 و528 وصححه ووافقه الذهبي، وانظر صحيح الجامع 6،309 وصحيح الترمذي 3/171. وقد قالت أم سلمة رضي الله عنها "كان أكثر دعائه صلى الله عليه وسلم".

61- "اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة" الترمذي 5/534 وغيره ولفظه "سلو الله العافية في الدنيا والآخرة" وفي لفظ: "سلوا الله العفو والعافية فإن أحداً لم يعط بعد اليقين خيراً من العافية" انظر صحيح الترمذي 3/180 و3/185 و3/170 له شواهد انظرها في مسند الإمام أحمد بترتيب أحمد شاكر 1/156 - 157.

62- "اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة" أحمد 4/181 والطبراني في الكبير، قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 10/178 رجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني ثقات.

63- "رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى إلي، وانصرني على من بغى علي، رب اجعلني لك شكاراً، لك ذكاراً، لك رهاباً، لك مطواعاً، إليك مخبتاً أواهاً منيباً، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة قلبي" أبو داود 2/83 والترمذي 5/554 وابن ماجه 2/1259 والحاكم وصححه ووافقه الذهبي 1/519 وانظر صحيح الترمذي 3/178 وأحمد 1/127.

64- "اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وأنت المستعان، وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله" الترمذي 5/537 وابن ماجه 2/1264 بمعناه.

65- "اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي" أبو داود 2/92 والترمذي 5/523، والنسائي 8/271 وغيرهم. وانظر صحيح الترمذي 3/166 وصحيح النسائي 3/1108.

66- "اللهم إني أعوذ بك من البرص، والجنون، والجذام، ومن سيئ الأسقام" أبو داود 2/93 والنسائي 8/271 وأحمد 3/12 وانظر صحيح النسائي 3/116 وصحيح الترمذي 3/184.

67- "اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق، والأعمال، والأهواء" الترمذي 5/575 وابن حبان، والحاكم، والطبراني، وانظر صحيح الترمذي 3/184.

68- "اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني" الترمذي 5/534 تحقيق إبراهيم عطوه، مطبعة مصطفى الباني، وانظر صحيح الترمذي 3/170.

69- "اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي، وترحمني، وإذا أردت فتنة قوم فتوفني غير مفتون، وأسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربني إلى حبك" أخرجه أحمد بلفظه 5/243 والترمذي بنحوه 5/369 والحاكم 1/521 وحسنه الترمذي وقال سألت محمد بن إسماعيل - يعني البخاري - فقال: هذا حديث حسن صحيح. وفي آخر الحديث قال صلى الله عليه وسلم: "إنها حق فادرسوها وتعلموها".



جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..   جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 06 أكتوبر 2020, 5:22 pm

70- "اللهم إني أسألك من الخير كله: عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم. اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر (ما استعاذ بك) (منه) عبدك ونبيك. اللهم إني أسألك الجنة، وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيراً" ابن ماجه 2/1264 وأحمد 6/134 ولفظ الزيادة الثانية له، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي 1/521 ولفظ الزيادة الأولى له، وانظر صحيح ابن ماجه 2/327.

71- "اللهم احفظني بالإسلام قائماً، واحفظني بالإسلام قاعداً، واحفظني بالإسلام راقداً، ولا تشمت بي عدواً ولا حاسداً. اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك، وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك" الحاكم 1/525 وصححه ووافقه الذهبي، وانظر صحيح الجامع 2/398 والأحاديث الصحيحة 4/54 برقم 1540.

72- "اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقواتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا" الترمذي 5/528 والحاكم 1/258 وصححه ووافقه الذهبي، وابن السني برقم 446 وانظر صحيح الترمذي 3/168 وصحيح الجامع 1/400.

73- "اللهم إني أعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر" البخاري مع الفتح 11/181.

74- "اللهم اغفر لي خطيئتي، وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي" البخاري مع الفتح 11/196.

75- "اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت. فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم" البخاري 1/302، ومسلم 4/2078.

76- "اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني. أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون" البخاري 7/167، ومسلم 4/2086.

77- "اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنجاة من النار" الحاكم 1/525 وصححه ووافقه الذهبي، وانظر الأذكار للنووي ص340 فقد حسنه المحقق عبد القادر الأرنؤوط.

78- "اللهم اجعل أوسع رزقك علي عند كبر سني، وانقطاع عمري" الحاكم 1/ الحاكم 1/542 وانظر صحيح الجامع 1/396 والأحاديث الصحيحة رقم 1539.

79- "اللهم اغفر لي ذنبي، ووسع لي في داري، وبارك لي في رزقي" أحمد 4/63 و5/375 وانظر صحيح الجامع 1/399.

80- "اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك، فإنه لا يملكها إلا أنت" أخرجه الطبراني. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/159: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن زياد وهو ثقة وانظر صحيح الجامع 1/404.

81- "اللهم إني أعوذ بك من التردي، والهدم، والغرق، والحرق، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبراً، وأعوذ بك أن أموت لديغاً" أخرجه النسائي، وأبو داود 2/92 وانظر صحيح النسائي 3/1123.

82- "اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة، فإنها بئست البطانة" أبو داود 2/91، والنسائي 8/263، وابن ماجه وانظر صحيح النسائي 3/1112.

83- "اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والبخل، والهرم، والقسوة، والغفلة، والعيلة، والذلة، والمسكنة، وأعوذ بك من الفقر، والكفر، والفسوق، والشقاق، والنفاق، والسمعة، والرياء، وأعوذ بك من الصمم، والبكم، والجنون، والجذام، والبرص، وسيئ الأسقام" الحاكم، والبيهقي، وانظر صحيح الجامع1/406 وإرواء الغليل برقم 852.

84- "اللهم إني أعوذ بك من الفقر، والقلة، والذلة، وأعوذ بك من أن أظلم أو أظلم" النسائي وأبو داود 2/91 وانظر صحيح النسائي 3/1111 وصحيح الجامع 1/407.

85- "اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة؛ فإن جار البادية يتحول" الحاكم 1/532 وصححه ووافقه الذهبي، وأخرجه النسائي 8/274 وانظر صحيح الجامع 1/408 وصحيح النسائي 3/1118.

86- "اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع، ومن نفس لا تشبع، ومن علم لا ينفع. أعوذ بك من هؤلاء الأربع" الترمذي 5/519 وأبو داود 2/92 وانظر صحيح الجامع 10/410 وصحيح النسائي 3/1113.

87- "اللهم إني أعوذ بك من يوم السوء، ومن ليلة السوء، ومن ساعة السوء، ومن صاحب السوء، ومن جار السوء في دار المقامة" أخرجه الطبراني وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/144: ورجال رجال الصحيح.. وانظر صحيح الجامع 1/411.

88- "اللهم إني أسألك الجنة وأستجير بك من النار" (ثلاث مرات) الترمذي 4/700 وابن ماجه 1453 والنسائي وانظر صحيح الترمذي 2/319 وصحيح النسائي 3/1121 ولفظه "من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار اللهم أجره من النار".

89- "اللهم فقهني في الدين" يدل عليه رواية البخاري ومسلم في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما، انظر البخاري مع الفتح 1/44 ومسلم 4/1797.

90- "اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم" رواه أحمد 4/403 وغيره وانظر صحيح الترغيب والترهيب للألباني 1/19.

91- "اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علماً" أخرجه ابن ماجه 1/92 وانظر صحيح ابن ماجه 1/47.

92- "اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً طيباً، وعملاً متقبلاً" أخرجه ابن ماجه 1/298 وانظر صحيح ابن ماجه 1/152.

93- "اللهم إني أسألك يا الله بأنك الواحد الأحد، الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم" النسائي بلفظه 3/52 وأحمد 4/338 وانظر صحيح النسائي 1/279.

94- "اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت (وحدك لا شريك لك) المنان (يا) بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، إني أسألك (الجنة وأعوذ بك من النار)" أبو داود 2/80 وابن ماجه 2/1268 والنسائي 3/52 والترمذي 5/550 وانظر صحيح النسائي 1/279.

95- "اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد، الصمد، الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد" أبو داود 2/79 والترمذي 5/515 وابن ماجه 2/1267 وأحمد 5/360 وانظر صحيح سنن الترمذي 3/163.

96- "رب اغفر لي، وتب علي، إنك أنت التواب الغفور" أبو داود، والترمذي واللفظ له، والنسائي، وابن ماجه 2/1353 وانظر صحيح ابن ماجه 2/321 وصحيح الترمذي 3/153.

97- "اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي، اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الغنى والفقر، وأسألك نعيماً لا ينفذ، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين" النسائي 3/54،55 وأحمد 4/364 وإسناده جيد، وانظر: صحيح النسائي 1/280 و1/281.

98- "اللهم ارزقني حبك، وحب من ينفعني حبه عندك، اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب، اللهم ما زويت عني مما أحب فاجعله فراغاً لي فيما تحب" أخرجه الترمذي 5/523 وحسنه.

وقال الشيخ عبد القادر الأرنؤوط:
وهو كما قال. انظر تحقيقه لجامع الأصول 4/341.

99- "اللهم طهرني من الذنوب والخطايا، اللهم نقني منها كما ينقى الثوب من الدنس، اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد" النسائي 1/198 و199، والترمذي 5/515 وانظر صحيح سنن النسائي 1/86.

100- "اللهم إني أعوذ بك من البخل، والجبن، وسوء العمر، وفتنة الصدر، وعذاب القبر" النسائي 8/255.

ولفظه: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من خمس: من البخل، والجبن، وسوء العمر، وفتنة الصدر، وعذاب القبر".

101- "اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، ورب إسرافيل، أعوذ بك من حر النار ومن عذاب القبر" أخرجه النسائي 8/278 وانظر صحيح النسائي 3/1121.

102- "اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي" رواه أحمد 4/444 والترمذي واللفظ له 5/519 وإسناده عند أحمد جيد.

103- "اللهم إني أسألك علماً نافعاً، وأعوذ بك من علم لا ينفع" ابن ماجه 2/1263، وانظر صحيح سنن ابن ماجه 2/327 ولفظه "سلوا الله علماً نافعاً وتعوذوا بالله من علم لا ينفع".

104- "اللهم رب السماوات (السبع) ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر" أخرجه مسلم 4/2084 عن أبي هريرة رضي الله عنه.

105- "اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا، وأبصارنا، وقلوبنا، وأزواجنا، وذرياتنا، وتبع علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك قابلين لها وأتممها علينا" أخرجه الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي 1/265.

106- "اللهم إني أسألك خير المسألة، وخير الدعاء، وخير النجاح، وخير العمل، وخير الثواب، وخير الحياة، وخير الممات، وثبتني، وثقل موازيني، وحقق إيماني، وارفع درجاتي، وتقبل صلاتي، واغفر خطيئتي، وأسألك الدرجات العلى من الجنة، اللهم إني أسألك فواتح الخير، وخواتمه، وجوامعه، وأوله، وظاهره، وباطنه، والدرجات العلى من الجنة آمين. اللهم إني أسألك خير ما آتي، وخير ما أفعل، وخير ما أعمل، وخير ما بطن، وخير ما ظهر، والدرجات العلى من الجنة آمين. اللهم إني أسألك أن ترفع ذكري، وتضع وزري، وتصلح أمري، وتطهر قلبي، وتحصن فرجي، وتنور قلبي، وتغفر لي ذنبي، وأسألك الدرجات العلى من الجنة آمين. اللهم إني أسألك أن تبارك في نفسي، وفي سمعي، وفي بصري، وفي روحي، وفي خلقي، وفي خلقي، وفي أهلي، وفي محياي، وفي مماتي، وفي عملي، فتقبل حسناتي، وأسألك الدرجات العلى من الجنة آمين" أخرجه الحاكم عن أم سلمة مرفوعاً وصححه ووافقه الذهبي 1/520.

107- "اللهم جنبني منكرات الأخلاق، والأهواء، والأعمال، والأدواء" أخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي 1/532.

108- "اللهم قنعني بما رزقتني، وبارك لي فيه، واخلف عليّ كل غائبة لي بخير" أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي 1/510 عن ابن عباس رضي الله عنهما.

109- "اللهم حاسبني حساباً يسيراً" رواه أحمد 6/48 والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي 1/255 قالت عائشة رضي الله عنها: فلما انصرف قلت يا نبي الله ما الحساب اليسير؟ قال: "أن ينظر في كتابه فيتجاوز عنه إنه من نوقش الحساب يومئذ يا عائشة هلك وكل ما يصيب المؤمن يكفر الله عز وجل به عنه حتى الشوكة تشوكه".

110- "اللهم أعنا على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك" الحاكم 1/499 وصححه ووافقه الذهبي وهو كما قالا وهو عند أبي داود 2/86 والنسائي في السهو 3/53 أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى معاذاً أن يقولها في دبر كل صلاة.

111- "اللهم إني أسألك إيماناً لا يرتد، ونعيماً لا ينفذ، ومرافقة محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد" أخرجه ابن حبان (موارد) ص604 برقم 2436 عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفاً. ورواه أحمد عن طريق آخر 1/386،400 والنسائي في عمل اليوم والليلة رقم 869.

112- "اللهم قني شر نفسي، واعزم لي على أرشد أمري، اللهم اغفر لي ما أسررت، وما أعلنت، وما أخطأت، وما عمدت، وما علمت، وما جهلت" الحاكم 1/510 وصححه ووافقه الذهبي وأخرجه أحمد 4/444 وقال الحافظ في الإصابة: إسناده صحيح.

113- "اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين، وغلبة العدو، وشماتة الأعداء" أخرجه النسائي 8/265 وانظر صحيح النسائي 3/1113.

114- "اللهم اغفر لي، واهدني، وارزقني، وعافني، أعوذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة" النسائي 3/209 وابن ماجه 1/431 وغيرهما وانظر صحيح سنن النسائي 1/356 وصحيح ابن ماجه 1/226.

115- "اللهم متعني بسمعي، وبصري، واجعلهما الوارث مني، وانصرني على من يظلمني، وخذ منه بثأري" أخرجه الترمذي. وانظر صحيح الترمذي 3/188 وأخرجه الحاكم وصححه ووافقه 1/523.

116- "اللهم إني أسألك عيشة نقية، وميتة سوية، ومرداً غير مخز ولا فاضح" زوائد مسند البزار 2/422 برقم 2177، والطبراني، وانظر: مجمع الزوائد 10/179 قال: إسناد الطبراني جيد.

117- "اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لمن أضللت ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك، اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة، والأمن يوم الخوف، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب؛ إله الحق (آمين)" أحمد بلفظه 3/424 وما بين المعكوفين للحاكم 1/507، 3/23 - 24، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم 699 وصححه الألباني في تخريج فقه السيرة ص 284 وفي صحيح الأدب المفرد للبخاري برقم 538 ص259.

118- "اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني" مسلم 4/2072 - 2073 وفي رواية لمسلم "فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك" وفي سنن أبي داود قال: "فلما ولى الأعرابي قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد ملأ يديه من الخير" 1/220".

"... واجبرني وارفعني" انظر: صحيح ابن ماجه 1/148، وصحيح الترمذي 1/90.

119- "اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وارض عنا" الترمذي 5/326 برقم 3173، والحاكم 2/98 وصححه، وحسنه الشيخ عبد القادر الأرنؤوط في تحقيقه لجامع الأصول 11/282 برقم 8847.

120- "اللهم أحسنت خَلقي فأحسن خُلُقي" أخرجه أحمد 6/68، 155، 1/403 وصححه الألباني في إرواء الغليل 1/155 برقم 74.

121- "اللهم ثبتني واجعلني هادياً مهدياً" دل عليه دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لجرير رضي الله عنه. انظر البخاري مع الفتح 6/161.

122- "اللهم آتني الحكمة التي من أوتيها فقد أوتي خيراً كثيراً" قال سبحانه وتعالى: (يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا) (البقرة 269).

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..
بـقلـــم: أبي أنس
مَاجد إسلام البنكاني
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين.



جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.. - صفحة 2 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» جامع الدعاء.. أحكام.. آداب.. ثمرات.
» آداب الدعاء
» الباب الثالث في آداب الدعاء
» رمضانيات.. أحكام. فضائل. آداب
» الباب التاسع فيمن نهي عن الدعاء عليه وما نهي عن الدعاء به

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـرقـيــــة مـن الـكـتـــاب والسُّــنَّة :: جــامــــع الـدعـــــــــاء-
انتقل الى: