الأمــــن والإرهــــاب
===========
بعد بحث وتحرٍ داما عدة أشهر، ومتابعة وترقب استمرا عدة أيام، وملاحقة متواصلة عدة ساعات، وتبادل لإطلاق النار بضع دقائق، تمكنَّت القوة المكلفة بتلك المهمة من القبض على ذلك الخارج عن الشَّرع والعُرف، واقتياده إلى مقرها الرئيسي تحت حراسة مشدَّدة، وأعين يقظة، خشيةً من وجود أعوانٍ، ربما يسعون لتخليص رفيقهم من قبضة رجال الأمن بمداهمة تلك القوة، وإطلاق النار عليها، وقتل الجميع دون تفريق بين خصم وصديق، فهدفهم هو إسكات ذلك الرفيق المقبوض عليه بأية وسيلة كانت، حتى لو أدى بهم الأمر إلى قتله إن لم يتمكنوا من تخليصه.

ومع الحس العالي والعمل الاحترافي لتلك النُّخبة من رجال الأمن، والسير بطريقة حذرة ومدروسة، وصلت الفرقة لغايتها وأنزلت السجين، وأدخل غرفة التوقيف ليتسنَّى له التقاط أنفاسه، ومراجعة حساباته، والتَّمَعُّنْ بما آل إليه مصيره من شخص محترم ذي وظيفة جيدة، وسُمعة طيبة، إلى إنسان مختلف تحول بين عشيّة وضحاها إلى متهم مُطَارَدً موقوف خلف القضبان.

وفي صباح الغد تم عرض ذلك الموقوف على الضابط المكلف بالتحقيق في قضايا الإرهاب، وبعد أن استقبله بكل ودِّ، وحياه بكل احترامٍ، وأجلسه في الكرسي المخصص للمراجعين، باغته بسؤالٍ فيه من الاستفزازية الشيء الكثير، ومن التذكير والتنويه بفداحة ما قام به الليلة الماضية، وكان يتمنى أن يزيده ذلك السؤال حسرة وندامة على ما اقترفه من حماقة، طرح الضابط ذلك السؤال المباغت قبل أن يسأله حتى عن المعلومات الأولية التي تؤخذ من كل موقوف عند التحقيق معه كاسمه وعمره ومهنته.

سأله الضابط:
كم شخصاً تظن أنك قتلتهم مساء أمس، عندما كنت تطلق النار بطريقة عشوائية؟... لا أسألك عَمَّنْ قتلت من رجال الأمن الذين كانوا يقومون بملاحقتك. لكني أسألك عن الأشخاص الأبرياء الذين صادف مرورهم تعليق إصبعك على زناد الرشاش الآلي الذي كان بحوزتك، وكنت توجهه يمنة ويسرة، دون تفكير أو تخطيط حتى آخر طلقة منه.

وحينما لاحظ المحقق أن التأثر بدأ يأخذ نصيبه منه وبدأ يطرق رأسه للأرض دون إرادته.

قال بصوت عالٍ:
كم تظن عدد ضحايك ليلة البارحة؟
وهل ستسأل الله العفو والمغفرة على ما ارتكبته يداك في حق أولئك الأبرياء؟!
وهل ستقدر على مواجهة النساء اللاتي رمَّلْتَ، والأطفال الذين يتَّمت، وتطلب منهم العفو والصفح؟

لن أحدثك عن الأعمال التي اقترفت سابقاً، أو تلك التي ساهمت في تنفيذها من تخطيط ودعم، ولكني فقط أسألك قبل كل شيء عمَّا تسببت فيه خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية.

أعتقد أنكم تظنون أن التحقيق انتهى بإطراقة الرأس وعلامة الحسرة والندامة البادية على الوجه، ليس أنتم وحدكم مَنْ يعتقد ذلك، بل كان هناك اثنان من المحققين المبتدئين، يحضران الجلسة، بغرض الاستفادة، ظَنَّا كما ظننتم أن التحقيق انتهى، وأن المتهم سوف يُدلي بما لديه في الحال، ويعترف بارتكابه الخطأ، ويطلب الصَّفح، ويتعاون مع رجال التحقيق، ويرشدهم إلى بقية شُركائه.

ولكن الأمر مختلفٌ تماماً، والجميع مخطئ في تخمينه وتقديراته العاطفية، عدا المحقق المحترف المتمرس، الذي كان يعرف ما ترمز إليه كل حركة يقوم بها المتهم من إطراقة الرأس، إلى حركة الأرجل غير الإرادية، مروراً بنظرات العين وتقلباتها في أنحاء الغرفة، وحتى تشبيك الأصابع وتصنّع فرقعتها.

وبعد لحظات من الصمت رفع ذلك الشخص بصره وأخذ ينظر إلى المحقق ورأسه ما زال باتجاه الأرض.

وقال بصوت هادئ جداً:
أنا أعتبر نفسي قبل كل شيء داعية خير ولدي ثقة تامة أنّ الله سوف يغفر زلّـتي إن أخطأت ويأجرني على اجتهادي حتى لو لم أصب.

فرد عليه المحقق:
إن كنت كما تدَّعي أنك من دُعاة الخير والإصلاح فَلِمَ تحملون علينا السلاح؟!

فأجابه قائلاً:
إننا نحمل السلاح من أجل الدفاع عن أنفسنا.

فقال المحقق:
تدافعون عنها ضد مَنْ؟...
أخبرني مِمَّنْ تخافـون؟...
ومَنْ تخشون في مثل هذه المدينة التي لم ير معظم سكانها أياً من الأسلحة التي تستخدمون، بل إنكم تملكون أسلحة ثقيلة لا تُقْتَنَى من قِبَلِ مَنْ يريد أن يدافع عن نفسه، وكأنها جُلِبَتْ لأهداف أخرى غير الدعوة والإصلاح.

إنكم بطريقتكم هذه وإن كنتم تدعون العمل من أجل الدين والذَّبِّ عن حِيَاضِهِ فلستم كذلك، بل إنكم أبعد ما تكونون عن الدين وتعاليمه السَّمحة.

فهذا الدين، نقولها ونكررها دائماً، لا يدعو للعنف والشدة، بل يدعو للّين والرفق، وأنتم بتصرفاتكم تلك لا تمثلون الدين وهو منكم براء، وكما أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لا يزني الزَّاني حين يزني وهو مؤمن).

فإنّنا لا نكتفي بالقول إنكم لا تمثّلون سِوى أنفسكم الشقية، ولا تمتُّون للإسلام ومبادئه بصِلةٍ، حين تُرهبون إخوانكم الآمنين أو المُستأمنين.

بل أنكم بأفعالكم تلك تسيئون لنا ولديننا من حيث تعلمون أو لا تعلمون.

فقال ذلك المتهم:
إننا لم نفعل ما فعلناه إلا لأننا رأينا بعض المنكرات التي كان من الواجب التصدي لها؛ لأنَّ السَّاكت عن الحق شيطان أخرس، ونحن نقدر على الكلام، بل ونستطيع فعل ما هو أكثر من الكلام، فقد رأينا أن من واجبنا التدخل الفوري والقضاء على ما في هذا البلد من منكرات.

فسأله المحقق:
وما هي تلك المُنكرات التي تظن أنها تملأ البلد وتريد إزالتها؟

فقال:
هي كثيرة ولا حصر لها؟

فسأله المحقق:
أذكر لي واحدة فقط لأقتنع أنك على حق.

فأجابه:
خذ على سبيل المثال لا الحصر إدخال الكفار لجزيرة العرب، وتركهم يسرحون ويمرحون دون حسيب أو رقيب.

فقال المحقق:
لنفترض أن رأيك صحيح فهل تعتقد أنك الشخص المخول طردهم من بلادنا؟.
أليس هناك ولي أمر لا يجوز الخروج عليه؟
بل تجب طاعته والالتزام بأوامره وتنفيذها.

أليس الله -تعالى- يقول: "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" (الأنفال: 46).
أليس الخروج على ولي الأمر وعصيانه وعدم الامتثال لأمره معصية لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-؟.

ألا تظن أن وجود أولئك الفِئَةَ من المُستأمنين الذين قدموا لضرورة رآها ولي الأمر، ورأيت أنت أنها مفسدة ولم تكتف بالرأي بل حاولت إجبار الجميع على سماع صوتك واتّباع قولك بالقوة، وهذا ما لم يفعله أحدٌ من علماء الأمة المتقدمين أو المتأخرين؟.

ألا تظن أن ما سوف يحل بالأمة من فتن وويلات ومصائب ونكبات بسبب أفعالك أعظم وأشد وطأة مما تظنه مخالفاً لشرع الله؟

هل يسرُّك ويرضيك تفرُّق المسلمين وتشرذمهم؟
إن كان كل ذلك يرضيك ويسرك فسوف تجد مَنْ يتعامل معك بالطريقة التي تناسبك وتُخلّص الناس من شرورك، أمَّا إن كنت تتصرف بطريقة لا تدرك أبعادها، ولا تدري نتائجها، فهناك مَنْ يرشدك ويدلك إلى الطريق الصحيح، والصراط القويم، وكل ما نريده منك وأمثالك الصَّمت والاستماع لتوجيهات من هم أعلم منك.

نحن لم نجبرك أو غيرك على إتباع طريق محدَّد نخطُّه لك، ولكنا نوجهك إلى عدم سلوك طريق بعينه؛ لأنّ عواقبه مُهلكة، تفتك بالمجتمع كله فلا تُبْقِي أحداً إلا أذاقته ويلاتها.
يا أخي هل تظن نفسك أنصح لهذه الأمة وأخوف عليها من أولي الرأي والمشورة من علمائها؟
وهل تعتقد أنك سبقتهم وصرت أكثر منهم قُرباً إلى الله لسلوكك طريقاً لم يسلكوه؟
بل لو أنصتَّ وتدبرت ما يقولون لوجدتهم أشد الناس تحذيراً من مغبة الطريق الذي سلكت.

يا أخي عُدْ إلى الله ودع عنك حب النفس واتّباع الهوى والانتصار للذَّات، فوالله إن عيش الإنسان وحيداً منعزلاً كافّاً خيره وشره عن الناس، خيرٌ له من أن يأتي بِمِلْئِ الأرض أعمالاً وقُرُبَاتٍ، ولكنه كان يَسُبُّ ويؤذي ويسفك دماء الأبرياء، ويُكَفِّرُ ويلعن ويقدح ويطعن من تلقاء نفسه، ودون مسوغ شرعي.

والمشكلة فوق هذا كله اعتقاده أن عمله أحسن الأعمال، والله تعالى يقول: "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً" (الكهف: 103 - 104 - 105)، وأسال الله أن لا نكون منهم.

فقال ذلك الشخص:
إنكم تحاولون رمي مَنْ يقوم بالأمر بالمعروف والجهاد في سبيل الله بأقذع التُّهم وأسوئها، وتدَّعون أنهم مُخَرّبُونَ وإرهابيون وما هم كذلك، بل إنهم أناس صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم مَنْ ينتظر وما بدلوا تبديلاً.

أما أنتم وقد غيَّرتكم مظاهر الحضارة الغربية، وما جلبته لنا من فِسْقٍ وفُجُور من خلال القنوات الفضائية، وما نسمعه ونقرؤه من أتباعهم مِمَّنْ يتسمَّون بالإسلام وهو منهم بَرَاءٌ، بل هم منافقون مَرَدُوا على النفاق يتكلمون بمنطق يعجب السَّامع، ويجبره على الإصغاء لهم، وكلامهم سُمٌّ زُعَافٌ، ظاهره النُّصح والمشورة، وباطنه الكيد والخداع.

فقاطعه المحقق قائلاً:
دعني أوضح لك الصورة كي لا يختلط عليك وعلى غيرك الأمر، إنَّ كل مسلم يقرأ كتاب الله الكريم، ويتدبَّر آياته، يؤمن ويعلم علم اليقين أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحد أهم الدعائم التي يرتكز عليها هذا الدين، وما تميزت هذه الأمة عن غيرها من سائر الأمم إلا بهذه الركيزة.

وربنا -عزوجل- يقول في مُحكم التنزيل: "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ" (آل عمران: 110).

فتفضيلُنا على غيرنا يعود لتمسُّكنا بهذه العبادة العظيمة، ولكن أن تخلط بين ما تقوم به أنت وأتباعك من قتل للأبرياء، وسفك للدماء، بما يقوم به المنتسبون للأجهزة المعنية بهذا الأمر، فهو عين التضليل والتدليس، فمنهج أولئك قائم على قوله تعالى: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" (النحل: 125).

وقوله تعالى: "يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ" (لقمان: 17)، أي أنَّ أمرهم بالمعروف مقرون بالحكمة والصبر، وهما رئتا الدين ورأسه، أما طريقتك أنت ومَنْ هم على شاكلتك فهي بعيدة كل البعد عن ذلك، فلا أنتم اتبعتم طريقة الأنبياء عليهم السلام في الدعوة، ولا صبرتم حتى توضِّحُوا للناس ما تريدون.

أي أنّكم صعَّدتُم الأمُور دون أن يؤذيكم أحد، وبدأتم الهجوم، ولا تعترفون بالنَّهج الصحيح لهذا الدين إلا حين تنكشف سَوْأتُكُمْ، فتُحاولون دمج أنفسكم مع الخيّرين من الآمرين بالمعروف النَّاهين عن المنكر، ووضعهم معكم في خندق واحد، ثم تدعون أنَّ مَنْ يتعرض لكم فهو يعادي الإسلام وأهله، ويرفض أهم ركائزه، فأنتم بهذه الطريقة لم تقنعوا حتى عامة الناس بصواب رأيكم، ولا سَلِمَ منكم الدين حين أحدثتم به ثغرةً نفذ منها أعداء الإسلام وبدأوا يطعنون به من خلالها، ويشوهون مبادئه وينادون في كل مكان أن هؤلاء هم أتباعه والممثّلون له.

وفي تلك الأثناء يدخل أحد الجنود ويقترب من الضابط المحقق ويقول في أذنه كلاماً لم يسمعه أي من الموجودين.

وفجأةً يتغير وجه الضابط ثم يقول:
قل ما أخبرتني به بصوت عال ودع الجميع يسمعه، خاصةً مَنْ يدعي الانتماء لهذا الدين ويقتل الأبرياء باسمه.

فقال الجندي:
يا سيدي أريد إبلاغك أن المُلازم علياً أصيب برصاصة أثناء مطاردة الإرهابيين ليلة البارحة، وتوفي قبل قليل، بعد جهود مضنية بذلها الفريق الطبي المعالج محاولين إنقاذ حياته.

فقاطعهم المتهم وقد تغيرت ملامح وجهه وأصابه الكثير من الذهول قائلاً:
مَنْ يكون المُلازم علي هذا؟

فأجابه المحقق:
المُلازم علي هو أحد ضحاياك الذين قتلتهم البارحة.

فقال المتهم:
أسألك بالله أجبني مَنْ يكون المُلازم علي؟
هل هو ذلك الذي يعمل في المنطقة الخامسة؟

فأجابه المحقق:
نعم هو.

فأخذ المتهم يبكي ويصيح بأعلى صوته ذاك أخي!...
ذاك أخي آه ...
قتلت شقيقي يا ويلي!...
واستمر في ترديد تلك العبارات دون توقف.

فقال له الضابط:
الآن فقط أحسست بالنَّدم، قتلت ودمَّرت وخرَّبت وسفكت دماء الأبرياء، ولم يتحرَّك فيك ساكن، والآن تُقِرُّ بخطئك، كلّمناك وناصحناك وأفهمناك رُعُونَةَ تصرُّفاتك، ولم تُبَالِ بما نقول، وعندما فقدت شقيقك تحوَّلت نظرتك وأدركتك فداحة جُرْمِكَ، ناشدناك وطالبناك ورجوناك أن تَكُفَّ عن أفكارك فلم تنته، وحين تذوَّقت طعم فَقْدِ العزيز تراجعت وندمت ولات حين مَنْدَم.

والله لا أدري هل أعزي نفسي بفقد زميل؟
أم أعزي أمَّكَ بفقد اثنين من أبنائها أحدهما قُتِلَ بفعل الآخر؟
أم أعزي مجتمعاً بأكمله بخسارة اثنين من شبابه، الأول قتيل، والثاني منحرف؟
ولكن كل ما أقوله إنّا لله وإنا إليه راجعون.