تحفة الصبيان في تجويد القرآن
أبو البــــــــــــــــراء المصري
===============
مقدمــــــة
إن الحمد لله... نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده اللهُ فلا مضلَّ له، ومَن يٌضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران: 102).

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} (النساء: 1).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} (الأحزاب: 70-71).

أما بعد... 
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأن خير الهدى هدى نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم)، وأن شر الأمور محدثاتها، وأن كل محدثة بدعة، وأن كل بدعة ضلالة، وأن كل ضلالة في النار.

الحمد لله الذي مهَّد قواعد الدّين بكتابه المُحكم، وشيَّد معَاقِدَ العلم بخطابه وأَحْكَمَ، وفقَّهَ في دِينه مَنْ أراد به خيراً من عباده وفهَّم، وأوقف مَنْ شاء على ما شاء من أسرار مراده وألهَم، فسُبحان مَنْ حكم فأحكَم، وحَلَّلَ وحرَّم، وعرَّف وعلّم، علَّمَ بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم.

وبعد:
فَمِمَّا لا يخفى على مَنْ شمَّ رائحة العِلم الشَّرعي ولو من بعيد أن فائدة النَّظم أفضل بكثير من فائدة النَّثر، وهو آلة علميَّة قويَّة ومفيدة للطالب يسبر به معاني العُلوم الشَّرعية، والنَّظم بَحْرٌ زاخر خاض في لُجَجِهِ شيوخنا الأوائل والأواخر من أهل الكتابة والخطابة، ومهرة البراعة واليراعة، وأهل المغاصات الغامصة، والأذهان السَّائلة، والأقلام السيَّالة.

وذلك لأن المُتون الشَّرعية هي:
أداة كل فن ويستطيع الطالب أن يجمع شتات المادة العلمية في ذهنه بحفظ متن لها؛ لذا قالوا: "مَنْ حَفِظَ المُتُونَ حَازَ الفُنُونَ"؛ فَمَنْ أراد التَّبَحُر في العُلوم فليحفظ المُتُون؛ وذلك لأنها سهلة مختصرة، والنَّظم يكون مُحبباً للنَّفس لِقصره وسجعه وجمعه المادة العلميَّة، وما ذلك إلا تسهيلاً لطالب هذه العلوم على حفظها واستيعابها ومن ثَمَّ الغوص في معانيها, والوقوف على أسرارها.

ومن أهم هذه العلوم التي أفردت بالنَّظم: علم التجويد، ومن المعلوم: أنه مَنْ أراد أن يتعلّم أحكام التَّجويد فإن العُلماء يوصونه بحفظ منظومة (تحفة الأطفال) للإمام سليمان الجمزوري، ومنظومة (ابن الجزري) للإمام الجزري.

وهاتين المنظومتين من أشهر ما كتب في علم التجويد، وطالب علم التجويد لا يستغني عنهما في تعلم أحكام التجويد لأنهما مكملتان لبعضهما البعض، فإن في الأولى بعض أحكام التجويد التى لم تذكر وقد ذكرت في الثانية، وفي الثانية بعض أحكام التجويد التى لم تفصل وفصلت في الأولى، وهذا مما قد يسبب بعضاً من المَشَقَّةِ لطالب العلم.

لذلك فهذه منظومة (تحفة الصبيان في تجويد القرآن) نظمتها بفضل الله تعالى وبتوفيقه في أحكام التجويد، دامجاً فيها ما ورد من أحكام في نظمي (التُّحفة والمقدمة)، ذاكراً فيها ما لم يذكر في التُّحفة والمقدمة من أحكام التجويد.

وقد توخيت فيها الاختصار، وراعيت سهولة الأسلوب، وإيجاز العبارة، ووضوح اللفظ، ودقة التنسيق، كما ذكرت فيها بعض الأبواب المهمة لمَنْ أراد أن يستفيد أو يستزيد.

وقد قرأت هذا النظم في مجلس واحد على شيخي العلامة الشيخ/ متولي أحمد محمد عبد الرحمن مصطفي، مدرس القراءات وعلوم القرآن بالأزهر الشريف والمحاضر بمعهد إعداد الدعاة بالجمعية الشرعية، فأجازني فيه رواية وتعليماً، فبارك الله في عمره وجـــزاه الله عني وعن المسلمين خير الجزاء.

واللهَ أسأل أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجعله في ميزان حسناتي يوم ألقاه، وأن ينفع به الطلاب والدارسين حتى يتمكنوا من تلاوة كتاب الله تعالى على الوجه الذي يرضيه إنه سميع مجيب.

كما أهيب بكل مَنْ يقرأ هذا الكتاب ألا ينسانا من دعوة صالحة في ظهر الغيب حتى يقول له الملك: "ولك بمثل" وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، وصلى الله على حبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
*******************
تحفة الصبيان في تجويد القرآن Untitl15
المنظومــــــــــــــة

للهِ حَمْدي وَعَليهِ أعْتمِـــــــــــــــــــدْ
        فَهْوَ المُعِينُ وإليهِ المُسْتَنَــــــــــــــدْ
ثمَ الصلاةُ على النَّبِيِ المُصْطَفَـــي
        وَآَلِهِ وَصَحْبهِ ومن قَفَــــــــــــــــــيْ
وَبَعْدُ هذا النَّظْمُ للمُجِيـــــــــــــــــدِ
        في أحكامِ الترتيلِ والتَجْويـــــــــــدِ
سَهْلٌ يَسِيرٌ مُوجَزُ العِبــــــــــــــــــارةْ
        لِقَارِئِ القُرآنِ ذو المَهَــــــــــــــارةْ
أسْميتُهُ بِتُحْفَةِ الصِّبْيَــــــــــــــــــــانِ
        عن شيْخيَّ المِتْوَليِ ذو الإتْقَـــــــانِ
واللهَ أرْجو المَنَّ بِالإكْمَــــــــــــالِ
        مع الإخْلاص في هذا المَقَـــــــــالِ

علم التجويـــــــــد
قَبْلَ الشُّرُوعِ وَاجِبٌ مُحَتَّـــــــــــــــمُ
        للقارِئينَ أولاً أن يَعلَمــــــــــــــوا
الأخْذُ بالتَجْويدِ في القِــــــــــــــرَاءةِ
        حَتْمٌ لازِمْ لتصحيــــــــــحِ التلاَوَةِ

اللحــــــــــــن
لِبعْدِ خَطَاَ ظاهِرٍ أو مُخْتفــــــــــــــــيْ
        بلحنٍ واضِحٍ جليٍ أو خَفِــــــــــيِ

تعريف علم التجويد
لِلْحرفِ مِنْ إنْقَاصِهِ لِحَقِـــــــــــــــــــهْ
        كذا بخللٍ لِمُسْتَحَقِــــــــــــــــــــهْ
في مَخْرَجٍ أتَي أو في الصِّفَـــــــاتِ
        لِيلْفِظُوا بِأبينِ اللغَــــــــــــــــــاتِ

مراتب التــــــــلاوة
والأَصلُ في مَرَاتِبِ التِــــــــــــلاوَةِ
        تحقيقُ حَدْرٍ ثمَّ تدْويرٌ فَعِــــــــــيْ

أحكام النون الساكنة والتنوين
ثُمَّ لِتنوينٍ وَنُوُنٌ سَاكِنـــــــــــــــــــهْ
        أرْبَعُ أحكامٍ وَهَاكَ البينــــــــــــــةْ
إظهارٌ ادْغَامٌ إقلابُ إخْفَــــــــــــــا
        من الحروفِ ثبتَتْ لا تَخْفَـــــــــيْ
أوُّلها الإظهارُ الحَلْقِي مِــــــــــــــنْ
        سِتٌ من الحروفِ أتت يا فطِـــــنْ
مَجْمُوعُهَا هَمْزٌ فَغَينٌ خَـــــــــــــــــاءُ
        كذاكَ الهاءُ ثمَّ عَينٌ حَـــــــــــــاءُ
ثمَ إِدْغَامُ يَرْمَلونَ قدْ وَقَـــــــــــــــعْ
        فيهِ بِغُنَّةٍ وقِسْمٌ قد مَنَـــــــــــــــعْ
أولاهُمَا بِنَقصِ إدغامِ أتَـــــــــــــي
        فيهِ بِغُنَّةٍ بِينْمو يا فَتَــــــــــــــــي
وَاحْذرْ لِبنيانٍ أو دُنيا أنْ تُغَــــــنْ
        وصنوانٍ وقنوانٍ فأظْهِـــــــــرنْ
ثمَّ ادْغِمْ كَامِلاً بغيرِ غُنَّــــــــــــــــــهْ
        في اللامِ والرَّا ثمَّ طبِّقَنــــــــــــهْ
ثمَّ إِقْلابُ مِيمَاً عِندَ الْبَــــــــــــــــاءِ
        فيهِ بِغُنهِ مَعَ الإخْفـــــــــــــــــاءِ
والرَّابِعُ الإخْفَاءُ في بَاقِيهَـــــــــــا
        حُرُوفُهُ قد حُقِقَتْ فَعِيهَـــــــــــــاْ

الغنــــــــــــــــة
وَصوتُ غُنَّةٍ من الخَيشـــــــــــــــومْ
        لا من اللسانِ مخرجاً تَـــــــدومْ

أحكام النون والميم المشددتين
ثمَّ لِمِيمٍ أو لِنُونٍ شُـــــــــــــدِدَتْ
        بِغُنهِ كِلاهما تَأصَّلَــــــــــــــــتْ

أحكام الميم الساكنة
وَبَعْدُهَا أحْكَامُ مِيمٍ سَكَنَــــــــتْ
        أحْكَامُهَا ثَلاثَةٌ قد ثَبَتَــــــــــــتْ
أولاهُمَا إِدْغَامُهَا بِمثلِهَــــــــــــــا
        إدْغَامُ مِثْلَيْنِ صَغِيرٍ اسْمُهَـــــــا
ثم إخِفَاءُ شَفَويٍ قد عُلِـــــــــــــمْ
        لأهلِ الفَنِ عِندَ الباءِ قد لَـــــزِمْ
وأظْهِرَنَّ مِيمَاً في البَقِيـــــــــــــــهْ
        حُرُوفُهَا وَسَمِّهَا شَفْويــــــــــــهْ
ثمَّ انْتَبِهْ لِقُرْبِ وَاوٍ أو لـِ فَـــــــــــا
        من مَخْرَجٍ مُتَحِدٍ أنْ يُخْتَفَــــــــا

أحكام المــــــــــــــدود
ثمَّ يَلِيْ أحْكَامُ مّدٍ انْحَصَــــــــرْ
        طبيعيٌ وَفَرْعيٌ قد اقْتَصَــــــــرْ

المد الطبيعي
أوُّلُهُ مَداً طَبِيعِياً بِـــــــــــــــــــــــلا
        سَبَبْ لهُ في مَدِّهِ قد انْجَـــــــــلا
حُرُوفُهُ أتتْ وَايٌ وشرْطُهَــــــــا
        فتحٌ وَكَسْرٌ قبلُهُ وَضَمُّهَـــــــــــا
وَحُكْمُ المَدِ فِيهِ فَرْضٌ وَاجِبُ
        لِمَنْ تلا بِحَرْكَتَينِ قــــــــــــدْرُهُ
أقسَامُهُ أربَعَهٌ لِمَنْ تَــــــــــــــــــلا
        عِوضْ ثمَّ حَرْفِيُ تَمْكِينٌ صِــــلهْ
تعْويضُهُ عن التنوينِ بِالألِـــــفْ
        في حَالِ نَصْبِهِ مَوقُوفٌ ع الألفْ
حَرْفِيُهٌ مَا في أوائلِ الســــــــــورْ
        حُرُوفُهُ أتت في لَفْظِ حَيْ طَهَـــرْ
ثمَّ تمْكِينُ وَاوِ أوْ ياءِ تُعَـــــــــــدْ
        من بعدِهَا أو قَبلِها أتتْ فَمِــــــدْ
ثمَّ لِمَدُ الصِّلَةِ الصَّغِيــــــــــــــرةْ
        هاءُ الضَّمِيرِ الزَائِدةْ القَصِيــرةْ

المد الفرعــــــــــي
والآخرُ الفَرْعيُ قِسْمَـــانٍ أتَي
        بِجَمْعِ هَمْزٍ أو سُكُونٍ قد بَــــدَا
أولُهُ كان لهُ الهَمْزُ سَبَــــــــــبْ
        أحكامُهُ أتتْ ثلاثٌ يــــــا أَرِبْ
أولاهُمَا مَدٌ وَاجِبٌ مُتَصِـــــــلْ
        في كلمةٍ من بعدِ هَمْزٍ اتَّصـــلْ
ثانِيهُمَا مَدٌ جَائِزٌ قدْ فُصِـــــــــلْ
        فيهِ بِكلمتينِ وهو المُنْفَصِـــــلْ
وَمِنْهٌ مَدُ الصِّلةِ الكبيــــــــــــــــرْ
        من بَعْدِ هَمزَةٍ هَاءُ الضميـــــرْ
وثالثُ أنْوَاعِهِ مَدُ البَــــــــــدَلْ
        في ءَامَنوا مِثالُهُ كذا نُقِـــــــلْ
ثمَّ آخِرُ أنواعِ المُـــــــــــــدُودْ
        ما للسُّكُونِ من سَبَبْ يَعُــــودْ
أقسامُهُ بِلازِمٍ يَكــــــــــــــــــــونْ
        ثمَّ يَلِيهِ عَارِضُ السكُـــــــونْ
أولُهُ إن عَارَضَ التَّسْكِيــــــــــنْ
        وَقْفَاً كَتؤمِنونَ نَسْتَعيـــــــــنْ
ثانيهُمَا أقسَامُ مَـــــــــــــدٍ لازِمِ
        بِكِلْمِيٍ وَحَرْفِيٍ في أَرْبَــــــعِ
مُخَفَّفٌ مُثقلٌ كِلاهُــــــــــــــــمُ
        مُقَدَّرٌ لِلَازِمٍ إِشْبَاعُــــــــــــهُ
وَمَدُ كِلْمِيٍ مُثقلٍ ثَبَـــــــــــــتْ
        في كِلْمَةٍ من بعدِ مَدٍ شُــدِدَتْ
وَمَدُ كِلْمِيٍ مَخَـــــــــفَّفٍ إذنْ
        في كلمة مِنْ بَعْدِ مَدٍ قد سَكَنْ
وَمَدُ حَرفيٍ وذا قد اقتَصَــــــرْ
        حُرُوفُهُ أتتْ في أولِ الســورْ
مَجْمُوعُهَا وفي ثمَانيهْ تُخَصْ
        حُرُوفُهُ جُاءتْ في كَمْ عَسَلْ نَقَـصْ
والحَرْفِيُ المُثقلُ فَأدْغِمَـــــنْ
        والْحَرْفِيُ المُخَفَّفُ فَأظْهِــــــــــرَنْ

أحكام المخــــــــــارج
ثم يَلِيهِ أحْكَامُ المَخَــــــــارِجِ
        عَلَى مَذَاهِبٍ ثَلاثةٍ تَجِــــــــــــــي
لديهمُ أصْحٌّهَا ابنُ الجَـزَرِي
        وَحَصْرُهَا في سَبْعَهٍ وَعَشَــــــــــرِ
وَهْوَ الآنَ الذي عليهِ قدْ جَـرَتْ
        أقسَامُهَا في خَمْسةٍ قد وُزِّعَـــــــتْ
الجَوْفُ ثمَّ الحَلقُ واللِسَـــــــانْ
        كَذلكَ الخَيشُومُ وَالشَّفَتَــــــــــــــانْ
أوَّلُهَا لمَخرجِ الجَوْفِ عُــــــرِفْ
        حُرُوفُهُ وَاوٌ وَيَاءٌ وَألِــــــــــــــــفْ
ولِلْحَلقِ ثلاثُ مَخرجٍ ثبَــــــتْ
        وَذَا حُرُوفُهُ في سِتهٍ أَتَــــــــــــــتْ
حُرُوفُهُ هاءٌ فعينٌ حـــــــــــــــاءُ
        كَذَاكَ الهَمْزُ ثمَّ غَيْنُ خَــــــــــــــاءُ
والشفتانِ باثنتينِ أكْمَـــــــــــلا
        مِيمٌ وباءٌ ثمَّ وَاوٌ ثمَّ فَــــــــــــــــــا
ثمَّ لِسانٌ جَا بمَخْرجٍ عَشَــــرْ
        أتي حُرُوفُهُ ثمَانِيهْ عَشَــــــــــــــرْ
قافٌ وكافٌ جيمٌ شينٌ ثم طَا
        صَادٌ وَسينٌ لامٌ ضَادٌ ثمَّ ظَــــــــــا          
ياءٌ ونونٌ ثمَّ ذالٌ ثمَّ تَـــــــــــاءْ
        رَاءٌ وَزَايٌ ثمَّ دالٌ ثمَّ ثـــــــــــــــاءْ
وَصَوتُ غُنةٍ من الخيشُــــــــــــومْ
        مُرَكَباً في النونِ ثمَّ المِيـــــــــــــــمْ

أحكام الصفـــــــــات
ثمَّ يَليهِ أحكامُ الصِّفَــــــــــــــــاتْ
        ممْيزاً لأحرفِ الهِجَـــــــــــــــــاةْ
حُرُوفُهُ صِفَاتُهَا سَبْعَ عَشَــــــــــــــــــرْ
        وَهْوَ الذي عَليهِ الكلُ قدْ أشَـــــــرْ
فالهَمْسُ ضِدُ الجَهْرِ عِندهمْ ثبَتْ
        مَهْمُوسُهَا فَحَثهُ شَخْصٌ سَكَــــــتْ
وبينَ شِدَهٍ وَرِخوِ لِنْ عُمَـــــــــــــرْ
        شدِيدُهَا أجِدْ قَطٍ بَكَتْ حُصِــــــــرْ
ثمَّ اسْتِعْلاءُ في خُصٍ قُظٍ ضَغَــطْ
        وَبِاسْتِفَالٍ ضِدَهُ أتَي فَقَـــــــــــــطْ
وإطْبَاقٌ في ظاءٍ طاءٍ صادٍ ضـادْ
        وَبِانْفِتَاحٍ في بَاقِيهَا قدْ أفَـــــــــــادْ
وَفِرَّ مِنْ لُبٍ لديهمْ أُزْلِقَــــــــــــتْ
        وَضِدُهُ في غيرِهًا قدْ أُصْمِــــــتَـتْ
صَفِيرُهُ صادٌ وسِينٌ انْجَــــــــــــــلا
        زَايٌ أمَّا لِقُطْبِ جَدٍ قلْقَلَـــــــــــــهْ
ثمَّ لِشِينٍ وَصْفُهًا التَّفّشِّيَـــــــــــــــا 
        ثمَّ لِصِفَهِ الرَّاءِ فَكَــــــــــــــــرِّرَا
وَلِينُ واوٍ ثمَّ ياءٍ فاعْرِفَــــــــــــنْ
        وَاللامُ وَالرَّا بانحرافٍ فَافْهَمَــــنْ
ثم آخِرُ ما جَا في الصفَـــــــاتِ
        أنِ اسْتَطِلْ ضَادَاً فِيمَا قدِ يَـــــاتِ

التفخيم والترقيـــــــق
كذا التفخِيمُ وَتَرقِيقُ أحرفِ
        كِلاهُما من ذي صِفَاتِ الأحْـــرُفِ
كلُ اسْتِعْلاءٍ للحروفِ فَخَّمَـنْ
        كُلُّ اسْتِفَالٍ للحُرُوفِ رَقَّقَـــــــــنْ
إلا الألِفْ فَمُتَّصِلْ بما سَبَــــقْ
        وّغُنَّهُ مُتصِلهْ بِمَا لَحَــــــــــــــقْ
واللهُ فخِّمْ بَعْدَ ضمهٍ لا كَسْـــرْ
        وَبَعْدَ فتْحَهٍ كَمِنَ اللهِ يِسْــــــــــرْ
والرَّاءِ فخمْ حَالَ الفتحِ أو بِضمْ
        أو سَكَنَتْ فِي وَسْطِ أول الكَلِـــمْ

أحكام الإدغـــــــــام
وبعدُهُ أحْكَامُ إدغامٍ أتَـــــــــــــتْ
        أقْسَامُهُ في أرْبَعٍ قد ثَبَتَــــــــــتْ
أوَّلُهُ الْمِثلَينِ وَهْوَ مَا اتَّفَـــــــــــــــقْ
        في مخرجٍ وَصِفَهٍ قدْ الْتَحَـــــــقْ
وإنْ يَكونَ في المخارجِ اقْتَـــرَبْ
        لا في الصفَاتِ فَهْوَ ذا بِالمُقْتَـرِبْ
وإن يَكونَ اتفَقَا في مَخرَجَـــــــــــا
        لا صِفَهً فَمُتَجَانِسَيْـــــــــــــنِ جَا
إنْ في الصفَاتِ والمخارجِ اخْتلفْ
        مُتْبَاعِدَانِ عِنْدَهُمْ وَقدْ عُـــــــرِفْ

حكـــــــــم لام أل
ثمَّ يَلِيِهِ بَعْدُ حُكْـــــــــــــــــــمِ لامِ ألْ
        قمْرِيةٌ شَمْسيةٌ أتَتْ فَقٌـــــــــــــلْ
قمْرِيهٌ إنْ أظْهِرَتْ وَرَمْـــــــــــــــــــزُهُ
        من ابْغِ حَجَّكَ وَخَفْ عَقِيمَــــــــهُ
ثانيهُمَا الإدْغَامُ في البَقِيـــــــــــــــــهْ
        مِنْ أحْرُفٍ وَسَمَّهَا شمْسِيـــــــــةْ
وَأظْهِرنَّ لامَ أمْرِ إنْ ثبَــــــــــــــــتْ
        كذلكَ لِلامِ الاِسْمِ قدْ جَــــــــــرَتْ
وَلامَ فِعِلٍ أو لِحَرْفٍ قدْ وَقَـــــــــــــع
        بِرْا مِنْ بَعْدِهِ فأدغمْ بَلْ رَفَــــــــعْ

حكم النبـــــــــر
والنَّبْرُ ضَغْطٌ على حرفٍ شُـــدِدَتْ
        وَقْفَاً وبَعْدَ لازِمٍ تَأصَّلَــــــــــــتْ

حكم الروم والإشمــــــام
وَعِنْدَ الوَقْفِ جِا بِكَسْرٍ أوْ بِضَـــــمْ
        فَحَاذِرْ أنَ تُحَرِّكْ إلا أنَ تَــــــرُمْ
وَصِفَةُ الإشْمَامِ إطْباقُ الشفَـــــــاهْ
        أتي في مَضْمُومٍ والأعْمَي لا يَرَاهْ

همزة الوصل والقطـــــــع
وَحُكْمُ هَمْزَهٍ بوصلِ قد أتَـــــــتْ
        في أولٍ وَعِنْدَ الوصْلِ سَقَطَـــــتْ
تَأتيِ بضمِ عِنْدَ ادْعُوا ارْكُضُـــــوا
        ثم بِكَسْرٍ في افْتِرَا انْقَلَبُـــــــــــوا
واكْسِرْ في اثنينِ ثمَّ ابنِ امِرِئِ وَفِي
        ثمَّ اثنَتَينِ وَاسْمَ ابْنَتَ امْــــــــــرَأهِ

حكم الوقف والابتـــــــداء
ثمَّ أخِرْهُ حُكْمُ وقفٍ وَابْتِـــــــــــــــدا
        أقسَامُهُ أتتْ في أرْبَعٍ بَـــــــــــــدَا
تامٌ إنْ لمْ يُعَلقْ مُطْلقاً فَسَـــــــــــــــــمْ
        مِثَالُهُ فلا يَحْزُنْكَ قوْلُهُـــــــــــــــمْ
والثانِيِ كافٍ إذْ مَعْنَىَ فَقط أَتَــــــــمْ
        مَقَبَحٌ أتي بِمَعْنَي لمْ يَتِــــــــــــــــمْ
ثمَّ حَسَنْ وَهَذا قدْ تَعَلقَــــــــــــــــــــــا
        لفْظَاَ وَمَعْنَى بِاثنَتِينِ حُقِقَـــــــــــــا

الخاتمــــــــــــــــة
وَتَمَّ النَّظْمُ بفَضْلِ اللهِ الْعَلِــــــــــــــــي
        في ثانِي عَشْرٍ مِنْ رَبِيِـــــــعِ الأولِ
في عَامِ ألْفٍ وأرْبُعْمَائةٍ مَضَــــــــــتْ
        بَعْدَ أرْبَعٍ وَثلاَثِينَ جَــــــــــــــــرَتْ
فالحَمْدُ للهِ على تَمِامِــــــــــــــــــــــــهِ
        ثمَّ صَلاةٍ وسلامٍ دَائِــــــــــــــــــــمِ
عَلَى النبيِ وَءَالِهِ وَصَحْبِـــــــــــــــــهِ
        وَمَن تبَعْ لِهَدْيِهِ وَدَرْبِـــــــــــــــــــهِ