منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الفصل الثاني: ابن الجزري بين الشيوخ والتلاميذ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

الفصل الثاني: ابن الجزري بين الشيوخ والتلاميذ Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الثاني: ابن الجزري بين الشيوخ والتلاميذ   الفصل الثاني: ابن الجزري بين الشيوخ والتلاميذ Emptyالسبت 16 يناير 2016, 1:06 am

الفصل الثاني: ابن الجزري بين الشيوخ والتلاميذ
تمهيد:
ما كان ابن الجزري لينال تلك الشهرة العلمية العالية والمكانة السامية بين علماء عصره ومَنْ جاء بعدهم إلا لكونه جمع ما عند شيوخ زمانه من قراءات وأسانيد -على تباعد أقطارهم وافتراق أمصارهم-... فاجتمع عنده ما لم يجتمع عند غيره.

ولكونه كان غزير العلم كثير العطاء, كان لا يدخل مصراً إلا وتهافت عليه الطلبة والتلاميذ من كل حدب وصوب للقراءة والسماع عليه، فكثر مَنْ أخذ عنه.

ومن خلال هذا الفصل سنبين أهم شيوخه الذين تلقى عنهم وأهم تلاميذه الذين أخذوا عنه ورحلاته العلمية التي كان فيها بين التعلم والتعليم، ولا يسعنا أمام كثرة التلاميذ والشيوخ والرحلات وصعوبة عدِّهم وحصرهم إلا أن نتحدث عن أشهرهم وأهمهم مبرزين مدى استفادة ابن الجزري من شيوخه ومدى استفادة تلاميذه منه.

المبحث الأول: شيوخ ابن الجزري
تتلمذ الإمام ابن الجزري على علماء الشام ومصر والحجاز واليمن... فأخذ عنهم القراءات إفراداً وجمعاً بمضمن كتب كثيرة كالشاطبية والتيسير والكافي والعنوان والتذكرة وغيرها من مهمات كتب القراءات، كما سمع الحديث عن جماعة من أصحاب  الدمياطي والأبرهوقي وعني بالفقه واللغة والبيان والتاريخ... وكـان -رحمه الله- لا يسمع بمقرئ يمكنه الوصول إليه إلا رحل إليه ولقيه وقرأ عليه ما استطاع فكثر شيوخه وصعب حصرهم وعدهم.

ولذا فإن حديثنا سيقتصر على أهمهم مصنفينهم على الأصناف التالية:
المطلب الأول: شيوخه في القراءات
أعني بهؤلاء جملة الشيوخ الذين قرأ عليهم القراءات كلها أو بعضها أو تلقى عنهم كتب القراء أو بعضها.

وأغلب هؤلاء قد ترجم لهم ابن الجزري في طبقاته وهم:
1- إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن فلاح بن عنايم الإسكندري: ولد بدمشق سنة أربع وتسعين وستمائة وتوفي بها سنة ثمانين وسبعمائة، تلقى عنه ابن الجزري كتاب الكامل في القراءات العشر للهذلي والشاطبية وذلك بالجامع الأموي.

2- إبراهيم بن عبد الله أبو إسحاق الحموي: توفي سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة كان أعلم الشيوخ بالتجويد ودقائقه أخذ عنه ابن الجزري علم التجويد وقرأ عليه القراءات السبع جمعاً.

3- أحمد بن إبراهيم بن داود بن محمد المنبجي المعروف بابن الطحان ولد سنة اثنتين وسبعمائة وتوفي سنة اثنتين وثمانين، لم ينتفع الناس بقراءته وقرأ عليه الجزري ربع القرآن بقراءتي ابن عامر والكسائي وجمع عليه الفاتحة وأوائل سورة البقرة بالقراءات العشر، وأجازه بعد استئذانه ولم تكن عادته.

4- أحمد بن إبراهيم بن محمود بن أحمد الصالحي الشيرجي المعروف بالمعصراني بقي حتى سنة أربع وثمانين وسبعمائة تلقى عنه ابن الجزري كتاب الروضة في القراءات الإحدى عشر للمالكي قراءة عليه بمنزله بخطة السبلية بسفح قاسيون بدمشق.

5- أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن عمر بن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي توفي سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة ثقة أصيل قرأ عليه مفردة يعقوب لأبي القاسم بن الفحام بسنده إلى المؤلف.

6- أحمد بن الحسن بن محمد السويداوي المصري توفي سنة أربع وثمانمائة بمصر مسند خير صالح، قرأ عليه ابن الجزري كتاب التيسير للداني والتلخيص لأبي معشر الطبري وسمع عليه الهادي لابن سفيان والتجريد لابن الفحام.

7- أحمد بن الحسين بن سليمان بن فزارة أبو العباس الكفري قاضي قضاة دمشق وهو إمام كبير ثقة صالح ولد سنة إحدى وتسعين وستمائة، قرأ عليه القراءات.

قال ابن الجزري:
"..وكان أجل مَنْ قرأت عليه تصدَّر للإقراء...".

8- أحمد بن رجب بن الحسن بن محمد السلامي أبو العباس البغدادي نزيل دمشق توفي سنة خمس وسبعين وسبعمائة بدمشق.
 
قال ابن الجزري:
"قرأت عليه بعض القرآن بالقراءات وكثيرا من كتب القراءات".

9- أحمد بن محمد بن الحسن بن عمر الفيروز أبادي الأصل ثم الصالحي الحنبلي المعرف بابن علش البنا المهندس كان شيخاً صالحاً كثير التلاوة صحيح السماع توفي سنة إحدى وسبعمائة، تتلمذ عليه ابن الجزري فقرأ عليه كتاب الكفاية في القراءات الست لسبط الخياط  وكتاب المبهج للسبط أيضاً.   
 
10 - أحمد بن محمد بن الخضر بن مسلم بتشديد اللام، يُعرف بشهاب الدين الصالحي ولد سنة ست وسبعمائة وكان قد صنف ودرس وأفتى وتوفي سنة ثمانين قرأ عليه ابن الجزري كتاب المستنير في القراءات العشر لابن سوار وذلك سنة إحدى وسبعين.

11- أحمد بن محمد الأصبحي العنابي النحوي نزيل دمشق قدم من القاهرة توفي سنة ست وسبعين وسبعمائة، قرأ عليه ابن الجزري كتاب الإقناع في القراءات السبع لأبي جعفر الغرناطي.

12- أبو بكر بن أيد غدي بن عبد الله الشمسي الشهير بابن الجندي شيخ مشايخ القراء بمصر وهو أستاذ كامل ثقة مؤلف ولد سنة تسع وتسعين وستمائة بدمشق ألّف كتاب: البستان في القراءات الثلاث عشرة، وشرحاً للشاطبية توفي بالقاهرة سنة تسع وستين وسبعمائة، قرأ عليه ابن الجزري القراءات الثلاث عشرة بمضمن كتابه البستان عدا قراءة الحسن البصري فوصل حتى قوله تعالى: "إن الله يأمر بالعدل والإحسان" فمرض الشيخ ومات.

13- أبـو بكر بن محمـد بن أبـي بكر بـن الأعزاري الصالحي مقرئ صالح توفي سنة أربع وثمانين وسبعمائة، قرأ عليه ابن الجزري كتاب الكنز في القراءات العشر للواسطي.

14- حسن بن أحمد بن هلال بن فضل الله الصرخدي الأصل ثم الدمشقي الشهير بابن هبل الصالحي ولد سنة ثلاث وثمانين وستمائة وتوفي سنة تسع وسبعين وسبعمائة.

قال ابن الجزري:
"قرأت عليه الغاية في القراءات العشر لأبي العلاء الحافظ... وقرأت عليه التيسير (بإسناد عال غريب) وسمعت عليه أكثر سنن البيهقي والحلية لأبي نعيم وكثير من المعجم الكبير للطبراني وغير ذلك".

15- الحسن بن عبد الله السروجي الدمشقي ولد قبل السبعمائة ونوفي سنة أربع وستين وسبعمائة بالطاعون، وهو من أوائل شيوخ ابن الجزري وكان شيخاً لوالده.

قال ابن الجزري:
"... شيخي وشيخ والدي.. لقن والدي القرآن ثم إنه بقي حتى صرت مراهقاً فجعل يتردد إليَّ فحفظت عليه الشاطبية إلى أواخر الإدغام، وهو الذي عرفني الرموز والاصطلاح وقرأت عليه بحرف أبي عمرو إلى آخر المائدة في سنة ثلاث وستين".

16- الحسن  بن محمـد بن صالــح النابلسي الحنبلـي المصري إمام فقيه سكن القاهرة وقرأ عليــه ابن الجـزري القــراءات العشر جمعاً إلى قوله تعالى: "وهم فيهـا خـالدون" بالبقرة، وبمضمن كتاب الإرشاد لأبي العز القلانسي حتى آخر سورة المائدة وذلك في شعبان إحدى وسبعين وسبعمائة.

17- عبد الرحمان بن أحمد بن علي بن المبارك الواسطي أبو محمد البغدادي ثم المصري المولد والدار والوفاة وسنة اثنتين وسبعمائة بارع في القراءات والعربية والفقه، له تصانيف شتى في فنون مختلفة منها شرح للشاطبية وانتهت إليه مشيخة الإقراء بالديار المصرية، توفي سنة إحدى وثمانين وسبعمائة، قرأ عليه ابن الجزري القراءات جمعا ختمتين بمضمن الشاطبية والتيسير والعنوان في سنة تسع وستين ثم رحل إليه ثانية فقرأ عليه ختمة أخرى بمضمن كتب شتى بالقراءات الثلاث عشر وذلك سنة إحدى وسبعين وأسمع عليه بعض أبنائه.

18- عبد الله بن محمد بن عبد الله بن خليل العثماني القرشي الأموى العسقلاني نزيل القاهرة ولد بمكة سنة أربع وسبعين وستمائة وتوفي سنة سبع وسبعين وسبعمائة.

قال ابن الجزري:
"...فسمعت منه كثيرا بقراءته.. ولم يتفق لي قراءة الشاطبية عليه ولا شيء من القراءات ولو قصدت ذلك لما منع".

19- عبد الوهاب بن محمد بن عبد الرحمان بن يحي القروي الإسكندري ابن السلار أبو محمد إمام مقرئ محقق كامل عارف صالح ولد سنة ثمان وتسعين وستمائة وظل في الإقراء حتى انفرد بالتلاوة, وولي المشيخة الكبرى بدمشق وكان منقطع القرين جامع لعدة فنون، وتوفي سنة ثمان وثمانين وسبعمائة قرأ عليه ابن الجزري بمضمن عدة كتب.

قال الجزري:
"..وهو أول شيخ انتفعت به ولازمته وصححت عليه الشاطبية وتلوت عليه ختمة بقراءة أبي عمرو البصري فأجازني وأنا مراهق دون سن البلوغ وختمت عليه بقراءة حمزة و قصدت الجمع عليه فمنعني لسوء الوسائط. فقرأت عليه لنافع وابن كثير جمعاً إلى أواخر سورة الرعد ورأيت الأمر يطول علي فانقطعت عليه لذلك وغيره.

20- عمر بن الحسن بن مزيد بن أميلة بن جمعة أبو حفص المراعي الأصل الحلبي الدمشقي رحلة زمانه في علو الإسناد ولد سنة ثمانين وستمائة كان خيّراً ثقة صالحاً انفرد بكثير من مسموعاته توفي سنة ثمان وسبعين وسبعمائة، قرأ عليه أبن الجزري كثيرا من كتب القراءات بإجازته من شيوخه ومن ذلك كتاب الإرشاد وكتاب الكفاية وكتاب الغاية وكتاب السبعة وكتاب المصباح.

21- محمد بن أحمد بن علي بن جابر الهواري أبو عبد الله الأندلسي إمام بارع خرج من الأندلس حاجا سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة وتوفي بحلب سنة ثمانين قرأ عليه ابن الجزري عدة كتب منها كتاب التيسير في أوائل سنة إحدى وسبعين.

22- محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن جامع أبو المعالي بن اللبان الدمشقي أستاذ ضابط محرر ولد سنة خمس عشرة وسبعمائة طلب القراءات وأتقنها فأقبل على الإقراء فلم يكن في زمانه أحسن استحضاراً منه للقراءات وولي مشيخة الإقراء بالدار الأشرفية و بجامع التوبة والجامع الأموي وبتربة أم الصالح بدمشق لأن من شرطها أن يكون أعلم شيوخ البلد بالقراءات فقد كان أحق بها من غيره، وتوفي سنة ست وسبعين وسبعين وسبعمائة، قرأ عليه ابن الجزري القرآن الكريم كله بمضمن عدة كتب من مؤلفات القراءات منها مفردة يعقوب وجامع البيان والعنوان...

23- محمد بن رافع بن هجرس بن محمد بن شافع أبو المعالي بن جمال الدين السلامي الأصل المصري ثم الدمشقي ولد سنة أربع وسبعمائة كان مقرئا ثقة له معرفة بالعالي والنازل من روايات القراءات وبأسماء الرجال المتأخرين وضبط المؤتلف والمختلف توفي سنة أربع وسبعين، سمع عليه ابن الجزري كثيراً من مروياته في القراءات كما قرأ عليه الشاطبية.

24- محمد بن صالح بن إسماعيل المقرئ شيخ الإقراء بالمدينة المنورة الثقة الصالح العارف الخير انتهت إليه القراءة علوا بالحجاز توفي سنة خمس وثمانين وسبعمائة، قرأ عليه ابن الجزري القراءات جمعا بمضمن كتاب الكافي إلى قوله تعالى: "إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما بعوضة..."، وذلك سنة ثمان وستين بالمدينة الشريفة بين الروضة والمنبر.
 
25- محمد بن عبد الرحمان بن علي ابن الصانع الحنفي المصري شمس الدين، ولد سنة أربع وسبعمائة بالقاهرة ولم يكن في زمانه حنفي أجمع للعلوم منه ولا أحسن ذهنا وتدقيقا وفهما وتقريراً وأدباً.

ورحل إلى دمشق فتصدر للإقراء بالجامع الأموي و توفي سنة ست وسبعين وسبعمائة ولم يخلف بعده مثله، قرأ عليه ابن الجزري ختمة بالقراءات السبع بمضمن الشاطبية والتيسير والعنوان في سنة تسع وستين، ثم رحل إليه سنة إحدى وسبعين فقرأ عليه القراءات السبع والعشر بمضمن عدة كتب، وكان ذلك ليلاً حيث لم يكن ليتفرغ له نهاراً.

26- محمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله المقدسي الصالحي الحنبلي الشهير بابن المحب الصامت، ولد سنة اثنتي عشرة وسبعمائة وكان لا يكلم أحدا لذلك قيل له الصامت انتهى إليه الحفظ في زمانه رجالا ومتنا ومعرفة بالأجزاء ورواتها توفي سنة تسع وثمانين وسبعمائة وكان يأتي إلى بيت ابن الجزري فيسمعه ويسمع أهله وأولاده.

وقال فيه ابن الجزري نظماً:
شيخـي إمــام حـافظ حجة
ذو ورع حبر رضي قانت
محـدث الأفـاق مـع صمته
فاعجب لهذا المحدث الصامت

قرأ عليه ابن الجزري كتاب التجريد وسمع منه كثيراً من مسموعاته وقرأ عليه كثيراً من الكتب في القراءات.

27-    محمد بن عبد الله الصفوي الساعاتي الصوفي الدمشقي أبو عبد الله، ولد سنة أربع وتسعين وستمائة بدمشق وكان رجلاً خيراً ديناً ثقة توفي سنة ست وستين وسبعمائة، عرض عليه ابن الجزري الشاطبية ونونية السخاوي  في التجويد وكتاب الغاية بقراءته عليه وكما سمع عليه كثيراً من مسموعاته.



28-   
29-    محمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن إبراهيم القرشي الجزري النصير المتوفى سنة ثمان وسبعين وسبعمائة، كان رجلاً عدلاً صالحاً أميناً من علماء الشافعية، قرأ عليه ابن الجزري كتاب التيسير.

30-   
31-    محمد بن محمد بن عمر بن سلامة الأنصاري المصري المعروف بصلاح الدين البلبيسي شيخ مقرئ صالح، روى كتاب العنوان بإسناد عال توفي سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة بمصر، قرأ عليه ابن الجزري كتاب العنوان غير مرة بالجامع العتيق بمصر.

32-   
33-    محمد بن محمد بن نصر الله بن إسماعيل الأنصاري الشهير بابن النحاس ولد سنة سبع عشرة وسبعمائة وكان رجلاً خيراً لطيفاً حسن المحاضرة، وهو شيخ لابن الجزري وصاحب وصديق، توفي سنة أربع وتسعين، قرأ عليه ابن الجزري مسموعه من كتاب الكامل في القراءات العشر.

34-   
35-    محمد بن محمود شمس الدين الخبازي شيخ القراء بسيواس  في زمن ابن الجزري وهو مقرئ حاذق توفي سنة خمس وثمانين وسبعمائة قرأ عليه ابن الجزري كتاب جمع الأصول في مشهور المنقول وكتاب: روضة القرير في الخلف بين الإرشاد والتسيير وذلك بدمشق.

المطلب الثاني: شيوخه الآخرين.
هناك جملة من شيوخه الآخرين لم يأخذ عنهم القراءات وإنما كان له منهم سماع لمروياتهم الحديثية أو كانوا ممَّنْ أجازوه أو أخذ عنهم الفقه أو الأصول أو غير ذلك.

نورد أهمهم فيما يلي:
أولاً: شيوخه في الفقه وأصوله
1- إبراهيم  بن إسحاق بن يحي بن إسحاق الآمدي الأصل ثم الدمشقي الحنفي المتوفى سنة ثمان وسبعين وسبعمائة.
2- عبد الرحيم بن الحسن بن علي بن عمر القرشي الأسنوي المصري الشافعي المتوفى سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة وهو أول من تأثر به ابن الجزري وكان يعقد حلاقته في الفقه الشافعي.
3- عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي المتوفى سنة أحدى وسبعين وسبعمائة.
4- عمر بن أرسلان بن نصر البلقيني الكناني الشافعي المتوفى سنة خمس وثمانمائة صاحب كتاب: المبهج في أصول الدين، هو أول من أجازه بالإفتاء والتدريس.

ثانياً: شيوخه في الحديث
1- إسماعيل بن عمر بن كثير أبو الفداء عماد الدين البصروي الأصل الدمشقي الشافعي ولد سنة إحدى وسبعمائة وعاصر الإمام المزي وأكثر عنه وأفتى ودرس وناظر وبرع في الفقه والتفسير وأمعن النظر في الرجال والعلل ونقد الأحاديث، وكانت لابن الجزري سماعات كثيرة من ابن كثير وكان قد أذن له بالإفتاء.
2- ست العرب بنت محمد بن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسية الصالحية المتوفاة سنة سبع وستين وسبعمائة، حدثت ابن الجزري بجملة من الأحاديث مشافهة منها، ومن تلك الأحاديث: "أشرف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل" وغيره.
3- زينب بنت القاسم بنت أحمد الدماميسية العجمية الأصل الدمشقية المعروف بابن العجمي المتوفاة سنة خمس وسبعين وسبعمائة سمع عنها ابن الجزري بعضاً من مروياتها الحديثية.
4- محمد بن إبراهيم بن أبي بكر الخزرجي المقدسي الشاهد المعروف بابن الصخرة توفي سنة ست وستين وسبعمائة.
5- محمد بن أحمد بن ابراهيم بن قدامة المقدسي الحنبلي مسند الدنيا في عصره، توفي سنة ثمانين وسبعمائة، قال ابن الجزري: "صحبته وترددت إليه من سنة سبعين أسمع عليه الحديث فلم أترك شيئاً فيما علمت إلا قرأته أو سمعته عليه وأخذت عنه المسند كاملاً بقراءتي وقراءة غيري في نحو سبع سنين ".
6- محمد بن محمد بن محمد بن محمد النسائي الإمام المحدث الولي الصالح أبو محمد الجمالي، كان جامعاً لأنواع الجمال من الشكل الحسن والخلق ومن صوت وحسن الطريقة توفي سنة أربع وثمانين وسبعمائة، قال ابن الجزري: "سمعت منه وقرأت عليه وكان له إلي ميل كثير وعناية بالغة".   
 
ثالثاُ: شيوخة في البيان والعربية
1- تقي الدين النصيبي قرأ عليه ابن الجزري شرح ألفية ابن معطي.
2- ضياء الدين بن سعد الله بن محمد القزويني القرمي ثم القاهري المتوفي سنة ثمانين وسبعمائة قال أبو بكر ابن الجزري: ".. ثم رحل إلى الديار المصرية وقرأ بها الأصول والمعاني والبيان على الشيخ ضياء الدين سعد الله القزويني وأخذ عن غيره".

رابعاً: شيوخه بالإجازة
1- أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن أبي عمر المقدسي الحنبلي المتوفي سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة.
2- أحمد بن عبد العزيز بن يوسف بن أبي العز الحراني الأصل القاهري نزيل حلب الشهير بابن المرحل المتوفي سنة ثمان وثمانين وسبعمائة بحلب، قال ابن الجزري: "كتب إلي بالإجارة من حلب مرات".
3- عمر بن أحمد بن إبراهيم الحنبلي الحلبي المتوفي سنة سبع وسبعين وسبعمائة قال ابن الجزري: "رأيته بدمشق سنة ست وسبعين فاستجزته".
4- محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن سالم بن بركات الدمشقي الأنصاري العبادي المعروف بابن الخباز الحنبلي المتوفى سنة ست وخمسين وسبعمائة، وهو خال جد ابن الجزري وكان أول مَنْ أجازه حفظ القرآن سنة أربع وستين فيما أخبره به والده ولم يقف على ذلك لما كان عليه من الصغر وغيرهم كثير.
يتبع إن شاء الله...



الفصل الثاني: ابن الجزري بين الشيوخ والتلاميذ 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الخميس 10 يونيو 2021, 5:21 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

الفصل الثاني: ابن الجزري بين الشيوخ والتلاميذ Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الثاني: ابن الجزري بين الشيوخ والتلاميذ   الفصل الثاني: ابن الجزري بين الشيوخ والتلاميذ Emptyالسبت 16 يناير 2016, 1:18 am

المبحث الثاني: تلاميــــذه
تتلمذ على ابن الجزري كثيرون أخذوا عنه القراءات والحديث وغير ذلك في بلدان شتى، فقد جلس تحت قبة النسر بالجامع الأموي يقرئ الناس سنين وجال البلاد شرقاً وغرباً وشمالأ وجنوباً، وكان كلما دخل بلداً تهافت إليه الطلبة طالبين القراءة عليه والسماع منه؛ ذلك لأنه لم يكن في عصره مَنْ هو أعلى إسناداً منه، وبذا فقد كثُر تلاميذه حيث أخذ عنه طوائف لا تحصى كثرة ولا عدداً وكان منهم مَنْ قرأ عليه بمضمن كتاب واحد، وكان مَنْ قرأ بمضمن أكثر من كتاب، ومنهم مَنْ تلقى عنه القراءات السبع، ومنهم مَنْ تلقى العشر، ومنهم مَنْ أخذ أكثر من ذلك، وكان منهم مَنْ شرع في القراءة وأكمل، ومنهم مَنْ شرع ولم يُكمل.

ومن أشهر تلاميذه مَنْ يلي:
المطلب الأول: تلاميذه الذين أكملوا القراءات عليه
1-    ابنه أبوبكر أحمد ولد سنة ثمانين وسبعمائة كان قد أكمل على أبيه القراءات العشر وقرأ عليه كثيراً من كتبه وحفظ بعضها كالنشر والتقريب والطيبة وشرح عدداً منها.
2-    ابنه أبوالفتح محمد ولد سنة سبع وسبعين وسبعمائة حفظ القرآن مبكراً وقرأ على والده القراءات العشر جمعاً كما قرأ عليه منظومته هداية المهرة في ذكر الأيمة العشر المشتهرة وتولى وظائف أبيه بعد رحلته إلى بلاد الروم.
3-    ابنته سلمى حفظت القرآن مبكراً واستظهرت على أبيها مقدمة التجويد وطيبة النشر كما عرضت عليه القرآن بالقراءات العشر وأكملته في الثاني عشر من ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة وكانت قراءتها قراءة صحيحة مجودة مشتملة على جميع القراءات.
4-    ابنه أبو الخير محمد ولد سنة تسع وثمانين وسبعمائة، سمع على والده الشاطبية وكثيراً من كتب القراءات وحفظ عليه المقدمة وجمع القراءات العشر سنة ثلاث وثمانين وظل ملازماً لوالده يفيد منه حتى في سفره إلى شيراز وأكمل عليه القراءات سنة تسع وثمانمائة.
5-    أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد العبدلي شيخ زبيد في الإقراء، قال ابن الجزري فيه: "ولما دخلت اليمن لازمني كثيراً وسمع كثيراً، وسمع مني تحبير التيسير والطيبة والتقريب ونحو نصف النشر في القراءات العشر وغير ذلك، ورأيته كثير الاستحضار أفضل مَنْ رأيت باليمن، واستجاز مني القراءات فأجزته...".
6-    أبو بكر بن أحمد بن مصبح الحموي المتوفى سنة ثمان وتسعين وسبعمائة مقري حماة، كان صاحباً لابن الجزري قبل أن يكون تلميذا، فهو من أقرانه وقد مات قبله، قرأ عليه العشر.

قال ابن الجزري:
"...وأقرأ جماعة ولم يزل حتى توفى ولم يترك بحماة مثله".
7-    صدقة  بن سلامة بن حسين الضرير شيخ القراء بدمشق المسحراني توفي سنة خمس وعشرين وثمانمائة، وهو مقرئ معلم أولاد ابن الجزري وقرأ عليه العشر إلى آخر التوبة ولم يكمل ثم رحل إلى العراق ثم رجع فقرأ عليه ثانية ثم رحل إلى مصر.
8-    طاهر بن عرب بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني ترجمت له تلميذته سلمى بنت ابن الجزري فقالت: "شيخي ومخدومي أخذ قراءات على والدي وقرأ عليه ختمات جمع فيها القراءات العشر حسبما اشتمل عليه وتضمنه كتاب الوالد: النشر ومختصره التقريب ومنظومته الأرجوزة المسماة بطيبة النشر وما وافق ذلك.
وقرأ عليه ختمة ثانية جمع فيها بين روايتي قتيبة ونصير وختمة ثالثة قرأ فيها رواية العمري  بن أبي جعفر ورابعة بقراءة أبي عبد الله بن محيصن  وخامسة بقراءة سليمان الأعمش... وكان ملازماً للوالد سفراً وحضراً... وكان من أخص الناس وأعزهم عند الوالد... وقرره أن يجلس مكانه بدار القرآن التي أنشأها داخل مدينة شراز، وأن يكون خليفته فيها قائماً مقامه غاب الوالد أو حضر".
9-    علي بن حسين بن علي بن عبد الله الخرمابادي اليزدي المتوفي سنة تسعين وسبعمائة بدمشق أحد أقران ابن الجزري وأصحابه، رحل إليه وقرأ عليه ختمة بالقراءات العشر بمضمن الشاطبية والتيسير والدرة، ثم قرأ عليه ختمة أخرى بعدة كتب، وولاه مدرسته التي أنشأها بدمشق فظل بها حتى أدركته منيته.
10-    الإمام جمال الدين محمد بن محمد بن أحمد بن احمد الشهير بابن افتخار الهروي قرأ عليه القراءات العشر وأكملها حين قدم من بلاده.
11-    محمد بن محمد بن ميمون البلوي الأندلسي الغرناطي المتوفى سنة تسعين وسبعمائة باليمن وهو أحد أصحاب ابن الجزري وأقرانه اعتمد عليه كثيراً في أخبار قراء المغرب الإسلامي، قرأ بالأندلس ثم قدم دمشق سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة فقرأ على ابن الجزري حتى وصل آخر سورة الأحزاب بالعشر جمعاً وحفظ قصيدته اللامية وأقام سنين بدمشق بصحبة ابن الجزري ثم غادر إلى مصر ومنها إلى اليمن حيث قضى بها نحبه.
12-    الشيخ عثمان بن عمر بن أبي بكر بن علي الناشري الزبيدي العدناني ولد سنة أربعة وثمانمائة وتوفي سنة أربعة وأربعين، قرأ على ابن الجزري ختمة كاملة بالقراءات العشر وشرح منظومته الدرة المضية في القراءات الثلاث المرضية.
13-    مؤمن بن علي بن محمد بن أجمعين، قدم دمشق وقرأ على ابن الجزري القراءات بمضمن الشاطبية والتيسير والدرة وقصيدته: التذكار في رواية أبان بن يزيد العطار سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة.
14-    عبد الله بن قطب بن الحسن بن سليمان الخراساني البيهقي المعروف بنجيب الدين المقرئ، وقرأ على ابن الجزري القراءات العشر وتصدر بالقدس وصار يقرئ بالحرم.

المطلب الثاني: تلاميذه الآخرون
هنالك جملة من التلاميذ أخذوا عن ابن الجزري بعض القراءات فقط بحيث قرأوا بعض القراءات أو شرعوا في الجمع ولم يكملوا كما وجد جماعة آخرون أخذوا عنه غير القراءات.

وسوف نوجز هؤلاء فيمَنْ يلي:
أولاً: تلاميذ لم يكملوا القراءات
1- الشيخ أحمد بن حسن السيواسي شرع بالقراءة على ابن الجزري ولم يكمل فانقطع عند آخر سورة سبأ.
2- محمد بن أبي بكر بن محمد بن الشيخ الحمصاني ولد سنة إحدى عشرة وثمانمائة وقرأ على ابن الجزري وبرع في القراءات والكتابة وتصدى لنفع الناس بهما، وولي مشيخة القراءات بالمدرسة الشيخونية وتوفي سنة سبع وتسعين وسبعمائة.
3- أحمد بن أسد بن عبد الله الواحد بن أحمد الأسيوطي المقرئ ولد سنة ثماني وثمانمائة، وتلا على ابن الجزري وبرع في فن القراءات وأقرأ زماناً ومات راجعاً من الحج في أواخر سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة.  
4- طاهر بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن مكين النويري، مقرئ مالكي تلا علي ابن الجزري وولي الإقراء بالجامع الطولوني ومشيخة المدرسة الشيخونية بمصر، وتوفي في ربيع الأول سنة ستة وخمسين وثمانمائة.
5- خطاب بن عمر بن مهنا بن يوسف بن يحي الغزاوي العلجوني الدمشقي الشافعي شيخ الشام ولد سنة تسع وثمانمائة وتلا على ابن الجزري وتصدى للإقواء والإفتاء وصار المشار إليه بدمشق توفي سنة ثماني وسبعين وثمانمائة.
6- إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط البقاعي الشافعي برهان الدين أبو الحسن المحدث الحافظ ولد سنة تسع وثمانمائة وأخذ عن ابن الجزري القراءات وعن ابن حجر العسقلاني الحديث ومن تصانيفه: القول المفيد في أصول التجويد وكفاية القارئ في رواية أبي عمرو.
7- أبو المحاسن محمد بن علي بن الحسين المتوفي سنة تسع عشرة وثمانمائة ذكر العليمي أنه من التلاميذ الذين قرأوا علي ابن الجزري وشيخه ابن السلار.
8- محمد بن محمد بن محمد بن علي بن ابراهيم أبو القاسم النويري الميموني القاهري المالكي المعروف بأبي القاسم النويري ولد سنة إحدى وثمانمائة حفظ القرآن وتلا بالعشر على ابن الجزري حين لقيه بمكة وله تصانيف جيدة في القراءات الثلاث وشرحها، كما شرح طيبة النشر لابن الجزري في مجلدين توفي سنة سبع وتسعين وثمانمائة.

ثانياً: تلاميذ سمعوا عليه الحديث
1- جلال الدين عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري الأبياري الشافعي المعروف بابن الأمانة ولد سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة سمع على والـده وعلى ابن الجزري وعلى ابن حجر العسقلاني.
2- محمد بن محمد كمال الدين ولد سنة ثماني وثمانمائة وسمع الحديث عن الشيخ ولي الدين العراقي والواسطي وابن الجزري وتوفي في شوال سنة أربع وسبعين وثمانمائة.
3- محمد بن محمد العكاشي الأسدي الرداسي الاسفراييني الشافعي ولد في صفر ثماني وتسعين وسبعمائة، وسمع الحديث عن الشمس ابن الجزري واشتغل بالقراءات والنحو وغيرهم.

المبحث الثالث: رحـــلاتـــه
كانت رغبة ابن الجزري في إتقان القراءات -رواية ودراية- وتحصيل عالي أسانيدها الدافع الكبير على الرحلة إلى الشيوخ القراء والعلماء المسندين طلبا للقراءة عليهم والإفادة منهم، فهو لم يكتف ولم يقنع بما أخذه عن علماء دمشق وما أكثرهم، إذ كانت الشام -يومها- إحدى القلاع العلمية الواسعة التي يقصدها العلماء والطلبة من كل حدب وصوب، ولما حصل له ما أراد من قراءة القراءات وإتقانها على شيوخ الأمصار راح يشد الرحال -مرة طائعاً ومرة مكرها- من أجل الإقراء بها طلباً لثواب نشر العلم وملتمساً الخيرية التي أخبر عنها النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: "خيركم مَنْ تعلم القرآن وعلّمه".

وجملة الرحلات التي قام بها ابن الجزري سواء بغرض الطلب والتعلم أو بغرض التعليم والإقراء نوجزها فيما يلي:
المطلب الأول: البلاد التي رحل إليها طالباً متعلماً
وتتمثل تلك الرحلات فيما يلي:
أولاً: رحلته إلى الحجاز
بعدما أتم ابن الجزري إفراد القراءات وجمعها على شيوخ دمشق رحل إلى الحجاز حاجاً فلقي بالمدينة المنورة الشيخ محمد بن صالح الخطيب والإمام بالمدينة فقرأ عليه القراءات السبع جمعاً بمضمن كتابي التيسير والكافي ثم عاد إلى دمشق وكان ذلك سنة ثمان وستين وسبعمائة.   

ثانياً: رحلته إلى مصر
لقد رحل إلى مصر بعد ذلك مرات عديدة، قال ابن حجر: "... ولهج بطلب القراءات والحديث وقدم القاهرة مراراً" وجملة ما عثرنا عليه من تلك الرحلات ما يلي:

أ - الرحلة الأولى:
في سنة تسع وستين وسبعمائة شد الرحال إلى الديار المصرية فنزل بالقاهرة حيث لقي الشيخ أبي بكر عبد الله بن الجندي فجمع عليه القراءات الاثنتي عشرة بمضمن مجموعة من كتب القراءات وتوفي ابن الجندي قبل أن يكمل عليه الختمة التي ابتدأها، حيث وصل إلى قوله تعالى: "إن الله يامر بالعدل والإحسان..."،  فاستجازه فأجازه وأشهد عليه، ثم أكمل على الشيخين: ابن الصائغ وعبد الرحمان البغدادي ثم قرأ على ابن الصائغ القراءات السبع بمضمن الكتب: العنوان والتيسير والشاطبية، ثم عاد إلى دمشق.

ب- الرحلة الثانية:
لم يكتف ابن الجزري بما أخذه في رحلته الأولى فنزل القاهرة ثانية وحصل له أن لقي ابن الصائغ ثانية فقرأ عليه القراءات العشر بمضمن الكتب: المستنير والتذكرة والإرشاديين والتجريد كما لقي ابن البغدادي وقرأ عليه القراءات الثلاث عشرة، وأخذ الفقه عن الشيخ عبد الرحيم الاسنوي وغيره وسمع الحديث على بعض شيوخها كأصحاب الفخر بن البخاري ثم عاد إلى دمشق.

ج- الرحلة الثالثة:
تاقت نفس ابن الجزري إلى مصر وشيوخها فجاءها ثالثة وأخذ علم الأصول والمعاني والبيان عن الشيخ ضياء الدين سعد الله القزويني كما أخذ عن غيره ثم رحل إلى الإسكندرية حيث لقي أصحاب ابن عبد السلام وابن نصر وغيرهم فسمع عليهم بعض الحديث، ولقي شيخ القراءات عبد الوهاب القرري فقرأ عليه بمضمن كتاب الإعلان  وغيره وأخذ عليه كثيراً من كتب القراءات بالسماع والإجازة ولقي أيضاً ابن الدماميني.

د- الرحلة الرابعة:
ذكر ابن الجزري أنه كانت له رحلة رابعة إلى مصر، وكانت هذه برفقة أولاده وأهله، وفيها لقي الشيخ صلاح الدين البلبيسي أبو عبد الله الأنصاري وقرأ عليه غير مرة، وسمع منه أولاده: محمد وأحمد وعلي.

قال ابن الجزري:
"رأيته وقد ضعف جداً بمنزله بزقاق النخالين بمصر في رحلتي الرابعة ورأيت إجازته بالسبع إفراداً وجمعاً..."، ويبدو أن ابن الجزري قد مكث في هذه الرحلة طويلاً وربما كان ينوي الاستقرار في القاهرة لولا ظلم وقهر سلط عليه فسلب ماله فرأى أن يرحل، ويظهر ذلك من خلال طول مكثه حيث ظل أزيد من ست سنوات؛ فهو قد شهد وفاة البلبيسي بالقاهرة سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة وخرج منها مغادراً إياها سنة ثماني وتسعين، وعندها كان قد اشتغل بالحديث فتنوعت مجالسه وتوسعت حلقاته وكثر طلابه قال ابن عماد الحنبلي: "وحدث بالقاهرة بمسند أحمد ومسند الشافعي وغير ذلك...".

ولما قرر الرحيل خرج من القاهرة خائفاً يترقب عدوان (قطلبك استادار ايتكمش) الذي كان قد باشر عنده عملاً فنقم عليه شيئاً فنهدده  حتى أتى الإسكندرية فمكث بها قليلاً وعندها لقيه ابن حجر العسقلاني وكانت بينهما مكاتبات وكان ابن الجزري قد خص ابن حجر على الرحلة إلى دمشق، ولما رغب في الرحلة إلى الأندلس ليأخذ عن  شيوخها فمنعه والده خوفاً عليه من مشقة السفر وبعد البلاد.

المطلب الثاني: البلاد التي رحل إليها شيخاً معلماً
أولاً: رحلته إلى بلاد الروم
في سنة ثماني وتسعين وسبعمائة كان ابن الجزري مقيماً بالقاهرة فضاقت به أرضها نتيجة لما ناله من ظلم ومن سلب لماله، ومن عدوان عليه فخرج منها متجهاً نحو بلاد الروم فنزل بمدينة بورصة دار الملك العادل المجاهد بايزيد خان بن مراد بن أورخان بن عثمان وكان من خيار الملوك أثنى عليه ابن حجر فقال: "... من خيار ملوك الأرض، لم يلقب بلقب ولا أحد من آبائه وذريته ولا دعي بسلطان ولا ملك... كان مهاباً يحب العلم والعلماء ويكرم أهل القرآن"، وكان من تيسير الله لابن الجزري أن لقي تلميذه المعروف بالشيخ حاجي الذي كان قد قرأ عليه بدمشق فعرف الملك بقدره فعظمه وأكرمه ورتب له مائتي درهم في كل يوم وساق له عدة خيول، ووجد عنده مستقراً فعمل على نشر القراءات والحديث وهنالك انتفع بعلمه خلق كثير، وبها ألف كتابه النشر في القراءات العشر وأتمه في سنة تسع وتسعين وسبعمائة، وحينما استقر بهذا المقام الطيب أهله لحقه أولاده وأحضرت كتبه.

ثانياً: رحلته إلى بلاد ما وراء النهر
في صيف عام خمس وثمانمائة قامت حرب ضروس بين تيمورلنك والسلطان العثماني بايزيد بأنقرة وكان ابن الجزري قد خرج مع الجيوش العثمانية لمواجهة المغول فشهد الواقعة التي أسفرت عن هزيمة الجيش العثماني وأسر سلطانهم مع احد أبنائهم وقتل آخر، واستولى تيمورلنك على مدينة بورصة قاعدة العثمانين  ومقر إقامة ابن الجزري، وفي خضم هذه الفتنة رأى تيمورلنك -على عادته مع كبار علماء البلاد التي يدخلها- أن يأخذ ابن الجزري مكرهاً من مدينة بورصة إلى بلاد ما وراء النهر فأنزله بمدينة "كش" فقرأ عليه بها جماعة منهم: عبد القادر بن طلة الرومي والحافظ بايزيد الكشي وآخرون، وبالإضافة إلى الإقراء والتحديث بهذه المدينة شرع في تأليف بعض مؤلفاته، فألف كتابه: شرح المصابيح في ثلاثة مجلدات وألف غيره في التفسير والحديث والفقه والعربية، وظل بـ "كش" طوال السنتين لا يبرحها خوفاً من تيمورلنك.   
 
ثالثاً: رحلته إلى بلاد خرسان
في شعبان سنة سبع وثمانمائة توفي تيمورلنك المغولي فاستغل ابن الجزري الفرصة وخرج إلى بلاد خرسان ودخل مدينة هراة  وفيها قرأ عليه بالقراءات العشر العالم الإمام جمال الدين محمد بن افتخار الهروي وغيره، ومن هراة انتقل إلى "يزد" أين قرأ عليه للعشرة جماعة منهم المقرئ الفاضل شمس الدين محمد بن الدباغ البغدادي ثم دخل أصبهان فقرأ عليه جماعة لم يكملوا ما شرعوا في قراءته، وبعد عام كامل من خروجه من هراة وصل إلى شيراز في شهر رمضان، وبها أمسكه سلطانها بير محمد بن أمير تيمور وألزمه أن يلي قضاء شيراز وما أضيف إليها من مماليك فأجاب مكرهاً، وظل عليه مدة طويلة وكان خلالها كثيراً الإحسان لأهل الحجاز.

قال ابن حجر العسقلاني:
"... فلما أسر ابن عثمان اتصل ابن الجزري باللنك فعظمه وفوض له قضاء شيراز فباشره مدة طويلة وكان كثير الإحسان لأهل الحجاز"، وكان كل ملك يخلف سلفه لا يمكنه من الخروج من شيراز فطالت إقامته بها على كره منه لذلك خاصة بعدما تغيرت عليه الملوك وصارت سيرته لا تحمد عندهم.

رابعاً: رحلته إلى بلاد الحجاز
في سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة ضاق صدر ابن الجزري بأرض شيراز وبتغير ملوكهـا عليه فتحين الفرصة للخروج، فخرج قاصداً الحج، ونزل بالبصرة من أرض العراق فرحل إليه أبو الحسن طاهر بن عرب الأصبهاني فجمع عليه ختمة بالعشر بمضمن الطيبة والنشر ثم شرع في ختمة لقتيبة ونصير عن الكسائي، وفارقه قبل أن يتم ذلك حيث توجه برفقة المولى معين الدين بن عبد الله كارزون فنزل بقرية عنيزة من نجد في طريقها منها إلى مكة أخذهم الأعراب ونهبوا ماعندهما من مال وكادا أن يقتلا، وحين استطاعا أن ينجوا عادا إلى عنيزة ونظم بها قصيدته الدرة المضيئة.

وسطر تلك الحادثة بها بعد ما فاتهما حج ذلك العام فقال:
غريبــة أوطـان بنجـد نظمتــها    ***   
وعظـم اشتغال البال واف وكيف لا
صددت عن البيت الحرام وزوري المـ    ***   
قـام الشريف المصطفى أشرف الملا
وطوقنـي الأعـراب باللـيل غفــلة    ***   
فمـا تـركـوا شيـئاً وكدت لأقتلا
فـأدركنـي اللطـف الخفـي وردنـي    ***   
عنيـزة حتـى جـاء مـن تكفـلا
بحمـلي وإيصـالـي لطيبـة آمنــا    ***   
فيـارب بلغـني مـرادي وسهـلاً


وبعنيزة عرض المولى معين الدين عليه ختمة بقراءة أبي جعفر المدني  وأتمها بالمدينة الشريفة ثم شرع بختمة أخرى لابن كثير أتمها بمكة وكان في أثناء الطريق يقرأ عليه قراءة عاصم . وأقام بجوار الحرمين طيلة سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة.

قال ابن عماد الحنبلي:
"... ثم اتفعه أنه حج سنة اثنتيـن وعشرين وثمانمائـة فتهب ففاته الحج وأقام ينبع  ثم المدينة المنورة ثم بمكة إلى أن حج..." .

خامساً: رحلته إلى اليمن
في سنة سبع وعشرين وثمانمائة خرج ابن الجزري في رحلة طويلة قادته إلى اليمن، وكان قد مر في طريقه على مدن كثيرة فقدم دمشق ثم دخل القاهرة فالتقى بابنه أحمد الذي فارقه منذ عشرين سنة، واجتمع بالسلطان الأشرف فعظمه وأكرمه وأقام بها قليلاً، وفي ذلك تصدى للإقراء والتحديث ثم نزل بمكة وحج ثانية، ومنها إلى اليمن التي دخلها تاجراً فلقي من أميرها إكراماً وتعظيما، وأسمع عنده الحديث، وأخذ عنه جماعة القراءات واسمعهم كتابة: الحصن الحصين، وكان من هؤلاء أحمد بن محمد بن أحمد الأشعري العبدلي.

قال ابن عماد الحنبلي:
"... وكان قديماً قد صنف الحصن الحصين في الأدعية ولهج به أهل اليمن واستكثروا منه وسمعوه قبل أن يدخل عليهم، ثم دخل إليهم فأسمعهم"، ومن اليمن انطلق راجعاً إلى شيراز محملاً ببضاعة كثيرة، فمر بالقاهرة ومنها إلى الشام ثم البصرة إلى أن وصل إلى شيراز التي أتمَّ بها بقية أيامه، وهكذا نجد ابن الجزري لم يكن من خلال رحلاته وجولاته طالب دنيا أو متاع زائل وإنما كانت جميع أسفاره ورحلاته خدمة للعلم وبالأخص علم القراءات، فهو لم يرحل إلا لطلب علم أو لنشره، وكان كلما دخل بلداً أتى سلطانها وعلماءها فيلقى منهم التبجيل والإكرام والتعظيم، كما كان كلما دخل بلداً لا يخرج منه إلا وقد ترك فيه من أبنائه تلاميذاً له أخذوا عنه القراءات أو الحديث.


الفصل الثاني: ابن الجزري بين الشيوخ والتلاميذ 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الفصل الثاني: ابن الجزري بين الشيوخ والتلاميذ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفصل الثاني: القراءات المتواترة وطرقها عند ابن الجزري
» البـــــاب الأول ابـــن الجزري: دراسة حياته - الفصل الأول نشأة ابن الجزري وتكوينه
» الفصل الرابع: ابن الجزري بين التأثر والتأثير
» الفصل الثالث: ابن الجزري: وظائفه وآثاره العلمية
» الباب الثاني: الفصل الثاني دور مؤسسات المجتمع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: رســـالة دكـتـــوراه-
انتقل الى: