منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 حقيقة العلم النافع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

حقيقة العلم النافع  Empty
مُساهمةموضوع: حقيقة العلم النافع    حقيقة العلم النافع  Emptyالإثنين 18 نوفمبر 2013, 11:03 am

بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة مدرسة الحياة

 الشيخ أبي إسحاق الحويني
( حقيقة العلم النافع )

الدرس [1]

إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرر أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهد الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله . 

أما بعــــــد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدي هدي محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .

فدرسنا اليوم في مدرسة الحياة وهي خاطرة جديدة من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي - رحمه الله تعالى- ، وقد عنونتها بعنوان: (حقيقة العلم النافع ).

يقول ابن الجوزي - رحمه الله -: ( رأيت جماعة من العلماء يتفسحون و يظنون أن العلم يدفع عنهم و ما يدرون أن العلم خصمهم و أنه يُغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل أن يُغفر للعالم ذنب وذاك لأن الجاهل لم يتعرض بالحق والعالم لم يتأدب معه ، ورأيت بعض القوم يقول: أنا قد ألقيت منجلي بين الحصادين ونمت ثم كان يتفسح في أشياء لا تجوز ، فتفكرت فإذا العلم الذي هو معرفة الحقائق والنظر في سير القدماء والتأدب بآداب القوم ومعرفة الحق وما يجب له ليس عند القوم وإنما عندهم صور ألفاظ يعرفون بها ما يحل وما يحرم وليس ذلك العلم النافع ، إنما العلم فهم الأصول ومعرفة المعبود وعظمته وما يستحقه سبحانه وتعالى.

والنظر في سير الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والتأدب بآدابهم وفهم ما نقل عنهم ، ذاك هو العلم النافع الذي يدع أعظم العلماء أحقر عند نفسه من أجهل الجهال ، ورأيت بعض من تعبد مدة ثم فتر فبلغني أنه قال : قد عبدته عبادة ما عبده بها أحد ، والآن قد ضعفت ، فقلت : ما أخوفني أن تكون كلمته هذه سببا لرد الكل لأنه قد رأى أنه عمل مع الحق شيئا وإنما وقف يسأل النجاة بطلب الدرجات ففي حق نفسه فعل .وما مثله إلا كمثل من وقف يُكدِي فما ينبغي أن يمن على المعطي .

وإنما سبب هذا الانبساط الجهل بالحقائق ، وأين هو من كبار العلماء المعاملة الذين كان فيهم مثل صلة بن أشيم إذا رآه السبع هرب منه وهو يقول إذا انقضى الليل عند صلاته :" يا رب أجرني من النار أو مثلي يسأل الجنة ؟" ، وأبلغ من ذا قول عمر:" وددت أن أنجو كفافًا لا لي  ولا علي" ، وقول سفيان عند موته لحماد بن سلمة : " أترجو لمثلي أن ينجو من النار ؟ " ، وقول أحمد :" لا بعد " ، فأنا أحمد الله عز وجل إذا تخلصت من جهل المتسمين بالعلم من هؤلاء الذين ذممتهم وبالزهد من هؤلاء الذين عبتهم فإن قد اطلعت من عظمة الخالق و سير المحققين على ما يخرس لسان الانبساط ويمحو النظر إلى كل فعل ، وكيف أنظر إلى فعلي المستحسن وهو الذي وهبه لي و أطلعني على ما خفي عن غيري.
 
فهل حصل ذلك بي أو بلطفه ؟ وكيف أشكر توفيقي الشكر . 

ثم أي عالم إذا سبر أمور العلماء من القدماء لا يحتقر نفسه ؟ ، هذا في صورة العلم فدع معناه وأي عابد يسمع بالعباد و لا يجري في صورة التعبد فدع المعنى ، نسأل الله عز وجل معرفة تعرفنا أقدارنا حتى لا يبقى للعجب بمحتقر ما عندنا أثر في قلوبنا وترغب إليه في معرفة لعظمته تخرس الألسن أن تنطق بالإذلال ، ونرجو من فضله توفيقا نلاحظ به آفات الأعمال التي بها نزهو حتى تثمر الملاحظة لعيوبها الخجل من وجودها إنه قريب مجيب) .

الخاطرة تبدو ألفاظها أو جملها غامضة بعض الغموض لكن مع الشرح والبيان يظهر المراد .

عصب هذه الخاطرة :

هي العلم وصورة العلم ، وهذه مشكلة قديمة أن يخلط الناس عادةً بين العالم وبين شبيه العالم الذي تزىا بزي العالم ونطق بألفاظه ، ولعل أبعد مثل في القِدم أذكره وورد على خاطري وأنتم تعرفونه جميعًا قصة الذي قتل تسعًة وتسعين نفسًا ، حديث أبي سعيد في الصحيحين ، رجل قتل تسعة وتسعين نفسًا ثم أراد أن يتوب فسأل الناس عن أعلم أهل الأرض ، الناس: أي العوام ، من أعلم أهل الأرض ؟ لا يعرفون صفة الأعلم إلا بالزى والتعبد ، فدلوه على راهب ، ومعروف الرهبان كانوا مستغرقين في العبادة ومتجافين عن الدنيا ولا يطلبون فضول ما عند الناس ، وإذا عرض عليهم مواساة يرفضونها ويفضلون أن يأكلوا أوراق الشجر على أن يستجدوا الناس أو أن يقبلوا من الناس شيئًا ، فطالما أنك متعبد وبعيد عن فضول أموال الناس وأعطياتهم فأنت عندهم العالم .

ولذلك الرجل في أيامنا وفي الأيام السابقة الذي يعالج مسألة الجن ويخرج الجن من البدن ، الناس يعرفون صدقه بل يترقون أكثر من الصدق ويعرفون حسن عبادته وسلامة قلبه بأنه لا يأخذ أجرة من الناس،فاستدلوا بترك أخذ الأجرة على إخلاصه ، لماذا ؟ لأن عباد الدنيا يشتغلوا لأجل الدنيا ، وهذا الملحظ أخذوه من سير الأنبياء لما كانوا يقولون: ﴿ وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالا ﴾ (هود: 29) ، ﴿ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴾ (هود: 51) أي نحن نبذل الهدى مجانًا فهذا أخلاق الأنبياء ، فهذا أخذ جزءًا من أخلاق الأنبياء أنه لا يأخذ أجرًا فاستدلوا بترك الأجر على الصدق ، فالزهاد في العادة لا يأخذون من الناس شيئًا ويتركون فضول ما عندهم مع تعبدهم الظاهر ، وانجماعهم في الصوامع فينطبع عند الناس يقولوا بتعبير الناس الدارج يقولوا: هؤلاء أهل ربنا ، من هم ؟ الذين اصطفاهم الله لمناجاته ، فليس عند العوام أعلم من هؤلاء  هذا أخذ شكل العالم وزى العالم ،.

ما أخطأ فيه الراهب مع من أراد التوبة من القتل:

الخطأ الأول: ترك المداراة:

فالرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسًا ذهب بعد ما سأل الناس قال: دلوني على أعلم أهل الأرض دلوه على راهب بالمواصفات التي ذكرتها ، أول ما وصل للراهب وحكى له ما جرى الراهب كأنه لدغته حية أي تقتل تسعة وتسعين نفسًا تذبحهم ذبح النعاج وتأتي تتوب ؟ المظالم والدماء التي في عنقك ، كيف تتخلص منها ؟ فطبيعة العابد لا يقبل مثل هذه المعاصي إذا كان هو يترك الحلال إذا اختلط بالحرام خشية أن يأكل الحرام ، لما واحد يأتي له ويقول له: أنا قتلت تسع وتسعين نفسًا ، ما شعور عابد عندما يسمع الكلام هذا ؟ ، قال: ألي توبة ؟ قال له: لا توبة لك ، فقتله فأتم به المائة.

هذا راهب ، لما أراد الله تعالى لهذا الرجل الخير وأن يتوب قال مرة أخرى وسأل الناس: دلوني على أعلم أهل الأرض ، الحديث يقول: فدلوه على راهبٍ عالم ، دلنا هذا الواصف عالم على أن الراهب الأول جاهل وهو فعلًا جاهل ، لماذا ؟ ، لأن العالم الذي خالط الناس له فراسة يستطيع أن يقرأ الحقائق من وجوه الناس في العادة  مثلًا واحد يأتي يكلمه يعرف إذا كان صادقًا أو كاذبًا من كثرة ما عامل الناس أصبح لديه علامة في قلبه إذا رآها على وجه الإنسان يقع في قلبه أنه كذاب ، وفي الغالب يكون كذلك ويندر أن تسقط فراسة العالم الذكي الذي خالط الناس .

فهذا رجل قتل تسعة وتسعين نفسًا أي منظر الدماء تعود عليها، ومع ذلك قلبه كصخر الجبال يذبحه ، وكل ما يتألم يستمتع وهو يذبح ، عندما يكون واحد قتل تسعة وتسعين نفسًا وأنت تقول له: لا ، وأغلقت باب الأمل في وجهه ، ما الذي سيضره أنه يذبحك أنت أيضًا ؟ هذا الجهل بسياسة العلم ، لا يوجد عالم في الدنيا يستطيع أن يكون له لسان صدقٍ ومحبة عند الخلق إلا إذا كان يحسن سياسة العلم ، سياسة العلم أنه ، متى يضع الكلام ؟ الشخص هذا ينفعه الدليل هذا أم لا ينفعه ؟ لا  لا ينفعه لكن ينفع الثاني مع أن العلة واحدة والسؤال واحد ، يقول لك: لا ، الكلام هذا ينفع الشخص هذا لكن لا ينفع هذا الشخص ،هذا الشخص ينفعه شيء آخر.

كان المفترض لو كان عالمًا يداري يقول له: مر على غدًا حتى أراجع لأن المسألة ملتبسة على أراجع الكتب وأرى أقوال العلماء وغير ذلك ، أو يقول له: ألا أدلك على من هو أعلم مني ؟ فلان الفلاني إنه أعلم مني، لكن لأنه راهب ومنجمع على نفسه ولا يعلم إلا الصلاة والصيام وترك النكاح وغير ذلك ومنجمع عن الناس ولا يعلم شيئًا عن الناس إطلاقًا ولا عن طباع الناس فلم يستطع أن يستعمل سياسة العلم ، .

أول حاجة أخطأ فيها ترك المداراة والمداراة أصل عظيم من حسن الخلق ، ولا يستطيع إنسان في الدنيا كلها مهما عظم شأنه أن يُهمل هذا الأصل ، الجماعة الذين لا يفهمون يقولوا: أنا أقول للأعور إنت أعور في عينيك ، ويعتقد أن هذه جرأة وصراحة وشجاعة ، هذا غباء مستحكم ليس غباء فقط هذا صاحبه أغبى إنسان على وجه الأرض ، الذي يقول: أنا أقول للأعور أنت أعور في عينيك ولا يهمني ، أنا قلت: المداراة لا يستطيع أفضل إنسان على وجه الأرض أن يستغني عنها ، لأن كل بني آدم فينا بداخله سبع وحش الوحش هذا لا تدري متى ينطلق؟، كلنا لا يوجد واحد فينا إلا بداخله وحش الوحش هذا شرس ممكن يخرج لك في أي لحظة يهجم عليك يأكلك، وأنا لا أعلم متى سيخرج ؟ ، فالمفروض أن أستعمل المداراة دائمًا تعلمون إنسانًا أفضل من النبي  ؟ .

استعمال النبي -صلى الله عليه وسلم- للمداراة:

 ليس هناك أفضل منه أبدًا منذ خلق الله آدم عليه السلام إلى أن تقوم الساعة هو سيدهم كلهم، كان يستعمل المداراة وأنتم تعلمون حديث عائشة لما استأذن عليه رجل فقال: « بئس أخو العشيرة » أو « بئس رجل العشيرة » لما دخل الرجل هذا ، ماذا فعل له النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ بسط له العباءة وجلس وكلمه  بطريقة حسنة وغير ذلك ، لماذا ؟ ، قالت عائشة: يا رسول الله قلت ما قلت وفعلت ما فعلت أنت تقول: « بئس أخو العشيرة »  أي أنه رجل سيء وأنت رسول الله ولك قدرك ومكانتك،  ولو رفع رأسه مع النبي يكون كفر على الفور ، فهو رجل سافل ، لست محتاجا أن تداري هؤلاء السفلة.

لما سألت عن هذا قال: « إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من يتقى لفحشه » ، تحترمه لأنه سافل ،فهذا معنى الكلام أقي عرضي بحسن كلامي ولفظي لكي أتقي هؤلاء ، فلا يوجد إنسان في الدنيا على بعضها لا يستطيع أن يستخدم المداراة أبدًا ، المداراة من خلق المؤمن الحاذق الذي يمضي في الدنيا حميدًا بأنه يداري ، وطبعًا هناك فرق بين المداراة والكذب أنا سألجأ لها عندما أتي التفريق ما بين العالم وشبيه العالم في أثناء الخاطرة .

سعة رحمة الله عز وجل:

فالناس لما الرجل الراهب الذي قتل تسعة وتسعين نفسًا وأذن الله لهذا بتوبة ليدل على أنه ليس هناك ذنب يتعاظم على الله أن يغفره أبدًا ، ونأخذ من هذا عبرة أي بني آدم مهما كان مجرمًا وسمع هذا الحديث وغيره حتى من آيات الله تعالى ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ﴾ (الزمر: 53) .

﴿ الذُّنُوبَ ﴾: محلى بالألف واللام يفيد العموم ، و﴿ جَمِيعًا ﴾: لفظ من ألفاظ العموم أيضًا ، ﴿ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ﴾ أي ما تركوا ذنبًا إلا فعلوه وهذا الإسراف ، تجاوز الحد في كل شيء ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ (النساء: 48) والقتل دون الشرك.

أول ديوان ينصب يوم القيامة للقضاء بين الخلائق:

مع أن أول ديوان ينصب يوم القيامة عندما يأتي الله إلى يوم القيامة للفصل بين العباد هو ديوان الدماء ، كما روى الشيخان عن حديث عبد الله بن مسعود « أول ما يقضى فيه بين العباد يوم القيامة الدماء » ، لأننا نعيش الآن مع بلطجية ويقتلوا ويضربوا ويسرقوا وغير ذلك لهم يوم عظيم يقفون فيه ، وما الذي أخذوه من عرض الدنيا فتات لا قيمة له ، إنما الحساب ثقيل إذا لقوا ربهم يوم القيامة .

في المرة الثانية: الناس دلوه على راهبٍ عالم ، نحن ذكرنا الراهب الأول أخطأ خطأين:

الخطأ الأول: ترك المداراة .

الخطأ الثاني الذي أخطأ فيه الراهب: أنه تجاوز حدود الفتوى:

وقال ما لا ينبغي لعالمٍ أن يقوله ألا وهو قوله: لا يغفر الله لك ،لا يحل لعالمٍ أبدًا أن يفتات أو على الغيب لأنه ليس من صلاحياته ، والعلم النافع يرده أن يتورط في هذا إنما يتورط في هذا الذي أخذ صورة العلم الذي يتكلم عنه ابن الجوزي ، صورة العلم فقط يستطيع أن يتكلم في الفقه ، يستطيع أن يتكلم في المسائل ، يستطيع أن يتكلم في أصول الفقه في الكلام هذا ، لكن في ذاته فاسق وعلى استعداد أن يبدل الدين ويبدل الحقائق وغير ذلك لأي مكسب دنيوي ، يريد أن يظل على كرسي الإفتاء يغير الدين يظل شيخ الأزهر يبدل الدين مثلًا يريد أن يكون وزير الأوقاف يبدل الدين ، وإن كان هو أعلم الناس بمفردات الأحكام الفقهية وغير ذلك تكلمه في الأصول تكلمه في الفروع تجده مائة في المائة ، لكن ليس عنده خشوع ولا خضوع ولا شيء.

وهذه حقيقة العلم:

 أن يهديك إلى المخافة من الله تعالى وإلى تعظيمه هذه حقيقة العلم التي يتكلم فيها ابن الجوزي وأنا اخترت هذه الخاطرة لأنها ستأخذ معنا مدة أكثر من حلقة .

فهو لا يحل له أن يقول له: لا يغفر الله لك، ما الذي أعلمه أن ربنا لا يغفر له؟ أحيانًا بعض الناس يأتي لواحد من العلماء يقول له: أنا حججت والنفقة حلال  وحججت على السنة وغير ذلك، هل حجي مقبول؟ يقول له: نعم مقبول، هذا خطأ ما الذي أعلمه أنه مقبول؟، العالم له صلاحية أن يقول: حجك صحيح، لكن مقبول ليس عمله، أنت لما تأتي تقول لي: أنا توضأت وضوءًا صحيحًا، واستقبلت القبلة، وصليت، وأعطيت كل ركنٍ حقه من الخشوع والخضوع والذكر وغير ذلك، أصلاتي مقبولة؟ 

أنا لا أستطيع أن أقول لك: مقبولة لأن هذا إطلاع على الغيب ، إنما الذي أستطيع أن أقوله لك: صلاتك صحيحة أي ليست فاسدة ، فنحن كمثلًا مفتين أو طلبة علم أو علماء أو أي وصف من هذه الأوصاف نتكلم في الصحة والبطلان وليس في القبول والرد ، القبول والرد هذا لله وحده ، إنما نحن كناس نتكلم في الصحة والبطلان ، لا ، هذه صلاة باطلة ، هذه صلاة صحيحة ، هذا صيام باطل  هذا صيام صحيح ، هذا حج باطل ، هذا حج صحيح ، هذه مهمة العالم لا يستطيع أن يتجاوز لو تجاوز يكون هكذا افتات على الله  في الهجوم على الغيب وهذا ليس من صلاحياته ، وهذا يدل على أن هذا كان راهبًا جاهلًا .

عندنا في سنن أبي داوود ومسند الإمام أحمد بسندٍ صحيح من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:« كان أخوان في بني إسرائيل يتعبدان » واحد صالح وواحد طالح ، الصالح مجد في العبادة والثاني يعيش حياته ، فالصالح لا يعجبه تصرف الرجل الذي يسير سيرًا باطلا، فينهره بصفة مستمرة أنه لا يحل لك أن تفعل  ذلك ، كيف تفعل ذلك ؟ وكل ما يقابله لابد أن يقرعه ، حتى أنه قابله مرة من كثرة التقريع  مل هذا الأخ العاصي من النصيحة ، فقال له: خلني وربي ،أجعلك الله عليه حسيبا ، أم أرسلك عليه رقيبا ؟ ، فقال له: والله لا يغفر الله لك ، كلمة قالت ، فقبض الله روحهما وأوقفهما وقال للمطيع: أكنت على ما في يدي قادرًا أو كنت بي عالمًا أنني لا أغفر له ؟ خذوه إلى النار ، وقال للمفرط: غفرت لك خذوه إلى الجنة ، كلمة واحدة ضيعت عمله كله .

المراد بالإيلاء:

وفي صحيح البخاري من حديث جندب بن عبد الله البجلي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:« قال رجل لأخيه: والله لا يغفر الله لك ، قال الله: من ذا الذي يتألى عليه ؟ » ، يتألى: أي يحلف علي ، الإله من الحلف ﴿ لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ (البقرة: 226) ، ﴿ يُؤْلُونَ ﴾: أي يحلف الرجل ألا يقرب امرأته أربعة أشهر ، فهل أنت تحلف على ربنا ، والله لا يغفر الله لك ؟ « فقال الله تعالى: من ذا الذي يتألى عليه ؟ غفرت له وأحبطت عملك » ، وفي رواية أخرى لهذا الحديث « أن الله تعالى قال لنبي هذا الرجل: قل له يستأنف العمل » ، يبدأ يعمل من جديد لأن كل عمله قبل هذه الكلمة سقط يعتبر مازال يعمل من أول وجديد بسبب كلمة.

فالذي يقول: هلك الناس فهو أهلكهم ، والذي يقول: إن كل الناس مبتدعة أكيد هو لا يدخل نفسه فيهم ،كأن أقول كل الناس مبتدعة إلا أنا ، جماعة التكفير والهجرة كل الناس كفرة ، لسان الحال يقول إلا أنا طبعًا يكون كفرهم كلهم وحكم لنفسه الحمقاء بالكلمة هذه ، كلمة مثل هذه ممكن يحدث له مثل ما حدث لهذين الرجلين أو الرجل الذي أخبرنا عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-، هذا الخطأ الثاني هذا راهب جاهل ، لكن الناس لا تستطيع أن تفرق ما بين العالم وما بين الراهب أي واحد يدخل الجامع هذا هو الخلاصة .

المرة الثانية عندما دلوه على الراهب العالم سأله نفس السؤال لكنه زاد الضحية الثاني قال له: تسعة وتسعين ، المرة هذه قال له: إني قتلت مائة نفس ألي توبة ؟ ، أنظر للعالم عندما يفتي وجمال الفتوى وحلاوة الفتوى في فتوى هذا الراهب ، وينبغي لكل من تصدر للإفتاء صغيرًا كان أو كبيرًا أن ينظر إلى جمال إجابة هذا العالم سأله: ألي توبة ؟ ، الجواب الكامل عن هذا السؤال قال له: نعم ، أليس هذا الجواب فيه حاجة أكثر من هذا ؟ لا يوجد يقول له: ألي توبة ؟ قال له: نعم.

ولكن لأن العالم ناصح ينصح الناس ويخاف عليهم وهو أمين لم يرى أن كلمة نعم كافية فزاد عليه شيئين لا تتم توبته ولا يمنع من الرجوع إلى الذنب إلا بهذا ،« قال له: ألي توبة ؟ ، قال: نعم ، ومن يحجب عنك باب التوبة ؟ أخرج إلى أرض كذا وكذا فإن فيها قومًا يعبدون الله فاعبد الله معهم ودع أرضك أرض السوء » ، الفتوى أعطى له ثلاثة معطيات ، أول كلمة هذه إجابة عن السؤال كانت كافية وينصرف الرجل ، لكن كل إنسان أحيانًا في لحظات ضعف الإيمان يحن إلى ماضيه ، فما يؤمنني أن يحن هذا الرجل إلى ماضيه فيرجع قاتلًا .

أو إن فيه ناس يتخذوا المثل القائل إذا لم تستطيع أن تقضي على عدوك صاحبه أنت لكي تتقيه إما أن تقضي عليه أو تكون في حاشيته ، فواحد لكي يتقي الذي قتل مائة نفس هذا يقتله يصاحبه ، فلو الرجل هذا تاب وجلس في نفس الأرض التي قتل فيها المائة نفس ، ومعنى يقتل مائة نفس والقرية كلها لا أحد ينطق يكونوا وصلوا إلى مرحلة من الجبن يستحيل أن يقولوا لهذا الرجل بم بِم، أي ممكن يرجع ببساطة شديدة وأشرس من الأول في لحظات ضعف إيمانه فلا نكون فعلنا شيء فلابد أن نفعل له مسألة حجر مثل الحجر الصحي هكذا ، واحد مصاب بالجرب تعزله عن الناس لكي الجرب لا يذهب إلى الآخرين ، ففيه ناس تكون جالسة تحتمي في هذا تحتمي فيه بأنها تؤذه إلى الشر أذًا.

الرجل تاب وتوبته صادقة ويريد أن ينهي ويتقرب إلى الله جاء واحد مثلًا قال له كلمة سيئة ، الرجل الثاني الخائف الذي في الحاشية وخائف يقول له: أبو السباع ما الموضوع الولد هذا كان يقدر أن ينظر لك ، أنت تتركه يقول الكلمتين هؤلاء ، ما الذي حدث لك يا أبو السباع ؟ يبتدئ يستفزه فيقومه فيرجعه ، فيكون حله لابد أن يترك الأرض التي مارس العصيان فيها لأنه سيذهب لأناس جدد صالحين لا يسمحون لأحدٍ بين ظهرانيهم أن يبارز بالمعصية يبارز بالمعصية نضربه على رقبته نقتله نضربه علقة نكتفه ويجد الدنيا كلها عليه لا يستطيع أن يفعل شيء .

المجرم لماذا يمارس الإجرام ؟ لأنه لا يوجد أحد يصده لو وجد إن المجتمع كله صده لا يستطيع أن يمارس إجرامه في المكان ، لماذا ؟ لأن الناس كلها أقوى منه حتى لو كان هو أسدًا وكانوا هم نمالًا سيغلبونه ، لو النمال تجمعت على الأسد تأكله مليون نملة دخلوا في شعر الأسد ، ماذا سيفعل لهم ؟ يظلوا يقرصوا فيه يقرصوا فيه ويأكلوا ويمصوا الدم وغير ذلك لحين أن يوقعوه ، أي حاكم باغي ظالم طاغي هو فرد ، لماذا يستعبد أمة بكاملها ؟ ، اليوم لو واحد مثلًا من الحاشية جعله جالس في اجتماع مع الوزراء وأغلق عليه الباب من الخارج ، وقال: أيها الناس أنا رئيس الجمهورية الذي داخل الغرفة هذا ، هل يستطيع أن يفعل له شيء ؟ ، لا يستطيع أن يفعل له شيء لأنه فرد ، ما الذي جعله يستعبد ؟ ، الحاشية التي نقول عليها الجماعة المنافقون والمتسلقون وإلى آخره ؟ هم الذين أعطوه القوة والزخم فهذا عندما يكون مارس القتل في قرية ولم يقدر أحد أن يصده لحين أن قتل تسعة وتسعين نفس وذهب إلى قرية أخرى لا يستطيع أن يرفع طرفه ، لأجل هذا كلمة نعم ليست كافية في الفتوى ، لا، لابد أن يضيف لها « أخرج إلى أرض كذا وكذا فإن فيها قومًا صالحين فاعبد الله معهم ودع أرضك أرض السوء » ، لماذا ؟ أرض سوء مارس فيها العصيان لم يوجد أحد رده .

ورد في بعض طرق الحديث إن الأرض التي قتل فيها تسعة وتسعين هذه أو المائة كان اسمها كفرة والثانية كان اسمها نصرة فقال: حتى الاسم نفسه كفرة ونصرة واضح من الكلام أن من كلمة النصر أن هذه القرية قرية محترمة وجيدة ،.

مما يدل على جمال الفتوى:

الشيء الثاني في جمال الفتوى: 

عندما قال له: « ومن يحجب عنك باب التوبة ؟ » ، بَيَنَ حقيقة الخط الذي ينبغي أن يقف عنده ولا يتجاوزه قال له: « نعم لك توبة ، لماذا ؟ لسعة رحمة الله » و عندنا نصوص كثيرة بهذا ، نحن لدينا في الإسلام حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-:« إن الله خلق الرحمة مائة جزءٍ فأنزل على الأرض جزءًا واحدًا يترحم منه الخلائق » إنس وجن وطير وحشرات ونمال وغير ذلك ، كل مخلوقٍ يدب على الأرض أخذ جزءًا من هذا الجزء « أنزل على الأرض جزءًا واحدًا يترحم منه الخلائق حتى أن الدابة العجماء » ، العجماء: التي لا تفهم « لترفع حافرها عن وليدها خشية أن تصيبه » ، مع أنه لا يفعل الكلام هذا إلا واحد  عنده عقل كنا قديمًا نقول: لديه عقل هنا ، لا  العقل في القلب ليس في الرأس ، لكن نحن درجنا على ألا نفرق بين المخ والعقل  لماذا ؟ لأن كثير من الناس يقول لك: ليس لديك مخ فوضع المخ مكان العقل ، ولذلك ساغ لهم كل ما يتكلموا يقول له: ليس لديك عقل ويطرق على جمجمته ، لا .

هنا المخ وهو الآلة التي تحرك وتصدر الإشارات لأعضاء الجسم كلها أنها تتحرك أو تفعل الحركة أو إلى أخره ، إنما العقل هنا في القلب كما دللت على هذا في أكثر من محاضرة ، مائة جزء جزء واحد نزل ، وما حال التسعة والتسعين ؟ « ادخرها الله لعباده في عرصات القيامة » ، عندما يكون جزء واحد فعل هكذا لدرجة أنك أحيانًا عندما تنظر لمنظر واحد ممكن تموت من الحزن عليه وتحزن ، وفي قلبك من الشفقة والرحمة أنك لا تستطيع أن تنام الليل لما تجد واحد عنده مصيبة كبيرة وغير ذلك أنت واحد من مليارات في عصر واحد ، فيه مليارات مضوا في القرون الماضية ومليارات ستأتي إلى أن تقوم الساعة وهذا كله جزء واحد ، فإذا استعظمت ذنبك على رحمة الله يكون دخل الإنسان في الكفر ، وهو نص قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ (يوسف: 87) ، لأن ذنبك مهما عظم شيء ورحمة الله وسعت كل شيء ، فكان أمينًا لما قال: أنا ليس من صلاحيتي أن أقول أن توبتك مقبولة أو غير مقبولة ، لا ، إنما لما قال: أليَّ توبة ؟ قال: نعم ، بخلاف لو قال له: أتقبل توبتي ؟ الله أعلم ، فأنظر إلى الفرق بين السؤالين ،  أليَّ توبة ؟ لك توبة طبعًا ، أتقبل توبتي ؟ لا أعلم ، ففيه فرق في السؤالين ، فقال له:« نعم ومن يحجب عنك باب التوبة ؟ أخرج إلى أرض كذا وكذا » .

أنا أريد عندما وقفت على هذا الحديث وبسطت الكلام فيه بسطًا ما لأنه طويل فوائدة كثيرة جدًا ، أريد أن أقول لك: أن الناس لا تفرق بين العالم وشبيه العالم الكلمة التي ابتدئنا بها الكلام ، فأحيانًا يدلون الناس على من ليس بعالم وأقل الناس هو الذي يعلم حقيقة العالم .

حقيقة العالم :

هو الذي لا يتجاوز حدود الله وقلبه محشو بمحبة الله والخوف منه هذا هو العالم ، وهذا يظهر لكي لا يقول لي واحد: ما الذي أدراني بما في قلبه ؟ يظهر على الفور ، الإخلاص له عبق وله رائحة تظهر مهما حاولت أن تخفيه يظهر ، وابن الجوزي ضرب المثل ببعض العلماء أنا سآتي لك كثير ، كيف كانوا يتخلصون من الإخلاص ويعلم الناس أنهم مخلصون أي هو يدفع الإخلاص عن نفسه .

إخلاص صلة بن أشيم:

مثل صلة بن أشيم أبو الصهباء الذي كان يقول لك: السبع كان يهرب منه ، كان يقول: اللهم أجرني من النار أو مثلي يسأل أن يدخل الجنة كل الذي أريده لا تدخلني النار فقط ، قل لي: كن ترابًا أرحم لي من أن أدخل النار ، لكن أنا ليس لي عمل ادخل به الجنة ، أنا مستحي ، أن أسأل الله تعالى أن يدخلني الجنة ، الكلام هذا أيضًا فيه كلام دقيق سنفصله ، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يسأل الله الجنة فهو يقول: أنا أستحي أن أسأل الله الجنة ، هل النبي يسأل الجنة وهو يستحي أن يسأل الجنة ، هذا عمل العباد الذي سنبينه وكلام ابن الجوزي فيه أيضًا عبارات تحتاج إلى تفصيل  لأجل هذا أنا ذكرت لكم هذه الخاطرة ممكن تأخذ معنا أربع خمس مرات وربما تستغرق مدة الاعتكاف كلها على حسب ما يفتح الله تعالى.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم .

انتهى الدرس  الأول أختكم أم محمد الظن.


حقيقة العلم النافع  2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
حقيقة العلم النافع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  41- اسم الله: "الضار النافع"
»  أبناؤنا .. ودقائق اللعب النافع !
» حقيقة التدين
» ابن سبأ حقيقة لا خيال
» حقيقة التوحيد والشرك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة :: كتابات أبي إسحاق الحويني :: حلقات 1432 هجرية-
انتقل الى: