(22) وقفات مع بعض خيانات الشيعة في البلاد العربية في العصر الحديث

تعتبر إيران بمثابة الأم الراعية لكل الشيعة وخصوصًا الإثني عشرية في كل مكان والشيعة أينما توزعوا فإنهم يدينون بالولاء لإيران أكثر من ولاءهم للأرض التي يعيشون فيها.

وحكومات إيران ترى في دول الخليج العربي امتدادًا لأرض الإمبراطورية الفارسية القديمة، ولها فيها أطماع تزايدت بعد ظهور النفط في دول الخليج العربي، فجعلت الحكومات الإيرانية تتخذ من شيعة هذه البلاد مثار قلاقل لهذه البلاد وتكأة تعتمد عليها في تنفيذ بعض مآربها.

وعندما قامت (ثورة الخميني)، لقيت تأييدًا حافلاً من الشيعة في كافة الأنحاء واعتبرها الشيعة الشرارة الأولى التي ستفجر كل المنطقة.

ففي البحرين:
"ولم تمض إلا فترة وجيزة حتى أعلنت إيران عن نواياها وصَرَّحَ مسئول رسمي بالمطالبة بضم البحرين إلى إيران وبعض جزر في الكويت وغير ذلك.. وادَّعى أن نحو 85٪ من سكان البحرين هم من الشيعة، وهم مضطهدون وعلى رأسهم رجال الدين الشيعة، وخصوصًا مَنْ أسموه حجة الإسلام (سيد هادي المدرسي) الممثل الخاص في البحرين لآية الله الخميني.. وأذاع راديو طهران في 30 /8/ 1979 نداء للسلطة في البحرين بالإفراج عن سيد هادي المدرسي".
(انظر: وجاء دورالمجوس [1/350]).

وعلى أثر هذا قام نحو اثني عشر زعيمًا شيعيًّا في البحرين بتفجير الثورة في أنحاء البلاد وقاموا بإحداث شغب واسع النطاق.

وكان المدرسي هذا إيراني أصلاً توطّن في البحرين لتنفيذ هذه الأغراض الشيعية الرافضية.

وقد ساعد على تعميق الفجوة بين السُّنَّة والشيعة من جراء خطبه وتصريحاته المتطرفة، والتي فيها دائمًا نزعة التحيز والولاء لإيران مع النقمة على أهل السُّنَّة وخصوصًا الحاكمين في البحرين.
(انظر: ريتشارد هرير دكمجيان: (الأصولية في العالم العربي)، ص [213] ، [214]) ط دار الوفاء – المنصورة.

وفي الكويت:
"حدثت أعمال شغب كهذه، حيث قام المدعو (أحمد عباس المهري)، من عائلة المهري وهم شيعة إيرانيون بعقد ندوات في مساجد الشيعة، وأخذ يثير قضايا سياسية مثل قضايا الإسكان وإنصاف الشيعة.. وتجاوب معه الشيعة في الكويت بأثرها.. وصدرت الأوامر من الخميني بتسمية المهري الممثل الخاص للخميني في الكويت والمسئول عن صلاة الجمعة فيها.. وتوالت التصريحات في طهران تارة تُعرب عن قلقها من المضايقات التي تعرض لها ممثل الخميني وشيعته وتارة تهدد بالتدخل.. والذي جعل اللهجة الإيرانية شديدة في أحداث الكويت هو أن أحمد عباس المهري هذا كان صهرًا للخميني".
(انظر: وجاء دورالمجوس، [1/351] - [352]).

وفي السعودية:
"حيث يوجد في المنطقة الشرقية تجمعات من الشيعة (الاثني عشرية)، تعتبر سكانيًا امتدادًا للأغلبية الشيعية في إيران والعراق، وقد شهدت المنطقة الشرقية منذ أن استولى الملك عبد العزيز آل سعود عليها عام 1913م معارضات من حين لآخر للحُكم السعودي قام بها المواطنون الشيعة.. وفي عام 1925م، أنشئت جمعية شعبية بقيادة (محمد الحبشي)، لتعبر عن المطالب المحلية وسرعان ما اعتبرتها الحكومة غير قانونية وحين اكتشف النفط، أصبح للمنطقة الشرقية أهمية جديدة حيث عمل كثيرون من المواطنين الشيعة في صناعة النفط، وفي أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها نظم هؤلاء العمال الشيعة عمالياً، وأظهروا استياءً متزايدًا قبل الحكومة والجالية الأميركية الكبيرة، وفي عام 1948م، وصلت القلاقل الشيعية إلى حد الانفجار في مظاهرات واسعة النطاق وفوضى في منطقة القطيف بقيادة (محمد بن حسنين الهراج)، وقد تم بسهولة سحق المتمردين الذين كانوا يطالبون بالانفصال عن المملكة، وفي عام 1949م، اكتشفت الحكومة وجود جماعة ثورية في القطيف تحت اسم (جمعية تعليمية)، حُلت الجمعية، ومات أحد زعمائها في السجن، وقد امتدت هذه الحركة إلى الجبيل حتى تم سحقها في عام 1950م، وفي الوقت نفسه كانت هناك مظاهرات عمالية كبيرة خلال 1944م، 1949م، 1953م، احتجاجًا على ظروف العمل، وفي سنة 1970م، أحدثت الشيعة قلاقل كبيرة في القطيف أيضًا فأرسلت الحكومة الحرس الوطني لاحتواء الاضطرابات، وفي عام 1978م، حدث انفجار آخر وتظاهرات أدَّتْ إلى اعتقالات وخسائر واسعة النطاق.. وقد تزامنت الاضطرابات الواسعة في القطيف أواخر 1979م، مع أيام الحِدَادِ الدِّيني الشيعي عاشوراء، وكان ذلك في أعقاب الثورة الإيرانية، وفي الواقع أن هذا كان بدعوة من آية الله الخميني لشيعة المنطقة الشرقية تضمَّنت الدعوة إلى الثورة".
(الأصولية في العالم العربي: ص [203]-[204]).

هذا وقد مَرَّ بنا الكلام على خيانات الشيعة في سوريا، وفي لبنان، وإضافة إلى ذلك فإن الشيعة في لبنان عندما أعلن الخميني ثورته في إيران قامت بإعلان مبايعتها على أنه إمام المسلمين في كل مكان.
(وجاء دورالمجوس: [2/1982])، عن جريدة الايكونو ميست البريطانية.

وهكذا حينما وُجِدُوا فولاءهم ليس للبلد الذي يعيشون على أرضه ويأكلون خيره أو للدِّينِ الذي ينتسبون إليه وإنما ولاءهم لإيران ولسياستها الاثني عشرية المتهورة في أكثر المواقف.

وفي اليمن:
يقول القاضي (حسين بن أحمد العرشي) متحدثًا عن الباطنية أي (الشيعة)، وأثرهم في زعزعة الأمن وإثارة الثورات في بلاد اليمن:
"اعلم أن الباطنية أخزاهم اللهُ تعالى أضَرُّ على الإسلام من عبدة الأوثان، وسُمُّوا بها لأنهم يُبطنون الكفر ويتظاهرون بالإسلام، ويختفون حتى تمكنهم الوثبة وإظهار الكفر، وهم ملاحدة بالإجماع، ويسمون بالإسماعيلية؛ لأنهم ينسبون أئمتهم إلى (إسماعيل بن جعفر الصادق)، وبالعبيدية لدعائهم إلى (عبيد الله بن ميمون القداح).. والآن يسمون شيعة لكونهم مظهرين أن أئمتهم من أولاد الرسول حين عرفوا أنهم لا يستقيم لهم إمالة الحق والدخول إلى (دهليز المفر)، إلا بإظهار المحبة والتشيع ولهم قضايا شنيعة وأعمال فظيعة كالإباحية، وغيرها، وينكرون القرآن والنبوة والجنة والنار.. وتراهم إذا وجدوا لأنفسهم قوة أظهروا أمرهم وأعلنوا كفرهم، فإن غُلِبُوا ولم تساعدهم الأيام كَمَنُوا كما تكْمُنُ الحية في جُحْرِهَا، وهم مع ذلك يؤملون الهجوم والوثبة وأن ينهشوا عباد الله.. ولا ينبغي لذي معرفة وقوة أن يعرف منهم أحدًا يقتدر عليه فيتركه وشأنه فإنهم أهلكهم الله تعالى شياطين الأرض".
(بلوغ المرام شرح مسك الختام فيمن تولى ملك اليمن من ملك وإمام: ص[21]، مطبعة التبريز– القاهرة 1939م).

وحتى الشيعة الزيدية في اليمن كانوا يضطهدون أهل السُّنَّة هناك حيث كانوا يسيطرون على مقاليد الحكم في ظل الدولة العثمانية، ولَمَّا أراد الترك الجلاء عن بلاد اليمن عام 1337هـ، خشي أهل السُّنَّة من سيطرة الزيدية على بلادهم.. وحاول بعض أهل السُّنَّة المقاومة فلم تَتَّحِدْ كلمتهم، وباغتهم إمام الزيدية في اليمن آنذاك بجيش من قبائل الزيدية ودارت معارك طاحنة اسْتَمَرَّتْ ستة أشهر، ثم هُزِمَتْ جُمُوعُ أهْلِ السُّنَّة وأذعن جميعهم لحُكم الإمام وسيطرة الزيدية.. وفي بلاد الضالع استمرت المعارك بين الزيدية، والسُّنُّة عامين كاملين كانت الحرب فيها سجالًا.
(انظر: الانحرافات العقدية والعلمية [1/584]-[585]).

وكم عَذَّبُوا وآذوا وقتلوا من علماء السُّنَّة في اليمن كما فعلوا بالشيخ (محمد صالح الأخرم)، حيث اعتقلوه وهو في شيخوخته، واختطفوا الشيخ (مقبل بن عبد الله)، وقتلوا العلامة (محمد بن علي العمراني الصنعاني)، أحد تلامذة الإمام الشوكاني المشهورين.
(الانحرافات العقدية والعلمية: [1/586]).

ولعل أحَدًا من أهل السُّنَّة لا يُخدع ويُرَدِّد أن الزيدية أقرب فرق الشيعة من أهل السُّنَّة والجماعة حيث تتصف بالاعتدال والقصد والابتعاد عن التطرف والغلو بعدما ذكرنا.

ومَنْ أراد المزيد فليُراجع كتاب: (هدية الزمان في أخبار ملوك الحجاز وعدن)، لمؤلفه (العبدلي مؤرخ حضرموت).

ولعل ذلك هو الذي حدا بالشيخ محمد أبي زهرة إلى أن يقول:
"وضعف المذهب الزيدي فقد غالبته المذاهب الشيعية الأخرى أو طوته أو لقحته ببعض مبادئها ولذلك كان الذين حملوا اسم هذا المذهب من بعد لا يجوزون إمامة المفضول فأصبحوا يعدون من الرافضة، وهم الذين يرفضون إمامة الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وبذلك ذهب من الزيدية الأولى أبرز خصائصها"
(انظر: الشيخ/ محمد أبو زهرة: (تاريخ المذاهب الإسلامية) [1/51]).

ومن طريف ما يُذْكَرُ في قتالات الشيعة الزيدية وأهل السُّنَّة في اليمن ما قاله الشيخ الدفتردار:
"حَدَّثَنِي صديق قضى في اليمن ردحًا من الزمن، وشاهد ثورات الزيدية الشافعية وقد انتدب ليدرس بواعثها وأسبابها، فإذا هو يسقط على الحقيقة إذ وجد وقد الفتن من جهل أعشار الشيوخ بمثل القرآن العليا، وقد سمع حديثًا يدور بين شيخين كانا في نظره كما يقول أمثل مَنْ يعرف هناك، لِمَا يجد بينهما من مودة على اختلاف فرعيهما، وكم كان يتمنَّى أن تنتقل هذه المودة إلى أتباعهما المساكين المختلفين..

سمعهما يَتَسَارَّانِ بالحديث التالي:
قال الشيخ الشافعي: "ألا يجدر بنا أن نُفهمهم أنهم أخوة يسكنون وطنًا واحدًا وتُظلّهم سماءٌ واحدة ويجمع كلمتهم وَحْيٌ واحِدٌ واعتصموا بحبل الله جميعًا فكم من نساءٍ رُمِّلَتْ، وأسَرٍ تَدَاعَتْ وإثْمُ ذلك رَاجِعٌ إلينا".

قال الشيخ الزيدي الشيعي:
"دعهم، دعهم، فهم أهل لكل شقاق وشتات لأنهم لا يحملون لنا المودة، ولا يُعطوننا ما نستحقه من أجر؛ فإذا فهموا أن الوحي يجمعهم اكتفوا بأحدنا".

قال الشيخ الشافعي:
"ولكن كيف نلقى اللهَ وحالنا معهم ما تعلم من فتن وتمزيق وخلاف".

قال الشيخ الزيدي:
"لا، لا، لا تمزيق ولا خلاف، هم المسئولون عن تمزيق أنفسهم ومالنا من أثر إلا أننا تركناهم على حالهم وسرنا مع أهوائهم".

قال الشيخ الشافعي:
"بل نحن المسئولون أمام الله والإنسانية والحكومة لو كانت تدري، أما علمت أن رسول الله هدم مسجدًا شَيَّدَهُ المنافقون إرصادًا لتمزيق الكلمة وفتنة للناس عن الهُدَى، أجل هدمه وهو مسجد!! فكيف حالنا ونحن الذين أغرينا بينهم العداوة والبغضاء؟".

قال الشيخ الزيدي:
"هل تعتقد لو تركناهم على حالهم يجتمعون؟".

قال الشيخ الشافعي:
"طبعًا، طبعًا يجتمعون فهذه الحيوانات تسير مجتمعه فهل يكون الإنسان أقل من الحيوانات عقلاً وفكرًا ونفسًا وضميرًا؟".

قال الشيخ الزيدي:
"وكيف تعيش إذا اجتمعوا؟ مُحَالٌ أن نُفهمهم الحقيقة.

فإذا ذلك المبعوث يظهر فجأة بينهما قائلاً:
لعيشكما وهم مجتمعون أرغد وأوسع من عيشكما وهم مختلفون لأن لحوم البشر لا تغذي الأحشاء يا أخباث".
(الإسلام بين السُّنَّة والشيعة، هاشم الدفتردار المدني، ومحمد علي الزغبي ص [129] - [130]ن ط مطبعة الإنصاف - بيروت 1950م).

وهذا الحوار يَدُلُّكَ على أن أئمَّة الشيعة يرون في إحاطة أنفسهم بهالةٍ من السِّرِّيَّةِ، والتقديس، سبيل للتكسُّب والتعيُّش الرغيد، والسلطنة والجاه، فلا إله إلا الله.

وفي العراق:
الجرح الغائر في أعماق الأمَّة الإسلامية والذي لم يندمل بعد فهناك شيعة ولاءها لإيران، وقد كان الخميني يستخدمهم كأداة تخريبية في العراق في أكثر الأحيان.

وخيانة الشيعة في العراق للأنظمة المتعاقبة في حُكمها ترجع إلى شعورهم بالاضطهاد ونقمتهم على حكامهم من أهل السُّنَّة وولائهم المتزايد نحو شيعة إيران.

"فالشيعة في العراق اليوم يعتقدون أن نسبتهم أكثر من 70٪ ومع ذلك فهم محرومون مضطهدون.. وعلى شيعة العراق أن يتحرَّرُوا من القيادة السُّنُّيَّة التي تتحكَّمُ بهم منذ عصور طويلة.
(وجاء دور المجوس: [1/364])، بتصرف.

كما أن وجود المدن الثلاثة المقدسة عند الشيعة (النجف، كربلاء، الكاظمية)، وبها المزارات جعل شيعة العراق يتطلعون إلى التأييد العام في الشيعة في كل مكان إذا هم أعلنوا الثورة".
(الأصولية في العالم العربي: ص [183])، بتصرف.

وفعلاً استغل الشيعة ذكرى الأربعين للحسين في 5/ 2 / 1977م، فأطلقوا شرارة الثورة، وقاموا بمظاهرات وحوادث شغب شملت معظم المدن في جنوب العراق، ويبدو أن الأمر كان أكبر من مجرد مظاهرة واضطراب، فلقد كان الشيعة يوزعون نشرات دورية في العراق والخليج تحت عنوان (العراق الحر)، (صوت الشعب المضطهد)، وفي هذه النشرات كانوا ينادون بالثورة على حُكَّام بغداد، ومَنْ يقرأ هذه النشرات يعلم أنها شيعية لأول وهلة فهم إذا أرادوا وصف ظُلم حُكام بغداد شبَّهُوهُم بهارون الرشيد أو بحُكَّام العصر الأموي وبعد حوادث النجف وكربلاء أسَّسَ الشيعة ما يُسَمَّى بـ(الجبهة الوطنية الإسلامية في العراق)، وأصدروا كتيبًا تحت عنوان (برنامج الجبهة الوطنية الإسلامية)، في 22/ 2/ 1977م، أي بعد الحوادث بأسبوعين.
(وجاء دور المجوس: [1/366] - [367])، بتصرف.

وقد نظرت حكومة العراق إلى هذا الحزب في ضوء التشجيع الواضح من الخميني للنضالية الشيعية على اعتباره طابورًا خامسًا يهدف إلى توحيد العراق وإيران.. فقامت الحكومة العراقية بعمليات قمع واسعة النطاق.. ووجهت تهمة الخيانة بالتخطيط لإقامة دولة شيعية في العراق إلى بعض زعماء الشيعة وقامت بإعدامهم وكان على رأسهم (باقر الصدر)، وأخته (بنت الهدى)، وتم إعدامهم في أبريل 1980م.
(الأصولية في العالم العربي: ص[185])، بتصرف.

وبرغم ما حاول النظام العراقي فيما بعد اتباع سياسة الاسترضاء، فقام بإنفاق مبالغ كبيرة في إعمار المساجد والمراكز الدينية الشيعية في العراق، وإعطاء الحوافز للقادة والأفراد الشيعيين، بل أعلن صدام حسين رئيس النظام أنه من نسل الحسين بن علي، وأعلن ميلاد علي بن أبي طالب عيدًا قوميًّا.. وبرغم ذلك كله فإن كبار أئِمَّةِ الشيعة رفضوا التعاون مع البعث.
(الأصولية في العالم العربي: ص [189]).

وظلت روح التذمُّر موجودة تتحيَّن الفُرَصَ من آنٍ لآخرٍ للفتك بهؤلاء الحُكَّام.

حول خيانة الشيعة في الحرب الأمريكية على العراق:
لم تزل روح التذمُّر والسّخط موجودة عند الشيعة في العراق فهي لا تبرح صدورهم، ومع طلعة كل شمس كانوا يتطلعون إلى إعلان دولة الشيعة في العراق أو التوحيد مع أم الشيعة إيران، وهذا لا يكون إلا بالإطاحة بالنظام الحاكم والتخلص من قيوده.

وبمجرد ما واتتهم الفرصة عندما أعلنت أميركا وبريطانيا الحرب على العراق بحجة محاربة الإرهاب وإحلال الديمقراطية.. وجد الشيعة لهم متنفسًا للتخلص من نظام صدام حسين.

وظهرت خيانتهم في أنهم لم يشاركوا في المقاومات التي قام بها سواء الجيش، أو الشعب العراقي، ضد هذا العدو الغازي، ووقفوا موقف المتفرج، ومن يدري لعلهم أعانوا العدو الصليبي وأمدوه بما استطاعوا من المعلومات كما فعل ابن العلقمي والطوسي.. قديمًا أيام التتار.

وعندما سقطت بغداد خرج الشيعة في الشوارع كالكلاب المسعورة يخطفون وينهبون ويخربون حتى المستشفيات.. وكل هذا في ظل نظام حماية سادتهم الأمريكيين.. واستغل العدو الأمريكي هذه المناظر التي أحدثها الشيعة في العراق في إظهار نفسه بدور المنقذ المخلص لهذا الشعب المضطهد.

والواقع أننا في الوقت الحالي أمام مشكلة معلوماتية يعرف منها حقيقة الأمر تفصيلاً، وذلك لِمَا اكتنف هذه الحرب من غُمُوضٍ، ولكن يومًا سنكشفُ إن شاء اللهُ تعالى عن هذا الغموض، إمَّا لنا وإمَّا لأجيال بعدنا ليؤكّد الحقيقة التي لا تستبعد على القوم وهي تآمرهم وخيانتهم.

ومن بعض المقتطفات الإخبارية يمكن أن نرى كيف أن الشيعة كانوا متطلعين إلى زوال النظام العراقي وإحلال نظام شيعي محله أو تكون فيه أغلبية شيعية.

والطريف في هذا ما أعلن عن عودة كثير من القادة الشيعيين الذي كانوا قد نفاهم نظام صدام لإحداثهم الشغب وإشعال الثورة في البلاد وتركيزهم بعد العودة على المطالبة بأن تضم الحكومة الجديدة الانتقالية التي أزمعت أمريكا تشكيلها أكبر عدد من رجال الحوزة الدينية الشيعية.

نشرت جريدة الأهرام المصرية بتاريخ 12 /7/ 2003 بأن (محمد باقر الحكيم)، رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية (شيعي)، عاد إلى العراق وعندما طرحت أمريكا تشكيل مجلس مؤقت لإدارة العراق اشترط ضم أكبر عدد ممكن من الشيعة للمجلس ليشكلوا غالبية مريحة من الأعضاء، على أن توضع صيغة مكتوبة تنص على صلاحيات المجلس التنفيذية كضمان لعدم التراجع.. وأن يتولى رئاسة المجلس الجديد مسعود البرزاني (شيعي).

وفي ذات الجريدة في نفس العدد:
"ذكرت أن الإمام المهدي مدرسي من أبرز علماء الشيعة العراقيين قد عاد إلى بغداد في يوم 11/ 7/ 2003 بعد غياب 30 سَنَةً قضاها في المنفى.. ألقى مدرسي خطبة أمام أنصاره بمسجد الكاظمية في شمال بغداد طالب فيه بضرورة تنصيب حكومة منتخبة بالعراق بأسرع وقت ممكن وأكد أن حقوق الأقليات في العراق سوف تكون مكفولة إذا وصلت إلى السلطة حكومة تمثل غالبية أبناء الشعب".

أرأيت كيف ينظر الشيعة إلى السُّنَّة على أنهم أقلية، ويَدَّعِي أن حقوقهم ستكون مكفولة عند تشكيل حكومة غالبيتها من الشيعة!!

وفي نفس العدد:
"ذكر (تومي فرانكس)، القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية أن هناك عناصر إيرانية تنشط في العراق وتحاول التأثير على مجريات الأحداث وأوضح أن هناك رجال دين مدعومين من إيران يشاركون في الحوار السياسي في إطار الطائفة الشيعية كما أن أجهزة المخابرات الإيرانية تنشط في الجنوب العراقي لكن دون تقديم أي دعم عسكري ضد الجنود الأمريكيين".

إنهم ينشطون لجني ثمار الخيانة، ولا يعترضون على العدو الأمريكي!!

وفي جريدة الأهرام أيضًا بتاريخ 22 /6/ 2003 ذكرت أن حشدًا كبيرًا من الشيعة في العراق شَكَّلُوا مظاهرة سلمية توجهوا بها إلى مقر القيادة الأمريكية البريطانية، وقدم ممثلون عنهم عريضة يطالبون فيها بسرعة تشكيل حكومة عراقية وبإقامة مجالس محلية وحكومية تحت إشراف الحوزة الدينية الشيعية.. ونظم المظاهرة أنصار (مقتدى الصدر)، نجل الإمام آ(ية الله محمد صادق الصدر)، الذي اغتيل في عام 1995 في النجف.

وفي جريدة الأهرام أيضًا بتاريخ 16 /5 / 2003 ذكرت أنه تظاهر نحو 500 عراقي في بغداد للمطالبة بإقامة حكومة إسلامية وأعلنوا رفضهم قيام أي حكومة علمانية تشكلها الولايات المتحدة وطالب المتظاهرون الذين يمثلون الحوزة الشيعية في مدينة النجف بمنح العراقيين حريتهم في اختيار حكومتهم.

وفي جريدة الأسبوع المصرية بتاريخ 7/ 4/ 2003م تحت عنوان:
"قادة المعارضة العراقية عملاء مباشرون لإسرائيل" ذكرت أنه عندما أطلقت أمريكا ما أسمته إعادة ترتيب العراق رَوَّجَتْ دوائر صهيونية عديدة في أمريكا وإسرائيل على حد سواء لاسم (أحمد الجلبي)، أحد قادة المعارضة العراقية الواقعين المعترفين بالكيان الصهيوني وإمكانية تعاونه مع هذا الكيان في وقت لاحق في مرحلة ما بعد إعادة ترتيب العراق.." وكان جلبي في إشارة واضحة تبين موقفه من الكيان الصهيوني قد قال في لقاء صحفي نشرته صحيفة (هاآرتس العبرية)، من المُفَضَّل ألا يقترب منا القادة الإسرائيليون وألا يبحثون عن اتصال..

مضيفًا:
عليهم ألا يسارعوا إلينا عندما نكون في السلطة وهذا لتمويه وصرف الأعين عن علاقته بالكيان الصهيوني و(أحمد جلبي)، أحد قادة المعارضة الشيعة يعتبر من وجهة نظر الصهاينة أحد أهم المعارضين المعروفين على الساحة الدولية منذ عام 1991م؛ خاصة بعد فشل التمرد الشيعي في ذلك العام والذي نفي على أثره.. علمًا بأنه قد قام بزيارات سرية لإسرائيل عدة مرات التقى فيها بعدد من المسئولين الصهاينة، من أبرزهم (افرايم هاليفي)، رئيس المؤسسة الأمنية الإسرائيلية المُسَمَّاة مجلس الأمن القومي والرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلية الموساد، وليس أحمد جلبي فقط هو مَنْ يُصارع في هذا المجال.. فهناك غيره كثير على هذه الشاكلة أغلبهم يرى نفسه أحق المتآمرين للحصول على أكبر قدر من الغنائم وأهمها كرسي الحكم.

منهم:
ذلك المعارض الذي يسكن واشنطن (نجيب صالحي)، أحد الضباط الكبار في الجيش العراقي قبل أن يفر إلى الولايات المتحدة ليخدم بكل ما أوتي من قوة أعداء العراق.

ومنهم:
كما جاء في إحدى المجلات البحثية التي يصدرها مركز الدراسات الإسرائيلية عن الحالمين بالحكم في بغداد الشريف (علي بن الحسين)، من سلالة العائلة الحاكمة التي حكمت العراق قبل الإطاحة بالملكية وإبعادها عن الحكم.. وهو يعتقد أن على العراق العودة إلى النظام الملكي.

ومنهم:
سعيد صلاح جفعر يقول عنه الإسرائيليون إنه الصديق المخلص لدولة إسرائيل: "إن والد سعيد قدم خدمات جليلة لليهود يوم أن كان وزيرًا للداخلية بالعراق.

ولولا مساعدته لَمَا نجحت حملة تهجير اليهود، ويضيف أن سعيد ورث حُبَّ إسرائيل واليهود عن أبيه، وقد هرب إلى لندن ليعمل على توحيد قوى المعارضة العراقية وانْتُخِبَ رئيسًا لبرلمان المنفى خاصة بعد دعم الولايات المتحدة له.

وسعيد صالحي هذا له علاقات قوية جدًّا مع قادة يهود العالم خاصة داخل أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ذلك إلى جانب دعمهم المالي السري كي يستميل أكبر عدد من المعارضة العراقية لصالح إسرائيل".

وفي جريدة الأخبار المصرية بتاريخ 13 /7/ 2003م تحت عنوان:
(الشيعة يطالبون أمريكا بتعويضهم عن عقود الاضطهاد تحت حكم صدام): "ذكرت الصحيفة أنه في انعقاد أول جلسة لمجلس الحكم الانتقالي والذي مَثَّلَ الشيعة فيه 13 ممثلاً والسنُّة 5، والأكراد 5، وتركماني 1، ومسيحي 1، وطالب رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق محمد باقر الحكيم قوات الاحتلال الأمريكي بتعويض الشيعة عن عقود الاضطهاد، وكان قد صرح لوكالة رويتر بأن شيعة العراق قد ينقلبون ضد قوات الاحتلال إذا لم يحصلوا على تعويض سياسي مناسب عن عقود الاضطهاد التي عانوا خلالها في ظل الحكم السابق".

إن القوم لا يهمّهم إلا الصالح الشخصي لهم فقط، فهم يُعلنونها صراحة بأنهم لم يعترضوا على الاحتلال إلا إذا لم يلبوا مطالبهم ويقوم بتعويضهم عَمَّا أسْمَوْهُ الاضطهاد السياسي، وأعتقد أنه سيفعل لأن العدو ماهر في شراء ذمم الخونة.

وفي حين يطالب الشيعة بتعويض عن الاضطهاد السياسي في العقود الماضية كما زعموا لم يكن هذا اضطهادًا، وإنما كان ردًا على خيانتهم وشغبهم الذي لا ينتهي، يُقاوم أهل السُّنَّة الاحتلال الأمريكي البريطاني ويبذلون دمائهم في سبيل الله عز وجل.

وفي تقرير إخباري لجريدة الأخبار بتاريخ 13 /7/ 2003م، نشرت صورة لجمع كبير من الناس في مسجد وهو يتبرعون بدمائهم للجرحى المقاومين وكان التعليق تحتها: "المسلمون السُّنَّة في العراق يتبرعون بدمائهم بعد صلاة الجمعة في جامع عبد القادر الجيلاني في بغداد.

وهكذا لو قَلَّبْتَ في وابل الأخبار والنشرات التي تصدر عن الأوضاع في العراق لَمَّا أعجزك أن تقف على خيانات الشيعة في العراق والتعامل مع كل الأعداء اليهود والصليبيين ظنًا منهم بأنهم هم الذين سيعيدون الحكم للحوزة الشيعية ويعاونوهم في تأسيس دولة شيعية.

ولكن بإذن الله ستظل المقاومة (مقاومة أهل السنُّة)، حتى يرحل الغزاة أو يهلكون ساعتها ستنكشف خيانات الخائنين أكثر وأكثر، طال الأمد في تحقيق هذا الهدف أو قصر، والرجاء في الله وحده فهو المستعان.