(4) اعتقاد الشيعة في حُرمة الجهاد قبل ظهور المهدي

وهذا الاعتقاد الخطير هو الذي يزيد موقف الشيعة وضوحًا عندما تَحِلُّ الكوارث بالأمَّةِ الإسلامية وتراهم يقفون موقف المُتفرّج، ثم المُتحالف مع الأعداء ليأمن الشيعة من ناحية، وليُنَكِّلُوا بالسُّنُّة من ناحية أخرى.

ولم يُسَجِّلْ التاريخ للشيعة جهادًا ضد الكفار، إلا أن يكون ضد أهل السُّنَّة عن طريق الخيانات التي يفعلونها في القديم والحديث.

وتزخر كُتُبُ الشيعة بالعديد من المرويات التي تبني هذا الاعتقاد عندهم، ومن ذلك: روى ثقتهم في الحديث محمد بن يعقوب الكليني في (الكافي: 8/295)
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "كل راية ترفع قبل قيام القائم (أي الإمام الثاني عشر) فصاحبها طاغوت يُعبد من دون الله عز وجل"، وذكر هذه الرواية شيخهم الحر العاملي في (وسائل الشيعة: 11/37).

وروى محدثهم الطبرسي في (مستدرك الوسائل (2/248 - ط دار الكتب الإسلامية بطهران)
عن أبي جعفر عليه السلام قال: "مَثَلُ من خرج منا أهل البيت قبل قيام القائم عليه السلام مثل فرخ طار ووقع من وكره فتلاعب به الصبيان".

وفي الصحيفة السجادية الكاملة (ص 16 ط - دار الحوراء- بيروت)
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "ما خرج ولا يخرج منا أهل البيت إلى قيام قائمنا أحد ليدفع ظلمًا أو ينعش حقًا إلا اصطلته البلية وكان قيامه زيادة في مكروهنا وشيعتنا" (حقيقة الشيعة: ص 170).

بل إنهم يَذُمُّونَ أهل السُّنَّة لأنهم يجاهدون، روى الملا محسن الملقب بالكاشاني في (الوافي: 9/15) والحر في (وسائل الشيعة: 11/21) ومحمد حسن النجفي في (جواهر الكلام: 21/40):
عن عبد الله بن سنان قال: "قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك ما تقول في هؤلاء الذين يقتلون في هذه الثغور؟ قال: فقال: الويل؛ يتعجلون قتلة في الدنيا وقتلة في الآخرة، والله ما الشهيد إلا شيعتنا ولو ماتوا على فرشهم" (حقيقة الشيعة: ص 172).