عون الرحمن في وسائل استثمار رمضان (26)
مـحـمــــــــود الـعـشــــــــــــــري
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
الوسيلة الحادية والعشرون: إنْظار المعسِر أو التجاوز عنه Ia_aya39
الوسيلة الحادية والعشرون: إنْظار المعسِر أو التجاوز عنه
فقد ذكَر النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- كما في صحيح مسلم: ((أنَّ رجلاً مات فدخَل الجنة، فقيل له: ما كنتَ تعمل؟ قال: كنتُ أُبايع الناس، فكنتُ أُنظِر المعسِر، وأتجاوز في السكَّة أو في النقْد، فغُفِر له))، والمعنى: أنه كان يتسامَح في الحقوق، ولا يشدِّد.

وفي الصحيحين قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((تلقَّتِ الملائكة رُوحَ رجل ممَّن كان قبلكم، فقالوا: أعملتَ مِن الخير شيئًا؟ قال: لا، قالوا: تذكَّر، قال: كنتُ أُداين الناس، فآمُر فِتياني أن يُنظِروا المعسِر، ويتجوَّزوا عن الموسِر، قال: قال الله: تجوَّزوا عنه)).

وقدْ روَى مسلم والدارمي عن قتادة أنَّه طلَب غريمًا له فتوارَى عنه، ثم وجدَه، فقال: إني معسِر، قال: آلله؟ قال: آلله، قال: فإني سمعتُ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: ((مَن سَرَّه أن يُنجيَه الله من كُرَب يوم القيامة فَلْيُنَفِّسْ عن معسِر أو يضَع عنه))، وروى الترمذيُّ وابن ماجه وأحمد، وصحَّحه الألباني، قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((مَن أنْظر معسرًا أو وضَع له، أظلَّه الله يومَ القِيامة تحتَ ظلِّ عرْشه يومَ لا ظلَّ إلا ظله))، و((مَن نفَّس عن غريمهِ، أو محَا عنهُ، كان في ظلِّ العرْشِ يومَ القيامة))؛ صحيح الجامع الصغير وزياداته.

وفي صحيح الترغيب، قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((مَن أنظر معسِرًا، فله كلَّ يوم صدَقَة قبل أن يحلَّ الدَّين، فإذا حلَّ الدَّين فأنظرَه بعدَ ذلك، فله كلَّ يوم مِثليه صَدَقة)).

وعمومًا؛ قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((مَن يسَّر على مُعسِرٍ يسَّرَ الله عليه في الدُّنيا والآخِرة))؛ رواه مسلم.
---------------------------------------------------