منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 محمد والقيادة الدينية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49202
العمر : 72

محمد والقيادة الدينية Empty
مُساهمةموضوع: محمد والقيادة الدينية   محمد والقيادة الدينية Emptyالسبت 10 فبراير 2024, 8:45 am

الفصل الثاني
محمد والقيادة الدينية
لقد كانت الهجرة إلى المدينة، مرحلة تاريخية هامة في حياة المسلمين وفي حياة رسول الإسلام، فمع قيام الدولة الإسلامية الأولى في المدينة نجمت أمام الرسول قضايا هامة فأبرزته قائداً دينياً وسياسياً وعسكرياً.. وهنا سنعالج موضوع القيادة الدينية ، كصاحب دعوة ورسالة...

الرسول -صلى الله عليه وسلم- وميوله الفطرية لديانة التوحيد
لقد عرفنا من دراستنا سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه كان لا يدين بدين قبيلته، وينأى بجانبه عن عبادة الأوثان، ولقد قاده تفكيره إلى اعتناق مبداً الحنيفية -دين إبراهيم عليه السلام- تبعاً لميله الفطري للدين، واقترابه من معرفة الحقيقة الأزلية بوحدانية الله.

الرسول والروح الكفاحية في نشر الإسلام
حين صدع الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالرسالة، كان ذلك المناضل العنيد في سبيل نشر الدعوة الإسلامية، تحفزه تلك الروح الكفاحية العالية، في جو معاد كل العداء، لكن إيمانه بصدق نبوته وصلابة إرادته، وقوة شخصيته مكنته جميعاً من أن يكسب القلوب ويؤلف بينها فظهرت تلك المجموعة الإسلامية المناضلة، التي اقتفت نهجه حتى النهاية، فهاجرت من مكة إلى المدينة، ومن ثم توحدت مع الأنصار في جبة نضالية، مكنت الرسول -صلى الله عليه وسلم- أخيراً من أن يبسط شرعة الإسلام التوحيدية، ويلغي عبادة الأصنام الوثنية..

يقول المفكر واشنطن ارفنج في محاضرة له ألقاها في ميلاد الرسول عام 1936:
((لم يكن محمد محباً للدنيا قط، وقد لقي من الاستهزاء من قومه والإهانات، حتى اضطر إلى الهرب، وكانت له آراء عالية، واعتقاد حسن بربه، ويقين بشريعته فوق كل يقين، أي رسول من الرسل هو ؟ ويدلنا على ذلك قوله: " لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته")).

لقد كانت الروح النضالية، التي كافح الرسول بها بصلابة إرادة، وعزم لا يلين مثار إعجاب الباحثين من الشرق والغرب، لدرجة لم يقدر معها المفكر الفرنسي الكبير فرانسوا فولتير، رغم علمانيته، أن يكتم إعجابه بتلك الشخصية الفذة للمناضل والداعية الديني في شخص الرسول.

فيقول:
((أن في نفس محمد لشيئاً عجيباً طريفاً رائعاً يحمل الإنسان على الإعجاب والتقدير، ولعمري إن الرجل وقف وحده يدعو إلى الله، ويتحمل الأذى في سبيل هذه الدعوة سنوات عديدة، وأمامه الجموع المشركة، تعمل جهدها لمعاكسته وقتل فكرته، إنه إذاً يستحق كل تقدير وتمجيد)).

الطبيعة الدينية للرسول
لقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم-  احد أبرز رجالات التاريخ من حيث الثبات على المبداً، والإخلاص في تطبيق العقيدة، وكل ذلك نابع من طبيعته الدينية وصلابة شخصيته.

يقول الباحث الفرنسي المستشرق ادوار مونتيه في مؤلفه: "محمد والقرآن":
((أن طبيعة محمد الدينية تدهش كل باحث مدقق نزيه المقصد، بما يتجلى فيها من شدة الإخلاص، فقد كان محمد مصلحاً دينياً ذا عقيدة راسخة ، ولم يقم إلا بعد أن تأمل كثيراً وبلغ سن الكمال بهاتيك الدعوة العظيمة، التي جعلته من أسطح أنوار الإنسانية في الدين، وهو في قتاله الشرك والعادات القبيحة التي كانت عند أبناء زمنه، كان في بلاد العرب أشبه بنبي من أنبياء بني إسرائيل الذين نراهم كبارا جداً في تاريخ قومهم، ولقد جهل كثيراً من الناس محمداً بخسوه حقه، ذلك لأنه من المصلحين النادرين، الذين عرف الناس أطوار حياتهم بدقائقها)).

يؤكد هذا الباحث فكرته تلك، بوصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنه نبي من الأنبياء يسائل في جزيرة العرب أنبياء التوراة لدى العبرانيين القدماء، كما يتطرق إلى نضاله لإخراج أمته من ضلال الوثنية والأخلاق المنحطة إلى معارج الوحدانية والصلاح، بتلك الحمية الدينية العظيمة.

يقول:
((كان محمد نبياً بالمعنى الذي كان يعرفه العبرانيون القدماء، ولقد كان يدافع عن عقيدة خالصة لا صلة لها بالوثنية، وأخذ يسعى لانتشال قومه من ديانة جافة لا اعتبار لها بالرة ليخرجهم من حالة الأخلاق المنحطة كل الانحطاط، ولا يمكن أن يشك لا في إخلاصه ولا في الحمية الدينية  التي كان قلبه مفعماً بها)).

الهدم والبناء
كانت رسالة الإسلام، التي دعا إليها النبي -صلى الله عليه وسلم- رسالة بناء، لكنه لم يشد بناءه على أسس المجتمع القديم، وإنما  على أسس جديدة، ولا سبيل إلى تحقيق غاياته السامية هذه إلا بهدم أسس المجتمع القديم المبني على الوثنية، ليشيد صرح الإسلام. فلا بناء دون هدم، ولا فكر جديد دون معارضة القديم.

الإسلام جاء متمماً للرسالات السابقة
لقد جاءت رسالة الإسلام التي حملها الرسول وبشر بها في جزرة العرب، لتتم لا لتنقص، فقد صرح الرسول مراراً بأن الرسالة الإسلامية هي متممة لما سبقها من رسالات سماوية وكذلك خاتمتها، كما أنه خاتم المرسلين.

يقول الدكتور وغسطون كريستا الإيطالي في كتابه: الكياسة الاجتماعية»:
((كان محمد يعلن أنه رسول الله تعإلى، لإصلاح دين إبراهيم المطهر الذي أفسده أبناؤه، وأقام العبادة القويمة التي أنشأها ذلك النبي ، فسدت على مر الزمن، وليؤيد وهو -خاتمة الرسل- ما كان الله أنزله على من سلفه من الأنبياء: موسى وداود وأشعيا وعيسى.. إذ هذه الجدران العالية، لدليل على قوة عظيمة لمحمد، مثال القيادة ورمز  السياسة)).

الإصلاح الديني من الوثنية إلى الوحدانية
غير أن النقطة الهامة التي يقف عندها معظم الباحثين هي دور الرسول -صلى الله عليه وسلم- في تحقيق نقلة نوعية من تاريخ العرب والشعوب التي دخلت فيما بعد الحظيرة الإسلامية، هي في نقلها من الوثنية إلى الوحدانية... إذا كان الرسول يحمل في نضاله ورسالته برنامجاً ثورياً إصلاحياً للمجتمع، أبرزه كمصلح، فإن إصلاحه هذا قد امتد حتى كل جوانب الحياة جميعاً: دينياً وسياسياً واجتماعياً واقتصاديا، فقام بتنظيم المجتمع على قاعدة المساواة والعدل وفي ظل الحرية الفكرية والدينية  والسماحة بين الشعوب، كل ذلك في إطار أخوة إسلامية عريقة بإنسانيتها كريمة بمثلها.

الإصلاح الديني انطلاقاً من أن الإسلام دين ودولة
وهنا لا بد أن نقف عند حدود جانب الإصلاح الديني، بما يحمله الإسلام كدين وعقيدة، من فعالية للتغيير إلى الأفضل والأسمى.. فعملياً كانت تلك النقلة الثورية العظيمة في مضامينها بانتقال مجتمع الجزيرة العربية من الشرك إلى الإيمان، في مجتمع الأخوة الإسلامية.



محمد والقيادة الدينية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49202
العمر : 72

محمد والقيادة الدينية Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمد والقيادة الدينية   محمد والقيادة الدينية Emptyالسبت 10 فبراير 2024, 8:46 am


يقول الكاتب الروسي ليون تولستوي في كتابه: «الإنسان والحياة»:
((إن محمداً نبي الإسلام الذي آمن به الآن أكثر من مئتي مليون نفس، قد قام بعمل جليل، فإنه هدى الوثنيين الذين قضوا حياتهم بالحروب الأهلية وسفك الدماء وتقديم الضحايا البشرية إلى معرفة الإله الواحد، وأنار أبصارهم بنور الأيمان، وأعلن أن جميع الناس متساوون أمام الله سبحانه، والحق الذي لا مراء فيه، أن محمداً قام بعمل عظيم وانقلاب كبير في العالم)).

الوحدانية جوهر الإسلام
بينما يرى المفكر ميسمر أن الدور العظيم الذي اضطلع به الرسول -صلى الله عليه وسلم-، هو إسقاط الضلالات التي كان العرب يؤمنون بها إلى اقتراب من الحقائق الأزلية فكان أن انتصر جوهر الدين الإسلامي الذي هو الوحدانية.

يقول ميسمر:
((وعند الفلاسفة المحققين أن الرجال أولي العظمة الذين تبقى أعمالهم على مدى الدهر، هم من أهل النباهة الكبرى الذين يجيئون لإصلاح العالم، وشفاء عصرهم من مرضه، وما فعله محمد هو أنه لما رأى ضلال الناس في معرفة الخليقة، عزم على إرشادها، وتطبيق قوانين الطبيعة على أمور العالم، بقدر ما كان معروفاً في ذلك الوقت، لذلك أعلن الوحدة الإلهية، بدلاً من الخرافات التي مقتضاها تثليث إله، وجعله مركباً من الأب والابن وروح القدس، فالوحدانية هي أساس دين الإسلام وسبب نصرة محمد)).

من الوثنية الصماء إلى  الوحدانية المتنورة
أما المفكر الأيرلندي الكبير برنارد شو، فقد أكبر عظمة الرسول الدينية، في تلك النقلة الجبارة التي حققها طفرة من الوثنية الصماء إلى الوحدانية المتنورة.

فكتب يقول:
((قطع محمد بعد المسيح بستمائة عام خطوة إلى الأمام ضخمة هائلة من الوثنية الصماء الموات إلى وحدانية متنورة، بيد أنه وإن مات فاتحاً، وتخلص بذلك من أن يكون رئيساً لغرفة تعذيب عربية، وجد من المستحيل أن يشد قومه العرب إلى عقيدته الإلهية دون ترغيبهم وترهيبهم بوعود في النعيم للمؤمنين، ووعيد في العذاب الأليم للأشقياء الجاحدين، بعد انفصال أرواحهم عن أبدانهم، كما أنه رضي أيضاً، ولكن بعد عديد الاحتجاجات الصادقة المخلصة، بالصفات الخارقة، التي الصقتها به عقلية أتباعه الخرافية الصبيانية، وهكذا فإنه يحتاج اليوم أيضاً إلى إعادة استكشافه من جديد، والتعرف إلى طبيعته الحقيقة قبل أن يعود الإسلام كإيمان حي)).

الرسول الشخصية الدينية الأوفر نجاحاً
وإذا كان التاريخ الإنساني يؤكد على أن المجتمعات البشرية، قد عرفت منذ نشوئها الكثير من المصلحين الدينيين والأنبياء المرسلين، فإن الإنجاز العظيم الذي حققه الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- لم يبلغه أي من أولئك السابقين من الأنبياء أو اللاحقين -من المصلحين-، وهذا ما أثار دهشة الحركة الاستشراقية، بمختلف اتجاهاتها، وقد جاء في الموسوعة البريطانية الطبعة الحادية عشر، تحت مادة "القران" ما يؤكد هذه الحقيقة، ويقدم الدليل على النجاح المذهل الذي حققه في مجتمعه، بقولها: ((كان محمد بين شخصيات العالم الدينية جميعاً، أوفرهم حظاً من النجاح)).

لقد صهر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمته المشرذمة إلى قبائل متناحرة في أمة إسلامية، بقيت ثابتة على مدار التاريخ «مقاومة أسباب الفناء».

ويتحدث الكاتب الفرنسي الكبير غوستاف لوبون عن النجاح العظيم الذي حققه الرسول، بقوله:
((فمما لا ريب فيه أن محمداً أصاب في بلاد العرب نتائج لم تصب مثلها جميع الديانات التي ظهرت قبل الإسلام ومنها اليهودية والنصرانية ولذلك لا ترى حداً لفضل محمد على العرب)).

الإصلاح الإسلامي وخير الدنيا والآخرة
ويتحدث الدكتور نجيب أرمنازي (1819 - 1887م) في كتابه: "الشرع الدولي في الإسلام" عن ذلك الحدث الديني العظيم بقوله: ((كان العرب لما بعث محمد فيم على الفطرة البيضاء النقية،لم يكدرها مكدر، ولم يبعث برونقها عابث، تتطلع إلى أمر عظيم، وخطب جسيم، قد استكنت من المواهب الشريفة والقوى الكامنة، والعزائم الشديدة ما يسمو كالنار إلى إشاعة ذكره، وتعرف خبره، واستفاضت فيما روح الحياة، وشاع في الناس نباً حادث ديني كبير، يكون عنوان تاريخ جليل، فقد ظهر الإسلام في عنفوان تلك البعثة، وأصاب بدعوته شاكلة القلوب، ودانت له العرب، فأصلح بينهم وجمع كلمتم، وجينئذ نفروا من البادية، وانتشروا في أقطار الأرض، تنقاد لهم أعنة الأمم انقياداً يشابه المعجزات، ولما أظهر محمد دعوته قال لعشيرته الأقربين: «ما أعلم أن إنساناً في العرب جاء قومه بأفضل كما جئتكم به، فقد جئتكم بخير الدنيا والآخرة»)).

الإصلاح الديني والمبدأ الراسخ
أمَّا المستشرق البريطاني جون ديفولبوت (1832 - 1902م) فيتحدث عن الإصلاحات الدينية والاجتماعية الخالدة في جزيرة العرب، والمبدأ الراسخ الذي ما زالت الإنسانية تعمل به، يقول: ((هل بالامكان إنكار فضل محمد نبي العرب الذي قام بإصلاحات غريبة وعظيمة فكانت خالدة لبلاده، فقد جعل أهلها يعبدون الله ويهجرون عبادة الأصنام (وهو الذي منع واد البنات وحرم شرب الخمر ولعب الميسر)، وترك لأمته مبدءاً لا يزال، وعليه يعمل الملايين من الناس)).

ويتحدث الكاتب الإسلامي مولانا محمد على في بحثه عن صفات الرسول المميزة كمصلح، وعن عظيم ما قام به -صلى الله عليه وسلم- في تحويل  المجتمع الغارق في الجهالة وضروب الفساد الديني والأخلاقي والاجتماعي، بقوله: ((والواقع أن أيما مصلح لم يجد قط شعبه غارقاً في الدرك الأسفل من الجهالة بقدر ما كان العرب غارقين عند ظهور الرسول. كانوا يجهلون المباديء الحقة في الدين والسياسة والحياة الاجتماعية على حد سواء. ولم يكن لديهم فن عظيم أو علم وافر يتباهون بهما، لا ولم يكن لهم أي اتصال بسائر أجزاء العالم. وكان التماسك القومي شيئا مجهولاً لديهم، إذ كانت كل قبيلة من قبائلهم تشكل وحدة مستقلة بينها وبين زميلاتها ما صنع الحداد. وكانت اليهودية قد بذلت قصارى جهدها لإصلاحهم، ولكن على غير طائل...

وكانت النصرانية أيضاً قد أخفقت في محاولات مسائلة. كذلك فشلت حركة الأحناف، التي نشأت على نحو واهن، كفشل الحركتين السابقتين، وتلاشت من غير أن تخلف أيما أثر في المجتمع العربي. وإنما بعث الرسول الكرم لانتشال شعب كهذا الشعب الضائع من وهدة الجهالة. فما هي غير سنوات معدودات حتى محا جميع ضروب الفساد الديني والأخلاقي والاجتماعي الراسخة الأصول في بلاد العرب، وحتى خلق تربة تلك الديار -إذا جاز التعبير- خلقاً آخر. لقد حل أصفى شكل من أشكال الوحدانية محل صنوف الخرافات واشكال الوثنية المنحطة. فإذا بأبناء الصحراء نصف البرابرة أنفسهم يفعمون بحمية جديدة لقضية الحق إفعاماً حملهم إلى أقاصي العالم ليؤدوا رسالة الله...

وفي ما يتصل بعبادة الخالق، بزوا أعظيم الزهاد والنساك، من غير أن يرفضوا العالم أو يتخلوا عنه. فما إن يطرق الأذان مسامعهم في غمرة من حياتهم اليومية الناشطة، حتى يطرحوا همومهم الدنيوية ويسجدوا  خاشعين للرب. وكانوا ينفقون معظم لياليهم في عبادة الله. وهكذا فقد كانوا، برغم وجودهم في هذا العالم، منفصلين عن هذا العالم. وبالتالي فإن صلواتهم كان يلازمها دائماً إيمان حي لم يعرفه أيما ناسك معتزل في صومعته البتة)).



محمد والقيادة الدينية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49202
العمر : 72

محمد والقيادة الدينية Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمد والقيادة الدينية   محمد والقيادة الدينية Emptyالسبت 10 فبراير 2024, 8:47 am


صلاحية الإسلام لكل الأمم
وانطلاقاً مما حققه الإسلام من إصلاح في المجتمع العربي في تلك النقلة التاريخية الرائعة، يرى المستشرق الإيطالي ميخائيل إيمارى في كتابه « تاريخ المسلمين » أن الإسلام بفضل كماله صالح لكل الأمم: ((لقد جاء محمد نبي المسلمين بدين إلى جزيرة العرب يصلح أن يكون ديناً لكل الأمم لأنه دين كمال ورقي، دين دعة وثقافة، دين رعاية وعناية، ولا يسعنا أن ننقصه، وحسب محمد ثناء عليه أنه لم يساوم ولم يقبل المساومة لحظة واحدة في موضوع رسالته)).

عالمية الرسالة الإسلامية
أن الرسالة التي حملها النبي محمد، لم تكن مطلقاً لشعب بذاته دون غيره، أو لجنس دون سواه، بل كانت رسالة عالمية... والرسول الكريم الذي بعثه الله كمصلح، ما انفك يناضل في الجزيرة العربية، حتى عم فضل الرسالة التي حملها فشمل الإنسانية جمعاء، وهذا ما ميزه عن سائر أصحاب الرسالات السابقة.

يقول مولانا محمد على:
((والنقطة الثانية التي تميز محمداً من سائر المصلحين الروحيين العظام وأنبياء العالم تتصل بعالمية رسالته. فقد حمل كل نبي  رسالة كل من أولئك الأنبياء مقصورة على شعب بعنه. فقد حمل كل نبي رسالة النور والهداية إلى أمه مخصوصة أو بلد مخصوص. وليس من ريب في أن تطهير النفس البشرية كانت هي رسالة كل منهم، ولكن هذه الرسالة كانت محدودة دائماً.

أمَّا رسالة محمد فكانت كونيه، ونوره كان عالمياً، ونطاق مشاركته الوجدانية كان يستغرق البشرية كلها. مال تعالى:  (وما أرسلناك إلا رحمه للعالمين) (21/107)  وقال: (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (34/28) وقال: (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً) (52/ 1) وقال: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً) (7/158)، والواقع أن هذه الآيات لا تعدو أن تكون قلاً من كثر نص فيها القرآن الكريم على أن الرسول قد بعث للنهوض بالجنس البشرى كله. وفوق هذا، فإن القرآن الكريم يتحدث عن نفسه فيقول: (وما تسألهم عليه من أجر، إن هو إلا ذكر للعالمين) (12/104).

لقد أتى على الإنسانية حين من الدهر كانت مجزأة فيه إلى عدة « مقصورات » كتيمة، إذا جاز التعبير. كانت كل أمة منكمشة على نفسها ضمن تخوم وطنها، منعزلة كل الانعزال عن سائر الأمم. كانت وسائل المواصلات محدودة. وطبيعي أن لا يتوقع المرء في مثل هذه الأحوال اتساعاً في العقلية كبيراً. فقد كان استشراف كل أمة مقصورا على بيئتها المباشرة، فهي تحسب نفسها الكل في الكل. وهكذا لم يكن في مستطاع الحكمة الإلهية إلا أن تبعث إلى كل أمة بنبي مستقل كيفت رسالته وفق حاجاتها وأحوالها الخاصة. ولقد أدى هؤلاء الأنبياء المختلفون مهمتهم الخصوصية: أعني إحياء  أمة بعينها. ولكن طاقتهم الروحية كانت، مثل حقل رسالتهم، محدودة النطاق. فكانت الشعلة تتوهج فترة من الزمان ثم تخبو شيئاً بعد شيء، حتى انطفأت آخر الأمر انطفاء كاملاً.

وعندئذ كانت الحاجة تنشاً إلى مصلح روحي ينير العصر المظلم. ومن ثم إلى بعثة نبوية إثر بعثة نبوية. ولكن بينا حققت العناية الإلهية مصلحة الإنسان الروحية، باختيارها الرسل حيناً بعد حين من بين مختلف الأمم، أدى ذلك إلى نشوء انطباعية شديدة الأذى، فقد شرعت كل أمة، لجهلها بما أغدق الله على الأمم الأخرى من أفضال مماثلة، تعتقد أنها هي شعب الله المختار.

وهذا ما غذى الفكرة الضارة القائلة بالمحاباة الإلهية، وما رافق ذلك من شرور ملازمة. ولتقوم هذا الشعور بالتمييز العنصري، وإزالة الأحقاد التي خلقتها التخوم الجغرافية والاجتماعية وبعض الحواجز المصطنعة، ولصهر الإنسانية في كل واحد متراص، شاءت الحكمة  الإلهية أن تبعث نبياً عالمياً ذا رسالة إلى الجنس البشري كله، نبياً لا تتخطى قوته الروحية كل تخم فحسب، بل تحتفظ فوق ذلك بفعاليتها إلى آخر الدهر أيضاً. وهكذا ها إن تمت سلسلة الأنبياء المليين بظهور حلقتها الأخيرة، يسوع، الذي أرسل -ونحن نستعمل هنا كلماته نفسها- «إلى خراف الإسرائيليين الضالة» حتى آن الأوان لأن تشرق شمس الروحانية على الأفق الديني لتضيء، العالم كله.

وهكذا ظهر الرسول الذي كان «رحمة للعالمين» «وحرر الإنسانية من أصفاد الجهل والخرافة والفساد. وإنما كان الأنبياء السابقون أشبه بمصابيح إلهية  كثيرة ذات ضياء يكفي هذه الحجرة أو تلك ، ومن هنا مست الحاجة إلى مصابيح مختلفة تطابق مختلف المناطق الجغرافية والقومية. لقد سفحت نورها حولها، فإذا بكل ما هو واقع ضمن نطاقها مشرق، متألق. ولكن ما إن بزغت الشمس من رمال بلاد العرب حتى أمست البشرية في غير حاجة إلى تلك المصابيح. ولكن ضياء الشمس لا يمكن أن يحل محله أيما ضياء آخر، وهو كاف لإنارة العالم إلى يوم يبعثون)).

إنسان فوق البشر ونبي من أنبياء الله
إن الروح الكفاحية للرسول -صلى الله عليه وسلم- نضاله الدؤوب في نشر الدعوة الإسلامية جعلته رغم بساطته المتناهية في سيرته وسلوكه وأخلاقه ومناقبه، إنساناً خارق المقدرة فوق مستوى البشر،.. لقد تناول المستشرق الفرنسي مارسيل بوازار هذه القضية، حين بحث إقامة الدولة الإسلامية الأولى بمجتمعها الجنين في المدينة، وكيف تمكن من انتزع اعتراف خصومه بالجماعة الإسلامية عن طريق المعاهدات، وكيف حقق النصر كنبي ملهم ورجل عسكري فذ، فيقول: ((وإذا تذكرنا أخيراً على الصعيد النفساني هشاشة السلطان الذي كان يمتع به زعيم من زعماء العرب، والفضائل التي كان أفراد المجتمع يطالبونه بالتحلي بها، استطعنا أن نستخلص أنه لا بد أن يكون محمد الذي عرف كيف ينتزع رضا أوسع الجماهير به إنساناً فوق مستوى البشر حقاً، وأنه لابد أن يكون نبياً حقيقياً من أنبياء الله)).

الرسول والحرية الدينية
لقد خاض الرسول حروباً عسكرية عديدة، ولكن كان في جميعها مدافعاً، ولم يلجاً إلى السيف إلاً حين فرض عليه.. ومن ثم دخل المسلمون في دين الله أفواجاً دونما فرض أو إكراه، وعن هذه النقطة يتحدث المستشرق الهولندي راينهارت دوزى (1820- 1884)، في مقدمة كتابه: "ملحق وتكملة القواميس العربية": ((أن ظاهرة دين محمد تبدو لأول وهلة لغزاً غربياً لاسيما متى علمنا أن هذا الدين الجديد لم يفرض فرضاً على أحد)).



محمد والقيادة الدينية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49202
العمر : 72

محمد والقيادة الدينية Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمد والقيادة الدينية   محمد والقيادة الدينية Emptyالسبت 10 فبراير 2024, 8:47 am


الحرية الدينية والإخاء
لقد أثارت مباديء الحرية الدينية  في الإسلام فيما أثارته احترام المستشرقين المنصفين وكذلك الباحثين العرب المسيحيين الذين قدروا الأخوة المسيحية الإسلامية حق قدرها، وتطرق الأستاذ يوسف نعيي عرافة في خطبة له في عيد المولد النبوي عام 1346هـ  1927م إلى معاهدة الرسول مع أصحاب الديانات الأخرى، لاسيما المسيحيين منهم، فيقول: ((إن محمداً هو باني أساس المحبة والإخاء بيننا، فقد كان يحب المسيحيين ويحميهم، من ذلك ما قام به في السنة السادسة بعد الهجرة، حيث عاهد الرهبان خاصة والمسيحيين عامة، على أن يدفع عنهم الأذى، ويحمي كنائسهم وعلى أن لا يتعدى على أحد من أساقفتهم ولا يجبر أحداً على ترك دينه، وان يمدوا بالمساعدة لإصلاح دينهم وأديرتهم، كما أن القرآن نطق بمحبة المسيحيين للمسلمين وبودتهم لهم، وإن الآية الشريفة: (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون)، لتبعث على شد أواصر الصداقة بين الطرفين، بل حتى مع الشعب الإسرائيلي في أكثر الأوقات، إننا لنعلم أن ما أتى به الرسل موسى وعيسى ومحمد ما هو إلا لإصلاح العالم لا لإفساده وخرابه، وما الكتب الثلاثة المنزلة  إلا نور صادر من بؤرة واحدة ينعكس نورها في ثلاثة أشعة، كل منها للبشر)).

عظمة الرسول وجلال نبوته
إن من معالم عظمة الرسول الدينية، أن الرسالة التي دعا إليها وناضل في سبيل وضع أسسها في مجتمع وثني متناحر، غدا وحدة إيمانية صلبة، ولم تبق رسالة الإسلام للعرب وحدهم بل هي عالمية بظهور العالم الإسلامي وأمة الإسلام، فكان -صلى الله عليه وسلم- حسب قول الباحث بوسورث اسمث في كتابه: "حياة محمد": ((مؤسس أمة ومملكة وهداية، وهذا أمر لا مثيل له، وهو الأمي الذي لا يعرف القراءة والكتابة)).

أما القس الفرنسي لوازون، فيتحدث عن جلال الرسول وعظمته الدينية بروح من الإنصاف والتجرد:
((محمد -بلا التباس ولا نكران- من النبيين والصديقين وهو رسول الله، بل إنه نبي عظيم جليل القدر والشأن أمكنه بإرادة الله تكوين الملة الإسلامية وإخراجها إلى الوجود بما صار أهلها ينيفون على الثلثمائة مليون من النفوس، وداسوا بخيولهم سلطنة الرومان، وبرماحهم قطعوا دابر أهل الضلال إلى أن صارت ترتعد من ذكرهم فرائص الشرق والغرب)).

عبقرية النبي واستمرارية الرسالة
ويبقى في أساس معايير عظمة رجالات التاريخ استمرارية الرسالات التي حملوها للإنسانية جمعاء، لأن الاستمرار والبقاء دلالة صلاحيتها لكل زمان ومكان، فكيف إذا اتصل الأمر برسالات السماء وحملتها من الأنبياء البررة؟

يقول المؤرخ البريطاني فتلي (1815 -1890م) في مقدمة كتابه:
((قد ينحرف المؤرخ عن موضوعه ليتأمل حياة رجل نال سلطة  خارقة على عقول أتباعه وعماله  ووضعت عبقريته نظاماً أساسياً دينيا سامياً سياسياً، وما زال يحكم الملايين من البشر من أجناس مختلفة وصفات متباينة، وان نجاح محمد كمشرع بين أقدم الأمم الآسيوية، وثبات نظمه على مدى أجيال طويلة، في كل نواحي الهيكل الاجتماعي، دليل على أن ذلك الرجل الحاذق قد كونه مزيج نادر من الكفاءات)).

خادم الله والإنسانية
إن مسيرة الرسول، الكفاحية ونضاله المرير لنشر رسالة الإسلام قد أدت إلى نتيجتين هامتين أولاها: خدمة وحدانية الله  بإسقاط الوثنية، ومن ثم خدمة الإنسانية كنتيجة منطقية بانتشار رسالة الإسلام بين الشعوب العربية والإسلامية من جهة، ولكونها رسالة عالمية من جهة أخرى (راجع بحث: عالمية الرسالة الإسلامية) فكان أن عم خيرها البشرية جمعاء، وقدمت الحلول المنطقية لخلاص الأمم من مشاكلها الاجتماعية والاقتصادية والروحية...

ويؤكد القس دافيد بنجامين كلدانى
(الذي عرف باسم عبد الأحد داود بعد اعتناقه الإسلام) في مؤلفه: "محمد في الكتاب المقدس" هذه الحقيقة بأن الرسول خادم الله والإنسانية بقوله:
((أن الخدمة الجليلة العظيمة المدهشة التي قدَّمها محمد -صلى الله عليه وسلم- لله، ولصالح البشر، لم يقدمها أي مخلوق من عباد الله ملكاً كان أو نبياً، خدمته لله فإنه اقلع جذور الوثنية من جزء كبير من الأرض، وأما خدمته للإنسان فقد قدم له أكمل دين وأفضل شريعة لإرشاده وأمنه)).

ويتابع عبد الأحد داود القول:
((أقام دين الإسلام الذي وحد في أخوة حقيقية، جميع الأمم والشعوب التي لا تشرك بالله شيئاً. إن جميع الشعوب الإسلامية تطيع رسول الله وتحبه تحترمه ؟ لأنه مؤسس دعائم دينها، ولكنها لا تعبده أبداً ولا ترفعه إلى مقام التقديس والتأليه)).

أن عالمية الرسالة الإسلامية وإنسانيتها قل جعلت من النبي محمد، رسول البشرية جمعاء وزعيم مريدي الخير للإنسانية، وذلك كما يرى المستشرق السويسري ماكس فان برشم (1863 - 1921م) بمعرض حديثه عن دوره التاريخي العظيم في حياة العرب والشعوب التي دخلت في الإسلام، فارتقت من وهاد الضلالة إلى معارج النور والحضارة.

يقول ماكس فان برشم في كتابه: «العرب في آسية»:
((إن محمداً نبي العرب من أكبر مريدي الخير للإنسانية، وإن ظهور محمد للعالم أجمع إنما هو أثر عقل عال، وإن افتخرت آسية بأبنائها فيحق لها أن تفتخر بهذا الرجل العظيم، إن من الظلم الفادح، أن نغمط حق محمد الذي جاء من بلاد العرب وإليهم، وهم على ما علمناه من الحقد البغيض قبل بعثه، ثم كيف تبدلت أحوالهم الأخلاقية والاجتماعية والدينية بعد إعلانه النبوة، وبالجملة مهما ازداد المرء إطلاعاً على سيرته ودعوته إلى كل ما يرفع من مستوى الإنسان، إنه لا يجوز أن ينسب إلى محمد ما ينقصه، ويدرك أسباب إعجاب الملايين بهذا الرجل ويعلم سبب محبتهم إياه وتعظيمهم له)).

وتلخص الموسوعة البريطانية السيرة الكفاحية لحياة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- واجتهاده في رفع راية التوحيد وعظمته عربياً وإسلامياً وعالمياً فتقول: ((إن محمداً اجتهد في سبيل الله وفي نجاة أمته، وبالأصح اجتهد في سبيل الإنسانية جمعاء)).



محمد والقيادة الدينية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
محمد والقيادة الدينية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» محمد والقيادة السياسية
» محمد والقيادة العسكرية
» محمد الداعية والقيادة الفكرية
» الجزء الثالث: الفرق الدينية اليهودية.. الباب الأول: الفرق الدينية اليهودية (حتى القـرن الأول الميلادى)
» الدراسة الدينية أثناء الجنابة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: إلا رســـول الله صلى الله عليه وسلم :: الـرســـــــول فــي الـدراســـــــــــات-
انتقل الى: