المدخل
الاستغراب: المفهوم المضطرب
في ضوء الاهتمام بالاستشراق -من حيث الانبهار به أو التصدي له أو محاولات الالتفاف عليه- ظهرت فكرة قيام حركة مواجهة، تعنى بالغرب؛ ثقافة وفكرًا وآدابًا وعادات وتقاليد، مما حدا ببعض المفكرين العرب المعاصرين إلى أن يدعوا إلى قيام علم الاستغراب، فانبرى حسن حنفي (1935م)، ونشر كتابًا ضخمًا بعنوان مقدمة في علم الاستغراب، ليأتي هذا العلم مواجهًا للتغريب "الذي امتد أثره ليس فقط إلى الحياة الثقافية وتصوراتها للعالم، وهدد استقلالنا الحضاري، بل امتد إلى أساليب الحياة اليومية ونقاء اللغة ومظاهر الحياة العامة وفن العمارة".

ويعرف أحمد سمايلوفتش الاستغراب بأنه كلمة مشتقة "من كلمة (غرب)، وكلمة غرب تعني أصلًا غروب الشمس، وبناءً على هذا يكون الاستغراب هو علم الغرب، ومن هنا يمكن كذلك تحديد كلمة (المستغرب)، وهو الذي يتبحر من أهل الشرق في إحدى لغات الغرب وآدابها وحضارتها"، والتعبير بـ: (إحدى) هنا يوحي بالتخصص الدقيق في مواجهة الاستشراق بالاستغراب، بحيث تكون هناك إحاطة بالموضوعات الفرعية للغرب، بدلًا من تعميم الأحكام على الغرب كله - كما سيأتي نقاشه في مفهوم الغرب، وأنه ليس غربًا واحدًا.

ويقترح عبدالله الشارف تعريفًا للاستغراب بأنه ظاهرة نفسية واجتماعية وثقافية معاصرة، يتميز الأفراد الذين يجسدونها بالميل نحو الغرب والتعلق به ومحاكاته، نشأت في المجتمعات غير الغربية -سواء أكانت إسلامية أم لا- على إثر الصدمة الحضارية التي أصابتها قبيل الاستعمار وخلاله ، وقُل عن هذه الفئة الأخيرة: إنها تمثل "طبقة ثقافية ظهرت في بداية القرن المنصرم؛ لتظهر ثنائية على الساحة الثقافية في الوطن العرب والعالم الثالث، طبقة تأثرت بالكتاب الغربيين في كافة المناهج والمفاهيم والطرق وبكافة العلوم".

نبَعَت الدعوة إلى وجود مثل هذا العلم من الشعور بأن الساحة العربية العلمية والثقافية تكاد تخلو من معرفة ثقافات الأمم الأخرى، وهذا زعم جاء نتيجة للتقصير في تتبع النتاج الفكري العربي الإسلامي، الذي لم يخلُ في زمن مِن أزمان ازدهاره من الحوار العلمي الثقافي مع الآخرين، لكن ذاك لم يسمَّ علمًا أو استغرابًا أو نحو ذلك، ولكنه أخذ طابع الردود على الآخرين، وتبيان الحق في الديانات الثلاث؛ اليهودية والنصرانية والإسلام، بما في ذلك التعرض إلى طبيعة المسيح عيسى ابن مريم -عليهما السلام- من أنه لم يكن إلا عبدًا من عباد الله، أرسله الله مبشرًا ونذيرًا، فكان عليه السلام رسولًا مبشرًا، اصطفاه الله تعالى بالرسالة وبالمعجزات المؤيدات لرسالته عليه السلام.

قد يقال: إن هذا الجانب من جوانب الحوار، وهو الاستغراب، مركز على البعد الديني، لا سيما الجانب العقدي منه، وهذا صحيح؛ إذ إن الاستشراق في منطلقاته الأولى كان على هذه الشاكلة من التركيز على الأبعاد الدينية للإسلام، معرجًا على القرآن الكريم والرسول -عليه الصلاة والسلام- والرسالة والسنة والصحابة والفتح الإسلامي ، وأنه -أي الاستشراق- قد انطلق من الأديرة والكنائس، حيث تعود بوادر التنصير إلى القرون الأولى للإسلام، يقول فيئون النصراني: "رحم الله عبدالله بن سعيد بن كلاب القطان المصري (توفي قبل سنة 240هـ)، كان يجيئني إلى البيعة وأخذ عني، ولو عاش لنصَّرنا المسلمين".

ولم ينل هذا المصطلح (الاستغراب) العناية التي يستحقها، وظل جانب معرفة الأمم الأخرى قاصرًا إلا على جمع من المثقفين، الذين يرغبون في توسيع آفاقهم، وفتح مجالات للحوار بين الثقافات، مما أدى عند بعضهم إلى أن ينقلب السحر عندهم على الساحر، فيسمون سفراء للثقافة الغربية، ممتهنين للتسويق لها في المحافل الفكرية، بدلًا من أن يكونوا خبراء فيها يبينون ما فيها من حق وما فيها من خلاف ذلك، فأطلق على هذه الفئة مصطلح التغريبيين westernizers، والمفهوم الذي تتولاه هذه الفئة يدعى التغريب (westernization).

وتغلِب على هذا التأثر النظرة العاطفية القائمة على رد فعل ذاتي وسريع، وقد تكون ناقمة على سلوكيات اجتماعية محلية ملفوظة ومرفوضة، وإن تمسحت بمسوح الدين، وهي لست بالضرورة من الدين، وإن كانت من الدين فقط تكون إلى التشديد أقرب، والإمام سفيان الثوري (97 - 161هـ) يقول: إنما العلم عندنا الرخصةُ من ثقة، فأما التشديد فيحسنه كل أحد، وقد يكون رد الفعل بهذه الصفة من منطلقات فكرية أخرى أو سياسية، فيكون رد الفعل الذاتي والآني عكسيًّا ناقمًا على المجتمع بمُثله ومبادئه، بدلًا من أن يكون هؤلاء التغريبيون منافحين عن ثقافتهم بمنطلق من الاعتدال والسماحة والمنهج الوسط، من وجهة انتمائية تصبر وتسعى إلى إحداث تغيير نحو الأفضل، وإن طال الزمن.

الجوانب الأخرى للاستغراب -إذا سمح المصطلح- تمثلت في نقل معطيات الحضارات الأخرى، وعلمها وفكرها المتماشي مع أحكام الإسلام، وذلك عن طريق النقل والترجمة عن اللغات الأخرى، بعد صقل هذه المعطيات وأخذ النافع منها، لا للمسلمين والمحيط الإسلامي فحسب، بل للإنسانية جمعاء، بما في ذلك ترجمة (تعريب) أعمال دواوين الخلافة (دواوين الإنشاء)، عندما تبين أن الإجراءات الإدارية -بما فيها اللغة والصياغة- قد نقلت من ذوي التجارب السابقة.

ليس النقل والترجمة شكلًا من أشكال الاستغراب الواضح والمباشر، ولكنها تسهم -دون شك- في تلقي الأفكار، ثم معرفتها من خلال ما ينقل من نتاج القوم العلمي والأدبي والفني، وهي أيضًا من المشجعات على قيام تفاهم وحوار وتواصل ثقافي مع الآخرين -كما يقول محمد القيعي-، وأخذ الحكمة منهم، على اعتبار أن الحكمة ضالة المؤمن، أنَّى وجدها فهو أولى بها، وربما تعد مراكز الترجمة القديمة إبان ازدهار الحضارة الإسلامية، مثل بيوت الحكمة في بغداد ودمشق والقاهرة والأندلس، هي من نواة الدراسات الاستغرابية.

ليس الاستغراب (Occidentalism)، أو الغربلوجيا (Westernolo-gy) هو التعامل مع الآخر بالمنطلق نفسه الذي تعامل به معظم المُستشرقين والغربيين عمومًا مع المسلمين وعلوم المسلمين وثقافتهم وعاداتهم وآدابهم؛ ذلك أن عقيدة المسلمين نفسها ومنهجهم في النظر إلى الأمور تمنع من ذلك ولا تبيحه، يقال هذا ردًّا على من قال ذلك؛ إذ إننا مطالبون بالعدل مع الآخرين، حتى أولئك الذين بيننا وبينهم عداوة، أو شنآن.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: 8].

يقول كرم خلة في تعبير آخر: "لدينا وجهة نظر إنسانية، نحن لا نملك هذا التفكير العنصري الموجود في الغرب، العنصرية - في رأيي - مرتبطة بالإمبريالية، مرتبطة بالنظرة من أعلى إلى أسفل... الباحث الغربي عندما يدرس مصر أو السعودية فإنه يشعر أنه أمام مجتمع بدائي، ويدرس هذا المجتمع من أعلى إلى أسفل، وهذ النظرة العنصرية لم تمت بعد... لكني لا أدعو إلى مجابهتها بعنصرية مضادة، بل بموقف إنساني".

كما يؤكد أحمد الشيخ أننا في المحيط العربي والإسلامي نتبنى تراثًا من القيم الأخلاقية، تبعدنا بمسافة كبيرة عن تشويه الآخرين والاعتداء عليهم أو (احتلالهم) أو الهيمنة عليهم، حتى لو كانت لدينا القدرة المادية والتقانية والإرادة لذلك، كما حدث من الغرب تجاه الشرق في الماضي القريب، ويحدث الآن من الغرب تجاه الشرق بصور تختلف شكلًا لا مضمونًا عن ذلك الماضي القريب.

على أن بعض المعنيين بهذا الجانب من الحوار بين الشرق والغرب لا يرون ضرورة وجود هذا الحقل من الدراسات؛ لأنه عنده لم يحِنْ أوانه في ضوء انشغال الأمة بجهودها وموضوعاتها المباشرة، فالأحرى بالأمة أن تتجه إلى قضاياها المزمنة، "وإن كان هذا لا يمنع بعض الباحثين العرب من إعداد رسائل علمية حول موضوعات تتعلق بالغرب".

وهل يحتاج الأمر إلى أن تتكرر صورة الاستشراق معكوسًا بالاستغراب، بحيث يعيش الاستغراب المراحل التي عاشها الاستشراق، بما في ذلك خدمة الاستشراق للاحتلال؟ وهل ننتظر مثلًا الوقت الذي يحتل الشرق فيه الغرب حتى تنطلق الدراسات الاستغرابية، فتتكرر حينئذ النظرة الفوقية المعكوسة؟، هذا تساؤل غير مطروح في ضوء المنهج العلمي الذي يدرس الشرقيون من خلاله الغرب، ولا يظهر أن الموضوع يسير بهذه الرؤية التبسيطية.

وربما فهم آخرون التوجه إلى الدراسات الاستغرابية على أنه انكماش ثقافي على الذات، وجهل بما يدور خارج الحدود، وأنه إصرار على إبراز الفوارق أكثر من الإصرار على إبراز المشتركات، والتركيز على السلبيات وإغفال الإيجابيات، في الوقت الذي نعيش فيه اختراقًا من قِبل الغرب لأحوالنا، مما قد ينسينا رسالتنا.

دوافع الاستغراب:
ومهما كان التوجه نحو الاستغراب فإن المطلوب دائمًا تجنب الإثارة، واللجوء إلى الطرح السطحي في قضايا عميقة جدًّا، تحتاج إلى بحث علمي جاد بعيد تمامًا عن القفز إلى النتائج، ناهيك عن وضع النتائج قبل المقدمات؛ ذلك أننا مطالبون من منطوق الآية الكريمة السابقة بالقسط والعدل، مع جميع من نتعامل معهم، والعدل أقرب إلى التقوى.

يقول الطيب تيزيني: "إنما الدعوة هنا تؤكد النظرة المؤصلة الموضوعية والأكاديمية التي تتوخى العدل والإنصاف في تناول موضوعات مهمة ومصيرية ومتابعة من جهات راصدة للتوجهات الفكرية".

ويضيف الطيب تيزيني: "كما للغرب منتقدوه فللشرق منتقدوه من داخله كذلك، دون اللجوء إلى جلد الذات، وتحطيم المعنويات، وتثبيط الطاقات، الخلاف بين الثقافات قائم، وهو أزلي مستمر، وهو كذلك من طبيعة العلاقات الإنسانية، إلا أن وجوه التلاقي والتعارف بين الناس والشعوب أكثر من وجوه الاختلاف".

لا تلغي هذه الفكرة في العدل والقسط الاستمرار في إيجاد مثل هذا العلم، الذي يكشف الثقافات الأخرى كشفًا موضوعيًّا مبنيًّا على التحليل العلمي الموضوعي والاجتماعي/ الأنثروبولوجي والإثنوجرافي والسياسي والاقتصادي؛ للوصول إلى رؤية واضحة نحو التعامل مع الأمم الأخرى، لا سيما أن الاستغراب -من منطلق العدل والقسط- قد يخدم الآخرين (الغرب) أكثر من خدمة الاستشراق له.

ويؤيد محمد النيرب أحد الباحثين العرب المهتمين بالغرب هذا التوجه بقوله: "أنا لا أريد أن يكون الاستغراب مثلما كان الاستشراق، بل أريد أن يكون أرقى في التفكير، وأنبل في الأهداف، وينبغي أن يكون هدف هذا الاستغراب هو إعطاء القارئ العربي معرفة أفضل وأدق بالبلدان الغربية، ودرجة تطورها، فالاستغراب لا بد أن يكون متميزًا ومختلفًا بصورة واضحة عن الاستشراق، وأعتقد أنهم في الغرب سيرحبون، كثيرًا، بمثل هذا المشروع؛ لأنهم سيستفيدون من هذا المشروع أكثر مما استفادوا من الاستشراق".

ويؤكد محمد النيرب أيضًا على أنه من الواجب على العرب والمسلمين أن يشرعوا في تأسيس علم الاستغراب؛ "فالظروف الحالية التي يمر العالم العربي تحتم عليه أن يفهم بدقة هذه الحضارة الغربية التي خضع ويخضع لها في نواح عديدة من حياته، فربما يدفعه هذا الفهم الجيد نحو سلوك أفضل".

وعليه، فإن الاستغراب لا ينظر إليه على أنه فكر معادٍ للغرب، وليس هو فكرًا معاديًا للتقانة أيًّا كان مصدرها، ولا ينظر الاستغراب للغرب على أنه عدو لله تعالى، وليس في الأمر تصفية حسابات تطغى عليها العاطفة والنزعة الانتقامية -كما تؤكد بعض الطروحات- ولا هو مضاد للاستشراق أو مواجه له.

ولا يُنكر الاستغراب حال التوتر بين الشرق والغرب، كما لا يتجاهل ما تعرض له الشرق تاريخيًّا من الغرب، من أيام الحملات الصليبية وما قبلها وما بعدها، ومع عدم هذا التجاهل، لا يعين الاستغراب في الاستمرار في صناعة الكراهية بين الثقافات ، وتوسيع الفجوة بينها.

وليس الاستغراب كذلك ضربًا من الهوان المعبر عنه بلغة الاعتذار والتسويغ، ولا يؤمن بما ينسب إلى عيسى ابن مريم -عليهما السلام- بأن تدير خدك الأيسر لمن يصفعك على خدك الأيمن، أقول: ينسب لعيسى ابن مريم -عليهما السلام- لأن الاستغراب يدرس مدى دقة هذا القول المنسوب الذي يظهر من منطوقه أنه مدعاة للهوان باسم التسامح، ولا يظهر أنه من التسامح، وهل تصح نسبته لعيسى ابن مريم - عليهما السلام؟ وهذا من صميم توضيحات الاستغراب الثقافي (الديني)، لما اعترى هذه الثقافات الأخرى تدخل بشري، هذا دون ممارسة أسلوب الوصاية على هذه الثقافات - كما سيأتي تفصيل بعض معطياته.

مع كل هذه الاعتبارات مأخوذة في الحسبان ينظر إلى الاستغراب على أنه دراسات موضوعية هادئة كاشفة عن الحسن والسيئ (الإيجابي والسلبي)؛ فالإيجابي يؤخذ به ويستفاد منه، والسلبي يطرح ويتجنب ويحذر منه، وموضوعيتها أدعى إلى الاقتناع بما لدى القوم من خير وشر، وبحيث تتولد الإرادة في الانتقاء، فليس الغرب شرًّا كله، وليس هو خيرًّا كله.

ولا تتولد الإرادة والاقتناع إلا بالتخلي عن (الأفكار المسبقة) بوصفها عدوة الشعوب والثقافات الوطنية، وعدوة الحضارة الإنسانية التي شن عليها محمد عزيز الحبابي حملات شعواء، وحاربها في الشرق كما في الغرب.

من هذا المنطلق يمكن قبول الاستغراب؛ سعيًا إلى فهم الآخر فهمًا مباشرًا، من أجل التعامل معه تعاملًا يعود نفعه علينا نحن مباشرة وبالدرجة الأولى، ثم يعود نفعه على المستهدف منه بالدرجة الثانية، إذا كان لهذا الأمر درجات! وهذا ما يسعى إليه المسلمون في سبيل التعامل مع ما حولهم ومع من حولهم، فلم يعودوا في معزل عن العالم، ولن يستطيعوا، ولم يعد العالم في معزل عنهم، ولا يستطيع.

عليه يمكن أن ينظر إلى الاستغراب على أنه: "الوجه الآخر والمقابل، بل والنقيض من (الاستشراق)، فإذا كان الاستشراق هو رؤية الأنا (الشرق)، من خلال الآخر (الغرب)، يهدف (علم الاستغراب) إلى فك العقدة التاريخية المزدوجة بين الأنا والآخر، والجدل بين مركب النقص عند الأنا، ومركب العظمة عند الآخر"، كما يقول حسن حنفي.

وهذا يحتاج إلى ما يحتاجه من وضعه على الواقع العلمي والفكري، بما في ذلك الوصول إلى رؤية حول طبيعة هذا التوجه، من حيث كونه علمًا أو حركة أو ظاهرة، تمامًا كما تعامل الغرب والعرب مع الاستشراق في تحديد هويته بين العلوم والآداب والفنون، وبهذا يكون الغرب مدروسًا، بدلًا من أن يبقى طوال الوقت دارسًا، وما تبع من كونه دارسًا من الشعور بالفوقية والتعالي، فيسهم هذا التوجه في التغلب على المركزية الغربية وتقليصها في ضوء الانجراف إلى دعوات العولمة.