البصر 4017
البصر

الأدِلَّة:
دَلَّ على صفة البصر أدِلَّة كثيرة جدًّا من القرآن الكريم منها: قوله تعالى: ﴿إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعًا بصيرًا﴾ [النساء: 58].          
وقوله تعالى: ﴿ليس كمثله شيء وهو السميع البصير﴾ [الشورى: 11] وقوله تعالى: ﴿إن الله سميع بصير﴾ [المجأدِلَّة: 1].          

وأمَّا من السُّنَّة:
حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: ((يا أيها الناس! أربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، ولكن تدعون سميعا بصيرا، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته)). رواه البخاري (6384).

أقوال العلماء في الثبوت:
يثبت أهل السُّنَّة والجماعة صفة البصر لله تعالى قائمة بذاته، على ما يليق بجلال الله وعظمته، وأنها صفة حقيقية له حكمًا وأثرًا، وهو أنه سبحانه يبصر جميع المرئيات من الأشخاص والألوان مهما لطفت أو بعدت، فلا تؤثر على رؤيته الحواجز والأستار.

أقوال العلماء في المعنى:
قال ابن تيمية: (دَلَّ الكتاب والسُّنَّة واتفاق سلف الأمَّة ودلائل العقل على أنه سميع بصير، والسمع والبصر لا يتعلق بالمعدوم، فإذا خلق الأشياء رآها سبحانه وإذا دعاه عباده سمع دعاءهم وسمع نجواهم).          
قال ابن القيم: (كل حي فعال مدرك، وإدراك المسموعات بصفة السمع وإدراك المبصرات بصفة البصر).          
قال الشيخ السعدي: ([التي] يبصر [بها] كل شيء وإن دق وصغر، فيُبصر دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء، ويُبصر ما تحت الأرضين السبع كما يبصر ما فوق السموات السبع).

المعنى المختصر:
البصر صفة من صفات الله تعالى الذاتية الفعلية التي يدرك بها جميع المبصرات.

الأسماء والصفات ذات العلاقة:
الأسماء: البصير.
الصفات: العين - الرؤية - النظر- السمع.
الأفعال: يبصر - يرى - يسمع.

قواعد:
- صفات الله تعالى كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه.          
- صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.          
- الكلام في الصفات كالكلام في الذات، والقول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر.          
- صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين: ثبوتية وسلبية، فالثبوتية: ما أثبته الله تعالى لنفسه، والصفات السلبية: ما نفاها الله عن نفسه.          
- الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين: ذاتية، وفعلية، فالذاتية: هي التي لم يزل ولا يزال مُتَّصِفاً بها، والفعلية: هي التي تتعلق بمشيئته.          
- باب الصفات أوسع من باب الأسماء.          
- يلزم في باب الصفات التخلي عن أربعة محاذير: أحدها: التمثيل، والثاني: التكييف، والثالث: التعطيل، والرابع: التحريف.

تنبيهات:
اضطرب المعطلة في إثبات صفة البصر لله تعالى، فزعم البعض أنّ معناه يرجع إلى العلم فحسب، وقال آخرون إنّه لا يتجدد لله سمع أو بصر وإنما هو تعلق ونسبة وإضافة فقط، وقد دَلَّ الكتاب والسُّنَّة واتفاق سلف الأمَّة ودلائل العقل على أن الله تعالى سميع بصير، والسمع والبصر لا يتعلق بالمعدوم، وإنما بالموجود، فإذا خلق الأشياء رآها سبحانه، وإذا دعاه عباده سمع دعاءهم وسمع نجواهم.

المصادر والمراجع:
- الصفات الإلهية في الكتاب والسُّنَّة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه لمحمد أمان بن علي جامي، طبعة الجامعة الإسلامية.          
- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي مؤسسة الرسالة.          
- التدمرية لابن تيمية، طبعة مكتبة العبيكان.          
- مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين لابن القيم، دار الكتاب العربي.          
- القواعد المثلى في صفات الله الله تعالى وأسمائه الحسنى، لمحمد بن صالح العثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ، مدار الوطن للنشر.          
- شرح الواسطية للهراس، دار الهجرة للنشر والتوزيع.          
- صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسُّنَّة، لعلوي بن عبد القادر السَّقَّاف، دار الهجرة.          
- مجموع الفتاوى لابن تيمية، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.          
- موقف ابن تيمية من الأشاعرة، عبد الرحمن المحمود، دار الرشد.          
- معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول حافظ حكمي، دار ابن القيم.          
- الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرارللعمراني، دار أضواء السلف.          
- الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة لابن قيم الجوزية، دار العاصمة.
الرقم الموحد: (181718).