المغفرة - الغفران 3321
المغفرة - الغفران
الأدِلَّة:
دَلَّ على إثبات صفة المغفرة والغفران لله تعالى أدِلَّة من الكتاب والسُّنَّة منها: قوله تعالى: ﴿وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير﴾ [البقرة: 285]، وقوله: ﴿إن الله عزيز غفور﴾ [فاطر: 28]، وقوله: ﴿ألا هو العزيز الغفار﴾ [الزمر: 5].          

وأمَّا من السُّنَّة:
فحديث أبي هريرة رضي الله عنه: (... بل قولوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) رواه مسلم (125).          
وحديث عائشة رضي الله عنها: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله؛ كره الله لقاءه)فقيل: يا رسول الله! كراهية لقاء الله كراهية الموت، كلنا نكره الموت؟ قال: (ذاك عند موته، إذا بشر برحمة الله ومغفرته؛ أحب لقاء الله...) رواه: النسائي (1734) وصححه الألباني.

أقوال العلماء في الثبوت:
يعتقد أهل السُّنَّة والجماعة أنّ الله موصوف بالمغفرة والغفران، وأنها صفة صفة فعلية ثابتة لله عز وجل بالكتاب والسُّنَّة.

أقوال العلماء في المعنى:
قال ابن تيمية: (المغفرة معناها وقاية شر الذنب، بحيث لا يعاقب على الذنب، فمن غفر ذنبه، لم يعاقب عليه).          
وقال ابن القيم: (لفظ المغفرة يتضمن الوقاية والحفظ).          
وقال الشيخ السعدي: ([الذي] من مغفرته أن المسرفين على أنفسهم الذين قطعوا أعمارهم بالأعمال السيئة، إذا تابوا إليه وأنابوا ولو قبيل موتهم بأقل القليل، فإنه يعفو عنهم، ويتجاوز عن سيئاتهم).

المعنى المختصر:
صفة فعلية ثابتة لله عز وجل معناها وقاية شر الذنب وعدم المعاقبة عليه.

الأسماء والصفات ذات العلاقة:
الأسماء: غافرالذنب - الغفور- الغفار- الستير- العفُوّ.
الصفات: - الستر – العفْو.
الأفعال: يغفر - يعفو - يستر.

قواعد:
- صفات الله تعالى كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه.          
- صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.          
- الكلام في الصفات كالكلام في الذات، والقول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر.          
- صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين: ثبوتية وسلبية، فالثبوتية: ما أثبته الله تعالى لنفسه، والصفات السلبية: ما نفاها الله عن نفسه.          
- الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين: ذاتية، وفعلية، فالذاتية: هي التي لم يزل ولا يزال مُتَّصِفاً بها، والفعلية: هي التي تتعلق بمشيئته.          
- باب الصفات أوسع من باب الأسماء.          
- يلزم في باب الصفات التخلي عن أربعة محاذير: أحدها: التمثيل، والثاني: التكييف، والثالث: التعطيل، والرابع: التحريف.

تنبيهات:
أنكر المعطلة تعلق المغفرة بالمشيئة، وزعموا أنّ الصحيح قول من يجزم بالمغفرة لكل مذنب، وهذا الذي قالوه باطل فإنّ قوله تعالى﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء﴾ دليل على أنه يغفر البعض دون البعض، ولو كان كل ظالم لنفسه مغفورا له بلا توبة ولا حسنات ماحية لم يعلق ذلك بالمشيئة.

المصادر والمراجع:
- الصفات الإلهية في الكتاب والسُّنَّة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه لمحمد أمان بن علي جامي، طبعة الجامعة الإسلامية.          
- جهود الإمام ابن قيم الجوزية في تقرير توحيد الأسماء والصفات لوليد بن محمد العلي، المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسُّنَّة.          
- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي مؤسسة الرسالة..          
- التدمرية لابن تيمية، طبعة مكتبة العبيكان.          
- مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين لابن القيم، دار الكتاب العربي.          
- القواعد المثلى في صفات الله الله تعالى وأسمائه الحسنى، لمحمد بن صالح العثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ، مدار الوطن للنشر.          
- شرح الواسطية للهراس، دار الهجرة للنشر والتوزيع.          
- شرح العقيدة الطحاوية لعبد الرحمن البراك، دار التدمرية.          
- صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسُّنَّة، لعلوي بن عبد القادر السَّقَّاف، دار الهجرة.          
- مجموع الفتاوى لابن تيمية، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
الرقم الموحد: (181677).