العلم
الأدلة:
دل على صفة العلم أدلة كثيرة من القرآن والسنة منها: قوله تعالى: ﴿عالم الغيب والشهادة﴾ [الأنعام: 73، الرعد: 9، التغابن: 18] وقوله تعالى: ﴿ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء﴾ [البقرة: 255] وقوله تعالى: ﴿وأن الله بكل شيء عليم﴾ [المائدة: 97].

وأمَّا من السُّنَّة:
ما جاء في حديث الاستخارة: (اللهم إني أستخيرك بعلمك...). رواه البخاري (6382).
وحديث ابن عباس رضي الله عنهما وقول الخضر لموسى : (إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه، وأنا على علم من علمالله علمنيه لا تعلمه).رواه البخاري (122) ومسلم (4385).

أقوال العلماء في الثبوت:
يعتقدأهل السنة والجماعة أنّ الله موصوف بصفة العلم، وهي صفة ذاتية ثابتة لله بالكتاب والسنة، وأنّ الله أحاط علمه بجميع المعلومات من الواجبات والممتنعات والممكنات.

أقوال العلماء في المعنى:  
قال ابن تيمية: (هو الرب العليم الذي العلم صفة له).
وقال ابن القيم: ( فالعلم يتضمن الحياة ولوازم كمالها من القيومية والقدرة والبقاء والسمع والبصر وسائر
الصفات التي يستلزمها العلم التام).
وقال السعدي: (العليم المحيط علمه بكل شيء: بالواجبات، والممتنعات، والممكنات، فيعلم تعالى نفسه الكريمة، ونعوته المقدسة، وأوصافه العظيمة... ويعلم الممتنعات حال امتناعها، ويعلم ما يترتب على وجودها لو وجدت...
ويعلم تعالى الممكنات، وهى التي يجوز وجودها وعدمها ما وجد منها، وما لم يوجد مما لم تقتض الحكمة إيجاده، فهو العليم الذي أحاط علمه بالعالم العلوي، والسفلي لا يخلو عن علمه مكان ولا زمان، ويعلم الغيب والشهادة، والظواهر والبواطن والجلي والخفي).

المعنى المختصر:
صِفة ذاتيّة لله تعالى يدرِك بِها جميع الأشياء على ما هي عليه.

الأسماء والصفات ذات العلاقة:
الأسماء: العليم - الخبِير - اللَّطيف - الصفات: الإدراك - الإحاطَة - الحياة - القُدرة - الخلق.
الأفعال: يحيط - يخلق - يقدر.

قواعد:
-صفات الله تعالى كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه.
-صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
-الكلام في الصفات كالكلام في الذات،والقول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر.
-صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين: ثبوتية وسلبية، فالثبوتية: ما أثبته الله تعالى لنفسه، والصفات السلبية: ما نفاها الله عن نفسه.
-الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين: ذاتية.
وفعلية، فالذاتية: هي التي لم يزل ولا يزال متصفا بها، والفعلية: هي التي تتعلق بمشيئته.
-باب الصفات أوسع من باب الأسماء.
-يلزم في باب الصفات التخلي عن أربعة محاذير: أحدها: التمثيل والثاني: التكييف، والثالث: التعطيل، والرابع: التحريف.

تنبيهات:
اضطرب قول المعطلة في علم الله تعالى، فتارة يقولون: لا علم له، وتارة يقولون: لا يعلم إلا نفسه، وتارة يقولون: إنما يعلم غيره على وجه كلي، ولا يعلم الجزئيات، وكل هذا مخالف لما ورد في نصوص الشرع من وصف الله تعالى بأنه يعلم كل شيء، فعلمه سابق للأشياء قبل وجودها وهو يعلمها عند حدوثها، وهوعالم بالجزئيات والكليات،والواجبات، والممتنعات، والممكنات،ويعلم سبحانه وتعالى ما كان، وما يكون، وما لا يكون لو كان كيف يكون، كما قال تعالى ﴿ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه﴾.

المصادر والمراجع:
- التنبيهات اللطيفة لابن سعدي، دار طيبة.
- الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه لمحمد أمان بن علي جامي،طبعة الجامعة الإسلامية.
- شرح النونية للهراس، دارالكتاب العلمية.
-توضيح مقاصد العقيدة الواسطية للبراك، دار التدمرية.
-نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله عز وجل من التوحيد للدارمي، مكتبة الرشد.
- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي مؤسسة الرسالة..
- القواعد المثلى في صفات الله الله تعالى وأسمائه الحسنى، لمحمد بن صالح العثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ، مدار الوطن للنشر.
- شرح الواسطية للهراس، دار الهجرة للنشر والتوزيع -صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة، لعلوي بن عبد القادر السَّقَّاف، دار الهجرة.
- مجموع الفتاوى لابن تيمية، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
الرقم الموحد: (181660).