ذكر عادة المملكة في الخلع والزي:
قال ابن فضل الله:
وأمَّا القضاة والعلماء فخلعهم من الصوف بغير طراز، فلهم الطرحة، وأصل الصوف أن يكون أبيض وتحته أخضر.
وأمَّا زي القضاة والعلماء فدلق (1) متسع بغير تفريق، فتحته على كتفه، وشاش كبير منه ذؤابة بين الكتفين، ويميلها إلى الكتف الأيسر.
وأمَّا من دون هؤلاء فالفرجية الطويلة الكم بغير تفريج، "وأما زاهدهم فيقصر الذؤابة" (2) ويميلها إلى الكتف الأيسر.
ومنهم من يلبس الطيلسان.
وأمَّا قاضي القضاة الشافعي -رضي الله تعالى عنه، فرسمه الطرحة، وبها يمتاز ومراكبهم البغال، ويعمل بدلا من الكنبوش (3) الزناري، وهو من الجوخ بالعباء المجوفة الصدر مستدير من وراء الكفل.
وألبسه الخطباء دلق مدور أسود للشعار العباسي، وشاش أسود وطرحة سوداء.
وأمَّا زي الأمراء والجند، فتقدم عند ذكر السلطان.
وأمَّا خلعهم وخلع الوزراء ونحوهم فأسقطتها من كلام ابن فضل الله؛ لأنها ما بين حرير وذهب؛ وذلك مُحَرَّمٌ شرعاً، وقد التزمت ألا أذكر في هذا الكتاب شيئًا أسأل عنه في الآخرة، إن شاء الله تعالى.
_________
(1) الدلق: نوع من الملابس الصوفية.
(2) كذا في الأصل وفي ح، ط: "والذؤابة أيضا ويميلها"، وكلاهما غير واضح.
(3) الكنبوش: من معانيه اللثام الذي يستعمله أهل المغرب لتغطية الوجه من الدقن إلى الخيشوم اتقاء لبرودة الصباح.
وانظر حواشي السلوك 1: 452.
(2/320)
_________


ذكر عادة السلطان في الكتابة على التقاليد:
قال ابن فضل الله:
عادته إذا كتب لأحد من النواب يكتب اسمه فقط، فإن كان من كبارهم، وهو من ذوي السيوف، كتب "والده فلان"، وإن كان من القضاة والعلماء كتب: "أخوه فلان"


ذكر معاملة مصر:
قال ابن فضل الله في المسالك:
معاملة مصر الدراهم، ثلثاها فضة وثلثها نحاس، والدرهم ثمان عشرة حبة (1) خرنوبة، والخرنوبة ثلاث قمحات، والمثقال أربعة وعشرون خرنوبة، والدرهم منها قيمته ثمانية وأربعون فلسا، والدينار الحبشي ثلاثة عشر درهما وثلث الدرهم.
وأمَّا الكيل فيختلف (2) بمصر: الإردب، وهو ست ويبات، الويبة أربعة أرباع، الربع أربعة أقداح، القدح مائتان واثنان وثلاثون درهما؛ هذا إردب مصر، وفي أريافها يختلف الإردب من هذا المقدار إلى أنهى ما ينتهي ثلاث ويبات.
والرطل اثنا عشر أوقية، والأوقية اثنا عشر درهما.
قال صاحب المرآة: في سنة خمس وسبعين من الهجرة ضرب عبد الملك بن مروان على الدنانير والدرهم اسم الله تعالى، قال الهيثم: وسببه أنه وجد دراهم ودنانير تاريخها قبل الإسلام بأربعمائة سنة، عليها مكتوب "باسم الأب والابن وروح القدس"، فسبكها ونقش عليها اسم الله تعالى وآيات من القرآن واسم الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
واختلف في صورة ما كتب، فقيل: جعل في وجه "لا إله إلا الله" وفي الآخر "محمد رسول الله"
_________
(1) ساقطة من ح، ط.
(2) ح، ط: "فمختلف في مصر".
(2/321)
_________
وأرخ وقت ضربها.
وقيل: جعل في وجه "قل هو الله أحد" وفي الآخر "محمد رسول الله".
وقال القضاعي: كتب على أحد الوجهين "الله أحد من غير قل"، ولما وصلت إلى العراق أمر الحجاج فزيد فيها في الجانب الذي فيه محمد رسول الله في جوانب الدرهم مستديرا: "أرسله بالهدى ودين الحق ... " الآية.
واستمر نقشها كذلك إلى زمن الرشيد، فأراد تغييرها فقيل له: هذا أمر قد استقر وألفه الناس، فأبقاها على ما هي عليه اليوم، ونقش عليها اسمه.
وقيل: أول من غير نقشها المنضور، وكتب عليها اسمه.
وأما الوزن فما تعرض أحد لتغييره. انتهى كلام صاحب المرآة.
(2/322)
_________


ذكر كوكب الذنب:

قال صاحب المرآة:
إن أهل النجوم يذكرون أن كوكب الذنب طلع في وقت قتل قابيل، وهابيل، وفي وقت الطوفان، وفي وقت نار إبراهيم الخليل، وعند هلاك قوم هود وثمود وقوم صالح، وعند ظهور موسى وهلاك فرعون، وفي غزوة بدر، وعند قتل عثمان وعلي، وعند قتل جماعة من الخلفاء، منهم الرضي والمعتز والمهتدي والمقتدر.
وقال: وأدنى الأحداث عند ظهور هذا الكوكب الزلازل والأهوال.
قلت: يدل لذلك ما أخرجه الحاكم في المستدرك، وصححه من طريق ابن أبي مليكة، قال: غدوت على ابن عباس، فقال: ما نمت البارحة! قلت: لم؟ قال: طاح الكوكب ذو الذنب، فخشيت أن يكون الدجال قد طرق.
(2/323)
_________