صحابيات تخرجن من مدرسة النبوة: أم المنذر Ocia1001
صحابيات تخرجن من مدرسة النبوة:
أم المنذر

بنت قيس

أم المنذر بنت قيس -رضي الله عنها-:
سلمى  بنت قيس بن عمرو بن عبيد (أم المنذر) إحدى خالات النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم-.

وهي أخت سُليط بن قيس، شهد بدراً والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-، وهو أحد أبطال معركة الجسر الشهيرة مع أبي عبيدة حيث قُتل يوم الجسر سنة أربع عشرة من الهجرة، ولم يكن له عقب.

وهي من النساء اللائي بايعن رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-.

وكان لهذه البيعة قصة ترويها بنفسها فتقول:
جئت رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- فبايعته في نسوة من الأنصار، فلمَّا شرط علينا ألاَّ نشرك بالله شيئاً، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف قال: "ولا تغششن أزواجكن" قالت: فبايعناه ثم انصرفنا، فقلت لامرأة منهن: ارجعي فسلي رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- ما غش أزواجنا؟ قالت: فسألته، فقال: "تأخذ ماله فتحابي به".

وهذه الصحابية الجليلة كانت تحظى بنفحات خاصة من النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- فقد كان يخصها بالزيارة، ويأكل عندها، ويشير إلى طعامها ذو بركة، وذو نفع، وعنها قالت: دخل رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- ومعه علي، ولنا دوالي مُعَلّقَةٌ، فقام رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- يأكل منها، وقام علي ليأكل، فطفق رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- يقول لعلي: "مَهْ إنك ناقه" حتى كفَّ علي.

قالت:

وصنعتُ شعيراً وسلقاً، فجئت به فقال رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: "يا علي أصب من هذا فهو أنفع لك".

ومن مآثر أم المنذر -رضي الله عنها- أنها أعلنت بيعتها للمرة الثانية مع الرسول -صلّى اللهُ عليه وسلّم- ولذلك سُمِّيَتْ مبايعة البيعتين وكانت هذه البيعة تحت الشجرة في بيعة الرضوان في السَّنَةِ السَّادسة من الهجرة، حينما احتجز المشركون بمكة عثمان -رضي الله عنه-، ودعا رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- إلى البيعة التي أمر الله تعالى بها وسارعت أم المنذر في ثلة من الصحابيات يبايعن على الموت، ونالت بذلك بشارة النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- بالجنة عندما قال: "لا يدخل النار أحَدٌ مِمَّنْ بايع تحت الشجرة".