مرضعات النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: حليمة السعدية Ocia_999
مرضعات النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم-
حليمة السعدية
مرضعة النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم-

اسمها ونسبها رضي الله عنها:
إنها مرضعة النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- اسمها حليمة بنت عبد الله بن الحارث بن شجنة بن رزام بن ناصرة ابن سعد بن بكر بن هوازن، السعدية.

أم النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- من الرضاعة.

زوجها الحارث بن عبد العزى بن رفاعة السعدي، وأولادها منه: عبد الله، وأنيسة، وخذامة.

وحليمة السعدية هي أشهر مراضع العرب بسبب إرضاعها لرسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-، وقد وصفت بأنها ذات الحظ الوافر.

وكانت حليمة السعدية أيضاً تحضن أيضاً أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وهو ابن عم رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-، وكان كذلك عمه حمزة بن عبد المطلب مسترضعاً في بني سعد بن بكر.

قصة رضاعة رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-:
كانت حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية أم رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- التي أرضعته تحدث أنها خرجت من بلدها مع زوجها وابن لها صغير ترضعه في نسوة من بني سعد بن بكر تلتمس الرضعاء، قالت: وذلك في سنة شهباء لم تبق لنا شيئاً، قالت: فخرجت على أتان لي شارف لنا والله ما تبض بقطرة وما ننام ليلنا أجمع من صبينا من بكائه من الجوع ما في ثدي ما يغنيه وما في شارفنا ما يغديه.

قال ابن هشام:
ويقال يغذيه ولكنا كنا نرجو الغيث والفرج فخرجت على أتاني تلك فلقد أدمت بالركب حتى شق ذلك عليهم ضعفا وعجفا حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- فتأباه إذا قيل لها إنه يتيم وذلك أنا إنما كنا نرجو المعروف من أبي الصبي فكنا نقول يتيم وما عسى أن تصنع أمه وجده، فكنا نكرهه لذلك، امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعا غيري فلما أجمعنا الانطلاق، قلت لصاحبي: والله إني لأكره أن ارجع من بين صواحبي ولم آخذ رضيعا والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه، قال: لا عليك أن تفعلي عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة، قالت: فذهبت إليه فأخذته وما حملني علي أخذه إلا أني لم أجد غيره.

قال الذهبي -رحمه الله تعالى-:
أرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، وأخذته معها إلى أرضها، فأقام معها في بني سعد نحو أربع سنين، ثم ردته إلى أمه.

نزول الخير والبركة على بيت حليمة السعدية:
الخير الذي أصاب حليمة، قالت: فلما أخذته رجعت به إلى رحلي فلما وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن فشرب حتى روي وشرب معه يتحقق حتى روي ثم ناما وما كنا ننام معه قبل ذلك وقام زوجي إلى شارفنا تلك فإذا إنها لحافل فحلب منها ما شرب وشربت معه حتى انتهينا ريا وشبع فبتنا بخير ليلة قالت يقول صاحبي حين أصبحنا تعلمي والله يا حليمة لقد أخذت نمسة مباركة قالت فقلت والله إني لأرجو ذلك قالت ثم خرجنا وركبت أتاني وحملته عليها معي فوالله لقطعت بالركب ما يقدر عليها شيء من حمرهم حتى إن صواحبي ليقلن لي يا ابنة أبي ذؤيب ويحك أربيعي علينا أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها فأقول لهن بلى والله إنها لهي هي فيقلن والله إن لها لشأنا، قالت: ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد وما أعلم أرضا من أرض الله أجدب منها فكانت غنمي تروح علي حين قدمنا شباعا لبنا فنحلب ونشرب وما يحلب إنسان قطرة لبن ولا يجدها في ضرع حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم ويلكم أسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب فتروح أغنامهم جياعا ما تبض بقطرة لبن وتروح غنمي شباعا لبنا فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته وكان يشب شباباً لا يشبه الغلمان فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاماً جفراً.

قال ابن حجر رحمه الله تعالى في قصة رضاعة النبي -صلّى اللهُ عليه وسلّم- من حليمة السعدية:
وفيه من العلامات:
كثرة اللبن في ثدييها، ووجود اللبن في شارفها بعد الهزال الشديد، وسرعة مشي حمارها، وكثرة اللبن في شياهها بعد ذلك، وخصب أرضها وسرعة نباته.اهـ.
رجوع حليمة به إلى مكة أول مرة

قالت -حليمة-:
فقدمنا به على أمه ونحن احرص شيء على مكثه فينا لما كنا نرى من بركته، فكلمنا أمه رجاء لها لو تركت بني عندي حتى يغلظ فإني أخشى عليه وباء مكة، قالت فلم نزل بها حتى حديث الملكين اللذين شقا بطنه، قال فجرعنا به فوالله إنه بعد مقدمنا بشهر مع أخيه لفي بهم لنا خلف بيوتنا إذ أتانا يتحقق يشتد فقال لي ولأبيه ذاك أخي القرشي قد أخذه رجلان عليهما ثياب وعثمان فأضجعاه فشقا بطنه فهما يسوطانه، قالت: فخرجت أنا وأبوه نحوه فوجدناه قائم منتقعا وجهه، قالت: فالتزمته والتزمه أبوه، فقلنا له: ما لك يا بني، قال: جاءني رجلان عليهما ثياب، فأضجعاني وشقا بطني فالتمسا شيئا لا أدري ما هو، قالت: فرجعنا إلى خبائنا.

حليمة ترد محمداً -صلّى اللهُ عليه وسلّم- إلى أمه:
قالت: وقال لي أبوه: يا حليمة لقد خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب فألحقيه بأهله قبل أن يظهر ذلك به، قال: فاحتملناه فقدمنا به على أمه فقالت ما أقدمك به يا ظئر، وقد كنت حريصة عليه وعلى مكثه عندك، قالت فقلت: فقد بلغ الله بابني وقضيت الذي علي وتخوفت الأحداث عليه فأديته إليك كما تحبين قالت ما هذا شأنك فأصدقيني خبرك، قالت فلم تدعني حتى أخبرتها، قالت: أفتخوفت عليه الشيطان.

قال: قلت نعم قال: والله ما للشيطان عليه من سبيل وإن لبني لشأناً أفلا أخبرك خبره، قالت: قلت بلى، قالت: رأيت حين حملت به أنه خرج مني نور أضاء قصور بصرى من أرض الشام ثم حملت به فوالله ما رأيت من حمل قط كان أخف ولا أيسر منه ووقع حين ولدته وإنه لواضع يديه وضوء رافع رأسه إلى السماء دعيه عنك وانطلقي راشدة .

وفاتها رضي الله عنها:
توفيت حليمة السعدية بالمدينة المنورة بعد السنة الثامنة من الهجرة، ودفنت بالبقيع. رضي الله عنها وأرضاها.