من آداب يوم الجمعة
من آداب يوم الجمعة Ocia_934
هناك آداب وأخلاق يجب على المسلم أن يراعيها ويلتزم بها في يوم الجمعة، وقد نبهما الإسلام إليها وحثنا عليها ومنها:

1- الاغتسال والتطيب:
قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32)} [سورة الأعراف].

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه-، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، وَالسِّوَاكُ، وَيَمَسُّ مِنَ الطِّيبِ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ». (أخرجه أحمد 3/30(11270).

وعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ مِنَ الْحَقِّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَغْتَسِلَ أَحَدُهُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَأَنْ يَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَ أَهْلِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ طِيبٌ، فَإِنَّ الْمَاءَ أَطْيَبُ» (أخرجه أحمد 4/282(18680) والتِّرْمِذِيّ\" 528).

وعن عبد الله بن أبي قتادة -رضي الله عنه- قال دخل علي أبي وأنا أغتسل يوم الجمعة فقال غسلك هذا من جنابة أو للجمعة قلت من جنابة قال أعد غسلاً آخر إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ اغتسل يوم الجمعة كان في طهارةٍ إلى الجمعة الأخرى» (رواه الحاكم (1044) في السلسله الصحيحه (2321).

قال أبو حاتم:
قوله -صلى الله عليه وسلم-: لم يزل طاهراً إلى الجمعة الأخرى؛ يريد به من الذنوب لأن مَنْ حضر الجمعة بشرائطها غُفِرَ له ما بينها وبين الجمعة الأخرى.

2- التبكير في الذهاب إلى الصلاة:
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ -رضي الله عنه- عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، قَعَدَتِ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ، فَيَكْتُبُونَ النَّاسَ، مَنْ جَاءَ مِنَ النَّاسِ عَلَى مَنَازِلِهِمْ، فَرَجُلٌ قَدَّمَ جَزُورًا، وَرَجُلٌ قَدَّمَ بَقَرَةً، وَرَجُلٌ قَدَّمَ شَاةً، وَرَجُلٌ قَدَّمَ دَجَاجَةً، وَرَجُلٌ قَدَّمَ عُصْفُورًا، وَرَجُلٌ قَدَّمَ بَيْضَةً، قَالَ: فَإِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، وَجَلَسَ الإِمَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ، طُوِيَتِ الصُّحُفُ، وَدَخَلُوا الْمَسْجِدَ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» (أخرجه أحمد 3/81(11791).

عَنْ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فَغَسَلَ أَحَدُكُمْ رَأْسَهُ، وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ غَدَا، وَابْتَكَرَ، ثُمَّ دَنَا فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ خَطَاهَا كَصِيَامِ سَنَةٍ، وَقِيَامِ سَنَةٍ» (أخرجه أحمد 4/8(16261).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «عَلَى كُلِّ بَابِ مَسْجِدٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَلاَئِكَةٌ يَكْتُبُونَ مَجِيءَ الرَّجُلِ، فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طُوِيَتِ الصُّحُفُ، فَالْمُهَجِّرُ كَالْمُهْدِى جَزُورًا، وَالَّذِي يَلِيهِ كَمُهْدِي الْبَقَرَةِ، وَالَّذِي يَلِيهِ كَمُهْدِي الشَّاةِ، وَالَّذِي يَلِيهِ كَمُهْدِي الدَّجَاجَةِ، وَالَّذِى يَلِيهِ كَمُهْدِي الْبَيْضَةِ» (أخرجه أحمد 2/263(7572) والبُخاري 3211).

3- الصلاة ركعتين عند دخول المسجد:
عنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ -رضي الله عنهما-، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- خَطَبَ، فَقَالَ: «إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَقَدْ خَرَجَ الإِمَامُ، فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ» (أخرجه أحمد 3/369 (15022) و"البُخَارِي" (1170) و"مسلم" 3/14(1977).

عَنْ جَابِرٍ -رضي الله عنه-، أَنَّهُ قَالَ:جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَرَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَاعِدٌ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَعَدَ سُلَيْكٌ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «أَرَكَعْتَ رَكْعَتَيْنِ»؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: «قُمْ فَارْكَعْهُمَا» (أخرجه أحمد 3/363(14968) و\"البُخَارِي\" في (جزء القراءة) 159 و\"مسلم\" 3/14 (1978).

4- الإفساح للناس وعدم تخطي الرقاب:
عَنْ جَابِرٍ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: «لاَ يُقِيمَنَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، ثُمَّ لِيُخَالِفْ إِلَى مَقْعَدِهِ فَيَقْعُدُ فِيهِ، وَلَكِنْ يَقُولُ: افْسَحُوا» (أخرجه أحمد 3/342(14741) و\"مسلم\" 7/10(5739).

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ -رضي الله عنهما-؛ أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَرَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ، فَجَعَلَ يَتَخَطَّى النَّاسَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «اجْلِسْ، فَقَدْ آذَيْتَ وَآنَيْتَ» (أخرجه ابن ماجة (1115).
 
5- الإنصات إلى الخطبة وعدم اللغو:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: «إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ: أَنْصِتْ، فَقَدْ لَغَا» (أخرجه البُخاري 934 ومسلم 1918).

عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ -رضي الله عنه-؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ تَبَارَكَ، وَهُوَ قَائِمٌ، فَذَكَّرَنَا بِأَيَّامِ اللهِ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، أَوْ أَبُو ذَرٍّ يَغْمِزُنِي، فَقَالَ: مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ؟ إِنِّي لَمْ أَسْمَعْهَا إِلاَّ الآنَ؟ فَأَشَارَ إِلَيْهِ أَنِ اسْكُتْ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ: سَأَلْتُكَ مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ، فَلَمْ تُخْبِرْنِي، فَقَالَ أُبَيٌّ: لَيْسَ لَكَ مِنْ صَلاَتِكَ الْيَوْمَ إِلاَّ مَا لَغَوْتَ، فَذَهَبَ إِلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي قَالَ أُبَيٌّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: صَدَقَ أُبَيٌّ. أخرجه ابن ماجة (1111).

6- الإكثار من الذكر والدعاء:
قال تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [(10) سورة الجمعة].

عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قُلْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- جَالِسٌ إِنَّا لَنَجِدُ فِى كِتَابِ اللَّهِ فِى يَوْمِ الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ يُصَلِّى يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا شَيْئًا إِلاَّ قَضَى لَهُ حَاجَتَهُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَأَشَارَ إِلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَوْ بَعْضُ سَاعَةٍ فَقُلْتُ صَدَقْتَ أَوْ بَعْضُ سَاعَةٍ قُلْتُ أَىُّ سَاعَةٍ هِىَ قَالَ هِىَ آخِرُ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ النَّهَارِ قُلْتُ إِنَّهَا لَيْسَتْ سَاعَةَ صَلاَةٍ قَالَ بَلَى إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا صَلَّى ثُمَّ جَلَسَ لاَ يَحْبِسُهُ إِلاَّ الصَّلاَةُ فَهُوَ فِى صَلاَةٍ. أخرجه أحمد 5/451 (24189) و\"ابن ماجة\" 1139.

7- قراءة سورة الكهف:
عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين» (سنن البيهقي الكبري (5792) حديث رقم: 6470 في صحيح الجامع).

8- الاكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-:
عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاَةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ»، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تُعْرَضُ صَلاَتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ؟ -يَعْنِى بَلِيتَ- فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ» (أخرجه أحمد 4/8(16262. والدَّارِمِي (1572) و\"أبو داود\" 1047 و\"ابن ماجة\" 1085).

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «أَكْثِرُوا الصَّلاَةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّهُ مَشْهُودٌ تَشْهَدُهُ الْمَلاَئِكَةُ، وَإِنَّ أَحَدًا لَنْ يُصَلِّيَ عَلَيَّ إِلاَّ عُرِضَتْ عَلَيَّ صَلاَتُهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا». قَالَ: قُلْتُ: وَبَعْدَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: «وَبَعْدَ الْمَوْتِ، إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ، فَنَبِيُّ اللهِ حَيٌّ يُرْزَقُ» (أخرجه ابن ماجة (1637).

من محظورات يوم الجمعة:
هناك بعض المحظورات والمخالفات التي يقع فيها بعض الناس في يوم الجمعة وقد نبهنا الاسلام إليها.

1- ترك بعض الناس لصلاة الجمعة أو التهاون بها:
عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِينَاءَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ وَابْنَ عُمَرَ -رضي الله عنهما- يُحَدِّثَانِ ؛أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ وَهُوَ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَلَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» (أخرجه النسائي 3/88، وفي \"الكبرى\" 1670).

2- السهر ليلة الجمعة إلى ساعات متأخرة من الليل:
وهذا يؤدي إلى النوم عن صلاة الفجر، فيكون الإنسان بادءاً يوم الجمعة بكبيرة من الكبائر، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة» (الصحيحة: 1566) .

3-ترك الاغتسال والتطيب:
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ -رضي الله عنه-، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ، إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ، فَيَرْكَع إِنْ بَدَا لَهُ، وَلَمْ يُؤْذِ أَحَدًا، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ إِمَامُهُ، حَتَّى يُصَلِّيَ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى» (أخرجه أحمد 5 /420 (23968. وابن خُزَيْمَة (1775).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: «أَوْصَانِي أَبُو الْقَاسِمِ -صلى الله عليه وسلم- خَلِيلِي بِثَلاَثٍ، لاَ أَدَعُهُنَّ: الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَصَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَالْوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ» (أخرجه أحمد 2/ 484 (10278).

4-التأخر في الحضور إلى الصلاة:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلاَئِكَةٌ يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ وَجَاؤُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ». (أخرجه النسائي في الكبرى1701).

وعَنْ شُعَيْبٍ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْروٍ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّهُ قَالَ: «تُبْعَثُ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى أبْوَابِ الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، يَكْتُبُونَ مَجِيءَ النَّاسِ، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ، طُوِيَتِ الصُّحُفُ، وَرُفِعَتِ الأَقْلاَمُ، فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ، بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا حَبَسَ فُلاَنًا؟ فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ ضَالاًّ فَاهْدِهِ، وَإِنْ كَانَ مِرِيضًا فَاشْفِهِ، وَإِنْ كَانَ عَائِلاً فَأغْنِهِ» (أخرجه ابن خُزَيمة (1771).

5- البيع والشراء بعد آذان الجمعة:
والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [(9) سورة الجمعة]، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: يحرم البيع حينئذ وكما يحرم البيع يحرم الشراء.

6- جلوس بعض الناس في مؤخرة المسجد قبل امتلاء الصفوف الأمامية:
بل وبعضهم يجلس في الملحق الخارجي للمسجد مع وجود أماكن كثيرة داخل المسجد. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا» (أخرجه البُخاري 615 ومسلم 912).

7- تخطي الرقاب والتفريق بين اثنين وايذاء الجالسين والتضييق عليهم:
وعَنْ عُثْمَانَ بْنِ الأَرْقَمِ، عَنْ أَبِيهِ -رضي الله عنه-، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِنَّ الَّذِي يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيُفَرِّقُ بَيْنَ الاِثْنَيْنِ بَعْدَ خُرُوجِ الإِمَامِ، كَالْجَارِّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ» (أخرجه أحمد 3/417 (15526).

8- الإنشغال عن الخطبة وعدم الإنصات إلى ما يقوله الخطيب:
عَنْ جَابِرٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: لَمَّا اسْتَوَى رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَالَ: «اجْلِسُوا» فَسَمِعَ ذَلِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَجَلَسَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَرَآهُ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: «تَعَالَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ» (أخرجه أبو داود (1091).

9- إفراد يوم الجمعة بصيام التطوع:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لاَ تَصُومُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، إِلاَّ وَقَبْلَهُ يَوْمٌ، أَوْ بَعْدَهُ يَوْمٌ» (أخرجه \"أحمد\" 2/495 (10429) و\"البُخاري \" 1985 و\"مسلم\" 2653).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَوْمُ عِيدٍ، فَلاَ تَجْعَلُوا يَوْمَ عِيدِكُمْ يَوْمَ صِيَامِكُمْ، إِلاَّ أَنْ تَصُومُوا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ» (أخرجه أحمد 2/303 (8012).

10- ومن أخطاء الخُطباء:
تطويل الخطبة وتقصير الصلاة، فعن عمَّار -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «إِنَّ طُولَ صَلاَةِ الرَّجُلِ، وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ، مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ، فَأَطِيلُوا الصَّلاَةَ، وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ، وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا» (أخرجه أحمد 4/263 (18507) و\"مسلم\" 3/12 (1964).

وعدم الإعداد الجيد للخطبة واختيار الموضوع المناسب، وبُعده عمَّا يحتاجه الناس، وكثرة الأخطاء اللغوية في الخطبة لدى بعض الخطباء.
______________________________________
الكاتب: د. بدر عبد الحميد هميسه