4- باب صفة دعائه صلى الله تعالى عليه وسلم المشركين وصبره على آذاهم
(26) - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنبا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبا محمد بن يوسف نبا محمد بن إسماعيل نبا يوسف بن موسى نبا أبو أسامة نبا الأعمش نبا عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لما نزلت  وأنذر عشيرتك الأقربين  ورهطك منهم المخلصين خرج رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حتى صعد الصفا وهتف يا صباحاه فقالوا من هذا فاجتمعوا إليه فقال أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلا تخرج من صفح هذا الجبل أكنتم مصدقي قالوا ما جربنا عليك كذبا قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد قال أبو لهب تبا لك ما جمعتنا إلا لهذا ثم قام فنزلت  تبت يدا أبي لهب  وقد تب هكذا قرأها الأعمش يومئذ. صحيح.

(27) - أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنبا عبد الغافر بن محمد أنبا محمد بن عيسى ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان نبا مسلم بن الحجاج نبا أبو كامل الجحدري ثنا يزيد يعني ابن زريع نبا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن قبيصة بن المخارق وزهير بن عمرو قالا لما نزلت  وأنذر عشيرتك الأقربين  انطلق نبي الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى رضمة من جبل فعلا أعلاها حجرا ثم نادى يا بني عبد مناف إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو فانطلق يربأ أهله فخشي أن يسبقوه فجعل يهتف يا صباحاه. صحيح.

(28) - أخبرنا عبد الواحد المليحي أنبا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبا محمد بن يوسف نبا محمد بن إسماعيل أنبا أبو اليمان أنبا شعيب عن الزهري أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن قالا إن أبا هريرة رضي الله تعالى عنه قال قام رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حين أنزل الله  وأنذر عشيرتك الأقربين  قال يا معشر قريش أو كلمة نحوها اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا. صحيح.

(29) - أخبرنا عبد الواحد المليحي أنبا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبا محمد بن يوسف أنبا محمد بن إسماعيل أنبا أحمد بن إسحق نبا عبيد الله بن موسى نبا إسرائيل عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال بينما رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قائم يصلي عند الكعبة وجميع قريش في مجالسهم إذ قال قائل منهم ألا ينظرون إلى هذا المرأ أيكم يقوم إلى جزور آل فلان فيعمد إلى فرثها ودمها وسلاها فيجيء به ثم يمهله حتى إذا سجد وضعه بين كتفيه فانبعث أشقاهم فلما سجد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وضعه بين كتفيه وثبت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ساجدا فضحكوا حتى مال بعضهم على بعض من الضحك فانطلق منطلق إلى فاطمة وهي جويرية فأقبلت تسعى وثبت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ساجدا حتى ألقته عنه وأقبلت عليهم تسبهم فلما قضى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الصلاة قال اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش ثم سمى اللهم عليك بعمرو بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط وعمارة بن الوليد قال عبد الله فوالله لقد رأيتهم صرعى يوم بدر ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر ثم قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وأتبع أصحاب القليب لعنة. صحيح.

(30) - أخبرنا عبد الواحد المليحي أنبا أحمد النعيمي أنبا محمد بن يوسف نبا محمد بن إسماعيل نبا علي بن عبد الله نبا الوليد بن مسلم حدثني الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني محمد بن إبراهيم التيمي عن عروة بن الزبير قال قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما أخبرني بأشد ما صنعه المشركون برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال بينا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يصلي بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ولوى ثوبه في عنقه فخنقه به خنقا شديدا فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه ودفع عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وقال  أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم. صحيح.

(31) - أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنبا عبد الغافر بن محمد أنبا محمد بن عيسى نبا إبراهيم بن محمد بن سفيان نبا مسلم بن الحجاج نبا عبيد الله بن معاذ ومحمد بن عبد الأعلى القيسي قالا نبا المعتمر عن أبيه حدثني نعيم بن أبي هند عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال أبو جهل هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم فقيل نعم فقال واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته ولأعفرن وجهه في التراب قال فأتى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وهو يصلي زعم ليطأ على رقبته قال فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه قال فقيل له مالك فقال إن بيني وبينه لخندقا من نار وهول وأجنحة فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا. صحيح.

(32) - أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنبا عبد الغافر بن محمد أنبا محمد بن عيسى نبا إبراهيم بن محمد بن سفيان نبا مسلم بن الحجاج ثني أبو طاهر عمرو بن سرح وحرملة بن يحيى وعمرو بن سواد العامري وألفاظهم متقاربة قالوا نبا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ورضي الله تعالى عنها حدَّثته أنها قالت لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يا رسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحُدٍ فقال لقد لقيتُ من قومكِ وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يُجبني إلى ما أردتُ فانطلقتُ وأنا مهمومٌ على وجهي فلم أستفق إلا بقرن الثعالب فرفعتُ رأسي فإذا أنا بسحابةٍ قد أظلتني فنظرتُ فإذا فيها جبرئيل فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما رَدُّوا عليك وقد بعث إليك مَلَكُ الجبال لتأمرهُ بما شئت فيهم قال فناداني مَلَكُ الجبال وسلّم ثم قال يا محمد إن الله قد سمع قول قومك وأنا مَلَكُ الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فقال له رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بل أرجو أن يُخرج اللهُ من أصلابهم مَنْ يعبد الله وحده لا يُشرك به شيئاً. صحيح.