4 باب جواز تمني الموت والدعاء به لخوف الفتنة في الدين
4 باب جواز تمني الموت والدعاء به لخوف الفتنة في الدين Ocia_723
1 أخرج مالك عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني كنت مكانه.

2 وأخرج مالك والبزار عن ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بالناس فتنة فاقبضني إليك غير مفتون.

3 وأخرج مالك عن عمر رضي الله عنه أنه قال اللهم قد ضعفت قوتي وكبرت سني وانتشرت رعيتي فاقبضني إليك غير مضيع ولا مقصر فما جاوز ذلك الشهر حتى قبض.

4 وأخرج إبن عبد البر في التمهيد والمروزي في الجنائز وأحمد في مسنده والطبراني في الكبير عن عليم الكندي قال كنت مع أبي عبس الغفاري على سطح فرأى قوما يتحملون من الطاعون فقال يا طاعون خذني إليك ثلاثا يقولها فقال له عليم لم تقول هذا ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتمن أحدكم الموت فإنه عند ذلك إنقطاع عمله ولا يرد فيستعتب قال فقال أبو عبس أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بادروا بالموت ستا إمرة السفهاء وكثرة الشرط وبيع الحكم وإستخفافا بالدم وقطيعة الرحم ونشوا يتخذون القرآن مزامير يقدمون الرجل ليغنيهم بالقرآن وإن كان أقل منهم فقها قال في الصحاح تحمل بمعنى إرتحل.

5 وأخرج الحاكم عن الحسن قال قال الحكم بن عمرو يا طاعون خذني إليك فقيل له لم تقول هذا وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يتمنين أحدكم الموت قال قد سمعت ما سمعتم ولكني أبادر ستا بيع الحكم وكثرة الشرط وإمارة الصبيان وسفك الدماء وقطيعة الرحم ونشوا يكونون في آخر الزمان قراء يتخذون القرآن مزامير.

6 وأخرج إبن سعد في الطبقات عن حبيب بن أبي فضالة أن أبا هريرة ذكر الموت فكأنه تمناه فقال بعض أصحابه وكيف تتمنى الموت بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لأحد أن يتمنى الموت لا بر ولا فاجر إما بر فيزداد برا وإما فاجر فيستعتب فقال وكيف لا أتمنى الموت وإنما أخاف أن تدركني ستة التهاون بالذنب وبيع الحكم وتقاطع الأرحام وكثرة الشرط ونشوا يتخذون القرآن مزامير.

7 وأخرج الطبراني عن عمر بن عبسة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يتمنين أحدكم الموت إلا أن يثق بعمله فإن رأيتم في الإسلام ست خصال فتمنوا الموت وإن كانت نفسك في يدك فأرسلها إضاعة الدم وإمارة الصبيان وكثرة الشرط وإمارة السفهاء وبيع الحكم ونشوا يتخذون القرآن مزامير.

8 وأخرج أبو نعيم عن إبن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخرج الدجال حتى لا يكون شيء أحب إلى مؤمن من خروج نفسه.

9 وأخرج إبن أبي الدنيا عن سفيان قال يأتي على الناس زمان يكون الموت فيه أحب إلى قراء ذلك الزمان من الذهب الأحمر.

10 وأخرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك أن يكون الموت أحب إلى المؤمن من الماء البارد يصب عليه العسل فيشربه.

11 وأخرج عن أبي ذر قال ليأتين على الناس زمان تمر الجنازة فيهم فيقول الرجل ليت أني مكانها.

12 وأخرج إبن سعد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال مرض أبو هريرة فأتيت أعوده فقلت اللهم إشف أبا هريرة فقال اللهم لا ترجعها وقال يوشك يا أبا سلمة أن يأتي على الناس زمان يكون الموت أحب إلى أحدهم من الذهب الأحمر ويوشك يا أبا سلمة إن بقيت إلى قريب أن يأتي الرجل القبر فيقول يا ليتني مكانك.

13 وأخرج المروزي في الجنائز عن مرة الهمداني قال تمنى عبد الله لنفسه ولأهله الموت فقيل له إنك تمنيت لأهلك فلم تتمناه لنفسك فقال لو أني أعلم أنكم تسلمون على حالتكم هذه لتمنيت أن أعيش فيكم عشرين سنة.

14 وأخرج عن أبي عثمان قال بينما إبن مسعود ذات يوم في صفة له وتحته فلانة وفلانة إمرأتان له ذواتا منصب وجمال وله منهما ولد كأحسن الولد وإذ شقشق على رأسه عصفور ثم قذف داء بطنه فنكته بيده ثم قال لأن يموت آل عبد الله ثم يتبعهم أحب إلي من أن يموت هذا العصفور الشقشقة بمعجمتين وقافين صوت العصفور وهديره.

15 وأخرج المروزي عن قيس قال كان صبيان لعبد الله يشتدون بين يديه فقال ترون هؤلاء لهم أهون علي موتا من عدتهم من الجعلان الجعلان بكسر الجيم جمع جعل بضمها وهي دويبة.

16 وأخرج عن الحسن قال كان في مصركم هذا رجل عابد فخرج من المسجد فلمَّا وضع رجله في الركاب أتاه ملك الموت فقال له مرحباً لقد كنت إليك بالأشواق فقبض روحه.

17 وأخرج إبن سعد في الطبقات والمروزي عن خالد بن معدان قال ما من دابة في بر ولا بحر يسرني أن تفديني من الموت ولو كان الموت علماً يستبق الناس إليه ما سبقني إليه أحد إلا رجل يغلبني بفضل قوته.

18 وأخرج أبو نعيم عنه قال والله لو كان الموت في مكان موضوعا لكنت أول من يسبق إليه.

19 وأخرج عن عبد ربه بن صالح أنه دخل على مكحول في مرض موته فقال له عافاك الله فقال كلا اللحوق بمن يرجى عفوه خير من البقاء مع من لا يؤمن شره شياطين الإنس وإبليس وجنوده.

20 وأخرج إبن عساكر في تاريخه عن أبي مسهر قال سمعت رجلاً يقول لسعيد بن عبد العزيز التنوخي أطال الله بقاءك فغضب فقال بل عجل الله بي إلى رحمته.

21 وأخرج أبو نعيم عن عبيدة بن المهاجر قال لو قيل من مس هذا العود مات لقمت حتى أمسه.

22 وأخرج عن أبي عبد الله الصنابحي قال الدنيا تدعو إلى فتنة والشيطان يدعو إلى خطيئة ولقاء الله خير من الإقامة معهما.

23 وأخرج إبن أبي الدنيا عن عمرو بن ميمون أنه كان لا يتمنى الموت قال إني أصلي كل يوم كذا وكذا صلاة حتى أرسل إليه يزيد بن مسلم فتعنته ولقي منه فكان يقول اللهم ألحقني بالأخيار ولا تخلفني مع الأشرار.

24 وأخرج عن أم الدرداء قالت كان أبو الدرداء إذا مات الرجل على الحال الصالحة قال هنيئا لك يا ليتني كنت مكانك فقالت أم الدرداء له في ذلك فقال هل تعلمين يا حمقاء أن الرجل يصبح مؤمنا ويمسي منافقا يسلب إيمانه وهو لا يشعر فأنا لهذا الميت أغبط مني لهذا بالبقاء في الصلاة والصيام.

25 وأخرج إبن أبي شيبة في المصنف وإبن أبي الدنيا عن أبي جحيفة قال ما من نفس تسرني أن تفديني من الموت ولا نفس ذباب.

26 وأخرج إبن أبي الدنيا والخطيب وإبن عساكر عن أبي بكرة الصحابي رضي الله عنه قال والله ما من نفس تخرج أحب إلي من نفسي هذه ولا نفس هذا الذباب الطائر ففزع القوم فقالوا لم قال إني أخاف أن أدرك زمانا لا أستطيع أن آمر فيه بمعروف ولا أنهى عن منكر وما خير يومئذ.

27 وأخرج إبن أبي شيبة في المصنف وإبن سعد والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة أنه مر به رجل فقال له أين تريد قال السوق قال إن استطعت أن تشتري لي الموت قبل أن ترجع فافعل.

28 وأخرج إبن أبي الدنيا والطبراني في الكبير وإبن عساكر من طريق عروة بن رويم عن العرباض بن سارية وكان شيخاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان يحب أن يُقبض فكان يدعو اللهم كبرت سِنّي ووهن عظمي فاقبضني إليك قال فبينما أنا يوماً في مسجد دمشق وأنا أصلي وأدعو أن أقبض فإذا أنا بفتى شاب من أجمل الرجال وعليه دواج أخضر فقال ما هذا الذي تدعو به قلت وكيف أدعو يا ابن أخي قال قل اللهم حسن العمل وبلغ الأجل قلت من أنت يرحمك الله قال أنا رتائيل الذي يستل الحزن من صدور المؤمنين ثم إلتفت فلم أر أحداً.

* الدواج الذي يلبس ضبطه الصغاني في الشوارد نقلاً عن أبي حاتم السجستاني بضم الدال والواو مشددة ومخففة.