الوقاية من الأمراض
الوقاية من الأمراض Ocia_642
قال صلى الله عليه وسلم: ((غطوا الإناء وأوكئوا السّقاء, فإن في السَّنَة ليلةٌ ينزل فيها وباء, لا يمرُّ بإناءٍ ليس عليه غطاءٌ, أو سقاء ليس عليه وكاءٌ, إلا نزل فيه من ذلك الوباء)) رواه مسلم.

لقد أثبت الطب الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الواضع الأول لقواعد حفظ الصحة بالاحتراز من عدوى الأوبئة والأمراض المُعدية, فقد تبيَّن أن الأمراض المُعدية تسرى في مواسم مُعيَّنة من السَّنَة, بل إن بعضها يظهر كل عدد معين من السنوات, وحسب نظام دقيق لا يُعرف تعليله حتى الآن..

من أمثلة ذلك:
أن الحصبة, وشلل الأطفال, تكثر في سبتمبر وأكتوبر, والتيفود يكثر في الصيف أمَّا الكوليرا فإنها تأخذ دورة كل سبع سنوات.. والجدري كل ثلاث سنين.

وهذا يفسر لنا الإعجاز العلمي في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن في السَّنَةِ ليلةٌ ينزل فيها وباء)).. أي أوبئة موسمية ولها أوقات معينة.          

كما أنه صلى الله عليه وسلم قد أشار إلى أهم الطرق للوقاية من الأمراض في حديثه: ((اتقوا الذَّر (هو الغبار) فإن فيه النّسمة (أي الميكروبات))) فمن الحقائق العلمية التي لم تكن معروفة إلا بعد اكتشاف الميكروسكوب, أن بعض الأمراض المُعدية تنتقل بالرذاذ عن طريق الجو المُحَمَّل بالغُبار, والمُشار إليه في الحديث بالذَّر.

وأن الميكروب يتعلّق بذرات الغبار عندما تحملها الريح وتصل بذلك من المريض إلى السليم.

وهذه التسمية للميكروب بالنّسمة هي أصح تسمية, فقد بَيَّنَ -الفيروز ابادي– في قاموسه أن النّسمة تُطلق على أصغر حيوان, ولا يخفى أن الميكروب متصف بالحركة والحياة.

أمَّا تسمية الميكروب بالجُرثوم فتسمية لا تنطبق على المُسَمَّى لأن جرثومة كل شيء أصله حتى ذرة الخشب وهذا من المعجزات الطبية التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.