(28) سُنَّةُ الاستغفار
 (28) سُنَّةُ الاستغفار 2814
كثيرًا ما نقع في الذنوب دون إدراك، وقد نحسب الأمر هيِّنًا وهو كبير عند الله؛ لذلك علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم سنة الاستغفار كل يوم.

ما أكثر ذنوبنا! منها ما هو بالجوارح كـ(اللسان، والعين، والأذن)، ومنها ما هو بالقلب كـ(الكِبْر، والعُجب، والحسد)، وقد لا تمرُّ لحظات إلا ووقعنا في واحدٍ منها، والتوبة المباشرة من كل ذنب قد تكون مستحيلة؛ لأننا كثيرًا ما نقع في الذنوب دون انتباهٍ لها، وقد لا نُدرك الذنب أصلاً، وقد نحسب الأمر هيِّنًا وهو كبير عند الله.

قال تعالى: {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ} [النور: 15]، ولهذا كله كان من سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُكثر من الاستغفار العام؛ الذي لا يُحَدِّد فيه التوبة من ذنبٍ معيَّن، إنما فقط يقول: أستغفر الله، أستغفر الله.

وقد كان من سُنَّته صلى الله عليه وسلم أن يفعل ذلك في كل يومٍ أكثر من سبعين مرَّة، وأحيانًا مائة مرَّة؛ فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً».

وروى ابن ماجه، وقال الألباني: حسن صحيح، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ».

فلتكن هذه الأعداد سُنَّةً دائمة لنا، وهي في الواقع لا تأخذ أكثر من دقيقتين فقط يوميًّا.

ولا تَنْسَوْا شعارنا قول الله تعالى: {
وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].