أولاً: الطرائف والغرائب في لُغة الضّاد

مُترادفات الأسماء المختلفة

يُحكى بأنّ العالِم اللغويّ الشهير ابن خالويه قد قال: أحفظ للسيف خمسين اسماً؟ فقال له أبو علي الفارسي اللغوي المعروف: ما أحفظ له إلاّ اسماً واحدًا، فقال له ابن خالويه: فأين المهند؟ و... و، فقال له أبو علي: هذه صفات، وكأنّ الشيخ لا يفرق بين الاسم والصفة؟

وقد صنّف ابن خالويه كتاباً في أسماء الأسد يحتوي على خمسمائة اسم، وزاد عليه من جاء بعده حتى أوصلوها إلى الألف أو يزيد، كما صنّف ابن خالويه أيضاً كتاباً في أسماء الحيّة أوصلها لمائتي اسم، كذلك وللعسل ثمانون اسماً أفردها الفيروزآبادي بمصنفٍ خاص.

والعادة لها أكثر من مائة اسم أفردها الصغانيّ بمُصنّف، وكذلك أفردها الفيروزآبادي بمصنف، وحتى أسماء الخمر أفردها لغويون كثيرون بمُصنفاتهم.

وذكر أبو العلاء المعري أنّ للكلب سبعين اسماً، حاول الإمام السيوطي جمعها في مُصنّف فلم يدرك إلاّ ستين وشيئاً، ومن عجائب لغتنا أيضاً أنّ كلمة واحدة ذكرها العلماء في مُعجمات اللغة لها حوالي مائة معنى هي كلمة "عجوز" أشار إليها بالذكر اللغوي الفيروزآبادي في القاموس المحيط فوق السبعين معنىً، ثم جاء شارحه مرتضى الزَّبِيدي صاحب مُعْجَم تاج العروس فأوصلها المائة.

وهناك الجُمَل التي لا تستحيل بالانعكاس كثيرة مشهورة منها في القرآن الكريم:" ربك فكبر"، وقول بعضهم: سِر فلا كَبا بكَ الفَرَسُ، وقول بعضهم" دام علاء العماد"، وقول الآخرين: " بَكر مُعلّق تحت قلعِ مَرْكَب"، وقول بعضهم: "بَلَح تعلَقَ بقلعةِ حَلَب"، ومن طرائف العوام:" حِسَّك تتزوج عجوز تِتْكَسَّح".

عجائب مُثلث قطرب

مُثلث العالِم العربيّ قطرب كتاب لغوي يتضمن مفردات لغوية متشابهة في الرسم لكنها مختلفة في التشكيل مثل:" بُر، وبَر، وبِر".

وهذه إحدى مثلثات اللغوي قطرب، إذ ينقسم كل بيت منها إلى ثلاثة أقسام من اللغة أي أن الكلمات لا تختلف إلاّ في التشكيل، وذلك الكسر والفتح والضم، وكل كلمه لها معنى ويريد الشاعر أن يوضح أن لغتنا العربية لغة واسعة وعميقة وغنية، ومثلثة قطرب إحدى المعجزات الأدبية التي بها وبغيرها نحافظ على لغتنا الجميلة ابتداء بالقران الكريم وبأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبخطب شعراء العرب وكل المنتوج المحفوظ على شكل جواهر أدب العرب مثل جواهر الأدب، للسيد أحمد الهاشمي:

يا مولعا بالغضبِ                       والهجر والتجنبِ

في جده واللعبِ                           حبك قد يرح بي

إن دموعي غَمرُ                       وليس عندي غِمرُ

يا أيها ذا الغُمرُ                         أقصر عن التعتبِ

بالفتح ماءً كثرا                        والكسر حقدٌ سترا

والضم شخصٌ ما درى                 شيئا ولم يجربِ

بدى وحيا بالسَلامِ                    رمى عدوي بالسِلامِ

اشار نحوي بالسُلامِ                     من كفهِ المُخضّبِ

بالفتح لفظ المبتدي                  والكسر بعض الجلمدي

والضمّ عِرْقٌ في اليدِ                قد جاء في لفظ النبي

تيُم قلبي بالكَلامِ                        وفي الحشا منه كِلامِ

فصرت في أرض كُلامِ                      لكي أنال مطلبي

بالفتح قول يُفهمُ                         والكسر جرح مؤلمُ

والضم أرض تلزمُ                              لشدة التصلبِ

حمدت يوم السَبت                     إذ جاء محدي السِبت

على بنات السُبت                     في المهمةِ المستصعبِ

بالفتح يوم وإذا                                  كسرته فهو حذا

والضمّ نبات وغذا                              إذا نشا للربربِ

صار مجداً في المَلا                          فأبحر الشوق مِلا

ولبست ثوب المُلا                                فقلت يا للعجبِ

بالفتح جمع البشرِ

والكسر ملؤ الأبحر

والضم ثوب عبقري

معتبٌ بالذهبِ

لما أصاب مَسكي

فاح نسيم المِسكِ

وكان فيه مُسكي                                وراحتي من تعبي

بالفتح ظهر الجلدِ                             والكسر طيب الهندِ

والضم مالاً بيدي                              من راحة المستوهبِ

أبياتٌ معكوسّة

أما من عجائب لغتنا الجميلة فهذا البيت الشعريّ الذي تتمّ قراءته من اليمين إلى اليسار، ومن ثم قراءته أيضاً اليسار إلى اليمين، كقول أحد الشعراء:

مودتُه تدومُ لكلِّ هَوْلٍ        وهل كلٌّ مودتُهُ تدومُ

بينما نجدّ هذه الجملة التي باستطاعتنا قراءتها من الجهتينِ كقول الشاعر:

ليلٌ يُضيءُ هِلالَهُ                  أنَّى يُضيءُ بكوكَبِ

أما القصيدة الأخرى فيمكننا أن نقرأها بالطريقة الاعتيادية، أو يمكننا قراءة أبياتها الشعرية من الأعلى إلى الأسفل أيضاً وبنفس المعنى، يقول الشاعر:

مُعْطٍ أخا كرم                           مرض أخا نَدَمِ

معرٍّ أخا قَرمٍ                            معني ذي نَهَمِ

ُملٍّ أخا حَرَمٍ                             ملآن من أأمِ

مُغنٍّ مِن دَهَمٍ                           مُهدِّنٍ مِن كَلمِ

ملَكْنَ مِن دَهمٍّ                             مُعَنٍّ أخا نَغَمِ

ما أن مَن دَهَمٍ                             مرحٍ أخا لَمَمِ

مهنِّي ذي نمّ                             مرق أخا رَعَمِ

مُدِّنٍّ أخا ضَرَمٍ                            مركٍ أخا طَعَمِ

أكتُبُ كُتُبي كما قد كنتُ أكتُبُه             كُتُباً لذاكَ الكُتب في الكُتُبِ

كذا كُنّا فكُن في الكُتُب كيفَ نَكُن       إلاّ تَكُن كيفَ كُنّا تَكُن ذا كأبِ

الطِبَاق والمُقابلة

توجد في لغتنا العربية العديد من العجائب والأسرار، ومنها الطبَاق والمُقابلة في لغتنا.

ويُعرِّف علماء البلاغة الطباق بأنّه: "الجمع بين الضدين"، ويقسم إلى الطباق الحقيقيّ الذي يكون بألفاظ حقيقية كقوله تعالى:" وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود".         

 

أو قوله الكريم:" وما يستوي الأعمى و البصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظلّ ولا الحَرور"، والقسم الثاني هو الطِبَاق المَجازي وهو ما كان بألفاظ المجاز مثل قوله الجليل: " أو من كان ميتاً فأحييناه".

أما في القصيدة العربية فنجده في قول الشاعر:

إنَّ هذا الربيع شيءٌ عجيبٌ         تضحكُ الأرضُ من بُكاءِ السّماءِ

بينما يعني الطباق بين السلب و الإيجاب: المطابقة التي لم يُصرّح فيها بإظهار الضدين وإنّما كان أحد اللفظين موجباً والآخر سالباً، كقوله تعالى:" قل هل يستوي الذين يعلمونَ و الذينَ لا يعلمونَ".
         يا ابنةَ الضادِ أنتِ سرُّ من الْحُسْنِ       تَجلَّى عَلَى بَنِي الإِنسانِ

أما موضع الغرابة في البيت فأنّه لا يستحيل بالانعكاس أي يقرأ من الجهتين، وأبرع منه في الصنعة قول الشاعر:

قمر يفرط عمداً مُشرق            رشَّ ما دمع طرف يرمقُ

قيل افتح باب جار تلقه              قلت راجٍ باب حتفٍ أليقُ

أبيات للمدح والهجاء

أما أعجب من ذلك أن تكون الأبيات إذا قُرِئَت من اليمين جاءت بصيغة المدحِ، وإذا قُرِئَت من اليسار كانت هجاءً، وممّا ورد في المدح قول الشاعر:

باهي المراحم لابس                  كرما قدير مسند

 باب لكل مؤمل                غنم - لعمرك – مرفد

وإذا عُكِس البيتان تجدهما على النحو التالي:

دنس مريد قامر                             كسب المحارم لا يهاب

دفر مكر معلم                                نغل مؤمل كل باب

   

هذا إذا عكست الحروف حرفاً حرفاً، ولكن ماذا عن عُكِسَت الكلمات، فتقرأ قول أحدهم في المدح:

حَلِموا فما ساءت لهم شِيمٌ             سمحوا فما شحت لهنّ مِننُ

سَلِموا فما زلّت لهم قَدمُ                رشدوا ما ضلّت لهم سُننُ

أمَّا إذا عُكِسَ البيتان كلمة كلمة، فستجد قول الشاعر وفق الصيغة الآتيّة:

مِنَنٌ لهم شحّت فما سمحوا         شيمٌ لهم ساءت فما حلموا

سُننٌ لهم ضلّت فما رشدوا                 قَدمٌ لهم زلّت فما سَلِموا

الدعاء بالحروف الهجائية

صاغ أحدهم حروف الهجاء بصيغة الدعاء بقوله:" اللهم ارزقـــنـــا بــالألــف أُلـْـفَــةً، وبـالـبــاء بــَركــةً، و بـالـتــاء تــَوبـــةً، و بـالـثــاء ثـَـوابـــاُ ، و بالجِيـم جـمـالاً، و بالـحـاء حكـمـة، و بـالـخـَاء خَــيــرا، و بـالــدّال دَلـيــلاً، و بـالــذال ذَكــــاءً و بـالــرّاء رَحْـمــةً و بـالـزاي زَكــــاة ًو يالسِين سَعادةً و بالشيـن شفـاءً و بالـصّـاد صِـدقــاً و بـالـضّـاد ضـيــاءً و بالـطـاء طـَاعــةً و بـالـظـاء ظَـفــراً و بالعـيـن عـِلـمـاً و بالغَـيـن غِـنــىً و بـالـفـاء فَـلاحــاً و بالقـَاف قنـاعـةً و بالكَـاف كـرامـةً و بـالــلام لُـطـفـاً و بالمِيم مَوعظـةً و بـالـنـُـون نــــوراً و بالـهـاء هِـدايــةً و بـــــالـــــواو وِدّاً و بـالـيـَـاء يـَقـيـنـاً، الـلـــهـم آمــيــــــــن".

العجيب في هندسية الحروف

للحروف العربية هندسة بديعة وعجيبة في دلالاتها وأوزانها، وهذا يؤثر على دلالاتها.

ونقرأ في السطور التالية دلالة هندسية الحروف العجيبة للغتنا الجميلة:

الطاء والفاء:

حرف الطاء والفاء طَفْـ: يقابلها نصف قوس من الشمال إلى اليمين         
والفاء والراء ـفْر: يقابلها نصف قوس من اليمين إلى الشمال أي أنّ كلمة " طَفـَرَ" تساوي قوساً كاملاً أو نصف دائرة لذلك تقول: طَفَـرَ الحصان الحاجز.

أي قفزَ عنهُ، لأنّ القفزَ إنّما يكونُ قوسياً.

وكذلك تقول: طَفَرَ الدَّمْعُ أي سال فوق حافة الجفن بشكل قوسي صغير·

حرف الكاف والصاد
أمَّا حرف الكاف: " ك" فإنّ له زاوية قائمة "90" درجة أو زاوية نافرة" ك ".

بينما لحرف الصاد (ص رسمٌ لينٌ لا نفور فيه، فإذا أضفت " ب" لكلا اللفظين:" كَبَّ، وصَبِّ" تجد الأول يعني: رشَّ الماء دفعة واحدة دون اعتناء " فعل يوازي نفور رسم حرف الكاف".

وتجد الثاني يعني: سكب الماء برفق وأناةٍ وهدوء "فعل يوازي ليونة رسم حرف الصاد".

ومن ذلك استعمالهم " القَضْم" بالقاف لأكلِ الشيءِ اليابس مثل "قَضَمَ الحُمّصَ".

كما استعملوا "خَضَمَ" بالخاء لأكلِ الشيءِ الرطبِ الليِّن مثل:" أكل الحمص المبلول بالماء".

 فالقاف حرف ثقيل الوزن يكسر الحمص اليابس، بينما نجد الخاء فإنّه أخف وزناً وهو كفيل بطحن الحُمص المبلول -الطري- دون جهدٍ لفكي الإنسان·

ووضَعَ العرب المصادر التي فيها معنى الحركة والاضطراب على وزن فعلان فقالوا: "غليان، ودوران، وفوران"، فقابلوا بتوالي الحركة واستمرارها بهندسة دائرية أي مستمرة، معاني تلك المصادر.

ومن ذلك:

"القَدُّ والقَطُّ".

فالدال: توازي خطاًَ عمودياً طويلاً، والطاء: توازي خطاً أفقياً قصيراً، فالقدُّ: هو القَطْعُ طولاً: "قدَّ الثوب"، والقَطُّ: القَطْعُ عرضاً قَطَّ القلم، ثم لاحظ قولهم:" قَفَزَ في الفضاء، وقَمَزَ في الماء"، فالفاء هنا فضائية، والميم مائية.

غرائب الصِيَغ في العربية

هناك العديد من غرائب الصيغ في لغتنا العربية ومنها على وزن فعل المتعدي نحو وزن فعلَ بمعنى ضَرَبَ أو أصاب شخصاً أو حيواناً في جزء من جسمهِ، ندل عليه، عند اللزوم: إذن، أفخ أو يفخُ" يأفوخ أي أعلى الرأس"، أم " أُم الرأس أي جِلْدَة دماغه"، حدق" حدقة العين"، رفق" مِرْفَق"، صِمخ" صِمَاخ أي باطن الأذن"، فأد أو قلب" فؤاد"، فهق" فهقة أي أعلى فِقَار العُنُق"، قذل" قذال أي مؤخر الرأس"، كرع" كُرَاع"، كِلَى" كِلية"، نسى" النِسا"، يدى" يد".

ومن غرائب الصيغ ما ورد على وزن فعلَ بمعنى ضَرَبَ شخصاً أو حيواناً بآلةٍ مُعينة: جَلَدَ أو سَاطَ" بسَوْطٍ"، سافَ" بسيفٍ"، طَرَقَ" بِمِطْرَقَة"، عَمَدَ" بعَمُودٍ"، كلب الحصان" بالكُلاَّبِ أي المِهْمَاز"، هَرَى" بِهِراوة أي عصا كبيرة".

وإذا ورد وزن أفعلَ بمعنى دخل مكاناً ندُلُّ عليه بين قوسين عند اللزوم، مثل: أبرد" مكان البَرد"، أحجز" بلاد الحجاز"، أريف" مكان الريف"، أصعد" مكة"، أشأم" الشام أي سورية"، أعرق" بلاد العراق"، أغرب" جهة الغرب"، أغار" مكان الغَوْر"، أقمر" مكان يُضيئه القمر"، أيمن" بلاد اليمن"، أمصر" بلاد مصر".

وعلى وزن فُعَّل بمعنى عدَّ الشخص أو الشيء ذا صفة نُشير إليها عند اللزوم نحو: بخّل، بدع" صاحب بِدْعَة"، عجز" عاجز"، غلط" غالط".

وعلى وزن تفعّل بمعنى تشبّه أي ما يُتشبه به مثل: تَبَدى" البدوي"، تحضّر" أهل الحضَر"، تذكرّت أو تَرجلّت" الرِجَال"، تطفّل" الأطفال"، تَفَرعّن" الفراعنة في عِتُوهِم"، تنمّر" النمر في شراسته أو ألوانهِ"، وتهجّر"المهاجر".

كذلك فمن عجيب الصيغ العربية ما جاء على أفعل التفضيل السماعي؛ ويمكن استعماله بصفة أفعل التعجب نحو: أبكى" أكثر بُكاءً"، أبيض" أكثرُ بياضاً"، أتجر" أكثر مُتاجرةً"، أحقّ" أكثرُ حقّاً"، أخطب" أمْهَرُ بالخِطابةِ"، أزكى" أطيبُ للأكلِ"، أشْعَر" أكثرُ شاعِرِيةً"، أودّ" أكثرُ وُدَّاً، أوكَس" أنْقَص".

وهناك صيغ غريبة في لغتنا ففي الأفعال.

أفعال السلب تدل على زوال الشيء أو إزالته أو تجنبه، وهي في الغالب تأتي على الأوزان التالية: على وزن أفعل: أعتب: أزال عنه العتاب بإرضائه.

أعجَمَ الكتاب: أزال عنه العُجْمَة بوضع النقط والحركات إلى كلماته.

أنصل السهم: أزال نصله، أفلس الرجل: زال عنه آخر فلس.

وفي الأسماء هناك مصادر على وزن مفعول كــ: محلوف" أي حِلف"، مصدر حلف"، محصول" مصدر حصل شيء"، ميسور" مصدر يُسر أي سهُل"، مجهود" مصدر جهد أي أجتهد".

كُليّات في العربيّة

تنفرد لغة القرآن المُعجز بفيضٍ من المعاني والدلالات التي لا توجد في سواها من لغات العالم.

ومن عجائب لغتنا السمحة ما جاء في الكليات من معانٍ وافرة على لسان الضّاد ومنها:
كليّات البناء

- كلّ ما علاك وأظلك فهو: سماء.

- كلّ بناء عالٍ فهو: صرح.

- كلّ بناء مُكعب فهو: كعبة.

- كلّ بقعة ليس فيها بناء فهي: عَرَصَة.

-كل ما ارتفع من الأرض فهو: نَجْد.

الطيور والحيوانات والنباتات

-    كلّ أداة تُعار فهي: ماعون.

-    كلّ ما كان على ساق من نبات الأرض فهو: شجر.

-    كلّ بستان عليه حائط سور فهو: حديقة.

-    كلّ كريمة من النساء والخيل: فهي عقيلة.

-    كلّ شجر له شوك فهو: غضاة.

-    كلّ شجر لا شوك له فهو: سرح.

-    كلّ نبت له رائحة طيبة فهو: فاغية.

-    كلّ طائر لا يصاد فهو: رهام.

-    كلّ طائر يخالف جوارح الطير فهو: بُغَاث.

-    كلّ طائر له طوق فهو: حَمَام.

-    كلّ ما دَبَ على سطح الأرض فهو: دابة.

-    كلّ ما شابه رأسه رؤوس الحيّات كالحرابي فهو: حنش.

-    كلّ جلد مدبوغ فهو: سِبْت

-    كلّ ضارب بمقدمته فهو: يلدغ.

-    كلّ ضارب بمؤخرته فهو: يلسع.

-    كلّ صغير من الأشياء فهو: الطُّلا.

الحِرَف والصناعات

- كلّ صانع عند العرب فهو: اسكاف.

- كل عامل بالحديد فهو: قَيْن

كُليّات متفرقة

-    كلّ حرام فهو: سُحت.

-    كلّ ما يلي الجسد من الثياب فهو: شعار.

-    كلّ ما يلي الشعار فهو: دِثار.

-    كلّ أرض لا تنبت شيئاً فهي: مَرْت

-    كلّ شيء خفّ محمله فهو: خُفّ.

-    كلّ صنف أو ضرب فهو: نوع

-    كلّ كلام لا تفهمه العرب فهو: زطانة

-    كلّ ما تشاءمت منه فهو: لجمة

-    كلّ شيء قليل رقيق من ماء أو نبت أو علم فهو: ركيك

-    كلّ شيء له قدر وقيمة فهو: نفيس.

-    كلّ قبيحة فهي: عوراء.

-    كلذ لين فهو: لَدِنْ

-    كلّ ما لاَنَ للجلوس أو النوم فهو: وثير

-    كل عطر مائع فهو: مَلاب

-    كلّ عطر يابس فهو: الكِبا

-    كلّ شيء كثير فهو: جمّ

-    كلّ أمر تجهله ولا تعرفه فهو عَميّ

غرائب في صيغتيّ المثنى والجَمع

تتباين صيغ العربية من صيغة لأخرى، وتشمل تلك التباينات غرائب وعجائب فيها ومنها غرائب المثنى الذي يُستعمل أحياناً بمعنى تكرار العمل نحو: حنانَيك: تحننْ عليَّ مرّة بعد أخرى.

هدادَيك: مهلاً بعد مهلٍ.

لبَّيكَ: الباباً بعد الباب على طاعتك" ألبَّ على الأمر: لزمه".

سعدَيكَ: أُسعدك، أي أساعدك، إسعاداً بعد إسعاد.

دواليكَ: تداوِل الأمر تداولاً.

هجاجيك: كُفَّ عن الأمر كفَّاً بعد كفٍ".

أمَّا غرائب الجمع الذي يكون أحياناً بصيغة الجمع المفرد: حاضر أي حاضرون، سامِر أي سُمّار، حاج أي حجّاج.

وجمع المذكر بإضافة تاء مربوطة إلى المفرد، مثل:

تناسخيّة: القائلون بالتناسخ.

حامرة: أصحاب الحَمِير، حطّابة.

حمّارة.

خيّالة.

رحّالة.

رمّاحة" رِماح: صانع الرِماح".

صليبية.

صفاتية: الناكرون صفات الله تعالى.

صوفية.

عسّالة: مشتارو العسل.

مقاتلة: مقاتلون.

ناشئة: ناشىء: شاب.

وهناك الجمع على وزن فِعْلَى وهو نادر جداً نحو:

حجَلة حجلى، ظِرْبَان ظَرْبَى.       

   

والجمع على وزن مفاعل، لاميم في أوّل مفردهِ مثل: جهل مجاهل، حُسن محاسِن، خطَر مخاطِر، سُم" ثقب" مسامّ، سوء مساوىء، شؤوم مشائِم، شِبه مشابه، شيخ مشايخ، فقر" هَم" مفاقِر، قحمة مقاحم، قذَر مقاذر، لمحة ملامح، نحس مناحِس.

كذلك يوجد جمع مختلف كلّ الأختلاف عن مفرده كـ: مرأة نساء، وخُلْد، ومناجذ.وجمعٌ بلا مفرد نحو: أوازع: جماعات.
أوضاح: جماعات من قبائل مختلفة.

تعاجيب: عجائب.

تماس: مصائب.

تناشير: خطوط التلاميذ.

عجارف الدهر: حوادثه.

كسور الأودية: منعطَفاتها.

مراشد الطُرُق: ما أستقام منها.

مرافع: أصول اليدين والفخذين.

مراهب: أهوال.

مصاعب: مطايب الشيىء: خياره.

معاير: عيوب.

مناكِب الطير: أربعُ ريشات بعد القوادم.

وهزائز: الشدائد.

نوادر لغويّة عجيبة

تحفل اللغة العربيّة الكثير من المفردات والصيغ الغريبة والنادرة ضمن أبجديتها المعروفة.
ونجد أنّ بعض الحروف قد تجتمع أو لا تجتمع إطلاقاً في أية كلمة أو جملة عربية، ودونكم بعضاً من تلك النوادر العجيبة:

لم تجتمع الباء والميم في كلمة عربية، إلاّ في" يَبَمْبَم" وهو اسم جبل، وليس في كلام العرب كلمة أولها واو وآخرها واو إلاّ " واو"، كما لم يُسمع في العربية بكلمة بدلوا ضادها ذالاً إلاّ "نبض القلب، ونبذ" فقط·

كذلك فإنّ كل اسم يبدأ بـ واو مكسورة، يجوز همزها، مثل: "وسادة لتصبح إسادة"، ثم لم يصغر فعل في العربية، إلا في لفظين لا ثالث لهما: ما أمَيْلِحَ زيداً، وما أحَيْسَنَه، ولم يأتِ في العربية جمع أقل من واحدة بحرف هاء إلاّ في المخلوقات لا في المصنوعات، مثل: حَبَّة، ثَمَرة، بقرة، وليس ذلك من صنع الإنسان.

ومن عجيب ونوادر اللغة أنّ هناك ألفاظ لا تُثنى ولا تُجمع نحو: واحد يَمّ عَرَق الاثنان: مثنى ليس له واحد، وواحد: لا تثنية له، وليس في كلام العرب اسم أوله ياء مكسورة إلّا "يسار" لليدِّ اليُسرى.

وقد ترك العرب الهمزة في أربعة أشياء: مثل: الخابية وهي من "خبأت"، و البرية وهي من "برأ الله الخلق"، والنبي وهي من "النبأ"، والذرية وهي من "ذرأ الله الخلق"، أي: خلقهم·.

كما أنّ كل الأصوات في لغتنا مضمومة، كالرُغاء، والثُغاء، والعُواء، إلاّ لفظين: النِداء والغِناء.

وليس في كلام العرب جَمْعٌ جُمِعَ ست مرات إلاّ الجَمَل فقد جمعوه على: أجمُلاً وأجمالاً وجامِلاً وجُمالاً وجُمالة وجِمالات.

كذلك وليس في الأرض حجازي إلاّ وهو يُنصب ولا في الأرض تميمي إلاّ وهو يرفع إلاّ لفظ طاعة الله.

ولم يؤنث من مفعيل بالهاء سوى لفظ واحد "مسكينة"، ولا يكون فاء الفعل وعينه حرفاً واحداً في كلام العرب، إلاّ في قولهم: "دَدٌ، ودَدَن وحسب"، وهذه الجموع الثلاثة لا رابع لها في لغة العرب من وزنها: "فَوارِس ، هَوالِك، نواكِس"، ثم ليس في اللغة العربية نون أصلية في صدر كلمة، سوى: " نَهْسَرْ" أي ذئب، و"نَعْنَع"، وهو نبات معروف، و" نَهْشَل"وهو المُسِنّ الهَرِم، وختاماً لم تجتمع الجيم والقاف في كلمة عربية أبداً·

 

عجيب دلالة بعض الحروف

تكشف حروف الأبجدية العربية على بعض المعاني الخاصة بها، والفريدة ذات المعنى العجيب والغريب بها.

ومن عجيب تلك الدلالات التالي:

* حرف التاء:

-  إذا جاء هذا الحرف ثاني الكلمة دلّ على القطع :" بتر اليد ، بت الحبل".

* حرف الثاء:

- إذا جاء هذا الحرف ثاني الكلمة دلّ على الانتشار:" نثر الماء".

* حرف الحاء:

- إذا وقع في آخر الكلمة دلّ على الظهور والتفرق والامتداد:" باحّ السِّر، ساحَ الماء، صاحَ الرجل ، فاحَ الطِيب، لاحَ القمر".

* حرف الخاء:

- إذا جاء ثاني الكلمة دلّ على التفريق:" بدّدَ المال ، صدّع الجدار، ودّع أهله".

* حرف الذال:

- إذا جاء ثاني الكلمة دلّ على القطع مثل :" جذَّ، وجَذَمَ".وأما إذا جاء آخر الكلمة دلّ على الاستمرار مثل:" خرخرة الساقية، كركر الجَمَلُ- مادام مستمراً في ذلك".

* حرف السين:

- يكون في معنى القطع :" حسَمَ الدّاء".

* حرف الشين:

- إذا جاء في أول الكلمة دلّ على التفريق مثل:" شتّتَ شملهم، شطرَ الشيء، شاع الخبر، شفّ الثوب".

* حروف: الصاد، الضاد، الطاء:

- تكون في معنى القطع:" حصدَ الزرع، قصَّ الشعر، قضبَ الغصن، قَطفَ الثمر".

* حرف الغين:

- إذا جاء في أول الكلمة دلّ على الظلمة والاستتار مثاله:" غابت الشمس، غاصَ الماء - غمره الماء، غَبَّيَ الشيء، غَسق الليل، غَلّف الكتاب، غرق".

* حرف الفاء:

- يكون بمعنى الانفتاح أو الفتح:" فَضَّ الرسالة، فَلَّ الحديد فَلَقَ الصخرة، فَلَحَ الأرض، فَلَجَ الخشب".

ويدلّ على الانغلاق والضمنية نحو: "مَصّ، شمَّ، ضمَّ، لمَّ، طمَّ، جَمَعَ".

ومن فاء الفتح وميم الغلق جاء لفظ: "فم" أي كما الفم يتحرك.

غرائب وعجائب قوافي الأشعار

ربما تكون قد شاهدت بعض عجائب الدنيا المعروفة في العالم لكنك ربمّا لم تقف على ما أطلعت عليه من غرائب وعجائب قوافي الشعراء من دواوين الشعر العربيّ والموسوعات الأدبيّة المعروفة.

ودونكم أبياتاً أستطيع أن أقول بأنّها تجمع ما بين الغرابة والطرافة في الوقت ذاته، ألا وهي الأشعار ذات اللون المغاير للشعر التقليديّ، أي الأشعار التي دبجّ قوافيها الشعراء بحرفية وهندسة كلمات تدلُّ على الدقة في الاختيار وسبك القوافيّ...

وهذه طائفة من غرائب وطرائف أدبنا العربي التي ستُدهشك فعلاً بغرابتها وطرافتها...

أبيات عجيبة في مقامات الحريري

هذه أبيات للقاسم بن علي الحريريّ صاحب "مقامات الحريري" المعروفة يقول فيها:

أُسْ أَرْمَلاً إِذَا عَرَا

وارْعَ إِذَا المَرْءُ أَسَا

أَسْنِدْ أَخَا نَباهَة

أَبِنْ إِخَاءً دَنَّسَا

اُسْلُ جَنَابَ غاشِم

مُشَاغِبٍ إِنْ جَلَسَا

اُسْرُ إِذَا هَبَّ مِراً

وَارْمِ بِهِ إِذَا رَسَا

اُسْكُنْ تَقَوَّ فَعَسَى

يُسْعِفُ وَقْتٌ نَكَسَا

ويعني البيت الأول:

أَعْطِ الأَرْمَلَ الذي نَفِدَ زادُهُ وافْتَقَرَ إذا أَتَى طالِبًا للرِّفْدِ، واحْفَظْ العلاقة الطيبة إذا المرءُ أَسَاءَ.

والثاني: أَيْ أَعِنْ الشَّخْصَ النَّبِيهَ واقْطَعْ وأَبْعِدْ إِخَاءً يُلَــوِّثُ العِرْضَ.

والثالث: أَيْ انْسَ وطِبْ نَفْسًا عن فِراقِ فِناءِ الظالِمْ المُهَيِّجِ للشَّرِّ.

والرابع: أَيْ كُنْ سَرِيـــًّا سَيِّدًا رَئيسًا إذا ثارَ الجَدَلُ وتَخَلَّصْ منه إذا ثَبَتَ.

والخامس: أَيْ إذا هَدَأْتَ تَــتَــقَــوَّى وعسى الوقت الذي قلب يسعفك.

علماً بأنّ كل بَيْتٍ من الأبياتِ السابقةِ يُقْرَأُ مِن اليمين إلى اليسار وبالعكس حرفًا حرفًا.

بيتان من حياة الحيوان الكبرى

وفي بيتين شعريين للقاضي أحمد بن محمد الأرجاني ضمن الجزء الثاني من كتاب "حياة الحيوان الكبرى" لكمال الدين الدميري جاء فيه:

أُحِبُّ المَرْءَ ظاهِرُهُ جَمِيل

لصَاحِبِهِ وباطِنُهُ سـَلِيم

مَوَدَّتُهُ تَدُومُ لكُلِّ هَوْل

وهَلْ كُلٌّ مَوَدّتهُ تَدُومُ؟

والبيت الثاني يُقْرَأُ مِن اليمين إلى اليسار وبالعكس حرفًا حرفًا.

وقد قال العِمَادَ الكاتب للِقاضِي الفاضِلِ عندما لَقِيَه وهو راكِبٌ فَرَسًا:

سِرْ فَلا كبَا بِك الفَرَسُ

أَيْ فلا انْكَبَّ الفرس عَلَى وَجْهِهِ وتَعَثَّرَ.

فرد عليه الفاضل: دامَ عُلا العِمَادِ.

وكِلا القولين يُقْرَأُ مِن اليمين إلى اليسار وبالعكس حرفًا حرفًا.

أبيات عجيبة في المدح والذّم:

وهذه أبيات شعرية عندما تقرأ من جهة اليمين إلى اليسار تكون في مقام المدح، وعندما تقرأ من جهة اليسار إلى اليمين تكون في مقام الذم.
- القراءة من اليمين إلى اليسار... في مقام  المدح:

- القراءة من اليسار إلى اليمين... في مقام الذم:

رتب لهم حطت فما  رفعـت           حرموا فما نالوا الذي طلبـوا

عطب بهم أودى فما  سلمـوا           خلق لهم تمت ومـا  وهبـوا

كسبوا فما شيم لهـم حمـد            تكسدوا فما نرضى الذي جلبوا

عجائب القوافي

هذه أبيات شعرية عجيبة لعدد من الشعراء العرب القدامى، تستطيع قراءتها أفقياً ورأسياً، أو قراءة الأبيات بالمقلوب، أو من الجهتين:

ألـوم صديقي وهـذا مُحال

صديقـي أحبه كلام يُقـال

وهـذا كلام بليـغ الجَمال

مُحال يقال الجَمال خَيال

والغريـب فيـه إنّك تستطيع قراءته أفقيـاً ورأسيـاً.

ومن طرائف الشعر هذه القصيدة والتي عبارة عن مدح لنوفل بن دارم، واذا اكتفيت بقراءة الشطر الأول من كل بيت فإنّ القصيدة تنقلب رأس على عقب، وتغدو قصيدة ذم لا مدح:
قصيدة المدح:

إذا أتيت نوفل بن دارم                أمير مخزوم وسيف هاشم

وجــدته أظلم كل ظــالم                 على الدنانير أو الدراهم

وأبخل الأعراب والأعـاجم               بعـرضه وســره المكاتم

لا يستحي مـن لوم كل لائـم              إذا قضى بالحق في الجرائم

ولا يراعي جانب المكارم                 في جانب الحق وعدل الحاكم

يقرع من يأتيه سن النادم                   إذا لم يكن من قدم بقادم

قصيدة الذم:

إذا أتيت نوفل بن دارم                       وجدتــه أظلـم كلّ ظالم

وأبخل الأعراب والأعاجم                     لا يستحي من لوم كل لائم

ولا يراعي جانب المكارم                        يقرع من يأتيه سنّ النادم

أبيات حروفها بلا نقط:!

أولاً: أبيات كل حروفها بدون تنقيط:

الحمد لله الصمد حال السرور والكمد

الله لا اله إلا الله مــولاك الأحــد

أول كل أول اصل الأصول والعمـد

الحول والطول له لا درع إلاّ ما سرد

القراءة طردياً وعكسياً:

ثانياً: أبيات تقرأ طردياً وعكسياً بدون تغيير:

قمرٌ يفرطُ عمداً مُشرق رش ماء دمع' طرف يرمق

قد حلا كاذب وعد تابع لعبا تدعو بـذاك الحدق

قبسٌ يدعو سناه إن جفا فجناه انس وعد يسبـق

قر في إلف نداها قلبه بلقاها دنف لا يفــرق

ثالثاً: بيتا مدح يصيران هجاءً بقراءة كل بيت عكساً:

باهي المراحـم لابس كـرما قدير مسند

باب لكـل مؤمـل 'غنمٌ لعمرك 'مرفـد

اذا عكسنا ترتيب حروف كل بيـــت

دنس مريـد قامر كسبَ المحارم لا يهاب

دفَـِرٌ مكِرٌ 'معلَم' نغل مؤمل كل بــاب

رابعاً: أبيات شعرية في كلّ كلماتها حرف شين كما نظمها الحريري صاحب المقامات الأدبيّة:

فأشعاره مشهورةٌ ومشاعرُهْ

وشوّه ترقيشَ المرقّش رقشُه

وشاق الشبابَ الشُمّ والشِيبَ وشيه

شمائله معشوقة كشموله

شكورٌ ومشكور وحشوَ مُشاشه

وعشرته مشكورةٌ وعشائرهْ

فأشياعه يشكونه واشاعره

فمنشوره نشر المَشوق وناشره

ومَشهده مستبشرٌ ومعَاشره

شهامةُ شِمّير يطيش مُشاجره

خامساً: بيت تتشابه فيه نطق بعض الكلمات وتختلف في المعنى:

طرقتُ البابَ حتى كلَّ مَتْنِي        ولما كلَّ مَتْنِي كَلمتني

- والمقصود بكلمة كلَّ متني أي تعبت أكتافي من طرق الباب.

أبيات كل حروفها عواطل أي بدون نقاط

الحمد لله الصمَدْ حالَ السرور والكمَدْ

الله، لا إله إلا الله، مولاك الأحــد

أوّل كلّ أوّل، اصل الأصول والعُمد

الواسع الآلاء، والآراء علماً والمَـدد

الحول والطول له، لا درع إلاّ ما سرد

كلٌ سواه هالـــكٌ، لا عددٌ ولا عُدد

أبيات كلّ حروفها مُعجمة أي ذات نقط

بين جنبيَّ شُقَّة خشُنتْ                   في قضيضٍ تُبيتني خشنِ

قِضتُ جفني بيقظة ثبتت                   غِبَّ بينٍ، فبتُّ في غبَن

بي شقيقٌ يغيب غيبة ذي                        ضَغَنٍ بيّنٍ تجنبني

شيخُ فنٍ، فتيّ شِنشنة،                     شبَّ في بيت نُخبة، فبُني

ينتفي زَين جنة جُنيت،                       يتّقي شَين ضِنّة بغني

بيتان فيهما كلمة عاطلة فكلمة مُعجمة:

لا تفي العهد فتشفيني، ولا               تُنجِزُ الوعدَ فتشفي العِللا

تقتضي أحكام بغيٍ، طالما                  نفّذت أحكامها بين المَلا

أبيات تقرأ طرداً وعكساً بدون تغيير:

تستطيعُ قراءة كل بيت من اليمين إلى الشمال ومن الشمال إلى اليمين، لأنّ ترتيب الحروف هو ذاته، وذلك من أغرب الغرائب في اللغة العربية:

قمرٌ يُفرِط عَمداً مُشرقُ،             رشَّ ماءً دمعُ طرف يرمقُ

قد حلا كاذبُ وعد تابعٌ                  لَعِباً تدعو بذاك الحدَقِ

قَبَسٌ يدعو سَناه، إنْ جفا،                 فَجَناه انسُ وعدٍ يسبق

قرَّ في إلفٍ نَداها قلبه؛                      بلُقاها دنِفٌ لا يفرَقِ

وهذان بيتا مدح يصيران هجاءً بقراءة كلّ بيت عكساً:

باهي المراحم، لابسٌ            كَرَماً، قَديرٌ، مُسْنِدُ،

بابٌ لكل مُؤمّلٍ،                   غَنَمٌ لعَمرِك مُرْفِدُ

أمَّا إذا عكسنا ترتيب حروف كلّ بيت، فإننا سنجدُ بيتي الهجاء الآتيين:

دَنِسٌ، مَريدٌ، قامِرٌ،                 كَسبَ المَحارِم لا يهابْ

دَفِِرٌ، مِكرٌّ، مُعْلَـمٌ،                     نَغِلٌ، مُوْمِلُ كلَّ بابْ

أبيات مدح تصير هجا بقراءة الأشطر الأولى من كلّ بيت:

إذا أتَيتَ نَوفل بن دَارِمِ،             أمير مخذومٍ وسيف هَاشمِ

وجدته اظلم كل ظالـمٍ               على الدَنانيرِ أو الدَراهمِ

وابخلُ الأعرابِ والأعاجمِ              بعِرضه وسرِّه المكاتم

لا يستحي من لومٍ كلِّ لائم إذا         قضى بالحَقِّ في الجَرائمِ

ولا يُراعي جانبَ المَكارمِ         في جانبِ الحَقِّ وعَدْلِ الحَاكمِ

يَقرعُ مَنْ يأتيهِ سِنّ النادم،             إذ لم يكن من قِدَمٍ بقادم

أما إذا قرأنا الشطر الأول من كلّ بيت، فسنقرأ هذا الهجاء:

- إذا أتيت نوفل بن دارمِ، وجدته اظلم كل ظالمِ، وابخل الأعراب والأعاجم، لا يستحي من لوم كل لائم، ولا يراعي جانب المكارم، يقرع من يأتيه سنّ النادم·

ما يُقرأ طرداً وعكساً:

- سِرْ، فلا كبا بك الفرس

- دام علاء العماد

- كَمالُك تحت كلامك·

- عقرب تحت برقع

- بلحٌ تعلق تحت قلعة حلَب

- مودته تدوم لكل هول؛ وهل كلٌ مودته تدوم؟

- إن شهدنا كيف معنى نعمٍ فيك اندهشنا·

وبيت فيه كلمة عاطلة فكلمة مُعجمة:

الحُر يجزي والكرام تُثيبُ،        واللؤم يخزي والهُمام ينيبُ

بيتان كل حروفهما مفصولة أحدها عن الآخر:

- زُر دار وُدٍّ، ان اردت ورودا، واردع ودعْ داراً أوت داودا،

- وإذا رأوا مرءا ودوداً وارداً، زادوه وُداً أن رأوه ودودا·

بيتان كل حروفهما متصلة احدها بالآخر:

سلْ مُتلفي عطفاً، عسى يتعطف،          فلقد قسا قلباً، فلا يتلطفُ

ظبيٌ تحكّم بي، فسلّط جفنه          سقَماً لجسمي، بعضه لي مُتلفُ

أغنى بيت عربي بالكلمات

- اسْمُ، اعْلَ، طُل، سُد، عش، ابْقَ، اسلَم، مُر، انه، أقِل، صُلْ، أولِ، هبْ، أغْنِ، جُد، زد، صِل، أعِنْ، أنِلِ.

ونجد في هذا البيت تسع عشرة كلمة، وكلها أفعال أمر؛ وقد تحتَّم علينا أن نضع كل شطر في سطر كامل لفرط طوله كل ألف بدون همزة لا يلفظ بها·

مِن تُحفِ الجِنَاس

الجناس في البلاغة العربيّة هي تشابه كلمتين في اللفظ كلّه أو بعضه، نحو هذه الأمثلة:

- عضّنا الدهر بنابهْ؛ ليت ما حل بنا بهْ

- إذا لم يكن ملكٌ ذا هِبهْ، فدعه، فدولته ذاهبهْ

- لا تعرضنَّ على الرُواة قصيدةً، ما لم تكن بالغتَ في تهذيبها·

- فإذا عرضت القول غير مُهذب، عدّوه منك مقالةً تهذي بها·

- أحسن خلق الله وجهاً وفماً؛ إن لم يكُ الأول بالحُسن، فمنْ؟

- وكم بجباه الراغبين اليه من مجال سجود في مجالس جودِ

- الصدق في أقوالنا اقوى لنا، والكذب في أفعالنا أفعى لنا·

- اخبروها بانه ما تصدى لسلوٍّ عنها، ولو مات صدّا·

- كلكم قد اخذ الجام، ولا جامَ لنا؛ ما الذي ضرّ مدير الجام لو جاملنا؟

زَوْجُ اثنَتَيْنِ.. طريف الحكاية

•    قِيلَ لأعرابيّ: مَنْ لم يتزَوَج امرأتين لَم يَذُق حلاوةَ العيش!

فتزَوَج الأعرابي امرأتينِ، ثم نَدِمَ، فأنشأ قصيدة قال فيها:

تَزَوَجْتُ اثنَتينِ لِفَرْطِ جهلي                           بِما يَشْقَى زَوْجُ اثنتينِ

فقلتُ: أصِيْرُ بينهُما خروفاً                            أُنَعَّمُ بينَ أكرَمِ نَعجَتينِ

فَصِرْتُ كنَعْجَةٍ تُضْحِي وتُمْسِي                      تُداوَل بينَ أخبثِ ذئبَتَينِ

رِضَا هذي يُهيْجُ سُخْطَ هذي                      فما أعْرَى مِن إحدى السُخطَتَيْنِ

وألقَى في المعيشَةِ كلَّ ضُرٍّ                        كذاكَ الضُرُّ بينَ الضَّرَتيْنِ

لهذي ليلةٌ ولتلكَ أُخرى                                 عِتَابٌ دائِمٌ في الليلتَيْنِ

فإنْ أحبَبْتَ أن تبقَى كريماً                           مِنَ الخيراتِ مملوءَ اليدينِ

وتُدْرِكَ مُلْكَ ذي يزِنٍ وعَمرٍو                       وذي جَدِنٍ ومُلْكَ الحَارثينِ

ومُلْكَ المُنْذَرَيْنِ وذي نُواسٍ                             وتُبَّعَ القديمَ وذي رُعَيْنِ

فَعِشْ عَزْباً، فإنْ لم تستَطِعهُ                      فضَرْبَاً في عِرَاضِ الجَحْفَلَيْنِ