قراءة الحائض للقرآن من المصحف
أرشيف إسلام أون لاين
قراءة الحائض للقرآن من المصحف Ocia_254
مسألة قراءة القرآن للحائض مِمَّا اختلف فيه أهل العلم، فجمهور الفقهاء على حُرمة قراءة الحائض للقرآن حال الحيض حتى تطهُر، ولا يُستثنى من ذلك إلا ما كان على سبيل الذِّكر والدُّعاء ولم يقصد به التلاوة كقول: بسم الله الرحمن الرحيم، إنا لله وإنا إليه راجعون، ربنا آتنا في الدنيا حسنة… الخ مما ورد في القرآن وهو من عموم الذكر.

وذهب بعض أهل العلم إلى جواز قراءة الحائض للقرآن وهو مذهب مالك، ورواية عن أحمد اختارها شيخ الإسلام ابن تيمية ورَجَّحَهُ الشوكاني.

يقول فضيلة الشيخ إبراهيم جلهوم شيخ المسجد الزينبي بالقاهرة -رحمه الله-:
يجوز لكِ أن تقرئي القرآن، ودم الحيض نازل عليكِ فعند السادة المالكية يجوز للحائض قراءة القرآن حال نزول الدم.

أمَّا بعد انقطاعه فإنه لا يجوز لها القراءة قبل أن تغتسل، لأنها صارت متمكنة من الاغتسال، فلا تحل لها القراءة قبله.

وعند الحنفية:
يحرم على الحائض قراءة القرآن إلا إذا كانت معلمة، فإنه يجوز لها أن تلقن تلميذاتها كلمة كلمة، بحيث تفصل بينهما، كذلك يجوز لها أن تفتتح أمرًا من الأمور ذات البال بالتسمية، وأن تقرأ الآية القصيرة بقصد الدعاء، أو الثناء على الله.

أمَّا الشافعية فيقولون:
يحرم على الحائض قراءة القرآن ولو حرفًا واحدًا إن قصدت تلاوته أمَّا إذا قصدت الذكر مثل أن تقول عند الأكل “بسم الله الرحمن الرحيم” أو جري لسانها بالقرآن من غير قصد لتلاوته فلا يحرم.

وعند الحنابلة:
يُبَاحُ للحائض أن تقرأ ما دون الآية القصيرة، أو قدره من الآية الطويلة ولها أن تأتي بذكر يوافق لفظ القرآن، كقولها عند ركوب الدابة أو السيارة “سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين”.

وعلى هذا فمن كل ما تقدَّم يتبيَّن جواز إلقاء الدروس الدينية بآياتها القرآنية ممن نزلت عليها الحيضة، لكن عليها إذا انقطعت حيضتها أن تبادر بالاغتسال، فقد صارت متمكنة منه، فلا عذر لها بعد ذلك.

يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-:
اختلف العلماء رحمة الله عليهم في قراءة الحائض والنفساء للقرآن الكريم: فذهب جماعة من أهل العلم إلى تحريم ذلك وألحقوهما بالجنب، وقالوا: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الجنب لا يقرأ القرآن، لأن الجنابة حدث أكبر، والحيض مثل ذلك، والنفاس مثل ذلك فقالوا: لا تقرأ الحائض ولا النفساء حتى تطهرا، واحتجوا أيضاً بحديث رواه الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لا تقرأ الحائض ولا الجُنُب شيئاُ من القرآن.

وذهب آخرون من أهل العلم إلى أنه يجوز للحائض والنفساء قراءة القرآن عن ظهر قلب؛ لأن مدتهما تطول أياماً كثيرة فلا يصح قياسهما على الجُنُب؛ لأن مدته قصيرة؛ لأن في إمكانه إذا فرغ من حاجته أن يغتسل ويقرأ، أمَّا الحائض والنفساء فليس في إمكانها ذلك، وقالوا في الحديث السابق الذي احتج به المانعون إنه حديث ضعيف، ضعفه أهل العلم لكونه من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين وروايته عنهم ضعيفة، وهذا القول هو الصواب.

فيجوز للحائض والنفساء قراءة القرآن عن ظهر قلب، لأن مدتهما تطول فقياسهما على الجُنُب غير صحيح، فعلى هذا لا بأس أن تقرأ الطالبة القرآن، وهكذا المدرسة في الامتحان وغير الامتحان عن ظهر قلب لا من المصحف.

أمَّا إن احتاجت إحداهن إلى القراءة من المصحف فلا حرج عليها بشرط أن يكون ذلك من وراء حائل كالقفازين ونحوهما.

- الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز -رحمه الله-.
- الشيخ إبراهيم جلهوم.