السائل الذي يخرج من الصائم بعد التفكير في الأمور الجنسية
السائل الذي يخرج من الصائم بعد التفكير في الأمور الجنسية Ocia_221
إن مجرد حديث النفس والخواطر التي تمر على القلب لا يؤاخذ عليها صاحبها إن لم يترتب عليها قول أو فعل، لما رواه البخاري ومسلم عنأبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله تجاوز لأمَّتي عمَّا وسوست أو حدَّثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تتكلم".

ولكن لا ينبغي للمسلم الاسترسال في الخواطر أو الاطمئنان إليها، لأن ذلك ذريعة إلى الوقوع في المعصية، ومَنْ حام حول الحِمَى يوشك أن يقع فيه.

واعلم أيها المسلم أن من أهم نِعَمِ الله تعالى على العباد الصحة والفراغ، ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ". رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما.

فينبغي للمسلم أن يشغل نفسه بما ينفعه في دينه ودنياه لئلا يندم على ساعة أضاعها في غير طاعة.

روى الإمام أحمد في مسنده أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لو أن عبداً خَرَّ على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت هرماً في طاعة الله لحقره ذلك اليوم، ولودَّ أنه يُرَدُّ إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب".

فنوصيك بالحرص على الخير ومصاحبة الخيرات من النساء، واجتناب مخالطة الفاجرات يسلم لك دينك.

أمَّا عن التفكير في الأمور الجنسية أثناء الصيام فيجب على المسلم أن يقطع عن نفسه التفكير في هذا الأمر وما شرع الصوم إلا لتهذيب النفوس وكبح جماحها وشهواتها.

أمَّا عن هذا السائل الذي يخرج عقب التفكير في الأمور الجنسية فهو لا يخلو من أمرين:
الأمر الأول:
أن يكون هذا السائل هو المني، وهو يخرج عندما تبلغ الشهوة ذروتها وعلامته أن يخرج متدفق ويجد أثره واضحاً وبكمية ظاهرة ويعقب خروج المني ارتخاء الذكر وفتور الشهور الجنسية.

الأمر الثاني:
أن يكون الخارج هو المذي، والمذي لا يكاد يشعر بخروجه فهو نقطة أو نقطتين ولا يعقبه ارتخاء للذكر ولا فتور الشهوة وخروجه يكون قبل أن تبلغ الشهوة ذروتها.

أثر المني على الصوم:

فإخراج المني في نهار رمضان مبطل للصوم، لِمَا في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “كل عمل ابن آدم يُضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: (إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي…”.

والمستمني لم يدع شهوته، وهذا رأي جمهور أهل العلم.

أثر المذي على الصوم:

اختلف العلماء في خروج المذي من الصائم، هل يُعَدُّ ناقضاً للصوم أم لا؟

فالمشهور من مذهب أحمد، أنه يفطر بذلك وفاقاً لمالك، واختار ابن تيمية أنه لا يفطر بذلك وفاقاً لأبي حنيفة والشافعي، وأكثر أهل العلم وهذا القول هو الراجح.

وينبغي للمسلم الإكثار من الاستغفار، والأعمال الصالحة، والبُعد عن المُثيرات من مسلسلات وأفلام وغيرها، وعليه بالمبادرة بالزواج إن استطاع إليه سبيلاً، وإلا فأكثر من الصيام والزم رفقة صالحة، واحذر قرناء السُّوء.

والله أعلم.