منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة الحجرات الآيات من 13-15

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

سورة الحجرات الآيات من 13-15 Empty
مُساهمةموضوع: سورة الحجرات الآيات من 13-15   سورة الحجرات الآيات من 13-15 Emptyالأربعاء 01 فبراير 2023, 6:46 am


يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [١٣]

تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

تلاحظ أن النداءات السابقة كانت بيأيها الذين آمنوا، لأنها توجيهات وتشريعات خاصة بالذين آمنوا، لأن الله تعالى لا يُكلِّف إلا مَنْ آمن به.

أما النداء هنا فنداء عام للناس جميعاً يلفت أنظارنا إلى آية الخَلْق، وإلى عظمة الخالق سبحانه، وهذا الآية تشمل الجميع، فالخالق سبحانه خلق المؤمن والكافر، والذكر والأنثى، هما أصل هذا الخَلْق، فالذكر وحده لا يتناسل، وكذلك الأثنى وحدها.

أما قوله تعالى في سورة السجدة:

{ ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلإِنْسَانِ مِن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ }

[السجدة: 7-8] فهذا خاص بالخلق الأول، وهو آدم عليه السلام، حيث خلقه الله وصوَّره بيديه، وكل شيء في الكون مقدور بقول: كُنْ فيكون.

لذلك قال تعالى لإبليس:

{ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ..}[ ص: 75] يعني: كيف لا تسجد لشيء أنا خلقته بيدي، إذن: أنت لا تسجد لآدم إنما تسجد طاعة لمن أمرك بالسجود.

وبعد أن خلق آدم من طين جعل ذريته من بعده

{ مِن سُلاَلَةٍ مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } [السجدة: 8] وهذا يقتضي الزوجية بين الذكر والأنثى.

وفي سورة النساء قال سبحانه:

{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ..}[ النساء: 1] أي آدم عليه السلام

{ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ..}[ النساء: 1] يعني: حواء.

إذن: حينما يقول سبحانه: {مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ ..} [الحجرات: 13] لا يعني بداية الخلق، إنما النسل الذي جاء بعد الخلق الأول.

لذلك قال في آخر آية النساء:

{ وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً ..}[ النساء: 1] وهؤلاء الرجال والنساء تفرقوا في أنحاء الأرض وصاروا {شُعُوباً وَقَبَآئِلَ ..} [الحجرات: 13] فالعرب شعب، والروم شعب، والفرس شعب، ثم انقسمتْ الشعوب إلى قبائل، والقبائل إلى بطون، والبطون إلى أفخاذ وهكذا.

وفي داخل الأسرة الواحدة تختلف الأسماء، لأننا لا نترك الأشخاص بدون أسماء ليتم التعارف، فهذا محمد وهذا أحمد وهذه فاطمة ..

والحكمة من ذلك هي {لِتَعَارَفُوۤاْ ..} [الحجرات: 13] على مستوى الأفراد وعلى مستوى الشعوب.والتعارف أمر ضروري بين البشر، لأن مصالحهم في أنْ يتعارفوا، وسوف تضطرهم ظروف الحياة لهذا التعارف، حيث سيحتاج بعضهم إلى بعض، لأنه كما قلنا: الحق سبحانه وزَّع أسباب فضله على خَلْقه، فما توفر لك قد لا يتوفر لغيرك.

لذلك رأينا مثلاً أوربا التي بلغت من الحضارة والتقدم مبلغاً تحتاج إلى سكان الصحراء رعاة الغنم والإبل حيث البترول وثروات الجبال من المعادن والأحجار الكريمة.

وهذا الاختلاف في الفضائل يؤدي إلى أنْ يتعاون الخَلْق ويتساندوا، بحيث يكمل بعضهم نقص بعض.

إذن: اختلاف يؤدي إلى التكامل لا إلى التعاند.

وهذا التكامل شاهدناه في آية خَلْق الرجل والمرأة، فالرجل والمرأة ليسا ضدين، بل هما عنصران متكاملان، لأن لكل منهما مهمة لا يؤديها الآخر.

والحق سبحانه أوضح لنا هذه المسألة بقوله تعالى:

{ وَٱلْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ * وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ } [الليل: 1-2] فهل يقول عاقل أن الليل ضد النهار؟ ومثل الليل والنهار الذكر والأنثى، لذلك أقسم بعدها بخلقهما، فقال:

{ وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } [الليل: 3] فالرجل لتحمُّل مشاقّ الحياة، للكدح وللعمل، والمرأة حنان وعاطفة، وكل مُيسَّر لما خُلِق له.

لذلك نعجب ممن ينادي بالمساواة بين الرجل والمرأة، كيف ولكلٍّ منهما مهمته التي خُلق لها.

والبعض يظلم النساء ويقول: ناقصات عقل ودين، لأن العقل مهمته الترتيب والاختيار بين البدائل، وهذه ليست مهمة المرأة بل مهمة الرجل الذي يدير دفة الأسرة في رحلة الحياة.

أما المرأة فمهمتها عاطفية، تحنو على الصغير والكبير، وتفتح صدرها لتستوعب، وتريح المتعب والمريض في أسرتها، ومع ذلك نراها إذا ترملت قامتْ بالمهمتين وحلَّتْ محلّ الزوج، وربما كانت أكثر نجاحاً في تربية الأولاد وصيانتهم.

الحق سبحانه وتعالى خلق آدم من طين، وسوَّاه ونفخ فيه من روحه، لكن لم يخلق حواء بنفس الطريقة، إنما أخذ من ضلع آدم جزءاً وخلق منه حواء، لماذا إذن لم يخلقها كخَلْق آدم؟ قالوا: خلقها من الرجل لتكون له القوامة عليها.

كذلك في مسألة الحمل تأخذ منه البذرة، ثم تكمل هي عملية النسل، قال تعالى:

{ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ..}[ النساء: 1].

وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم):

"خُلقت المراة من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه"

وكما شرف آدم بأن الله خلقه وسوّاه بيده، كذلك شَرُفَتْ حواء أنها خُلقت من شيء خلقه الله بيده.والعالم الآن مشغول بعملية الاستنساخ، وهو يعني أنْ نأخذ من الأصل نسخة مطابقة له، كما نقول نسخ الكتاب.

يعني: أنْ نأتي منه بصورة أخرى مثله، وهذه العملية نراها في الجماد مثلاً، نرى الزلط منه الكبير والصغير والمتوسط، فهل رأينا (زلطة) مثلاً تكبر عن حجمها أبداً، لماذا؟ قالوا: لأن له مطامر تحت الأرض، تتم فيها عملية التكاثر أو الاستنساخ هذه، فإذا خرج إلى الهواء جَمُد على ما هو عليه.

كذلك نجده في النبات، فهل رأيتم مثلاً تقاوي القصب أو التين البرشومي؟ أبداً ليس له تقاوي، إنما نأخذ عقلة من عود القصب ونزرعها فتخرج عود القصب، ونأخذ لوحاً من ألواح التين ونزرعه فيعطينا شجرة تين، أليس هذا استنساخاً؟ كذلك بالإمكان أنْ نجده في الحيوان، وبالفعل تحدَّثوا عن استنساخ تم بالفعل في الحيوان، كما حدث في النعجة دوللي.

وهي محاولة على أية حال.

أما في الإنسان فهي عملية لا يقدر أحدٌ عليها، لأن الإنسانَ مختلف عن باقي أجناس الكون، لأنه خليفة الله في الأرض، وهو المخلوق المكرَّم وباقي الأجناس في خدمته، فلو تصوَّرنا الاستنساخ في الجماد والنبات والحيوان فلا نتصوَّره أبداً في الإنسان، لأن التكاثر فيه له شروط وضوابط لا مجرد استخراج نسخ مكررة منه.

لذلك لا يتم التكاثر في الإنسان إلا من خلال اللقاء بين الزوجين الذكر والأنثى، وداخل أسرة تحتضن الطفل وتحبه وتربيه وتعتني به، لا يليق بالإنسان أنْ يخرج من مفرخة مثل مفرخة الكتاكيت مثلاً.لذلك نرى أن طفولة الإنسان هي أطول طفولة في المخلوقات كلها، وعندنا من الأطفال مَنْ تبلغ طفولته حتى سنِّ 14 سنة، أما الطيور والحيوانات فتعتني بصغارها حتى تستطيع الحركة والأكل ثم تتركها وكأنها لا تعرفها، وربما ذُبح الحيوان أمام أمه وهي لا تدرى به.

فكيف إذن نتصور الاستنساخ في الإنسان وهو الخليفة المكرّم، إن الأديان كلها ترفض الزنا وتأبى أنْ يأتي الولد بطريق غير شرعي، تأبى أنْ يُرمى المولود في الشارع، أو حتى يُربى في الملاجىء، فكيف الحال إذا تَمَّ استنساخه؟ من هنا نقول: إن عملية الاستنساخ لا تكون أبداً في الإنسان، ولا يقدر عليها إلا الله خالق الإنسان، ويريد له الصلاح، يريد له أنْ يأتي في أحضان أب يرعاه وأم تحنو عليه يأخذ منهما الفضائل، ويتعلم منهما القيم.

ثم إن نجاحهم في استنساخ الحيوان لا يعني أبداً الطعن في القدرة الإلهية، بل هو دليل جديد من أدلة الإيمان بالقدرة، فالذي استنسخ النعجة لم يأت بها من العدم، إنما جاء بها من نعجة أخرى هي خَلْق من خَلْق الله، والعقل الذي فكّر خَلْق من خَلْق الله.

ثم يضع الحق سبحانه القاعدة التي بها تتفاضل هذه الشعوب وهذه القبائل، فيقول: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ ..} [الحجرات: 13] أي: أن أشخاص الشعوب تتميز بالتقوى.

لذلك ورد في الحديث القدسي:

"يقول الرب: جعلتُ لكم نسباً وجعلتم لأنفسكم نسباً، قلت: إن أكرمكم عند الله أتقاكم فأبيتُم، وقلتم: فلان بن فلان.

فاليوم -يعني: يوم القيامة- أرفع نسبي وأضع أنسابكم".

وقوله: {إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13] عليم بخَلْقه، يعطي كلاً منهم ما يناسب مهمته ودوره في حركة الحياة، كما قال سبحانه:{ أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ } [الملك: 14].

فالله أعلم بخلْقه وأعلم بقدراتهم ومقدارهم، ويسَّر كلاً منهم للعمل الذي يناسبه، لذلك نراهم طبقات فيهم أستاذ الجامعة، وفيهم الحداد والسباك والنجار وماسح الأحذية فيهم الصانع والزارع، وإلا كيف تستقيم حركة الحياة لو أن الناس جميعاً ذكاترة جامعة؟





قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [١٤]

تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

الأعراب: اسم جنس ليس له مفرد، والأعراب هم سكان البادية لم يذهبوا إلى الحضر، لذلك نجدهم على طبيعتهم تغلب عليهم الجفوة.

والحق سبحانه يخبر عنهم أنهم قالوا {آمَنَّا ..} [الحجرات: 14] والله سبحانه أعلم أنهم لم يصلوا إلى درجة الإيمان؛ لأن الإيمان ليس كلمة تُقال بل عقيدة راسخة تعمر القلب.

أما الإسلام فهو الشكل الظاهري وعمل الجوارح من صوم وصلاة وغيرها من العبادات، لذلك صحّح لهم القول، وقال: {قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَـٰكِن قُولُوۤاْ أَسْلَمْنَا ..} [الحجرات: 14].

يعني: تنفذون فقط أوامر الإسلام بعمل الجوارح، إنما قلوبكم ليس فيها إيمان، وساعة يقول لهم {لَّمْ تُؤْمِنُواْ ..} [الحجرات: 14] فهذا دليل على أنه صادف شيئاً في نفوسهم، وهو سبحانه لا تخفى عليه من عباده خافية، وهم يعلمون هذه الحقيقة.

إذن: أخبرهم بواقع في نفوسهم، يقول لهم: كونوا صادقين مع أنفسكم وقولوا أسلمنا والله يعلم غيبَ قلوبكم، فهم في هذا الموقف أشبه بالمنافقين حيث كانوا يحرصون على الصلاة في الصف الأول، يُنصتون لسماع القرآن، وهذه كلها ظواهر والله يعلم سرائرهم، ويعلم أنها خلاف ما يُظهرون.

وقوله: {وَلَمَّا يَدْخُلِ ٱلإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ..} [الحجرات: 14] لما أداة نفي مثل (لم)، تنفي وقوع الحدث في الزمن الماضي على التكلم، لكنها تعطي معنى آخر هو احتمال حدوث الفعل بعد ذلك، كما تقول مثلاً حينما تدخل البستان: البستان لمَّا يثمر بعد.

أي: أنه سوف يُثمر فيما بعد.

لذلك العلماء قالوا في هذه الآية: أنها لم تُغلق في وجوههم باب الإيمان، وبشَّرت بأنهم سيؤمنون فيما بعد، ثم إن كشف القرآن لمستور قلوبهم وإخبار الرسول لهم بذلك هو الذي جعلهم يفكرون في الأمر ويقتنعون ويدخلون ساحةَ الإيمان.

وقوله سبحانه: {وَإِن تُطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ لاَ يَلِتْكُمْ مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً ..} [الحجرات: 14] الحق سبحانه يُطمئنهم على ثمرة أعمالهم الصالحة، فهي محفوظة لن تضيع بل لن تنقص.

ومعنى {لاَ يَلِتْكُمْ ..} [الحجرات: 14] لا ينقصكم من الفعل: ألت يألت.         

 {إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الحجرات: 14] وفي موضع آخر يقول:

{ وَهُوَ ٱلرَّحِيمُ ٱلْغَفُورُ } [سبأ: 2] فمرة يُقدم الرحمة، ومرة يقدم المغفرة، وذلك بحسب الحال.فمثلاً حينما يقف الجاني أمام السلطان مُقراً بذنبه، لكن يلاحظ السلطان أنه رقيق الحال، رثُّ الثياب، مُصفر اللون فيشفق عليه، ثم يأمر له بطعام وكسوة.

وبعد ذلك يعفو عنه.

هنا قدَّم الرحمة على المغفرة، أو العكس يعفو عنه أولاً، ثم قبل أنْ ينصرف من مجلسه يقول لرجاله: أعطوه كذا وكذا.

وهذه المادة (ألت) وردتْ في موضع آخر في قوله تعالى:

{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ..}[ الطور: 21] فالكلام هنا عن جماعة مؤمنين، وذريتهم تابعة لهم، كذلك في الإيمان فهم مشتركون فيه، فما ضرورة الإلحاق هنا؟ قالو: ألحقناهم بهم في الثواب، لأن لكل منهما عملاً، لكن عمل الآباء أكثر ودرجتهم أعلى، فكرامة لهم نلحق بهم الأبناء ونجعلهم جميعاً في منزلة واحدة، فألحق الأدنى بالأعلى.وقوله: {وَإِن تُطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ ..} [الحجرات: 14] في ماذا؟ تُطيعونه في الإيمان؛ لأنهم كانوا بالفعل مسلمين، فأراد أنْ يحثهم على الإيمان ويُبعدهم عن الكذب والادعاء.





إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [١٥]

تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

الحق سبحانه يريد أنْ يوضح لهم معنى الإيمان، وأنه ليس كلمة تُقال، إنما عقيدة راسخة لا يداخلها شكّ ولا ارتياب {ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ ..} [الحجرات: 15] آمنوا بالله وبوحدانيته، وأنه سبحانه وحده الخالق الرازق المدبر لشئون هذا الكون، آمنوا بأسماء الله وصفاته، كذلك آمنوا برسول الله، وأنه أمين صادق في البلاغ عن الله، ثم لم يرتابوا ولم يشكّوا في شيء من هذا.

ومن صفات المؤمنين أيضاً {وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ..} [الحجرات: 15] وهل هناك أدلّ على صدق الإيمان والإخلاص فيه من أنك تجود بنفسك في سبيل هذا الإيمان؟ لذلك قال {إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ..} [الحجرات: 15] أي: المؤمنون حقّ الإيمان، هذه صفاتهم، ثم في آخر الآية يصفهم بالصدق في إيمانهم.

{أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ} [الحجرات: 15] نعم صادقون في إيمانهم، لأنهم ضحُّوا بأغلى وأعزّ ما يملك الإنسان بالمال ثم بالنفس، والشهيد ما ضحى بنفسه وما قدَّم ماله إلا وهو على يقين من أنه سيجد عند الله أفضل مما ترك في الدنيا.

لذلك يجزيه ربه بالحياة الباقية، فلا يدركه موت بعد ذلك

{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } [آل عمران: 169].

أي: يعاملون معاملة أهل الجنة، فيأكلون ويشربون ويتمتعون، ولاحظ أن هذه الحياة وصفها الحق سبحانه بقوله:{ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } [آل عمران: 169] لا عندك أنت.

وهذا يعني أنك لو فتحتَ على شهيد قبره لن تجده حياً، لأنه ليس حياً عندك، إنماهو حيٌّ عند الله.

وفي قوله تعالى: {أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ} [الحجرات: 15] تعريض بهؤلاء الذين كذبوا على الله وادَّعوا الإيمان، كأنه يقول لهم: لقد آمن أولئك وصَدقوا في إيمانهم، أما أنتم فكذَّبتم وتجاوزتم الحقيقة.



سورة الحجرات الآيات من 13-15 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة الحجرات الآيات من 13-15
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الحجرات الآيات من 01-05
» سورة الحجرات الآيات من 06-10
» سورة الحجرات الآيات من 11-12
» سورة الحجرات الآيات من 16-18
» أسباب النزول من سورة الحجرات إلى سورة الصف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: الحُجُرات-
انتقل الى: