الخاتمة
قال ناسخه –عفا الله تعالى عنه وعن والديه-:
هذا آخر ما وجدت في نسخة كتاب أبي زكريا هذا، فرغت منها نسخاً وتصحيحاً في شعبان سنة 1435.

ولم آل جهداً في ضبطها وتصحيحها؛ فإن وجدت بعد خطأ لم أصلحه؛ فاعلم أنه -إن شاء الله- في النسخة هكذا، وبادر إلى إصلاحه؛ أو أصلحته على غير ما تراه الصواب؛ فقد حاولت -مبلغ علمي- به وجهاً، والله يكتب لمن اجتهد فأخطأ أجراً.

اللهُمَّ تقبَّل مني عملي هذا، واجعله لي ذخراً، إنك أنت السَّميع المُجيب.

وبعد؛ فاعلم -هداني اللهُ وإيَّاك للعلم النافع- أنه ليس ثَمَّ في عملي هذا إلا النسخ والمُقابلة والتصحيح، فإنه إذا استقام لك كلام أبي زكريا؛ وقد بلغت من العلم مبلغاً ما وصلت به إلى كتابه هذا؛ فما أظنك في حاجة إلى ما جروا عليه اليوم في تعاطي كتب السلف من الدراسة والعزو والتخريج والشرح والترجمة والفهرسة؛ مما يدعونه تحقيقاً علمياً؛ فأنت إنما تنتجع كلام أبي زكريا؛ فما أنت وما يكتبون من أن هذه الآية أو تلك في سورة كذا، أو أن هذا البيت أو ذاك أنشده فلان، أو أنه من هذا البحر أو ذاك، أو أن فلاناً ممن ورد عليك مترجم في كتاب كذا؟ فليس ذلك في النَّسَّاخَة بشيءٍ إلا شيئاً بدعاً، وإنما نحن نسخة تبع، وما وراء ذلك -مما قدمت لك- ضرب من التأليف آخر.
على أن لتطلب ذلك في إخراج كتب السلف أهلين، عنه ينافحون، وجرى أناس عليه آخرون لمآرب أخرى، والله المستعان.