منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة الشورى الآيات من 46-50

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة الشورى الآيات من 46-50 Empty
مُساهمةموضوع: سورة الشورى الآيات من 46-50   سورة الشورى الآيات من 46-50 Emptyالسبت 20 نوفمبر 2021, 1:02 am

وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ (٤٦)
تفسير الآية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

الكلام هنا عن يوم القيامة (وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَآءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ) (الشورى: 46) أي: يدفعون عنهم العذاب الذي حَلّ بهم (وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ) (الشورى: 46) يعني: ما له من طريق للهداية لأن الله تعالى هو الذي يهدي، يضع نموذجاً للهداية.

وسبق أنْ بيّنا أن الهداية على ضربين: هداية الدلالة والإرشاد، وهداية التوفيق والمعونة، لذلك رأينا بعض المستشرقين يقفون أمام بعض الآيات يتهمون القرآن بالتعارض بين آياته، ومن ذلك قوله تعالى: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَٱسْتَحَبُّواْ ٱلْعَمَىٰ عَلَى ٱلْهُدَىٰ) (فصلت: 17) وقوله تعالى: (إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) (القصص: 56) وفي موضع آخر: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (الشورى: 52).

فأثبت الهداية مرة ونفاها مرة أخرى، والخطاب هنا لسيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، واعتراض هؤلاء على أسلوب القرآن ناتج عن عدم فهمهم لكلام الله، فالنفي والإثبات هنا لأن الجهة مُنفكة، فمتعلق إثبات الهداية له معنى، ومتعلق نَفْيها له معنى آخر.

وسبق أنْ أوضحنا أن الهداية نوعان: هداية إرشاد وهداية معونة وتوفيق، فرسول الله يملك هداية الإرشاد والدلالة، ولا يملك هداية التوفيق والمعونة، هذه بيد الله وحده يهدي إليه مَنْ يشاء.

فقوله: (إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) (القصص: 56) نفى عنه هداية التوفيق والمعونة لأنها لله تعالى، وقوله: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (الشورى: 52) أثبت له هداية الإرشاد والدلالة.

إذن: الجهة منفكة وليس هناك تعارض بين الموضعين.

واقرأ مثلاً قوله تعالى مخاطباً رسوله -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ) (الأنفال: 17) في الفعل وأثبته في موضع واحد، لأن الجهة أيضاً منفكة، ولكل فعل منهما معنى.

وكذلك في قوله تعالى: (وَعْدَ ٱللَّهِ لاَ يُخْلِفُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ ٱلآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) (الروم: 6-7) يعني: لا يعلمون حقائق الأشياء إنما يعلمون ظاهرها.

وفي واقعنا اليومي نستخدم هذا الأسلوب في نفي الفعل وإثباته في موضع واحد، فلما ترى ولدك يفتح الكتاب وينظر في سطوره وهو منشغل عنه، أو تسأله بعد المذاكرة فلا يجيب فتقول له: ذاكرتَ وما ذاكرتَ، يعني: ذاكرتَ شكلاً ولم تذاكر موضوعاً أو مضموناً.

ثم يقول الحق سبحانه: (ٱسْتَجِيبُواْ لِرَبِّكُمْ...).



سورة الشورى الآيات من 46-50 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة الشورى الآيات من 46-50 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الشورى الآيات من 46-50   سورة الشورى الآيات من 46-50 Emptyالسبت 20 نوفمبر 2021, 1:03 am

اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ (٤٧)
تفسير الآية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

هنا أمر بالاستجابة لأمر مَنْ؟

لأمر الرب (لِرَبِّكُمْ) (الشورى: 47) والرب هو الذي خلقك من عدم وأمدَّك من عُدْم، وتولَّى تربيتك ورعايتك وتفضَّل عليك، وهو سبحانه صاحب المنهج ومالك الجزاء وقادر عليه، فإليه وحده المرجع والمآب.

إذن: فهو حقيق بالاستجابة إذا أمر وأَوْلى بالطاعة، فالعاقل هو الذي يسارع بالاستجابة لله تعالى ونلاحظ هنا أن القرآن عبَّر بالاستجابة، بدل الإجابة، لأن الاستجابة فرع الطلب، لذلك قال سبحانه: (وَيَسْتَجِيبُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ) (الشورى: 26) أي: يستجيب الله للذين آمنوا وعملوا الصالحات.

فالحق سبحانه حينما يناديك ويدعوك للصلاة مثلاً يجب أنْ تجيب النداء، لأنه دعاك لمصلحتك أنت، دعاك ليعطيك شحنة إيمانية لوجودك في معية الله، فنداء الله أكبر يعني: تعال حَيَّ على الصلاة، حَيَّ على الفلاح، تعالَ قابلني.

فالرب سبحانه هو الذي يدعوك للمقابلة، ويرحب بك في بيته وفي معيته ليصلحهم، فإذا لم يجيبوا كانوا آثمين مذنبين عاصين يستحقون العذاب، والحق سبحانه لا يستفيد من ذلك بشيء.

ولو عقدنا مقارنة بين لقاء الحق سبحانه ولقاء رئيس أو مسئول لكان الفرق واضحاً، فأنت الذي تطلب المقابلة، ولو أُتيحت لك حدّد لك الموعد وموضوع الحديث ومكان اللقاء ونهاية اللقاء، فأنت لا تملك من عناصره شيئاً.

أمَّا لقاؤك بربك عز وجل فهو الذي يدعوك لحضرته لا مرة بل خمس مرات في اليوم والليلة، ويفتح لك الباب لأنْ تقول كل ما تريد، وتُنهِي اللقاء متى تحب.

وفي اللقاء يمنحك شحنة إيمانية تُعينك على أمر دينك ودنياك وتصلح ما فسد في نفسك أو خواطرك، وتغفر ما كان منك من صغائر الذنوب وتشرح صدرك ويطمئن بها قلبك.

وقد يسأل سائل: وكيف يحدث لي هذا كله؟

نقول: الله سبحانه غيب، فحين يصلحك يصلحك بغيبه، وحين يعطيك بغيبه من حيث لا تشعر ومن حيث لا تحتسب، لذلك سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا حزبه أمر قام في الصلاة.

وكان -صلى الله عليه وسلم- يقول عن الصلاة: "أرحنا بها يا بلال"

وعليك أن تقتدي به، فإذا ضاقت بك الأسباب، وإذا ألمَّ بك هَمّ أو غَمّ فاهرع إلى الصلاة.

وطبيعي أن تكون الاستجابة لأمره تعالى موقوتة بالحياة الدنيا فهي مجال العمل، لذلك قال (مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ) (الشورى: 47) أي: يوم القيامة الذي لا يرده أحد، ولا يُؤخِّره عن وقته.

(مَا لَكُمْ مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ) (الشورى: 47) أي: تلجئون إليه ويحميكم من العذاب (وَمَا لَكُمْ مِّن نَّكِيرٍ) (الشورى: 47) ينكر عذابكم أو يعارضه ويستنكره.



سورة الشورى الآيات من 46-50 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة الشورى الآيات من 46-50 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الشورى الآيات من 46-50   سورة الشورى الآيات من 46-50 Emptyالسبت 20 نوفمبر 2021, 1:03 am

فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ (٤٨)
تفسير الآية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

قوله تعالى: (فَإِنْ أَعْرَضُواْ..) (الشورى: 48) أي: عن كل هذه المسائل وتركوك وانصرفوا عن المنهج الذي جئتهم به، ومنه قوله سبحانه: (وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلإنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ) (الإسراء: 83) فإن انصرفوا عنك يا محمد (فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ..) (الشورى: 48).

هذه تسلية لسيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لأنه كان دائماً حريصاً على هداية القوم يحزنه إعراضهم وانصرافهم عن الهدى الذي جاء به، وقد كان يشق على نفسه في هذه المسألة حتى يكاد أن يهلكها، لذلك خاطبه ربه في أكثر من موضع يُسلِّيه ويُخفِّف عنه وينهاه أنْ يُحمِّل نفسه فوق طاقتها.

قال تعالى: (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ) (الشعراء: 3) وقال في الكهف: (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَسَفاً) (الكهف: 6).

وهنا يقول له: (فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً..) (الشورى: 48) يعني: مراقباً لهم مَنْ آمن وَمَنْ كفر، فمهمتك يا محمد هي مجرد البلاغ (إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ..) (الشورى: 48) وليس لك أنْ تجبر أحداً على الإيمان.

ثم يُقرر الحق سبحانه حقيقة طبع عليها الإنسان (وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا..) (الشورى: 48) هذا أمر منطقي أنْ يفرح الإنسانُ بالرحمة وبالخير يُساق إليه، والفرح هنا بمعنى البطر، والإنسان هنا اسمُ جنس يفيد العموم.

(وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ ٱلإِنسَانَ كَفُورٌ) (الشورى: 48) لاحظ أن الرحمة لم تُنسب إلى الإنسان لأنها ليستْ من عمل يده، إنما نُسبت إليه السيئة لأنها نتيجة سَعْيه وجني يديه.

إذن: لا تُنسب السيئة إلى الله لأنها بعملك أنت، فإنْ نسبَتها لله فقد كفرتَ به (فَإِنَّ ٱلإِنسَانَ كَفُورٌ) (الشورى: 48) كفور لنعمة الله عليه، ومن كفران النعمة أنْ تنسب الأسباب لغير المسبب.

وكفران النعمة وجحودها طَبْع في الإنسان إلا مَنْ رحم الله، فمثلاً يأتيك رجل يطرق بابك لتتوسط له في مصلحة فتقف إلى جواره وتساعده حتى يقضي مصلحته، الحقيقة أن الله هو الذي يقضي ويُيسِّر، وما أنت إلا سبب، وقد صادف تدخلك فيها وقت قضائها.

يعني: كانت ستُقضى بدون واسطة.

إذن: شفاعتك لم تأتِ بالمصلحة للغير إنما صادفتْ القبول، العجيب بعد ذلك أنْ تجد الإنسان مُتغطرساً لا يعترف بالجميل لصاحبه وينسبها لنفسه: أنا عملتُ كذا وكنتُ على استعداد لكذا وكذا.

لماذا؟

لأن الجميلَ إحسانٌ، والإحسانُ يجعلك ذليلاً لمن أحسن إليك.

أحسِنْ إلَى النّاسِ تستعبِد قُلُوبَهُم فَطَالَما اسْتَعْبدَ الإنْسَانَ إحْسَانُ

فمَنْ ينكر الجميل يريد أنْ يتحرر من هذه الذِّلة، وما أشبه مُنكِر الجميل بقارون الذي قال: (إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ..) (القصص: 78) وقديماً قالوا: اتَّقِ شر مَنْ أحسنتَ إليه.

لماذا؟

لأنك تُذكِّره بحال ضعفه وحاجته للمساعدة.

إذن: (فَإِنَّ ٱلإِنسَانَ كَفُورٌ) (الشورى: 48) أي: للنعمة يحب أنْ ينسبها لنفسه، وفي ذات الوقت يُبعد عنها الشر والسيئة، وكلاهما كُفرانٌ لنعمة الله.

والحق سبحانه حينما يُحدِّثنا عن نعمته يقول: (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا) (إبراهيم: 34) أولاً: استخدام (إنْ) التي تفيد الشك، لأن نِعَم الله من الكثرة بحيث لا تُعَدّ، ولا يُقدِم أحد على عَدِّها لأنك لا تقبل على العَد إلا لشيء مظنة الإحصاء، فلا أحدَ يقول مثلاً: أعد حبَّات الرمال.

كذلك نِعَم الله فوق إمكان العَدِّ والإحصاء، ثم جاء بلفظ (نِعْمَتَ) (إبراهيم: 34) بصيغة المفرد ولم يقل نِعَم، فالنعمة الواحدة لا تُعدُّ، فما بالك بالنِّعَم؟

وهذه الآية: (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا) (إبراهيم: 34) جاءت بهذا اللفظ في موضعين من كتاب الله، واحدة خُتمتْ بقوله تعالى: (إِنَّ ٱلإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) (إبراهيم: 34) والأخرى بقوله تعالى: (إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) (النحل: 18).

فاختلاف تذييل الآيتين له معنى، لأن أمر النعمة له عناصر، مُنعِم وهو الله عز وجل، ومُنعَم عليه وهو العبد، ثم النعمة وهي التي لا تُعَدُّ ولا تُحصَى.

فصفة المنعِم سبحانه أنه كريم يعطي عبده ويتفضَّل عليه حتى وإنْ جحد النعمة أو كفر بها، لذلك قال: (إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) (النحل: 18) والمنعَم عليه من صفته أنْ يجحد النعمة، وأنْ يكفرَ بها ظلماً وعدواناً، لذلك قال في الأخرى: (إِنَّ ٱلإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) (إبراهيم: 34).



سورة الشورى الآيات من 46-50 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة الشورى الآيات من 46-50 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الشورى الآيات من 46-50   سورة الشورى الآيات من 46-50 Emptyالسبت 20 نوفمبر 2021, 1:05 am

لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (٤٩) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (٥٠)
تفسير الآية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

الحق سبحانه يتكلم هنا عن ملكيته تعالى للسماوات وللأرض كظرف للأشياء، وفي أول السورة تكلم عن ملكيته تعالى لما في السماوات وما في الأرض، فقال: (لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلعَظِيمُ) (الشورى: 4).

إذن: لله تعالى مُلْك السماوات والأرض وما فيهما من شيء، وهذا الأسلوب: (لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ) (الشورى: 4) و (لِلَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ..) (الشورى: 49) يُسمى أسلوب قَصْر، حيث قدّم الجار والمجرور على المبتدأ لإفادة القصر، فالمعنى: لله وحده ما في السماوات وما في الأرض مقصور عليه، ولله وحده مُلْك السماوات والأرض، فالمِلكية هنا ليس لها شريكٌ ولا منازعٌ.

ومادة (م ل ك) تُنطق فيها الميم على وجوه ثلاثة: الفتح والضم والكسر، كلمة ملك بالكسر هو كل ما في حوزتك وتتصرَّف فيه، وبالضم وهو التصرّف في ملك مَنْ يملك، وهو المعروف في نظام المملكة، وبالفتح مثل قوله تعالى: (مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا..) (طه: 87) يعني: غصْباً عنا وبغير إرادتنا.

أما اللام في ملك فتأتي أيضاً بالكسر مِلك، وهو مَنْ يُملَّك في غيره في تصرفه وفي إرادته، وبالفتح ملك وهو المخلوق الأعلى من الملائكة.

ومِلاَك الأمر.

يعني؛ جوهره وحقيقته.

وقوله تعالى: (لِلَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ..) (الشورى: 49) يعني: هو صاحبها وهو خالقها ومُبدعها، لأنك قد تملك ما لا تعمل.

(يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ) (الشورى: 49) يعني: خلقه وفق إرادته ومشيئته هو، وله طلاقة القدرة في مسألة الخلق لا يعجزه فيها شيء ولا يستعصي عليه أمر.

لذلك يعطينا الدليل على ذلك من واقع حياتنا المشَاهد في المجتمع وكلنا يعرفه، اقرأ: (يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً..) (الشورى: 49-50) أولاً لاحظ أن هذه المسألة هبة من الله الخالق سبحانه (يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ) (الشورى: 49) يعني: ليستْ حقاً لأحد، وليست حقاً لكل مَنْ ملَك أسبابها، فقد تتوافر الحياة الزوجية ولا يأتي لها ثمرة إنجاب ويُبتلَى الزوجان بالعقم وهو أيضاً هبة من الله.

والذي يرضى بهذه الهبة ويؤمن أنها من الله يُعوِّضه الله ويرى من أولاد الآخرين من البر ما لا يراه الآباء، ويتمتع بهذا البر دون تعب ودون مشقة في تربية هؤلاء الأولاد، وفي واقع حياتنا قد يأتي الابن ويكون عاقاً لوالديه.

ثم تلاحظ أن الحق سبحانه قدّم الإناث على الذكور (يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ) (الشورى: 49).

لماذا؟

لأن الإناث كان النوعَ المبغوض غير المرغوب فيه في الجاهلية: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي ٱلتُّرَابِ أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ) (النحل: 58-59).

ولم ينته الأمر عند حَدِّ الكراهية للبنات، بل تعدَّاه إلى قتلهن ووأدهن كما قال سبحانه: (وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ) (التكوير: 8-9) ذلك لأن البنت ضعيفة لا تَقْوى على العمل ولا تشارك قومها في حروبهم المستمرة، وهي عِرْض ينبغي المحافظة عليه.

فلمَّا جاء الإسلام غيَّر هذه الصورة تماماً، ورفع من شأن الأنثى، وجعل النساء شقائق الرجال؛ لذلك قدَّم هنا الإناث على الذكور (يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ) (الشورى: 49) ورقَّق قلوب هؤلاء الغلاظ نحو الأنثى، وحبَّبهم فيها وعلّمهم أنها وعاؤكم الذي خرجتم منه، فهي صاحبة فضل على كل ذكَر.

علَّمهم أن الأنثى لا يستقيم أمرها في مجتمعها إلا حين تُرْعى ويحافظ عليها ويهتم بها وليُّها؛ لأن كراهية الأنثى تحملها على الاعوجاج وتُرغمها على التخلِّي عن دورها، فالبنت حين يحبها أهلها ويكرمونها ويحنُّون عليها تتعود على الكرامة وعزة النفس ولا تقبل الإهانة من أحد، لأنها شبَّت على أنها غالية عند أهلها عزيزة لديهم، فلا يجرؤ أحد على التعدِّي عليها ولو بكلمة.

على خلاف البنت التي هانت على أهلها، وشبَّت بينهم على مشاعر الكراهية والاحتقار، فنراها تهون على نفسها، ونراها رخيصة تفرط في كرامتها وتستميلها ولو بكلمة.

ثم يُرقِّى الحق سبحانه عطاءه للعبد، فيقول (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً..) (الشورى: 50) يعني: يزاوج بين النوعين، فيهب لك الذكور ويهب لك الإناث.

(وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً) (الشورى: 50) يعني: يحرم هذه الهبة لحكمة أرادها الله.

وحتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يتعالى أحد على أحد يُعلِّمنا ربنا عز وجل أن مسألة الإنجاب هذه أو عدم الإنجاب لا تؤثر على منازل العباد عند الله تعالى، فحين أهَب الذكور أو الإناث أو أزواج بينهما لا يعني هذا رضاي عن عبدي، وحين أحرمه لا يعني هذا سخطي على عبدي، إنما هي سنتي في خَلْقي أنْ أهبَ الذكور وأنْ أهبَ الإناث، وأنْ أجعل مَنْ أشاء عقيماً.

لذلك تجدون هذه السُّنة نافذة حتى في الرسل الذين هم أكرم الخَلْق على الله، فسيدنا لوط وسيدنا شعيب وهبهما اللهُ الإناثَ، وسيدنا إبراهيم وهبه الله الذكور، وسيدنا محمد وهبه الله الذكور والإناث، فكان له عبد الله والقاسم وإبراهيم وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة.

إذن: لكم في رسول الله أسْوة حسنة.

والذين يستقبلون أقدار الله في هذه المسألة بالرضا، ويرتفع عندهم مقام الإيمان والتسليم، ويؤمنون أن هذه هبة من الله حتى العقم يعتبرونه هبة، هؤلاء يُعوِّضهم الله، فحين ترضى مثلاً بالبنات وتُربِّيهن أحسن تربية، وتُحسن إليهنَّ يجعل الله لك من أزواجهن مَنْ يُعوِّضك عن الولد، وربما كانوا أبرَّ بك من الأبناء بآبائهم.

وتختتم الآية بقوله تعالى: (إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) (الشورى: 50) والعليم يهب على قَدْر علمه بالأمور، وبما يصلح عبده وما لا يُصلحه، فهو وحده سبحانه الذي يعلم أن هذا يصلح هنا، وهذا يصلح هنا، ثم هو سبحانه (قَدِيرٌ) (الشورى: 50) له القدرة المطلقة في مسألة الخَلْق، لا يعجزه شيء ولا تقيده الأسباب.

ثم يقول الحق سبحانه: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ...).



سورة الشورى الآيات من 46-50 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة الشورى الآيات من 46-50
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الشورى الآيات من 01-05
» سورة الشورى الآيات من 06-10
» سورة الشورى الآيات من 11-15
» سورة الشورى الآيات من 16-20
» سورة الشورى الآيات من 21-25

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: الشورى-
انتقل الى: