منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة الشورى الآيات من 01-05

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة الشورى الآيات من 01-05 Empty
مُساهمةموضوع: سورة الشورى الآيات من 01-05   سورة الشورى الآيات من 01-05 Emptyالثلاثاء 07 سبتمبر 2021, 8:36 pm

سورة الشورى الآيات من 01-05 Untit312   
سورة الشورى
تفسير السورة خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
(نال شـرف تنسيق هـــذه الســورة الكريمــة: أحمد محمد لبن)
سورة الشورى
http://ar.assabile.com/read-quran/surat-ash-shura-42
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
حم (١) عسق (٢)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

هذه الحروف من الحروف المقطَّعة التي تقع في بدايات بعض سور القرآن الكريم، وقد سبق الحديث عنها في أكثر من موضع، ولكنا نُذكّر بأن القرآن كله مبنيّ على الوصل، الوصل في آياته، والوصل في سُوره، والوصل في آخره بأوله.


فأنت تقرأ: (مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ) (الناس: 6) هكذا بالكسر لتصلها ببسم الله الرحمن الرحيم في الفاتحة.


أمَّا الحروف المقطعة فهي مبنية على الوَقْف، بحيث يُقرأ كلّ حرف على حِدَة تقول هنا (حا ميم عين سين قاف).


وأنت تقرأ في أول البقرة (ألف لام ميم) وتقرأ نفس الحروف في أول سورة الشرح: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) (الشرح: 1) لتعلم أن القرآن ليس كأيِّ كتاب آخر، وأن قراءته تعتمد أولاً على السماع، قال تعالى: (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَٱتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) (القيامة: 18-19).


إذن: حين تتدبر القرآن تجد للقراءة بالوصل حكمة، وللقراءة بالوقف حكمة، ومعلوم أن الحرف هو اللبنة الأولى في بناء الكلمة وبالتالي العبارة، وقد بيَّن لنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- أهمية الوقف على هذه الحروف، فقال: "لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف“.


وحروف اللغة قسمان: حروف مبني وهي اللبنات التي تدخل في بناء الكلمات والعبارات، فكلمة كتب تكوَّنت من الكاف والتاء والباء، وهذه الحروف لا تعطي معنىً إلا إذا تركبت مع بعضها لتكوِّن الكلمات، والأخرى حروف معنى مثل كاف التشبيه في الجندي كالأسد، فالكاف هنا أفادت معنى التشبيه، وهذه الحروف لا تعطي معنىً إلا إذا رُكِّبتْ مع غيرها من الكلمات.


واللغة عامة ظاهرة اجتماعية، وهي ألفاظ يُعبِّر بها كل قوم عن أغراضهم، وبها يتفاهمون، واللغة كما قال العلماء بنت المحاكاة، فما سمعتْه الأذن يحكيه اللسان، فالولد الذي ينشأ في مجتمع عربي يتكلم العربية، ولو كان في مجتمع إنجليزي لتكلَّم الإنجليزية.


إذن: ليست اللغة جنساً ولا دماً، بل ظاهرة اجتماعية تعتمد على السماع، حتى في داخل اللغة الواحدة قد تسمع الكلمة لأول مرة فلا تفهمها ولا تعرف معناها، مع أن ألفاظها عربية لكنها لم تمرّ بسمعك من قبل.


يُرْوى أن أبا علقمة النحوي كان مُغرماً بالفصحى، ولا ينطق إلا بها، فكان يأتي بألفاظ غريبة حتى شَقَّ ذلك على خادمه الذي كان لا يفهم كثيراً من هذه الألفاظ، وفي إحدى الليالي استيقظ من نومه وسأل الخادم: يا غلام أصقعتْ العتاريف؟


لم يفهم الغلام إلا أنه ردَّ في ضيق وقال له: زِقْ فَيْلم فتعجَّب أبو علقمة وقال له: وما زِقْ فَيْلم؟


قال الغلام: وما صقعت العتاريف؟


قال: أردتُ أصاحتْ الديَكة؟


قال: وأنا أردتُ لم تَصِحْ؟


ومن نوادر اللغة أن أحدهم ذهب إلى الطبيب، فقال له الطبيب وكان اسمه أعين: ما بك؟


قال: أكلت من لحوم هذه الجوازيء فطسأت منها طسأة أصابني منها وجع من الوابلة إلى دأْية العنق ولم يزل يَنْمي حتى خالط الحلْب وأَلِمَتْ منه الشراسيف، فقال الطبيب: أعِدْ عليَّ فوالله ما فهمتُ منك شيئاً، فأعاد كالأولى، فردَّ الطبيب وقال له: خُذْ حرقفاً وسلقفاً وسرقفاً وزهزقه وزقزقه بماء روث ثم اشربه، فقال الرجل: أعِدْ عليَّ فوالله ما فهمتُ منك شيئاً.


فقال الطبيب: لعن الله أقلَّنا إفهماماً لصاحبه.


إذن: نقول إن اللغة بنت المحاكاة، فهي تعتمد أولاً على السماع، فما تسمعه الأذن يحكيه اللسان، فالولد الصغير يتعلم الكلام من أسرته وممن حوله، أما الأخرس فإنه لا يتكلم لأنه لم يسمع؛ لذلك قال تعالى: (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ) (البقرة: 18) فالبَكَم لا يأتي إلا بعد الصَّمم، ولو سلسلنا مسألة تعلُّم الكلام هذه سنصل بها إلى أبينا آدم عليه السلام، فكُلٌّ منا تعلم الكلام من أبيه وأمه ممن حوله، أما آدم عليه السلام فعلَّمه ربه، كما قال سبحانه: (وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا) (البقرة: 31) يعني أسماء الأشياء، فالله سبحانه هو المعلم الأول.


وفي الحروف المقطعة هذه ملحظ هام، فهي تعلِّمنا الإيمان بالغيب، كيف؟


الحق سبحانه وتعالى له في خَلْقه غيب ومشهد، وقد جعل سبحانه للغيب مشهداً يدل عليه، ففي مجال العقائد مثلاً أنا معتقد أن لهذا الكون إلهاً خالقاً، وهذه العقيدة يمكن أنْ أدلِّل عليها بالآيات الكونية الموجودة المشاهدة.


لكن يأتي في العقيدة أيضاً مسائل غيبية ليس لها دليلٌ من المشهد المُحَسِّ، مثل الإيمان بالملائكة وهي غيب، وما دام هناك تكاليف وطاعة ومعصية فلا بدَّ أنْ توجد جنة ونار، وقبلها مرحلة القبر وما فيه من نعيم أو عذاب، كل هذه أمور سمعية لا يُقام عليها دليل عقلي، إنما نؤمن بها لأن الإله الذي آمنا به أخبرنا بوجودها ونحن نثق في خبره.


إذن: كل إيمان عقدي مُشَاهد يأخذ بجانبه إيماناً غيبياً، والإيمان بالغيب هو الأهم لأنه المحكّ في مسألة الإيمان، وهو الدليل على قوة العقيدة، لأن الإيمان بالمشهد يستوي فيه الجميع.


قلنا: هَبْ أن عندك خادماً وقلتَ له: يا فلان ارفع هذا الحجر في الحديقة مثلاً فيقول لك: إنه ثقيل لا أقدر على رفعه تقول له: إنَّ تحته كيس النقود الذي سأعطلك منه راتبك فيسرع إليه ويرفعه، هذا آمن بالغيب أم بالمشهد؟


آمن بالمشهد, لم يثق بك وإنما بكيس النقود.


إذن: المحك الحقيقي للإيمان هو الغيب، لذلك قال تعالى في صفات المؤمنين(ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ) (البقرة: 3) لأن المحسَّ والمشَاهد الكل يعرفه ويؤمن به.


كذلك الحال في كلام ربِّ العالمين وفي قرآنه الكريم كلام وحروف لها معنى، وحروف أخرى ليس لها معنى واضح نعرفه ونفهم تفسيره، وهذه هي الحروف المُقطَّعة نؤمن بها ونُصدِّق بها على أنها من الغيب.


وسبق أنْ أوضحنا أن الحروف المقطعة في بدايات السور أخذت نصف حروف المعجم يعني أربعة عشر حرفاً، والمتأمل في هذه الحروف يجد لها نظاماً ورتابة لم تُؤخذ هكذا كيفما اتفق، فلو قسَّمنا حروف الهجاء إلى تسعة حروف في أولها وتسعة في آخرها ويتبقى عشرة في الوسط نجد الحروف المقطعة أخذت فقط حرفين من المجموعة الأولى هما الألف والحا وترك سبعة، وأخذت سبعة من المجموعة الأخيرة وتركت اثنين، وأخذت من الوسط الحروف غير المنقوطة وتركت المنقوط، إذن: لها موازين ولها حكمة.


ونحن نحاول ونفكر في معاني هذه الحروف، ويحوم العقل حول هذه المعاني قد يبلغ بعضها، وقد يقف عاجزاً يقول: الله أعلم بمراده، وكُلُّ عالم يحاول فَهْم هذه الحروف أو استجلاء الحكمة منها مجتهد ومُثَاب، أصاب أو جانبه الصواب.


المهم أن الحق سبحانه يريد منا أن نؤمن بهذه الحروف، وأن نقبلها كما هي، عرفنا معانيها أو لم نعرف، فهي أشبه بأسنان المفتاح الذي يعنيك منها أنْ تفتح لك دون أنْ تعرف لها نظاماً، ويكفي أن صاحبها يعرف أسرارها، وأنها تؤدي لك مهمتها على ما هي.


فصحيح أننا نحوم حول هذه المعاني وقد نصل إلى شيء منها، لكن يظل للقرآن إعجازه، وتظل هذه الحروف محتفظة بعطاء متجدد لا ينفد.


والقرآن لما تحدَّى العرب وأعجزهم، البعض فهم من ذلك أنه تقليل من شأن العرب، لكن هذا التحدي يعني براعتهم في هذا المجال وتمكّنهم منه وإلا ما تحداهم القرآن، إذن: تحدَّى القرآن لهم شرف لهم وإعلاء لشأنهم، ويكفي أن الله جعلهم المقياس في هذه المسألة.


والقرآن حين تحدَّى العرب لم يأت بكلمات جديدة ولا بحروف جديدة، فهي نفس الحروف ونفس الخامات التي تتكوَّن منها لغتهم، ومع ذلك ظل كلام الحق سبحانه هو المعجز، ولم يستطيعوا الإتيان بمثله، فوجه الإعجاز هنا أن القرآن كلام الله، الله هو الذي يتكلم، فكلامه مُعْجز لأنه سبحانه يضفي عليه من قدرته، وكلامك أنت أيها العبد غير معجز لأن فيه شيئاً من عجزك.


وسورة الشورى من سُوَر الحواميم.


يعني: السور التي بدأتْ بقوله تعالى (حم) وقد رأينا أن هذه الحروف جاءت بحرف واحد مثل (ن) و (ق) و (ص).


وجاءت بحرفين مثل (طس).


وجاءت على ثلاثة أحرف مثل (الم) و (طسم) وجاءت على أربعة أحرف مثل (المر) و (المص).


وعلى خمسة أحرف مثل (حم عسق) و (كهيعص) وهذه الحروف لا تُعرف معانيها، ونؤمن أنها من الغيب الذي يجب علينا التسليم به، وأن نقول في تفسيرها: الله أعلم بمراده.



سورة الشورى الآيات من 01-05 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة الشورى الآيات من 01-05 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الشورى الآيات من 01-05   سورة الشورى الآيات من 01-05 Emptyالثلاثاء 07 سبتمبر 2021, 8:45 pm

كَذَٰلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣)

تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)


الكاف في (كَذَلِكَ) حرف معنى يفيد التشبيه و (ذَلِكَ) إشارة إلى الحروف المقطعة السابقة، يعني بمثل هذه الحروف (يُوحِيۤ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ) (الشورى: 3) فهذه الحروف من وحي الله إلى نبيه محمد، وما يأتي بعدها أيضاً من وحي الله.


والوحي: هو إعلام بخفاء من المتكلم للسامع، فلو جاءك ضيف وتريد أن تخبر خادمك بأمر دون أنْ يُحسَّ به الضيف، فإنك تنظر إلى الخادم أو تهمس إليه بطريقة ما يفهم منها ما تريد، فكأنك أوحيتَ إليه بهذا الأمر.


والوحي يقتضي: مُوحِياً، ومُوحَىً إليه، ومُوحَىً به، وقد أخبرنا الحق سبحانه أنه يوحي لمن يشاء من مخلوقاته، يوحي إلى الملائكة: (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ..) (الأنفال: 12).


ويوحي للرسل: (إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ نُوحٍ وَٱلنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ..) (النساء: 163).


ويوحي إلى الصالحين من عباده، كما أوحى إلى الحواريين، وكما أوحى إلى أم موسى، وأوحى للنمل، وأوحى إلى الأرض وهي جماد: (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا) (الزلزلة: 5).


كذلك أخبرنا الحق سبحانه أن الشياطين يوحي بعضهم إلى بعضهم، ومثلهم شياطين الإنس، قال تعالى: (وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىۤ أَوْلِيَآئِهِمْ..) (الأنعام: 121) أي: من الإنس وقال: (يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُوراً) (الأنعام: 112) والوصف العام لكلمة الوحي أنه بخفاء، هذا في المعنى العام لكلمة الوحي، وهو يكون بالخير ويكون بالشر.


أمَّا الوحي الشرعي المقصود هنا فالذي يكون من الله تعالى لرسوله -صلى الله عليه وسلم- بواسطة الملَك جبريل عليه السلام، قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَآءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) (الشورى: 51).


إذن: الوحي الشرعي: إعلام من الله لمن اختاره من الرسل بإحدى هذه الوسائل: أن يرسل إليه مَلَكاً أو عن طريق الإلهام، وسبق أنْ أوضحنا أن وارد الرحمن لا يصطدم بوارد الشيطان، لأن وارد الرحمن أقوى لا ينازعه شيء.


ففي قصة أم موسى، قال تعالى: (وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ) (القصص: 7) الوحي هنا بمعنى ألهمها، أو نفث في روعها، أو مرَّر بخاطرها: (أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي ٱليَمِّ) هذا أمر العقل لا يقبله، لكنه لما كان من الله لم يعارضه اختيار آخر وأذعنتْ له أم موسى ونفَّذته على الفور.


لذلك لما أراد الحق سبحانه أنْ يعلِّم صحابة رسول الله أمور دينهم أنزل إليهم جبريل في صورة رجل، وأخذ يسأل رسول الله عن الإيمان وعن الإسلام وعن الإحسان وكان يسأل ويصدق؛ لذلك تعجب منه الصحابة: كيف يسأل ويصدق، ولما انتهى الدرس قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنه جبريل جاء يعلمكم أمور دينكم“.


وتبين هذه الآية: (كَذَلِكَ يُوحِيۤ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ) (الشورى: 3) أن الموحي هو الله عز وجل ولم تقل مثلاً ربك، فاختارت لفظ الألوهية.


لماذا؟


الله هو المعبود بحقٍّ، والمعبود يعني له منهج وله تكاليف فيها أوامر وفيها نواه، فعطاء الألوهية كما قلنا عطاء تكليف، أما عطاء الربوبية فتربيةً ورعاية ومنح دون مقابل.


فالحق سبحانه وتعالى في العطائيْن لا يعود عليه من العباد شيء ولا ينتفع منهم بشيء، لا تنفعه طاعة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين، وما جعل التكليف والمنهج إلا لإسعاد العباد وسلامة المجتمع.


كأن الله يقول لنا: أريدكم سعداء في مجتمع نظيف طاهر يقوم على المحبة والسلام، ويخلو من الغل والحسد والنفاق، مجتمع يقول وينبه على الفضيلة ويخلو من الرذيلة، ذلكم لأنكم عبادي وصنعتي، وكل صانع يريد لصنعته الصلاح، ويربأ بها عن الفساد.


لذلك قلنا: إن الرجل العاقل لا يحقد على مَنْ هو أعلى منه في ناحية من النواحي ولا يحسده، وإذا اصطدم بظالم لا يدعو عليه إنما يدعو له، وإذا رأى فساداً أصلحه، وإذا رأى غير المسلمين تمنى لو كانوا مسلمين.


لماذا؟


لأنه سيسعد بإصلاح هؤلاء، وسيجني ثمار صلاحهم واستقامتهم، وسيعود عليه خيرهم.


وقوله تعالى: (ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ) (الشورى: 3) إشارة إلى أن الموحي بهذا الوحي والمنزِل لهذا الكتاب ولهذا المنهج (الله) أي: صاحب التكاليف والآمر بها.


الله: عَلَم على واجب الوجود، بعضهم قال: هو مشتق من أله من العبادة، ومألوه يعني معبود، وبعضهم قال: الله عَلَم على الذات، لا تجد فيه إلا صفة العَلَمية على واجب الوجود، وهذا العلم موصوف بكل صفات الكمال، فهو القوي العزيز الجبار المتكبر الرحيم الحكيم الغفور الوهاب القهار.


هذه من أسماء الحق سبحانه وهي صفات كمال لاسم الله، لذلك قال تعالى: (قُلِ ٱدْعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُواْ ٱلرَّحْمَـٰنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ ٱلأَسْمَآءَ ٱلْحُسْنَىٰ) (الإسراء: 110).


الحق سبحانه يُعلِّمنا كيف ندعوه في شتى أمورنا، فمَنْ أراد العلم يدعو العليم، ومَنْ أراد القوة يقول يا قوي قوِّني، ومَنْ أراد الحكمة يقول: يا حكيم ألهمني الحكمة، ومَنْ أراد سعة الرزق قال: يا باسط ابْسُطْ لي الرزق، فإذا أراد كلّ هذه الصفات قال: يا الله.


فهو الاسم الجامع لكل صفات الكمال.


وهو سبحانه في تكاليفه لكم (ٱلْعَزِيزُ) يعني: غالب لا يغلب، وله صفات العزة والجبروت والغنى والاستغناء عن الخلق.


ثم هو سبحانه (ٱلْحَكِيمُ) يعني: حين كلّف كلّف بقدر وبحكمة ذلك لأن القرآن به تكاليف قد يراها البعض شاقة، لكن إذا أخذنا هذه التكاليف بمصاحبة ثمرتها والثواب عليها نجدها سهلة يسيرة لأنها تُدِر عليك نفعاً تهون أمامه كل المشاق.


ألاَ تراك تتعب في الدنيا ثم تجني من الثمار على قدر تعبك، ألاَ ترى أن نفاسة النتيجة على مقدار الكَدِّ؟


أنت في الدنيا مثلاً تزرع الفجل تجده فجلاً، وتستطيع أنْ تأكل منه بعد عدة أيام، وتزرع مثلاً الخيار وتأكل منه بعد أربعين يوماً والأرز مثلاً بعد عدة شهور، وتزرع المانجو فلا تعطيك إلا بعد عدة سنوات.


إذن: إذا كلَّفك الله بشيء فيه مشقة، فاعلم أن الثمرة على قدرها، واعلم أن الذي أوحى إلى النبي بهذا التكليف عزيز حكيم، فإنْ كان شاقاً في نظرك فمُكلِّفك به غنيٌّ عنك وعن طاعتك لا يستفيد منه بشيء بل أنت المستفيد، وهو حكيم يعني كلَّفك بما يؤدي إلى سلامة حركتك في المجتمع.


وهذه العزة لله تعالى فهمها إبليس حين قال: (فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (ص: 82) يعني: بغناك عنهم، وترك الاختيار لهم: (فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ) (الكهف: 29) وإلا فالذي تريده وتستخلصه لك لا أستطيع أنْ أقترب منه: (إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ) (الحجر: 40).


إذن: المعركة ليست بين الحق سبحانه وبين إبليس، إنما بينه وبين بني آدم، وهي معركة ممتدة منذ مسألة الأمر بالسجود لآدم وإلى قيام الساعة، وقد ظهر غباء إبليس في الحوار الذي دار بينه وبين الحق سبحانه، ثم بينه وبين سيدنا آدم، ففي قوله: (لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ) (الأعراف: 16) كشف عن خططه وطريق إغوائه لبني آدم، وأنه سيأتيهم في أماكن الطاعات ليفسدها عليهم.


لكن الحق سبحانه وتعالى علَّمنا كيفية التعامل مع هذا العدو، وعلَّمنا كيف نرده، فقال تعالى:

(وَإِماَّ يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ نَزْغٌ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ) (الأعراف: 200) يعني الجأ إلى الله، وذَكِّره بالله لأنه خنَّاس إذا ذكر الله خنس، وهذه وصفة إياك أن تغفل عنها.


وظهر أيضاً غباؤه وتغفيله في قوله لآدم وحواء وهما في الجنة: (مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ ٱلْخَالِدِينَ) (الأعراف: 20) فلو كان يعلم أنها شجرة الخلد لأكل منها من باب أوْلى، ولم يسأل الله أنْ يُنظره إلى يوم يبعثون، وهذه غفل عنها آدم أيضاً، وقد قال الله في حقه: (وَلَقَدْ عَهِدْنَآ إِلَىٰ ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) (طه: 115)؛ ولذا لا نعتب على من نَسِي؛ فإن المُوَصَّيْن بنو سَهْوان.



سورة الشورى الآيات من 01-05 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة الشورى الآيات من 01-05 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الشورى الآيات من 01-05   سورة الشورى الآيات من 01-05 Emptyالثلاثاء 07 سبتمبر 2021, 9:01 pm

لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٤)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

أي: لله تعالى ما في السماوات وما في الأرض ملكاً لا يتصرف فيه الخليفة، هذه منطقة حرام أنْ يتصرَّف أحد في مُلْك هو لله تعالى وحده، إنما يتصرف الخليفة فيما دون ذلك من الأحداث.

وحين نستقرئ هذه الآية وأمثالها في القرآن نجد الحق سبحانه يقول مرة: (لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ) (الشورى: 4) ويقول مرة: (وَلَهُ مَا فِي ٱلْسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ) (النحل: 52) ذلك لأن الخلق متفاوت، فهناك خلْق موجود في السماء وفي الأرض وهم الملائكة، وهناك خلق للسماء فقط، هم الملائكة العالون وهناك خَلْق للأرض فقط هم: الجن والإنس.

فحين يقول: (لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ) (الشورى: 4) يذكر الجنسين، وحين يقول: (وَلَهُ مَا فِي ٱلْسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ) (النحل: 52) يذكر الجنس المشترك بينهما.

نفهم من ذلك أن الكون الذي نعيش فيه ليس مِلْكاً لأحد على الحقيقة، فالملكية لله تعالى وإنْ ملَّك بعضاً شيئاً فهو موقوت، ومن باطن ملكهتعالى حتى لا يغترَّ أصحابُ الأملاك بأملاكهم، أنت مجرد خليفة لستَ مالكاً، هذه الأرض عبارة عن ملعب نحن جميعاً فقط نلعب فيه ولا يملكه منا أحد: (للَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ) (المائدة: 120).

وقالوا: اللام للملك كما في: القلم لزيد.

وللاختصاص كما لو قلتَ: الحبل للفرس، فالفرس لا يملك الحبل إنما يملكه صاحب الفرس، فالحبل يخص الفرس.

وفي قوله تعالى: (لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ) (الشورى: 4) تفيد المعنيين، فهي للملك وللاختصاص أو القصر بتقديم الخبر الجار والمجرور له، فالملك هنا لله وحده لا يشاركه في ملكه أحد، تقول: لزيد القلم يعني خاص به ومقصور عليه، أما (القلم لزيد) يمكن أن تقول: ولعمرو.

والهاء ضمير الغائب في (له) تعود على الحق سبحانه، والغيبة هنا هي عين الظهور والحضور، ومن عظمته سبحانه أنه غيب لا يُدرَك بالحواس: (لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَٰرُ وَهُوَ يُدْرِكُ ٱلأَبْصَٰرَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ) (الأنعام: 103).

فمن عظمته أنه غيب، كما نقول: الحق هذه الكلمة التي يدعيها الجميع أنه على الحق، وكذلك العدل.. هذه معانٍ نتحدث عنها لكن لا نعرف ما هي؟

ما شكلها؟

فلو كنا لا ندرك مجرد المعاني العالية، فكيف نطمع في إدراك ذات الحق سبحانه؟

وفي موضع آخر قال سبحانه: (لِلَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ) (الشورى: 49) إذن: فالله يملك السماوات والأرض، وهي ظرف فيه أشياء هي أيضاً ملك لله (لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ) (الشورى: 4) وما في السماء أثمن من السماء، وما في الأرض أثمن من الأرض، والعادة أن المظروف أنفسُ من الظرف الذي يحتويه.

فكل ما في السماوات وما في الأرض مِلْكٌ لله ومُسخَّر لخدمة خليفته في أرضه، فالحق سبحانه خلق لك قبل أنْ يخلقك، وأعدَّ لك كَوْناً جاهزاً لاستقبالك فيه مُقوِّمات حياتك، هذا قلنا: إنه عطاء الربوبية.

فربك ربَّاك بالمنهج الذي أنزله من السماء على يد الرسل، وحفظ له أسباب الحياة واستبقاء الحياة بماء ينزل من السماء، وأرض تنبت لك مختلفَ الأطعمة والقوت، وجعل لك الأنهار، وجعل لك الهواء.

وبهذه العناصر الثلاث يتم لك استبقاء الحياة وقلنا: من رحمتهتعالى بخَلْقه أنْ جعل حاجتك للطعام، غير حاجتك للشراب، غير حاجتك للتنفس، فالإنسان يصبر على الطعام مثلاً شهراً، ويصبر على الماء عدة أيام، لكنه لا يصبر على الهواء ولو لنِفَس واحد.

لذلك ملَّك الله الطعام لبعض البشر، فإنْ منعه عنك تعيش على المخزون في جسمك، إلى أنْ تحتال عليه بأيِّ وسيلة، وملَّك الماء قليلاً، لأن الصبر عليه أقل من الصبر على الطعام، أما الهواء فلم يُملكه لأحد، تصور لو غضب عليك صاحب الهواء، والله لمتَّ قبل أن تنال رضاه.

وبعد ذلك أعطاك ترف الحياة وما تتحلى به وتتزيَّن، لذلك قال عن البحر: (وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا) (النحل: 14) وقال: (يَٰبَنِيۤ ءَادَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً) (الأعراف: 26) فالضروري في اللباس ما يستر العورة ثم يأتي الرياش، وهو ما يكون للزينة.

(وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ ذٰلِكَ خَيْرٌ) (الأعراف: 26) لأن لباس الدنيا يستر عورتك.

وتحميك في الدنيا، أما لباس التقوى فيسترك في الدنيا وفي الآخرة، ويعطيك حياة أخرى أبقى وأدوم.

هذا كله من ملك الله الذي في الأرض، فإنْ نظرتَ إلى أعلى تجد الهواء وهو نعمة في طياتها نِعَم كثيرة، فالهواء عنصر هام في بقاء الحياة للكائنات الحية، وهو المادة الموصّلة التي ينتقل بها الصوت والصورة التي نراها في (التليفزيون) مثلاً.

ثم تأمل في السماء من شمس وقمر ونجوم وكواكب ومجرات، كلها آيات كونية مِلْكٌ لله تعالى لا يتصرف فيها غيره سبحانه (وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلعَظِيمُ) (الشورى: 4) العلي لا تعني أنه عَالٍ في المكان فقط، إنما العلي يعني المتعالي عن كل شيء في الوجود (ٱلعَظِيمُ) أيضاً لا تعني ضخامة الحجم، إنما العظيم بقيومته وقدرته وصفات كماله.



سورة الشورى الآيات من 01-05 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة الشورى الآيات من 01-05 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الشورى الآيات من 01-05   سورة الشورى الآيات من 01-05 Emptyالثلاثاء 07 سبتمبر 2021, 9:05 pm

تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

قوله تعالى: (تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ..) (الشورى: 5) أي: تقترب وتوشك (يَتَفَطَّرْنَ) (الشورى: 5) يتشققن إما هيبة لله ومن عظمته سبحانه، كما ورد في الحديث الشريف: "أطتْ السماء وحُقَّ لها أن تئط".

وإمَّا تشققت غضباً من الذين قالوا اتخذ الله ولداً.

(مِن فَوْقِهِنَّ..) (الشورى: 5) يجوز من فوق ملائكة الملأ الأعلى، حيث هيبة الملائكة من الله، وتعظيمهم له سبحانه، أو من فوق الأرض حيث البشر أصحاب الذنوب والذين قالوا اتخذ الله ولداً، لأن الحق سبحانه ردَّ عليهم: (لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً) (مريم: 89) أي: عجيباً وغريباً لا يقبله العقل: (تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدّاً) (مريم: 90).

فالولد إنما يُطلب إنا للمعونة في وقت الضعف والشيخوخة، وإمَّا لبقاء الذكْر، وهذه أمور لا تجوز، ولا تنبغي للحق سبحانه لأنه غَنِي عنها، لذلك قال تعالى: (وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً) (مريم: 92) أي: أن الحق سبحانه لو أراد أن يتخذ ولداً لفعل، حيث لا يمنعه من ذلك مانع، إنما جلال الله وعظمته وقيوميتهتعالى لا ينبغي لها ذلك، لا يجوز ولا يصح أنْ يكون له ولد، ونَفْي الانبغاء يدل على الكمال.

ومثال ذلك قوله تعالى في شأن نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَا عَلَّمْنَاهُ ٱلشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ) (يس: 69) عندما اتهمه الكفار بأنه شاعر، والمعنى: أنه لا يقول الشعر ليس لأنه عاجز عن قوله، بل عنده أدوات الشعر ويستطيعه، لكنه لا ينبغي أنْ يقوله ولا يصح، لأن الله يُعده لأمر أعظم من شعركم.

فقوله سبحانه: (وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً) (مريم: 92) تأكيد أنهتعالى لو أراد له ولداً لفعل، لكن هذا أمر لا ينبغي في حقهتعالى لأنه مُنزَّه عنه، لذلك قال في موضع آخر: (قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَابِدِينَ) (الزخرف: 81) يعني: على فرض أنِ اتخذ ولداً فسأكون أول المؤمنين به.

وقوله: (وَٱلْمَلاَئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) (الشورى: 5) الملائكة من الغيبيات، والسماء والأرض من الحسيات، فالحسيات غاضبة تكاد تتشقق من هذا القول، أما الملائكة فيسبحون بحمد ربهم ويُنزِّهونه عن اتخاذ الولد، وجاء التسبيح قبل التحميد، التسبيح يعني نفي المماثلة لأيِّ كائن مَنْ كان، أما التحميد فيجب لله تعالى على نعمه ومنحه، فالتسبيح أوْلَى من التحميد ومُقدَّم عليه.

وقوله تعالى: (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي ٱلأَرْضِ) (الشورى: 5) فهم لا يستغفرون لأنفسهم، بل يستغفرون لمن في الأرض، وهذا يعني أنهم بلا ذنوب، ولو كان لهم ذنوب لاستغفروا لأنفسهم من باب أوْلَى.

والاستغفار هنا عام لكل مَنْ في الأرض بما فيهم الكفار.

وفي موضع آخر قال: (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ) (غافر: 7) أما هنا فقال: (لِمَن فِي ٱلأَرْضِ) (الشورى: 5) فشمل الجميع، والاستغفار لغير المؤمنين طلب المغفرة لهم وطلب الهداية، وأنْ يلهمهم الله الإيمان به.          

أمَّا الحديث الشريف الذي ورد فيه: "ما من يوم تطلع فيه الشمس إلا وينادي مَنَاد من قِبَل الله تعالى يقول: اللهم أعطِ منفقاً خلفاً، وأعط ممسكاً تلفاً“.

قالوا: الدعاء بالتلف للممسك هنا لا يتعارض مع استغفار الملائكة لمن في الأرض، لأن المُنفق يستغني عن ماله ويُنفقه في سبيل الله، فحبه لله تعالى أعظم من حبه للمال، أمَّا الممسك فيحب ماله ويبخل به، وحين يدعو عليك الملَك بالتلف فإنما ليُخلصه من مال صرفه عن الله، فتلَفُ هذا المال نعمة أو مصيبة يُثَاب عليها.

إذن: هو دعاء بالخير في كلتا الحالتين.          

(أَلاَ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيم) (الشورى: 5) قلنا: إن ألا أداة استفتاح وتنبيه، لأن المتكلم حُرٌّ يتكلم متى شاء، أما السامع فليس حراً في السماع، وقد يغفل عن سماع بعض الكلام، لذلك ينبغي للمتكلم أنْ ينبه السامع وأن يُخرجه من غفلته، لا سيما إنْ كان الكلام مهماً يحرص على أنْ يسمعه السامع دون أنْ يفوته منه شيء، لذلك يقول (ألا) في البداية يعني: انتبه واسمع مني.

ومن ذلك قول الشاعر الجاهلي:
أَلاَ هُبِّي بصَحْنِكِ فَاصْبحينَا وَلاَ تُبْقِي خُمُورَ الأَنْدرِينَا

وتذييل الآية: (أَلاَ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيم) (الشورى: 5) يناسب مسألة استغفار الملائكة لمن في الأرض ويقول لك: انتبه فالذي تستغفره غفور ورحيم، غفور يغفر الذنب ويمحو آثاره ورحيم: يعني يرحمك بعده من الوقوع في ذنب آخر.



سورة الشورى الآيات من 01-05 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة الشورى الآيات من 01-05
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الشورى الآيات من 06-10
» سورة الشورى الآيات من 11-15
» سورة الشورى الآيات من 16-20
» سورة الشورى الآيات من 21-25
» سورة الشورى الآيات من 26-30

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: الشورى-
انتقل الى: