منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة فصلت الآيات من 12-15

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة فصلت الآيات من 12-15 Empty
مُساهمةموضوع: سورة فصلت الآيات من 12-15   سورة فصلت الآيات من 12-15 Emptyالإثنين 06 سبتمبر 2021, 8:05 am

فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (١٢)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

قوله (فَقَضَٰهُنَّ..) (فصلت: 12) أي: جعل السماء وأبدعها وخلقها (سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ..) (فصلت: 12) في مدة (يومين) حين نجمع هذين اليومين إلى الستة أيام السابقة تعطينا ثمانية أيام، إذن: خَلْق السماء والأرض كان في ثمانية أيام، لا في ستة كما قالت الآية.

هذا جعل بعض المستشرقين يظنون هنا مأخذاً وتناقضاً في كلام الله، ولكن حاشا لله أن يكون في كلامه تناقض، لأن الإجمال ستة والتفصيل ثمانية، وحين تجد إجمالاً وتفصيلاً، فالتفصيل حجة على الإجمال لأنها أيام متداخلة، كيف؟

قالوا: لأن الله تعالى خلق الأرض في يومين، ثم جعل فيها رواسيَ، والرواسي من الأرض، وبارك فيها وقدَّر فيها أقواتها، هذا كله في الأرض، فحين يقول سبحانه: (فِيۤ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ..) (فصلت: 10) أي: في تتمة أربعة أيام.

فمُجمل خَلْق الأرض في أربعة أيام، فاليومان الأولان داخلان في الأربعة أيام.

كما تقول مثلاً: سِرْتُ إلى طنطا في ساعتين، وإلى الإسكندرية في أربع ساعات، فالساعتان الأوليان داخلتان في الأربع.

إذن: خلق الله تعالى الأرض بما فيها من الرواسي في أربعة أيام، فإذا أضفنا يومين في خَلْق السماء كان المجموع: (فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ..) (الأعراف: 54).

وقوله: (وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا..) (فصلت: 12) أي: جعل فيها ودبَّر فيها أمرها.

يعني: بيَّن مهمتها وما فيها من وجوه الخير، ومَنِ الرسول الذي سيكون فيها.. إلخ. وبيَِّن مهمتها التي تقوم عليها في هداية حركة الحياة.

(وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَٰبِيحَ..) (فصلت: 12) وهي الكواكب والنجوم التي تضيء في السماء كالمصابيح ومنها الشمس والقمر، وتجد أن نور الشمس غير نور القمر، نور الشمس يُسمَّى ضياءً.

يعني: نور مع حرارة أما القمر فَلَه نور فقط، لذلك يُسمُّونه النور الحليم، لأنه خَال من الحرارة، لذلك قال تعالى: (هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً وَٱلْقَمَرَ نُوراً..) (يونس: 5).

وقال: (سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً) (الفرقان: 61).

وقوله: (وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَٰبِيحَ وَحِفْظاً..) (فصلت: 12) السماء الدنيا هي السماء التي نباشرها نحن ونرى فيها النجوم، والمصباح يُقاد من ضوء الشمس حين ينعكس، فيعطي ضوءاً هادئاً نسميه (ضوء حليم) يعني: لا حرارة فيه.

والحق سبحانه الذي خلق الخَلْق وهو أعلم بما يُصلحه علم أن له زمنين: زمناً للكدح والحركة، وزمناً للراحة والسكون، فالليل للسكون، والنهار للحركة، ولا يمكن أنْ تتحرك حركة قوية رشيدة إلا إذا كنتَ قد استوفيتَ أولاً نوماً هادئاً، وإلا من لم ينم ويسترح لا يقدر على العمل في الصباح، لكن بعض الحركات لا تكون إلا ليلاً.

لذلك جعل لنا الخالق سبحانه ضوءاً يهدينا في ظلمة الليل مثل الونَّاسة كما نقول، فلا يمكن أن يتركنا في ظلمة نتخبط فيها، فنحطم الأضعف منا، أو يُحطمنا الأقوى.

لذلك قال سبحانه عن النجوم: (وَعَلامَاتٍ وَبِٱلنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) (النحل: 16) الحق سبحانه صنع ذلك لتصويب حركة الحياة، لأن الله خلق الخليفة آدم، وأمره أنْ يعمر الأرض، يعمرها بما أعطاه الله من مادة وعقل يختار بين البدائل، وبما أعطاه الله من جوارح تنفذ مرادات العقل، فأراد سبحانه أن يضمن سلامة الكون مع نفسه، هذا في المادة.

وللنجوم مهمة أخرى في القيم، قبل بعثة رسول الله.

وقال تعالى: (وَحِفْظاً..) (فصلت: 12) وفي موضع آخر قال: (وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ) (الصافات: 7) فقد كان الجنُّ يتسمَّع إلى الملأ الأعلى في السماء، فيأخذ شيئاً من أمور الخَلْق يسمعها من الملائكة وينزل بها إلى الكهنة، فيخبرون الناس بها على أنهم يعلمون الغيب، وفعلاً تصدُق هذه الأخبار فيظن الناس أنهم يعلمون الغيب، ويأتي الكاهن بالشيء الصادق صدفة، ومعه أشياء كثيرة كذب.

كان هذا قبل بعثته -صلى الله عليه وسلم-، لكن لما جاء سيدنا رسول الله حفظ الله السماء من استراق السمع، لذلك قال: (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ ٱلآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً) (الجن: 9).

لذلك رأينا أن العرب كانوا يحتكمون إلى الكهَّان ويُصدِّقونهم، يُرْوَى أن هنداً امرأة أبي سفيان كانت قد تزوجتْ رجلاً اسمه الفاكه بن المغيرة وكان سيداً من سادات قريش، وبيته مفتوح للقوم يأتيه كل محتاج لشيء، يقولون: اذهبوا إلى الفاكه، لأن بيته كان قريباً من نادي القوم.

وفي يوم من الأيام نزلتْ هندٌ تباشر أمورَ بيتها، فوجدتْ رجلاً نائماً في ساحة البيت فرجعتْ، وفي هذه اللحظة دخل الفاكه ورأى الرجل النائم فداخله الشَّكّ في امرأته، فقال لها: الزمي بيت أبيك فذهبت إلى أبيها عتبة، وشاع عند العرب أن الفاكه اتهم امرأته بكذا وكذا.

جاء أبوها عتبة وقال للفاكه: يا فاكه لقد جُنَّت ابنتي، يعني: رُميت بشيء، ولا أرى إلا أنْ نحتكم إلى الكاهن ليقضي لنا في هذه المسألة، فاجمع من رجالك ومن نسائك مَنْ شئتَ، وتكون ابنتي في وسطهم، ونذهب إلى الكاهن ونسأله.

كانت هند امرأة عاقلة، فقالت: يا أبي إنك تأتي إلى بشر يخطئ ويصيب، وربما رماني بشيء ليس فيَّ، فتضل سُبَّة لي وسُبَّة لك، فقال لها: اطمئني فأبُوك ليس أحمقَ إلى هذا الحدِّ، ولن أعرض أمركِ عليه إلا إذا أخبرني بالخبيء الذي خبَّأته له، وقبل أن يصلَ إلى الكاهن، وكان يركب مُهْراً فنزل في خلاء وصفر للمهر فأدلى المهر متاع مائه، ففتح عتبة فتحة متاع المهر ووضع فيها حبة قمح، ثم ركبه إلى الكاهن.

ثم قال له: لن أعرض عليك أمري حتى تخبرني بخبء خبأته لك.

قال له الكاهن: حبة بُرٍّ في إحليل مُهْر.

قال: أعد، قال: بُرَّة في كمرة، فأخبره عتبة بأمر ابنته وهي في وسط النساء فمرَّ الكاهن يمسك برؤوس النساء واحدة بعد الأخرى حتى وصل إلى هند وتوقَّف عندها، ولم يكلم الأخريات، وعند هند قال لها: قومي غير رسحاء ولا زانية، وستلدين ملكاً اسمه معاوية.

هذ أخبار صَحَّت، وهي من استراق السمع لا تدلُّ أبداً على معرفة الكاهن للغيب.

فلما برئتْ هندٌ وارتفعتْ رأسها بين القوم أراد الفاكه أنْ يتمحك فيها، يعني: عفا الله عما سلف، وهيا بنا إلى البيت، فقالت له: والله لقد غرَّك مُلْك معاوية، ولأحرصنَّ أن يكون من غيرك..

اذهبْ عني، وبعدها تزوجتْ أبا سفيان وولدتْ له معاوية.

أنهى الله هذه المسألة لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يمكن أنْ يسترقَ شيطانٌ سمعاً بعد بعثته -صلى الله عليه وسلم-، يقول تعالى: (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ..) (الجن: 9) يعني: قبل البعثة(فَمَن يَسْتَمِعِ ٱلآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً) (الجن: 9) وبذلك حمى اللهُ منهجَ السماء أنْ تدنِّسه شهوات الشياطين.

(ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ) (فصلت: 12) العزيز الذي لا يُغلَب، وما دام لا يُغلَب، فلن يستطيع شيطانٌ أن يسترق السمع، ويأخذ شيئاً من الأخبار، وهو سبحانه عليم بمصالح الخلق.



سورة فصلت الآيات من 12-15 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة فصلت الآيات من 12-15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة فصلت الآيات من 12-15   سورة فصلت الآيات من 12-15 Emptyالإثنين 06 سبتمبر 2021, 8:06 am

فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (١٣)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

أعرضوا، يعني بعد كل هذه الآيات، وبعد أنْ أقرُّوا هم بأنه سبحانه خالقهم وخالق السماوات والأرض، خاصة وهذه مسألة لم يدَّعها أحدٌ لنفسه، فما دام أن مسألة الخَلْق هذه لم يدَّعها أحد فقد سَلَمتْ لله وحده، لذلك قال تعالى: (شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ..) (آل عمران: 18) شهد الله لنفسه وأعلنها، فهل اعترض أحد عليها؟

لم يعترض أحد.

(فَإِنْ أَعْرَضُواْ..) (فصلت: 13) بعد هذه الآيات الواضحات (فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ) (فصلت: 13) الإنذار يكون بشيء مخيف مُروِّع قبل حدوثه، لا بعد أن يكون حدوث المُنذَر به ليُجِدي الإنذار ونحتاط له، فلو وقع الأمر المروّع لم يُجْدِ الإنذار به.

كذلك قلنا في البشارة بالأمر السَّارّ قبل أوانه لنقبل عليه، إذن: البشارة والنذارة لا بدَّ أنْ يكون كل منها قبل الحدث المبشَّر به أو المنذَر به.

فقل يا محمد للذين كذَّبوا بآياتنا: (أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ) (فصلت: 13) أنذرتكم أي الحق سبحانه هو المنذر، وهو سبحانه عزيز لا يُغلب، وما دام أنذر بشيء فلا بدّ أنْ يقع وأنْ يتحقق.

وقوله: (صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ) (فصلت: 13) يعني: المسألة ليستْ كلاماً، إنما واقع حدث بالفعل وسوابق، كما حدث مع عاد وثمود وأنتم على علم بها وتشاهدون آثار هؤلاء.

هنا كان عتبة بن ربيعة، وهو سيد من سادات قريش حينما أسلم سيدنا عمر وأسلم حمزة والعباس، قال صناديد الكفر: إن أمر محمد في اتساع، فلا بدَّ أنْ نتدارك الأمر ونحدد موقفنا منه لنمنع هذا الاتساع، فعلينا أن نختار واحداً منا على علم واسع باللغة والشعر، وكاهناً يجيد أساليب الكهان، وكذلك يكون ساحراً، يعني: يجيد كل ما نتهم محمداً به.

فقال عتبة: أنا أعلم الناس بكل ذلك فدَعُوني أذهب إلى محمد، فلما ذهب إلى سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال له: يا محمد أنت خير أم جدُّك هاشم؟

أنت خير أم جدّك قصي؟

أنت خير أم جدّك عبد المطلب؟

هؤلاء لم يُسفِّهونا في عبادتنا، فهل أنت خير منهم لتأتي بدين جديد غير دين آبائنا؟

إن كنت يا محمد تريد مالاً جمعنا لك المال، وإن كنتَ تريد مُلْكاً ملَّكناك علينا ونجعلك سيدنا، وإن كنتَ تريد الزواج زوّجناك بأفضل نسائنا، واسكت عن هذا الأمر الذي تدعو إليه، وانْتَهِ، عن سَبِّ آلهتنا.

فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أتسمع؟

قال: نعم أسمع فقرأ عليه من أول سورة فُصِّلت إلى أن وصل (فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ) (فصلت: 13).

وعندها قام عتبة ووضع يده على فم رسول الله، وقال: سألتُكَ بالرحم ألاَّ تكمل ما قرأتَ.

لماذا؟

لأنه علم أن محمداً لا يقول شيئاً إلا وقع، وبعدها اعتزل عتبة قومه حتى قالوا: لقد صبأ عتبة، لقد طمع فيما عند محمد من الخير، يعني: افتقر إلى ما عند محمد من المال، وسمع عتبة هذا الكلام لكنه لم يُجِبْ.

وبعد ذلك قال لهم: لا والله ما صبأت ولكني خِفْتُ على قومي إنذارَ محمد بصاعقة تحلّ بهم مثل صاعقة عاد وثمود، لأنني أعلم أن كل شيء يقوله محمد لا بد أنْ يقع، فأنا أنجيكم من هذا بأنْ أجعله لا يكمل هذه الآية..

وظل رسول الله يقرأ السورة إلى السجدة.

الحق سبحانه وتعالى حينما يعطي كلاماً نظرياً يُؤيده بواقع، وقريش تعلم قصة عاد وثمود، لكن ما هي الصاعقة؟

الصاعقة هي الشيء الذي يصعق ما تحته، قد يكون ريحاً مدمرة، وقد يصطحب معه ناراً محرقة، والقرآن قال: صاعقة، وسمَّاها صيحة وقال: ريحاً صرصراً عاتية.



سورة فصلت الآيات من 12-15 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة فصلت الآيات من 12-15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة فصلت الآيات من 12-15   سورة فصلت الآيات من 12-15 Emptyالإثنين 06 سبتمبر 2021, 8:07 am

إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (١٤)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

قوله: (جَآءَتْهُمُ ٱلرُّسُلُ..) (فصلت: 14) هكذا بالجمع مع أن الكلام عن عاد وثمود ولكل منهما رسول الله واحد، فلماذا جمع وقال الرسل؟

قالوا: لأن كل رسول يأتي يُؤمر من الله أنْ يأمر قومه بأنْ يؤمنوا بالرسل السابقين، وأنْ يؤمنوا كذلك بمَنْ يأتي من الرسل بعده، فكأن عاداً وثمود حينما يؤمنون برسولهم يؤمنون كذلك بكل الرسل، أو أنهم كانوا متفرقين في المواقع، بحيث يكون لكل موقع رسول خاص، فتعدد الرسل بتعدّد المواقع.

وقوله (أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ..) (فصلت: 14) هذا ملخص دعوة كل الرسل وقضية كل رسول من عند الله (قَالُواْ لَوْ شَآءَ رَبُّنَا لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً فَإِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ) (فصلت: 14) يعني: أنتم بشر مثلنا، وإنْ أراد الله هدايتنا لأرسل لنا رسولاً من الملائكة.

وهذا دليل غبائهم؛ لأن الرسول جاء مبلِّغَ منهج وأُسْوة سلوك، فلو كان الرسول ملكاً ما تحققتْ فيه مسألة القدوة والأسوة، وما استطاع أنْ يأمر قومه بما يقوم هو به، ولَقالَ له قومه: كيف نفعل وأنت ملَك ونحن بشر؟

فالأسْوة هنا غير موجودة أًصلاً.

إذن: فلا بدّ أن يكون الرسول من جنس المرسَل إليهم، حتى لو جئنا به ملَكاً كما تريدون لجاءكم في صورة بشر، لأنكم لا تروْنه على هيئته الملائكية، ولا تستطيعون الاستقبال منه على هذه الهيئة؛ لذلك قال تعالى: (وَلَوْ جَعَلْنَٰهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَٰهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ) (الأنعام: 9) ولظلتْ الشبهة كما هي، إذن: لا بدّ أنْ يكونَ الرسولُ رجلاً من جنس القوم.

وقولهم: (فَإِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ) (فصلت: 14) تأمل، إنهم يعترفون برسالة الرسل، ويُقرون بذلك، ونحن لا نريد منكم أكثر من هذا أنْ تعترفوا بأنهم مُرْسَلُون، وعجيب بعد ذلك أنْ يكفروا، قالوا: ويجوز أنْ يكون المعنى : (فَإِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ..) (فصلت: 14) أي: كما تقولون أنتم بأفواهكم، أو أرسلتم على سبيل الاستهزاء بهم، كما في قوله تعالى في المنافقين: (لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ..) (المنافقون: 7) وقالها فرعون(إِنَّ رَسُولَكُمُ ٱلَّذِيۤ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ) (الشعراء: 27).

مجنون؟

والله أنت المجنون، فما دام أنه أُرسِل فلم تعاند؟

إذن: المسألة كلها كفر وعناد، والكفر هو الجنون بعينه، جنون على جنون.

ثم أراد الحق سبحانه أنْ يُفصِّل القول في أمر عاد وثمود، فقال سبحانه: (فَأَمَّا عَادٌ فَٱسْتَكْبَرُواْ فِي...).



سورة فصلت الآيات من 12-15 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة فصلت الآيات من 12-15 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة فصلت الآيات من 12-15   سورة فصلت الآيات من 12-15 Emptyالإثنين 06 سبتمبر 2021, 8:08 am

فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (١٥)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

قوله عن عاد: (فَٱسْتَكْبَرُواْ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ..) (فصلت: 15) هل يعني أن هناك استكباراً بالحق؟

قالوا: نعم تستكبر في قومك ليكونَ لهم كبير يردعهم إنْ مالوا، لأن عادة الناس إنْ لم يكُنْ لهم كبير يُهَاب ويُرْجَع إليه اختلطتْ عندهم الأمور وماجوا في بعض وتعدّوْا.

وهذا استكبار بحق، لأنه يُصوِّب حركة الأفراد، ولا بدّ أنْ يكون من كبير كما يقولون عندنا في الريف (اللي ملوش كبير يشتري له كبير).

لماذا؟

لتعتدلَ الأمور، ولا تكون فوضى..

وصدق القائل:
لاَ يَصْلُح النّاسُ فوضى لا سَراة لهُمْ   وَلاَ سَراةَ إذَا جُهَّالُهمْ سَادُوا

هذا استكبار بالحق، لأن له رصيداً يسمح له بالاستكبار، أما الاستكبار بغير الحق فهو الاستكبار بلا رصيد وبلا داعٍ كالذي يستكبر بقوته أو سلطانه أو غير ذلك من العوارض التي تنزع من الإنسان.

(وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً..) (فصلت: 15) وكذبوا في هذه أيضاً، وظهر جهلهم لأن الله تعالى أشدّ منهم قوة (أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً..) (فصلت: 15) قولهم: (مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً..) (فصلت: 15) استفهام إنكاري يعني: لا أحدَ أشدّ منا يأمرنا فنطيعه لأننا الأقوى.

نعم، لكم حق في هذه، لكن ما قولكم في أن الله الذي خلقكم هو أشدّ منكم قوة، أليس ذلك دليلاً على وجوب طاعتكم له؟

إذن: المنطق كان يقتضي أنْ تتصاغروا لمن أرسله الله إليكم، وأنْ تطيعوه طاعة لله الذي أرسله.

نعم لا يصح للقويِّ أنْ يرضخ لطاعة الضعيف، لكن نسألكم: أنتم أقوى أم الله؟

لا بدَّ أنْ يقولوا الله لأنهم معترفون له بالخَلْق، فلماذا عاندتموه وصادمتم رسله؟

أنتم صحيح أقوى على بعض الخَلْق، لكنكم ضعافٌ أمام مَنْ خلق الخَلْق.

وقوله: (وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ) (فصلت: 15) الجحود هو إنكار الشيء لجاجةً وعناداً كما قال تعالى: (وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً..) (النمل: 14) ففي حين يستيقنون بالآيات ويؤمنون بها في أنفسهم يجحدونها بظاهرهم، فما الجزاء؟



سورة فصلت الآيات من 12-15 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة فصلت الآيات من 12-15
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: فصلت-
انتقل الى: