س61: هل تبرأ الذمة بذكر سند الحديث الضعيف مع عدم التنبيه على ذلك؟
ج61: لا تبرأ الذمة إلا إذا كان ذلك بين أهل العلم بالأسانيد، أما العوام فلا يجوز التلبيس عليهم، وقد كنت يوما أصلى الجمعة في بعض المساجد الكبرى، والمسجد على أشده في موسم الحج، وإذا بالخطيب يخطب في خطبته قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم". فحدثته بعد هذه الخطبة وأوضحت له أن الحديث لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: وهل قلت: إنه صحيح؟! انظر كيف يهرب من البشر، ويظن أنه نجا، والله من ورائه محيط.


س62: من هم مظنة الأحاديث الضعيفة والموضوعة في هذا الزمان؟
ج62: أغلبهم الصوفية، وبعض الجماعات والفرق المنبثقة عنهم والتي تدعو في نهاية أمرها إلى التصوف الصريح، وقد أكثرت هذه الطوائف من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث لا يشعرون، ولبست على المسلمين أمر دينهم، بل ونصبوا العداء لمن أراد أن يتفقه في الدين، ومن جملتهم أيضاً جماعة الوعاظ، الذين لا يبالي أغلبهم بصحة الحديث من ضعفه، وجزى الله الشيخ عبد الحميد كشك على ما قدم من خير للإسلام، وعلى ما هدى الله على يديه من شباب، ونسأل الله أن يعفو عنه لتحديثه بالأحاديث الضعيفة التي لا تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أكثر منها، نسأل الله أن يعيننا وإياه على تحري الصدق والدفاع عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتنقيتها مما ليس منها، ونهيب بكل أئمة المساجد وجمهور الوعاظ والقصاصين ألا يتحدثوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بما صح عنه.


س63: عرف الحديث الحسن وهل يُحْتَج به؟
ج63: هو نفس تعريف الصحيح، إلا أنه في رجاله من هو خفيف الضبط، ويُحتج به.


س64: بماذا يرمز لخفيف الضبط في التقريب (تقريب التهذيب)؟
ج64: يرمز لخفيف الضبط برمز: صدوق - لا بأس به- صدوق يَهِم.


س65: من الذي أدخل اصطلاح الحسن؟
ج65: هو الترمذي (4).
------------------------------------------------
(4) وقد سبق الترمذي البخاري وأبو حاتم الرازي إلى هذا الاصطلاح وغيرهما، ولكنه انتشر و اشتهر في كتب الترمذي.


س66: ما شروط الترمذي للحسن؟
ج66: شروط الترمذي للحكم بالحسن هي:
1-  أن لا يكون في إسناده متهم بالكذب.
2-  أن لا يكون شاذاً.
3-  أن يروي من غير وجه.


س68: ما معنى قول الترمذي: حسن صحيح؟
ج68: اعلم أولاً أنه اختلف العلماء في هذا التعريف والذي اختاره الحافظ في نخبة الفكر أن لذلك حالتين:
الأولى: أن يأتي من طريق واحد فيكون في الطريق رجل اخُتِلَف في تصحيح حديثه وفي تحسينه فيكون صحيحاً باعتبار مَن صحَّح حديثه، وحسناً باعتبار مَن حسَّن حديثه.
الثانية: أن يأتي من طريقين فيكون حسناً من إحداهما صحيحاً من الأخرى.


س69: ما حكم حديث من قيل فيه في التقريب: صدوق يخطئ؟
ج69: ينبغي أن تراجع ترجمة مثل هذا بتوسع، فإن كان الحديث الذي بين يديك من الأحاديث التي أخطأ فيها تتوقف في الحديث. وإن لم يكن من الأحاديث التي أخطأ فيها يُحَسَّن حديثه.


س70: ما معنى قول أبي داود" وما لم أذكر فيه شيئاً فهو صالح"؟
ج70: حملها بعض أهل العلم على الحسن، أي ما سكت عنه فهو حسن، ومنهم ابن الصلاح وحملها بعضهم على أنه صالح للاحتجاج. وحملها آخرون على ما هو أعم من ذلك.