منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة غافر الآيات من 61-65

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48364
العمر : 71

سورة غافر الآيات من 61-65 Empty
مُساهمةموضوع: سورة غافر الآيات من 61-65   سورة غافر الآيات من 61-65 Emptyالأحد 11 يوليو 2021, 7:08 pm

اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (٦١)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

الحق سبحانه يذكر هنا آيتين من آياته الكونية هما آية الليل وآية النهار، الليل نعلمه وهو من مغيب الشمس إلى شروقها، والنهار نعلمه وهو من شروق الشمس إلى غروبها، هذا زمن والزمن وعاء الأحداث، وما دام الزمن وعاءَ الأحداث فلكلِّ حدث زمنٌ يقع فيه.

فالحدث الذي يحتاج عملاً له وقت، فحين تعمل بالنهار تتعب جوارحك وتحتاج إلى وقت للراحة، فجعل لك الخالق سبحانه الليل تستريح فيه والنهار تعمل فيه، تستريح بالليل لتستعيد قوتك ونشاطك للعمل في النهار التالي، وهكذا.

فإنْ طرأتْ عليك ظروف منعتْك من راحة الليل، فكيف تكون بالنهار؟

تكون متعباً لا توجد لك قوة تعالج بها شيئاً، فكأن الله تعالى يريد أنْ يُعلِّمنا أن من خلقه متقابلات، ومن حُمْق البشر أنْ جعلوها متعاديات، وهي في الحقيقة متكاملات.

واقرأ إنْ شئتَ قوله تعالى: (وَٱلْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ * وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ * وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ) (الليل: 1-4).

وهذا يعني أن لليل مهمة، وللنهار مهمة، وللذكر مهمة، وللأنثى مهمة، فلا تظنوا عداءً بين الليل والنهار، ولا بَيْنَ الذكر والأنثى، فكُلٌّ منهما مكمَّل للآخر وبينهما تساند لا تعاند كما يظن البعض.

لذلك يقول تعالى في آية أخرى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلْلَّيْلَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ) (القصص: 71-72).

وتأمل تذييل الآية هنا وهنا: ففي الليل قال(أَفَلاَ تَسْمَعُونَ) (القصص: 71) لأن الليل تتعطل فيه حاسة البصر، وتبقى الأذن تسمع، وهي آلة الاستدعاء ليلاً، أما في النهار فقال: (أَفلاَ تُبْصِرُونَ) (القصص: 72) لأن البصر يكون في النهار.

كلمة سرمد، بعض المفسرين يرى أن الليل ليس سرمداً، كذلك النهار بمعنى أنه ليس دائماً مضطرداً، لكن إذا نظرنا إلى حركة الأرض وتعاقُب الليل والنهار وجدنا فيهما سرمدية، لأن الليل حين يغادرنا يذهب إلى آخرين لا أنه سرمد وينتهي.

فهما إذن دائمان سرمديان، لكن السرمدية المنفعية هي السرمدية بالنسبة للمكان الواحد، فلهما سرمدية في ذاتهما سرمدية في كل مكان، أمَّا سرمدية المكان الواحد فتنتهي لتبدأ في مكان آخر.

لذلك يقول تعالى: (وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً) (الفرقان: 62) خلفة: يعني يخلف كلّ منهما الآخر، فالليل يخلف النهار، والنهار يخلف الليل، هذا الآن واضح لنا كآية كونية، لكن ماذا عن بَدْء الخَلْق أيّهما كان أولاً وخلفه الآخر؟

قالوا: في البدء خلقهما الله معاً في وقت واحد، لأن الشمس خُلقت مواجهة للأرض، فما كان من الأرض ناحية الشمس كان نهاراً، وما حُجِب عنها في الناحية الأخرى كان ليلاً، ثم دارتْ الأرض في فلكها فتعاقب الليل والنهار، وهذا دليل على كروية الأرض ولو كانت مسطحة ما أمكن ذلك.

والعظمة في قوله: (وَٱلنَّهَـارَ مُبْصِـراً) (غافر: 61) أي: مُبْصراً فيه، وقديماً كانوا يعتقدون أن شعاع الرؤية يخرج من العين إلى المرئي، إلى أنْ جاء العالم المسلم الحسن بن الهيثم وأثبت عكس ذلك، وبيَّن أن الشعاع يأتي من الشيء المرئي إلى العين فتراه، بدليل أنك لا ترى ما في الظلام وترى ما في النور حتى لو كنتَ أنت في ظلام، لأن الشعاع ينعكس من المرئي فتراه.

وعليه فالنهار نفسه (مُبْصراً) : (إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ) (غافر: 61) نعم الله صاحب الفضل والتفضل على الناس جميعاً، لأنه سبحانه أعطاهم بلا حَقٍّ لهم عليه سبحانه، فهو متفضل في الإيجاد من عَدَم، ومتفضل في الإمداد من عُدْم، ومتفضل في التكليف، نعم حتى في التكليف متفضل، كيف؟

قالوا: لأنه حين كلّفك كلّفك بشيء يعود نفعه عليك أنت، ولا ينتفع هو منه بشيء، ثم بعد ذلك جازاك عليه، وجعل لك ثواباً، فكأنه سبحانه تفضَّل عليك في التكليف مرتين.

وقوله: (وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ) (غافر: 61) هذا يعني أن القلة هي الشاكرة، ويُعرف الشكر بزيادة النعم، فالشكر وزيادة النعمة متلازمان، وقد وعد الحق سبحانه: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) (إبراهيم: 7).



سورة غافر الآيات من 61-65 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48364
العمر : 71

سورة غافر الآيات من 61-65 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة غافر الآيات من 61-65   سورة غافر الآيات من 61-65 Emptyالأحد 11 يوليو 2021, 7:09 pm

ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ (٦٢) كَذَٰلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (٦٣)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

قوله تعالى: (ذَٰلِكُمُ) (غافر: 62) إشارة إليه سبحانه.

أي: الذي فعل لكم كذا وكذا، وتفضَّل عليكم هو الله ربكم (خَـٰلِقُ كُلِّ شَيْءٍ) (غافر: 62) وهذه مسألة لم ينكرها أحد، ولم يدَّعها أحدٌ لنفسه (لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ) (غافر: 62) هكذا حكم بها الحق سبحانه لنفسه بأنه لا إله إلا هو.

إذن: فأنت تؤمن بالله، والله سبحانه آمن بذاته، وشهد لنفسه بهذا، شهد لنفسه أنه لا إله إلا هو قبل أنْ يشهد بها أحد، لذلك يطلق سبحانه كلمة كُنْ، ويعلم أنها نافذة لأنها كلمته وليس لها معارض، وليس هناك إله آخر يردّها أو يُعدِّلها أو يعترض عليها.

قال تعالى: (شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَٱلْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلْعِلْمِ قَآئِمَاً بِٱلْقِسْطِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ) (آل عمران: 18) قالوا: شهد الله لنفسه سبحانه شهادةَ الذات للذات، وشهدت الملائكة شهادةَ المشهد، وشهد أولو العلم شهادة الاستدلال.

والحق سبحانه ساعة يقول (خَـٰلِقُ كُلِّ شَيْءٍ) (غافر: 62) يطلقها هكذا قضية عامة على إطلاقها، نقول: إما أنْ تكون قضية صادقة أو غير ذلك -وحاشا لله- فإنْ كانت صادقة فقد ثبتت الحجة، وإنْ كانت غير ذلك فأين خالق كل شيء؟

أين خالق هذا الكون إذا لم يكُنْ الله هو خالقه؟

مَنْ هو؟

ولماذا سكت ولم يخبر عن نفسه؟

إنْ كان لا يدري بوجود الله فهو إله نائم غافل لا يصلح للألوهية، وإنْ كان يدري بوجود الله الذي أخبر هذا الخبر ولم يعارضه فهو عاجز، والإله لا يكون أبداً عاجزاً.

لذلك قال سبحانهُ مؤكِّداً على صحة هذه القضية: (قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَىٰ ذِي ٱلْعَرْشِ سَبِيلاً) (الإسراء: 42) يعني: لذهبوا إلى الإله الحق ليناقشوه كيف أخذ منهم الخَلْق؟

وكيف ادعاه لنفسه؟

وهذا لم يحدث.

وقوله: (فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ) (غافر: 62) أي: تُصرفون عن الحق الذي يقول به العقل وتثبته الحجج والبراهين والواقع، فالحق في هذه القضية واضح، وقد أطلقت هذه القضية وأخبرت بها ولم يَقُمْ لها معارض، ولم يدَّعها أحدٌ لنفسه، ومعلوم أن القضية تثبت لصاحبها ما دام ليس لها معارضٌ.

وسبق أنْ أوضحنا هذه المسألة وقلنا: هَبْ أن جماعة جلسوا في مكان، ولما انصرفوا وجد صاحب المكان محفظة نقود فقال لخادمه: ابحث عن صاحب هذه المحفظة، فأخذ الخادم يتصل بهم واحداً واحداً فلم يقُلْ أحد منهم أنها لي، ثم طرق البابَ واحدٌ منهم.

وقال: والله لقد نسيتُ محفظتي هنا، فلمن تكون إذن؟

تكون لمن ادَّعاها إلى أنْ يظهر مُدَّعٍ آخر.

وقوله: (كَذَلِكَ يُؤْفَكُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ) (غافر: 63) أي: يُصرفون عن هذا الحق الواضح البيِّن، ومعنى يجحدون الآيات.

أي: ينكرونها كِبراً واستعلاءً، فهم لا يجحدونها ولا ينكرونها لدليل عندهم ولا لمنطق يعتمدون عليه، إنما يجحدونها لأنها آياتُ الله وهم لا يريدون الله، ولا يريدون منهج الله.

إنهم يخافون هذا المنهج الذي يؤدّب حركتهم في الحياة ويُقيد شهواتهم، إنهم يريدون أنْ ينطلقوا في الحياة بشراسة القوة والبطش بالناس وبشراسة الشهوات التي لا ضابط لها، فجحود الآيات هو سبب الانصراف عن الحق، فكأنه أمر غير طبيعي منهم.

لذلك رأينا كفار قريش تكبروا عن قبول الحق وعاندوا رسول الله، ولم ينطقوا أبداً بلا إله إلا الله ولو مجرد النطق بها ككلمة..

لماذا؟

لأنهم يعرفون معناها تماماً ويعلمون مطلوباتها، ولو كانوا يعلمون أنها مجرد كلمة تُقال لَقالوها، لكنهم وهم العرب أصحاب هذه اللغة يعرفون أن معنى لا إله إلا الله: لا معبود إلا لله، ولا سيادة ولا رَأْيَ إلا لله، ولا حكم ولا خضوع إلا لله، وكيف يقبلون بذلك وهم قد ألفوا السيادة على قبائل العرب؟

وكلمة (يُؤْفَكُ) (غافر: 63) من الإفك، وهو الكذب وقَلْب الحقائق، والكذب أنْ تقول قضية مخالفة للواقع فكأنك تقلب الحقيقة؛ لذلك قال تعالى: (وَٱلْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ) (النجم: 53) المؤتفكة: هي القرى التي قَلَبها الله رأساً على عقب، كذلك الكذب يقلب الحقائق، فينكر الموجود ويثبت غير الموجود.

وقوله تعالى: (فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ) (غافر: 62) أي: تُصرفون عن الحق الواضح كأن هذا أمر فطري، فبالفطرة يصل الإنسان إلى الله، وما كان ينبغي أنْ يقف الإنسان أمام هذه القضية لأنها واضحة وعليها دليل، وكل تعاليم العقائد كذلك أمور فطرية أولاً، إنما ضَبَّب هذه الفطرة هوى النفس والغفلة وأغيار الزمن.

فما جاء به الدليل والعقيدة أمور يصل إليها العقل بالفطرة والطبيعة الصافية، بدليل أن الناس الذين لم يؤمنوا برسول فكَّروا في هذه المسائل، وتوصَّلوا إلى وجود الخالق سبحانه لما تأملوا آياته في كونه.

لذلك تجد مثلاً الفلاسفة الذين كانوا لا يحبون كلمة رسول ويقولون: نحن مهتدون بطبيعتنا ولسنا في حاجة إلى رسل، قالها سقراط، لذلك ناقشه فيها تلميذه (أرسطودين) وعرض عليه من المسائل والآيات كما يعرض الدين تماماً.

قال له: انظر إلى نفسك وإلى تكوينك في ذاتك، وتأمل ما فيك من جوارح، لا أقول لك: انظر إلى الآيات الكونية من حولك بل إلى نفسك وجوارحك في ذاتك، أليس لك حواس؟قال: بلى، قال: اذكرها.

قال: لي عين تبصر، وأذن تسمع، ولسان يتكلم، ويد تلمس.. إلخ.

قال: فلماذا خُلِق لك عينان وأذنان ولسان واحد، أليس وراء ذلك حكمة؟

تأمل هذه الحواس وتأمل الحكمة من خَلْقها على هذه الصورة، خلق لك عينين لاستيعاب المرئيات من هنا ومن هنا، وأذنين لاستيعاب المسموعات من هنا ومن هنا.

أما اللسان فيكفي في القيام بمهمته لسان واحد به تتكلم وتعبِّر، وبه تتذوق المطعومات، اللسان على صِغَر حجمه تتذوَّق به الحار والبارد، والحلو والمر، ثم إذا التذَّ به ابتلعه، وإذا لم يلتذ به يلفظه وكأنه (كنترول) على كل ما تتناوله، ثم إن التذوق يحفزك على الأكل ويُرغِّبك فيه، لأن به استبقاءَ الحياة والقوة التي نُحقِّق بها مطلوب الله منَّا.

ثم ألا ترى حكمة في قُرْب مدخل الطعام من الأنف الذي يشمُّ، والعين التي تبصر؟

لقد خلقه الله على هذه الصورة البديعة لتتمكن من رؤيته، ومن شَمِّ رائحته قبل أنْ تتناوله، أما مخارج الطعام فأين هي؟

بعيدة عن العين، بعيدة عن الأنف، حتى لا تؤذيك الفضلات.

نعم: (وَفِيۤ أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ) (الذاريات: 21).

ثم تأمل العين الواحدة تجد لها جَفْناً ينقبض، وينفتح حسب إرادتك، وفوق العين حاجبٌ يمنع تساقط العرق داخل العين وتحت أهداب ورموش تدفع عن العين ما يؤذيها من الغبار والأتربة، فإذا نفذ إلى العين شيء بعد ذلك، جاءت الدموع لتمسح العين وتُطهِّرها كما تفعل (المسَّاحة) التي تمسح زجاج السيارة.

والأنف الذي نشم به الروائح الطيبة في الطبيعة وبه نميز الأشياء، والآن نستخدمه ونُوظف حاسة الشم عند الكلب مثلاً للكشف عن الجرائم والمجرمين.

هذا كله كلام نظري يقوله بالفطرة إنسانٌ صَفَتْ نفسُه، وسلمت فطرته، فتوصَّل إلى الحق بقليل من التأمل.         

إذن: فقوله تعالى (فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ) (غافر: 62) تحمل معنى التعجب من الانصراف عن الحق، لأنه أمر لا ينبغي أن يكون وما كان يصح من أصحاب العقول أن ينصرفوا عن الحق وهو واضح.

لذلك قال تعالى في سورة البقرة: (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ..) (البقرة: 28) هذا استفهام تعجبيّ إنكاريّ، يعني: قولوا لنا كيف يتأتى منكم الكفر مع وجود هذه الآيات الواضحات الدالة على قدرة الله تعالى؟



سورة غافر الآيات من 61-65 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48364
العمر : 71

سورة غافر الآيات من 61-65 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة غافر الآيات من 61-65   سورة غافر الآيات من 61-65 Emptyالأحد 11 يوليو 2021, 7:10 pm

اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٦٤)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

قوله تعالى: (ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَـلَ لَكُـمُ ٱلأَرْضَ قَـرَاراً) (غافر: 64) أي: مستقراً لكم تعيشون عليها، وكلمة (لَكُمْ) أي: لكل العباد، وهذه يشرحها قوله تعالى في سورة الرحمن: (وَٱلأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ) (الرحمن: 10) هكذا على العموم، فأيّ ارض وأي أنام؟

لم يحدد.

إذن: فالأرض كل الأرض للأنام كل الأنام، لكن أهذا المبدأ هو واقع حياتنا؟

لا.

وما حَلَّ الفساد بالعالم، وما وقع الناسُ في الأزمات وضيق العيش إلا بسبب عدم تطبيق هذا المبدأ.

ففي الكون الآن أرض بلا رجال، وفي مناطق أخرى رجال بلا أرض، والسبب في ذلك تلك الحواجز التي وضعها البشر تحُول بين عباد الله وأرضه.

ولك أنْ تقرأ قول الله تعالى: (إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ظَالِمِيۤ أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي ٱلأَرْضِ قَالْوۤاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا..) (النساء: 97).

لكن يا رب، كيف لنا أن نهاجر وقد جعلوا على الأبواب حواجزَ وسدوداً وحدوداً وقوانينَ للدخول ما أنزل الله بها من سلطان؛ لذلك انظر إلى الخريطة وتأمل حدود الدول المختلفة تجدها حدوداً متداخلة وغير منظمة، وفي بعض المناطق تجد الحدود غير واضحة أو مُختلفاً عليها، وفي بعض البلاد تجد الحدود بؤراً للخلاف والنزاعات بين الدول.

هذا إنْ دلَّ فإنما يدلّ على أن الأرض أرضٌ واحدة للجميع، لما طرأ عليها الإنسان قسَّمها وجعل عليها حدوداً، خلقها الله واحدة منفتحة واسعة، حتى إذا ضاقتْ عليك الأسبابُ في بقعة منها فاذهب إلى أخرى وانطلق في أرض الله، وإذا لم يطبق هذا المبدأ الإلهي فلن تحلَّ مشاكلنا، وسوف تظلّ الأزمات تطحن الناس.

والاستقرار في الأرض على نوعين: استقرار للحياة والحركة، واستقرار للراحة والهدوء، فالواحد منا له بيت يعيش فيه ويأوي إليه وهو مُستقره ومكان راحته ومبيته، لذلك نسميه بيتاً.

وله أرض يسعى فيها ويطلب الرزق والحركة؛ لذلك قال سيدنا إبراهيم: (رَّبَّنَآ إِنَّيۤ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ) (إبراهيم: 37) وقال: (رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا بَلَداً آمِناً) (البقرة: 126) فالأولى قرار للمبيت وللراحة، والأخرى قرار للحركة والسعي.

وتلحظ أن قرار المبيت والراحة خاصّ بك، أما قرار الحركة فمشترك مع غيرك، وأن الأرض ليست قراراً لك في حياتك الدنيا فحسب، إنما هي قرار لك حتى بعد موتك(مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ) (طه: 55).

وقوله تعالى: (وَٱلسَّمَآءَ بِنَـآءً) (غافر: 64) أي: بناءً محكماً لا اختلالَ فيه، والبناء معروف أنه يقوم على عمد تحمله؛ لذلك قال تعالى: (بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) (الرعد: 2) إما بغير عمد موجودة أصلاً، أو يوجد عمد تحملها لكنكم لا ترونها، فالعمد موجودة لكن لا تدركها حواسُّكم.

فالسماء محمولة بقدرة الله سبحانه، ولم لا والأرض التي نعيش عليها ما هي إلا كُرة مُعلّقة في الهواء، فَلِمَ لا تقع رغم ثقلها؟

اقرأ: (إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ) (فاطر: 41) يعني: لا أحدَ يمسكهما بعد الله.

ثم يعطينا الحق سبحانه مثلاً حسّياً يقرب لنا قدرة الله في حمل السماء والأرض، فيقول: خذوا من الحسِّيات التي تدركونها دليلاً على ما غاب عنكم(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى ٱلطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَـٰفَّـٰتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ ٱلرَّحْمَـٰنُ) (الملك: 19).

نعم، نحن نرى الطير في جو السماء يقف في الجو بلا حركة هكذا، ومع ذلك لا يقع، فمَنْ يمسكه؟

يمسكه ربه عز وجل بقدرته، كذلك يمسك السماوات والأرض بقدرته.

وقوله: (وَصَوَّرَكُـمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُـمْ) (غافر: 64) بعد أنْ تكلم سبحانه عن الأشياء الكونية الخارجة عنَّا كالليل والنهار والسماء والأرض يتكلم هنا عن شيء في أنفسنا، لأنه قال سبحانه: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ) (فصلت: 53).

قوله: (وَصَوَّرَكُـمْ) (غافر: 64) أي: جعل لكم شكلاً مميزاً تتميَّزون به، ثم جعل لكم سماتٍ خاصة تتميز بها الأشخاص ليتم التعريف بحيث لا يفعل أحد فعلاً ويستتر منه في آخر.

فتمييز الأشخاص هنا مهم حتى يُنسب الفعل إلى صاحبه (فَأَحْسَنَ صُوَرَكُـمْ) (غافر: 64) أي: جعلها أحسن صورة بين المخلوقات، وكان سبحانه قادراً على أنْ يُصوِّر الإنسان على أية صورة، كأنْ يمشي على أربع مثلاً مثل الحيوانات، لكنه كرَّمه وأحسن شكله، وجعله يمشي معتدلاً مرفوعَ القامة.

يقول تعالى: (يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلْكَرِيمِ * ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِيۤ أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ) (الانفطار: 6-8) يعني: في أحسن صورة وأجمل شكل وأعدله.

بعد ذلك (وَرَزَقَكُـمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ) (غافر: 64) ذلك لاستبقاء الحياة بالقوت، لكنه لم يذكر هنا الزواج الذي به استبقاء النوع، فأعطانا هنا لمحة وترك الأخرى لموضع آخر حتى لا يخلوَ مكان من كتابه من إعجاز في خَلْقه.

(فَتَـبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ) (غافر: 64) يعني: تنزَّه وتقدَّس وجاء منه البركة، وجاء منه الفضل، وجاء منه الإمداد.

وكلمة (تَبَارَكَ) أخذتْ حظّها من كتاب الله، نجدها للأمور المادية الحسِّية، ونجدها للمعنويات وللمنهج الذي وضعه اللهُ لاستقامة حركة الحياة، فالله جعل لك الجسمَ المادي، وجعل لك الروح التي يعيش بها هذا الجسم.



سورة غافر الآيات من 61-65 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48364
العمر : 71

سورة غافر الآيات من 61-65 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة غافر الآيات من 61-65   سورة غافر الآيات من 61-65 Emptyالأحد 11 يوليو 2021, 7:10 pm

هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٦٥)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

قوله تعالى: (هُوَ ٱلْحَيُّ) (غافر: 65) كأن كلّ صفات الكمال الأصل فيها أنْ توجد بحياة، فلا يمكن أنْ توجد قوة إلا بحياة، ولا سمع إلا بحياة، ولا بصر إلا بحياة.

وكلمة (الحي) تعني أن الله تعالى ليس من الأغيار، فأنتم لكم وجود وحياة مرتبطة بهذا الوجود، أما الحق سبحانه فحيٌّ بذاته، الحيُّ صفة ذاته، والمحيي صفة فعله، وما دام الحيُّ صفة الذات؛ فما بالذات لا يتخلف، فهو حَيٌّ أي: لا يموت، لكن صفة المحيي يقابلها صفة المميت؛ فيُحيي هذا ويُميت هذا.

لذلك قالوا: الاسم الذي له مقابل (صفة فعل)، والاسم الذي ليس له مقابل (صفة ذات) فقالوا في الثناء عليه سبحانه: يا حي صفة ذاته، ويا محيي صفة فعله، وما بالذات لا يفوت، وما بالفعل يحيا ويموت.

وما دام أنه سبحانه حَيٌّ ولا إله إلا هو (فَـٱدْعُوهُ) (غافر: 65) بشرط (مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ) (غافر: 65) يعني: حين تدعوه لا يكون في بالك غيره، فإذا لم يكن في بالك غيره حين تدعوه كان معك واستجاب لك.

نعم (فَـٱدْعُوهُ) (غافر: 65) لأنه قيوم يقول لك: نَمْ واسترح لأن ربك قيُّوم لا ينام(لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ) (البقرة: 255) وكأنه سبحانه (بيدلع) مَنْ آمن به (فَـٱدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ) (غافر: 65) فإياك أنْ تقول: توكلت على الله وعليك، أو توكلت على الله ثم عليك، هذا كله كذب، استكفِ بالله وكفى به وكيلاً.

وحين تدعوه مخلصاً له الدين فقد وضعتَ أمرك في يد واحد، هو الذي يملك أنْ يفعل، لا أنْ تذبذبه في يد مَنْ لا يستطيع، ثم لاحظ في الدعاء أن ربك أعطاك واستجاب لك قبل أنْ تدعو، بل وقبل أن تعرف الدعاء، بل وأعطاك قبل أنْ توجد أصلاً، إذن: كل ما يريده منك هو إظهار ذل العبودية لعِزِّ الربوبية.

(ٱلْحَـمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ) (غافر: 65) يعني: احمدوا الله أنْ تفضَّل عليكم بكلِّ هذه النعم بداية، أوجدكم من عدم وأمدكم من عُدْم، إلى أنْ ينتهي بكم المطاف في الجنة إنْ شاء الله؛ لذلك ساعة ندخل الجنة نقول كما قال سبحانه: (وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ) (يونس: 10).



سورة غافر الآيات من 61-65 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة غافر الآيات من 61-65
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة غافر الآيات من 51-55
» سورة غافر الآيات من 56-60
» سورة غافر الآيات من 66-70
» سورة غافر الآيات من 71-75
» سورة غافر الآيات من 76-80

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: غـافــر-
انتقل الى: