منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة يس الآيات من 31-35

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49318
العمر : 72

سورة يس الآيات من 31-35 Empty
مُساهمةموضوع: سورة يس الآيات من 31-35   سورة يس الآيات من 31-35 Emptyالثلاثاء 19 يناير 2021, 10:26 pm

أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (٣١) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (٣٢)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

يعني: كان يكفي هؤلاء المكذبين أن ينظروا مصير مَنْ كذَّب قبلهم، وما حاق بهم من العذاب، وأنهم بعد أنْ أهلكهم الله لم يرجع منهم أحد.

وكلمة (يَرَوْاْ) (يس: 31) من الفعل رأى، وهى تأتي: بصرية أو علمية، تقول: رأيت المشهد، فهذه رؤية بصرية، وتقول: رأيت هذا الرأي يعني علمته، والرؤية البصرية تقصر معلوماتك على ما اتصلتْ به جارحتك، أمّا العلمية فتعطيك ما اتصلتْ به جارحتك وجوارح الآخرين، فالرؤية العلمية إذن أوسع من البصرية.

لذلك قال تعالى مخاطباً نبيه -صلى الله عليه وسلم-: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ ٱلْفِيلِ) (الفيل: 1).

ومعلوم أن سيدنا رسول الله وُلِد في عام الفيل، وربما بعد هذه الحادثة، إذن: لم يَرَ منها شيئاً رؤية بصرية، ومع ذلك خاطبه ربه بقوله: (أَلَمْ تَرَ) (الفيل: 1) يعني: ألم تعلم، سواء أكان قومه قصُّوا عليه القصة، أو أن الله تعالى أخبره بها.

والرؤية البصرية للأحداث أوثق وسائل الإدراك لأنه كما يقولون: ليس مع العين أين، لكن لماذا عدل السياق عن ألم تعلم إلى ألم تر؟

قالوا: في هذا إشارة من الحق سبحانه لنبيه يقول له: إن إخباري لك بقضية علمية أوثق من رؤيتك بعينك.

وقوله تعالى: (أَلَمْ يَرَوْاْ) (يس: 31) تعني أن من هؤلاء القوم مَنْ رأى بالفعل مصارع المكذِّبين، ومرَّ على ديارهم وهي خاوية على عروشها في أسفارهم ورحلات تجارتهم في الشتاء والصيف، ومعنى (كَمْ) (يس: 31) تفيد الكثرة، وأنه أمر فوق الحصر كما تقول لمن ينكر جميلك: كم أحسنتُ إليك وكأنك تقول له: أنا أرتضى حكمك وأستأمنك أنت على الجواب، وبذلك تحوَّل الإخبار منك إلى أقرار منه هو.

ومعنى: (مِّنَ ٱلْقُرُونِ) (يس: 31) القرون جمع قرن، وهو فترة من الزمن قدَّروها بمائة عام، والقرن أيضاً يعني الجماعة أو القوم يجمعهم الشيء الواحد مهما طالتْ فترته كالدين الواحد، أو حكم ملك من الملوك... الخ.

فمثلاً نقول: قوم نوح وقد أخذوا من الزمن مساحة ألف عام أو يزيد.

وقوله: (أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ) (يس: 31) يحتمل أكثر من معنى حسب عَوْد الضمير في (أنهم) وفي (إليهم) فالآية تتحدث عن قرون أُهلِكَتْ من قبل وتخاطب مكذِّبين معاصرين، فإنْ عاد ضمير الغائبين في (أنهم) إلى القرون التى أهلكت.

فالمعنى: أنهم لا يرجعون، ولم نَرَ أحداً منهم رجع بعد هلاكه، وإنْ عاد الضمير على المخاطبين الموجودين.

فالمعنى: أنكم أيها المخاطبون، لا ترجعون في نسبكم إلى هؤلاء الذين أهلكهم الله؛ لأن الله تعالى استأصلهم بحيث لم يُبْق منهم أحداً ولا نسلاً.

والآية في مجملها تعني أن هلاك الكافرين والمكذبين ليس بدعاً: بل هو سنة مُتَّبعة على مَرِّ الزمان، فالقرآن يقصُّ علينا ما نزل بعاد وثمود وفرعون: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ ٱلْعِمَادِ * ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي ٱلْبِلاَدِ * وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخْرَ بِٱلْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلأَوْتَادِ * ٱلَّذِينَ طَغَوْاْ فِي ٱلْبِلاَدِ * فَأَكْثَرُواْ فِيهَا ٱلْفَسَادَ) (الفجر: 6-12).

والله تعالى أبقى الآثار لتدلنا على صدْق ما أخبرنا به سبحانه، وها نحن نرى أمريكا مثلا، وهي سيدة الحضارة الحديثة، وصاحبة الأسبقية في الابتكار والاختراع وغزو الفضاء، ومع ذلك يأتون إلى مصر ليشاهدوا آثار الفراعنة التي بُنيت قبل الميلاد بآلاف السنين، ويتعجبون رغم تقدُّمهم العلمي من كيفية بناء الأهرامات مثلاً.

هذه السُّنة -سُنة إهلاك الكافرين- نرى لها شواهد في عصرنا الحديث، فروسيا التي انتحرت وقتلتْ نفسها بنفسها، انظر ماذا فعلتْ في الشيشان، هذه الدولة الإسلامية الصغيرة، في حين قصَّرنا نحن عن نُصْرتهم، أو أن نُصْرتنا لهم لم تكُنْ على قَدْر جبروت المعتدين؛ لذلك تدخلت السماء وردَّ الله على أعداء دينه، وثأر منهم في زلزال سخاليل.

وقوله تعالى في الآية بعدها: (وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ) (يس: 32) جاءت هذه الآية بعد قوله سبحانه (أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ) (يس: 31) لتوضح أن عدم الرجعة أي فى الدنيا، وإلا لو لم يكُنْ لهم رجعة لا في الدنيا ولا في الآخرة، فالموت راحة بالنسبة لهؤلاء المكذِّبين، كما قال الفخر الرازي -رحمه الله-، إنما المراد: لا يرجعون في الدنيا، أما في الآخرة فلا بُدَّ من الرجوع للحساب عن كل كبيرة وصغيرة.

قوله سبحانه (وإنْ) إنْ هنا بمعنى ما النافية و (لَمَّا) بمعنى إلا، فالمعنى: وما كُلٌّ إلا جميع لدينا مُحضرون.

وقد عرفنا من دراستنا لقواعد النحو أن كل وجميع من ألفاظ التوكيد المعنوي للجمع، ومثلهما أبصع وأكتع وأبتع، تقول: جاء القوم أجمعون أو أبصعون أو أبتعون، وجاء القوم كلهم.

ونلحظ أن الآية جمعتْ بين لفظي التوكيد كل وجميع...

لماذا؟

قالوا: الجمع بينهما ضروري هنا، لأن لكل منهما مدلولا، لا تؤديه الأخرى، فالكُلية تفيد الشمول للأفراد في الرجوع، فكلهم يعني كل فرد منهم، ولا يُشترط أن يكونوا مجتمعين سوياً، إنما يأتي كُلٌّ بمفرده لتُرى الذلَّة والصَّغَار على المسرفين وعلى الكافرين الذين جعلوا من أنفسهم آلهة مطاعة.

أمَّا جميع فيعنى: يأتون مجتمعين.

ومعنى (مُحْضَرُونَ) (يس: 32) من الفعل حضر، وفَرْق بين حضر وأُحْضِر، حضر، أي: طواعية بنفسه وبرغبته، أما أُحْضِر أي: أجبر على الحضور، وأكْره رغم أنفه.

بعد أنْ ذكر الحق سبحانه مسألة البعث في (وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ) (يس: 32) أراد سبحانه أنْ يذكر دليلاً على صِدْق هذه القضية؛ لأن البعث من المسائل التي ينكرها كثيرون.

وصدق القائل:
زَعَمَ المُنجِّمُ وَالطَّبِيبُ كِلاَهُما
لاَ تُحْشَرُ الأجْسَادُ قُلْتُ إليكُمَا
إنْ صَحَّ قَوْلكُمَا فلَسْتُ بِخَاسِرٍ أوْ
صَحَّ قوْلي فالخَسَارُ عليكُمَا

وكما يقول لك الناصح: إنْ ذهبتَ في الطريق الفلاني فاحذر وخُذْ الاحتياط؛ لأن فيه ذئاباً وسباعاً وقطاعَ طرق، فماذا عليك إنْ أخذتَ الحيطة، ولم تجد شيئاً، مما خوَّفك منه؟

كذلك اعتقادي في البعث إنْ لم يُفدني لا يضرني، واعتقادكم إنْ لم يضركم لا يُفيدكم.

وأقوى شبهة في مسألة بَعْث الأجساد عند الفلاسفة أنهم قالوا: هَبْ أنَّ إنساناً مات ودُفن وتحلَّل جسده وزرعت على قبره شجرة تغذَّت من بقاياه، ثم أثمرتْ وأكل من ثمارها إنسان آخر، فوصلت إليه عناصر من الأول، فحين يكون البعث.

كيف تُبْعَثُ هذه العناصر للأول، أم للآخر؟

وصاحب هذه الشبهة فَهِمَ أن العناصر حين تتكوَّن لها ذاتية في التكوين، ولم يفهم أن لها جنسية في التعميم، كيف؟

نقول: هب أن إنساناً أصابه مرض أنقص وزنه عشرين كيلو مثلا، ثم هدى الله الطبيب إلى عِلَّته ووصف له الدواء شُفِي من مرضه وتغذَّى حتى عاد إلى وزنه الأول، أين ذهبتْ عناصره التي نقصتْ منه؟

وهل هي كمية نفس العناصر التي عادتْ إليه بعد أنْ شُفي؟

إذن: المسألة ليست خصوصية عناصر، بل كمية عناصر، والعظمة في أنْ نحصي كمية عناصر كل إنسان، فلو جمعت كمية العناصر الموجودة عندي (أكون) محمد الشعراوي؛ لأن عناصر البشر جميعاً واحدة هي الستة عشر عنصراً المعروفة، والتي تبدأ كما ذكرنا بالأكسوجين، ثم الكربون، ثم النتروجين، ثم الهيدروجين... الخ، لكن يختلف الأشخاص باختلاف كميات هذه العناصر عند كل منا، فأنت عندك كذا أكسوجين، وكذا كربون، وكذا نتروجين، وأنا أعلى منك في الأكسجين، وأقلّ منك في الكربون، وهكذا.

والحق سبحانه يُعلِّمنا أن المسألة ليست ذاتية عناصر، وخصوصية عناصر، إنما قيمة عناصر، فيقول سبحانه في سورة (ق): (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ ٱلأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ) (ق: 4) يعني: يحفظ هذه الكميات ويُحصيها بمقاديرها، فإذا أراد سبحانه البعث جمع نسبة كذا ونسبة كذا تعطي فلاناً، ونسبة كذا إلى نسبة كذا تعطي فلاناً وهكذا، ولم يقف الأمر عند علم هذه النِّسَب، بل حفظها الله وسجِّلها في كتاب حفيظ.

وفي موضع آخر، يردُّ الحق سبحانه على منكري البعث يقول لهم: لماذا تكابرون في البعث، وهو إعادة لشيء كان موجوداً بالفعل وتفَرَّقتْ عناصره، والأعجب من ذلك أنْ أنشأته من غير موجود، إذن: فالبعث أهون من الإعادة: (وَهُوَ ٱلَّذِي يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) (الروم: 27) هذا إنْ جاريناكم في فَهْمكم للأمور، واتبعنا قوانينكم في التفكير.

وسبق أنْ أوضحنا أن العناصر التي خلقها الله في الكون هي هي، لم تزد شيئاً، ولم تنقص شيئاً، فالماء مثلاً هو نفس الماء منذ خلق اللهُ الأرض، لكنه يدور في دورة معروفة، فالإنسان مثلاً يشرب طوال حياته كذا طن من الماء، فهل يحتفظ بها؟

لا بل تخرج منه في صورة بول وخلافه، حتى بعد أنْ يموت يتبخّر ما فيه من مائية، وتمتصها الأرض لتبدأ دورة جديدة للماء.

وهكذا عناصر الإنسان تدور هذه الدورة.

وهنا يسوق الحق سبحانه لهؤلاء المنكرين هذا الدليل: (وَآيَةٌ لَّهُمُ ٱلأَرْضُ ٱلْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً...).



سورة يس الآيات من 31-35 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49318
العمر : 72

سورة يس الآيات من 31-35 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة يس الآيات من 31-35   سورة يس الآيات من 31-35 Emptyالثلاثاء 19 يناير 2021, 10:27 pm

وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (٣٣) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (٣٤) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (٣٥)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وهذا دليل مُشَاهد يراه الجميع، ولا يستطيع أحد إنكاره، فنحن نرى الأرض الميتة الجرداء القاحلة، فإذا ما جاء المطر اخضرَّتْ ودبَّتْ فيها الحياة واهتزَّتْ ورَبَتْ، وعلى الإنسان أنْ يأخذ مما يُشاهد دليلاً على صِدْق ما غاب عن مشاهدته.

وقوله تعالى (وَآيَةٌ لَّهُمُ) (يس: 33) الآية: الشيء العجيب في بابه كما نقول: فلان آية في الكرم أو آية في الحُسْن، وهذه الآية لهم يعني للكافرين فحسب، لأن المؤمن لا يحتاج إلى هذه الأدلة؛ المؤمن قال: (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت: 53).

وطلب الدليل على الشيء أول دليل على وجوده، وما أتعبتُ نفسي في البحث عن الدليل إلا لأنني مقتنع بوجود الشيء، فطلَب الدليل هو عَيْن الدليل، والمؤمن لا يطلب الدليل إلا ليجادل به مَنْ لا يؤمن ليلفِته إلى آيات الله.

وهذه الآية إما أن تأخذها على أنها آية كونية تدل على قدرة الإله المُوجِد سبحانه، وإمَّا أن تأخذها دليلاً على أننا إذا أنزلنا المطر على الأرض الميتة تهتزّ وتنبت من كل زوج بهيج.

والمتأمل في الأرض يجد أنها آية في ذاتها، ونعمة من أعظم نِعَم الله علينا، حتى وإنْ كانت صخراً لا تنبت، فيكفي أنها مَقرُّنا، فوقها نستقر، وإليها نأوي، فما بالك إنْ منحها الله لوناً من الحياة حين تهتزّ بالنبات وتتحول إلى اللون الأخضر البديع.

وإحياء الأرض على مراتب، فإما أنْ يكون الإحياء بنباتات لا تغني في القوت مثل العُشْب والحشائش والنجيل، ويكفي أن هذا النوع يكسو وجه الأرض جمالاً ونُضْرة ويلبد الرمل ويثبته على وجه الأرض فلا تبعثره الرياح في أعيننا، فهي إذن مظهر من مظاهر حياة الأرض، ونعمة من نِعَم الله، والمرتبة الأخرى أن تنبت الأرض النبات الذي نقتات به، وهو قسمان: الحبوب التي تمثل الضروريات، وهي من مقومات حياتك، وهي أصل القوت وأهمها القمح.

وقد أشار الحق سبحانه إلى أهميتها، فقال سبحانه: (وَٱلْحَبُّ ذُو ٱلْعَصْفِ) (الرحمن: 12) ليلفت أنظارنا إلى أهمية القشرة التي كنا إلى وقت قريب لا نهتم بها، ونضعها علفاً للمواشي، ونأكل الدقيق الفاخر أو (العلامة)، وكان هذا طعام الصفوة والأغنياء إلى أنْ تنبهنا إلى أهمية الردة، فأصبحنا نُفضِّلها على الدقيق الفاخر، بدليل أن الخبز المكوَّن من الردة الآن أغلى من الخبز الأبيض، ثم رأينا الذين أسرفوا على أنفسهم في أكل الخبز الأبيض الفاخر لا يأكلون إلا الردة، وبأمر الطبيب.

لذلك رُوِي أن سيدنا سليمان -عليه السلام-، وقد أعطاه الله مُلْكاً لا ينبغي لأحد من بعده كان لا يأكل إلا الخشكار أي: الدقيق الخشن أما الدقيق (العلامة) فللخدم.

ثم الفواكه وتُعَدُّ من التَّرفيات التي نتفكَّه بها.

لذلك يقول سبحانه: (وَآيَةٌ لَّهُمُ ٱلأَرْضُ ٱلْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا..) (يس: 33) هذه هي المرتبة الأولى، ثم (وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ) (يس: 33) وهذه هي الضروريات.

ثم: (وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ..) (يس: 34).         

 وخَصَّ النخيل والأعناب؛ لأن البلح والعنب أهم الفواكه، وأقربها من ضروريات القُوت، فهما قوت للبعض، وفاكهة للبعض.

لذلك قال شوقي -رحمه الله- عن البلح:
طَعَام الفَقيرِ وحَلْوى الغَنِيّ وزَادُ المسَافِر والمغْتَرِبْ

ونقف هنا عند عظمة الأداء القرآني؛ لأن الكلامَ كلامُ رب، وعلينا نحن أنْ نجلي وجوه العظمة فيه، وقد لاحظ العلماء جزاهم الله عنَّا خيراً أن القرآن لما تكلم عن الفاكهة قال (مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ) (يس: 34) فذكر الشجرة في النخيل، وذكر الثمرة في الأعناب، ولم يذكر ثمرة النخيل وهي التمر، ولم يذكر شجرة العنب وهي الكَرْم.

ولما بحث العلماء هذه المسألة وجدوا أن القرآن ذكر النخيل؛ لأنها شجرة كثيرة الفوائد، مستمرة العطاء، لا يقتصر نفعها على ثمرها، بل كل ما فيها نافع مفيد، ويكفي أنْ تعرف أن النخلة لا يُرْمَى منها شيء أبداً، ولكل جزء فيها استعمال ومهمة: الجذع والجريد والخوص، حتى الليف يحشون به أفخم أنواع الصالونات، أما شجرة العنب فبعد أنْ تأخذ ثمرها لا يبقى فيها إلا مجموعة من العيدان الملتوية التي لا تغني شيئاً.

ثم يقول سبحانه (وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ ٱلْعُيُونِ) (يس: 34) لأن الأرض المنزرعة التي تعطينا هذا العطاء إما أنْ تُروى بالأنهار أو بالمطر، فإذا لم يتوفر لها هذان المصدران تُرْوَى بعيون وهي المياه الجوفية التي تتسرَّب من ماء المطر في باطن الأرض، كما قاله سبحانه: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي ٱلأَرْضِ) (الزمر: 21).

وهذه العيون مظهر من مظاهر قدرة الله، فمنها ما نبحث عنه ونحفره، ومنها ما ينساب بنفسه طبيعياً بقدرة الله، وكأن ربك -عز وجل- يُطمئنك إلى عطائه، فإنْ كنتَ في أرض غير ممطرة ولستَ في وادٍ تجري فيه الأنهار فاطمئن، ففي باطن عيون تتفجَّر بالماء العَذْب الصالح للشرب ولِسقْى الأرض.

وقد تنبَّهنا مؤخراً إلى ضرورة زراعة الصحراء واستصلاحها، وأعاننا على ذلك ما فيها من آبار ومياه جوفية، ما علينا إلا أنْ نبحثَ عنها.

ثم يُبيِّن الحق سبحانه العلة في تفجير العيون، فيقول سبحانه: (لِيَأْكُلُواْ مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ) (يس: 35) قوله تعالى: (مِن ثَمَرِهِ) (يس: 35) قالوا: من ثمره.

أي: الحبوب والبلح والعنب وغيرها، أو من ثمر تفجير العيون، قال البعض: ينبغي أن ننسب الثمرة إلى الأصل، فيكون المعنى: من ثمر القدرة في كُنْ، وليس المراد الثمرة القريبة.

فكأن الحق سبحانه يريد أنْ يخلعك من الفتنة بالأسباب، ويلفتك إلى المسبِّب الأعلى الأول؛ لذلك أمرنا حين يعزُّ الماء ولا تسعفنا الأسباب أن نلجأ إلى المسبِّب سبحانه بصلاة الاستسقاء؛ لأن المسبِّب سبحانه هو المرجع النهائي لهذه المسألة، وأنت حين تستسقي لا تستسقي بنفسك، إنما بأضعف منك، وإنْ كنتَ عاصياً كفوراً تستسقي بمَنْ لم يرتكب معصية.

لذلك أمرنا أنْ نأخذ معنا في صلاة الاستسقاء النساء والأطفال والمواشي، وكأننا نتوسل إلى الله بضعفهم وطهارتهم من المعاصي، وكأننا نقول لربنا: يا رب إن كنا قد عصيناك ولا نستحق السُّقيا فاسْقِنَا لأجل هؤلاء.

بل وأمرنا في الاستسقاء أن نخرج إليه ونحن مخالفون للأَرْدِية مغيِّرون لِسَمتها، إظهاراً للذلة والانكسار لله -سبحانه و تعالى- والآن، بعد ما حدث من تطور في استخدام الماء حتى صِرْنَا نستقبله في خزانات ومواسير بَعُدَتْ الصلة بين واهب الماء والمنتفع به، فحين تنقطع المياه لا تخطر على بالك صلاة الاستسقاء، ولا تتذكر واهب الماء، إنما تفكر في سبب انقطاع المياه فتسأل عن المواسير وعن الموتور... الخ.

إذن: الأسباب نفسها أبعدتْنَا عن المسبِّب سبحانه وقوله سبحانه (وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ) (يس: 35) استدراك يراعي دور الإنسان وعمله، فمن الثمار ما يُؤْكَل مباشرة مثل الخوخ والبرتقال والخيار، ومن الثمار ما يحتاج إلى علاج وإعداد ليُؤكل، كما نفعل مثلاً في (الكوسة) وغيرها مما يحتاج إلى إعداد، فكأن الحق سبحانه يُقدِّر لك دورك، ويعطيك حقك، ويذكر لك عملك مهما كان يسيراً.

وهذه المسألة جاءت بوضوح في قوله سبحانه: (أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ * ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ ٱلزَّارِعُونَ) (الواقعة: 63-64) فربُّك -عز وجل- يُقدِّر عملك في حرث الأرض وإعدادها للزراعة، وهذا دورك فيها، أما مسألة الإنبات فهي لله وحده، لا دخْلَ لك فيها.

كذلك احتَرَم ربُّك عملَك في إيجادك شيئاً كان معدوماً وسمَّاك خالقاً، لأنك أوجدتَ معدوماً، وإنْ كان هذا الذي أوجدته من موجود معلوم، فقال سبحانه: (فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَالِقِينَ) (المؤمنون: 14).

فإذا كان ربك قد احترم خلقك لشيء كان معدوماً، فينبغي عليك أنْ تحترم أحسنيته في الخَلْق، فأنت خالق وربّك أحسن الخالقين، أنت تستطيع أنْ تعالج الرمل مثلا، وتصنع منه كوباً، هذا نوع من الخَلْق لكن يظل الكوب كما هو، ويثبت على الحالة التي أوجد عليها، فلا تعطي أنت الكوب صفة الحياة، أما خَلْق الله فيعطيه الله صفةَ الحياة، فينمو ويكبر ويتناسل... الخ.

وقوله سبحانه: (أَفَلاَ يَشْكُرُونَ) (يس: 35) جاء بعد ذكر هذه النِّعَم السابقة، والتي تستوجب شكر الله عليها، لكن لم يَأْتِ هُنا أمر بالشكر ولم يَأتِ بأسلوب خبري، إنما جاء هكذا (أَفَلاَ يَشْكُرُونَ) (يس: 35) بصيغة الاستفهام، وكأن الله تعالى يقول لنا: أجيبوا أنتم، فقد استأمنتُكم على الجواب، وقد علم سبحانه أن الجواب لا يمكن أنْ يكون إلا الإقرار بالشكر على النعمة.

ثم يقول سبحانه: (سُبْحَانَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ ٱلأَرْضُ...).



سورة يس الآيات من 31-35 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة يس الآيات من 31-35
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة سبأ الآيات من 26-30
» سورة يس الآيات من 11-15
» سورة يس الآيات من 16-19
» سورة هود الآيات من 066-070
» سورة طه الآيات من 001-005

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: يس-
انتقل الى: