منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة الأحزاب الآيات من 66-70

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

سورة الأحزاب الآيات من 66-70 Empty
مُساهمةموضوع: سورة الأحزاب الآيات من 66-70   سورة الأحزاب الآيات من 66-70 Emptyالأربعاء 09 ديسمبر 2020, 2:29 pm

يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (٦٦)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

بعد أن ذكر الحق سبحانه الأبدية التي ستكون للكفار في النار يذكر وَصْفاً للحالة التي سيكونون عليها في النار (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ..) (الأحزاب: 66) التقليب معناه تغيير الأمر وتصريفه من حال إلى حال، ومنه قوله تعالى: (لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي ٱلْبِلاَدِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ) (آل عمران: 196-197).

يعني: أسفارهم ونشاطهم في حركة التجارة بين الشام واليمن، وما يترتب على هذه الحركة من أموال وثروات.

فقوله: (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ..) (الأحزاب: 66) أي: تقلِّبهم الملائكة، فكلما نضج جانب قلبوهم على الجانب الآخر كما تُقلِّب نحن (سيخ الكباب) على النار لتستوعبه كله، فيتم نُضْجه.

وخَصَّ الوجه، لأنه سِمَة الإعلام بالشخص، وأشرفُ أعضائه وأكرمها، ومنه أُخذت الوجَاهة والوجيه، وكلها تدل على الشرف، ونظراً لأنه أشرف الجوارح، فالجوارح كلها تحميه وتدافع عنه، وسبق أنْ قُلْنا: لو أن سيارة أسرعتْ بجوارك، ولطختْ ثيابك ووجهك بالوحل مثلاً، ماذا تفعل؟

أولاً: تنشغل بوجهك وتزيل ما أصابه من أذىً، ثم تلتفت إلى ثيابك.

ولتعلم أهمية الوجه ومنزلته، اقرأ قوله تعالى: (أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ..) (الزمر: 24) فمِنْ شِدَّة العذاب يتقيه بوجهه الذي هو أشرف أعضائه.

أو: أن معنى التقليب من عذاب إلى عذاب، وقد أعطانا الحق سبحانه صوراً متعددة لوجوه الكافرين في النار، والعياذ بالله، فقال مَرَّةً: (تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ..) (الزمر: 60).

وقال: (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ) (عبس: 40-42).

وقال: (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ * تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ) (القيامة: 24-25).

فالوجه هنا لا يأخذ صورة واحدة، إنما يأخذ ألواناً متعددة وأحوالاً شتى، تدلُّ على تنوع ما يتعرضون له من العذاب والإيلام، والوجه هو الدليل الأول على صاحبه، والمترجم عَمَّا بداخِله، فحين يتغير لك صاحبك مثلاً تلحظ ذلك على وجهه، فتقول: ما لك تغيَّر وجهك من ناحيتي؟

أو لماذا تقلَّب وجهُكَ عني؟

وهؤلاء حالَ تقلُّب وجوههم في النار، يقولون: (يٰلَيْتَنَآ أَطَعْنَا ٱللَّهَ وَأَطَعْنَا ٱلرَّسُولاَ) (الأحزاب: 66) وهم الذين كانوا بالأمس يُؤذون الله، ويؤذون الرسول، ويؤذون المؤمنين.

كلمة (يٰلَيْتَنَآ..) (الأحزاب: 66) كلمة تمنُّ، وهو لَوْن من الطلب تتعلق به النفس وتريده، لكن هيهات، فهو عادةً يأتي في المُحَال، وفي غير الممكن.

كما جاء في قول الشاعر:
ألاَ ليْتَ الشباب يَعُودُ يَوْماً فَأُخبرهُ بما فَعل المشِيبُ

وقول الآخر:
لَيْتَ الكَواكِب تَدْنُو لِي فَأَنظِمُهَا عُقُودَ مَدْحٍ فَمَا أَرْضَى لكُمْ كَلمى

فالشباب لا يعود، والكواكب لا تدنو لأحد، لكنها أُمنية النفس، كذلك هؤلاء يتمنَّوْنَ أنْ لو كانوا أطاعوا الله وأطاعوا رسول الله، لكن هيهات أنْ يُجْدِي ذلك، فقد فات الأوان.

ثم يذكر الحق سبحانه المقابل، فهم ما أطاعوا الله وما أطاعوا رسول الله، لكن حجتهم: (وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا...).



سورة الأحزاب الآيات من 66-70 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

سورة الأحزاب الآيات من 66-70 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الأحزاب الآيات من 66-70   سورة الأحزاب الآيات من 66-70 Emptyالأربعاء 09 ديسمبر 2020, 2:30 pm

وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (٦٧) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (٦٨)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

السادة: جمع السيد، وهو الآمر المنفِّذ على غيره، ولا يغير عليه أحد، والكبراء: هم الذين يأخذون منازل في قومهم، على قَدْر ما يُؤدُّون لهم من خدمات، فسيد القوم أو كبير القوم لا يتبوَّأ هذه المنزلة من فراغ، إنما من مواهب وإمكانات تؤهله لهذه المنزلة؛ لذلك لا يجد غضاضة في أنْ يقول له الناس: يا سيدي.

لأنه دفع ثمن هذه السيادة وهذا هو السيد الحقيقي.

وقد تُؤْخَذ السيادة بالقوة والجبروت والقهر، دون أن يُقدِّم السيدُ شيئاً يَسُودُ به قومه، وهذا تلصُّص على السيادة يبغضه الناس؛ لذلك فإن الشرع الإسلامي لم يغفل هذه السيادة الحقيقية، ولم يغفل وجاهة الناس ومنزلتهم، فقيَّم ذلك كله مالياً في شركة سماها شركة الوجوه، فرأس مالي في الشركة أموال، ورأس مالك وجاهتك ومحبة الناس لك ومنزلتك في المجتمع.

والناس يُحبُّون هذه السيادة الحقَّة التي أخذها صاحبها بحقها؛ يحبونها لأنهم ينالون خيرها، وينتفعون بها على خلاف السيادة المسروقة التي أخذها صاحبها عُنْوةً، فهم لا يستفيدون منها بشيء، بل هي سيادة تضرُّهم، وتأكل خيراتهم.

لذلك قلنا في العبودية: إنها كلمة نكرهها، إنْ كانت عبودية بشر لبشر؛ لأنها عبودية تعطى خير العبد لسيده، إنما العِزّ كله في أنْ تكون العبودية لله تعالى، حيث يأخذ العبد خَيْر سيده.

وتأمل كيف كانت العبودية شرفاً وتكريماً لسيدنا رسول الله حينما خاطبه ربه بقوله: (سُبْحَانَ ٱلَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلأَقْصَا..) (الإسراء: 1) فعبودية محمد لله هي التي أوصلته إلى هذه المنزلة التي لم يصل إليها بشر سواه.

وصدق الشاعر حين قال:
حَسْبُ نَفْسِي عِزًّا بأنِّي عَبْدٌ يَحْتفِي بِي بلاَ مَواعِيدَ رَبُّ
هُوَ فِي قُدسِهِ الأعَزِّ وَلكِنْ أَنَا ألْقَى مَتَى وأيْنَ أُحِبُّ

فإنْ أردْتَ أنْ تقابل ربك، فالأمر في يدك، فأنت تحدد مكان المقابلة وزمانها وموضوعها، في الشارع، في البيت، في العمل، في المسجد مجرد أنْ تتوضأ وتقول: الله أكبر تصبح في حضرة ربك، ثم أنت الذي تُنهي المقابلة إنْ شئتَ، وربك عز وجل لا يملُّ حتى تملُّوا.

فأيُّ عِزٍّ فوق هذا؟

في حين أنك إنْ أردتَ أنْ تقابل رئيساً مثلاً أو وزيراً فَدُون هذا اللقاء عقبات ومصاعب، وليس لك من أمر هذا اللقاء شيء، فهو الذي يحدد لك الزمان والمكان، حتى ما تقوله، وهو الذي يُنهي المقابلة.

أنت في عبوديتك لله تعالى، ربُّك هو الذي يطلبك لحضرته، ويغضب إنْ دعاك ولم تُجِبْ، فنِعْم الرب ربُّك، ونِعمتْ العبوديةُ عبوديتُك له سبحانه وهنا يُلْقى الكفار باللائمة على سادتهم وكبرائهم (إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلاْ) (الأحزاب: 67) ويريدون الانتقام منهم، وأنْ يُنفِّسوا عن أنفسهم بأنْ يروهم في العذاب جزاءَ ما أوقعوهم في الشرك، وزيَّنوا لهم المعصية.

فيقولون: (رَبَّنَآ آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ ٱلْعَذَابِ..) (الأحزاب: 68) أي عذاب مضاعف؛ لأن ضلالهم كان كذلك مُضَاعفاً، فقد ضَلُّوا في أنفسهم، وأضلُّوا غيرهم.

وفي موضع آخر يحكى لنا القرآن قول الكافرين يوم القيامة: (رَبَّنَآ أَرِنَا ٱلَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ ٱلأَسْفَلِينَ) (فصلت: 29).

وفي آيات كثيرة يحكى لنا القرآن حوارات تدور بين الكافرين، يُلْقى كل منهم التهمة على الآخر، كما حكى عن إبليس قوله: (وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوۤاْ أَنفُسَكُمْ مَّآ أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (إبراهيم: 22).

ولم يكتفوا بمضاعفة العذاب لسادتهم، إنما طلبوا لهم اللعن، واللعن الكبير (وَٱلْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً) (الأحزاب: 68) فاللعن لأنهم ضلُّوا في ذواتهم، وينبغي أن يكون كبيراً؛ لأنهم أضلوا غيرهم.

ونلحظ هنا أن كل نداء للرب -تبارك و تعالى- يأتي دائماً بغير أداة النداء..

لماذا؟

قالوا: لأن النداء له أدوات تختلف باختلاف المسافة بينك وبين المنادى، والنداء طلب الإقبال، فإنْ كان المنادى بجوارك تقول: محمد افعل كذا، فإنْ كان بعيداً عنك تقول: أمحمدُ.

والأبعد منه: يا محمد.

والأبعد: أيا محمد.

وهذه الأدوات مبنية على مَدِّ الصوت بحسب المسافة.

إذن: ماذا تقول حين تنادي ربك وإنْ لم تكُنْ أنت قريباً من الله، فالله قريب منك؟

لا تستخدم أداة النداء لا للقريب ولا للبعيد، لذلك ورد في القرآن لفظ (ربّ) منادى في خمس وستين آية بدون أداة نداء، أولها قول سيدنا إبراهيم - عليه السلام : (رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا بَلَداً آمِناً..) (البقرة: 126).

إلى قول نوح -عليه السلام-: (رَّبِّ ٱغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ..) (نوح: 28).

ويكفي في هذا القُرْب قول الله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ) (ق: 16).

لذلك لما سُئل سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أقريبٌ ربُّنا فنناجيه؟

أم بعيد فنناديه؟

فأنزل الله: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ..) (البقرة: 186).

إذن: فالله تعالى قريب منا بالفعل، وإنْ حدث بعد فمنك أنت، وأكثر ما يكون العبد قُرْباً من الله حين يكون مضطراً، حتى إنْ كان بعيداً عن الله قبل الاضطرار.

وفي آيتين فقط من كتاب الله نُودي الربُّ -تبارك و تعالى- بأداة النداء (يَا) الأولى: (وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِي ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ مَهْجُوراً) (الفرقان: 30).

والأخرى: (وَقِيلِهِ يٰرَبِّ..) (الزخرف: 88).

وهذان الموضعان حكاية عن كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلماذا لم تأت أداة النداء إلا من محمد -صلى الله عليه وسلم- في نداء ربه؟

قالوا: لأن سيدنا رسول الله كان شديد الحرص على هداية قومه ونُصْرة دعوته، حتى خاطبه ربه بقوله: (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ) (الشعراء: 3).

وقد مَرَّ رسول الله بمواقف صعبة لدرجة جعلَتْه يستبطئ نصر الله، فالله تعالى أنزل عليه: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا..) (غافر: 51) ومع ذلك زلزل رسول الله والذين آمنوا معه كما قال سبحانه: (وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ..) (البقرة: 214) فخاف -صلى الله عليه وسلم- أن يكون بعُد عن ربه، وهذا البُعْد ما هو إلا مظنّة من رسول الله، أو اتهام للنفس.

فلما ذهب -صلى الله عليه وسلم- يدعو ربه ويشتكي إليه أنَّ قومه هجروا القرآن نادى ربه من منزلة البعيد، فقال: (يا رب) وكأنه -صلى الله عليه وسلم- ظنَّ في نفسه التقصير أو الفشل في مهمته ورأى أن ذلك يُبعده عن ربه، لكن أنصفه ربه وأكَّد نداءه، بل وأقسم به، فقال الحق سبحانه: (وَقِيلِهِ يٰرَبِّ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ * فَٱصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (الزخرف: 88-89).

أي: أقسم بقولك يا محمد: (يٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِي ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ مَهْجُوراً) (الفرقان: 30) والحق سبحانه يُقسِم بما يشاء على ما يشاء، يُقْسم بالملائكة وبالجماد، يقسم بالنبات، لكن الحق -سبحانه و تعالى- لم يُقْسم بأحد من الخَلْق إلا برسول الله في قوله تعالى: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) (الحجر: 72).

أي: وتعميرك، أو وحياتك يا محمد.

وكما أقسم سبحانه بحياة نبيه محمد أقسم بقوله، فقال سبحانه: (وَقِيلِهِ يٰرَبِّ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ) (الزخرف: 88).

ثم يخاطب الحق سبحانه عباده المؤمنين، فيقول تعالى: (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ آذَوْاْ مُوسَىٰ...).



سورة الأحزاب الآيات من 66-70 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

سورة الأحزاب الآيات من 66-70 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الأحزاب الآيات من 66-70   سورة الأحزاب الآيات من 66-70 Emptyالأربعاء 09 ديسمبر 2020, 2:31 pm

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (٦٩)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

بعد أن تكلم الحق سبحانه عن الذين آذوا الله، وآذوا رسول الله، وآذوا المؤمنين دَلَّ على أن المسألة ليست تعصُّباً لمحمد، إنما هذا مبدأ سائد في كل رسل الله، وليس معنى منع إيذاء محمد أن تؤذوا غيره من إخوانه الرسل، فقال سبحانه: (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ آذَوْاْ مُوسَىٰ فَبرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْ..) (الأحزاب: 69) وموسى -عليه السلام- كانت له في رحلة دعوته علاقتان: علاقة مع الفراعنة، وعلاقة مع بني إسرائيل، ولم يكُنْ موسى -عليه السلام- رسولاً إلى الفراعنة، إنما أُرسل إلى بني إسرائيل؛ لذلك قال موسى وهارون لفرعون: (إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ..) (طه: 47) فهدفه تخليص بني إسرائيل من استعباد فرعون.

أما دعوته لفرعون إلى الإيمان بالله وإظهار المعجزة أمامه لعله يؤمن، فجاءت على هامش دعوته الأساسية لبني إسرائيل، ومع ذلك لم يَسْلم موسى عليه السلام من إيذاء فرعون، فقال عنه: (سَاحِرٌ كَـذَّابٌ) (غافر: 24).

وقال: (إِنَّ رَسُولَكُمُ ٱلَّذِيۤ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ) (الشعراء: 27).

وقال: (أَمْ أَنَآ خَيْرٌ مِّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ) (الزخرف: 52).

وطبيعي أنْ يُؤْذّى موسى عليه السلام من فرعون، وقد جاء ليبطل ألوهيته المزعومة، لكن كيف يُؤْذَى من بني إسرائيل، وهو الذي جاء لينقذهم من قبضة فرعون، ومما كانوا فيه من العذاب والاستعباد؟

قال العلماء: إن بني إسرائيل آذوا موسى حين آذوا مَنْ بعثه، الله سبحانه و تعالى، فقالوا له: (أَرِنَا ٱللَّهَ جَهْرَةً..) (النساء: 153).

وقالوا: (إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ..) (آل عمران: 181).

وآذَوْا موسى حين قالوا معترضين على ما رزقهم الله من المنِّ والسَّلْوى، فقالوا: (لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ ٱلأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ ٱلَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِٱلَّذِي هُوَ خَيْرٌ ٱهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَّا سَأَلْتُمْ..) (البقرة: 61).

ومعلوم أن المنَّ هو سائل يشبه العسل، يتساقط مثل الندى في الصباح من الأشجار، والسَّلْوى طائر يشبه السّمان يسوقه الله إليهم دون تعب منهم، لكنهم قوم لا يؤمنون بالغيب، ولا يريدون هذا الطعام الجاهز، فهم يريدون شيئاً محسوساً يزرعونه، ويُعدونه بأنفسهم.

ثم آذَوْا موسى عليه السلام في شخصه، حين اتهموه بقتل أخيه هارون حين صَعَدا الجبل، ومات هارون هناك، فقالوا: إن موسى حقد على أخيه فقتله، فجعل الله الملائكة تحمل جسد هارون وتمرُّ به على بني إسرائيل وهو سليم لا جُرْحَ فيه، وهذا معنى قوله تعالى: (فَبرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْ..) (الأحزاب: 69).

وقال آخرون: بل اتهموا موسى عليه السلام بمرض في جسده؛ لأنه عليه السلام كان شديد الحياء، سِتِّيراً، يحتاط في ستر نفسه عند استحمامه وعند قضاء حاجته، فَقالوا: ما فعل ذلك إلا لعيب يريد أنْ يستره.

ومنهم مَنْ قال: به برص.

ومنهم من تجرَّأ واتهمه بعيب في أعضائه التناسلية، فشاء الله أنْ يبرئه مما قالوا، فنزل ذات يوم النهرَ ليستحم، فأمر الله حجراً فأخذ ثيابه بعيداً عنه، فجرى موسى عليه السلام خلف الحجر وهو يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر فرأوه مُبراً من العيوب التي اتهموه بها.

أو: أن قارون لما حصلتْ الخصومة بينه وبين موسى عليه السلام استأجر امرأة بغيّاً، وقال لها: اتهمي موسى على مَشْهد من الناس، فشاء الله أنْ يجتمع الناس وتنطق هي وتقول: قارون فعل كذا وكذا، فبرَّأه الله بذلك.

والحق سبحانه و تعالى يقول هنا: (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ آذَوْاْ مُوسَىٰ فَبرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْ..) (الأحزاب: 69) فينفي عنه العيب، ثم يُثبت له الوجاهة والشرف.

(وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهاً) (الأحزاب: 69) وأيٌّ وجاهة بعد أنْ أظهر الله براءته، وبيَّن كذب أعدائه، فالوجاهة هيئة تدل على أنه مقبول الرجاء، مقبول الدعاء، لا يجرؤ أحد أنْ يرميه بعيب بعد ذلك، ولا أنْ يتهمه بذنب لم يفعله؛ لأنهم علموا أن لموسى رباً يحميه، ويدافع عنه.

ومن عدالته سبحانه و تعالى مع خَلْقه أن مَنْ يُرْمَى بذنب لم يفعله يُعوِّضه عنه بأنْ يستر عليه ذنباً فعله، ولا يفضحه به، فواحدة بواحدة، إلا شيئاً واحداً كان مع موسى -عليه السلام- فحين لقي جواب الله، فكأنه غرَّه كرم ربه معه فقال: يا رب ما داموا قالوا فيَّ كذا وكذا، أسألُكَ ألاَّ يُقال فيَّ ما ليس فيَّ، فقال: يا موسى، أنا لم أفعل ذلك لنفسي، فكيف أفعله لك؟

والمعنى أنهم يقولون في حقِّ الله تعالى أكثر من ذلك.

إذن: أبقى الله الكفر ليطمئن كل مَنْ أُنكر جميله، وكأنه يقول له: لا تحزن فأنا الخالق، وأنا الرازق، ومع ذلك كفروا بي وأنكروا الجميل.



سورة الأحزاب الآيات من 66-70 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

سورة الأحزاب الآيات من 66-70 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الأحزاب الآيات من 66-70   سورة الأحزاب الآيات من 66-70 Emptyالأربعاء 09 ديسمبر 2020, 2:32 pm

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

سبق أن تكلمنا عن معنى التقوى، وهي أن تجعل بينك وبين الله وقاية، فالحق سبحانه له صفاتُ جمالٍ، وصفات جلال: صفات الجمال الفضل والرأفة والمغفرة والغِنَى والنفع.. إلخ وصفات الجلال: الجبار المنتقم ذو البطش.. إلخ، فالتقوى أنْ تجعل بينك وبين صفات الجلال وقاية تقيك منها لأنك لستَ مطيقاً لبطش الله وانتقامه.

ومع ذلك يقول أحد العارفين: احرص على معيتك مع الله، نعم لأنك حين تجعل بينك وبين صفات الجلال وقاية تقترب من صفات الجمال.

أما إذا اشتبه عليك قوله تعالى: (ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ..) (المائدة: 112) وقوله تعالى: (وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ..) (آل عمران: 131) فاعلم أن النار جند من جنود غضب الله، فمن يتقي اللهَ يتقي النارَ، فلا تعارضَ إذن.

ومعنى: (وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً) (الأحزاب: 70) أي: قولاً صادقاً يُوصل للحق، وكلمة سديد من سداد السهم، حين يصيب هدفه ولا يُخْطئه، وهدفك أن تنعم بذات الله في الآخرة، وأنْ تنفض الأسباب التي في الدنيا، وتعيش مع المسبِّب سبحانه فأنت في الدنيا حين تريد أن تأكل مثلاً انظر إلى الطعام الذي أُعِدَّ لك، كم أخذ من وقت وإمكانات وأموال.. إلخ، أما في الآخرة، فمجرد أنْ يخطر الشيء على بالك تجده بين يديك، إذن: هذه معية يجب أنْ تحرص عليها كلَّ الحرص.



سورة الأحزاب الآيات من 66-70 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة الأحزاب الآيات من 66-70
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الأحزاب الآيات من 16-20
» سورة الأحزاب الآيات من 01-05
» سورة الأحزاب الآيات من 06-10
» سورة الأحزاب الآيات من 701-73
» سورة الأحزاب الآيات من 61-65

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: الأحزاب-
انتقل الى: