منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة الأحزاب الآيات من 36-40

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

سورة الأحزاب الآيات من 36-40 Empty
مُساهمةموضوع: سورة الأحزاب الآيات من 36-40   سورة الأحزاب الآيات من 36-40 Emptyالثلاثاء 24 نوفمبر 2020, 5:44 pm

وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (٣٦)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

جمعتْ هذه الآية أيضاً بين المذكر والمؤنث في (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ..) (الأحزاب: 36) فهي امتداد للآية السابقة، فهي تخدم ما قبلها، وتخدم أيضاً ما بعدها، وما به أصل السبب؛ لأنها نزلتْ في عبد الله بن جحش وأخته زينب، حين رفضا زواج زينب من زيد بن حارثة، فالمؤمن عبد الله بن جحش، والمؤمنة أخته زينب من حيث هما سبب لنزول الآية، وإلا فهي لجميع المؤمنين وجميع المؤمنات.

وسبق أنْ ذكرنا قصة زيد بن حارثة، وملخصها أنه سُرِق من أهله، وبِيع في سوق العبيد على أنه عبد، فاشتراه حكيم بن حزام، ثم وهبه للسيدة خديجة أم المؤمنين، فوهبته خديجة -رضي الله عنها- لسيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فصار مَوْلىً لرسول الله.

وبينما هو ذات يوم بالسوق، إذ رآه جماعة من قومه فعرفوه، وأخبروا أباه أنه بالمدينة، فجاءه أبوه وأعمامه، وحكَوْا لرسول الله قصته، وطلبوا عودته معهم، فقال رسول الله: خيِّروه، فإن اختاركم فهنيئاً لكم، وإنِ اختارني، فَمَا كان لي أنْ أُسْلِمه، فردَّ زيد وقال: والله ما كنت لأختار على رسول الله أحداً.

فأراد سيدنا رسول الله أنْ يكافىء زيداً على هذا التصرف، فنسبه إليه على عادة العرب في هذا الوقت، فسمَّاه زيد بن محمد.

فلما أراد الحق سبحانه أن ينهي هذه العادة، ومثلها عادة الظهار، نزل قوله سبحانه: (مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ ٱللاَّئِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَآءَكُمْ أَبْنَآءَكُمْ..) (الأحزاب: 4).

فكما أن الرجل لا يكون له إلا قلب واحد، كذلك لا يكون له إلا أب واحد، وشاء الله أنْ يبدأ بمُتَبنَّى رسول الله؛ ليكون نموذجاً تطبيقياً عملياً أمام الناس، وكانت هذه الظاهرة يترتب عليها أنْ يرث المتبنَّى من المتبنِّي بعد موته، وأنْ تُحرم زوجة المتبنَّى أنْ يتزوجها المتبنِّي.

صحيح أن القضاء على هذه العادة قضاءٌ على نظام اجتماعي فاسد موجود في الجزيرة العربية، لكنه في الوقت نفسه دليل على أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تبنَّى كما يتبنَّى العرب، وأن الله تعالى أبطل من رسول الله هذا التصرّف؛ وهذا سيفتح الباب أمام معاندي رسول الله أنْ يَشْمتوا فيه، وأن تتناوله ألسنتهم؛ لذلك عالج الحق سبحانه هذه القضية علاج ربٍّ بإنفاذ الأمر في نُصْرة حبيب له، فلم يُشوِّه عمل الرسول، إنما جعل فِعْله عَدْلاً، وحكمه سبحانه أعدل، فقال: (ٱدْعُوهُمْ لآبَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ ٱللَّهِ..) (الأحزاب: 5).

والمعنى: إنْ كُنتم جعلتم من العدل والمحبة أنْ تكفلوا هؤلاء الأولاد، وأنْ تنسبوهم إليكم، فهذا عَدْل بشريٌّ، لكن حكم الله أعدل وأقْسَط، وشرفٌ لرسول الله أنْ يردَّ اللهُ حكمه إلى حكم ربه، وشرفٌ لرسول الله أن يكون له الأصل في المسألة، وأنه يحكُم، فيردّ الله حكمه إلى حكمه، فهذا تكريم لرسول الله.

فقوله تعالى(هُوَ أَقْسَطُ عِندَ ٱللَّهِ..) (الأحزاب: 5) يعني: أن فِعْل محمد كان قسْطاً وعَدْلاً بقانون البشر، وقد جاء محمد ليُغيِّر قوانين البشر بقوانين ربِّ البشر، وبهذا خرج سيدنا رسول الله من هذا المأزق.

أما زيد فقد عوَّضه الله عما لحقه من ضرر بسبب انتهاء نسبه إلى رسول الله، فصار زيد بن حارثة بعد أنْ كان زيد بن محمد، عوَّضه الله وأنصفه بأنْ جعله العَلَم الوحيد من صحابة رسول الله الذي ذُكر اسمه في القرآن الكريم بنصِّه وفصِّه، فقال سبحانه: (فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا..) (الأحزاب: 37) فَخُلَد زيد في كتاب يُتْلى، ويُتعبد بتلاوته إلى يوم القيامة.

وعلاقة زيد بن حارثة بما نحن بصدده من قوله تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ..) (الأحزاب: 36) أنه تزوج من السيدة زينب بنت جحش، زوَّجه إياها رسول الله، وقد نزلتْ هذه الآية في زينب، وفي أخيها عبد الله.

ومعنى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ..) (الأحزاب: 36) معنى (ما كان) أي: أنه شيء بعيد، لا يمكن أنْ يَرِد على العقل، أي: أنه أمر مُسْتبعد غير مُتصوَّر، وكان المنفية تدل على جَحْد هذه المسألة، فالمؤمن والمؤمنة، ما دام أن الإيمان باشر قلبيهما لا يمكن أنْ يتركا أمر الله وحكمه، أو أمر رسوله إلى اختيارهما.

(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ..) (الأحزاب: 36) وإلا فلا إيمانَ لا بالله، ولا برسول الله.

فإنْ قُلْتَ: كيف وقد أثبتَ الله الاختيار؟

نقول: هناك فرق بين اختيارٍ داخلٍ في التكليف، إنْ شئْتَ فعلْته أو لم تفعله، وشيء في إيجاد التكليف بداية، فليس للعباد دخْل في إيجاد الشيء المكلَّف به، إنما إذا كلَّفتهم أنا، فأنا صاحب التكليف، وكونهم يطيعونه أو لا يطيعونه، فهذا أمر آخر، ليس للعباد أن يقترحوا التكليف على هواهم؛ لأن التكليف لي، ولهم الاختيار في طاعته وفي قبوله، وما دام قد ثبت أنهم آمنوا بالله وآمنوا برسول الله فكان من الواجب عليهم أنْ يرتضوا الأمر، وألاَّ يُعرِضوا عنه إلى غيره.

وقصة طلاق زيد وزينب، ثم زواج سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منها قصة خاضَ فيها المستشرقون والمغرضون كثيراً، وتجرأوا على سيدنا رسول الله بكلام لا ينبغي في حقه -صلى الله عليه وسلم-، ومن قولهم أن محمداً أحبَّ زينب وأرادها لنفسه، فأمرها أن تشاغب زيداً حتى يطلقها فيتزوجها.

ونقول لهؤلاء الأغبياء: أولاً زينب بنت جحش الأسدية هي بنت عمة رسول الله، وكان -صلى الله عليه وسلم- مُكلَّفاً بإدارة أموالها ورعاية شئونها، وقد نشأتْ تحت عينه، ولو أرادها لنفسه لتزوَّجها بداية، وهذا بنصِّ القرآن: (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا ٱللَّهُ مُبْدِيهِ..) (الأحزاب: 37).

فإن أردتَ أن تعرف ما أخفاه رسول الله فخُذْه مما أبداه الله، والذي أبداه الله قوله تعالى: (لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِيۤ أَزْوَاجِ أَدْعِيَآئِهِمْ..) (الأحزاب: 37) وهذا يهدم كلَّ ادعاءاتكم على رسول الله.

أما قولهم بانشغال قلب رسول الله بزينب، فنقول: ولماذا تجعلون انشغالَ قلب محمد انشغالاً جنسياً؟

ولو تتبِعتُم القصة من أولها لظهر لكم غير ذلك، فحينما أرسل رسول الله مَنْ يخطب زينب ظنَّ أخوها عبد الله وأختها حَمْنة أنه جاء ليخطبها لرسول الله، فلما علموا أنه يخطبها لمولاه زيد غضبوا جميعاً، فكيف تتزوج السيدة القرشية وبنت عمة رسول الله من عبد، لكن لما علموا أن الأمر من الله أذعنُوا له ووافقوا.

ثم بعد أنْ تزوجتْ زينب من زيد تعالتْ عليه، بل وشعر أنها تحتقره لهذا الفارق بينهما، فكان زيد يشتكي لرسول الله سوءَ معاملة زوجته له، وأنها كما نقول (منكدة عليه عيشته)، وأنها تعيش معه في بيت الزوجية بالقالب لا بالقلب، لكن حبه لرسول الله كان يمنعه من طلاقها، وهو أيضاً لا يريد أن يخسر هذا الشرف الذي ناله بالزواج من ابنة عمة رسول الله.

وكان سيدنا رسول الله في كل مرة يشتكي فيها زيدٌ من زينب يقول له(أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ..) (الأحزاب: 37) ولو أرادها الرسول لنفسه لقال له طلِّقها، ولوجد الفرصة أمامه سانحة.

ويجب أن نبحث هنا علاقة المرأة بالرجل، فالخالق سبحانه خلق الرجل للمرأة، والمرأة للرجل؛ لذلك نجد المرأة العربية أم إياس، وهي تُوصي ابنتها لما خطبها الحارث، تقول: "أيْ بُنية، إنك لو تُركْتِ بلا نصيحة لكنت أغنى الناس عنها، ولو أن امرأة استغنتْ عن الزوج لِغِنى أبويها وشَدَّة حاجتهما إليها لكنتِ أغنى الناس، ولكن الرجال للنساء خُلِقْن، ولهُنّ خُلِق الرجال، وأن النصيحة لو تركتْ لفضل أدبٍ لتركت لذلك منك، ولكنها تذكرةٌ للغافل ومعونة للعاقل".

وقلنا: إن الإنسان يستطيع أنْ يعيش أفضل ما يكون من مأكل ومَشْرب وملبس ومسكن، لكنه مع ذلك لا يستغني بحال عن الزوجة والمرأة كذلك؛ لذلك يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرتُ الزوجة أن تسجد لزوجها".

لماذا؟

لأن الزوج يعطيها ما يعطيه الأب والأم والإخوة، ويزيد على ذلك مما يقدرون ولا يستطيعون.

الشاهد أن المرأة للرجل، والرجل للمرأة، مهما وضعوا من أسوار من عِزٍّ أو من جبروت، أو غيره.

إن المسألة بالنسبة لزيد كانت صعبة؛ لأن الله تعالى جعل للزواج ثلاث مراحل، وردتْ في قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوۤاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً..) (الروم: 21).

فالأولى أنْ يسكن الزوج إلى زوجته، وأنْ يطمئن إليها، ويرتاح بجوارها حين تمسح عنه عرقه، وتحتويه بعد تعب اليوم ومشاق الحياة، فإن امتنع السَّكَن بسبب مُنغِّصات الحياة، فليكُنْ بينهما مودة تجمعهما، ولِمَ لا.

وأنت حين تصاحب صديقاً مثلاً مدة طويلة تجد له مودة في قلبك، وتجد أن لهذه المودة ثمناً، فتتحمله إنْ أخطأ، وتسامحه إنْ أساء، فما بالك بالزوجة، أليست أحق بهذه المودة؟

فإذا ما فُقِدَت المودة أيضاً، فليبْقَ بين الزوجين التراحم، فليرحم كل منهما الآخر إنْ أصابه الكِبَر أو المرض، أو غير ذلك.

وقد وصل زيد مع زينب إلى مرحلة فقد فيها السَّكَن والمودة والرحمة بسبب ما بينهما من فارق.

أمر آخر، إنْ كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد فكَّر في أمر زينب، فلماذا تعدلون به إلى التفكير في الغريزة؟

ولماذا لا تعدلون به إلى مرتبة الإنصاف، وهو الذي أرغم زينب على الزواج من زيد، وهي الشريفة القرشية، وهو العبد المملوك، فلما وضعها في هذا المأزق أراد أنْ يُطيِّب خاطرها، ويصلح ما كان منه بأنْ يضمها إليه، فتصير إحدى أمهات المؤمنين.

ثم مَنِ الذي منع رسولاً قال الله عنه أنه بشر من أن تكون له هذه الرغبة، وكل الرسل السابقين كان لهم هذه -هذا على فرض رغبة رسول الله في زينب- لكن الناس لم يُحسِنُوا الظن.

والذي يدلُّنا على أن هذه المسألة كانت ترتيباً ربانياً صِرْفاً ما نجده من الرياضية الإيمانية بين كل من سيدنا رسول الله، ومولاه زيد، وابنة عمته زينب، فقد جمعهم الثلاثة رياضة إيمانية كما نقول نحن الآن: فلان عنده روح رياضية.

يعني: يتقبل الهزيمة بروح عالية بدون عداوات أو أحقاد، فلقد انصاع الجميع لأمر الله بهذه الروح الإيمانية.

أما الذين يأخذون من قوله تعالى في حق رسوله: (وَتَخْشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ..) (الأحزاب: 37) يأخذونها سُبَّة في حقِّ الرسول، فعليهم أنْ يعلموا أنَّ الخشية نوعان: خشية من شيء تخاف أنْ يضرك، وخشية استحياء، فالخشية في: (وَتَخْشَى ٱلنَّاسَ..) (الأحزاب: 37) خشية استحياء، ويكفي أن الحق سبحانه قال في حق رسوله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي ٱلنَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَٱللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ ٱلْحَقِّ..) (الأحزاب: 53).

فالخشية هنا تعني خَوْف رسول الله من ألسنة الكفار التي ستخوض في حقه، والتي ستقول إن محمداً تزوَّج من امرأة مُتبنَّاه، لكن غاب عن هؤلاء أن الله تعالى ألغى مسألة التبني، فليس لهم حجة، وطبيعي أن يخاف رسول الله من ألسنة الكفار؛ لأنه جاء لنقض عادات وتقاليد جاهلية، وكان هو -صلى الله عليه وسلم- أول مَنْ تحمَّل تبعة هذا التغيير؛ لأنه جاء على يديه وفي شخصه -صلى الله عليه وسلم-.

وسيدنا رسول الله حين يستحي من زواجه من زينب أو من كلام الناس، فإنما يريد أنْ يبرىء عِرْضه وساحته، مما يشين، وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يدفع الشبهة عن نفسه دائماً، لذلك لما رآه بعض أصحابه مع امرأة، فمالوا عنه -صلى الله عليه وسلم- خشيةَ أنْ يتسببوا له في حرج، فناداهما رسول الله: "على رِسْلكما إنها صفية" فقالوا: نحن لا نشك فيك يا رسول الله، فقال: "إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم".

فرسول الله يريد أن ينفض عن نفسه أيَّ شبهة، يريد ألا يجعل لأحد جميلاً عليه، بأنه ستر على رسول الله.

ولا أدلَّ على حيائه -صلى الله عليه وسلم- من قصته مع عبد الله بن سعد بن أبي السرح، فلما دخل -صلى الله عليه وسلم- مكة فاتحاً ومنتصراً كان قد أهدر دم عبد الله بن سعد بن أبي السرح؛ لأنه نال كثيراً من رسول الله، فجاء عثمان بن عفان -رضي الله عنه- يستأمن لعبد الله من رسول الله -يعني: يطلب له الأمان- فما ردَّ عليه رسول الله، وكان ينتظر أن يقوم رجل من القوم فيقتل عبد الله، لكن عثمان أعادها مراراً على رسول الله حتى أنه استحى من عثمان فأمِّن عبد الله، فلما أمَّنه أخذه عثمان وانصرف من مجلس رسول الله.

فقال رسول الله لصحابته: "ألم يكن فيكم رجل رشيد يقوم إليه فيقتله؟".

يعني: قبل أن يُكلِّمه عثمان فيكون قد سبق السيف العذل كما يقولون، فقام عبد الله بن بشر وقال: يا رسول الله، لقد كانت عيني في عينك، أنتظر إشارة منك لأقتله، لكنك لم تفعل، فقال سيدنا رسول الله -انظر إلى العظمة-: "ما كان لنبي أن تكون له خائنة الأعين".

أذكر أنه كان لنا أستاذ، هو سيدنا الشيخ موسى شريف -رحمه الله ورضي الله عنه-، وكان رجلاً له مدد من الله، وقد فسر لنا هذه الآية، وكنا نذاكر دروسنا قبل أن نحضر درسه، وكان يصطفيني من بين إخواني الموجودين أمثال الشيخ حسن جاد، والدكتور خفاجة وأبي العينين وغيرهم، ليسألني عن مذاكرتنا وما وقف أمامنا من قضايا، فناداني وكان قد علم من أبي اسم أمي، فناداني بها فتقدَّمت إليه، فضربني على قفاي ضربة انحلَّتْ معها القضية التي كانت تقف أمامنا، تماماً كما تضرب الذي يعاني من (الزغطة) ضربة على ظهره فتذهب.

ولما حدَّثنا الشيخ عن قصة سيدنا عثمان هذه جاء في اليوم التالي وقال: يا أولاد، رأينا الليلة سيدنا عثمان بحيائه، فقلت له: كيف تستأمن لرجل قال في رسول الله كذا وكذا؟

فقال لي: ألاَ تعلم أن الله يُحِبُّ مَنْ تاب، فقلت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، -ولم يقل: "أنا رأيت رسول الله- ما الذي جعلك تقبل شفاعة عثمان؟

فقال: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة؟

فالنبي -صلى الله عليه وسلم- بطبيعته كان شديد الحياء.

ثم يقول تعالى: (وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِيناً) (الأحزاب: 36) وهنا ثلاثة توكيدات: قد الدالة على التحقيق وبعدها الفعل الماضي، ثم المفعول المطَلق ضلالاً، ثم وصف هذا الضلال بأنه مبين.

والضلال هو عدم الاهتداء إلى الطريق المؤدِّي إلى الغاية، لكن قد يضلّ إنسانٌ طريقه، ثم يأتي مَنْ يفتح عليه ويدلُّه، أما هذا الذي يعصي الله ورسوله، فضلاله ضلال مبين لا يجد مَنْ يدلُّه، ولا مَنْ يهديه أبداً؛ لأن هذا الطريق الذي يسير فيه مُوصِّل إلى الآخرة، وليس هناك شيء من ذلك.

كانت هذه (لقطة) لسيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع عثمان وعباد بن بشر أوضحتْ صفة الحياء في رسول الله، نعود بعدها إلى ما كنا بصدده من الحديث عن الرياضة الإيمانية التي جمعتْ بين رسول الله وكل من زيد وزينب.

وكان سيدنا رسول الله إذا غاب زيد يذهب فيسأل عنه، فذهب مرة، فرأى زينب منشغلة في أمور بيتها، وكانت زينب على حالة طيبة، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "تبارك الله أحسن الخالقين" كما ترى مثلاً ابنتك في مظهر حسن، فتقول: ما شاء الله.

وكأن رسول الله أراد أنْ يُطيِّب خاطرها، أو يرفع من روحها نظير ما أجبرها عليه من الزواج بزيد، ونظير أنها تعيش معه على مضض، فلما جاء زيد قالت له: لقد جاء رسول الله وسأل عنك وقال لي: تبارك الله أحسن الخالقين، فقال لها: يا زينب أرى أنْ تكوني لرسول الله؛ لأنك وقعت في قلبه، وأرى أنْ أُطلِّقك ليتزوجك رسول الله، فبدا عليها الارتياح، وتعجبتْ كأنها لم تصدق: إذا طلَّقْتني أتزوج برسول الله، كان هذا الحوار مجرد كلام.

وبالله لو قيل هذا الكلام في غير هذا الموقف، ولواحد غير زيد لغلى الدم في عروقه، وفعل ما أفعل، إنما تأمل الرياضة الإيمانية التي تحلَّى بها زيد.

يقول تعالى في هذه المسألة: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِيۤ أَنعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ...).



سورة الأحزاب الآيات من 36-40 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

سورة الأحزاب الآيات من 36-40 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الأحزاب الآيات من 36-40   سورة الأحزاب الآيات من 36-40 Emptyالثلاثاء 24 نوفمبر 2020, 5:45 pm

وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (٣٧)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

معنى (وَإِذْ تَقُولُ..) (الأحزاب: 37) واذكر جيداً وأدِرْ مسألة زيد في رأسك، اذكر إذ تقول للذي أنعم الله عليه بالإيمان - والمُراد زيد وأنعمتَ عليه بالعتق أولاً، وأنعمت عليه بقانون البشرية بأنْ جعلْتَه ابناً لك وأنعمتَ عليه بأن زوَّجته، وهو عبد، من قرشية، هي ابنة عمتك، ثم أنعمتَ عليه حين قُلْت له (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ..) (الأحزاب: 37).

لكن، لماذا قُلْتَ له هذه الكلمة يا محمد؟

أخوفاً من كلام الناس أنْ يقولوا: تزوَّج من امرأة مُتبنَّاه؟

كيف وهذا مقصود من الله تعالى، إنه يريد أن يُنهي عادة التبني، وأنْ يُنهيها على يدك أنت، فأنت تخفيه خوفاً من كلام الناس، وقد أبداه الله حين أخبرك بهذه المسألة، وأن نهايتها ستكون على يديك بأنْ تتزوج امرأة مُتبنَّاك (وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ..) (الأحزاب: 37) فدعْكَ من الناس.

لذلك قال سبحانه في موضع آخر: (ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ ٱللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ ٱللَّهَ..) (الأحزاب: 39).

وسبق أن أوضحنا أن خشيته -صلى الله عليه وسلم- لم تكن خشية خوف من شيء يضره، إنما خشية استحياء ليدفع رسول الله الشبهة عن نفسه.

وقوله تعالى: (فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا..) (الأحزاب: 37) الوطر: هو الأشياء التي تناسب معاش الرجل، فمعناه الغاية أو الحاجة، وسبق أن قُلْنا: إن وطر الرجل من زوجته أن تكون سكناً، فإن لم يكُنْ، فمودة تجمعهما، فإنْ لم يَكُنْ فرحمة متبادلة.

وقد افتقد زيد في زوجته كل هذه المراحل، فلم يجد معها، لا السكن، ولا المودة، ولا الرحمة، فلماذا -إذن- يستمر في الارتباط بها؟

لذلك كان يذهب إلى رسول الله، فيشتكي له ما يلاقي من زينب، فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول له: (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ..) (الأحزاب: 37).

وتأمل هنا هذه الرياضة الإيمانية بين سيدنا رسول الله وزيد وزينب -رضي الله عنه-ما: لما طلِّق زيدٌ زينب تركها رسول الله لتقضي عدَّتها، فلما قضتْ العِدَّة قال: يا زيد اذهب إلى زينب فاخطبها عليَّ، فما هذه العظمة؟

رسول الله يبعث المطلِّق ليخطب له المطلَّقة، وهذا يدل على ثقته في زيد، وأنه قد قضى وطره من زينب، ولم يَعُدْ له فيها حاجة.

ويدخل زيد على زينب، فيقول لها: أبشري يا زينب، لقد بعثني رسول الله لأخطبك له، فقالت: والله لا أجيب حتى أسجد شكراً لله، فقامت زينب فسجدتْ، عندها عاد زيد إلى رسول الله، فأخبره ما كان من زينب فجاءها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فدخل عليها بلا استئذان.

تُرى لماذا يدخل عليها سيدنا رسول الله بلا استئذان؟

قالوا لأنها حينئذ صارت زوجته، كما قال سبحانه (فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا..) (الأحزاب: 37) أي: زوَّجه الله بها من فوق سبع سماوات.

لذلك كانت السيدة زينب حين تجلس مع زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم-، -وهذه أيضاً من الرياضيات الإيمانية- تقول لهن: إني لأفتخر عليكن جميعاً بأنكن زوجكُنَّ أولياؤكن، أما أنا فزوَّجني ربي، فلا تجرؤ إحداهن على الردِّ عليها.

ليس هذا فحسب، إنما تُدِلُّ أيضاً على سيدنا رسول الله، فتقول له: يا رسول الله، أنا أُدِلُّ عليك بثلاث، فيضحك سيدنا رسول الله ويقول: أما الأولى؟

فتقول: أما الأولى فجدِّي وجدُّك واحد، وأما الثانية فلأن الله زوَّجني من فوق سبع سماوات، وأما الثالثة فلأن سفيري في الزواج لم يكُن زيداً، إنما كان جبريل.

فأيُّ عظمة هذه التي نلاحظها في هذه القصة، وأيُّ رياضة إيمانية عالية من رسول الله وصحابته؟

إذن: لم يتزوج رسول الله من زينب، إنما زوَّجه ربه؛ لذلك نقول للمغرمين بالخوض في هذه المسألة، يحسبونها سُبَّة في حق رسول الله: افهموا الفرق بين زُوِّج وتزوج.

تزوج أي: بنفسه وبرغبته، إنما زُوِّج أي زوَّجه غيره، وكلمة (زَوَّجْنَاكَهَا..) (الأحزاب: 37) تحتوي على الفعل زوَّج والضمير (نا) فاعل يعود على الحق سبحانه، والكاف لخطاب رسول الله، وهي مفعول أول، والهاء تعود على السيدة زينب، وهي مفعول ثانٍ للفعل زوَّج.

فرسول الله في هذه المسألة، وفي كل زوجاته لم يخالف عن أمر الله.

فلتكونوا منصفين؛ لأن المسألة ليستْ عند محمد، إنما عند رب محمد، واقرأوا إن شئتم: (عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً) (التحريم: 5).

ثم هَبُوا -جدلاً- أن محمداً فعلها، ما العيب فيها وقد كان التعدُّد موجوداً، ولم ينشىء رسول الله تعدُّداً، كان التعدُّد موجوداً في الأنبياء والرسل، وفيكم وعندكم.

أما الذين يتهمون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنه وسَّع على نفسه، فتزوَّج تسعاً، وضيَّق على أمته بأربعة، فالرد على ذلك أن الله تعالى حكم بأن زوجات الرسول أمهاتٌ للمؤمنين، وما دُمْنَ أمهات للمؤمنين، فليس لأحد أنْ يتزوَّجهُنَّ بعد رسول الله، أمّا غيرهن من المؤمنات فإنْ كان مع الرجل سبعة مثلاً، فعليه أنْ يفارق ثلاثة منهن، وهؤلاء الثلاثة سيجدْنَ مَنْ يتزوج بهنَّ، إذن: على الرسول أنْ يُمسِك زوجاته كلهن، وعلى غيره من المؤمنين أنْ يفارقوا ما زاد على أربع.

شيء آخر: تظنون أن رسول الله وسَّع الله له هذه المسألة، والحقيقة أن الله ضيَّق عليه إذا ما قارناه بغيره من عامة المؤمنين، فالمؤمن له أنْ يمسك أربعَ زوجات، فإذا ماتت إحداهن تزوج بأخرى، وإنْ طلَّق إحداهن تزوج بدلاً منها، فإن مُتْنَ جميعاً أو طلَّقهن، فله أنْ يتزوَّج غيرهن حتى يكمل الأربعة، وهكذا يكون للمؤمن أن يتزوَّج بعدد كثير من النساء.

أما رسول الله -نعم تزوج تسعاً- لكن خاطبه ربه بقوله: (لاَّ يَحِلُّ لَكَ ٱلنِّسَآءُ مِن بَعْدُ وَلاَ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ..) (الأحزاب: 52) فمَن الذي ضيِّق عليه إذن؟

محمد أم أمته؟

ثم يا قوم تنبهوا إلى الفرق بين الاستثناء في العدد والاستثناء في المعدود، هل استثنى الله نبيه في العدد من أربع إلى تسع، أم استثناه في معدود بذاته، استثناه في المعدود لا في العدد، لأنه لو استثناه في العدد لكان له إذا ماتتْ إحدى زوجاته أنْ يتزوَّج بأخرى، إنما وقف به عند معدود بذاته، بحيث لو ماتوا جميعاً ما كان له -صلى الله عليه وسلم- أنْ يتزوَّج بعدهن.

وبعد ذلك أظلَّ الحكمُ على رسول الله هكذا؟

لا.

إنما كان في بداية الأمر وبعد ذلك حينما استقرتْ الأمور وأَمِن الله رسولَه قال له: افعل ما تشاء، لأنك مأمون على أمتك.

ثم نقول: هَبُوا أن رسول الله له اختيار في هذه المسألة، ولم تكن مُسْبقة، ألم يُؤدِّ فِعْلُه هذا إلى إلغاء عادة التبني؟

ثم أنُزِعَتْ الرسالة من رسول الله بعد أنْ فعل ما فعل؟

إذن: لا يتناقض مراد الله ومراد رسول الله.

والذين تناولوا سيدنا رسول الله في هذه المسألة مثل الذين تناولوا سيدنا يوسف -عليه السلام- لما قال الله فيه: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا..) (يوسف: 24) وكأنهم أكثر غيرةً على يوسف من ربه عز وجل، نعم همَّ بها يوسف أي: فكَّر فيها أو غير ذلك، ولن نقول لكم على الصواب لتظلوا في حيرتكم، لكن أنزعَ الله منه الرسالةَ بعد ما همَّ بها؟

إذن: همُّه بها لم يناقض الرسالة، فما تقولونه في هذه المسألة فضول منكم.

ثم تأتي العلة في هذه المسألة (لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِيۤ أَزْوَاجِ أَدْعِيَآئِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَراً..) (الأحزاب: 37) ثم تختم الآية بما لا يدع مجالاً للشك في رسول الله: (وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ مَفْعُولاً) (الأحزاب: 37) أي: لابُدَّ أن يحدث، ولن يترك لأيِّ شخص آخر، حتى لا تفسد القضية في إلغاء عادة التبني، إذن، فزواج رسول الله من امرأة مُتبنَّاه ما كان إلا لرفع الحرج عن جميع المؤمنين، والآن يصح لكل مُتبنٍّ أن يتزوج امرأة مُتبنَّاه.



سورة الأحزاب الآيات من 36-40 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

سورة الأحزاب الآيات من 36-40 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الأحزاب الآيات من 36-40   سورة الأحزاب الآيات من 36-40 Emptyالثلاثاء 24 نوفمبر 2020, 5:46 pm

مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا (٣٨)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

قوله تعالى: (مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ..) (الأحزاب: 38) أي: إثم أو ملامة (فِيمَا فَرَضَ ٱللَّهُ لَهُ..) (الأحزاب: 38) أي: كيف تلومون رسول الله على تنفيذ أمر فرضه الله له وتأمل (فَرَضَ ٱللَّهُ لَهُ..) (الأحزاب: 38) أي: لصالحه ولم يقُلْ فرض عليه؟

ما دام أن الله هو الذي فرض هذا، فلتُصعِّدوا الأمر إليه، فليس لرسوله ذنب فيه.

وهذه المسألة تشبه تماماً مسألة الإسراء، فحين أخبر سيدنا رسول الله قومه بخبر الإسراء قالوا: يا محمد أتدَّعي أنك أتيتَ بيت المقدس في ليلة، ونحن نضرب إليها أكباد الإبل شهراً؟

وهذا غباء منهم لأن محمداً لم يقل: سريْت إنما قال: أُسْرِي بي.

فالذي أسرى به ربه -عز وجل- إذن: المسألة ليست من فعل محمد، ولكن من فعل الله.

وسبق أن ضربنا لذلك مثلاً توضيحياً -ولله المثل الأعلى- قُلْنا: هَبْ أن رجلاً قال لك: أنا صعدتُ بولدي الصغير قمة (إفرست) أتقول له: كيف صعد ولدك قمة (إفرست) ؟

لكن انتفعنا الآن بقول المكذِّبين: أتدَّعي يا محمد أنك أتيتَ بيت المقدس في ليلة ونحن نضرب إليها أكباد الإبل شهراً؛ لأن غباء المكذِّب يؤدي به إلى عكس ما قصده من غبائه، فهذا القول اتخذناه الآن دليلاً للرد على مَنْ يقولون بأن الإسراء كان رؤيا، أو كان بالروح دون الجسد.

فلو قال رسول الله: رأيتُ في الرؤيا أني أتيتُ بيت المقدس ما قالوا هذه المقالة، إذن: فَهِمَ القومُ أن رسول الله أتى بيت المقدس بروحه وجسده، وإلا ما قارنوا بين ذهابهم وذهابه، فالذين عاصروا هذه الحادثة قالوا هذه المقالة، فكيف نأتي اليوم لنقول: إن الإسراء كنا مناماً، أو كان بالروح دون الجسد؟

وقوله تعالى: (سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ..) (الأحزاب: 38) أي: إخوانه من الرسل السابقين، أو فيما كان قبل الإسلام من التعدُّد، فلم يكُنْ رسول الله بدَعاً في هذه المسألة.

(وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً) (الأحزاب: 38) تلحظ أن الآية السابقة خُتِمَتْ بقوله تعالى: (وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ مَفْعُولاً) (الأحزاب: 37) فلقائل أن يقول نعم مفعولاً في هذا الوقت الذي حدثتْ فيه هذه الأحداث؛ لذلك قال هنا (وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً) (الأحزاب: 38) أي: أن ما حدث لرسول الله كان مقدراً أزلاً، ولا شيء يخرج عن تقدير الله، وقد صَحَّ أن القلم قد جَفَّ على ما كُتِب، وعلى ما قُدِر.



سورة الأحزاب الآيات من 36-40 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

سورة الأحزاب الآيات من 36-40 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الأحزاب الآيات من 36-40   سورة الأحزاب الآيات من 36-40 Emptyالثلاثاء 24 نوفمبر 2020, 5:46 pm

الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا (٣٩)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وكأن الحق سبحانه يُعيدنا إلى قوله تعالى في نبيه محمد: (وَتَخْشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ..) (الأحزاب: 37) فالرسل لا يخشوْنَ شيئاً في البلاغ عن الله، فكأنه تعالى نفى عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن تكون خشيته في البلاغ، إنما خشيته استحياؤه مخافة أنْ تلوكه ألسنة قومه، وإلاَّ فَهُمْ لا يملكون له شيئاً يضره أو يخيفه.

نلحظ هنا أن (ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ ٱللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ ٱللَّهَ..) (الأحزاب: 39) هذه العبارة مبتدأ لم يُخبر عنه؛ لأن قوله تعالى (وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيباً) (الأحزاب: 39) ليس خبراً لهذا المبتدأ، إنما هو تعليق عليه، فأين خبر هذا المبتدأ؟

قالوا: تقديره، الذين يُبلِّغون رسالات الله..

لا يمكن أنْ يُتَّهموا بأنهم خشوا الناس من أجل البلاغ.

(وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيباً) (الأحزاب: 39) أي: أنكم لن تحاسبوهم، إنما سيحاسبهم الله، وكان مقتضى الحساب مع رسول الله إنْ فعل ما لا يصحّ منه أنْ تسحب منه الرسالة، وأنْ يأتي الله بنبي آخر، ولم يحدث شيء من هذا.

ثم يعود السياق إلى أمر آخر في قضية التبني، فيقول سبحانه: (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ...).



سورة الأحزاب الآيات من 36-40 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

سورة الأحزاب الآيات من 36-40 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الأحزاب الآيات من 36-40   سورة الأحزاب الآيات من 36-40 Emptyالثلاثاء 24 نوفمبر 2020, 5:47 pm

مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (٤٠)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

قال سبحانه (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ..) (الأحزاب: 40) لأن علاج قضية التبني أهمُّ من أُبوته -صلى الله عليه وسلم- لأحد منكم أن يكون أبوه رسول الله؛ لأن أبوته لآخر لا تنفعه بشيء، إنما ينفعه البلاغ عن الله، وأن يحمل له منهج ربه الذي يسعده في دينه ودنياه.

إذن: ففرحكم برسول الله كرسول أَوْلَى من فرحكم به كأب، وإلاَّ فما أكثر من لهم آباء، وهم أشقياء في الحياة لا قيمة لهم.

وقوله (مَّا كَانَ..) (الأحزاب: 40) النفي هنا يفيد الجحود، فهو ينكر ويجحد أنْ يكون محمد أَباً لأحد من رجالكم، وتأمل عظمة الأداء القرآني في كلمة (مِّن رِّجَالِكُمْ..) (الأحزاب: 40) ولم يَقُلْ مثلاً أبا أحد منكم..

لماذا؟

قالوا: لأنه -صلى الله عليه وسلم- كان أباً لعبد الله وللقاسم ولإبراهيم، وكانوا جميعاً منهم، وهو -صلى الله عليه وسلم- أبوهم، فجاءت كلمة (رِّجَالِكُمْ..) (الأحزاب: 40) لتُخرج هؤلاء الثلاثة؛ لأنهم لم يبلُغوا مبلغ الرجال، فمحمد ما كان أبداً أبا أحد من الرجال، وإنْ كان أباً لأولاد صغار لم يصلوا إلى مرحلة الرجولة.

وقوله (وَلَـٰكِن..) (الأحزاب: 40) أي: أهم من أُبوَّته أن يكون رسول الله (وَلَـٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ..) (الأحزاب: 40) ليس هذا فحسب، ولكن أيضاً (وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّينَ..) (الأحزاب: 40) أي: الرسول والنبي الذي يختم الرسالات، فلا يستدرك عليه برسالة جديدة.

وهذه من المسائل التي وقف عندها المستشرقون معترضين، يقولون: جاء في القرآن: (وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلنَّبِيِّيْنَ لَمَآ آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ..) (آل عمران: 81).

ومحمد -صلى الله عليه وسلم- من ضمن الأنبياء الذين أُخِذَ عليهم هذا العهد، بدليل: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ..) (الأحزاب: 7).

إذن: أخذ اللهُ العهدَ على الأنبياء أنه من ضمن مبادئهم أنْ يُبلِّغوا قومهم بمقدم رسول جديد، وأنه إذا جاءهم عليهم أنْ يؤمنوا به، وأنْ ينصروه، كما بشَّر مثلاً عيسى عليه السلام برسالة محمد -صلى الله عليه وسلم- فقال: (وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي ٱسْمُهُ أَحْمَدُ..) (الصف: 6).

فكيف يخبر الله عن محمد أنه خاتم النبيين وهو واحد منهم؟

نقول: نعم هو واحد منهم، لكن إنْ كانوا قد أُمِروا بأنْ يُبشِّروا وأنْ يُبلغوا أقوامهم برسول يأتي، فقد أمر -صلى الله عليه وسلم- أن يُبلِّغ قومه أنه خاتم الأنبياء والرسل.

لذلك يُرْوَى أن رجلاً ادَّعَى النبوة في زمن المأمون، فأمر به فَوُضِع في السجن، وبعد عدة أشهر ظهر رجل آخر يدعي النبوة، فرأى المأمون أن يواجه كل منهما الآخر، فأحضر المدعي الأول وقال له: إن هذا الرجل يدَّعِي أنه نبي، فماذا تقول فيه؟

قال: هو كذاب؛ لأنني لم أرسل أحداً - فارتقى إلى منزلة الألوهية، لا مجرد أنه نبي.

والمرأة التي ادَّعَتْ النبوة أيضاً في زمن المأمون لما أوقفها أمامه يسألها قال لها: ألم تعلمي أن رسول الله قال: لا نبيَّ بعدي؟

قالت: بلى، ولكنه لم يقل لا نبية بعدي! ثم يختم الحق سبحانه هذه المسألة بقوله: (وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) (الأحزاب: 40) وما دام أن الله تعالى عليم بكل شيء فليس لأحد أنْ يعترض؛ لأنه سبحانه هو الذي يضع الرسول المناسب في المكان المناسب والزمان المناسب، وقد علم سبحانه أن رسالة محمد تستوعب كل الزمان وكل المكان.

ثم يقول الحق سبحانه: (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ...).



سورة الأحزاب الآيات من 36-40 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة الأحزاب الآيات من 36-40
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الأحزاب الآيات من 16-20
» سورة الأحزاب الآيات من 01-05
» سورة الأحزاب الآيات من 06-10
» سورة الأحزاب الآيات من 701-73
» سورة الأحزاب الآيات من 61-65

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: الأحزاب-
انتقل الى: