منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة الأحزاب الآيات من 26-30

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

سورة الأحزاب الآيات من 26-30 Empty
مُساهمةموضوع: سورة الأحزاب الآيات من 26-30   سورة الأحزاب الآيات من 26-30 Emptyالثلاثاء 24 نوفمبر 2020, 3:20 pm

وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (٢٦)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

معنى (ظَاهَرُوهُم..) (الأحزاب: 26) أي: عاونوهم (مِن صَيَاصِيهِمْ..) (الأحزاب: 26) أي: من حصونهم وقلاعهم (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعْبَ..) (الأحزاب: 26) أي: الخوف وهو جندي من جنود الله، وهذا الرعب الذي ألقاه الله في قلوب الكافرين هو الذي فرَّقهم، ولم يجعل لكثرة العدد لديهم قيمة، وما فائدة أعداد كثيرة خائفة مذعورة(يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ..) (المنافقون: 4).

ألم يُحدِّثنا صحابة رسول الله أنهم كانوا يستعملون السواك، فظن الكفار أنهم يسنُّون أسنانهم ليأكلوهم، هذا هو الرعب الذي نصر الله به عباده المؤمنين.

ومعنى (فَرِيقاً تَقْتُلُونَ..) (الأحزاب: 26) أي: المقاتلين الذين يحملون السلاح (وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً) (الأحزاب: 26) وهم النساء والذراري وغيرهم مِمَّنْ لا يحملون السلاح.

ثم يقول الحق سبحانه: (وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ...).



سورة الأحزاب الآيات من 26-30 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

سورة الأحزاب الآيات من 26-30 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الأحزاب الآيات من 26-30   سورة الأحزاب الآيات من 26-30 Emptyالثلاثاء 24 نوفمبر 2020, 3:21 pm

وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (٢٧)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

معنى (وَأَوْرَثَكُمْ..) (الأحزاب: 27) أي: أعطاكم أرضَ وديار وأموالَ أعدائكم من بعد زوالهم وانهزامهم (وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا..) (الأحزاب: 27) أي: أماكن جديدة لم تذهبوا إليها بعد، والمراد بها خيبر، وكأن الله يقول لهم: انتظروا فسوف تأخذون منهم الكثير (وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) (الأحزاب: 27).

وهكذا انتهى التعبير القرآني من قصة الأحزاب.

وينبغي علينا الآن أنْ نستعرض القصة بفلسفة أحداثها، وأن نتحدث عَمَّا في هذه القصة من بطولات، ففيها بطولات متعددة، لكل بطل فيها دور.

وتبدأ القصة حين ذهب كل من حيي بن أخطب، وسلام بن أبي الحقيق، وكانا من قريظة، ذهبا إلى قريش في أماكنها، وقالوا: جئناكم لنتعاون معكم على إبطال دعوة محمد، فأتُوا أنتم من أسفل، وننزل نحن من أعلى، ونحيط محمداً ومن معه ونقضي عليهم.

وكان في قريش بعض التعقُّل فقالوا لحيي بن أخطب وصاحبه: أنتم أهل كتاب، وأعلم بأمر الأديان فقولوا لنا: أديننا الذي نحن عليه خير أم دين محمد؟

فقال: بل أنتم أصحاب الحق.

سمعتْ قريش هذا الكلام بما لديها من أهواء، وكما يقال: آفة الرأي الهوى؛ لذلك لم يناقشوه في هذه القضية، بل نسجوا على منواله، ولم يذكروا ما كان من أهل الكتاب قبل بعثته -صلى الله عليه وسلم-، وأنهم كانوا يستفتحون على الكافرين برسول الله ويقولون لهم: لقد أطلَّ زمان نبي جديد نتبعه ونقتلكم به قَتْلَ عاد وإرم، لقد فات قريشاً أنْ تراجع حيي بن أخطب، وأن تسأله لماذا غيَّرتم رأيكم في محمد؟

ثم جاء القرآن بعد ذلك، وفضح هؤلاء وهؤلاء، فقال سبحانه: (أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِٱلْجِبْتِ وَٱلطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَٰؤُلاءِ أَهْدَىٰ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً) (النساء: 51).

فكانت هذه أول مسألة تغيب فيها العقول، ويفسد فيها الرأي، فتنتهز قريش أول فرصة حين تجد مَنْ يناصرها ضد محمد ودعوته، ومن هنا اجتمع أهل الباطل من قريش وأحلافها من بني فزارة، ومن بني مرة، ومن غطفان وبني أسد والأشجعيين وغيرهم، اجتمعوا جميعاً للقضاء على الدين الوليد.

ثم كانت أولى بطولات هذه المعركة، لرجل ليس من العرب، بل من فارس عبدة النار والعياذ بالله، وكأن الحق سبحانه يُعِد لنصرة الحق حتى من جهة الباطل، إنه الصحابي الجليل سلمان الفارسي، الذي قضى حياته جَوَّالاً يبحث عن الحقيقة، إلى أنْ ساقتْه الأقدار إلى المدينة، وصادف بعثة رسول الله وآمن به.

وكان سلمان أول بطل في هذه المعركة، حين أشار على رسول الله بحفر الخندق، وقال: يا رسول الله كنا -يعني في فارس- إذا حَزَبنا أمرُ القتال خندقنا يعني: جعلنا بيننا وبين أعدائنا خندقاً، ولاقت هذه الفكرة استحساناً من المهاجرين ومن الأنصار، فأراد كل منهم أن يأخذ سلمان في صَفِّه، فلما تنازعا عليه، قال سيدنا رسول الله لهم "بل سلمان منا آل البيت" وهذا أعظم وسام يوضع على صدر سلمان -رضي الله عنه- وهذه الفكرة دليل على أن الحق سبحانه يُجنِّد حتى الباطل لخدمة الحق، فنحن لم يسبق لنا أنْ رأينا خندقاً ولا أهل الفارسي الذين جاءوا بهذه الفكرة، لكن ساقها الله لنا، وجعلها جُنْداً من جنوده على يد هذا الصحابي الجليل، لنعلم كما قال تعالى: (وَاعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِ..) (الأنفال: 24).

وقد أوضحنا هذا المعنى في قصة فرعون الذي كان يذبح الأطفال بعد النبوءة التي سمعها، ثم يأتيه طفل على غير العادة يحمله إليه الماء، وهو في صندوقه، ولا يخفى على أحد أنَّ أهله قصدوا بذلك إبعاده عن خطر فرعون، ومع ذلك حال الله بين فرعون وبين ما في قلبه، فأخذ الولدَ وربَّاه في بيته.

وقد أحسن الشاعر الذي عبَّر عن هذا المعنى، فقال:
إذاَ لَمْ تُصَادِفْ في بَنِيكَ عِنَايةًفَقَد كَذَب الراجي وَخَاب المُؤمِّلُ
فَمُوسىَ الذِي ربَّاه جِبْريلُ كَافِرٌ ومُوسىَ الذي ربَّاهُ فرعَوْنُ مُرْسَلُ

البطل الثاني في هذه المعركة رجل يُدْعَى نعيم بن مسعود الأشجعي، جاء لرسول الله يقول: يا رسول الله لقد مال قلبي للإسلام، ولا أحد يعلم ذلك من قومي، فقال له رسول الله: "وما تغني أنت؟

ولكن خذِّل عنا" أي: ادفع عنا القوم بأيِّ طريقة، أبعدهم عنّا، أو ضلِّلهم عن طريقنا، أو قُلْ لهم أننا كثير ليرهبونا.. إلخ.

هذا رجل كان بالأمس كافراً، فماذا فعل الإيمان في قلبه، وهو حديث عهد به؟

نظر نُعَيْم، فرأى قريشاً وأتباعها يأتون من أسفل، وبني قريظة وأتباعهم يأتون من أعلى، فأراد أنْ يدخل بالدسيسة بينهما، فذهب لأبي سفيان، وقال: يا أبا سفيان، أنا صديقكم، وأنتم تعلمون مفارقتي لدين محمد، ولكني سمعت هَمْساً أن بني قريظة تداركوا أمرهم مع محمد، وقالوا: إن قريشاً وأحلافهم ليسوا مقيمين في المدينة مثلنا، فإنْ صادفوا نصراً ينتصرون، وإنْ صادفوا هزيمة فروا إلى بلادهم، ثم يتركون بني قريظة لمحمد؛ لذلك قرروا ألاَّ يقاتلوا معكم إلاَّ أنْ تعطوهم عشرة من كبرائكم ليكونوا رهائن عندهم.

سمع أبو سفيان هذا الكلام، فذهب إلى قومه فقال لهم: أنتم المقيمون هنا، وليس هذا موطن بني قريظة، وسوف يتركونكم لمواجهة محمد وحدكم، فإنْ أردتم البقاء على عهدهم في محاربة محمد، فاطلبوا منهم رهائن تضمنوا بها مناصرتهم لكم.

بعدها ذهب أبو سفيان ليكلِّم بني قريظة في هذه المسألة، فقال: هلك الخفُّ والحافر - يعني: الإبل والخيل - ولسنا بدار مقام لنا، فهيا بنا نناجز محمداً - هذا بعد أنْ مكثوا نيِّفاً وعشرين يوماً يعدون ويتشاورون - فقالوا له: هذا يوم السبت، ولن نفسد ديننا من أجل قتال محمد وعلى كل حال نحن لن نشترك معكم في قتال، إلا أنْ تعطونا عشرة من كبرائكم يكونون رهائن عندنا، ساعتها علم أبو سفيان أن كلام نعيم الأشجعي صِدْق، فجمع قومه وقال لهم: الأرض ليست أرض مقام لنا، وقد هلك الخف والحافر، فهيا بنا ننجو.

قالوا: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما جاء نعيم بن مسعود، وأخبر رسول الله بما حدث، ووجد رسول الله الجو هادئاً، فقال: "ألا رجل منكم يذهب فيُحدِّثنا الآن عنهم، وهو رفيقي في الجنة؟" والمراد: أن يندسَّ بين صفوف الأعداء ليعلم أخبارهم.

ومع هذه البشارة التي بشر بها سيدنا رسول الله مَنْ يؤدي هذه المهمة، لم يَقُمْ من الحاضرين أحد، ودَلَّ هذا على أن الهول ساعتها كان شديداً، والخطر كان عظيماً، وكان القوم في حال من الجهد والجوع والخوف، جعلهم يتخاذلون عن القيام، فلم يأنس أحد منهم قوة في نفسه يؤدي بها هذه المهمة.

لذلك كلَّف رسول الله رجلاً يُدْعى حذيفة بن اليمان بهذه المهمة قال حذيفة: ولكن رسول الله قال لي: لا تُحدِث أمراً حتى ترجع إليَّ، فلما ذهبتُ وتسللتُ ليلاً جلستُ بين القوم، فجاء أبو سفيان بالنبأ من بني قريظة، يريد أنْ يرحل بمَنْ معه، فقال: ليتعرَّف كل واحد منكم على جليسة، مخافة أن يكون بين القوم غريب.

وهنا تظهر لباقة حذيفة وحُسْن تصرفه - قال: فأسرعتُ وقلت لمَنْ على يميني: مَنْ أنت؟

قال: معاوية بن أبي سفيان، وقلت لمَنْ على يساري: مَنْ أنت؟

قال: عمرو بن العاص، وسمعت أبا سفيان يقول للقوم: هلك الخفُّ والحافر، وليستْ الأرض دارَ مقام فهيا بنا، وأنا أولكم، وركب راحلته وهي معقولة من شدة تسرُّعه، قال حذيفة: فهممتُ أن أقتله، فأخرجت قوسي ووترتُها وجعلت السهم في كبدها، لكني تذكرت قول رسول الله "لا تحدثن شيئاً حتى تأتيني" فلم أشأْ أن أقتله، فلما ذهبت إلى رسول الله وجدته يصلي، فلما أحسَّ بي فَرج بين رجليه -وكان الجو شديد البرودة- فدخلتُ بين رجليه فنثر عليَّ مُرْطه ليدفئني، فلما سلم قال لي: ما خطبك فقصصت عليه قصتي.

وبعد أنْ جند الحق سبحانه كلاً من نعيم الأشجعي وحذيفة لنصرة الحق، جاءت جنود أخرى لم يروْهَا، وكانت هذه الليلة باردة، شديدة الرياح، وهبَّتْ عاصفة اقتلعتْ خيامهم، وكفأتْ قدورهم وشرَّدتهم، ففرَّ مَنْ بقي منهم.

وهذا معنى قوله تعالى: (وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً) (الأحزاب: 25) (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ..) (المدثر: 31).

بعد أنْ ردَّ الحق سبحانه كفار مكة بغيظهم، وكفى المؤمنين القتال أراد أنْ يتحوَّل إلى الجبهة الأخرى، جبهة بني قريظة، فلما رجع رسول الله من الأحزاب لقيه جبريل عليه السلام فقال: أوضعتَ لأْمتَك يا محمد، ولم تضع الملائكة لأمتها للحرب؟

اذهب فانتصر لنفسك من بني قريظة، فقال رسول الله للقوم: "مَنْ كان سامعاً مطيعاً فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة".

فاختلف الصحابة حول هذا الأمر: منهم مَنْ انصاع له حرفياً، وأسرع إلى بني قريظة ينوي صلاة العصر بها، ومنهم مَنْ خاف أنْ يفوته وقت العصر فصلى ثم ذهب، فلما اجتمعوا عند رسول الله أقرَّ الفريقين، وصوَّب الرأيين.

وكانت هذه المسألة مرجعاً من مراجع الاجتهاد في الفكر الإسلامي، والعصر حَدَثٌ، والحدث له زمان، وله مكان، فبعض الصحابة نظر إلى الزمان فرأى الشمس توشك أنْ تغيب فصلَّى، وبعضهم نظر إلى المكان فلم يُصَلِّ إلا في بني قريظة؛ لذلك أقر رسول الله هذا وهذا.

وينبغي على المسلم أنْ يحذر تأخير الصلاة عن وقتها؛ لأن العصر مثلاً وقته حين يصير ظِلُّ كل شيء مِثْلَيْه وينتهي بالمغرب، وهذا لا يعني أن تُؤخِّر العصر لآخر وقته، صحيح إنْ صليْتَ آخر الوقت لا شيء عليك، لكن مَنْ يضمن لك أن تعيش لآخر الوقت.

إذن أنت لا تأثم إنْ صلّيْت آخر الوقت، لكن تأثم في آخر لحظة من حياتك حين يحضرك الموت وأنت لم تُصَلِّ؛ لذلك يقول سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "خير الأعمال الصلاة لوقتها" فليس معنى امتداد الوقت إباحة أنْ تُؤخَّر.

وفي مسألة الأحزاب بطولة أخرى لسيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وقد ظهرت هذه البطولة عندما وجد الكفار في الخندقة نقطة ضعيفة، استطاعوا أنْ يجترئوا على المسلمين منها، وأن يقذفوا منها خيولهم، فلما قذفوا بخيولهم إلى الناحية الأخرى، فجالت الخيل في السبخة بين الخندق وجبل سلع، ووقف واحد من الكفار وهو عمرو بن ود العامري وهو يؤمئذ أشجع العرب وأقواها حتى عدَّوْه في المعارك بألف فارس.

وقف عمرو بن ود أمام معسكر المسلمين يقول وهو مُشْهِر سيفه: مَنْ يبارز؟

فقال علي لرسول الله: أبارزه يا رسول الله؟

قال -صلى الله عليه وسلم-: "اجلس يا علي، إنه عمرو" فأعاد عمرو: أين جَنّتكم التي وعدتم بها مَنْ قُتِل في هذا السبيل؟

أجيبوني.

فقال علي: أبارزه يا رسول الله؟

قال: "اجلس يا علي، إنه عمرو" وفي الثالثة قال عمرو:
*وَلَقَدْ بُحِحْتُ من النِّداءِ * بجمعِكُمُ هَلْ مِنْ مُبَارِزْ*
*وَوقفْتُ إذ جَبُنَ المشجَّعُ * مٌُوْقِفَ القِرْن المنَاجزْ*
*إنَّ الشَّجاعَة في الفَتَى * والجودَ مِنْ خير الغرائِز*

عندها انتفض علي -رضي الله عنه- وقال: أنا له يا رسول الله، فأَذِن له رسول الله، فأشار علي لعمرو، وقال:
*لاَ تَعجَلَنَّ فَقَدْ أتَاكَ * مجيب صوتِكَ غير عَاجِز*
*ذُو نية وبَصيرة * والصِّدْقُ مُنجِي كُلَّ فَائزْ*
*إنِّي لأَرْجُو أنْ أُقيم * عَلْيك نَائِحةَ الجنَائزْ*
*مِنْ ضَرْبةٍ نَجْلاَء * يَبْقَى ذِكْرُهَا عِنْدَ الهَزَاهِزْ*
أي: الحروب.

وكانت لسيدنا رسول الله درع سابغة اسمها ذات الفضول، فألبسها رسول الله علياً وأعطاه سيفه ذا الفقار وعمامته السحاب، وكانت تسعة أكوار، وخرج علي -رضي الله عنه- لمبارزة عمرو بن ود، فضرب عمرو الدرقة فشقَّها، فعاجله على بضربة سيف على عاتقه أردتْهُ قتيلاً، فقال عليٌّ ساعة وقع: الله أكبر سمعه رسول الله فقال: "قُتِل عدو الله".

ثم حدثت زوبعة العِثْيَر -وهو غبار الحرب- فحَجبت المعركة، فذهب سيدنا عمر -رضي الله عنه- ليرى ما حدث، فوجد علياً يمسح سيفه في درع عمرو بن ود، فقال: الله أكبر، فقال رسول الله: "قُتِل وأَيْم الله".

ومن الأخلاق الكريمة التي سجَّلها سيدنا علي في هذه الحادثة أنه بعد أنْ قتل عَمْراً سأله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أَلاَ سلبْتَ دِرْعه، فإنه أفخر درع في العرب"؟

فقال علي: والله لقد بانت سوأته، فاستحييت أنْ أصنع ذلك.

ثم أنشد -رضي الله عنه- وكرَّم الله وجهه، وهو يشير إلى عمرو:
*نَصَر الحجَارةَ من سَفَاهَة رَأْيه * ونَصَرْتُ ربَّ مُحمدٍ بصَوابي*
*فصَددْتُ حِينَ تركْتُه مُتجدِّلاً * كالجِذْعِ بين دَكَادِكَ ورَوَابي*
وعَفَفْتُ عن أثْوَابهِ وَلَو أنّني * كنتُ المُقَنْطَر بَزَّنِي أثْوابِي*

وفي هذه الواقعة قال سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لو لم يكن لك يا علي غيرها في الإسلام لَكَفَتْكَ".

لذلك قال العارفون بالله كأن علياً -رضي الله عنه- حُسِد حين قتل عمرو بن ود، فأصابته العين في ذاته، فقُتِل بسيف ابن ملجم، ومن هنا قالوا: أعزّ ضربة في الإسلام ضربة عليٍّ لعمرو بن ود، وأشأم ضربة في الإسلام ضربة ابن ملجم لعلي.

وفي المعركة بطولة أخرى لسيدنا سعد بن معاذ -رضي الله عنه- حيث يقول: ضربني يوم الأحزاب حِبَّان بن قيس بن العَرِقة، وقال: خُذْها وأنا ابن العَرِقة - فقلت: عرَّقَ الله وجهك في النار، فلما أصابني في أكحلي - والأكحل هو: العِرْق الذي نضع فيه الحقنة، ومنه يخرج دم الفَصْد والحجامة.

فقلت: اللهم إنْ كانت هذه آخر موقعة بيننا وبين قريش فاجعلني شهيداً، وإنْ كنت تعلم أنهم يعودون فأبقني لأشفي نفسي مِمَّنْ أخرج رسول الله وآذاه، ولا تُمِتْني حتى أشفى غليلي من بني قريظة.

وقد كان، فبعد أنْ مكث الأحزاب وبنو قريظة قرابة خمسة وعشرين يوماً دون قتال، وانتهى الأمر بالمفاوضات اختار سيدنا رسول الله سعد بن معاذ ليكون حكَماً في هذه المسألة، فحكم سعد بقتل المقاتلين منهم، وأسر الذراري والنساء والأموال، فلما بلغ هذا الحكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لقد حكمتَ فيهم حكم ربك من فوق سبع سماوات".

ثم ثار الجرح على سيدنا سعد حتى مات به، فحملوه إلى خيمة رسول الله بالمسجد، فجاءت الملائكة تقول لرسول الله: مَنْ هذا الذي مات، وقد اهتزَّ له عرش الرحمن؟

قال: "إنه سعد بن معاذ".

وقد قال تعالى: (فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً) (الأحزاب: 26).

وفي قوله تعالى: (وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا..) (الأحزاب: 27) بشارة للمسلمين بأن البلاد ستُفتح لهم دون قتال، وهذا حال جمهرة البلاد التي دخلها الإسلام، فغالبية هذه البلاد فُتِحَتْ بالأُسوْة السلوكية للمسلمين آنذاك، وبذلك نستطيع أن نردَّ على مَنْ يقول: إن الإسلام انتشر بحدِّ السيف.

وإذا كان الإسلام انتشر بحَدِّ السيف، فأيُّ سيف حمل المسلمين الأوائل على الإسلام وكانوا من ضعاف القوم لا يستطيعون حتى حماية أنفسهم؟

إذن: لا شيء إلا قدوة السلوك التي حملت كل هؤلاء على الإيمان.

وسبق أن ذكرنا أن عمر -رضي الله عنه- وما أدراك ما عمر قوة وصلابةً يقول حين سمع قول الله تعالى: (سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ) (القمر: 45).

قال: أيُّ جمع هذا، ونحن لا نستطيع حماية أنفسنا؟

مما يراه من ضعف المسلمين وبطش الكافرين.

ثم لو انتشر الإسلام بالسيف لأصبح سكان البلاد التي دخلها الإسلام كلهم مسلمين، ولَمَا كانت للجزية وجود في الفقه الإسلامي، إذن: بقاء الجزية على مَنْ لم يؤمن دليل على بطلان هذه المقولة، ودليل على عدم الإكراه في الدين، فالفتح الإسلامي كفل حرية العقيدة: (فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ..) (الكهف: 29) وعليه الجزية لبيت مال المسلمين مقابل ما تقدمه الدولية إليه من خدمات.

فالجزية التي تتخذونها سُبة في الإسلام دليل على أن الإسلام أقرَّكم على دينكم، إنما حَمْل السيف كان فقط لحماية الاختيار في الدعوة، فأنا سأعرض الإسلام على الناس، ومن حقي أنْ أقاتل مَنْ يعارضني بالسلاح، من حقي أن أعرض الإسلام كمبدأ، فمَنْ آمن به فعلى العين والرأس، ومَنْ لم يؤمن فليَبْقَ في ذمتنا.

ثم ينقلنا الحق سبحانه إلى بيوت أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، فيقول سبحانه: (يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ...).



سورة الأحزاب الآيات من 26-30 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

سورة الأحزاب الآيات من 26-30 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الأحزاب الآيات من 26-30   سورة الأحزاب الآيات من 26-30 Emptyالثلاثاء 24 نوفمبر 2020, 3:21 pm

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (٢٨)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

لسائل أنْ يسأل: ما سِرُّ هذه النقلة الكبيرة من الكلام عن حرب الأحزاب وحرب بني قريظة إلى هذا التوجيه لزوجاته -صلى الله عليه وسلم-؟

قالوا: لأن مسألة الأحزاب انتهتْ بقوله تعالى: (وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا..) (الأحزاب: 27) فربما طلبت زوجات الرسول أنْ يُمتِّعهن وينفق عليهن، مما يفتح الله عليه من خيرات هذه البلاد، فجاءتْ هذه الآية: (يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ..) (الأحزاب: 28) لتقرر أن الإسلام ما جاء ليحقق مزيَّة لرسول الله، ولا لآل رسول الله، حتى الزكاة لا تصح لأحد من فقراء بني هاشم.

لكن مجيء الآية هكذا بصيغة الأمر: (يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ..) (الأحزاب: 28) دليل على حدوث شيء منهن يدلّ على تطلعهن إلى زينة الحياة ومُتَعها.

وقد رُوِي عن عمر -رضي الله عنه- أنهن اجتمعْنَ يسألْنَ رسول الله النفقة، وأنْ يُوسِّع عليهن بعد أنْ قال -صلى الله عليه وسلم- عن الكفار: لن يغزونا، بل نغزوهم وبعد أنْ بشَّرتهم الآيات بما سيُفتح من أرض جديدة.

وقوله تعالى: (فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً) (الأحزاب: 28) يعني: ليس عندي ما تتطلَّعْن إليه من زينة الدنيا وزخرفها، ومعنى (فَتَعَالَيْنَ..) (الأحزاب: 28) نقول: تعاليْن يعني: أقبلْنَ، لكنها هنا بمعنى ارتفعْنَ من العلو، ارتفعْنَ عن مناهج البشر والأرض، وارتقينَ إلى مناهج خالق البشر، وخالق الأرض؛ لأن السيادة في منهج الله، لا في مُتَع الحياة وزخرفها.

وقد ورد هذا المعنى أيضاً في قوله تعالى: (قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ..) (الأنعام: 151) فتعالوْا أي: ارتفعوا عن قوانين البشر وقوانين الأرض إلى قوانين السماء؛ لأنه يُشترط فيمَنْ يضع القانون ألاَّ يفيد من هذا القانون، وأن يكون مُلِماً بكل الجزئيات التي يتعرض لها القانون والبشر مهما بلغتْ قدرتهم، فإنهم يعلمون شيئاً ويجهلون آخر؛ لذلك لا ينبغي أَنْ يُقنِّن لهم إلا خالقهم عز وجل.

ومعنى (أُمَتِّعْكُنَّ..) (الأحزاب: 28) أي: أعطيكُنَّ المتعة الشرعية التي تُفْرض للزوجة عند مفارقة زوجها، والتي قال الله فيها: (وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِٱلْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى ٱلْمُتَّقِينَ) (البقرة: 241).

وقوله: (وَأُسَرِّحْكُنَّ..) (الأحزاب: 28) التسريح هنا يعني الطلاق: (سَرَاحاً جَمِيلاً) (الأحزاب: 28) ذلك يدلُّ على أن المفارقة بين الزوجين إنْ تمتْ إنما تتم بالجمال أي: اللطف والرقة والرحمة بدون بشاعة وبدون عنف؛ لأن التسريح في ذاته مفارقة مؤلمة، فلا يجمع الله عليها شدتين: شدة الطلاق، وشدة العنف والقسوة.

ولك أنْ تلحظ أن لفظ الجمال يأتي في القرآن مع الأمور الصعبة التي تحتاج شدة، واقرأ قوله تعالى: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ..) (يوسف: 83) والصبر يكون جميلاً حين لا يصاحبه ضَجَر، أو شكوى، أو خروج عن حَدِّ الاعتدال.

ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعرض على زوجاته التسريح الجميل الذي لا مشاحنةَ فيه ولا خصومةَ إنْ اخترْنَهُ بأنفسهن، وما كان رسول الله ليمسك زوجة اختارتْ عليه أمراً آخر مهما كان.

وللعلماء كلام طويل في هذه المسألة: هل يقع الطلاق بهذا التخيير؟

قالوا: التخيير لَوْنٌ من حب المفارقة الذي يعطي للمرأة -كما نقول مثلاً: العِصْمَة في يدها- فهي إذن تختار لنفسها، فإنْ قَبِلت الخيار الأول وقع الطلاق، وإن اختارت الآخر فَبِها ونعمتْ، وانتهتْ المسألة.

وأمرُ الله لرسوله أن يقول لزوجاته هذا الكلام لابُدَّ أنْ يكون له رصيد من خواطر خطرتْ على زوجاته -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا رأيْنَ الإسلام تُفْتح له البلاد، وتُجبى إليه الخيرات، فتطلَّعْن إلى شيء من النفقة.

وكلمة الأزواج: جمع زوج، وتُقال للرجل وللمرأة، والزوج لا يعني اثنين معاً كما يظن البعض، إنما الزوج يعني الفرد الذي معه مثله من جنسه، ومثله تماماً كلمة التوأم، فهي تعني (واحد) لكن معه مثله، والدليل على ذلك قوله تعالى: (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ..) (الذاريات: 49) يعني: ذكر وأنثى، فالذكر وحده زوج، والأنثى وحدها زوج، وهذه القسمة موجودة في كل المخلوقات.

وتُجمع زوج أيضاً على زوجات.

ونلحظ في الأسلوب هنا أن الحق سبحانه حين يعرض على رسوله أنْ يُخيِّر زوجاته بين زينة الدنيا ونعيم الآخرة يستخدم (إنْ) الدالة على الشكِّ، ولا يستخدم مثلاً (إذَا) الدالة على التحقيق، وفي هذا إشارة إلى عدم المبالغة في اتهامهن، فالأمر لا يعدو أنْ يكون خواطر جالتْ في أذهان بعض زوجاته.

وتعلمون أن سيدنا رسول الله جمع من النساء تسعاً معاً، منهن خمسٌ من قريش، وهُنَّ: عائشة، وحفصة، وأم حبيبة، وسودة بنت زمعة، وأم سلمة ابنة أبي أمية، ومن غير قريش: صفية بنت حيي بن أخطب الذي ذكرنا قصته في الأحزاب، ثم جويرية بنت الحارث من بني المصطلق، ثم ميمونة بنت الحارث الهلالية - ومَنْ ذهب عند التنعيم وجد هناك بئر ميمونة، ثم زينب بنت جحش من بني أسد، هؤلاء هُنَّ أمهات المؤمنين التسعة اللائي جمعهنَّ رسولُ الله معاً.

فلما سألْنَ رسول الله النفقة كانت أجرأهُنَّ في ذلك السيدة حفصة بنت عمر، وقد حدث بينها وبين رسول الله مُشَادّة في الكلام، فقال لها: "ألا تحبين أنْ أستدعي رجلاً بيننا؟" فوافقتْ، فأرسل إلى عمر، فلما جاء قال لها رسول الله: تكلَّمي أنت -يعني: اعرضي حاجتك- فقالت: بل تكلم أنت، ولا تقل إلا حقاً.

أثارت هذه الكلمة حفيظة سيدنا عمر، فهاج وقام إلى ابنته فوجأها، فحجزه رسول الله فتناولها ثانية فوجأها، ثم قال لها: إن رسول الله لا يقول إلا حقاً، ووالله لولا أنَّا في مجلسه ما تركتُك حتى تموتي، فقام رسول الله من المجلس ليفضَّ هذا النزاع، وذهب إلى حجرته، واعتكف بها، وقاطع الأمر كله مدة شهر.

وتأمل قول الله تعالى: (إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا..) (الأحزاب: 28) فأيُّ وَصْف أحقر، وأقلّ لهذه الحياة من أنها دُنْيا؟

وما فيها من مُتَع إنما هي زينة، يعني: ترف في المظهر، لا في الجوهر، كما قال سبحانه في موضع آخر: (ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي ٱلأَمْوَالِ وَٱلأَوْلاَدِ..) (الحديد: 20).

ثم يعرض رسول الله على زوجاته الخيار الثاني المقابل للحياة الدنيا: (وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ...).



سورة الأحزاب الآيات من 26-30 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

سورة الأحزاب الآيات من 26-30 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الأحزاب الآيات من 26-30   سورة الأحزاب الآيات من 26-30 Emptyالثلاثاء 24 نوفمبر 2020, 3:22 pm

وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (٢٩)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

المتأمل جانبيْ التخيير هنا يجد أن المقارنة بينهما أمر صَعْب يوحي برفض التخيير بين طرفي هذه المسألة، فمَنْ يقبل أنْ تكون له حياة دنيا مقابل الله، وأن تكون له زينتها مقابل رسول الله، ثم زِدْ على ذلك الدار الآخرة التي لم يُذكَر قبالتها شيء في الجانب الآخر، ثم إن الحياة الدنيا التي نعيشها حتى لو لم تُوصَفْ بأنها دنيا كان يجب أنْ يُزهد فيها.

والحق أنهن فَهِمْنَ هذا النص واخترْنَ الله ورسوله والدار الآخرة، ومَنْ يرضى بها بديلاً: والحمد لله.(وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْقِتَالَ..) (الأحزاب: 25).

ثم يأتي جزاء مَن اختار الله ورسوله والدار الآخرة (فَإِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً) (الأحزاب: 29) المحسنة هي الزوجة التي تعطي من الرحمة والمودة الزوجية فوق ما طُلب منها.



سورة الأحزاب الآيات من 26-30 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

سورة الأحزاب الآيات من 26-30 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الأحزاب الآيات من 26-30   سورة الأحزاب الآيات من 26-30 Emptyالثلاثاء 24 نوفمبر 2020, 3:23 pm

يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (٣٠)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

الحق -سبحانه و تعالى- بعد أنْ خيَّر زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- فاخترْنَ الله ورسوله والدارالآخرة أراد سبحانه أنْ يُعطيهن المنهج والمبادىء التي سيسِرْنَ عليها في حياتهن، ونلحظ أن آية التخيير كانت من كلام النبي عن ربه، أما هنا فالكلام من الله مباشرة لنساء النبي.

(يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ..) (الأحزاب: 30) فبداية المسألة(يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ..) (الأحزاب: 28) فلما اخترْن الله ورسوله والدار الآخرة كأنهن ارتفعْنَ إلى مستوى الخطاب المباشر من الله تعالى، كأنهن حقَّقْنَ المراد من الأمر السابق(فَتَعَالَيْنَ..) (الأحزاب: 28).

كلمة (نِسَآءَ..) (الأحزاب: 30) نعلم أنها جمع، لكن لا نجد لها مفرداً من لفظها، إنما مفردها من لفظ آخر هو امرأة، وفي اللغة جموع تُنُوسِي مفردها بشهرة مفرد آخر أرقّ أو أسهل في الاستعمال، وامرأة أو (مَرة) يصح أيضاً من (امرؤ)، وهذه اللفظة تختلف عن ألفاظ اللغة كلها، بأن حركة الإعراب فيها لا تقتصر على الحرف الأخير إنما تمتد أيضاً إلى الحرف قبل الأخير، فنقول: قال امْرُؤُ القيس، وسمعت امْرَأَ القيس، وقرأت لامْرِيء القيس.

وبعض الباحثين في اللغة قال: إن (نساء) من النَّسْأ والتأخير، على اعتبار أن خَلْقها جاء متأخراً عن خَلْق الرجل، ومفردها إذن (نَسْءٌ) وإنْ كان هذا تكلفاً لا داعيَ له.

وبعد هذا النداء (يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ) (الأحزاب: 30) يأتي الحكم الأول من المنهج الموجَّه إليهن: (مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا ٱلْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ..) (الأحزاب: 30) نلحظ أن الحق سبحانه لم يبدأ الكلام مع نساء النبي بقوله مثلاً: مَنْ يتق الله منكن، إنما بدأ بالتحذير من إتيان الفاحشة؛ لأن القاعدة الشرعية في التقنين والإصلاح تقوم على أن "درء المفسدة مُقدَّم على جَلْب المصلحة" كما أننا قبل أنْ نتوضأ للصلاة نبرىء أنفسنا من النجاسة.

ومثَّلْنَا لذلك وقُلْنا: هَبْ أن واحداً رماك بتفاحة، وآخر رماك بحجر، فأيهما أَوْلَى باهتمامك؟

لا شكَّ أنك تحرص أولاً على ردِّ الحجر والنجاة من أذاه، وكذلك لو أردتَ أنْ تكوي ثوبك مثلاً وهو مُتسخ، لابُدَّ أن تغسله أولاً.

لذلك بدأ الحق سبحانه التوجيه لنساء النبي بقوله (مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ..) (الأحزاب: 30) لكن الفاحشة أمر مستبعد، فكيف يتوقع منتهى الذنوب من نساء رسول الله؟

قالوا: ولم لا.

وقد خاطب الله تعالى نبيه -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ..) (الزمر: 65).

ومعلوم أن رسول الله ليس مظنة الوقوع في الشرك، إذن: فالمعنى، يا محمد ليس اصطفاؤك يعني أنك فوق المحاسبة، كذلك الحال بالنسبة لنسائه: إنْ فعلَتْ إحداكن فاحشة، فسوف نضاعف لها العذاب، ولن نستر عليها لمكانتها من رسول الله، فإياكُنَّ أنْ تظننَّ أن هذه المكانة ستشفع لكُنَّ، وإلا دخلتْ المسألة في نطاق إذا سرق الوضيع أقاموا عليه الحد، وإذا سرق الشريف تركوه.

إذن: منزلة الواحدة منكُنَّ ليست في كونها مجرد زوجة لرسول الله، إنما منزلتها بمدى التزامها بأوامر الله، وإلا فهناك زوجات للرسل خُنَّ أزواجهن واقرأ: (ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمْرَأَتَ نُوحٍ وَٱمْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ٱدْخُلاَ ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّاخِلِينَ) (التحريم: 10).

ولك أن تسأل: هذا حكم الفاحشة المبيِّنة، أنْ يُضاعَف لها العذاب، فما بال الفاحشة منهن إنْ كانت غير مُبيِّنة؟

قالوا: هذا الحكم خاصٌّ بنساء النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإن حدث من إحداهن ذنب بينها وبين نفسها فهو ذنب واحد مقصور عليها، فإنْ كان علانيةً فهو مُضَاعف؛ لأنهن أسوة وقدوة تتطلع العيون إلى سلوكهن، فإنْ ظهرت منهن فاحشة كان تشجيعاً للأخريات، ولم لا وقد جاءت الفاحشة من زوجة النبي.

فمضاعفة العذاب -إذن- لأن الفساد تعدَّى الذات إلى الآخرين، وأحدث قدوة سوء في بيت النبي، فاستحقتْ مضاعفة العذاب، لأنها آذتْ شعور رسول الله، ولم تُقدِّر منزلته وفضَّلَت عليه غيره لتأتي معه الفاحشة، وهذا يستوجب أضعاف العذاب، فإنْ ضاعف لها اللهُ العذابَ ضعفين فحسب، فهو رِفْق بها، ومراعاة لماضيها في زوجية رسول الله.

كذلك إنْ فعلتْ إحداهن حسنة، فلها أجرها أيضاً مُضَاعفاً؛ لأنها فعلتْ صالحاً في ذاتها كأيِّ إنسانه أخرى، ثم أعطتْ قدوة حسنة، وأُسْوة طيبة لغيرها.

فإنْ أخذْنا في الاعتبار حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ سَنَّ سنة حسنة، فَلَهُ أجرها وأجر مَنْ عمل بها إلى يوم القيامة، ومَنْ سَنَّ سنة سيئة فعليه وِزْرها، ووِزْر مَنْ عمل بها إلى يوم القيامة".

علمنا أن أجر الحسنة لا يُضاعف فقط مرتين، إنما بعدد ما أثَّرت فيه الأسوة، وفَرْق بين الضِّعْف والضُّعْف.

الضِّعْف: ضِعْف الشيء أي مثله، أما الضُّعف فهو فَقْد هذا المثل، فهو أقلُّ.

ثم يقول سبحانه: (وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً) (الأحزاب: 30) يعني: مسألة مضاعفة العذاب أمر يسير، ولن تغني عنكُنَّ منزلتكُنَّ من رسول الله شيئاً، فهذا أمر لا يسألني فيه أحد، ولا أحابي فيه أحداً، ولابُدَّ أن أُسَيِّر الأمور كما يجب أن تكون، ولا يعارضني فيها أحد، لذلك كثيراً ما تُذيَّل أحكام الحق سبحانه بقوله: (إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (البقرة: 220) فالعزة تقتضي أن يكون الحكم ماضياً لا يُعدِّله أحد، ولا يعترض عليه أحد.

وهذا المعنى واضح في قوله تعالى لسيدنا عيسى عليه السلام: (وَإِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَآ أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ) (المائدة: 116-118).

فقوله: (وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ..) (المائدة: 118) يقتضي أن يقول: فإنك غفور رحيم، لكن الحق سبحانه عدل إلى(فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ) (المائدة: 118) لأن الذنب الذي وقع فيه القوم ذنب في القمة، في الألوهية التي أخذوها من الله وجعلوها لعيسى عليه السلام، وهذا بمقتضى العقل يستوجب العذاب الشديد، لكن الحق سبحانه لا يُسأل عما يفعل، يُعذِّب مَنْ يشاء، ويغفر لمَنْ يشاء، فإنْ غفر لهم فبصفة العزة التي لا يعارضها أحد، فكأن المنطق أن يُسأل الله: لماذا لم تُعذِّب هؤلاء على ما ارتكبوه؟

لذلك دخل هنا من ناحية العزة، التي لا تُعارَض، والحكمة التي لا تخطىء.

وبعد أن ذكر الحق سبحانه مسألة الفاحشة، وما يترتب عليها من عقاب ذكر سبحانه المقابل، فقال تعالى: (وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ للَّهِ وَرَسُولِهِ...).



سورة الأحزاب الآيات من 26-30 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة الأحزاب الآيات من 26-30
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الأحزاب الآيات من 66-70
» سورة الأحزاب الآيات من 21-25
» سورة الأحزاب الآيات من 11-15
» سورة الأحزاب الآيات من 16-20
» سورة الأحزاب الآيات من 01-05

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: الأحزاب-
انتقل الى: