منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الدرس (13) من مدرسة الحياة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

الدرس (13) من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: الدرس (13) من مدرسة الحياة   الدرس (13) من مدرسة الحياة Emptyالسبت 14 مايو 2011, 7:32 pm

قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: (بَلغَنِي عن بعض زُهَادِ زَمانِنا أَنه قُدِمَ إِليهِ طَعامُ فقال : لَا آَكُل فقيل لَهُ : لِمَا ؟ قال : لأن نفسي تَشتَهِيه وَأنا منذ سِنين مَا بَلَّغتُ نَفسِي مَا تَشتَهي، فَقُلتُ : لقد خَفِيَ الطَريقُ الصَوابِ عن هذا من وجهَين و سَببُ خَفَائِهَا عَدمُ العِلم .

أما الوجه الأول: فإن النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن عَلى هَذا ولا أصحَابُه، وقد كان عليه الصلاة و السلام يَأكُلُ لَحمُ الدَجَاجِ ويُحِبُ الحَلوى والعَسل، ودخل فَرقَدُ السَبَخِي على الحَسنِ وهو يَأكُلُ الفَالُوذَج فقال:[ يا فرقد ما تقول في هذا ] ؟ فقال:[ لا آكله و لا أُحِبُ من أَكَلَهُ ] فقال الحسن: [ لُعَابُ النحلِ بِلِبَابُ البُرِ مع سَمنِ البَقَرِ هل يَعِيبَهُ مُسلِم ؟ ]، وجاء رَجلٌ إلى الحَسنِ فقال: [ إن لي جارًا لا يأكل الفَالُوذَج ] فقال [ ولِمَا ؟ ] قال يقول: [ لَا أُؤَدِي شُكرَه ] فقال: [ إن جَارَكَ جَاهِل وهَل يُؤَدِي شُكرَ المَاءِ البَارِد ؟ ] .

وكان سُفيانَ الثَورِي يَحمِلَ في سَفَرِهِ الفَالُوذَج و الحَمَلَ المَشوِي و يقول : [ إن الدَابَة إذا أُحسِنَ إِليهَا عَمِلَت ]، ومَا حَدَثَ في الزُهَادِ بَعدَهم من هذا الفَنِ فَأُمُورٌ مَسرُوقَةً من الرَهبَانِيةِ وَأَنَا خَائِفٌ من قَولِه تَعَالَى: ﴿ لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا

ولا يُحفَظُ عن أَحَدٍ من السَلَفِ الأُولِ من الصحَابَةِ من هَذَا الفَنِ شَيءٌ إلا أن يكونَ ذلك لِعَارِض، وأما سَبَبُ ما يُروَى عن ابن عُمَرَ م أَنَهُ اشتَهَى شيئًا فَآَثَرَ به فَقِيرًا وَأعتَقَ جَاريَتَهُ رُمَيثَةَ و قال : (إِنهَا أَحَبُ الخَلقَ إِلَيَ) فهذا وَأمثَالُهُ حَسَنٌ لَأَنَهُ إِيثَارٌ بِمَا هو أَجوَدُ عِندَ النفسِ مِن غَيرِه وأَكثَرُ لَهَا من سِوَاهَا، فَإِذَا وَقَعَ في بعض الأَوقَاتِ كُسِرَت بذلك الفعل ثورَةُ هَوَاهَا أن تَطغَى بِنَيلِ كُلَ مَا تُريد، فأما من دَامَ على مُخَالَفَتِهَا على الإِطلَاق فَإِنَهُ يُعمِي قَلبَهَا وَيُبَلِد الخَوَاطِر ويُشَتِت عَزَمِهَا فَيُؤذِيَهَا أكثرُ مِما يَنفَعُهَا .

وقد قال إِبرَاهيم بن أدهَم : إن القَلب إِذَا أُكرِهَ عَمِى و تَحتَ مَقَالَتِهِ سِرٌ لَطِيف و هو أن الله عَز وجَل قد وضَعَ طَبِيعَةَ الآَدَمِي على مَعنًى عَجِيب وهو أنهَا تَختَارُ الشَيءَ مِنَ الشهَواتِ مِما يُصلِحُهَا فَتعلَمُ بِاختِيَارٍهَا لَهُ صَلَاحَهُ وصلَاحَهَا بِهِ .

وقد قال حُكمَاءَ الطِبُ : يَنبَغِي أن يُفسَحَ للنفسِ فِيمَا تَشتَهي من المَطَاعِم وإِن كَان فِيهِ نَوعُ ضَرَر لأَنهَا إِنمَا تَختَارُ مَا يُلَائِمُهَا فَإِذَا قَمَعَهَا الزَاهِدُ فِي مِثلِ هَذَا عَادَ عَلى بَدَنِهِ بِالضَرَرِ، و لَولَا جَوَاذِبِ البَاطِن من الطَبِيعَةِ ما بَقِيَ البَدن فَإِنَ الشَهوةَ لِلطعَامِ تَثُورُ فإِذَا وَقعت الغُنيَةُ بِمَا يَتنَاولُ كَفَتِ الشَهوَة، فالشهوةُ مُرِيدٌ ورَائِد وَنِعمَ البَاعِثُ هِي عَلَى مَصلَحةِ البَدن .

غَيرَ أنهَا إذَا أَفرَطَت وَقَعَ الأَذَى ومَتَى مُنِعَت مَا تُرِيدُ عَلَى الإِطلَاقِ مَعَ الأَمنِ مِن فَسَادِ العَاقِبَة عَادَ ذلك بِفسَادِ أحوَالِ النفسِ وَوَهنِ الجِسمِ وَاختِلَافِ السَقَمِ الذي تَتَدَاعَى به الجُملَة مِثلَ أَن يَمنَعَهَا المَاءَ البارد عِندَ اشتِدَادِ العَطَش وَالغِذَاءَ عِندَ الجُوع و الجِمَاعَ عند قُوةِ الشَهوَة وَالنومَ عند غَلَبَتِهِ حَتَى إِن المُغتَمَ إذا لَم يَتَرَوح بِالشَكوى قَتَلَهُ الكَمَد، فَهَذَا أَصلٌ إذا فَهِمَهُ هَذا الزَاهِدُ عَلِمَ أَنهُ قَد خَالَفَ طَرِيقَ الرَسُولِ وأَصحَابِهِ مِن حَيثُ النَقلُ وَخَالَف المَوضُوعَ مِن حيثُ الحِكمَة .

ولا يَلزَمُ عَلَى هَذَا قولُ القَائِلِ : فَمِن أَينَ يَصفُو المَطعَم ؟ لأَنهُ إِذَا لَم يَصفُ كَانَ التَركُ وَرَعًا وَإِنمَا الكَلَامُ فِي المَطعَمِ الذي لَيسَ فِيهِ مَا يُؤذِي في بًَابِ الوَرَع و كَانَ مَا شَرحتَهُ جَوَابًا لِلقَائِلِ : مَا أُبَلِغُ نَفسِي شَهوَةً عَلَى الإِطلَاقِ .

هذا آخر ما كنا وصلنا إليه في شرحنا في المرة الماضية وهذا هو الوجه الأول الذي ذكره ابن الجوزي، وقد رد على هذا القائل من وجهين

الوجه الثاني: قال: أَنِي أَخَافُ عَلَى الزَاهِدِ أَن تَكُونَ شَهوَتَهُ انقَلَبت إِلَى التَركِ فَصَارَ يَشتَهِي أَلَا يَتَنَاول ولِلنفسِ فِي هَذَا مَكرٌ خَفِيٌ وَرِيَاءٌ دَقِيق فَإِذا سَلِمَت مِن الرِيَاءِ لِلخَلقِ كَانت الآَفَةُ مِن جِهَةِ تَعَلُقِهَا بَمِثلِ هَذَا الفِعلِ وإِدلَالِهَا فِي البَاطِنِ بِهِ فَهذهِ مُخَاطَرَةٌ عَظِيمَة .
المراد بتواضع الكبر.
ابن الجوزي رحمه الله: (هَذَا مَكرٌ خَفِيٌ وَرِيَاءٌ دَقِيق)، ما وجهه ؟ قال إن شهوته انقلبت في عدم التناول، وهذا يمكن أن يجر لها الثناء ،كيف ؟ هناك شيء يُقال عنه تواضع الكبر، يتواضع ليحقق الكبر.
مثال ذلك: لو أنني قلت لأحد العوام يراني دائمًا على المنبر أخطب الجمعة وأعطي الدروس والشباب حولي يستفتونني وهكذا، فتكبُر مكانتي في نظره فيأتي قائلاً والله يا شيخ ما رأينا عالم مثلك قط، أنا أريد أن أرتقي المنبر أقول له أبدًا أنا طويلب علم، إذا فهمها طبعا، لكن حتى يفهمها بشكل أفضل من الممكن أن أقول له بالعكس أنا جاهل ،فيقول مع كل هذا العلم وتقول جاهل، لا والله لم نرى أعلى منك، لا تقل هذا أنت أعلم من في الدنيا وأعلم الناس ولم نرى مثلك ،كلما تواضعت وأقول له لا أنا جاهل يزداد مدحًا وثناءً وأعظم عنده وهذا هو تواضع الكبر، إنما ركبت التواضع لأصل إلى الكبر .
أهل اليقظة هم من يفطنون إلي تواضع الكبر.
هذا مكر خفي ورياء دقيق لا يفطن إليه إلا أهل اليقظة، أحيانًا الإنسان يقول هذا الكلام من قلبه، لكن ليحذر أن يقوله عند الجهلة، إنما لو قاله في وسط أمثاله ومن يعرفون حقيقته وتكلم بكلام منصف لكان خيرًا، عندما أكون في وسط أمثالي أقول والله أنا علمي بسيط ، الذي أمامي سيعلم أنني متواضع فعلاً وأنني لست متكبر وسآمن آفة المدح بهذه الطريقة الفجة يعني حتى لو افترضنا جدلاً يعني نحن كمثل طلاب علم منصفين مع بعضنا لا أظن لا أنا ولا غيري ممن هو في طبقتي يمدح في كمدح العوام ،وكل واحد يعرف بضاعة الثاني،لن يأتي مثلاً الشيخ محمد حسان الشيخ محمد يعقوب الشيخ محمد عبد المقصود مثلاً الشيخ مصطفى ألعدوي أي أحد من طبقة العلماء فيقول والله أنا جاهل، يقول جاهل هل أنت جاهل، بالعكس أنت عالم كبير ومعروف وهكذا ، إنما أقصي ما يفعله أن يقول زادك الله تواضعًا وعلمني الله وإياك، كلام عادي ،لا يجعل الشخص يغتر بنفسه،.بخلاف العوام.
فالإنسان إذا كان في وسط العوام لا يحط من نفسه ،لأنك لا تأمن الآفة أنت يُمكن أن تقول هذا الكلام علي سبيل التواضع حقًا، لكن لا تأمن أن يكون هناك احدي هؤلاء الذين يتكلمون بعدها في كل مجلس يقول أنا قابلت فلان وقال لي وقلت له، وأنت تعلم أنك بذلك سينشرها في كل مكان، وأنه سيبلغ الدنيا كلها بالمجلس الذي كان خفياً .
يقول ابن الجوزي :هو زهد فيخشى أن تنقلب عادته إلى الترك بعدما كان الفعل صار الترك، فيقول وهذا مكر خفي ورياء دقيق، سلّمنا أنه سلم من هذا قال له أنت أعلم الناس وأعبد الناس وهكذا، افترضنا إنه تجاوز هذه القنطرة .
يقول ابن الجوزي رحمه الله:[ فَإِن سَلِمَت مِن الرِيَاءِ لِلخَلقِ كَانت الآَفَةُ مِن جِهَةِ تَعَلُقِهَا بَمِثلِ هَذَا الفِعلِ وإِدلَالِهَا فِي البَاطِنِ بِهِ ]
أنا بيني وبين نفسي يمكن أن أحتقر أعمال الناس وأقول لوخاصمني أحد لماذا اهتم لأمره و أنا أصوم دائماً، لا أترك الصيام وكل ليلة أقوم الليل وأتصدق فما شأن هذا الشخص، هل هو يفعل فعلي مثلاً، هل هو يقوم الليل مثلي، نفسه تحدثه بهذا، صار هذا الفعل من إدلال النفس في الباطن وهذه مخاطرة عظيمة لأنها تدعوه إلى احتقار الخلق، فيقول أنا أخشى أن هذا الزاهد تنقلب عليه شهوته فإن سلم منها كان إدلالها في الباطن به.
[وَرُبمَا قَالَ بَعضُ الجُهَالُ : هَذَا صَدٌ عن الخَيرِ وَعنِ الزُهدِ ولَيسَ كَذلك فإِن الحَديثَ قَد صَحَ عَن النبي صلى الله عليه و سلم أَنَهُ قاَلَ: (كُلُ عَملٍِ لَيسَ عَليِهِ أَمرُنَا فَهَوَ رَدٌ) .
وهذا الحديث ربع الإسلام كما قال العلماء وصار قاعدة عامة في رد كل البدع المحدثات (كُلُ عَملٍِ لَيسَ عَليِهِ أَمرُنَا فَهَوَ رَدٌ) والحديث في الصحيحين من حديث عائشة (فَهَوَ رَدٌ) .

التنبيه علي البدع التي تحدق في رمضان.
نحن في رمضان وننبه على بعض بدع رمضان التي تحدث في مساجد العوام وبكل أسف يحدث بعضها في الحرمين .
1-من هذه البدع :عندما يقول القائل [صلاة القيام أثابكم الله ]، طيب أنا أريد أن أفهم هؤلاء الناس الواقفون ماذا سيصلون الظهر ولا يصلوا العصر ولا يصلوا العشاء ما هي صلاة القيام، هل فعلها الرسول عليه الصلاة والسلام فعلها عمر، فعلها أحد العلماء، ندب إليها أحد الأئمة المجتهدين، الأئمة الأربعة وغيرهم أبدًا، فأنا أتمنى أن تزول هذه البدعة من الحرمين ،لأن الناس يذهبون إلى الحرمين فيأتوا إلينا هنا يحتجون بفعل الحرمين علينا ،. لأنه على قياس مثل هذا يعملون بدعاً أخري.
فكل عبادة أو كل أمر يدخل العبادة أو يخدمها ولم يفعله النبي ولم يرشد إليه ولم يفعله أحد من الصحابة، ولا أفتى به أحد الأئمة المجتهدين فلا يجوز فعله مطلقًا .
ومن البدع التي تحدث في رمضان كذلك:قراءة [ قل هو الله أحد] بين كل ركعتين، فعندما نقول له هذه بدعة يحتج بفعل صلاة القيام أثابكم الله ويحتج بأن هذا قرءان وأنه لا يجوز لك أن تقول أن قراءة القرءان بدعة .
رد الشيخ حفظه الله علي من ينكر بدعية( قل هو الله أحد) بين كل ركعتين نحن لم نقل قراءة القرءان بإطلاق بدعة، قيدنا البدعية بهذا الموضع بالذات ولماذا قل هو الله أحد وليس شيئاً آخر فيقول لأنها ثلث القرءان .
حكم صلاة القيام:
الرسول صلى صلاة القيام يومين أو ثلاثة على اختلاف الروايات فيها، ولما أتوه في اليوم الثالث أو الرابع ولم يخرج إليهم، وقال لهم فيما بعد(إِنِّيَ خَشِيَتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ)، أول من فعلها عمر بن الخطاب .

رد الشيخ _حفظه الله _علي من يقول ببدعية صلاة القيام.
تقريباً في يوم سبعه رمضان اتصل بي رجل من أفاضل إخواننا وابنه مدرس في كلية الطب، فقال لي ابني لا يصلي التراويح، قلت له لماذا؟ قال يقول صلاة التراويح بدعة، وهو معك فكلمه، أنا طبعًا ذكرت مهنته حتى تعرف أن الجماعة في الشوارع معذورون، هذا رجل عنده قسط من التعليم ووصل لمدرس في كلية الطب،ويقول مثل هذا الكلام.
فسألته لماذا لا تصلي التراويح ؟ قال بدعة، قلت له من أتيت بهذا الكلام ؟ قال: كلام عمر نعمت البدعة هي، قلت له:هل قرأت الحديث هل تعرف مناسبته ؟ أو قرأت سياق الحديث، قال لي لا، إنما قاله لي أحد أصحابي وأقنعني بهذا الكلام وجاء لي بالكتاب وفتحه وقرأته بعيني، قلت له ألا تعتقد أن عمر بن الخطاب لن يأتي البدعة ما رأيك ؟ قال لي لن يأتيها قلت له ألم يخرجهم من الجامع وأقفله،أم يا ترى تركهم يصلون، قال لي لا أعرف
قصة صلاة التراويح:
قلت له طيب اسمع مني الحكاية كلها، طالما أنك لا تعلم ، اسمع مني القصة كلها وحكيت له قصة صلاة التراويح، وأن عمر بن الخطاب جمع الصحابة والمسلمين على أُبي بن كعب طيلة الشهر وأسرج في المسجد، فلما دخل وجدهم جميعًا على إمام واحد أعجبه هذا المنظر فقال نعمت البدعة هي، فأنا عندي بدعة لكن عمر يقول نعمت البدعة، فهذا مدح أم ذم ؟ قال لي مدح، قلت له جميل، يعني أن عمر يمدح البدعة، كان ينبغي أن تتيقظ للسياق ،لكن لماذا أخذت كلمة بدعة وتركت كلمة نعمت ؟ فنعمت البدعة هي إنما مدح صنيعهم جميل .
عمر بن الخطاب ط هو الذي اخترع صلاة التراويح ؟ لأ، الرسول صلاها إما يومين أو ثلاثة، فأصل الصلاة فعلها النبي عليه الصلاة والسلام فثبتت السنية بفعله، جميل .
ما الجديد الذي فعله عمر بن الخطاب ؟
أنه واصل بهم طيلة الشهر، طيب لما لم يواصل النبي ؟ كان هناك علة، قال(إِنِّيَ خَشِيَتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ) وبعد موت النبي عليه الصلاة والسلام انتهى نزول الوحي وانتهى تبديل الأحكام، فأمن عمر أن يتبدل الحكم وتفرض بموت النبي عليه الصلاة والسلام .
كما كان يقول ابن عمر ، كان يقول كأيام النبي (كنا نخشى أن ننبسط إلى نسائنا)، أتكلم وأقول أي كلام، أي لا أعلم، فمن الممكن أن ينزل قرءان بأن صحابي عمل شيء .
أبو طلحه الأنصاري : عندما أخذ ضيف النبي وهو وزوجته أطفئوا القنديل وأوهموا الضيف أنهم يأكلون :
نزل قوله تعالى: ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ (الحشر9).
الزبير بن العوام: عندما اختصم مع جاره الأنصاري في السُقيا و ذهبوا للنبي عليه الصلاة والسلام وكانت أرض الزبير في الأعلى وأرض الأنصاري في الأسفل ،فمن المفترض أن أترك الماء حتى يطلع إلي الأعلى لأنه لم يكن آنذاك مضخات لاستخراج الماء ،فالرسول عليه الصلاة والسلام قال( اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ أَرْسِلْ الْمَاءَ إِلَىَ جَارِكَ)، فالأنصاري غضب وقال للنبي (أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ ،تَرَكْتُهُ يَسْقِيَ قَبْلِيَ فَغَضِبَ الْنَّبِيُّ وَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ، وَقَالَ اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ احْبِسْ الْمَاءَ لَنْ تُرْوَىَ أَرْضَكَ) فنزل قوله تعالى: ﴿ فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (النساء:65)، وهكذا دواليك كثير كانت تحدث أحداث تنزل آية فكان ابن عمر يقول( كُنَّا نَخَافُ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُوْلُ الْلَّهِ انْبَسَطْنَا) أمن أن ينزل تبديل أحكام أو ينزل تشديد إلى آخره، فعمر بن الخطاب صلى بهم، أو أمر بالصلاة طيلة الشهر .
إذن الجديد في فعل عمر هو المواصلة طيلة الشهر، أمّا سنية الصلاة نفسها هي التي فرضها النبي ، إذن البدعة هنا هي البدعة اللغوية وليس البدعة الاصطلاحية .
والبدعة اللغوية: معناها عمل مبتدأ مخترع ليس له مثال سابق، حتى نحن في أمثالنا ،عندما يفعل أحدهم بعمل غريب يقال له ما هذه البدع بمعنى اخترعت شيئًا، ومنه قوله تعالى: ﴿ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ
( البقرة: 117) أي خلقهما على غير مثال سابق وهكذا .المهم في نهاية الحوار اقتنع و قال سأصلي التراويح .
طيب، كلام بسيط مع شخص يفهم حل المشكلة، فما بالك بغيره من العوام ممن لم يؤتى حظًا ولا نصيبًا من التعليم .
رد الشيخ حفظه الله علي من يقول بسنية (قل هو الله أحد) بين صلاة التراويح.
فيأتي يقول ،أنت تقول بتحريم قراءة القرءان، فيقول يحرمون قراءة القرءان و يقولون قراءة القرءان بدعة، نحن لا نقول هذا الكلام، إنما نقول قراءة القرءان في هذا الموضع بدعة، وأحدهم يقول لي ما هو الدليل على ذلك ؟ أقول له الدليل أنه لا دليل، من المطالب بالدليل؟ المثبت أم النافي، المطالب بالدليل من أثبت فعلاً، أنا أقول لك لم يحدث من أصله، و تقول لي اثبت لي أنه لم يحدث، أنا أقول بعدم حدوثه ،بينما أنت تقول أنه حدث، إذن أنت من يجب عليه الإتيان بالدليل وليس أنا، .
هل الدليل على المثبت أم على النافي؟
أغلب أهل العلم: أن الدليل على المثبت و ليس على النافي .
ابن حزم: يخالف يقول أن الدليل على النافي، لأن الله عز وجل قال للنافيين لإعادة البعث ﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِين (البقرة:111)
المسألة تحتاج تفصيل .فكل عمل يفعله العبد أيًا كان، مهما كان الفاعل ،نحن نوقر العلماء ونكبرهم ونحفظ مكانتهم، لكن إذا خالف العالم سنن العلم نرده، لا نقبل منه هذا بالرغم من أنه عالم وجليل وفاضل وإلى آخره، وفي نفس الوقت لا نمتهنه ولا نهجم عليه ولا نحقره، لكن سنرد غلطته.
ومن البدع المحدثة أيضاَ ما يلي:
قولهم في صلاة التراويح بعد الركعتين الأوليين أبو بكر، و بعد أربع ركعات عمر ،و بعد ست ركعات عثمان ،و بعد ثماني ركعات علي .
حجتهم في ذلك: قال من قوله تعالي ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (آل عمران:200)،
قال﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُواأبو بكر، ﴿ وَصَابِرُوا عمر ﴿وَرَابِطُواعثمان ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ على، من أين أتيت بها ؟ لا زالت الدعوة قائمة، من أين أتيت بهذا سواء هذه أو تلك ؟ .
لن تعرف البدع المحدثات إلا ما كان عليه السلف الأول .
السنة العملية لابد من استصحابها لأنها تنقذنا من إطلاق البدعة على ما هو سنة، لأن هناك من توسع في إطلاق البدعة على أي شيء حتى على المصالح المرسلة المشروعة التي لم يكن لها مقتضى على زمان النبي فيقول لم تكن أيام النبي، لا.
ليس كل شيء لم يكن أيام النبي يصير بدعة .
لأننا عندنا بدعة وعندنا مصلحة مرسلة، إذا لم تفرق بينهما بالضوابط المعروفة ستجعل المصلحة المرسلة بدعة والبدعة مصلحة مرسلة، طبعًا أنا لست في صدد شرح المصلحة المرسلة والفرق بينها وبين البدعة لأنه موضوع طويل، لكن أنا أحيلك إذا أردت الزيادة والإستيثاق إلى كتاب الاعتصام للإمام أبي إسحاق ألشاطبي رحمة الله عليه، هذا الكتاب ما نسج على منواله مثله، ألشاطبي كل مؤلفاته هكذا، الموافقات في أصول الشريعة، بكر، وكتاب الاعتصام بكر لم يصنف أحد مثلهم أبدًا، كل من يأتي يغرف من بحره.
يتبع إن شاء الله...


الدرس (13) من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

الدرس (13) من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرس (13) من مدرسة الحياة   الدرس (13) من مدرسة الحياة Emptyالسبت 14 مايو 2011, 7:34 pm

أهمية استصحاب السنة العملية ومثال ذلك:
فاستصحاب السنة العملية، ترى النبي وسنة الصحابة من بعده، وأيام النبي وبعد النبي كيف كانوا يتصرفون، فتعرف هل هذه بدعة أو لا.
مثال : هناك من يجوز ضرب الدف في الأفراح للرجال، لأن فيه حديث للنبي عليه الصلاة والسلام يقول، (فَاجْعَلُوْهُ فِيْ الْمَسَاجِدِ وَاضْرِبُوْا عَلَيْهِ بِالْدُّفِّ) المفروض أن الأدلة يخاطب بها الرجال والنساء فالمفترض لا تقول هذا للرجال وهذا للنساء إلا بدليل، يفرِّق ،مثل
( الْتَّسْبِيحِ لِلْرِّجَالِ وَالْتَّصْفِيْقُ لِلْنِّسَاءِ)،عرفنا ما يلزم لكل واحد، إنما طالما لم يأتي دليل تفريق يكون للاثنين معا وقد قال بهذا بعض أهل العلم، مثل ألحليمي في شعب الإيمان وغيره من العلماء، لكن هذا الكلام مردود ومردود على لسان أكثر أهل العلم ( وَاضْرِبُوْا عَلَيْهِ بِالْدُّفِّ) وإن كان خرج هذا المخرج لكن المعني به النساء وحدهن.
ما الدليل على أن الضرب بالدف معني به النساء فقط ؟
السنة العملية، إذن ائتوا لي برجل ضرب على دف من يوم أن بُعِثَ النبي إلي نهاية الأئمة المجتهدين علي الأقل، إلي القرن الرابع الهجري أو الثالث الهجري ألحليمي طبعًا جاء بعد ذلك، أنا أريد أن أفهم هذه أيام الصحابة والتابعين والأئمة المتبوعين إلى القرون الثلاثة الأول التي إليها المرجع في هذه المسألة، أذكروا لي أحد أفتى بهذا أو عمل هذا.
أقوال بعض العلماء في ضرب الدف للرجال:
الشافعي رحمه الله: التخدير الذي هو الضرب على الرق، ما يفعله إلا الفَّسَّاق وكذلك قال مالك .
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية: عن الذين يضربون بالدف من الرجال قال ما يفعله إلا المخانيث .ليس هناك رجل يمسك طبلة ويضرب بها.لأن الطبلة والدف من المعازف والمعازف محرَّمة على الرجال وعلى النساء معًا إلا في مواضع.
المواضع التي يجوز فيها الضرب علي الدف.
يجوز للجارية_البنت الصغيرة_دون الكبيرة أن تضرب بالدف وحديث النبي _ لما قال أبو بكر(أَمِزْمَارُ الْشَّيْطَانِ فِيْ بَيْتِ رَسُوْلِ الْلَّهِ ؟ قَالَ: دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ فَإِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيْدُ وَهَذَا عِيْدِهِمْ)
أو أن تكون امرأة نذرت (أن أمرأةً نذرت إن رد الله النبي سالمًا أن تضرب بين يديه بالدف، فأذن لها بذلك) .
تحرير المسألة:أولاً: أريد أن أقول أنه لا يحل لأحدٍ أن ينذر نذر معصية ابتداءً الضرب على الدف أو المعازف للرجال والنساء حرام، عندما نذرت هذه المرأة أن تضرب على الدف أليس من المفترض أن يكون نذر معصية؟ كيف و النبي رخّص لها ؟ لأن بعض الناس يلعب بهذا الجانب .المرخّص ضرب الدف في يوم العيد، ولا شك أن رجوعه سالمًا هو العيد، ، فأذن لها أن تضرب بالدف لأجل هذا المعني وليس لأجل النذر، لأن النبي قال:( مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيْعَ الْلَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ الْلَّهَ فَلَا يَعْصِيَهُ) .
الضرب بالدف يكون في الأفراح في العيد للجواري الصغيرات وليس للكبار إنما الضرب بالدف للكبيرات في الأفراح أثناء زفاف امرأة، فعندما أريد أن أفهم (وَاضْرِبُوْا عَلَيْهِ بِالْدُّفِّ)لابد من استصحاب السنة العملية التي كانت في زمان النبي وفي زمان الصحابة، عندما أدخلها على النص أصل إلي فيصل في المسألة، وينتهي إشكال واضربوا عليه بالدف .
مثال آخر: عندما قال النبي عليه الصلاة والسلام:( إذا حملتم الجنازة فأسرعوا) إذاً تحمل النساء المحمل، يحملوا النعش، لأنه لا فرق بين
[ حملتم وأسرعوا، وأضربوا ]، اضربوا قالوا ليس هناك دليل، كذلك أسرعوا ولا احملوا، أين الدليل على التفريق إذاً، ليس هناك دليل على التفريق ،ما الذي يجعلني أقول أن النساء لا تحمل النعش ؟ السنة العملية
الخلاصة:من أراد أن يتقي البدع المحدثات فعليه بمعرفة السنن وبمعرفة ما كان عليه الشرب الأول أو الصحابة الأولون .

وصية الشيخ حفظه الله _ بمطالعة أحوال القرون الثلاثة الأول :
وأنا دائمًا أوصي إخواننا بمطالعة أحوال القرون الثلاثة الأول، لأن كل قرن يأتي بعد ذلك يتبع هذه القرون فهو خير، لأن التفضيل جاء في القرون الثلاثة وهناك شك في القرن الرابع والصحيح الثلاثة فقط، والرواية التي أتي فيها القرن الرابع رواية ضعيفة فاللفظ الصحيح، (خَيْرُ الْنَّاسِ قَرْنِيّ ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُمْ ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُمْ) أما لفظ (خَيْرٍ الْقُرُوْنِ قَرْنِيّ) فباطل لا يصح من جهة الرواية . .
( كُلِّ عَمَلٍ لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا)كلمة_ أمرنا_إشارة إلى سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حتى بعض المسائل التي اختلف فيها أهل العلم، نحن ننظر إلى السلف الأول كيف كان تصرفهم

من المسائل التي اختلف فيها أهل العلم :[ السبحة]
1-الشيخ حفظه الله و كثير من أهل العلم ،: يرون بدعيتها.
2-بعض أهل العلم: يرى أنها ليست ببدعة، يرى أنها مباحة .
3- وبعضهم: يرى أنها خلاف الأولى، وهذه لو خلاف الأولي لا تبقى بدعة مباحة طبعًا خارج النطاق .
تاريخ السبحة:
عندما ننظر في تاريخ السبحة ودخولها بهذا الشكل عند المسلمين نجد أنها مأخوذة من الهندوس ومن النصارى، والطرق الصوفية لقطتها وأدخلتها بهذه الطريقة.
تحقيق الآثار في السبحة:
لا توجد أي آثار صحيحة عن الصحابة أنهم كانوا يستعملون السبحة، كل الآثار إما ضعيف أو منكر أو باطل أو ليس هناك أصلاً إلا ما يعتمدون عليه (أَنْ الْنَّبِيِّ دَخَلَ عَلَىَ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ فَوَجَدَهَا تُسَبِّحُ بِحَصَى فَقَالَ: وَلَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ كَلِمَةَ هِيَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكِ) فقالوا خير من ذلك، إذن هو خير لكن فيه أخير، فالمسألة داخلة في باب الإباحة بهذا، لكن الصحابة أنكروا هذا نصًا.
السبحة بدعة لسببين:
السبب الأول: أنه لم يصح حديث في هذا، حديث أنس الذي احتج به الشافعي في هذا حديث منكر، حديث أبي جعفر الرازي عن أبي العالية عن أنس تقريبًا، عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أنس: (لَا زَالَ رَسُوْلُ الْلَّهِ يَقْنُتُ فِيْ الْفَجْرِ أَوْ فِيْ الْصُّبْحِ حَتَّىَ فَارَقَ الْدُّنْيَا)
هذا منكر لأن أبا جعفر الرازي عيسى بن مَهان سيء الحفظ، وسوء حفظه كلمة اتفاق عند العلماء وتفرد بهذا الحديث، ولم يتابعه أحد .
والقاعدة عند أهل العلم : أن سيء الحفظ إذا تفرد بحديث فإن حديثه منكر .
وإلا لماذا لم يحفظ هذا الحديث عند غيره من الثقات من أصحاب هذا الشيخ فلماذا هو الذي يتفرد مع سوء حفظه، فهذا منكر كلمة اتفاق، والغريب إن بعض علماء الشافعية من المحدثين يصححون هذا الحديث، وأنا مستغرب كيف يصح هذا الحديث مع أنه ضعَّف لأبي جعفر الرازي روايات كثيرة كالبيهقي مثلاً، أو النووي ،كيف هذا إسناده صحيح ويقوونه بأحاديث متنها أن النبي (كان يقنت في الصبح)، ليس إشكالنا في أن يقنت الصبح أو لا .
[ إشكالنا]( ما زال حتى فارق الدنيا) ، أنا لا أنكر أنه كان يقنت الصبح كما كان يقنت الظهر والعصر والمغرب والعشاء في مسائل النوازل وهكذا، فكلمة كان( يقنت في الصبح)ليس فيها دليل على المسألة، لكن دليلها( لازال يقنت حتى فارق الدنيا)، أي أن آخر أمره كان يقنت وبعدها لا زال فهذا التي جعلهم يقنتون كل فجر، وأنا قلت هذا القدر لم يتابع أبو جعفر الرازي عليه، فهو حديث منكر .
السبب الثاني:ما رواه الترمذي وصححه عن أبي طارق الأشدعي عن أبي مالك الأشدعي، طارق بن أشيب عن أبيه وهو من الصحابة (أن أبا مالك قال لأبيه يا أبتي صليت خلف النبي وخلف أبي بكر وخلف عمر وعثمان وعلي، أكانوا يقنتون في الصبح ؟ قال: أي بني محدثة) محدثة _ أي بدعة _ قال انفرد طارق بن أشيب بهذا ولم يتابع عليه، يعني وهم .
هل يُعقل أن يصلي أحد خلف النبي وخلف أبي بكر عمر وعثمان وعلي ،لا يتذكر أقنت أحدهم أم لا؟ عشر سنين يصلي خلف عمر بن الخطاب دون أن يتذكر هل قنت أم لا، هذا كلام لا يُتصور.
فعندما يُقال أن هذا ليس ببدعة نقول له ابن مسعود و أبي موسي الأشعري كلاهما أنكر التسبيح بالحصى، وأفتي كليهما ببدعيته، وأن النبي ما فعله ولا أحد من أصحابه فعله إنما قوله (أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَىَ خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ) يمكن تأويلها .
وكان من عادة النبي أن يرد إلي الأفضل، فهل هذا الكلام فيه شيء بأن النبي ، لم ينكر عليها أنها تسبح على الحصى، هذا مأخوذ بدلالة المفهوم، والمفهوم ممكن أن يُنازع فيه بخلاف المنطوق .

ما صحة ما قِيلَ أن أبا هريرة ِ كان له سبحة يسبح عليها اثنا عشر ألف حصاة ؟
لو نظرت إلى السيرة العملية وكل ما أوردوه من الآثار عن الصحابة أن أبا هريرة كان له سبحة اثنا عشر ألف حصاة، أي إنسان له أي دور في الحديث يعلم أن هذا باطل، لا يمكن أن يكون صحيحًا وسيرة الصحابة لو كانوا يفعلون هذا أو اتخذوه لا يمكن بالأسانيد المتكاثرة ولرؤى مع ألوف الصحابة كل واحد يحمل له سبحة، أو جعل نصف الصحابة حاملين سبح والتابعون الذين رأوهم والذين يتعلموا منهم، لاشك أنهم كانوا سينقلون شيئًا من هذا
لكي نتقي البدع المحدثات لأنها تديُن بما لم يُشرع، وهذه مشكلتها أنك عبدت الله بدين مختلف، و ليس هو الدين الذي جاء به نبينا ، فهذا الحديث أصل في هذا الباب (كُلِّ عَمَلٍ لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ)وهذا مؤذن برد كل البدع المحدثات
قال: [ ولا يَنبَغِي أَن يُغتَرَ بِعبَادةِ جُرَيحٍ ولَا بِتَقوى ذِي الخُويِصِرَة .]
يريد أن يقول أن القصة ليست قصة عبادة، لا تحكم على سلامة منهج أحد بكثرة عبادته ولا بزهده ولا بتخليه عن الدنيا، صحة المنهج شيء والعبادة شيء ثاني ،عندنا واحد كان يجمع خمساً من البدع اسمه عمر بن عُبيد عمر بن عبيد هذا كانت علامة الصلاة في وجهه كركبة العنز ظاهرة، عندما كان يراه المنصور كان ينشد قائلاً:

كلكم يمشي رويد كلكم
طالب صيد غير عمر بن عبيد
يقول للعلماء ليس أحد منكم كعمر بن عبيد، أنتم كلكم صيادين الذي يقترب مني يريد مالاً، يريد شفاعة، يريد أرضًا ،فكيف اغتر المنصور بهذا المبتدع ؟ومدحه بهذا المدح العالي، من أجل علامة الصلاة وأنه كان زاهدًا في الدنيا فعلاً، وليس زاهد بالقول، كان زاهدًا في الدنيا وكان كثير الصلاة

العبادة لا تدل علي صحة المنهج.
فأنا أقول لكم العبادة لا تدل على صحة المنهج، فلا يأتيني قائل يقول لي فلان في الجماعة الفلانية، وهذا رجل طيب ورجل صالح ويساعد المساكين و تجده في الصف الأول دائماً لا تفوته تكبيرة الإحرام وزوجته منتقبة وأولاده ملتحين ، كل هذا ليس له أي علاقة بصحة المنهج .
قد يكون مبتدعاً مع كل هذا، مثلما سنبسط الكلام مع مثل ذِي الخويصرة لأن ابن الجوزي يقول لا تغتر بعبادة جُريج ولا بتقوى ذِي الخويصرة .
لأن ابن الجوزي كما قلنا يقوم بعملية تجديد الخطاب الديني ، يصحح للذي أدخله المتزهدون على الإسلام من الباطل وخالفوا به السلف الأول، فيريد أن يقول لك لا تقول لي زاهد ولا عابد ولا، ولا، إلى آخره، إذا خالف السلف الأول اسمه مبتدع، ، فلا تغتر بعبادة جريج ولا بتقوى ذِي الخويصرة، وإن شاء الله عز وجل سنحكي في المرة القادمة، قصة جُريج والشاهد منها وقصة ذِي الخويصرة.
إنتهى الدرس الثالث عشر


الدرس (13) من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الدرس (13) من مدرسة الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدرس (15) من مدرسة الحياة
» الدرس (2) من مدرسة الحياة
» الدرس (16) من مدرسة الحياة
» الدرس (2) من مدرسة الحياة
» الدرس (17) من مدرسة الحياة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة :: كتابات أبي إسحاق الحويني :: حلقات 1429 هجرية-
انتقل الى: