منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الدرس (11) من مدرسة الحياة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

الدرس (11) من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: الدرس (11) من مدرسة الحياة   الدرس (11) من مدرسة الحياة Emptyالسبت 14 مايو 2011, 6:42 pm

قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: [ بَلغَنِي عن بعض زُهَادِ زَمانِنا أَنه قُدِمَ إِليهِ طَعامُ فقال : لَا آَكُل فقيل لَهُ : لِمَا ؟ قال : لأن نفسي تَشتَهِيه وَأنا منذ سِنين مَا بَلّغتُ نَفسِي مَا تَشتَهي، فَقُلتُ : لقد خَفِيَ الطَريقُ الصَوابِ عن هذا من وجهَين و سَببُ خَفَائِهَا عَدمُ العِلم .
أما الوجه الأول: فإن النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن عَلى هَذا ولا أصحَابُه وقد كان عليه الصلاة و السلام يَأكُلُ لَحمُ الدَجَاجِ ويُحِبُ الحَلوى والعَسل ودخل فَرقَدُ السَبَخِي على الحَسنِ وهو يَأكُلُ الفَالُوذَج فقال:[ يا فرقد ما تقول في هذا ] ؟ فقال:[ لا آكله و لا أُحِبُ من أَكَلَهُ ] فقال الحسن:[ لُعَابُ النحلِ بِلِبَابُ البُرِ مع سَمنِ البَقَرِ هل يَعِيبَهُ مُسلم ؟ ]، وجاء رجل إلى الحسن فقال: [ إن لي جارًا لا يأكل الفَالُوذَج ] فقال [ ولِمَا ؟ ] قال يقول: [ لَا أُؤَدِي شُكرَه ] فقال: [ إن جَارَكَ جَاهِل وهَل يُؤَدِي شُكرَ المَاءِ البَارِد ؟ ] .
وكان سُفيانَ الثَورِي يَحمِلَ في سَفَرِهِ الفَالُوذَج و الحَمَلَ المَشوِي و يقول : [ إن الدَابَة إذا أُحسِنَ إِليهَا عَمِلَت ]، ومَا حَدَثَ في الزُهَادِ بَعدَهم من هذا الفَنِ فَأُمُورٌ مَسرُوقَةً من الرَهبَانِيةِ وَأَنَا خَائِف من قوله تعالى: ﴿ لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا .
ولا يُحفَظُ عن أَحَدٍ من السَلَفِ الأُولِ من الصحَابَةِ من هَذَا الفَنِ شَيءٌ إلا أن يكونَ ذلك لِعَارِض، وأما سَببُ ما يُروَى عن ابن عُمَرَ م : أَنَهُ اشتَهَى شيئًا فَآَثَرَ به فَقِيرًا وَأعتَقَ جَاريَتَهُ رُمَيثَةَ و قال : (إِنهَا أَحَبُ الخَلقَ إِلَيَ) فهذا وَأمثَالُهُ حَسَن لَأَنَهُ إِيثَارٌ بِما هو أَجوَدُ عِندَ النفسِ مِن غَيرِه وأَكثَرُ لَهَا من سِوَاهَا، فَإِذَا وَقَعَ في بعض الأَوقَاتِ كُسِرَت بذلك الفعل ثورَةُ هَوَاهَا أن تَطغَى بِنَيلِ كُلَ مَا تُريد، فأما من دَامَ على مُخَالَفَتِهَا على الإِطلَاق فَإِنَهُ يُعمِي قَلبَهَا وَ يُبَلِد الخَوَاطِر و يُشَتِت عَزَائِمِهَا فَيُؤذِيَهَا أكثرُ مِما يَنفَعُهَا .
وقد قال إِبرَاهيم بن أدهَم : إن القَلب إِذَا أُكرِهَ عَمِى و تَحتَ مَقَالَتِهِ سِرٌ لَطِيف و هو أن الله عَز وجَل قد وضَعَ طَبِيعَةَ الآَدَمِي على مَعنًى عَجِيب وهو أنهَا تَختَارُ الشَيءَ مِنَ الشهَواتِ مِما يُصلِحُهَا فَتعلَم بِاختِيَارٍهَا لَهُ صَلَاحَهُ وصلَاحَهَا بِهِ .
وقد قال حُكمَاءَ الطِبُ : يَنبَغِي أن يُفسَحَ للنفسِ فِيمَا تَشتَهي من المَطَاعِم وإِن كَان فِيهِ نَوعُ ضَرَر لأَنهَا إِنمَا تَختَارُ مَا يُلَائِمُهَا فَإِذَا قَمَعَهَا الزَاهِدُ فِي مِثلِ هَذَا عَادَ عَلى بَدَنِهِ بِالضَرَرِ ،و لَولَا جَوَاذِبِ البَاطِن من الطَبِيعَةِ ما بَقِيَ البَدن فَإِنَ الشَهوةَ لِلطعَامِ تَثُورُ فإِذَا وَقعت الغُنيَةُ بِمَا يَتنَاولُ كَفَتِ الشَهوَة، فالشهوةُ مُرِيدٌ ورَائِد وَنِعمَ البَاعِثُ هِي عَلَى مَصلَحةِ البَدن .
غَيرَ أنهَا إذَا أَفرَطَت وَقَعَ الأَذَى ومَتَى مُنِعَت مَا تُرِيدُ عَلَى الإِطلَاقِ مَعَ الأَمنِ مِن فَسَادِ العَاقِبَة عَادَ ذلك بِفسَادِ أحوَالِ النفسِ وَوَهنِ الجِسمِ وَاختِلَافِ السَقَمِ الذي تَتَدَاعَى به الجُملَة مِثلَ أَن يَمنَعَهَا المَاءَ عِندَ اشتِدَادِ العَطَش وَالغِذَاءَ عِندَ الجُوع و الجِمَاعَ عند قُوةِ الشَهوَة وَالنومَ عند غَلَبَتِهِ حَتَى إِن المُغتَمَ إذا لَم يَتَرَوح بِالشَكوى قَتَلَهُ الكَمَد، فَهَذَا أَصلٌ إذا فَهِمَهُ هَذا الزَاهِدُ عَلِمَ أَنهُ قَد خَالَفَ طَرِيقَ الرَسُولِ
وأَصحَابِهِ مِن حَيثُ النَقلُ وَخَالَف المَوضُوعَ مِن حيثُ الحِكمَة
ولا يَلزَمُ عَلَى هَذَا قولُ القَائِلِ : فَمِن أَينَ يَصفُو المَطعَم ؟ لأَنهُ إِذَا لَم يَصفُ كَانَ التَركُ وَرَعًا وَإِنمَا الكَلَامُ فِي المَطعَمِ الذي لَيسَ فِيهِ مَا يُؤذِي في بًَابِ الوَرع و كَانَ مَا شَرحتَهُ جَوَابًا لِلقَائِلِ : مَا أُبَلِغُ نَفسِي شَهوَةً عَلَى الإِطلَاقِ .
والوجه الثاني: أَنِي أَخَافُ عَلَى الزَاهِدِ أَن تَكُونَ شَهوَتَهُ انقَلَبت إِلَى التَركِ فَصَارَ يَشتَهِي أَلَا يَتَنَاول ولِلنفسِ فِي هَذَا مَكرٌ خَفِيٌ وَرِيَاءٌ دَقِيق فَإِن سَلِمَت مِن الرِيَاءِ لِلخَلقِ كَانت الآَفَةُ مِن جِهَةِ تَعَلُقِهَا بَمِثلِ هَذَا الفِعلِ وإِدلَالِهَا فِي البَاطِنِ بِهِ فَهذهِ مُخَاطَرَةٌ وَغَلَط ،وَرُبمَا قَالَ بَعضُ الجُهَالُ : هَذَا صَدٌ عن الخَيرِ وَعنِ الزُهدِ و لَيسَ كَذلك فإِن الحَديثَ قَد صَحَ عَن النبي صلى الله عليه و سلم أَنَهُ قاَلَ: (كُلُ عَملٍِ لَيسَ عَليِهِ أَمرُنَا فَهَوَ رَد)، ولا يَنبَغِي أَن يُغتَرَ بِعبَادةِ جُرَيحٍ ولَا بِتَقوى ذِي الخُويِصِرَة، ولقد دَخَلَ المُتَزَهِدَونَ في طُرِقٍ لَم يَسلُكهَا الرَسُول صلى الله عليه و سلم وَلا أَصحَابُهُ مِن إِظهَارِ التَخَشُعِ الزَائِدِ فِي الحَدِ والتَنَوقِ في تَخشِينِ المَلبَسِ وَأشيَاءَ صَارَ العَوَام يَستَحِسُنُونَهَا، وَصَارت لِأقوَامٍ كَالمَعَاش يَجتَنُونَ مِن أَربَاحِهَا : تَقبِيلَ اليَدِ وتَوفِيرَ التَوقِيرَ وحِرَاسةِ النَامُوسِ وأَكثَرَهُم فِي خَلوَتِهِ عَلَى غَيرِ حَالَتِهِ في جَلوَتِهِ، وقَد كَانَ ابن سِيرِينَ يَضحكَ بَينَ الناسِ قَهقَهَةً وإِذَا خَلَا بِاللَيلِ فَكَأَنَهُ قَتَلَ أَهلَ القَريَة، فَنسألُ اللهَ تَعَالَى عِلمًا نَافِعًا فَهو الأَصل فَمَتَى حَصَلَ أَوجَبَ مِعرِفَةَ المَعبُودِ عَز وجَل وَحرَكَ إِلَى خِدمَتِهِ بِمُقتَضَى مَا شَرَعَهُ وَأَحَبَه و سَلَكَ بِصَاحِبِهِ طَرِيقَ الإَخلَاص وَأصلِ الأُصُولِ العِلم وَأَنفَعَ العُلُوم النَظَرَ فِي سِيرِ الرَسُولِ صلى الله عليه و سلم وأَصحَابِهِ ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ
يعالج ابن الجوزي رحمه الله تعالى ظاهرة لا تزال ممتدة إلى وقتنا هذا وستظل إلى قيام الساعة بل كلما انحدرنا إلى قرب الساعة زاد هذا الخلل ألا وهو:

سوء الفهم عن الله ورسوله وهذا أصل كل بلية :
وما تفرقت هذه الأمة إلى ثلاثة وسبعين فرقة إلا بسبب سوء الفهم عن الله ورسوله وهو أصل كل بلية، كلما انحدر الزمان واستدار واقتربنا من الساعة كان الخلل أعظم .
ماسر المقابلة في قول النبي _ _ يكثر النساء ويكثر الجهل يقل الرجال يقل العلم؟
وفي حديث أبى هريرة _ط_ أن رسول الله _ ذكر أنه يكون بين يدي الساعة أمور يكثر النساء ويقل الرجال ويقل العلم ويظهر الجهل حتى أن خمسين امرأة يكون لها قيم واحد، فانظر إلى هذه التركيبة يكثر النساء ويكثر الجهل، يقل الرجال يقل العلم، لأن العلم إنما هو للرجال العلم عن الله ورسوله، هم الذين أصَّلوا الأصول وقعَّدوا القواعد وأحسنوا التفريع وصَّنفوا المصنفات، فهناك مناسبة في هذه المقابلة، يقل العلم بموت الرجال إذا دفنا عالمًا فقد دفنا معه علمًا كثيرًا
كان الناس فيما مضى إذا دفنوا عالمًا وجدوا علماء ويكون هؤلاء كالعوض عن هذا الذي مات، مع أن الذي مات خسرنا أيضًا فهمه وعلمه إن كان ممن يصنف فقد ترك لنا علمه في الكتب إن كان ممن يروي فقد ترك روايته مع الرواة ومع المحدِّثين، إذن كلما نقترب من الساعة كلما تظهر هذه الخصائص قال أنس (ما من يوم يمر إلا والذي بعده شر منه إلى يوم القيامة) ودلل النبي عليه _الصلاة والسلام _على اختلال هذه المنظومة التي لا تحيى الأمة إلا بها إلا باستقامتها، قال حتى أن الرجل الواحد يكون قيمًا على خمسين امرأة .

كيف يكون الرجل الواحد قيِّماً علي خمسين امرأة؟
الكلام يحتمل معنيين :
المعني الأول: قيِّم يعني يصرف عليهن ويعتني بهن ويقوم على شئونهن ،.
المعني الثاني: يتزوجهن جميعًا، فعندما يكون معروفاً في الشريعة أن الرجل له أربعة نسوة، فلماذا يتزوج هذا خمسين ؟ فهذا يدل علي الجهل، رسوم الشريعة درست وكل يوم كما قلت لكم يموت العالم لا يعَّوض إلا بعد عشرة خمسة عشر سنة، حتي يوجد من هو في نفس حشمة العالم وبنفس علمه نغيب عشرة خمسة عشر سنة لا يوجد عندنا الألباني، إلي أن يظهر واحد يملأ الكرسي يكون له من العلم والحشمة ما يمضي كلامه بهما، نغيب عشرة خمسة عشر سنه لا يوجد عندنا الشيخ ابن باز مثلاً أو الشيخ عبد الرزاق عفيفي أو أي أحد من العلماء الكبار الذين ماتوا في السنوات الأخيرة، فسوء الفهم عن الله ورسوله أصل كل بلية.
من علامات سوء الفهم أو من مظاهر سوء الفهم،.
أن يتزي الجهَّال بزى أهل العلم، إذا كان زى أهل العلم العمة والكاكولا الآن أصبح يلبسهم كل واحد، والناس لا تتصور أن هذا الذي يلبس هذه العمامة جاهل لا يعرف شيئًا، كم من مُقيم شعائر في مسجد يأتيه الرجل طلق امرأته، يقول له أنا قلت لها أنت طالق ثم يبكي له معللاً فعله هذا والذي يترتب علي ذلك من ضياع الأولاد وخراب البيت إلي آخره من الأعذار. فيأخذ منه ثلاثين جنيهاً أو أربعين جنيهاً ثم يُحلل رجوعها له،، رأينا هذا كثيرًا

المتزيين بزي أهل العلم يعطلون مسيرة أهل العلم.
فكل من تزيي بزي أهل العلم صار عند كثير من العوام من العلماء، فهؤلاء يعطلون مسيرة أهل العلم، لأنهم يفسدون أذواق الخلق، فعندما يكون هناك أحد المتزيين بزي أهل العلم، ليس عنده حرام كل الأمور عنده حلال، فلن يأتي لي ،على حسب ظنه في، ولكم صُدَّ عن أهل الحق بأمثال هؤلاء، اللذين ليس عندهم حرام ،، وربنا رب قلوب، إلي آخره.
ولعلكم تذكرون قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسًا كما في حديث أبي سعيد ألخدري_ ط _، في مبدئه أراد أن يتوب ذهب إلى راهب قال: قتلت تسعة وتسعين نفسًا ألي توبة ؟ قال له لا فقتله وأكمل به المائة، لطف الله عز وجل به قال: دلوني على أعلم أهل الأرض، قال هذه العبارة في باديء الأمر فدلوه على راهب، المرة الثانية دلوني على أعلم أهل الأرض فدلوه على راهب عالم قال: إني قتلت تسعة وتسعين نفسًا ألي توبة ؟ قال: نعم ومن يحجب عنك باب التوبة، أخرج إلى أرض كذا وكذا إلى آخر الحديث .
لماذا دلت الناس هذا القاتل على الراهب الأول ؟
لأنهم يظنون بوحدة الأزياء أن كلهم واحد، طالما أنه رجل متعبد وعليه سيمة الصلاح ولحيته مسبلة ويمشي محني الرأس ،ويتورع عن أكل الشبهات فيكون عند العوام رجل عالم، دلتنا فتواه على أنه جاهل
الذي يتصدى للفتوى لابد أن يراعي مقتضى حال المخاطب.
فهذا رجل قتل تسعة وتسعين نفسًا، ذبحهم ذبح النعاج ولم يبك عليهم، لن يصعب عليه أن يذبح آخر، فكان على الأقل ينبغي أن يحتاط لنفسه، حتى لو أنه لا يريد الجواب، يقول راجعني غداً، أو أنا ليس عندي علم بهذا اذهب إلى العالم الفلاني أو التمس أحدًا، كان من الممكن أن يتخلص ويكون له مخرج ، لكنه لأنه اعتزل الخلق وراهب وقاعد في صومعته، لم يعد يعرف أخلاق الناس، ولا يعرف كيف يعامل الخلق بخلاف العالم الذي يعيش وسطهم ويعرف كيف يعامل هذا، وهذا، وهذا .
عمربن عبد العزيز ذات مرة وهو يمشي في المسجد عثُرَت قدمه في رجل نائم فهب الرجل واقفًا وقاله أنت أعمى ؟ قال له لأ خلاص انتهي الأمر فلا ينفع أن يقول له كيف تقولي أعمى، يوجد ناس تعرفها كده دون أن يتكلم تنظر لوجهه تكشفه مباشرةً، تعرف هذا إنسان فاضل ولا إنسان غير فاضل، هذا إنسان حليم ولا إنسان غشيم، من كثرة ما تصفحت وجوه الخلق، وكذلك البريق الذي ترسله العينان من معجزات رب العالمين تبارك وتعالى، العين لها بريق ترسله لا يُوصف بقلم لكن يدركه القلب أعرف من عين هذا الإنسان إنه طيب أو غير طيب ماذا قصد بمجيئه؟ هل يريد شراً أم خيراً ؟، هذا كله أبدا لا يُعرف إلا عن طريق المخالطة .
لكن الراهب الجالس في الصومعة من أين يعرف أحوال الناس ،لم يفطن ولم يخطر بباله أن هذا يمكن أن يقتله .

سبب حدوث هذا الإشكال الزى واحد :
كلنا زملاء طالما أنت ملتحي وأنا ملتحي صرنا زملاء لايوجد فرق بيننا، يقولون كلهم بتوع ربنا فقط العوام اللذين يتكلموا أو سني وقد يكون السني هذا مثلاً من المبتدعين يضعهم كلهم في خندق واحد ولا يميزون بين هذا وهذا لاتفاق الأزياء والأشكال ،لذلك في الحديث قال ثم سأل هذا الرجل دلوني على أعلم أهل الأرض فدلوه على راهب عالم، جاءت كلمة عالم في الحديث، وفي المرة الأولى قال دلوه على راهب ولم يقل عالم، لذلك خرج جوابه بهذا الهدوء ولم ييأس الرجل .
ولولا باب الرجاء والفسحة والمغفرة لكفر الناس :
عندما يكون أحدنا يعرف أنه مهما فعل في جهنم وبئس المصير، فطالما أنه في النار، إذا يتمتع ويفعل مايريد، لماذا ينفذ النص والقانون طالما أنه في النهاية في النار، لكن إذا فتحت له باب الأمل وباب الرجاء وأطمعته في رحمة الله عز وجل، تفتح نفسه فيتخلص من معصيته .

متي ظهر نجم التصوف؟
في زمان ابن الجوزي رحمه الله نجم التصوف وظهرت أصوله ونضجت وحدث نوع من الخلط ما بين الزاهد والصوفي، فبعض الناس يتصور أنه لا فرق بينهما مثلاً أبي نُعيم الأصبهاني الذي صنف كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ذكر أبا بكر وعمر وذكر الشافعي وسفيان الثوري وهؤلاء السادة من جملة الصوفية .
مع أن الشافعي يقول [ ما تصوف رجل أول النهار فلا يأتي عليه آخر النهار وهو أحمق ] فليس كل زاهد صوفي، لأن الكلمتان ليستا مترادفتين التصوف مذهب صار له قواعد وصارت له أصول.


ماسبب كتابة ابن الجوزي لهذه الخاطرة؟
فلما اختلط على الناس الزهد بالتصوف كتب ابن الجوزي هذه الخاطرة وكثيرًا ما يردد هذه المعاني في كتاب صيد الخاطر، وصنف كتاب تلبيس إبليس لأجل هذا المعنى أيضًا أنه لبَّس على جماعة كثيرين من الفقهاء والمحدِّثين والمتصوفة، لم يترك جنسًا إلا وبين كيف يلَّبس الشيطان على هؤلاء .
فهو هنا يذكر معنيً مغلوطًا في الزهد وتأديب النفس فقال:
[ بَلغَنِي عن بعض زُهَادِ زَمانِنا أَنه قُدِّمَ إِليهِ طَعامُ فقال : لَا آَكُل فقيل لَهُ : لِمَا ؟ قال : لأن نفسي تَشتَهِيه وَأنا منذ سِنين مَا بَلَّغتُ نَفسِي مَا تَشتَهي، فَقُلتُ : لقد خَفِيَ الطَريقُ الصَوابِ عن هذا من وجهَين و سَببُ خَفَائِهَا عَدمُ العِلم [.
أما الوجه الأول: [فإن النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن عَلى هَذا ولا أصحَابُه]
جوع الصحابة كان جوعاً اضطرارياً.
جوع الصحابة كان بسبب الحاجة، جوع اضطراري وليس جوعًا اختيارياً عندما تراجع حياة الصحابة ترى هذا سمتًا عامًا لكنهم عرفوا لماذا خلقوا، فلم يكتنفوا كثيرًا لهذا الجوع، منهم من كان يأكل ورق الشجر كانوا في غزوة من الغزوات يأكلون ورق الشجر حتى تقرَّحت أشداقهم، و لابد أن يُسكِت كلب الجوع فيأكل أي شي حتى لو كان ورق الشجر، ولا يُظهر تضجرًا إطلاقًا في هذا .
عندنا وقائع كثيرة منها الحديث الشهير الذي رواه البخاري في كتابه الرقاق أن أبا هريرة رضي الله عنه قال(وَالْلَّهُ الَّذِيْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَقَدْ رَأَيْتُنِيْ أُصْرَعُ عِنْدَ هَذَا الْمِنْبَرِ)، أُصرع: أي_ يغمى عليه_ ،( فَيَجِيْءُ الْجَائِيْ فَيَضَعْ قَدَّمَهُ عَلَىَ عُنُقِيّ يَظُنُّ بِيَ جُنُوْنْا وَمَا بِيَ جُنُوْنٍ، إِنَّمَا الْجُوْعِ)_شدة الجوع يغمى عليه ويسقط بجانب المنبر، (وَلَقَدْ قَعَدْتُ فِيْ طَرِيْقِهِمْ يَوْما)،_ أراد أن يأكل لأن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه كان له سنة حسنة مع أبي هريرة، وكان يعرف أن أبا هريرة رجلٌ ملصقٌ مسكين ليس له أهل وكان يتبع النبي
على ملء بطنه يأكل معه يمد يده معه ويحفظ كلامه فكان من سنة جعفر أن أبا هريرة إذا سأله عن مسألة يعلم أنه جائع فلا يحرجه، فيقول له لا تعالي حتى نطعم أولاً ثم نتكلم، فبذلك يكون أكل أبو هريرة بدون إحراج أراد أن يفعل هذا، وظن أن كل الناس قد يفطن لما فطن إليه جعفر، والفطنة هذه مسألة مواهب، قد يخفى الشيءُ على الرجل الكبير عظيم الفهم ويدركه من هو أقل منه بمائة درجة، لأن هذه مواهب وقد نثر الله عز وجل الفضل في الناس، فصلى معهم الصلاة وسبقهم، وجلس على الطريق العمومي الذي يسلكه كل الناس، قال: ( فَمَرَّ بِيَ أَبُوْبَكْرٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آَيَةٍ مِنْ كِتَابِ الْلَّهِ وَإِنَّهَا لَمَعِي، مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا رَجَاءَ أَنْ يَسْتَتَّبَعَنِيّ) وفي الرواية الثانية (مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا رَجَاءَ أَنْ يُشْبِعُنِي، قَالَ: فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ)، أجاب عن السؤال فقط.
قَالَ: (فَمُرَّ بِيَ عُمَرُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آَيَةٍ مِنْ كِتَابِ الْلَّهِ وَإِنَّهَا لَمَعِي، مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا رَجَاءَ أَنْ يَسْتَتَّبَعَنِيّ، فَمَضَىْ وَلَمْ يَفْعَلْ، حَتَّىَ مَرَّ بِيَ أَبُوْ الْقَاسِمِ
فَنَظَرَ إِلَىَ وَجْهِيَ فَعَرَفَ مَا بِيَ فَتَبَسَّمَ وَقَالَ: أَبَا هِرٍّ إِلْحَقْ)
فهذا أدب عالي من صاحب الخلق الرفيع الذي أدبه ربه سبحانه وتعالى، النبي عليه الصلاة والسلام، أولاً: نظر إليه عرف ما به، ابتسم لزيادة الإيناس والأُنس مطلوب قبل السلام ،﴿ لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا (النور:27)

يتبع إن شاء الله..


الدرس (11) من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

الدرس (11) من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرس (11) من مدرسة الحياة   الدرس (11) من مدرسة الحياة Emptyالسبت 14 مايو 2011, 6:43 pm

الشاهد من الآية:
أخرّ السلام بعد الاستئناس، لأن هناك من يلقي السلام تقول أعوذ بالله لأنه متجهم وهو يلقي السلام .
فالنبي_ عليه الصلاة والسلام_ لأنه يعلم ما بأبي هريرة تبسم أولاً: ليزيل هذا من نفسه، ثانياً: رخَّم اسمه أو كنيته قال أبا هر مما يدل على أن هناك زيادة ود (أبا هر إلحق بنا) فدخل النبي _ _ومعه أبو هريرة عندما دخل وجد لبناً في إناء، قال: من أين هذا اللبن ؟ قالوا أهداه لك فلان أو فلانة من الأنصار فقال أَبَا هِرٍّ إِلْحَقْ بِأَهْلِ الْصُّفَّةِ فَادْعُوْهُمْ يَّشْرَكُوْنَنَّا فِيْ هَذَا الْلَّبَنُ) أهل الصفة مثلما جمع أبو نعيم أخبارهم والسخاوي كانوا يقلون ويكثرون أكبر عدد كان حوالي أربعمائة وكسر وأقل عدد مثلاً لا يعني لا يقل عن خمسين .
قال: (فَأَحْزَنَنِيْ ذَلِكَ وَمَا يَفْعَلُ هَذَا الْلَّبَنُ فِيْ أَهْلِ الْصُّفَّةِ، لَقَدْ رَجَوْتُ أَنْ أَشْرَبَ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ الْلَّهِ وَطَاعَةِ رَسُوْلِهِ بُدٌّ)،هذا ما ميز هذا الجيل وأعزه ورفعه الله عز وجل إلى الثُّّّريا بهذه الكلمة، لم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بد، وأمر آخر أحزنني
( أَنَّنِيْ أَرَىَ الْرَّسُوْلُ أَنَّنِيْ أَنَا الَّذِيْ دَعَوْتُهُمْ فِسَأَكُوْنُ آَخِرُهُمْ شُرْبا)،
لن يجد لبناً يشربه، انطلق جاء أهل الصفة جلسوا كلهم، النبي_ _ وضع يده على الإناء بَرَّك وأعطى الإناء أبا هريرة، قال:
( اسْقِهِمُ، قَالَ كُنْتُ أُنَاوَلُ الْوَاحِدُ فَيَشْرَبُ حَتَّىَ يَرْوِيَ ظَمَأَهُ فَآَخُذُ مِنْهُ الْإِنَاءُ وَأُعْطِيَهِ لِلْآَخَرِ وَهَكَذَا حَتَّىَ شَرِبُوْا جَمِيْعا).
قال: (فَلَمَّا وَصَلَتْ إِلَىَ الْنَّبِيِّ نَظَرَ إِلَىَ وَتَبْسِمُ)،الهواجس التي كانت في نفس أبو هريرة كان النبي يعرفها، أنه سيسقط من الجوع، ثم بعد ذلك لن يجد ما يشربه وفي الآخر، قال: (يَا أَبَا هِرٍّ قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُوْلَ الْلَّهِ، قَالَ: لَمْ يَبْقَىْ إِلَا أَنَا وَأَنْتَ، فَقَالَ: صَدَقْتَ قَالَ: اجْلِسْ، قَالَ: فَجَلَسْتُ، قَالَ: اشْرَبْ، فَشَرِبْتُ، اشْرَبْ، فَشَرِبْتُ، اشْرَبْ فَشَرِبْتُ، اشْرَبْ، قَالَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكا، قَالَ: أَرِنِيٓ ثُمَّ أَخَذَ الْإِنَاءِ فَتَنَاوَلَ، فَسَمِّ الْلَّهَ وَتَنَاوَلَ الْفَضْلَةَ).
الصحابة ماكانوا يبحثون عن الدنيا.
هذه كانت حياة الصحابة ما كانوا يبحثون عن الدنيا، أريد أن يعرف الناس المنهمكين في الدنيا أن أهل الدين لو أرادوا الدنيا ربما سبقوهم، لكن شرف الغاية هو الذي جعل هذا لا يبحث عن المال مثل هذا، الصحابة لم تكن الدنيا هجيراهم يعني ولم يعملوا لها قط، بل كانت حياتهم سلسلة متواصلة من الغزوات .
البخاري_ رحمه الله_ في كتاب الرقاق ذكر حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ، أن النبي _ _كان يحفر الخندق هو والصحابة، هم يرتجزون وهو يرد عليهم.
فكانوا يحملون التراب على أكتافهم ويرتجزون بهذا الرجز.

نحن الذين بايعوا محمدا
على الجهاد ما بقينا أبدًا
فيرد عليهم قائلاً:

اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة
فأكرم الأنصار والمهاجرة
بعدما روي الإمام البخاري رحمة الله عليه هذا الحديث ذكر حديث سهل بن سعد الساعدي (لَمَوْضِعُ سَوْطٍ أَحَدُكُمْ فِيْ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الْدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا) البخاري وضع هذين الاثنين وراء بعضهم، لأجل أن يقول أن الصحابة الذين فاتهم متاع الدنيا، طوال حياتهم في جهاد من غزوة لغزوة ثانية، لسرية أو لغزوة كبيرة، لم يستمتعوا بالدنيا، فأراد أن يقول إن التعويض لهؤلاء الذين تركوا متاع الدنيا لنُصرة الدين هو الجنة، وأن ما فاتهم ليس شيئًا يُبكى عليه لأن موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ليس هناك أحد امتلك الدنيا وما فيها .

حياة الصحابة كانت حياه كلها جهاد :
حتى في غزوة تبوك الثمار علي وشك النضوج كلها عشر أيام ويحصدون ثمار غرسهم طيلة العام ،جاء الأمر بالاستعداد بالخروج إلى تبوك، ما بين المدينة وبين تبوك مسافة واحد وعشرين يوماً، وهذا الجيش سُمِيَ بجيش العسرة لأنه لا يوجد معهم أموال، المزارعون يملئون جيوبهم بالأموال، في وقت الحصاد في هذا الوقت قيل لهم أخرجوا، كعب بن مالك قال أنه كان يذهب إلى الثمار قال فأنا إليها أسعر أي أميل، فمسألة الأكل والشرب والراحة في الدنيا لم يكن من هم هذا الجيل .
إذن جوعهم كان جوعًا اضطراريا وأما الذين جاءوا بعد ذلك فجوعهم اختيارياً ،.
وهذا لم يحدُث في الصحابة مطلقًا، أن يكون أمام أحدهم الأكل ونفسه يأكل ولا يأكل، إنما حدث هذا لما خفيت سبيل العلم على هؤلاء المتأخرين، يريد يؤدب نفسه فيحرم نفسه من الطيبات، هذا من الإشكالات التي جاءت من زهاد البصرة والكوفة الذين دققوا في هذه المسائل ورأى أنه يؤدب نفسه بهذا أنا قد أفهم إنك تؤدب نفسك بأنك تترك بعض ما تشتهي أحيانًا، من باب التأديب، لكن لا يكون سنة عنك لأن النبي ما فعل ذلك قط أبدًا، ما رد موجودًا ولا تكلف مفقودًا، إلا أن تعافه نفسه فإن لم يجد شيئاً يطعمه ينوي الصيام .
فهؤلاء الذين انحرفوا وأرادوا أن يؤدبوا أنفسهم، أول خلل حدث عندهم أنهم لم يتبعوا طريقة النبي ولا طريقة أصحابه :
كانت حياتهم سهله، لم تكن فيها محرم المحرم عليهم الحرام، إنما الطيبات كلها مباحة إلا أن تكون هناك علة خاصة عند أحدهم فتنزل العلة على قدرها لكن لا تكون قانونًا عامًا مثلما فعل هؤلاء المتزهدين أو الذين ظهروا في صورة المتزهدين.
أما الوجه الأول:[فإن النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن عَلى هَذا ولا أصحَابُه]وهم قبة الدين [ وقد كان عليه الصلاة و السلام يَأكُلُ لَحمُ الدَجَاجِ] كما في حديث أبى موسى الأشعري [ ويُحِبُ الحَلوى والعَسل]
[ ودخل فَرقَدُ السَبَخِي على الحَسنِ] يبين الخلل الذي جاء فرقد بن يعقوب السَبخي أحد رواة الحديث اتفقت كلمة العلماء على أنه ضعيف الحديث لكنه رجل زاهد، لا يختلفون في زهده وفي ورعه وتجافيه عن الدنيا، لكنهم أيضًا لم يختلفوا في أنه ضعيف الحديث، ما أعلم عالماً من علماء الجرح والتعديل مشاه إلا ألعجلي قال لا بأس به، حتى أنني أستغرب الحافظ بن حجر أظن قال صدوق في روايته ليه، لم يكن يستحق هذه المرتبة .
مايدل علي تنطع فرقد السَّبخي :
دخل فرقد على الحسن البصري فالحسن يعلم بأمر فرقد، ويعرف ماذا يفعل فقال: يا فرقد ما تقول في هذا ؟ فهذا يدل على أنه كان أمام الحسن يأكل منه ما تقول في هذا الفالوذج ؟ قال أنا لا آكله ولا أحب من أكله، فهو بذلك يعيب في الحسن، فرد عليه قال له لُعاب النحل هذا مكونات الفالوذج لعاب النحل بلباب البُّر، البر _ القمح _ بسمن البقر هل يعيبه مسلم ؟ فهذا الفالوذج، ففرقد السّبَخي متنطع لأن النبي عليه الصلاة والسلام أكل مفردات هذا، لا فرق بين أنك تأكله كل واحد على حده أو تجمعهم، كي يصيروا شيئاً جديداً فقال أيعيب هذا مسلم ؟


المراد بالزهد:
الزهد ليس خشن المطعم ،أو تشرب شراباً آسٍ، إنما الزهد هو زهد القلب إذا لم تجده لا يتعلق قلبك به، إن وجدته أكلته وحمدت الله هذا هو الزهد الحقيقي الذي يتكلم عنه ابن الجوزي.
قال: وجاء رجل إلى الحسن فقال: [ إن لي جارًا لا يأكل الفَالُوذَج ] فقال [ ولِمَا ؟ ] قال يقول: [ لَا أُؤَدِي شُكرَه ] فقال: [ إن جَارَكَ جَاهِل وهَل يُؤَدِي شُكرَ المَاءِ البَارِد ؟ ] .

العلماء عندهم حجج حاضرة :
الماء البارد الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقول الْلَّهُمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ أَحَبَّ إِلَىَ مَنْ الْمَاءِ الْبَارِدِ) ولو كان هناك شيء أفضل من هذا لذكره لأنه في مقام التقرب إلى محبة الله (اجْعَلْ حُبَّكَ أَحَبَّ إِلَىَ مَنْ الْمَاءِ الْبَارِدِ) ، فهذا الماء البارد الذي يقدر عليه كل أحد، كل إنسان يقدر يبرد الماء وهو مبذول لكل أحد فهل يستطيع هذا أن يؤدي شكر الماء البارد، وكما ذكرت لكم في مرة سابقة عن أبي يزيد البسطامي قال: [تراعنت علي نفسي فحلفت ألا أشرب الماء سنة]
قلنا إن الماء ينفذ الأغذية إلى البدن ولا يستغنى عنه بدن ولا يوجد هناك أي سائل يقوم مقام الماء أبدًا، فهذا لم يؤدي شكر الماء البارد، المفروض يغسل يديه عندما نقرأ قول النبي _عليه الصلاة والسلام_ (اعْلَمُوْا أَنَّهُ لَنْ يَدْخُلَ أَحَدٌ مِنْكُمُ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ، قَالُوْا وَلَا أَنْتَ يَا رَسُوْلَ الْلَّهِ قَالَ: وَلَا أَنَا)اغسل إيدك لا تقول أنا شغال ،أنا طول الليل أقوم، أنا كنت أعلم في الناس هذا لا تستحق به دخول الجنة أبدًا لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ولا أنا اغسل إيدك، ولكن أبذل أقصى طاقتك، حتى لو كانت قليلة هذا هو المطلوب منك، إنما أنك تعمل عملاً يساوي الجنة اغسل يديك من هذا.
إنتهى الدرس الحادي عشر


الدرس (11) من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الدرس (11) من مدرسة الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدرس (17) من مدرسة الحياة
» الدرس (19) من مدرسة الحياة
» الدرس (2) من مدرسة الحياة
» الدرس (18) من مدرسة الحياة
» الدرس (20) من مدرسة الحياة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة :: كتابات أبي إسحاق الحويني :: حلقات 1429 هجرية-
انتقل الى: