منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الدرس (5) من مدرسة الحياة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

الدرس (5) من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: الدرس (5) من مدرسة الحياة   الدرس (5) من مدرسة الحياة Emptyالسبت 14 مايو 2011, 5:57 pm

فاليوم الأربعاء العاشر من شهر رمضان سنة تسع وعشرين بعد الأربعمائة والألف من هجرة خير من وطئ الحصى نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالي-] مَا ابتُلِيَ الإنسان قَطُ بأعظَمَ مِن علُو هِمَتَهَ فإن مَن عَلَت هِمَتَهُ يَختَارُ المَعَالِي‏، ورُبَمَا لا يُسَاعِدَهُ الزمان وقد تَضعُفُ الآَلَةَ فيبقى في عذاب‏ وإنِي أُعطِيتُ من عُلُو الهمة طَرَفاً فَأنَا به في عذاب ولا أقول لَيتَهُ لم يكن فإنه إنما يَحلُو العيش بِقَدرِ عَدَم العقل والعاقل لا يختار زيادة اللذَةِ بِنُقصَانِ العقل‏، ولقد رأيتُ أقواماً يَصِفُونَ عُِلوَ هِمَمِهِم فتَأمَلتُهَا فإذا بها في فَنٍ وَاحِد‏، ولا يُبَالُونَ بالنَقصِ فيما هو أَهَم ]

قال الرَضِيُ‏:‏
ولِكُلِ جِسمٍ فِي النُحُولِ بَليَةٌ
وَبَلَاءُ جِسمِي مِن تَفَاوتُ هِمَتِي

فَنَظَرتُ فَإِذَا غَايةُ أَمَلِهِ الإِمَارة‏، وكان أبو مُسلِمُ الخَرَاسَانِي في حَالِ شَبِيبَتهِ لا يَكَاُد يَنَام فَقِيلَ لَهُ في ذلك فَقََال‏:‏ ذِهنٌ صَافٍ وَهَمٌ بَعيد ونفسٌ تَتُوقُ إلى مَعَالِي الأمُور مع عَيشٍ كَعَيشِ الهَمَجِ الرَعَاع‏، قِيلَ‏:‏ فما الذي يُبرِِّدُ غَلِيلَك‏، قال‏:‏ الظَفَرُ بِالمُلك‏، قِيلَ‏:‏ فاطلُبهُ قَال‏َ:‏ لا يُطلَبُ إلا بِالأهوَال‏، قِيلَ‏:‏ فَاركَب الأَهوَال، قال‏: العَقلُ مَانِع‏، قِيلَ‏:‏ فَمَا تَصنَع قال‏:‏ سأجعَلُ مِن عَقلِي جَهلاً وَأُحَاوِلُ بِه خَطَراً لا يُنَالُ إلا بالجهل وَأُدَبِرُ بالعقل مَا لا يُحفَظُ إِلا به فَإِن الخمُول أَخُو العَدَم‏، فنظَرتُ إلى حَالِ هَذا المِسكِين فَإِذَا هو قد ضَيَعَ أهَمَ المُهِمَاَت وهو جَانِب الآخِرة وَانتصَبَ في طَلبِ الوُلَايَات‏، فكم فَتَكَ وقَتَلَ حتى نَاَل بَعضَ مُرَادِهِ مِن لَذَاتِ الدنيا‏، ثم لَم يَتَنَعَمُ في ذلك غَيرَ ثَمَانِ سِنِين‏، ثُم اغتِيلَ وَنسِيَ تَدبِيرَ العقل فَقُتِلَ وَمَضَى إلى الآخِرَةِ عَلى أَقبَحِ حَال‏ .)
وكان المُتَنَبِي يَقُول‏:
وفِي الناسِ مَن يَرضَى بِمَيسُورِ عَيشِهِ
وَمَركُوبُه رِجلَاهُ وَالثَوبُ جِِلدُهُ
وَلَكِنَ قَلبًا بَينَ جَنبَيَ مَا لــَـــهُ
مَدىً يَنتَهِي بِي فِي مُرَادٍ أَحُدُّهُ
يَرَى جِسمَهُ يُكسَى شُفُوفًا تَرُبُــهُ
فَيَختَارُ أَن يُكسَى دُرُوعًا تَهُدُهُ

فَتَأمَلتُ هَذَا الآخر فَإِذَا نَهمَتُهُ فِيمَا يَتَعَلَقُ بِالدُنيَا فَحَسب‏[ .‏

وكنا وصلنا في المرة الماضية إلى ذكر طرف من أحوال المتنبي، والمتنبي كما ذكرت لكم كان شاعر الزمان ،شغل الناس وأتي بشعر جيدٍ كأنه كان ينحت المعاني من الصخر، واختلف الناس كثيرًا، حساده يزعمون أنه انتزع معانيه ممن سبقه والمتعصبون له يأبون ذلك ويقولون توارد خواطر حتى أن علي بن عبد العزيز الجُرجَانِي له كتاب الوساطة بين المتنبي وخصومه، أتى في هذا الكتاب بشيء صالح وجميل وعلي بن عبد العزيز الجُرجَانِي هذا هو القاضي المشهور صاحب القصيدة العصماء التي يقول في أولها:
يَقُولًون لِي فِيكَ انقِبَاضٍ وإنمَا
رَأُوا رجلاً عن مَوقِف الذُلِ أَحجَمَ
قصيدة رائعة، وهو ليس علي بن عبد العزيز المحدِّث الذي يروي عن أبي عُبيدة القاسم بن سلام وهو من مشايخ الطبراني، المتنبي كعادة أهل عصره ممن لا يُسَيرَه الدين كان يطلب الدنيا وكان ذكياً إذا علم أن رجلاً ما إذا مُدِحَ أعطى يقصده كما فعل مع سيف الدولة علي بن حمدان ثم فارقه وذهب إلى كافور الإخشيدي صاحب مصر وكنا سنتكلم عن كلامه عن كافور وعن مدحه العالي لكافور وعن شتمه أيضًا لكافور رغم أن كافور الإخشيدي عندما ذهب المتنبي إليه أعطاه داراً و دراهم كثيرة وأخدمه عبيدًا وكان المتنبي على خير حالٍ عنده مدحه كثيرًا من جملة ما قال
( قَوَاصِد كافورٍ) انظر استعماله الأبيات فقط لتعرفوا أهل الدنيا ماذا يفعل بعضهم ببعض، لأن علي بن حمدان سيف الدولة كان يقصد الدنيا وأراد المتنبي أن يخلِّد اسمه في المدح، فكان من عاقبة أرباب الدنيا أن ينقلب بعضهم على بعض كما في حديث عائشة ل أن معاوية بن أبي سفيان ط كتب إليها أن اكتبي إلي شيئًا سمعتيه من النبي فأرسلت إليه أنها سمعت النبي يقول (مِن أَرْضَى الْلَّه بِسَخَط الْنَّاس كَفَاه الْلَّه مَئُوْنَة الْنَّاس، وَمَن أَرْضَى الْنَّاس بِسَخَط الْلَّه وَكَلَه الْلَّه إِلَى الْنَّاس وَالْسَّلَام) هذه هي الرسالة التي كتبتها عائشة ل إلى معاوية بن أبى سفيان ط، يقول:-
قواصد كافور توارك غيره
ومن قصد البحر استقل السواقيا
يقول قصدنا كافورًا وتركنا غيره ومن قصد البحر تقلل ماء السواقي ،لأن الساقية تأخذ من البحر ،فطبعًا سيف الدولة عندما سمع هذا البيت قال:)الويل له جعلني ساقية وجعل العبد بحرًا (قال في سيف الدولة كلامًا كثيرًا ألف وخمسمائة واثنا عشر بيتاً، فلما أراد أن يذهب إلى كافور بدأ يعرِّض بسيف الدولة، قال:
فَجَاءت بِنَا إِنسَانَ عَينِ زَمَانِهِ
وَخَلَفَت بَيَاضًا خَلفَهَا وَمَئَاقِيَا
إنسان العين : نني العين ،التي نبصر بها ،والبياض ليس له دخل في الإبصار، والمئاقي الله هي التي حول البياض قال للقد ذهبنا إلى نني العين ورمينا الباقي، أي سيف الدولة، فكل هذا وهو يعرِّض بسيف الدولة الخلاصة هو كافور الإخشيدي يريد منه مالاً.
نَجُوزُ عَليهَا المُحسنِين إلى الذي
نَري عندهم إِحسَانَهُ والأَيَادِيَا
نجوز أي على الخيل، نجوز المحسنين(سيف الدولة)، يعني هؤلاء الجماعة المحسنين نلقيهم خلف ظهورنا لأننا ذاهبون للذي عنده الأيادي انظر إلى قلة الوفاء مع أنه غاب عند سيف الدولة ثماني سنوات أعطاه أموالاً طائلة لكن مثلما تعلمون أرباب الدنيا مهما تصب في عينه، تجد عينه عميقة جداً لا تجد لها قرار، العين تبتلع الدنيا كلها ، قال:
فتىً مَا سَرَينَا في ظِهُورِ جِدُودِِنَا
إلي عَصرِهِ إلا نُرَّجي التَلَاقِيَا
يقول أنه له سلالة إلي آدم عليه السلام فجده الذي من أيام آدم يقول أنا لازلت أتقلب في أصلاب الرجال، وكل هذا حتى أقابل كافور، الإخشيدي .

فتىً مَا سَرَينَا في ظِهُورِ جِدُودِِنَا
إلي عَصرِهِ إلا نُرَجِي التَلَاقِيَا
تَرَفَعَ عن عُونِ المَكَارِم قَدرُهُ
فَلا يَفعلُ الفَعلَات إِلَا عَزالِِيَا

العون: هو( بين بين)، عوان بين ذلك يعني لا هي شباب ولا عجوزه بين بين، يقول: الفعلة التي فعلها غيره هو يأنف أن يفعلها، إنما إذا أراد أن يفعل شيئًا، يفعل شيئًا لم يُسبق إليه[فَلا يَفعلُ الفَعلَات إِلَا عَزالِِيَا]لا يوجد أحد سبقه لذلك الفعل، إنما مثلاً لو واحد أعطى لأحد ثلاثمائة ألف لا يرضي أن يفعل ذلك، يجب أن يعطيه مليون، لأن الثلاثمائة ألف هذه واحد ثاني أعطاها فهو لا يفعل شيء فعله غيره.

يُبيدُ عَدَاواتِ البُغَاةَ بِلطفِهِ
فَإِن لَم تَبِد منهم أَبَادَ الأَعَادِيَا

أبا المسك هو كانت كنيته هكذا.
أبا المسك ذا الوجه الذي كنت تائقًا إليه وذا الوقت الذي كنت راجيًا
أبَا كُلَ طيبٍ لا أبا المِسكِ وَحدَهُ
وكُلُ سَحَابٍ لا أخُصُ الغَوَاتِيَا

أي أنه استقل عليه أبا المسك فليس أبو المسك فقط بل أبو كل العطور.

يَدُلُ بمَعنىً وَاحِدٍ كُلَ فَاخِرٍ
وقَد جَمَعَ الرحمَان فِيكَ المَعَانِيَا

يعني كل فاخر كل رجل أصيل لو أتي بأقصى ما عنده هو معنى واحد، إما أن يكون كريماً، أو حليماً، أو شجاعاً، كل واحد عنده معنى واحد فقط لكن ربنا سبحانه وتعالى جمع فيك كل المعاني .

قديماً عندما كنت أتجول في معرض الكتاب و كان للعراق جناح في معرض الكتاب قبل حرب الكويت فكانوا يوزعون الكتب عن صدام حسين كتب مصوره مجاني فأخذت مجموعه من هذه الكتب ، أفتح الكتاب كله صور، أجده آت بفرس واضع يده عليه، وكُتِب تحته الفارس ،سجاده وقاعد عليها المؤمن أمامه كوره الرياضي يمسك شجره الزراعي وهكذا، يخلعون عليه ما ليس فيه، انظر قول القائل (إذا أقبلت الدنيا على إنسان وهبته محاسن غيره، فإن أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه) أصبح هو الرئيس المؤمن و هو الرئيس الزراعي والرياضي وكل شيء ليس لديه أي فكره عن أي من هذه، إذا أدبرت عنه حصل له عزل، أو حصل له انقلاب و وضع في السجن، يضرب ويُشتم ويُهان، حتى ما يرى لنفسه ميزة واحدة إذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه، فكذلك هو يقول له( أن الله عز وجل جمع فيك المعانيا) ، ،أما كل فاخر وكل كريم في الدنيا فليس يحتوي إلا على معنى واحد .
يقول:

إذا كَسَبَ الناسَ المَعَاليَ بِالنَدَا
فَإِنَكَ تُعطِي فِي نَدَاكَ المَعَالِيَا
يعني شرف للمعالي أن تنتسب إليها ليس أنه يتشرف بالمعالي، مثلاً عندما يعطون جائزة لأحدٍ ما يقولون له إنما تشرفت الجائزة بك ولم تشرف أنت بالجائزة، هذا هو معنى كلام المتنبي

إذا كَسَبَ الناسَ المَعَاليَ بِالنَدَا
ِفإنك تُعطِي فِي نَدَاكَ المَعَالِيَا
وَغَيرُ كَثير أن يَزُورَكَ رَاجِلٌ
فَيرجِعَ مَلكًا لِلعِرَاقَينِ وًالِيًا
يقول له ليس بعيد عليك وعلى كرمك أن أي أحد يمشي على رجليه فتح الباب وقال لك سلام عليكم تقول له اذهب فأنت ملك العراق، كل هذا وهو يريد أن يقول له [نحن هنا] ، لا يقصد رجل معين يقول له نحن هنا، لأنه كان سيموت المتنبي حتى يصبح والياً على محافظه .

فقد ذَهبُوا الجيش الذي جَاءَ غَازِيًا
لِسَائِلكِ الفَردُ الذي جَاءَ عَافِيًا
عافيًا: مفلس ليس عنده شيء ،يقول له بلغ من كرمك أنك تهب الجيش بغنائمه لرجل ليس معه شيء الذي هو أيضا [ نحن هنا]

وَتَحتَقِرَ الدُنيَا احتِقَارَ مُجَرِِّبٍ
يرى كُلَ ما فيها وحَاشَاكَ خَالِيًا
وصل المدح إلي أن تجاوز كل الخطوط الحمراء .

دَعَتهُ فَلَبَّاهَا إلى المَجدِ وَالعُلَا
وقد خَالَفَ الناسَ النفُوسَ الدَوَاعِيَا
فأصبَحَ فَوقَ العَالَمِينَ يَرَونَهُ
وَإن كَانَ يُدنِيهِ التَكَرمُ نَائِيَا

يريد أن يقول له حتى لو كنت بعيد التكرم هو الذي يدنيك كالشمس على قدر بعدها ومع ذلك فشعاعها واصل للناس وحرارتها واصلة للناس، فهي بعيده ولكنها نائية، وطبعًا قال في كافور حاجات كثيرة لكني أحببت أن آتي لكم أكثر مقطوعة فيها مغالاة .

الوجه الآخر للمتنبي عندما يغضب .
دخل مره على كافور، وكان كافور أسود الوجه، و الأسود عندما يضحك تلمع أسنانه في وسط وجهه، كافور بمجرد دخول المتنبي ضحك وقام كافور يلبس النعل فكانت رجليه مشققه من الكعب، لما رآه هكذا أنشد قائلاً هذه كانت بداية التغير قال:

أُرِيكَ الرِضَا لو أَخَفَت النفسَ خَافِيَا
ومَا أنا عن نَفسِي وَلَا عَنكَ رَاضِيَا
أمَيدًا وَإِخلَافًا وَغَدرًا وَخِسةً وَجُبنًا
أَشَخصًا لُحتَ لِي أَم مَخَازِيًا
يقول له يعني أمَيدًا المَيد هو الكذب وإخلافًا وغدرًا وخسةً وجبنًا، هل أنت آدمي واحد أم أنت مجموعه من المخازي؟ أشخصًا لحت لي أم مخازيًا .

تَظُنُ ابتِسَامَاتَي رَجَاءً وَرِقَة
وَمَا أَنَا إَلَا ضَاحِكٌ مِن رَجَائِيَا
يريد أن يقول له: لقد ذهب رجائي فيك فرجائي فيك ليس له قيمة، لأني ملت على بني آدم فيه كل هذه الخصال أَمَيدًا وَإِخلَافًا وَغَدرًا وَخِسةً وَجُبنًا، الذي مثل هذا عندما ترجوه أين سيذهب رجاؤك؟ .

وَتُعجِبُنِي رِجلَاكَ فِي النَعلِ إِنَنِي
رَأَيتُكَ ذَا نَعلٍ إِذَا كُنتَ حَافِيا
يريد أن يقول له أنت لا تحتاج أن تلبس حذاءًا ،لأن جلد رجلك خشن مثل نعل الحذاء .

وَتُعجِبُنِي رِجلَاكَ فِي النَعلِ إِنَنِي
رَأَيتُكَ ذَا نَعلٍ إِذَا كُنتَ حَافِيا
على أساس جلد رجله خشن .

وَإِنَكَ لَا تَدرِي أَلَونُكَ أَسوَدٌ
مِنَ الجَهلِ أَم قَد صَارَ أَبيَضَ صَافِيَا
ويذكرني تخيط كعبك شقه
ومشيك في ثوب من الزيت عاريا
كانت رجليه مشققه لدرجة انك تستطيع أن تضع يدك فيها، فكان كافور يخيط هذه الشقوق، فيقول له شق رجلك هذا مهما خيطته يذكرني برجليك على حقيقتها ويذكرني أيضًا بثوب الزيت الذي كنت تلبسه قبل أن تكون ملكًا.

وَلَولَا فُضًولِ الناسِ جِئتُكَ مَادِحًا
بِمَا كُنتَ فِي سِرِي بِهِ لَكَ هَاجِيَا
يريد أن يقول أنا أشتمك من داخلي لكن كلنا فضوليون، والناس لها فضول وأنا أصلاً جئتك لأخذ منك مالاً، معناه إن أنا اشتمك في سري

فَأَصبَحتَ مَسرٌورًا بِمَا أَنَا مُنشِدٌ
وَإِن كَانَ بِالإِنشَادِ هَجوَكَ غَالِيَا
يقصد أن يقول لك أنا لن أشرفك وأشتمك، أنا لو شتمتك سأرفعك لفوق فالهجاء خسارة فيك .

فَإِن كُنتَ لَا خَيرًا أَفَدتَ فَإِنَني
أَفَدتُ بِلَحظِي مِشفَرَيكَ المَلَاهِيَا
كان شفته كبيرة بعض الشيء، فكان دائماً يشبه شفاهه بشفاه البعير، المشفر هي شفاه البعير، يقول أنا على أي حال إذا لم أخذ منك مال فأنا الحمد لله استمتعت وضحكت كلما رأيت هذه الشفاه التي تشبه شفاه البعير،أظلّ أضحك أضحك أضحك، يقول له

فَإِن كُنتَ لَا خَيرًا أَفَدتَ فَإِنَني
أَفَدتُ بِلَحظِي مِشفَرَيكَ المَلَاهِيَا
وَمِثلُكَ يُؤتَى مِن بِلَادٍ بَعِيدَةٍ
لِيُضحِكَ رَبَاتِ الحِدَادِ البَوَاكِيَا
ربات الحداد: هي النساء اللواتي فقدن أزواجهن، الواحدة التي فقدت زوجها لازالت تبكيه وبمجرد دخول كافور انقلب البكاء هذا إلى ضحك، رغمًا عنها تضحك تضحك تضحك ،إلي أن وقعت على ظهرها من كثرة الضحك، فيقول له)أنت مسخرة وأي بني آدم حزين ولا أي بني آدم قلبه مليء حزن نأتي بك أمامه بمجرد رؤيتك سينسى حزنه، يقول:

وَمِثلُكَ يُؤتَى مِن بِلَادٍ بَعِيدَةٍ
لِيُضحِكَ رَبَاتِ الحِدَادِ البَوَاكِيَا
هذه أخلاق المتنبي، و ليس المتنبي وحده كل من أراد دنيا هذه هي أخلاقه سواء كان شاعرًا أو غير شاعرًا، وربنا عز وجل يعاقب أهل الدنيا بعضهم ببعض، يقول:

ومَاذَا بمِصرَ مِنَ المُضحِكَاتِ
وَلَكِنَهُ ضَحِكٍ كَالبُكَا
بِهَا نَبَطِيٌ مِن أَهلِ السَوَادِ
يدرس أنساب أهل الفلا
هذه هي عجيبة من العجائب، أهل الفلا: هم الناس الكبار ،هم الأوزان الثقيلة في المجتمع، الناس الذين لهم أنساب أصيلة، وهذا كافور نبطي، النبطي: هو الفلاح سُمِّي نبطيًا لأنه يستنبط الماء من باطن الأرض،يقول تصور هذا البني آدم هو الذي لا نسب له و نحن لا ندري ماهو أصله،جاء يدرس أنساب أهل الفلا .

وَأَسوَدُ مِشفَرَهُ نِصفَهُ
يُقَالَ لَهُ أَنتَ بَدرُ الدُجَى
شفتاه تمثلان نصفه، فشفته تصور كم حجمها؟ عندما يكون واحد شفته طويلة كل هذا الطول، يقال له أَنتَ بَدرُ الدُجَى يعني ماهذا الجمال

وَشِعرٍ مَدَحتُ بِهِ الكَركَدَنَ
بَينَ القَرِيضِ وبَينَ الرُقَىَ
الكركدن: هذا يعتبر جد سيد قشطه الكركدن كبير جداً، فهو شبهه ، بأنه عظيم الجثة، وقوائمه صغيرة، يقول مدحت بشعري الكركدن وفي نفس الوقت كنت استخدم الرقى حتى لا تصيبه لعنه ولا شيء.

فَمَا كَانَ ذَلِكَ مَدحًا لَهُ
وَلَكِنَهُ كَانَ هَجوَ الوَرَىَ
وقَد ضَلَ قَومٌ بِأَصنَامِهِم
فَأَما بِزِق رِيَاحَكَ فَلَا
يقول صح يوجد ناس ضلوا لما عبدوا اللات والعزى ومناة، لكن تأتي بزق رياح _برميل مليء بالهواء _، يقول أنا أفهم إنه يُمكن أن يعبد اللات، لكن يعبد زق رياح .
وتلك صموت( اللي هي اللات والعزي وكانوا لا يتكلمون)

وَتِلكَ صُمُوتٌ وَذَا نَاطِقٌ
إِذَا حَرَكُوهُ فَسَا أَوهَذَى
وَمَن جَهِلَت نَفسَهُ قَدرَهُ
رَأَى غَيرَهُ مِنهُ مَا لَا يَرَى
لقد تعمقنا قليلا، سنصل الآن هكذا إلى قعر الأرض، القصيدة التي حدثتكم عنها المرة الماضية التي هي:
عيدُ بأية حالٍ جئت يا عيد** فيما مضي أم بأمر فيك تجديد.

يقول في هذه القصيدة:
[ ماذا لقيت من الدنيا ]، يتحسر على نفسه يمدح هذا ويمدح هذا، وفي ذات مره مدح واحد وبالغ في مدحه أعطاه درهم واحدًا، إذاً هو على هذه الحالة أخذ درهم ودينار وكل مره يكتب القصيدة المتحررة أو الطقطوقه، فهو يقول في

مَاذَا لَقِيتُ مِنَ الدُنيَا وَأَعجَبُهُ
أَنِي بِمَا أَنَا بَاكٍ مِنهَ مَحسُودُ
هذا من أجمل ما قال المتنبي، يقول الذي أشكو منه الناس تحسدني به، الشهرة مثلاً يوجد ناس هم يقولون أتمني أن أصبح مشهوراً، مع إن الشهرة من أعظم البلاء الذي يصيب الرجل، ولا يعرف هذا إلا من تلبس بها، فالناس تقول كم هو محظوظ و هو يبكي من هذه الشهرة، يقول:[ مَاذَا لَقِيتُ مِنَ الدُنيَا وَأَعجَبُهُ ] أي أعجب ما لقيت من الدنيا
[ أَنِي بِمَا أَنَا بَاكٍ مِنهَ مَحسُودُ] .

أَمسَيتُ أَروَحُ مُسرٍ خَازِناً وَيَدًا
أَنَا الغَنيُ وَأَموَالِي المَوَاعِيدُ
يقول أنا لست محتاج لخازن ولا لأحد ،لأنني عندي خزائن مليئة بالمواعيد، يقول أن كافور يقول سأعطيك، إن شاء الله سأعطيك، غداً بعد غد، أنا عندي خزائن مليئة بالمواعيد فأنا لست محتاج لخزَّان ولا محتاج لأحد يحرس شيئاً.

إِنِي نَزَلتُ بِكَذَابِينَ ضَيفَهُمُ
عَن القِرَى وعَن التِرحَالِ مَحدُودً
يقول أنا نزلت بجماعة الكذابين ليس لهم قرى وفي نفس الوقت لا أريد أن أغادرهم وعن الترحال محدود _ محبوس _، كلما أفكر أن أمشي يقولون لا :لا ضلّ عندنا.
يتبع إن شاء الله..


الدرس (5) من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

الدرس (5) من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرس (5) من مدرسة الحياة   الدرس (5) من مدرسة الحياة Emptyالسبت 14 مايو 2011, 6:00 pm


جُودُ الرِجَالِ مِنَ الأَيدِي وجُودِهُمُ
مِنَ اللِسَانِ فَلَا كَانُوا وَلَا الجُودُ
مَا يَقبِضُ المَوتُ نَفسًا مِن نُفُوسِهِمِ
إِلَا وَفِي يِدِهِ مِن نَتنِهَا عُودُ
أرواحهم نجسه لدرجة أن ملك الموت عندما يأخذ روح واحد منهم، يأخذها بعود لأنها منتنة .

مِن كُلِ رِخوِ وِكَاءِ البَطنِ مُنفَتِقٍ
لَا فِي الرِجَالِ وَلَا النِسوَانِ مَعدُودُ
وطبعًا مُنفَتِقٍ يعني كثير الريح يعني .

أَكُلَمَا اغتَالَ عَبدُ السُوءِ سَيدَهُ
أَو خَانَهُ فَلَهُ فِي مِصرَ تَمهِيدُ
على أساس أن كافور قتل الإخشيدي وصار ملكا مكانه، يقول أن أهل مصر كلما قتل عبدٌ سيده يمهدون له ويصفقون له، ويقولون له أنت الذي هنا وأنت الذي هناك

صَارَ الخَصِيُ إِمَامَ الآبقِين بِهَا
فَالحُرُ مُستَعبَدٌ والعَبدُ مَعبُودُ
نَامَت نَوَاطِيرُ مِصرٍ عَن ثَعَالِبِهَا
فَقَد بَشِرنَا وَمَا تَفنَى العَنَاقِيدُُ
النواطير هكذا المتنبي يعني أثبتها بالطاء والواحدي وغيره يقولون هي بالظاء، نواظير جمع ناظر، ناظر الوقف ناظر . الناس الكبار أهل مصر من أهل المحسب والنسب القوة والجاه ، يقول إن أهل، إن كرام أهل مصر ناموا عن الثعالب، الثعالب هم اللئام، فقد بشرنا أي أصبنا بتخمة من كثرة السرقة التي سرقوها، وما تفني العناقيد لازالت الخزائن ممتلئة ،لو أهل الكرم وأهل الأنساب الجيدة لم يمنعوا هؤلاء اللئام سيستمرون يسرقون في مصر وما تفنى العناقيد .

العَدلُ لَيسَ لِحُرٍ صَالِحٍ بِأَخٍ
لَو أَنهُ فِي ثِيَابِ الحُرِ مَولُودُ
يقول إنني حر فالحر لا يستطيع أن يعيش مع لئيم، والعبد حتى لو ولد في ثياب الحر أخلاقه أخلاق العبد .

لَا تَشتَري العَبد إِلَا والعَصَا مَعَهُ
إِنَ العَبيدَ لأَنجَاسُ مَنَاكِيدُ
مَا كُنتُ أَحسَبُنِي أَحيَا إِلَى زَمَنٍ
يُسِيءُ بِي فِيه كَلبٌ وهو مَحمُودُ
وَلَا تَوَهمتُ أَن النَاسَ قَد فُقِدُوا
وَأَن مِثلَ أَبَا البَيضَاءُ مَوجُودُ
طبعًا هو كان لونه أسود، فأبوا البيضاء على سبيل التقريع يعني .

وَأنَ ذَا الأسُودُ المَثقُوبُ مِشفَرَهُ
تُطِيعُهُ ذِي العَضَارِيدُ الرَعَادِيدُ
طبعًا مشفره لا يزال مركزا على وصف شفتيه يقول ذي العضاريد، العضرود: هو الرجل الذي يخدم غيره على ملء بطنه، والرعاديد: جمع رعديد وهو الجبان .أنا لم أكن أتصور إن الأسود هو تطيعه ذي العضاريد .

مَن عَلَمَ الأَسوَدَ المَخصِي مَكرُمَةً
أَقُومُهُ البِيضُ أَم آَبَاؤُهُ الصِيدُ
أَم أُذنُهُ في يَدِ النخَاسِ دَامِِيَةً
أَم قَدرُهُ وهُوَ بِالفَلسَينِ مَردُودُ
النخاس: هو بائع العبيد، فيقول إن أذنه في يد النخاس تخر دم على أساس إنه يمسكه من أذنه، ولو أنه عرض بفلسين لا أحد يشتريه .

أَولَى اللِئَام كُويِفيِرٍ بِمَعذرَةٍ
فِي كُلِ لَؤم وبَعضَ العُذرِ تَفنِيدُ
( كويفير) تصغير كافور .

وَذَاكَ أَنَ الفُحًولُ البِيضَ عَاجِزَةٌ
عَن الجَمِيلُ فَكَيفَ الخِصيَةُ السُودُ
طبعًا عرَّض بسيف الدولة أيضا، يقول إذا كان الجميل الناس الأفاضل الأكارم لا يعرفون كيف يفعلوا هذا الأمر فكيف بهذا هذا ألخصي الأسود يقوم بمكرمة ولا جميل هذا ما قاله المتنبي في كافور الإخشيدي بالرغم من أن كافور كما قلت لكم أكرم المتنبي غاية الإكرام، لكن الطبيعة هكذا، أي رجل لا يقصد وجه الله عز وجل بفعله لابد أن يعاقب .

ابن الجوزي رحمه الله تعالى بعد ما ذكر هذه النماذج السيئة بدأ يتكلم عن نفسه، يقول:)وَنَظَرتُ إلى عُلُو هِمَتِي فَوجَدتُهَا عَجَباً وذلك أنني أَرُومُ من العلم مَا أَتَيَقَنُ أَنِي لَا أَصِلُ إِلَيهِ، لَأنِنِي أُحِبُ نَيلَ كُلِ العُلُوم على اختلافِ فِنُونِهَا وأُرِيدُ استِقصَاءِ كُلَ فَنٍ وَهَذَا أَمرُ يَعجَزُ العُمرُ عَن بَعضِهِ (.
يقول الإمام الذهبي: أنا لا أعلم في الإسلام رجلاً صنف كتباً كما صنف ابن الجوزي ابن الجوزي له ستمائة مؤلف، ما بين عدة ورقات إلى عشرين مجلدًا، يتخلل هذا بالعشر مجلدات والسبع مجلدات والأربع مجلدات، وصنف في علوم كثيرة، لكن كان عيبه بسبب سيلان ذهنه وكثرة مؤلفاته، ما كان يرجع إليها فيحررها فكثرت الأغلاط فيها، وإنما العلم التحرير، وإلا أنت لو أحببت تنقل من كتب من سبقك سيصبح عندك عشرات المجلدات، بالذات لو أنك تصنف في التاريخ مثلاً، والتاريخ فأنت لن تخترع، لكن ممكن في شرح الحديث قد يفتح لك معانٍ، إنما في التاريخ أنت تنقل عن من سبقك، وقد تضع رأيك في بعض الحوادث هذا الذي تقدر تجدد فيه إنما غيره لأ، فوقع لابن الجوزي أغلاط كثيرة لا سيما فيما يتعلق بعلم الحديث، كان يشتبه عليه اسم الراوي باسم آخر، فينقل فيه كلام الناس مثلاً لو عبد الله بن عمر وعبيد الله بن عمر الاثنين إخوان، عبد الله بن عمر ليس الصحابي يعني عبد الله بن عمر العمري ضعيف، وعبيد الله بن عمر ثقة، ثقة ثبت، فهو لو من السرعة في النقل لم ينتبه من ألياء يجعل عبيد الله عبد الله، وإذا كان هذا في سند حديث إذا سيضعفه ،سيضعف الحديث بالرغم أنه صحيح لأنه لو قرأه علي وجهه لرآه عبيد الله فلما تسرع جعله عبد الله، وعبد الله كما قلت ضعيف، كم له من هذا لا سيما في كتابة التحقيق له، وهو ينصر المذهب الحنبلي على سائر المذاهب الأخرى، له تناقضات في غاية الغرابة .
فكان يؤلف الكتاب وينساه لا يعتبره، ولذلك ممكن يثبت في هذا الكتاب ما ينقضه في كتاب آخر وهو لا يدري أنه حصل هذا البحث قبل ذلك، فابن الجوزي لما يتكلم هنا لا يتكلم عن الممكن إنما يسبح في الخيال وهو يقول هذا، يقول: (وذلك أنني أَرُومُ من العلم مَا أَتَيَقَنُ أَنِي لَا أَصِلُ إِلَيهِ)، الواقع أنه لن يصل إليه، لأنه يريد أن يكون على قبة المحدثين وعلى قبة الفقهاء وعلى قبة النحاة وعلى قبة البلاغيين وعلى قبة المؤرخين، هو يريد أن يكون كذلك يري لأنه ترك لنفسه العنان، والواحد لو ترك لنفسه العنان يتصور نفسه أحياناً .

الواحد يسرح لما ترى الهزائم المتوالية في الأمة، يقول الواحد لو معه طاقية الإخفا يلبسها و يذهب لهؤلاء للجماعة ،يؤدبهم ويربيهم ويذبحهم واحد واحد وبعد ذلك يطير رقبته انظر رقبته طارت من الذي طير رقبته، ويمسكهم واحد واحد و يسبح في الخيال، ويدخل من ماسورة شغل المخابرات أو الجماعة الذين يكتبون في المخابرات الذي هو الخيال، الخيال الذي يكتبه نبيل فاروق والعالم الذي شغلتهم كتب الجيب التي فتن الشباب بها و يقرأ الرجل الكبير وصراع الأسود و مثل هذا.فالإنسان إذا ترك لنفسه العنان يتخيل ما يشاء ،.
فهذا الفصل ابن الجوزي يتخيل ويتمني، ولكن الآلة لا تساعده :لأنه يقول أنا أعلم يقينًا أنني لن أصل إلى ما أروم وهذا هو سر عذابي و إلا هو اليوم يقول من برع في الحديث كان نقصًا في الفقه ومن برع في الفقه كان نقصًا في الحديث وكل هذا نقص في الهمة، لأ، نحن لا نوافق ابن الجوزي على هذا لماذا ؟ لأن هناك أئمة قصروا أنفسهم على فنٍ وبالغوا في تحصيله حتى صاروا فيه أئمة، ولم يعيروا قط بنقص الهمة الدار قطني مثلاً معروف أنه كان رأساً للمحدثين في زمانه، ما عيب على الدار قطني أنه لم يكن لغويًا كبيرًا ولا فقيهًا كبيرًا، ولكن يُرجع إليه في علم الحديث، لما يملي كتاب العلل من حفظه أو حتى أملى نصفه على قول من يقول بذلك، لو قرأت علل الدار قطني دماغك يلف، مع أنه لست أنت الذي حفظت ولا أنت الذي كتبت ولا أنت الذي أمليت، أنت تقرأ فقط أسماء الرواة، أنا ذكر سنة واحد وثمانين لما ذهبت إلى دار الكتب المصرية حتى أرى علل الدار قطني، وكانوا زمان يعطونا النسخ الأصلية، ليس مثلما هو الحال الآن، الآن الدنيا تطورت وفيه مثلاً ميكروفيلم وممكن تلتقط صوره، لأ لا لم يكن هذا الكلام موجود، يعطيك النسخة الأصلية العتيقة المكتوبة من سبعمائة ثمانمائة سنة و تنقل منها .
فأول حديث في علل الدراقطني كان حديث شيبتني هود وأخواتها، والعلل ناقصة في الأول، أظن ناقصة كم ورقة في الأول، هذا الحديث لما انتهيت من كتابته شبت شيبتني علل الدار قطني، لا زلت انقل و دماغي يدور، يقول لك رواه فلان وفلان وفلان وفلان، أما فلان الراوي الأول فحدثناه أي بحديثه فلان عن فلان عن فلان وخالفه فلان فرواه بكذا وخالفه علان فرواه بكذا، كل راوي من هؤلاء الرواة يأتي بتفريعات المخالفات الخاصة به واستمر على هذا، أنا أتذكر إني كتبت تقريبًا حوالي ستة عشر صفحة من حديث شيبتني هود وأخواتها كلها عبارة عن أسماء رواه .
الدار قطني أملى هذا من حفظه، الذين هم أعلى من الدار قطني يحيي بن معين مثلاً أو زكريا ابن أبي جعفر، كأن الأمة جميعًا وقفت أمامه، هل تعرف هذا الراوي ما اسمه وكنيته و أين يعيش وعدد أحاديثه كم وأخطأ في أحاديث كذا وكذا وكذا وأقوال من سبقوه من مشايخه فيه وهكذا في كل راو من الرواة، ولما تقرأ التاريخ الذي عباس بن محمد الدوري ليحي بن معين وهو مطبوع في عدة مجلدات تعرف قدر يحيا، وطبعًا يحي روى ألفاظ الجرح والتعديل عنه ستة وثلاثون عالمًا، كل عالم له تاريخ يرويه عن يحي بن معين، لو رأيت مثلاً أحمد بن حنبل قيل له الرجل يحفظ مائة ألف أيفتي ؟ قال: لا، ليس بأهل أن يفتي ومعه مائة ألف حديث وأثر طبعًا، قال مائتي ألف أيفتي ؟ قال: لا، قال ثلاثمائة أيفتي ؟ قال أرجو ، أحمد بن حنبل كان يحفظ ألف ألف، مليون إسناد ومتن، أنا لا استطيع أن أنسب أي عالم من هؤلاء إلى نقص الهمة لأنه ناقص في علم، وإلا كل إنسان ناقص في علمه، يعني أحمد بن حنبل لا يكون كأبي عُبيد في علم العربية ولا كسيبويه مثلاً، ولا في الأشعار وفهمها كالأصمعي، فلا أستطيع أن أنسب أحمد إلي النقص لأنه لم يحصِّل العربية و أصبح مثل سيبويه مثلاً، الشافعي لا أستطيع أن أنسبه إلى النقص لأنه لم يكن كيحي بن معين في معرفة الرواة ومعرفة اختلاف الحديث وطرق الحديث، والشافعي كان في مرات كثيرة يقول حدثني من لا أتهم أو يقول يذكر متنًا ويقول لا يحضرني إسناده .
فابن الجوزي حتى لا يفهم احد كلام ابن الجوزي خطأً، هو أطلق العنان لخياله أن يصل إلى قبة كل علم، لكنه كما قلت همته هي التي أوصلته إلى هذا التوهم، أما الآلة هو شخصيًا مع همته الحقيقية لا يستطيع أن يصل إلى كل هذا، وهذا هو سر عذابه، و هذا الذي يريد أن يقوله لك، فماذا يقول.

يقول:)فَإِن عَرَضَ لِي ذُو هِمَةٍ في فنٍ قد بَلَغَ مُنتَهَاهُ رَأيتَهُ نَاقِصًَا في غَيرِهِ فلا أَعُدُ هِمَتَهُ تامة مثل محدثٍ فاتهُ الفقهُ والفقيهِ فاتَهُ علمُ الحديث فَلا أَرَى الرِضَا بنُقصَانِ العلوم إِلَا حَادِثًا عن نقص الهِمَة ثم إِنِي أَرُوم نِهَايَة العَمَل بالعِلمِ فَأتُوقُ إلى وَرع بِشر وزَهَادة مَعرُوف، وهذا مع مُطَالعة التَصَانيف وإِفَادة الخَلق ومُعَاشَرتَهُم بعِيد(
أولاً بشر كان أحمد يقول: لو تزوج بشر لتم أمره ، بشر الحارث لم يتزوج، لذلك الإمام أحمد كان يرى أن بسبب دخوله في دقائق الورع حصل له نوع من الخطرات يعني أريد أقول لفظ واحد فقط لا اقصد كله، مثل الهلوسة، و الإنسان إذا دقق في مسائل الورع يوسوس، يأتي على المباح الحلال الذي لا إشكال فيه ويدخل الشبهة عليه لا يعرف يستخدمه، طيب الحلال المحض الذي تعلم يقينًا أنه حلال محض أنت من أين تأتي به؟ أنت عندما تذهب إلى الأسواق حتى تشتري أي بضاعة هل تعرف من أين أتت هذه البضاعة؟، ممكن يكون الذي معه هذه البضاعة قد سرقها ممكن أن يكون قد أخذ أموال بنوك و يعمل بالربا ؟ ممكن، أنت مطالب أن تعمل تحقيق مع البائع من أين أتيت بهذه و أعطيني خط سير البضاعة و مالك من أين جئت به؟؟؟ ابن الجوزي يقول: طيب أنا تعلمت، تجاوزنا مرحلة العلم يبقى العمل وهو المحصلة النهائية للعلم، فأنا أريد أن أصل مثل بشر الحافي ومعروف الكرخي في الزهد، وفي نفس الوقت أجلس في المسجد وأعلِّم الناس وأفتيهم و أرى مشاكلهم وأحل مشكله هذا و مشكله هذا طيب هذا بشر ما سلم له أمره إلا بعدما اعتزل الخلق ومعروف الكرخي كذلك وتعليم الناس عذاب، ستقابل لئام كثر تعلمه يعض يدك، و تعطيه يعض يدك ويدعوك في مجلس صلح يقطعوا ملابسك، وتطلع في الأخر غير محمود، مع إنك في الأصل إنما جئت وفرغت من وقتك وفرغت من جهدك حتى تفك أشكالهم ومع ذلك الاثنين يشتمانك، ومطلوب منك أن تتحمل ولا تتحامق عليهم، ولو دعوك مرة ثانية وقالوا لك متأسفين تعالى حتى ننهي المشكلة وتذهب أيضا، طيب كيف أنت تدخل مع الخلق في هذه الملاحاة و تريد صفاء قلب بشر ومعروف الكرخي هذا أيضا ابن الجوزي يريده، لكن هل ابن الجوزي استطاع أن يفعل هكذا؟ في حياته وفي واقعه العملي، هذا ما لم يفعله ابن الجوزي لأنه لا يستطيع، الجمع بين الأضداد لا يستطيع، وسأذكر لكم إن شاء الله غدًا طرفًا من حياة ابن الجوزي بعض المواقف التي مر بها ابن الجوزي ولم يستطع أن يجمع بين هذا وذاك. أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم.
انتهى الدرس الخامس.


الدرس (5) من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الدرس (5) من مدرسة الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدرس (2) من مدرسة الحياة
» الدرس (18) من مدرسة الحياة
» الدرس (20) من مدرسة الحياة
» الدرس (3) من مدرسة الحياة
» الدرس (19) من مدرسة الحياة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة :: كتابات أبي إسحاق الحويني :: حلقات 1429 هجرية-
انتقل الى: