منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الحلقة (26) من مدرسة الحياة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

الحلقة (26) من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: الحلقة (26) من مدرسة الحياة   الحلقة (26) من مدرسة الحياة Emptyالجمعة 13 مايو 2011, 2:57 pm

الْدَّرْس الْسَّادِس وَالْعِشْرُوْن.
فلا زلنا مع بن الجوزي- رحمه الله تعالي- وهو ينعي على المنحرفين عن الشرع إما بالجهل وإما بالهوى ، وكنا في آخر مرة معه وهو يقول: (لا تلفت إلي معظَّم في النفوس إذا حاد عن الشرع .)وكان من طريقة العلماء أنهم لا يسمحون لأحد أن يخالف الشرع في دقيق ولا في جليل مهما كان منصبه ، وذكر شيئًا من انحرافات الصوفية ومخالفتهم للأدلة الشرعية .فقال: ( وكم يَروونَ عن ذِي النُون: أنَّه لَقِيَ امرَأةً في السِّياحةِ، فكلَمَهَا وكلمَتهُ ، ويَنسَونَ الأَحاديثَ الصِحَاحَ :" لَا يَحِلُ لامرَأةٍ أن تُسَافِرَ يَومًا وليلةً إَّلا بِمَحرمٍ " .)يجعلون سياحة المرأة في الأرض من الكرامات أو من المباحات مع أن النبي- صلي اله عليه وسلم- نهي أن تسافر المرأة إلا مع ذي محرم منها ، حتى لو كان لطاعة من الطاعات كالحج مثلًا فإنه إذا لم تجد المرأة محرمًا سقط عنها فرض الحج . قال: (وكَم يَنقِلونَ: أن أقوامًا مَشُوا على الماءِ وقد قال إبراهيمُ الحَربيُ: إبراهيم بن إسحاق الحربي أحد تلاميذ الإمام أحمد ( لا يَصحُ أن أحدًا مَشى عَلى الماءِ قَط ، فإِذا سَمِعُوا هذا قالوا: أتَنكِرونَ كرَاماتِ الأَوليَاءِ الصَّالِحين ؟ فنقولُ: لَسنَا مِنَ المُنكِرينَ لهَا بَل نَتبعُ ,منها ما صحَ والصَّالحُونَ هم الذين يَتبِعونَ الشَّرع ولا يَتعَبَدونَ بِآرَائِهم ،وفي الحديث:" إِنَّ بَني إِسرَائِيلَ شَدَدُوا فَشَدَدَ الله عَليِهم " ) وهذا الحديث رواه أبو داود عن أنس بإسناد ضعيف ، وهنا نتكلم عن كرامات الأولياء ، لأن الصوفية توسعوا جدًا في ذكر أي شيء يرونه خارقًا للعادة فيجعلونه كرامة ، هذا إذا صح وإلا فأغلبه من الافتراءات التي لا أصل لها .
وَالْكَرَامَةَ لَا تَكُوْنُ إِلَّا لِوَلِيِّ :وهي تشبه المعجزة في أنها أمر خارق للعادة لكن المعجزة تكون لنبي والكرامة تكون لولي وكلاهما لا يجري على العادة ولا تكون إلا للأولياء وضابط الأمر في الولي: أنه هو الذي يقيم الشرع في نفسه ظاهرًا وباطنًا وهذا هو الولي وللولاية جانبان: جانب يتعلق بالعبد ، وجانب يتعلق بالرب سبحانه وتعالي ،﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾(يونس:63:62) .
شُرُوْطُ الْوِلَايَةِ:التقوى والإيمان شرطا الولي ، يقيم الدين في نفسه ظاهرًا وباطنًا ، وهذا هو المطلوب من العبد ، في جانب الولاية المطلوب من العبد .
أما الجانب الذي يتعلق بالرب- سبحانه وتعالى- فهو محبته لهذا العبد ونصرته وإقامته على طريق الاستقامة ، أي أنه إذا صح منه الإيمان صحت منه التقوى فإن هذا العبد مستوجبٌ لمحبة الله- عز وجل- ونصرته وتثبيته .وهذا ظاهر في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- الذي رواه البخاري في صحيحه عن النبي- صلي الله عليه وسلم- قال:" من عاد لي وليًا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه " .
من شرط الولي: أن يؤدي ما افترضه الله عليه ولا يكتفي بذلك ، فإن مركب الحب لا يضل راكبه ، ولا يزال العبد يتقلب في مراتب الحب حتى يصل إلى النوافل التي يستوجب بها كمال محبة الله تعالي ،:" وما تقرب عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه , ولا يزال عبدي يتقرب إلىَّ بالنوافل حتى أحبه " عمل العبد سابق ونصرة الله تبع لجهد العبد ، " فإن أحببته كنت سمعه الذي يسمع به " ، وهذا هو الجانب الذي يتعلق بالرب- تبارك وتعالى- ، فهناك جانب يتعلق بالعبد وهو العبادة ، وجانب يتعلق بالرب- تبارك وتعالى- وهو النصرة ، " فإن أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي عليها ، ولئن استعاذ بي لأعيذنه ، وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته " كل أمة من الأمم فيها أولياء ، وكما قلنا الكرامة شيء خارق للعادة ولكن لا نثبتها إلا بإسناد صحيح بنقل العدول الضابطين ، وليس بنقل المخرفين ، أي إنسان ينقل كرامة من الكرامات لابد من صحة إسنادها
الْكَرَامَاتِ الَّتِيْ وَرَدَتْ إِلَيْنَا مِنْ بَنِيَّ إِسْرَائِيْلَ لَا نُثَبِّتُ مِنْهَا إِلَّا مَا كَانَ عَنْ رَسُوْلِ الْلَّهِ – صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.وعندنا أحاديث كثيرة فيها هذه الكرامات ، وأغلب هذه الأحاديث يعرفها الجماهير , حديث مثلًا الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة ، و حديث الساحر والراهب ، وحديث الأقرع والأبرص والأعمى ، وحديث جريج ، وحديث الخشبة ، و حديث اسق أرض فلان ، حديث أبي هريرة ، ما أدري هل أقول بعضها لأنني أحسن الظن بالجلوس فإنهم يعرفون هذه الأحاديث .
حَدِيْثُ اسْقِ أَرْضَ فُلَانٍ. لكن لا مانع من ذكر بعضها كحديث اسق أرض فلان وهذا الحديث في الصحيحين من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: " بينما رجل يمشي إذ سمع صوتًا في سحابة يقول اسق أرض فلان ، فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه كله في مكان ما ",فالرجل الذي سمع الصوت في السحابة تتبع هذا السحاب حتى وجد رجلًا يحول الماء بمسحاته، معه فأس ولما نزل الماء أخذ يعمل مجرى للماء حتى استوعبت أرضه كل ذلك الماء ، ففي بعض الروايات "سلم عليه باسمه" ،_ أو في الرواية الأشهر _قال:" ما اسمك يا عبد الله ؟ قال: لما تسألني عن اسمي ؟ قال إني سمعت صوتًا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول اسق أرض فلان ، فقال اسمي فلان _بالاسم الذي سمعه في السحاب _، قال فماذا تفعل ؟ قال: إني أبذر البذر وأنظر ما يخرج منها ، فأتصدق بثلثه وأكل أنا وعيالي ثلثه ، وأرد فيها ثلثه "، يرد ثلثه كبذر لكي ينبت في المرة القادمة
حَدِيْثُ الْخَشَبَةِ:وحديث الخشبة رواه الإمام البخاري- رحمه الله- من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- أيضًا قال: "تسلف رجلًا من رجل ألف دينار فقال: ائتني بشهيد قال: كفى بالله شهيدًا ، قال: ائتني بكفيل قال:كفى بالله كفيلًا ، قال له: صدقت ودفع إليه المال" ، أخذ الرجل المال وذهب يتجر في البحر حتى جاء موعد الأجل المضروب لسداد هذه الألف وكان بين الدائن والمدين بحر ففي هذا اليوم هبت ريحٍ عاصف وتوقفت حركة الملاحة وعجز المدين أن يجد مركبًا ليذهب إلى صاحب الدين ليعطيه ماله على حسب الموعد المعلوم ، فلما عجز الرجل أن يجد مركبًا أخذ خشبة ونقرها ووضع فيها ألف دينار مع كتاب منه إلى صاحبه أنني حاولت أن أجد مركبًا فعجزت وزجج عليها أي وضع عليها المسامير على هذه الصرة ، ورفع بصره إلى السماء وقال: "اللهم إني جعلتك كفيلًا ووكيلًا فأدي هذا المال إلى صاحبه" ، وقذف بالخشبة بالبحر وعلى الجانب الآخر صاحب المال ينتظر حسب الموعد .فلما يأس أن يأتي صاحبه ، إذا به أن يجد خشبة تتأرجح أمامه في هذا الموج العالي الذي ،ومع ذلك فالأمر كما قال الله- عز وجل-:﴿ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ (هود:56) ، فأخذ الخشبة وقال أستدفئ بها أنا وأولادي ، فلما ذهب إلى بيته ضرب الخشبة بقدوم وإذا الصرة تنزل من الخشبة ، فتحها وقرأ الكتاب من صاحبه وعلم أن صاحبه لم يخنه ولم يتلكأ في سداد الدين ، كل هذا والرجل المدين يبحث عن مركب حتى هدأت الأمواج وجرت حركة الملاحة ، ركب سفينة وأخذ ألف دينار أخرى وذهب إلى صاحبه ، واعتذر إليه أنه لم يجد مركبًا قبل هذا الذي ركبه ، فقال له صاحبه: هل أرسلت إليَّ شيئًا ، فقال: سبحان الله أقول لك هذا أول مركب لم أجد مركبًا قبله ، فقال الرجل له اذهب راشدًا فقد أدى عنك وكيلك .قال أبو هريرة فلقد رأيتنا تتعالى أصواتنا في مجلس النبي- صلى الله عليه وسلم- أيهما آمن من صاحبه ، أي أيهما أكثر إيمانًا من صاحبه ، الذي رمى بالخشبة في البحر واعتمد على وكالة الله- عز وجل- وحفظه لهذا المال أم لذي لم يجحد أنه أخذ المال ، فهذا أيضًا من قصص بني إسرائيل وفيه كرامة ظاهرة للأولياء .
حَدِيْثُ جُرَيْجٍ عَابِدٌ بَنِيَّ إِسْرَائِيْلَ:حديث جريج أيضًا لا أسوقه جميعًا إنما أذكر موضع الكرامة فيه لما دعت عليه أمه وتعرضت البغي التي قالت لأفتنه لكم له فلم تحصل منه على قليل ولا كثير فمكنت منها راعي غنم كان يأوي إلى صومعة جريج ، والمرأة لما حملت وثَقُل حملها كانت تقول: هذا بن جريج ، إذا سألوها كانت تقول: هذا بن جريج ، فلما ولدت ذهبوا بالفئوس والمساحي وجعلوا يحطمون الصومعة من أسفل بينما هو فوق . فلما سمع صوت الفئوس نظر إليهم وقال: ما لكم ؟ قالوا أنزل يا فاجر انزل يا داعر ، فجرت بهذه المرأة فقال على رسلكم وتدلى من الحبل ونزل لأنه كان جريج بني له غرفة فوق صومعة ولم يكن لها سلم حتى لا يصعد أحدًا إليه ولو كان لها سلم لاستطاعت أمه أن تصعد إليه ، ولكن أمه وقفت في أسفل الصومعة وجعلت تنادي كما في حديث أبي رافع عن أبي هريرة عند مسلم قال: "وجعل النبي- صلى الله عليه وسلم– يده على حاجبه ، يمثل أو يذكر هيئة أم جريج لما كانت تنادي عليه ، يا جريج أجبني .فلم يكن هناك سلك ، ولكن كانت طريقته أنه يتدلى بحبل ، إذا أراد أن ينزل، ينزل على الحبل يقضي حاجته ثم يرجع مرة أخري فيتسلق أيضًا بالحبل ويأخذ الحبل وراءه مرة أخرى وبهذا لا يستطيع أحدًا أن يصل إليه .فلما رآهم كذلك قال: على رسلكم ونزل إليهم فأوسعوه ضربًا ولكمًا يا فاجر زنيت بهذه المرأة ، فجرت بالمرأة ، المهم أخذوه والنساء والرجال عن يمنة الطريق وعن يساره ينظرون إلى جريج وهو مكتوف الأيدي من وراء أي مقيد من الخلف وأخذوه إلى ملك القرية ، الغريب في الأمر أو الطريف في الأمر أن هذه المرأة كانت ابنة ملك القرية ، فالغريب أنهم أرادوا أن يقيموا الحد على جريج ويتركون المرأة ، وهذا من فجر بني إسرائيل أنهم كانوا إذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وإن سرق فيهم الشريف تركوه .فلما قالوا يا جريج كنا نعدك أعبدنا حتى فجرت بهذه المرأة ، قال:" ائتوني بماء فتوضأ ثم صلى ركعتين ، ثم قال: ائتوني بالغلام فنخسه في جنبه وقال: يا غلام من أبوك قال: الراعي ، فأقبلوا عليه يقبلون يديه وقدميه ، ويعتذرون إليه ويقولون له نبي لك صومعتك لبنة من فضة ولبنة من ذهب ، قال لها لا أعيدوها طينًا كما كانت"، وطبعًا موضع الكرامة أن ابن يوم لا يتكلم ، لكن لصدق رجائه وقوته في الله- تبارك وتعالي- ظن أن الغلام يتكلم فنطق الغلام ببراءته .
فِيْ كُلِّ أُمَّةٍ مِنَ الْأُمَمِ لَابُدَّ أَنْ تَجِدَ مِنْ كَرَامَاتٍ لِلْأَوْلِيَاءِ ، وَلَكِنِ هَذِهِ الْكَرَامَاتِ لَابُدَّ لَهَا مِنْ إِسْنَادِ صَحِيْحٌ: شرط الكرامة أن يكون لها إسناد صحيح بنقل العدول الضابطين ,أما الكرامات الواقعة في هذه الأمة فهي كثير منها ما وقع في حياة النبي- صلى اله عليه وسلم- وأقصد لأصحابه ، ومنها ما وقع بعد زمن النبوة
مَنْ الْكَرَامَاتِ الَّتِيْ وَقَعَتْ فِيْ زَمَنِ الْنُّبُوَّةِ:أما ما وقع في زمن النبوة فكثير وطيب منه مثلًا حديث خبيب بن عدي وهو حديث رواه الإمام أبو هريرة والحديث عند البخاري في عدة مواضع من صحيحه" أن النبي- صلي الله عليه وسلم- أرسل عشرة عينًا على قريش ، أو على قوم من قريش وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري" ، المهم أن عاصم مع هؤلاء العشرة جلسوا في مكان وأكلوا التمر ، فعلم جماعة من بني لحيان بأمر هؤلاء العشرة فانتدبوا لهم مائتي رامٍ ، رام أي رجل مقاتل ، وفي بعض الروايات عند البخاري مائة رامٍ ، وهذا محمول على أنه كان مائة رام وهناك من يساعدهم في الرمي أيضًا حتى استتم عدتهم مائتين .فأول ما بحثوا عنهم وجدوا النوى ، قالوا هذا نوى يثرب ، وكانوا يعرفوا كل شيء كان يدلهم حتى فرث الأنعام ، يأخذ فرث الأنعام ويفركه ويقول هذا من قريش أو من المكان الفلاني ، أو غير ذلك ، يعرفونه حتى بالنوى ، حتى بالبعر ونحو ذلك ,المهم أنهم وصلوا إلى هؤلاء العشرة مائتين مقابل عشرة " قال عاصم أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر اللهم أبلغ عنا نبيك"، وظل هؤلاء العشرة يقاتلون مائتين حتى قتل سبعة من هؤلاء وبقيَّ ثلاثة ، فقالوا انزلوا على العهد والميثاق ولا نضركم ، فنزلوا على العهد والميثاق.
كَرَامَةً خُبَيْبٍ بْنِ عَدِيٍّ.وكان منهم خبيب بن عدي فأول ما تمكنوا منهم قيدوهم ، فقال رجل من هؤلاء الثلاثة هذا أول الغدر ، إن لي أسوة بهؤلاء القتلى وظلوا يجرجرونه على الأرض ويمتنع منهم حتى قتلوه , فأما بنو الحارث فابتاعوا خبيب بن عدي وكان قد قتل الحارث في بدر لكن كانت دخل الشهر الحرم ، وكانوا يعظمون الأشهر الحرم ولا يقتلون فيها أحد ، فحبسوه حتى تنسلخ الأشهر الحرم ، وجعلوا على باب السجن امرأة ، والمرأة أسلمت بعد ذلك وهي هي التي تحكي كرامة خبيب بن عدي قالت: لقد رأيته يومًا يأكل عنبًا وإنه لموثقٌ في الحديد وما بمكة ثمرة ، ليس بمكة حبة عنب ، قالت: لقد رأيته يأكل قطفًا من عنب وإن هذا لرزق ساقه الله إلى خبيب ، وكان لها بني صغير يجلس على فخذيها فنامت المرأة فانسل هذا الصغير ودخل إلى خبيب ،وكان خبيب قد طلب موسًا يستحد بها الاسْتِحْدَادُ:وهو حلق شعر العانة كما هو معروف من حديث أنس- رضي الله عنه- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- وقَّت في شعر العانة أربعين ليلة لا تزيد عن أربعين ليلة إلا ويحلقها المسلم المكلف .كان خبيب طلب موسًا يستحد به والموس في يده ودرج هذا الغلام إلى الداخل عند خبيب فأجلسه خبيب على فخذيه والموس في يده ، انتبهت المرأة فلم تجد ابنها ووجدته على رجل خبيب وبيده الموس ، قال خبيب: فشهقت شهقة ً عرفتها ، فقلت لها: أتظنين أنني قاتله والله ما كنت لأفعل ، فقالت ما رأيت أسيرًا خيرًا من خُبيب ، فلما انسلخ الأشهر الحرم وأخرجوه إلى الحل ليقتلوه طلب منهم أن يصلي ركعتين تجوز فيهما ، أي صلى صلاة خفيفة وقال والله لولا أن تظنوا أن بي جزعًا من القتل لأطلت ، اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبقى منهم أحدا ، فما وفي بعض الروايات أن أبا سفيان وابنه معاوية كانا حاضرين في ذلك الموقف فلما دعا خُبيب بهذه الدعوات رمى أبا سفيان بابنه معاوية على الأرض حتى لا تدركه دعوات خُبيب ، لأنه ما من رجل دعا عليه خُبيب ألا وقتل .
كَرَامَةً عَاصِمٍ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ:أما بالنسبة لعاصم بن ثابت الأنصاري الذي كان أمير السرية ، وكان رجلًا من عظمائهم ، فإنهم أرادوا أن يحتذوا رأسه بعدما قتلوه ، فأرسل الله عليه الدَبر . والدَبر: هو ذكران النحل فما استطاعوا أن يصلوا إليه ، فقالوا أمهلوا ليلًا حتى ينصرف النحل عنه ، قال قائلهم وهذا ليس عند البخاري ، قال قائلهم: فلقد رأيت جثة عاصم ترتفع بين السماء والأرض ، وكان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه يقول- وعاصم بن ثابت هذا كان والد زوج عمر بن الخطاب كان يقول: إن الله ليحفظ عبده المؤمن ، لمَّا وفي عاصم وهو حيٌ ألا ينزل في ذمة كافر ولا تمس يده يد كافر حفظه الله بعد موته فلم تمسه يد كافر ، وهذا معني كلام عمر بن الخطاب- رضي الله عنه - إن الله- عز وجل- ليحفظ عبده المؤمن .وعندنا أيضًا حديث أنس في صحيح البخاري أن أسيد بن حضير وعباد بن بشر وهذا ورد تسميتهما في حديث أنس من غير طريق قتادة عند البخاري لأن البخاري- رحمه الله- روي حديث قتادة موصولًا همام عن قتادة عن أنس ثم أردفه بحديث معمر عن ثابت عن أنس ، ثم أردفه بحديث حماد بن سلمه عن ثابت عن انس ، فوصل حديث قتادة وعلق الحديثين الباقيين عن ثابت . علَّق: أي أنه لم يذكر أول الإسناد ، إنما قال معمر عن ثابت عن أنس ، وهذا تقريبًا الموضع الوحيد في البخاري الذي علَّق فيه لمعمر عن ثابت وحماد بن سلمة كذلك ليس من شرط البخاري من شرط مسلم ، فروي البخاري له هذا الموضع ، أظن أن هناك موضع آخر في صحيح البخاري لحماد بن سلمة عن ثابت معلقًا ، لأن البخاري لم يروي موصولًا لحماد عن ثابت ، ولا روي موصولًا لمعمر عن ثابت .معمر طبعًا عن ثابت ، معمر كان ضعيفاً في ثابت ، معمر بن راشد برغم إمامته وأنه كان فخر اليمن ، هو الذي أحيا اليمن في زمانه ووحد الناس جميعًا إلى اليمن ليسمعوا حديث معمر إلا أنه كان ضعيفًا في شيخين له ، كان ضعيفًا في قتادة وكان ضعيفًا في ثابت بن أسلم البناني ، أي لم يحكم حديث قتادة ولا حديث ثابت بن أسلم البناني ، لأن كليهما بصري ، حديث البصريين عن معمر فيه كلام ، وحديث معمر عن البصريين فيه كلام .
كَرَامَةً أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ:علق البخاري الحديث من هذين الوجهين ، وورد في هذين الوجهين أن الصحابيين (كانا أسيد بن حضير وعباد بن بشر )كانا عند النبي- صلي الله عليه وسلم- في ليلة ظلماء جدًا ، فلما خرجا كان مع كل واحد منهما عصا فلما خرجا أضاءت عصا أحدهما ، فمشوا في ضوئها ، فلما افترقا أضاءت عصا الآخر ، وهذه من كرامات الأولياء .وأيضًا في حديث أبي سعيد ألخدري عند الإمام مسلم وهو عند البخاري من حديث أسيد نفسه أنه كان يقرأ سورة الكهف وكان معه ابنه يحيا ، وكان قد ربط فرسه بجانبه ، فلما قرأ واستمر في القراءة إذا بالفرس يهيج ، فكلما قرأ هاج الفرس ، فإذا سكت سكن الفرس ، فإذا قرأ هاج الفرس ، قال:حتى خشيت على يحيا أن الفرس يركل ابنه ، فأخذ الفرس وابنه وذهب إلى النبي- صلي الله عليه وسلم- وقص عليه ذلك ، قال:" اقرأ أسيد ، فقرأ فهاجت الفرس ، قال: اقرأ ، فقرأ فهاجت الفرس ، فقال له: تلك السكينة تنزلت لقراءتك " ، وفي رواية: " تلك الملائكة تنزلت لقراءتك ولو ظللت تقرأ لظهرت للناس ما تختفي منهم " .وهذا لأن أسيد بن حُضير كان يقرأ القرءان على وجهه ، كان يتلو القرءان حق تلاوته ن وإذا قرأ المرء القرءان حق تلاوته ظهرت له السكينة ، والسكينة شيء يستقل به القلب ، لذلك نحن ننصح الأخوة والأخوات الذي همه أن يعمل خاتمة أو خاتمتين أو ثلاثة أو أربعة .مَنْ الْكَرَامَاتِ الْمَكْذُوبَةِ عِنْدَ الصُّوْفِيَّةِ:أنظر إلى الصوفية يذكرون في كراماتهم أن وليًا كان يختم القرءان في اليوم والليلة ثلاثمائة وستين ألف خاتمة ، وأنا بعد أن أقول لكم كرامات الأولياء حقًا سأقول لكم كرامات الصوفية لكي تضحكوا ، لأنها تعتبر محاضرة كوميدي ، لو ذكرت أنا كرامات الصوفية ، وهذه من كراماتهم العادية ، فيه أشد من ذلك ، لما يكون ثلاثمائة وستين ألف خاتمة في اليوم والليلة ، اليوم أربعة وعشرين ساعة ، أي ألف وأربعمائة وأربعين دقيقة في اليوم والليلة ، لما تعمل ثلاثمائة وستين ألف على ألف وأربعمائة وأربعين ، مائتان وخمسين خاتمة في الدقيقة .هذا صوفي نفاث ، أظن لا تقول سرعة الصوت مائة مرة ، ولا ألف مرة ، ولا عشرة ألاف مرة ، نحن مثلًا عندما نقرأ نقول الشافعي ختم ألف ختمة في شهر رمضان ، هذا الكلام لا نصدقه ، كيف ألف ختمة ، أيضًا لما نأتي نقيسها وهذا الكلام ، هناك أشياء معقولة ، إلا إذا قص بالختمة أنه يمرر القرءان على قلبه حافظ القرءان كالماء ، فممكن ينهي البقرة في ربع ساعة ، وليس قراءة ، إنما يمررها على قلبه ، وإذا كان يعتبر أن هذه ختمة مع أن هذه لا تعتبر ختمة ، لأن التلاوة لابد فيها من حركة اللسان
مَاحَكَمَ قِرَاءَةِ الْإِنْسَانَ بِالْقَلْبِ فِيْ الصَّلَاةِ؟ولذلك الفقهاء يبطلون صلاة من وقف في الصلاة يقرأ بقلبه ، لو وقف في الصلاة ولم يحرك شفتيه ويصلي صلاته باطلة ، لأنه لا يتصور قراءة من غير حرف وصوت ، لا قراءة إلا بحرف وصوت ، وهذا هو الذي يسمى بالكلام أما إمرار الكلام علي قلبه فهذا ليس له شيء .أهم حاجة للواحد وهو يقرأ القرءان يقرأ القرءان ويستحضر قلبه ، ممكن يفتح عليه في كتاب الله- عز وجل- في آية واحدة فتحًا يكون رائدًا له إلى الجنة ، ويحصل من الثواب أضعاف أضعاف الذي يبحث عن ثواب الحروف يقول: لا أقول ألم حرف ولن أقول ألف حرف ، ولام حرف وميم حرف فهذا هو الحرفي ، الذي يريد أن يأخذ حسنات الحروف ، والقرءان لم ينزل لهذا ، لأن حسنات الحروف ستحصلها بطريقة تلقائية ، لأنك لما تقرأ القرءان ستأخذ حسنات الحروف ، لكن فاتك من التدبر التي تنجلي به ظلمة القلب أضعاف أضعاف ما حصلته من تجارة الحروف .فهنا لما يقرأ أُسيد بن حضير تنزل كوكبة من الملائكة لقراءة أسيد ، والنبي- عليه الصلاة والسلام- يقول:" لو ظل يقرأ لظهرت الملائكة أمام الناس ولا تمتنع من أحد " .كرامة سعد بن أبي وقاص .كذلك من كرامات الأولياء حديث جابر بن سمرة وهو في الصحيحين قال: شكا أهل الكوفة سعد بن أبي وقاص في كل شيء حتى أنهم قالوا أنه لا يحسن يصلي ، فأرسل عمر بن الخطاب إليه وكان سعد هو الذي اختط الكوفة في زمان عمر ، الذي بني الكوفة أصلًا هو سعد بن أبي وقاص في زمان عمر بن الخطاب- رضي الله عنه ، فأرسل إليه عمر بن الخطاب يرى الأمانة ، أمانة الولاية ، أنه إذا رفع أمر إلى الوالي يجب أن يحقق فيه ويتحرى وجه الصواب فيه ، فأرسل إليه ، فقال: إن أهل الكوفة شكوك في كل شيء حتى قالوا:" أنك لا تحسن تصلي ، فكيف تصلي ؟ ."وهذا من الغرائب أن يسأل عمر بن الخطاب سعد بن وقاص كيف يصلي وسعد هذا هو أحد العشرة ، وسعد هذا كان ربع الإسلام يومًا ، وأسلم قبل عمر ، وقدم سعد في الإسلام معروفة ، وهو أول من أراق دمًا في سبيل الله ، وأول من رمي بسهم في سبيل الله ، وبلاء سعد في الإسلام معروف ، تصل المسألة للصلاة ، ويقول له أرني كيف تصلي ، قال يا أمير المؤمنين أما إني لم أخرم بهم صلاة رسول الله- صلي الله عليه وسلم- أما ني لأركض في الأوليين وأحذف في الأخريين .أركض: من الركوض وهو التطويل . أحذف: من الحذف وهو الاختصار .قال: ذلك الظن بك يا أبا إسحاق ، ثم أرسل نفرًا من الشرطة يجوبون الكوفة ذهابًا وإيابًا يسألون عن سيرة سعد ، فما يسألون قومًا ولا قبيلة ولا أهل ماءٍ إلا أثنوا على سعد خيرًا ، ولم يجدوا واحدًا ذم سعد بن أبي وقاص حتى وصلوا إلى مسجدًا في الكوفة فأثنوا الناس عليهم جميعًا إلا رجلًا واحدًا وهو أبو سعدة المشئوم الذي جر الويلات على نفسه ، فقال: أما إذ ناشدتنا ، أي جعلتنا نحلف فإن سعدًا لا يسير بالسرية ولا يعدل في القضية ولا يقسم بالسوية .فقال سعد: " ألا أنني سأدعو بدعوات اللهم إن كان عبدك هذا قام مقام رياءًا وسمعه فأطل عمره وأطل فقره وعرضه للفتن ،" فيقول عبد الملك بن عمير راوي هذا الحديث عن جابر بن سمرة ، لقد رأيت هذا الرجل أي طال عمر هذا الرجل حتى رآه عبد الملك بن عمير راوي الحديث لقد رأيت هذا الرجل سقط حاجباه من الكبر ، يتعرض للجواري يغمزهن فإذا سئل كيف أصبحت ؟ يقول: شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة سعد .قال عبد الملك: فإذا قيل له كيف أصبحت ؟ يقول: شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة سعد .الشاهد من الحديث:في هذا الحديث الحقيقة عبر ، سعد بن أبي وقاص قال: اللهم إن كان عبدك هذا قام مقام رياءً وسمعه ، فاحترز سعد لنفسه وهذا يدل على الإنصاف ، وإنما يعرف قدر المرء عند الغضب ، لماذا ؟ قد يكون هناك معطيات خاطئة عندي فذممتك بسببها ليس لهوىً في نفسي ولكن للمعطيات التي عندي ولذلك سعد احترز قال: إن كان قام مقام رياءً ، لأن ممكن أبو سعده هذا يقول هذا الكلام وليس رياءً ولا سمعة ، عنده معلومات مغلوطة ولم يتحقق منها وعنده غيرة على الدين تعرض لذم خصمه بسبب هذا احْتِرَازٌ الْرَّسُوْلِ صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.وهذا الاحتراز كما ذكرت قبل ذلك أخذ من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- " لما قال له القائل: ما الغيبة ؟ قال: ذكرك أخاك بما يكره ، قال: أرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ،وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته " .بهته: أي رميته ببهتان وكذب . فقوله: إن كان فيه ما تقول هذا احتراز ، لذلك أي إنسان تصله مثلًا معطيات خاطئة عن آخر يقول: إن كان كما قلت فالجواب كذا وكذا ، فيكون بذلك احترز لنفسه وطلب البراءة والسلامة لنفسه إذا وقف بين يدي الله- تبارك وتعالي- يوم القيامة ، وليس أول ما يصله الكلام حتى لو كان غير صحيح يبدأ في هتك أعراض الآخرين ، لا هذا ليس من التقوى في شيء ، لأجل هذا هتك الله هذا الرجل .أنظر لما يسقط حاجباه من الكبر ، قال: أطل عمره وأطل فقره وعرضه للفتن أمام كل دعوة مصيبة وقعت على هذا الرجل ، أطل عمره ، طال عمره حتى وقع حاجبه من الكبر ، وأطل فقره كان فقيرًا لا يملك شيئًا ، وعرضه للفتن لا يوجد أكثر من أنه يجلس وقد تجاوز المائة مثلًا على قارعة الطرق ، تسعة عشر سنة ، ويقول لها يا جميل وانظر إلى يا جميل ، ألا تريني من غير رموش ، فهذا لو رأيته في الظلام لا تنجب كما يقولون ، أنظر لما المهانة تصل برجل كبير إلى هذا الحد ، ولا يكون له لا كرامة ، ولا حشمة والله هذا من البلاء العظيم أيضًا عزل عمر بن الخطاب سعد بن أبي وقاص .
مَا هُوَ الْوَجْهُ الَّذِيْ كَانَ لِعُمَرَ أَنْ يَعْزِلَ مَثَلُ سَعْدٍ؟أولًا: أهل الكوفة عن بكرة أبيهم إجماع أن سعد بن وقاص رجل قائم بحق الولاية ،.عزله وولى من هو دونه مرتبةً وصحبة وهذا باب السياسة الشرعية ولا يسلك هذا إلا مثل عمر بن الخطاب ، لأن ما هي الفائدة أن أبقي رجلًا في منصبه وهو مغموصٌ عليه في هذا المنصب والشرفاء يملئون الأرض ، ما هي المصلحة ، واحد في مكان ما أفسد المكان وثبت عليه أنه أفسد المكان ، هل سعد بن أبي وقاص ثبت عليه شيء ؟ ما ثبت عليه شيء ، لكن هذا ثبت عليه أنه فاسد في هذا المكان وأنه نهب بالملايين وأدخل السموم وعمل الكثير ، وحوله اللصوص وثبت أن من حوله لصوص وأخذوا أحكام ودخلوا السجن ويبقى هو في منصبه بعد كل هذا فما نتيجة هذا الكلام ؟ .نتيجة هذا الكلام أن يغري الناس بالفساد ، نحن حتى اليوم لم نرى أحد أخذ عقوبة السجن وارتدع الذين في الخارج ، لم نرى هذه المسألة ، لو أن فيه واحد سرق وقطعت يده أنا أعرف أن اللقطة سيغلق بابها ، لو وجد محفظة في الأرض لن ينحني ليأخذها ، لماذا ؟ لأنه كما يقولون من لسع من الشوربة ينفخ في الزبادي ، اللقطة نفسها لن يأخذها يقول ربما وأنا آخذها يقول أحد امسكوا ألحرامي فأنا سأترك اللقطة لن آخذها ، مع أن هذا باب مختلف ، لكن الذي يحدث أن واحد يتهم بسرقة عشرة ، خمسة عشر ، عشرين مليون ثم ثبتت عليه التهمة ، ويدخل السجن ويأخذ له سنتين ، هذا السجن لهؤلاء الجماعة سجن خمس نجوم ، طبعًا كان أول أمس في أخبار اليوم يقولون أننا نجعل السجون خمس نجوم ، كل زنزانة فيها ثلاجة وفيها تليفزيون وفيها سخان وفيها براد كنوع من إكرام السجناء ، لا قبل ما تكون السجون خمس نجوم موجود سجون خمس نجوم ، يدخل هؤلاء الجماعة ويدخل له الأكل ساخن كل يوم ويدخل له الجرائد وعنده الراديو وعنده التليفزيون وفيه حدائق ، مثل مزرعة طره وهذا الكلام ، تفتح له الزنزانة في الصباح ويأخذ كرسيه ويجلس في الشمس ويقرأ الجرائد ويأتيه الأكل سخن ، وعنده فرصة طول النهار أنه يجلس مع إخوانه من السجناء يلهون ويضحكون ، على الأقل استراح من تعب المرأة وذل الأولاد ، على ذمة القضية ، ولا يرد الفلوس قعد سنتين ، ثلاثة ، وخرج معه خمسة عشر ، عشرين مليون ، أو مائة وخمسون مليون .هل هناك أحد يرتدع ، مسلسل السرقات والجرائم انتهي بسجن هؤلاء ، لا بالعكس هذا يغريهم أكثر لأنه يقول هذا سهل علقة تمر ولا أحد يموت ، هو سيدخل السجن كم سنة لكنه سيخرج بالمال في الآخر ويعمل مشاريع وغير ذلك.
يتبع إن شاء الله...


الحلقة (26) من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

الحلقة (26) من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحلقة (26) من مدرسة الحياة   الحلقة (26) من مدرسة الحياة Emptyالجمعة 13 مايو 2011, 2:59 pm

عمر بن الخطاب: بالرغم من أنه لم تثبت أي إدانة لسعد بن أبي وقاص ، بل إجماع أنه رجل في القمة ، إلا رجلٌ مغموص عليه وقد ثبت أنه مغموص عليه أن دعوة سعد استجيبت فيه ، لا ، ليس هناك أي مصلحة أن يبقى إنسان مغموص عليه وهناك شرفاء آخرون ، بالعكس لما واحد فقط يصيبه الهوى وأعزله مباشرة وأحاكمه ، الذي يأتي بعده سيحترم نفسه ، وسيخاف أنه ينحرف ، فتصيبه العقوبة الموجعة .فيفعل مثل هذا إلا مثل عمر بن الخطاب الذي يقول النبي- صلي اله عليه وسلم- فيه: " إن يكن منكم ملهَمون فعمر ، وإن يكن منكم محدثون فعمر"
أَرْوَىَ بِنْتَ أُوَيْسٍ وَشَكَوْتُهَا سَعِيْدِ بْنِ زَيْدٍ:أيضًا من الأحاديث التي فيها كرامات الأولياء حديث سعيد بن زيد وهذا الحديث رواه مسلم في صحيحه ، أن امرأة كان اسمها أروى بنت أويس اشتكت سعيد بن زيد إلى مروان بن الحكم وادعت عليه أنه أخذ شيئًا من دارها ، أخذ قطعة أرض من دارها ووضعها في داره وقال هذه ملك لى فأرسل مروان بن الحكم إلى سعيد بن زيد وقال له التهمة ، فقال له سعيد وسعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة أيضًا ، فقال:" أأنا أفعل ذلك بعد الذي سمعته من رسول الله- صلي الله عليه وسلم- ، قال له: وما سمعت منه- صلي الله عليه وسلم- قال: قال رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم-:من ظلم شبرًا من أرض ، أو من أخذ شبرًا من أرض طوقه من سبع أرضين يوم القيامة " فقال له مروان لا أسألك بينة بعد هذا فدعا عليها سعيد قال: اللهم إن كانت كاذبة فأعمي بصرها واجعل قبرها في دارها "، فعمي بصرها وكان في دارها بئر ، فبينما هي تتحسس الجدار لتمشي إذ سقطت في البئر فكان قبرها .
اسْتِسْقَاءِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ .وكذلك ما أخرجه البخاري في صحيحه في حادثة استسقاء عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- لما أجدبوا وخرجوا لصلاة الاستسقاء ، فقال: "اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا ، قم يا عباس فقام العباس بن عبد المطلب- رضي الله عنه- فدعا اللهم إنك لا تحبس المطر إلا بذنب ، ثم جعل يدعو ، فما برح من مكانه حتى نزل المطر"
الشاهد من الحديث: كلام عمر: "اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا أي بدعاء نبينا ، وليس بذاته
هَلْ يَجُوْزُ التَّوَسُّلُ بِذَاتِ الْنَّبِيِّ؟التوسل بذات النبي لم يرد إطلاقًا عن السلف ، كانوا يتوسلون بدعائه- صلي الله عليه وسلم- ، وليس كما يقول المبتدعة يقولون نتوسل إليك بذات نبينا لا لم يعمل هذا أحدًا إطلاقًا .
ومما لا أصل له هذه الواقعة:والواقعة أن رجلًا جاء إلى النبي- صلي الله عليه وسلم- ورمى نفسه على قبره فخرجت يد من القبر الشريف قصة العُتبي ، بكل أسف ذكرها بن كثير ولم يزيفها ، وكثير من الناس يقول: طالما وجدت في تفسير بن كثير تكون صحيحه ، لا ، وطبعًا كان ينبغي على بن كثير أن يزيفها وأن يبين ضعفها ، وأنه لا أصل لها .
الْصَّحَابَةِ كَانَ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ إِذَا أَرَادَ شَيْئا كَانَ يَأْتِيَ الْنَّبِيَّ- صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-مثلما حدث كما في حديث أنس في الصحيحين أيضًا في قصة الاستسقاء ، لما جاء رجل ووقف على باب المسجد وكان النبي يخطب ، فقال "يا رسول الله هلك الزرع والضرع ونفقت الماشية _أي ماتت من قلة الماء _، فأدعو الله أن يسقينا ، وكان النبي- صلي الله عليه وسلم- على المنبر" فرفع يده السبابة إلى السماء ، وإنما قيل سبابة لأن الرجل كان إذا سب الرجل أشار إليه بها فقيل سبابة لأجل هذا ، ومن العلماء من يقول السباحة ، على أساس أنه إذا سبح إنما يحركها في الصلاة .
مايِسنّ لِلْخَطِيْبِ عَيْ الْمُنْتَبِرُ."فرفع أصبعه السبابة إلى السماء وقال: اللهم اسقنا ، الله اسقنا ، اللهم اسقنا" وهذا هو الذي يسن للإمام الخطيب على المنبر ، لا يرفع يديه ، خطأ أن يرفع يديه ، كما في حديث عمارة بن رويد في صحيح مسلم لما رأى أميرًا من بني أمية أظن يرفع يديه على المنبر قال: "قبح لله هاتين اليدين ما كان النبي- صلي الله عليه وسلم- يرفعهما إنما كان يشير بالتوحيد ".فقال:" الله اسقنا ، الله اسقنا ، اللهم اسقنا ، قال أنس: فما نزل النبي- صلي الله عليه وسلم- من على المنبر إلا والمطر يتحدر من على لحيته ، قال وخرجنا إلى بيوتنا نخوض في الماء وظللنا لا نرى الشمس جمعة "، ففي الجمعة التي بعدها جاء نفس الرجل ووقف على باب المسجد والنبي- صلي الله عليه وسلم- يخطب وقال:" يا رسول الله هلك الزرع والضرع ونفقت الماشية فأدعو الله لأن يحبس عنا الماء ، فتبسم رسول الله- صلي الله عليه وسلم- وقال:" أشهد أني عبد الله ورسوله ، ثم قال:اللهم حوالينا لا علينا ، اللهم على الضرار والآكام والشجر ، وجعل يشير إلى السماء ، فما يشير إلى موضع في السماء إلا وينقشع السحاب منها – عليه الصلاة والسلام- ".الشاهد من الحديث:هذا يدل على أن التوسل إنما كان بدعائه- صلي الله عليه وسلم- ، وإلا لو كان الصحابة يفهمون أن التوسل بالذات لما أتعب هذا الرجل نفسه ولا سافر هذه المسافات ولا جلس في بيته اللهم بذات نبينا اسقنا ، لكنهم كانوا عربًا ، لم تدخل ألسنتهم عُجمًا ، لم يكن عندهم لوثة هذه العُجمة التي دخلت على من جاء بعدهم فلم يفهموا ما كان الصحابة يفهمونه على البداهة . فقول عمر:" اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا" ، ثم إذا كان الذهاب إلى قبر النبي- عليه الصلاة والسلام- واستشارته يفصل الأمور ، فما الذي جعل الصحابة يقتتلون بعد مقتل عثمان ، كانوا يذهبون إلى النبي- صلي الله عليه وسلم- عند القبر ويسألوه من منا على الحق ، وكان تنتهي القضية ، وفي كل أمورهم كان الواحد منهم يذهب إلى القبر ويسأل النبي- صلي الله عليه وسلم- أو يستغفر هناك أو يتوسل إليه كما يقول هؤلاء المبتدعة ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (النساء:64) ، يقول هذا في حياته وموته وهذا لم يفهمه أحدٌ قط من الصحابة ولا من الأئمة المتبوعين ، إنما هذا قول خَلفٌ ساقط جاء بعد انقضاء القرون الفاضلة,فنزول المطر يعتبر أيضًا من الكرامات للعباس .وحدث مثل هذا أيضًا في زمان معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنه- لما حدث جدب وخرجوا إلى الاستسقاء ، وكان معاوية يخطب على المنبر فقال: "اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بخيرنا ودعا الأسود بن يزيد الجرشي ، وقال: أدع يا أسود ، فدعا الأسود فما خرجوا حتى نزل المطر ".الكرامات كثيرة جدًا جدًا ، لو نحن أحببنا نتتبع كرامات كل واحد من هذه الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم والأئمة المتبوعين ستجد شيئًا كثيرًا جدًا ولا نقبل كرامةً إلا بإسنادٍ صحيح ,بخلاف الجماعة الصوفية الذين أغرقوا في هذا الباب .
ليس من شرط الولي أن تجري علي يديه كرامة : بل يكون وليًا ولا تجري على يديه كرامة ، الصوفية لابد أن تجد الخوارق ، وليست خوارق صحيحه وأنا عندما كنت قادم حاولت ألتقط بعض .
الْتَّحْذِيْرُ مِنْ هَاتَيْنِ الْكِتَابَيْنِ.:الكرامات من( طبقات الشعراني ، وجامع كرامات الأنبياء للنبهاني) ، توجد فيه حاجات والله لو أنت حضرت جماعة من المهرجين لا يمكن أن تضحك من قلبك لدرجة أنك تقع على قفاك مثل ما تقرأ في كتب هؤلاء ومكتوب كرامات الأولياء .وأنا التقط هذا لأنني كنت في الحقيقة ناوي أن أعمل حلقة كاملة على كرامات الأولياء من منظور الصوفية ، لكن الأمر لا يستحق أن نقف كثيرًا وانظر إلى هذه الأشياء التي التقطها بسرعة .1-في جامع الكرامات للنبهاني اثنين مائتان وستة وثمانين ، أن فيه واحد مجذوب وأنت تعرف المجاذيب يقول لأن الرب جذبه إليه لذلك صار مجذوبًا ، وطبعًا المجاذيب مقترنين دائمًا في أذهاننا بأنه غير نظيف وسيء المظهر ولا يستحم ويمسك عصا ويلبس الممزق ، فهذا المقترن في أذهاننا بالمجذوب ، يقول أن مجذوبًا وهذا في كرامات واحد من المجاذيب .
من الكرامات المكذوبة:أن مجذوبًا تبعه جماعة من الصبيان يضحكون عليه ويتغامزون عليه ، فنادي ملك الموت وهدده وقال: يا عزرائيل ، وطبعًا هذا ليس اسمه ، وعزرائيل هذا موجود في السريانية ، عزرائيل أو عزازيل ، لكنه عندنا ملك الموت- عليه السلام- ، فقال يا عزرائيل إن لم تقبض أرواحهم لأعزلنك من ديوان الملائكة ، قال: فأصبحوا موتى أجمعين ، هذه كرامة ، وكل كراماتهم على هذا الشكل والنظام .2--وفيه واحد مكث أربعين سنة لا يأكل ولا يشرب ،3- ورجل توضأ فصلى ونام سبعة عشر سنة ثم قام فصلى بوضوئه ، وهذا في كرامات النبهاني 4-يقول الشعراني في ترجمة شمس الدين الحنفي: دخلت على الشيخ امرأة على شمس الدين ، امرأة أمير وحوله نساء كواعب ، هذا الشيخ حوله بعض النساء الجميلات الصغيرات ، أول ما دخلت أنكرت على الشيخ بقلبها لم تتكلم ولا حاجة ، فلحظها الشيخ ، فقال لها أنظري فنظرت فوجدت وجوههن عظامًا تلوح ، فجأة هذه الكواعب صاروا هيكل عظمي ، والصديد خارجٌ من أفواههن ومناخرهن كأنهن خرجن من القبور ، فقال لها: والله ما أنظر دائمًا إلى الأجانب إلا على هذه الحالة ، يا صبرك على القرف ، أي أنه كلما ينظر إلى واحدة تتحول في نظره إلى هيكل عظمي ومناخرها وأذنها صديد وهذا الكلام ، إلا على هذه الحالة .ثم قال للمنكرة التي هي امرأة الأمير ، قال لها: إن فيك ثلاث علامات علامة تحت إبطك حسنة مثلًا أو ما شابه ، وعلامة في فخذك ، وعلامة في صدرك قالت: صدقت والله إن زوجي لا يعرف هذه العلامات فاستغفرت الله وتابت تابت عن ماذا ، لما أي بني أدم يدخل ويجد واحد حوله بعض النساء الأجانب ومتبرجات فأنكر عليه ، هل هذا أخطأ ؟ ، هذه استغفرت الله وتابت زوجها لم يعرف حاجة والرجل هذا يعرف كل حاجة .5-في طبقات الأولياء للشعراني ، اثنين مائة تسعة وخمسين ، قال في كرامة ولي من الأولياء وكان يتكلم بما يستحي الناس منه عرفًا ، خطب مرة عروسًا فرآها فأعجبته فتعرى ، نزع ملابسه كلها وصار عريانًا ، فتعرى لها بحضرة أبيها وقال انظري أنت الأخرى حتى لا تقولي بعد ذلك بدنه خشن أو فيه برص أو نحو ذلك ، البضاعة سليمة ، وقال بعض ذلك كلامًا لا أستطيع أن أقوله وهذا هو أفضل كلام فيه أأدب في الترجمة ، بعد ذلك كلام يستحيل أن تعرف تقرأه فضلًا عن إنك تقوله ، جامع كرامات الأولياء للنبهاني يمشه على هذه الوتيرة كله إبراهيم العريان ، وإنما سمي عريانًا لأنه ما كان يخطب إلا عريانًا ، يصعد المنبر عريانًا لذلك سموه إبراهيم العريان .6--يقول الخزرجي في ترجمته لأولياء القرن السابع ، ومنهم الشيخ الإمام العارف أبو القاسم الأندلسي ، وفتح عليه من غير خلوات ولا كبير معاملات فكان يترك الصلاة ويفطر في رمضان ، ومما جرى له انه وقف يومًا على سطح الرباط ورفع صوته وقال: لا إله إلا أنا ، رددها مرارًا ثم ادعي ذلك صوفيٌ آخر ، أي ادعى الإلوهية صوفي أخر ، فمضى الخادم إلى شيخهما وأخبره بما وقع فأمره الشيخ أن يخدمهما في زاوية خاصة ويمنع عنهما الطعام والشراب ثم ينظر حالهما ، ففعل الخادم أما أبو القاسم فقد خرج من الحائط من غير باب ، وهذا العجل في بطن أمه تعرف العجل يمر في البحر ولا يبتل بالماء ، فهذا مثله هكذا ، هذا خرج من الحائط بغير باب ، أما الأخر فبقي إلى أن أسلم الروح ومات ، لماذا ؟ لأنه ادعى الإلوهية بغير استحقاق ، إنما الذي قال: لا إله إلا أنا ، هذا خرج من الحائط من غير باب .8-ونقل الشعراني عمن جاءهم المذكور يوم الجمعة فسألوه الخطبة ، فقال بسم الله فطلع المنبر وحمد الله وأثنى عليه ومجده ثم قال: وأشهد أن لا إله لكم إلا إبليس عليه الصلاة والسلام فقال الناس كفر ، فسل السيف ونزل يجرى خلف الناس حتى خرج الناس كلهم من الجامع فجلس عند المنبر إلى آذان العصر وما تجرأ أحد أن يدخل الجامع ، ثم جاء أهل بعض البلاد المجاورة فأخبر أهل كل بلد أنه خطب عندهم وصلى بهم ، فعددنا له في ذلك اليوم ثلاثين خطبة هذا ونحن نراه عندنا في البلد ، كيف يكون ذلك ؟ أهل ثلاثين بلد ، كل واحد يقول فلان الفلاني خطب عندنا الجمعة والثاني يقول لا خطب عندنا نحن ، ثلاثين بلد مع أنه يجلس على المنبر وأخرج الناس من الجامع يجلس على المنبر بالسيف حتى آذان العصر .هل ممكن هذه توضع كرامات ، المفترض أن هؤلاء الجماعة الشعراني والنبهاني وهؤلاء ، المفترض أنهم متعصبين للمذهب عندهم فلما يقول جامع كرامات المفروض يأتي بحاجة تشرف المذهب حتى لو بالكذب ، لا ، القصة كلها هكذا كما ترون وهذه عندهم معدودة من الكرامات .8-وهناك أشياء أخرى أعظم من هذا ذكرها النبهاني أن فيه واحد من الجماعة الأولياء عندهم يجلس جاءه أمير من الأمراء وقال له: أن ابنته وهي تقف على شاطئ البحر ابتلعها التمساح ، والرجل الأمير في كرب عظيم فقال له لا عليك ، وقال لواحد من الجماعة المريدين له اذهب إلى شاطئ البحر ونادي التمساح ، فوقف على شط البحر ونادي على التمساح قال: فخرج مثل السفينة ، وجعل يمشي في شوارع القرية والناس ينظرون التمساح يمشي في القرية ، أول ما وصل نادي الحداد وقال له اخلع له أسنانه ، وبعد أن خلع له أسنانه ، قال له: ألفظها ، وهو خلع له أنيابه حتى عندما يلفظها لا يجرحها ، وفعلًا لفظها وخرجت البيت سليمة ليس بها أي مشكلة وهدده أنه إذا فعل شيئًا بعد ذلك وهو في البلد لا يحدث له طيب ، قال: فانصرف التمساح من عنده ودموعه تسيل .هذه كرامة معقولة قليلًا عن لا إله إلا إبليس عليه الصلاة والسلام ، ومع أن هذه مستحيلة ، لماذا ؟ لأن هذه تعتبر من خوارق العادات ، إذا حدثت تتوفر الهمم والدواعي على نقلها ، لما يحدث حاجة خارقة مثل هذه تجد الدنيا كلها تتكلم ، وتجد هذا الخبر عند العدول الثقات ، فكيف لا يأتي هذا الكلام إلا عن طريق المجاهيل الذين لا نعرفهم ثم يقول هذه من كرامات الأولياء .9--أيضًا واحد من هؤلاء في جامع كرامات النبهاني واحد ة كان عندها ديك تعتز به ، وربته على أساس أنه يعمل بهجة في السوق ، فصاحب البيت دعا شيخ من الشيوخ فذبح له الديك وقال هذا شيخي ولا بد أن أكرمه بأحسن شيء عندي ، فدخل الشيخ وجد المرأة تبكي وتصرخ وغير ذلك ، طبعًا جاءوا له بالديك في إناء ومعه المرق فالشيخ سمع بكاء فقال ما هذا ؟ قال له يا سيدنا ذبحت الديك التي كانت تعتز به ، فنادي المرأة ثم قال للديك: هش ، فردت إليه الروح وطار وقال يكفينا المرق ولا تتشوشي ، هذه ولا جرادة سليمان ، ولا جرادة الهدهد كما يقولون في الإسرائيليات .أن الهدهد عزم مملكة سليمان كلها ، وتعجب كل الرعية كيف سيطعم كل المملكة ، يقولون أخذ جرادة ورماها في البحر وقال اشربوا المرق ، اشرب من البحر .انظر الفرق بين ما يزعمون أنه كرامات وما بين ما نقلته لكم الذي نقلته لكم أولًا منقول بالإسناد الصحيح وفيه عبرة ، وإنما حدث لأناس الأولياء فأنت ترى إما سعد بن أبي وقاص ،.
وَمَنْ الْكَرَامَاتِ الَّتِيْ صَحَّ إِسْنَادِهَا: حتى عمر بن الخطاب في القصة المشهورة يا سارية الجبلَ الجبل ، وهذه إسنادها صحيح ، حتى بن سارية الذي كان يقود الجيش وكان في العراق وعمر في المدينة ، فكأنما انكشف لعمر موقع الجيش وأن الأعداء سيدخلون إليه ، فأراد أن يسند ظهره إلى الجبل حتى لا يأتي الأعداء فيميلون عليه ميلة واحدة ، قال: "يا سارية الجبلَ الجبل أي ألزم الجبل" ، قال: فلزمت الجبل فنجونا ,لما رجع سارية قال سمعت صوتًا كصوت عمر يقول: يا سارية الجبلَ الجبل ، فهذه كرامات وردت عن أناس مشهود لهم من قبل النبي- صلي الله عليه وسلم- بالجنة أو بالصلاح أو الذين أتوا بعدهم مشهود لهم من الأمة أنهم من العدول ومن أهل الفضل ، وتجد قصصهم محترمة وفيها وقار وفيها عبرة وفيها حكمة ، بخلاف هذا .
يقول بن الجوزي- رحمة الله عليه-: (إذا قالوا لنا أن فلان يمَشى عَلى الماءِ قلنا لا قالوا: أنتم تَنكِرونَ كرَاماتِ الأَوليَاءِ .) وأنت تعرف بسبب قصة الأولياء وأن أي بني أدم يضعوه في قبر ويشيدوا عليه قبة ثم يجعلون له مولد ، أنا قرأت للشيح أحمد حسن الباقوري وهذا كان وزير الأوقاف الأسبق وكان في أيام عبد الناصر ، كان يقول: أننا كنا نمشي في الصحراء في الصعيد ليس فيها إنس ولا شيء ، ثم نجد قبة ، فهذه القبة ما الذي وضع الولي في هذا المكان ، ما يزعمونه وليًا ، فأخذ يفتش في هذه المسألة حتى وصل إلى الحل ، قال إن الإنجليز لما دخلوا مصر ويعرفون أن أهل مصر يقدسون الأموات وهذا الكلام ، ويجعلون لهم من الكرامات ما لا يكون يريدون أن يعمروا المكان ، فأنا لما أقول لكم الآن وأنتم تجلسون في بلادكم نذهب لاستصلاح الصحراء لكي تعيشوا هناك ، فأنا لن أذهب ، لماذا أترك أرضي وزرعي وبيتي ، وماذا أعمل بذلك .لكي ينقل الناس إلى أماكن يعمرها كان يبني قبة وكم بيت ويضع ضريح ، ويضع مجموعة من الجماعة هؤلاء ، وأنتم خدم الشيخ ويعملون مولد ويرصفون الطرقات إلى هذا المولد ، وتبدأ تشيع الكرامات وغير ذلك
حَقِيْقَةً أَمْرٌ الْسَيِّدِ الْبَدَوِيِّ:كما يشيع عن السيد البدوي وهذا الكلام ، هذا رجل أتي من المغرب وسيرته كلها الله المستعان ، والذي يقرأ سيرته من كتب العدول يعرف حقيقة السيد البدوي ، وكيف جاء إلى هنا والقصة والكرامات التي تشاع عنه ، وحتى كان عندنا ولي صغير على قدرنا ,اسمه العُقِيِبي ، فأنا سألت مرة واحد من الجماعة المخضرمين الذين كانوا عندنا .
لماذا سمي بالعُقيبي ؟ لأنه كان يمشي مع الصحابة مع النبي- عليه الصلاة والسلام - فالصحابة سبقوه وهو الذي تأخر فقال له النبي: مد يا عقبان ، هذا رواية الذي قال لي فصار العُقيبي من يوم ما قال له النبي مد يا عقبان ، فهذا ينسبون له كرامات.
ومما سمعه الشيخ من الخرافات من بعض الناس:أنا سمعت من واحد الله يرحمه رواية يقول حدثت لي أنا ، أنه كان رجل صياد ماهر وكان يصطاد البط البري في بحيرة ، وكان هناك جماعة يكرهوه المهم يريدون أن يقتلوه . ففي ليلة من الليالي أحس بالغدر وغير ذلك ، ووجدهم يقبلون عليه فظل يجري يجري وهم يجرون وراءه ، طبعًا وهو يجري مر علي بيته من البحيرة مر علي بيته لكن من كثرة الرعب لا يعرف ماذا يفعل فهو يجري وخلاص . المهم ظل يجري يجري يجري ، فجأة وجد نفسه صد في باب والباب مفتوح انفتح له الباب وغلقه وراءه ، تجده أين ذهب ؟ ذهب إلي الضريح دخل ضريح العقيبي , طبعًا الجماعة أولو العصبة أولو القوة حاولوا يفتحوا الباب إطلاقًا لم يعرفوا ، الرجل أول ما نفسه هدأ ظل يبحث عن علبة السجائر ، الحمد لله ربنا نجاه فسيشكر ، فبحث عن علبة السجائر وجد علبة السجائر ولم يجد الكبريت ، روايته التي سمعتها منه قال لي: فوجدت أيد ممدودة من القبر ولاعة ولع ، فأنا أسمع وأستغرب يقول: والله يا بني حدث لي هذا الله يرحمه .هذا مثلًا حجمه صغير الوالي هذا عمل ولع له السيجارة ، فهو قال: عادة أن المصريين يقدسوا المقابر والأولياء وغير ذلك ، أنا أريد أن أعمر هذا المكان ، بماذا أعمره ؟ قال: ابني ضريح وابني بعض البيوت حول الضريح بيت وراء بيت وراء بيت والجماعة المغرمين بهذه القصة يعملوا عزبة ونعمل قرية وبالتالي نستغل المسألة في نشر نعمل زراعات ، ونعمل مصانع وغير ذلك . أنظر إلي كم من الويلات التي جُرت علي هذه الأمة بسبب هذه الخرافات لا نحن لدينا الكرامة .
لَا نُنْكِرُ كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ لِأَنَّ هَذَا ثَابِتٌ بِسُنَّةِ الْنَّبِيِّ- صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ – كان في الأمم السابقة كان في أولياء ، وفي كرامات ، وفي أمتنا بحمد الله في أولياء ، وفي كرامات ولا تنقطع الولاية ولا الكرامة إلي يوم القيامة ، لا تنقطع أي هي موجودة وفي ناس في زماننا من الأولياء ، ومن الفضلاء وتجري علي أيديهم كرامات ليس من شرط الولاية أن تجري علي يديه خارقة ، ممكن أن يكون من أولياء الله- عز وجل- ولا يجري عليه شيء من هذا . فدائمًا أهل الباطل يركبون مركب التشريد أول ما تقول له: لا يوجد أحد يمشي علي الماء ينكروا كرامات الأولياء ، مثل ما كان الجماعة يؤذنوا يصلوا علي النبي- صلي الله عليه وسلم- بعد الآذان يجلسوا ويقولوا تواشيح بعد الآذان أصبحت لازمة لازم بعد الآذان ، أول ما نقول يا جماعة لا توجد صلاة علي النبي- صلي الله عليه وسلم - بعد الآذان يقولوا: هم يقولوا لا تصلوا علي النبي وهكذا ، يا جماعة لماذا تقرءوا قل هو الله أحد بين التراويح ؟ لا يجوز قراءة قل هو الله أحد بدعة ، يقولوا: أنظر يقول قراءة قل هو الله أحد بدعة والتي هي ثلث القرآن ، مع أنك لم تقل قراءة القرآن بدعة ولا شيء ، إنما أنت تتكلم عن الوصف الطريقة التي يستخدموا بها القرآن وهذا الداء قديم . يقول بن الجوزي: (فإِذا سَمِعُوا هذا قالوا: أتَنكِرونَ كرَاماتِ الأَوليَاءِ الصَّالِحين ؟ فنقولُ: لَسنَا مِنَ المُنكِرينَ لهَا بَل نَتبعُ ما صحَ .) وهو شرط إثبات الكرامة . يقول: (والصَّالحُونَ هم الذين يَتبِعونَ الشَّرع ولا يَتعَبَدونَ بِآرَائِهم ، وكَم يَحُثونَ على الفقرِ حَتى حَمَلُوا أقوامًا علَى إِخرَاجِ أموَالِهِم ثُّم آلَ بِهم الأمرُ إِمَّا إلى التَّسَخُطِ عِندَ الحَاجَةِ ، وإِمَّا إلى التعرضِ بسؤالِ النَّاس . )علي أساس أن عندهم الفقر هذا ضروري ، شرط وعلامة من علامات الوصول ، وهذا كلام غير صحيح أن النبي- صلي الله عليه وسلم - استعاذ من الفقر ، إنما فقر الذين سبقونا من الفضلاء كان فقرًا اضطراريًا ولم يكن فقرًا اختياريًا مثل الجوع .
مِثْلَ جُوْعٍ الْصَّحَابَةِ وَجُوْعٍ الْعُلَمَاءِ كَانَ جُوْعا اضْطِرَارِيا لَا يَجِدُ :وليس وجد فترك ، لا ولذلك الإمام البخاري يقول: "باب فضل الجوع " عندما تصبر علي الجوع الاضطراري هذا هو فضل الجوع ، ليس أي جوع يبقي أمامك الأكل ولا تأكل وتعذب نفسك لماذا ؟ ما فعل النبي- صلي الله عليه وسلم- ذلك ، ولا فعله الصحابة إلا أنه كان أمرًا اضطراريًا مفروضًا عليهم ، فالفقر في ذاته ليس ممدوحًا ، إنما إذا ركبك الفقر فاصبر ولا تتسخط علي المقدور هذا هو الفقر حينئذ يعد مركبًا لك إلي الجنة . يقول: (وكَم تَأَذَى مُسلِمٍ بِأمرِهِم النَّاس بِالتَّقَلُلِ ، وقد قَال النَّبي- صلى الله عليه وسلم- :" ثُلثٌ طَعَامٌ وثُلثٌ شَرابٌ وثُلثٌ نَفسٌ " .)حديث المقداد الذي رواه الترمذي وصححه وابن ماجة والحاكم وغيرهم (فمَا قَنعُوا حَتى أُمِرُوا بِالمُبَالِغةِ في التَّقَلُلِ ، فحكَى أبو طالب المكيُ في قوت القلوب: أن فيهم من كان يَزنَ قِوتِه بِكَرَبَةٍ رَطِبَةٍ ففي كل ليلة يذهب من رطُوبَتِهَا قليل ، وكنت أنا ممن اقتدى بقوله في الصبا فضاق المِعَي وأوجب ذلك مرض سنين ، أفَتَرَى هَذا شيئًا تقتضيه الحكمة أو ندَبَ إليه الشرع ؟ وإنما مطيةُ الآدمي قِواه فإذا سعى في تقليلها ضَعُفَ عن العبادة . )هذا أبو طالب المكي أورد هذا الخبر مورد المدح ، أن فيه بعض الناس الذين يتقللون كان يزن قوته بكربة رطبة مثل حبة بطاطس أو حبة قلقاس أو مثلًا حبة كوسة أو أي شيء من هذا خضراء ، يضعها علي كفة ويضع أكله الذي سيأكله في الكفة الثانية ، طبعًا كل يوم هذه الزنة الرطبة تنقص تجف تبدأ في أن تجف شيئًا فشيئًا ، فكلما جفت كلما قل المطعوم الذي يضعه في مقابلها .فابن الجوزي يقول: إن في زمن الصبا اتبع هذا .قال: (فضاق المِعَي وأوجب ذلك مرض سنين ، و إنما مَطيةُ الآدمي قِواه فإذا سعى في تقليلها ضَعُفَ عن العبادة . )فأي مصلحة مثل ما قال بن الجوزي في مواضع ربما تأتينا في هذه الخاطرة إن فيه واحد من كثرة التقلل كان يصلي قاعدًا ، أي من كثرة ما يجوع نفسه غير قادر علي الوقوف لكي يصلي ، فكان يصلي الفرض جالسًا ، من الذي يقول هذا ؟ وطبعًا هذا كله بسبب إعراض هؤلاء عن الفقه والتفقه ، وإغراقهم في التقلل والرياضيات وغير ذلك المذكور في كتب التصوف .
نهاية الدرس.


الحلقة (26) من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الحلقة (26) من مدرسة الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة :: كتابات أبي إسحاق الحويني :: حلقات 1428 هجرية-
انتقل الى: