منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الحلقة (25) من مدرسة الحياة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

الحلقة (25) من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: الحلقة (25) من مدرسة الحياة   الحلقة (25) من مدرسة الحياة Emptyالجمعة 13 مايو 2011, 2:46 pm

الدرس الخامس والعشرون.
فعودٌ أحمد إن شاء الله تعالي إلى دروس مدرسة الحياة والتي نشرح فيها بعض كلام بن الجوزي- رحمه الله تعالى- في كتاب صيد الخاطر ، وآخر مرة التقينا بكم في هذا الدرس كان في يوم السابع والعشرين من رمضان الماضي ، ونحن اليوم في اليوم السادس من شهر الله المحرم سنة ألف وأربعمائة وتسعة وعشرون .كنت أخذت أكثر من عشر مجالس في خاطرة واحدة ولم أتمها وهي التي نعي فيها بن الجوزي- رحمه الله تعالي- على جماعة الصوفية والمتزهدين أنهم نظروا إلى من يستمتع من الدنيا بشرطها أنهم نظروا إليه نظرة احتقار ووسموهم بأنهم لا يرجون الآخرة ، فرد بن الجوزي عليهم ردًا قويًا وقد كرر هذا الكلام تقريبًا في ربع خواطر الكتاب ، ربع الخاطرات التي كتبها بن الجوزي تدور في هذا الفلك في الرد على المتصوفة أو الذين طلقوا الدنيا وأقبلوا على الآخرة فأضرهم ذلك ضررًا بينًا ، ولم يتبعوا خير الهدي هدي نبينا- صلي الله عليه وسلم- ، فأنا سأذكر أول كلامه حتى يكون الكلام موصولًا ، لأن لنا مجالس إن شاء الله- عز وجل- في هذه الخاطرة قبل أن نغادرها إلى غيرها .يقول بن الجوزي- رحمه الله تعالي-: ( تَأمَلتُ أحوَالَ الصُّوفيَةَ والزُّهَادِ فَرأيتُ أَكثَرُهَا مُنحَرِفًا عَن الشَّريعَةِ بَينَ جَهلٍ بالشَّرعِ وابتِدَاعٍ بالرَّأي يَستَدِلُونَ بِآيَاتٍ لَا يَفهَمُونَ مَعنَاها وَبأحَاديثِ لَهَا أَسبَاب وجمُهُورهَا لَا يَثبُت فَمِن ذَلك ، أنَّهم سِمِعُوا في القُرآَنِ العَزِيزِ:﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾(أل عمران:185 ) ، وقوله تعالي:﴿ أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ ﴾ (الحديد:20) ، ثم سَمعُوا في الحديثِ:" للدُّنيَا أَهونُ على الله من شَاةٍ مَيتَةٍ عَلى أَهلِهَا " فَبَالَغُوا في هَجرِهَا من غَيرِ بَحثٍ عن حَقيقَتَهَا ، وذلك أنه ما لم يعرف حقيقة الشيء فلا يجوز أن يُمدَح ولا أن يُذَم . فإذا بَحَثنَا عن الدُّنيا رأينَا هذه الأرض البَسيطَة التي جُعِلَت قرارًا للخلقِ تَخرج منهَا أقوَاتَهُم ويُدفنُ فيها أموَاتهُم ، ومِثلُ هذا لا يُذَمُ لموضع المصلحة فيه وَرَأينَا مَا عَليهَا مِن مضاءٍ وَزَرعٍ وحيَوَانٍ كُلُهُ لمِصَالحِ الآدَمِي ، وفِيهِ حِفظُ لِسَببِ بَقَائَهُ وَرأينا بَقَاءَ الآدَمِي سَببًا لمعرَفَةِ رَبهِ وطَاعَتهِ إيِاهُ وخدمَتِهِ ، ومَا كَانَ سَبَبًا لبقاء العَارفِ العَابِد يُمدحُ ولا يُذَم ، فبَانَ لَنا أن الذَّمَ إنما هو لأفعَالِ الجَاهلِ أو العَاصِي في الدُّنيا ، فَإِنَّه إذا اقتَنَى المالَ المُباحَ و أدَى زكَاتهُ لم يُلَم .فقد عُلم ما خَلَفَ الزبير وبن عوف و غيرهما وبلغت صدقة علي- رضي الله عنه- أربعين ألفًا وخلف بن مسعود تسعين ألفًا ، وكان الليث بن سعد يستغل كل سنة عشرين ألفا ، وكان سفيان يتجر بمال وكَان بن مَهدِي يَستَغِل كل سَنة ألفى دينار ).
مَا أَنْكَرَهُ مَنْ سَلَكَ طَرِيْقِ الْتَّصَوُّفِ عَلَيَّ أَهْلُ الْشَّرِيِعَةِ:هذا هو المحور الأول الذي سلكه بن الجوزي ، لأن الجماعة الذين سلكوا طريق التصوف والتزهد أنكروا على أهل الشريعة حتى من العلماء ثلاثة أشياء التي يعالجها بن الجوزي هنا .1- أنكروا عليهم جمع المال 2- وأنكروا عليهم كثرة التزوج والتسرى ، 3-وأنكروا عليهم التوسع في المطعم. فإذ رأوا مع الإنسان مالًا ، أو رأوا هذا الإنسان يدخر اتهموه بعدم التوكل، مع أنه قد ثبت في صحيح البخاري أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يدخر لأزواجه قوت سنة .وهذا واضح الدلالة في الرد على من يقول غير ذلك ، ورأى بعض الناس أحد العلماء يدخر القوت ويأخذه بكثرة ؟، فأنكروا عليه ، أن ذلك قدحًا في التوكل ، فقال لهم: (إن النفس إذا أوتيت رزقها اطمأنت ،) فهو لما يجمع ويدخر لنفس القوت الضروري يستريح من المطالبة الدائمة من المرأة والأولاد ويفرغ قلبه للعبادة ، وهذا ليس بضد التوكل ، وطبعًا هذا ليس معارضًا لقول النبي- صلى الله عليه وسلم-:" الله اجعل رزق آل محمد قوتًا " النبي- صلى الله عليه وسلم- يدعوا بأن يجعل الله رزقه قوتًا .
الشاهد من الحديث:قوتًا: أي إذا تناول الغذاء لا يكون عنده العشاء وإذا تناول العشاء لا يكون عنده الإفطار وهكذا ، والنبي- صلى الله عليه وسلم- لا يدعو لنفسه إلا بأحسن الأحوال .هَلْ هُنَاكَ تَعَارُضّ ؟لا ليس هناك تعارض .القصد بكلمة توكل: هو اعتماد القلب على الله أي أن الدنيا إذا كانت في يدك ولم تكن في قلبك لم تُلّم من الصحابة من كان غنياً ولم ينكر عليهم الرسول _صلي الله عليه وسلم_ كان من الصحابة أناس أغنياء ومشهور عنهم أنهم أغنياء ، والرسول- صلى الله عليه وسلم- لم ينكر عليه ذاك الغني . مثال ذلك أبو طلحة الأنصاري: يتصدق ببيرحا أو بيرحاء وهي البستان قبالة المسجد وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- يدخل ويشرب الماء العذب تصدق بها أبو طلحة ، وجاءه مرة مالٌ ، كان عدة هذا المال ثلاثمائة ألف درهم . عثمان وتجهيز جيش العسرة :قصته مشهورة جهز جيش العسرة من جيبه ، ألف بعير بأحمالها وأقتابها ، وألف دينار صبها صبًا في حجر النبي- صلى الله عليه وسلم- في جيش العسرة في تبوك ،وتبوك كان الصحابة كلهم لم يكن معهم فلوس ، لأن تبوك كانت والثمار قاربت على النضج الكامل والسوق تنصب في ذلك الوقت .فالذي ليس في جيبه أي مال ينتظر وقت الحصاد حتى يملأ جيبه بالمال ، في هذا الوقت أمر النبي- صلى الله عليه وسلم- أن يخرج بالصحابة إلى تبوك ، لكي ذلك كان اسم هذا الجيش جيش العسرة ، فلما ألف بعير بأحمالها وأقتابها وألف دينار يصبها صبًا أي عشرة ألاف درهم أي نقدًا ، والنبي- صلى الله عليه وسلم- ينزل من على المنبر وهو يضرب فخذه وهو يقول:" ما على عثمان ما فعل بعد اليوم " ، وبئر رومة .وعندنا عبد الرحمن بن عوف ، وعندنا وطلحة بن الزبير ، وقد صح أن طلحة بن الزبير إنما قوم ماله هذا التقويم الضخم ، بعد مقتله- رضي الله عنه- كما في حديث البخاري في الحديث المشهور .
القصد أن الإنسان إذا كان المال في يده ولم يكن في قلبه لم يُلَم: لكن النبي- صلى الله عليه وسلم- في قوله:" الله اجعل رزق آل محمد قوتًا " المراد بقول النبي _صلي الله عليه وسلم :" الله اجعل رزق آل محمد قوتًا " أشار إلى أن التقلل من الدنيا أفضل ، لأن المتقلل من الدنيا محتاج ، والمحتاج دائمًا يمد يده ، فلما أنت تظل تقول يارب ، يارب ، يارب ، وتكون موصولَا بربك - تبارك وتعالى- فالقلب يتعلق بالله- عز وجل- ، وهذه حالة لا ينبغي أن يغادرها القلب غير لما أنا أدخر ، كان يدخر لأزواجه أما هو - صلى الله عليه وسلم- فلقوة اعتماده على ربه- تبارك وتعالى- كان يقول:" الله اجعل رزق آل محمد قوتًا " أي اجعل رزق محمد ، آل محمد هو محمد مثل آل إبراهيم ، آل لوط ، المقصود الشخص نفسه .سفيان الثوري ، وعبد الرحمن بن مهدي والليث بن سعد كانوا من الأغنياء ، عبد الله بن المبارك هذا الإمام المبارك كان غنيًا ، وكانت غلته في السن مائة ألف وما وجبت عليه زكاة قط ، لماذا ؟ يأخذها يخرجها على الفور .
بْنِ الْمُبَارَكِ وَإِنْفَاقِهِ الْمَالِ فِيْ سَبِيِلِ الْلَّهِ :بن المبارك كان ينفق على ستة من أجلّ ستة في عصره ، كان يصرف على السفيانين والحمادين ، والفضيل بن عياض ، وإسماعيل بن علية ، ، سفيان الثوري ، سفيان بن عيينة أ حماد بن زيد حماد بن سلمة ، والفضيل بن عياض وإسماعيل بن علية ، فم يكن يتبقى عنده أموال .
عادة ابن المُبارك في الحج:حتى في الحج كان لما يحج كان له عادة جميلة ، يقول: يا جماعة أنا الأمير ، ماذا تريد من هذه الإمارة ؟ كل واحد يأتي بأمواله ويصرها في منديل ويكتب عليها اسمه ، ويقول سنخلط الأموال مع بعضها لأجل النفقة نأكل مع بعض فالكل يأمنه ويعطيه أمواله في منديل ، وعبد الله بن المبارك لا يعرف كم يكون في المنديل .يذهبوا إلى الحج ويأكلون أحسن أكل وأحسن شرب وبعد أن ينتهوا من الحج ينزلوا على السوق يقول لهم اشتروا لأهليكم ما تريدون ، بعد ما الكل يشتري ، ثم يعود يعطى لكل واحد منهم صرته ، كل هذا من جيب بن المبارك- رحمه الله- ، وهذه كانت عادته ، كان كريمًا وكان عالمًا وكان شجاعًا ، كان فيه عشرة خصال كل خصلة تجعل الإنسان يرفع رأسه في السماء .
ابْنُ الْمُبَارَكِ وَالْسَّائِلِ:وحتى لما مرة جاء واحد وطلب منه مال فأعطاه مبلغ ، فقال له واحد كيف تعطي له هؤلاء كلهم عندهم أموال ، هو أنت فاكر الذي تعطي له هذا ماذا ؟ هذا لا يأكل إلا أفضل الطعام كباب وكفته ، هذا الذي تعتقد أنه فقير ، فقال له: والله ، قال: والله ، قال: إذًا ما أعطيناه لا يكفيه ، تعالي ، طالما يأكل كباب وكفته هذا لا ينفعه الذي أعطيته له ، أنا أعطيه ليأكل سندوتش فول أو ما شابه ذلك .ولم يقل له هات فلوسي أو هذا الكلام ، لا كان عنده أريحية بن المبارك- رحمة الله عليه- ، وهذه الأريحية رفعته لأنه لم يكن حب المال في قلبه ، بما يظهر لنا من تصرفاته .
عَبْدِ الْلَّهِ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَالْفَتَاةُ الَّتِيْ كَانَتْ تَأْكُلُ مِنْ الْمَيْتَةِ لِثَلَاثَةٍ أَيَّامٍ:خرج هو وغلامه إلى الحج ، وهم في أثناء الطريق وجدوا فتاة خرجت وخطفت حاجة من على كوم قمامة ثم دخلت البيت ، فقال لغلامه إن لهذه المرأة لشأنًا ، أدخل وأنظر ما هذه القصة ، فدخل فوجد هذه البنت وأخوها ، وهذه البنت لما خرجت أخذت دجاجة ميتة من على كوم القمامة ، وستأكلها هي وأخوها ,فلما استوثق من الخبر ، فقالت: إننا قد حلت لنا الميتة منذ ثلاثة أيام ،أنا وأخي ، فقال للغلام كم معك من المال ؟ قال كذا وكذا وكذا ، قال: أعطها المال هذا خير من حجنا هذا العام ثم رجع .
وُجُوْدِ الْمَالِ مَعَ الْإِنْسَانَ مَعَ اعْتِمَادِ الْقَلْبِ عَلَيْ الْلَّهِ _عَزَّ وَجَلَّ_يَكُوْنُ بَرَكَةً عَلَىَ الْنَّاسِ أحيانًا لما الناس المحتاجين يأتون لأي حاجة إما مريض ، وإما يحتاج إلى علاج والله ما تمنيت المال قط في حياتي مثلما تمنيته هذه الأيام ، الإنسان في سيرته الذاتية الحمد لله لا يوجد حب المال مطلقًا أبدًا ، ويمكن هذا الذي جعل الواحد ينشغل بالعلم .لم يكن عندي أن أكنز أو أبحث على زواج أو فلوس أو تركب سيارة أو غير ذلك ، كل هذه القصة كانت مطروحة خلف الظهر والحمد لله . لكن ما اشتهيت المال إلا هذه الأيام ، أتمنى أن يكون عندي مال كثير وأنا أغبط الأغنياء ، أغبطهم أنهم يوسعوا على الناس ، ويحلون مشاكل الناس ويجبرون كسر الخلق ، وهذا كله بالمال وما جاع فقرائنا إلا عد أن ذهب المال إلى سفهائنا ، على استعداد أن ينفق عشرة ألاف ، وعشرين ألف ، وثلاثين ألف في غذاء ، ولا يجبر خاطر مكسور ، هو إذا أنفق على شهواته أطلق لنفسه العنان ، ففقرائنا جاعوا ، لكن لو أن المال مع أمثال هذه الطبقة الجليلة التي لا يشك أحدٌ من سيرهم وثناء الخلق عليهم من أيامهم إلى الآن أنهم كانوا زهادًا ، وكانوا عبادًا وكانوا علماء ، ومع ذلك كانوا يجتهدون في جمع المال صلة لإخوانهم وصلة لفقراء المسلمين .
إِذَا جَمَعَ الْإِنْسَانُ الْمَالِ بِشَرْطِهِ فَهَذَا يَجْرِيَ فِيْ مِضْمَارٍ الْعَالَمِ :وهذه أكبر تزكية للغني ، أي واحد غني يصدق يلهم الصواب ، قال- صلي الله عليه وسلم-:" لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله علمًا أو آتاه الله القرءان ، أو آتاه الله الحكمة – ألفاظ - فهو يعلمه الناس ، ورجل آتاه الله مالًا فسلطه على هلكته في الحق"، الاثنين يجري كل منهما في مقابل بعض ، في مضمار واحد ,صاحب المال إذا كان موفقًا أو مسددًا فهو ذو حظ عظيم فيكون الذين ينظرون إلى من معهم مال ويحتقرونهم هم الذين عندهم نقص في النظر وهذا كلام بن الجوزي ، فيكون جمع المال بشرطه يمدح صاحبه ثانياً: التسري: كثرة التزوج . يقول بن الجوزي: (وإنَّ أكثر من النِّكاحِ والسَّرَارِي كان مَمدُوحًا لا مَذمُومًا فقد كان للنبي- صلى الله عليه و سلم- زوجات وسَرَارِي وجمهُور الصَّحابةِ كَانُوا على الإِكثَارِ من ذلك وكان لعلي بن أبي طالب- رضي الله عنه - أربَعُ حَرائِر وسَبعَ عشرة أَمة وتَزوجَ وَلدُه الحَسن نَحوًا من أربعِمَائة )كان يتزوج أربعة ويطلق أربعة ويأتي بأربعة غيرهم ، وهذا بالنسبة للحرائر أما بالنسبة للإماء فهذه حدث ولا حرج ، طالما عندك القدرة وعندك فلوس اشتري كما تريد ، اشتري عشرة ، عشرين ، ثلاثين ، خمسين ، ستين سبعين ثمانين ، تسعين ، مائة ، كيف شئت اشتري ما تريد ، طالما معك فلوس اشتري ما تريد .
كَثْرَةِ الْتَّزَوُّجِ يَحِلُّ مَشَاكِلُ كَثِيْرَةٌ مِثْلُ مَشَاكِلِ الْعُنُوسَةِ :نحن لدينا مثل الإحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء والتعبئة أخرج وقال إن نسبة العنوسة والنساء اللواتي لم يتزوجن عندنا في مصر سواء كنَّ مطلقات ، أو أرامل ، أو عوانس ، أنظر إلي النسبة الخطيرة نسبة ثلاثين في المائة . طبعًا هي ثلاثين في المائة عندما تحسبها صح ، نحن لو افترضنا إن مصر ستة وسبعين ، سبعة وسبعين مليون الآن ، اجعلهم تسعين لكي نعرف ننصفهم أو نجعلهم أثلاث ، ثلاثين مليون طفل وطفلة ، ثلاثين مليون رجل ، ثلاثين مليون امرأة , منهم المطلقات والأرامل والعوانس ، البنات اللواتي تخطين سن الثلاثين كثرة ، خمسة وثلاثين كثرة ستة وعشرين وغير ذلك أيضًا كثرة ، هؤلاء الذين لم يتزوجوا ، أما المطلقات والأرامل فحدث ولا حرج الذي يدخل محكمة الأسرة يتخيل أنه لا أحد يتزوج أحد .كلهم يطلق الذي يذهب محكمة الأسرة ، وحالات الطلاق في السنة الأولي للزواج أكثر من ثلاثة في المائة ، حالات الطلاق ، اليوم عندما يكون الإنسان قادر علي أن يتزوج ويعدل ويتقي الله ويعدل سوف يحل لنا الإشكال ، وكثرة النساء يجعلك تنجب أولاد كثيرة وكثرة الأولاد له ميزة قال النبي - صلي الله عليه وسلم -كما في حديث عبد الله بن عمر " إن الرجل ليرتفع الدرجة في الجنة فيقول: يا ربي بما هذا يقول باستغفار ولدك لك " .فأنت لا تعلم أي ولد من أولادك هو الذي سوف يبرك ، ونحن نعلم أن كثرة العدد مظنة وجود الصفة ، النبي- عليه الصلاة والسلام- لما قال من صلي عليه مائة فقد أوجب ، لو صلي عليه مائة وخمسين ، مظنة وجود المائة أقل أم أكثر ؟ أقل ، لو صلي عليه ألف ، مظنة وجود المائة أكثر ؟ طبعًا أكثر لو صلي عليه ألفين ، ثلاث ألاف ، عشرة ألاف ، مائة ألف ، مظنة وجود ألف واحد عدل أكثر ، غير ما يكون العدد مائتين ، ثلاثمائة ، أربعمائة ، فكل ما يكثر العدد توجد الصفة . اليوم عندما يكون لديك أولاد ، أولادك ليسوا علي درجة واحدة من البر يتفاوتون في البر ، تصور لو أنهم جميعًا أصحاب عققة هذا يفتت الكبد ، لكن نجعلهم خمسة أولاد . ثلاثة أصحاب عقوق واثنين برره ألن تستريح ؟ أليس قلبك سوف يرتاح عندما تنظر لهذا الولد البار ، فإذًا المصلحة كل ما الأولاد تكثر كل ما أنت نفسك في حياتك تشعر بعزة ، وبعد وفاتك إذا كانوا أولاد صالحين يصلك من عمل هؤلاء الأولاد .وأنا ذكرت في المرات الماضية حكاية قريب لي ، وأنا قلتها ومن يوم ما قابلني وقال لي لماذا لم تقل حكايتي في التلفزيون ؟ قلت له: أنت حكايتك فضيحة ، قال: أريد أن تقول حكايتي لكي تعتبر الدنيا كلها ، فأنا لأجله سوف أعيدها مرة ثانية طالما يريد أن يفضح هو حر .هو استمع زمان لتوجيهات جهاز تنظيم الأسرة ، الذي شعاره أسرة صغيرة حياة أفضل ، وكانوا زمان أو ما أخرجوا في الكلام هذا حذفوه لأنها أصبحت فضيحة ، الإعلام نفسه كان فضيحة ، فلم يعرفوا يعلنون صح ، فكنا زمان نجد في الشوارع دائمًا لافتة كبيرة لوحة كبيرة وواحدة أخري أمامها من الناحية الأخرى ، هذه اللوحة امرأة جميلة ورجل وثلاث أولاد في منتهي الجمال بنتين وولد ، وعلي اللوحة الأخرى امرأة حامل تحمل ولد علي بطنها ، وتحمل ولد علي ظهرها ، وولد يمسك في عباءتها من أسفل ، ورجل عنده سُل ، وهي عندها أنيميا والأولاد الذباب علي وجوههم وحالتهم كرب أنت تنظر لهم تشمئز ، ووضعين الاثنين أمام بعض .وأنت تعرف عقلك في رأسك تعرف كيف تخلص ، أنت تريد أن تكون مع من تريد هؤلاء أم هؤلاء ؟ فطبعًا أي حد في الدنيا يقول أنا أريد الأولاد الجميلة هؤلاء أعيش حياة أفضل ، وفعلًا أنا لما يكون مرتبي مائتان ، ثلاثمائة جنيه وهذا كان زمان وعندي ثلاثة أولاد أقدر أن أجعلهم يأكلون جيدًا ويلبسون جيدًا ، وأذهب بهم إلى النوادي وغير ذلك ، لكن أنا عندي الآن عشرة ، اثني عشر ولد أين أذهب بهم ، أنا لو أطعمتهم عيش فارغ فيكون الحمد لله رضا والواحد يقبل يده وجه وظهر ، لا ، إذًا العاقل هو الذي يأخذ نفسه ذات اليمين ، الأولاد الجمال .
يَسْرُدُ الْشَّيْخِ حَفِظَهُ الْلَّهُ قِصَّةَ قَرِيْبٌ لَهُ تُقَلِّلُ مِنْ عَدَدِ الْأَوْلَادِ وَعَاقِبَةِ ذَلِكَ عَلَيْهِ الْآَنَ.هو أيضًا هذه الحدوتة الغبية دخلت على أناس كثيرين منهم صاحبنا هذا ، فأنجب بنتين وولد ، ثم حملت زوجته فقال لها طلاقك مقابل تنزيل هذا الحمل وأصر أن يجهض المرأة ، كبر الأولاد والبنات تزوجوا ولم يبقى عنده غير ولد واحد ، هذا الولد الواحد يريه الويل ، الرجل يقول أنا بلغت الستين ومع ذلك أنا الذي أشترى الخضار وأنا الذي أحضر كل شيء للبيت ، وكنت أريد أن أستريح ، اعتقدت أن ابني سيعمل وغير ذلك ، لا ، الولد غاضب دائمًا ، ولا يرضى وفي حالة خصام دائم مع والده ، والوالد هو الذي يتودد إليه ، وهو الذي يتقرب ، والولد يضع أنفه في السماء ، ولا يريد أن يضع نظره في الأرض أبدًا .في يوم من الأيام في احدي المناقشات شد مع أبيه والأب يخرج من الحجرة والولد أراد أن يغلق الباب وراءه أغلق على رجل والده ، بالمرة ، فيقول أنا لو كان عندي أولاد أكثر من ولدسن ، ثلاثة ، كان واحد منهم أراح بالي ، أو كان واحد منهم تبسم في وجهي ، فيقول لي أرجوك ، وهو طبعًا يقول لي أنا أضرب نفسي بالحذاء ، قلت له: ماذا تنوى أن تعمل مع هذا الولد ؟ قال: خطتي مع هذا الولد سأزوجه أربعة ، قلت له ثم ماذا ؟ قال: وأنا عملي أنه ينجب وأنا ألاعب ، قلت له: هذا عملك ؟ قال: نعم ، استمتع بالأولاد الذين حرمت منهم هو ينجب وأنا أحمل الولد وأقعد أداعبه وأربيه له .كنوع من الانتقام ، ينتقم من الولد وينتقم من نفسه أيضًا فانظر لما يكون الواحد عنده ولدين ، ثلاثة ، أربعة ، خمسة ، تفرق معه كثير ، إذا كان هذا عق كان هذا بار ، وهذا الكلام في الدنيا فضلًا عن إن الإنسان في الآخرة ممكن تصله دعوة ابن من أبنائه .وطبعًا ولدك ليس هو ولدك المباشر ، ولدك وابنك وابن ابنك كل هؤلاء ولدك ، " إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وولده من كسبه "الشاهد من الحديث: وأنس بن مالك- رضي الله عنه- لما دعا له النبي- عليه الصلاة والسلام- أن يطيل الله- عز وجل- عمره ، فقال أنس فرأيت مائة من ولدي ، وطبعًا هو لم ينجب مائة ، إنما أولاده ، وأولاد أولاه وأحفاده وغير ذلك ,فلو دعا لك ولد من أولادك حفيد حفيد حفيد الحفيد هذا كله يصل إليك لأن هؤلاء جميعًا إنما هم من كسبك .
فَالإِنْسَانُ إِذَا أَكْثَرَ مِنْ الْتَّزَوُّجِ مَعَ تَعَدُّدِ الْنِّيَّاتِ الْصَّالِحَاتِ فَهَذَا لَيْسَ مَوْضِعِ ذَمَّ حَتَّىَ يُذَمُّ الْمَرْءُ بِهِ إِنَّمَا مَوْضِعُ مَدَحَ :اليوم موضع ذم بكل أسف ، لما يتزوج أكثر من واحدة يقولون أنه يلعب بذيله ، فكيف إذا صاحب امرأة هذا ليس له ذيل ، هو يعشق ويصاحب النساء ويمشي معهم فذا شيء عادي ، يكون هذا رجل جيد ، لكن إذا تزوج على امرأته ، فيكون هذا يلعب بذيله وخائن للعشرة ولم يراعي الجميل ولم يتذكر المعروف ، انقلاب الموازين هذا سبب من أسباب الضنك الذي نعيش فيه ، وذكر كلامًا جميلَا .قال: (وقد أنفق موسى- عليه السلام- من عمره الشَّريف عشر سنين في مهر بنت شعيب ،فَلولَا أنَّ النِّكاحَ مِن أَفضَل الأشيَاء لَمَا ذَهبَ كَثيرٍ مِن زَمَانِ الأَنبيَاءِ فِيه ).أنظر النبي- صلي الله عليه وسلم- فيما يتعلق بأهل بيته ، كيف كان يتنزل من علياء النبوة ويكون كزوج كأي رجل مع أهله ، والغيرة التي كانت بين النساء وكيف كان يعلق على هذه المسألة وكيف كان يرضي هذه وهذه وهذا أيضًا من الزمان الذي أنفقه رسول الله- صلي الله عليه وسلم وهو أعبد من مشى على الأرض بقدميه ، وموسى- عليه السلام – عشر سنوات يخدم الرجل الصالح ، و قال هنا شعيب .تَصْحِيْحُ الْشَّيْخِ لِمَقُولَةٍ ابْنُ الْجَوْزِيِّ أَنَّ الْرَّجُلَ الْصَّالِحَ الَّذِيْ خَدَمَهُ مُوَسَيَ عَلَيْهِ الْسَّلَامُ كَانَ نَبِيُّ الْلَّهِ شُعَيْبُ :وهذا خطأ كما هو مشهور عند الناس أن الرجل الصالح هو شعيب ، لا كان بين موسى وبين شعيب أكثر من أربعمائة سنة ,لأن شعيباً- عليه السلام- قال لقومه (وما قوم لوط منكم ببعيد )، وقوم لوط كانوا في زمان إبراهيم ، لوط- عليه السلام- كان ابن أخي إبراهيم ، كان إبراهيم- عليه السلام- عمه ، وكان لوط في زمان إبراهيم- عليه السلام- ، وكان بين زمان إبراهيم- عليه السلام وزمان موسى فترة طويلة تقدر بأقل تقدير أربعمائة سنة فهو الصحيح أنه ليس شعيبًا إنما هو الرجل الصالح وذكر أثر بن عباس الذي رواه البخاري لما قال لسعيد بن جبير: " أتزوجت ؟ قال لا ، قال تزوج فإن " خِيارُ هذه الأمة أكثرها نساءً "
الشاهد من الحديث: الكلام فيه محمول على محملين:-
المحمل الأول: أن خير هذه الأمة هو رسول الله- صلي الله عليه وسلم- وهو أكثرها نساءً بلا شك .
المحمل الثاني: أو أن الرجل إذا تزوج أكثر من امرأة مع ملاحظة الحدود الشرعية والقيام بحق العبودية ، لا شك أنه أفضل ممن دون ذلك . ثم بعد ذلك تعرض لذكر المطعم وهو ما دقق فيه بن الجوزي وذكر أن النبي - صلي الله عليه وسلم-:( وقد كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يأكُل ما وجَدَ ، فإن وجد اللحم أكله ، وكان يأكل لحم الدَّجاج ، وأحبُ الأشيَاءَ إِلَيهِ الحَلوَى والعَسَل .وما نُقِلَ عَنه أنَّه امتَنَعَ مِن مُبَاحٍ .)ولا يمتنع من طيبٍ يأتيه ، ولكنه لم يلتمس مفقودًا أيضًا في نفس الوقت ، لا يرد موجودًا ولا يطلب مفقودًا ، الموجود كان يأكله- عليه الصلاة والسلام- ، ومعلوم أنه- صلي الله عليه وسلم- ما عاب طعامًا قط ، إن اشتهاه أكله ، وإن لم يشتهيه تركه ، وهنا أدب المفروض أن نتعلمه ، إذا دخلت وجدت امرأتك قع أعدت طعام غير جيد ، فلا تقول لها أي كلام والطعام غير جيد .الرسول- عليه الصلاة والسلام- إذا عافته نفسه كان يسكت ولا يعيب ، لأن كونك تعلق على الأكل ، على السفرة أنت والأولاد ، تعلم الأولاد البطر وأنت لا تدري ، لما تقول لها الأرز لم يتم طهيه جيدًا ، والطعام هذا ينقصه كذا ، وهذا محروق وغير ذلك ، ما هو الولد سيفعل هذا الكلام ، سيكون الأكل جيد ويقول نفس كلامك ، هذا نوع من البطر انتبه لذلك ، لأن بعض الناس يقع في هذه المسألة .
قِصَّةِ أَحَدٌ الْظُّرَفَاءِ مَعَ زَوْجَتِهِ: وبعض الناس الظرفاء لما كان زوجته لا تطهوا جيدًا ، كان يقول بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما عاب طعامًا قط ، هي فهمت ذلك أم لم تفهمها فلم يجرح مشاعرها ، ما عاب طعامًا قط ، فيكون لم يعجبه الأكل ، لكن الرسول- عليه الصلاة والسلام – ما امتنع أبدًا من مباح ولو كان أعلى شيء وأنت تعرف لما كان يذبح أي شاه أو غير ذلك كان يأخذ من سواد بطنها ، الكبد والطحال والقلب ، والتي نسميها الحلويات . والنبي- صلي الله عليه وسلم- كان يحب ذلك ، وكان يحب لحم الظهر اللحم الذي يكون مختلط بعظم ، وهذا يكون أفضل طعام عند الجماعة الذين يستمتعون بالطعام ، وغير ذلك كان النبي- صلي الله عليه وسلم- يحب هذا لكنه إذا فقده لا يطلبه. الذي يأتي ليراك وأنت تأكل كل يوم ما تشتهي وهذا الكلام ، يقول هذا جيفة بالليل حمار بالنهار وهذا الكلام ، لا . مالك بن دينار: يقول خلطت الدقيق بالتراب فضعفت عن الصلاة ، وأنا لا أفهم لماذا يخلط الدقيق بالتراب ، أصل أكل العيش المصنوع من دقيق القمح هذا نوع من الترفه ، مالك بن دينار ، زهدًا وفضلًا ، وعلمًا ، وجلالة ، أنظر كيف يفعل ، وجاء أيضًا بكلام وهم كان لهم.
نكتة: في هذه المسألة ، لماذا لم يكونوا يأكلوا كثيرًا ؟ يقولون: (الحلال المحض صار عزيزًا )، فكل مالٍ صار شبهة ، وطالما صار شبهة فكل فقط لكي لا تموت ، إنما تأكل وتستمتع فأنت بذلك تكون نائم ولم تمشي جيدًا . وأنا أريد أن أقول أن الحلال المحض ، هل النبي- صلى الله عليه وسلم- لما كان يأتيه حتى من الأسواق ، يجلب من الأسواق بضاعة أو غير ذلك كان يسأل من أين أتت هذه ، وما أصلها ؟ ومن الذي باعها ، ومن الذي باعها للذي باعها ، النبي- صلى الله عليه وسلم- ما فعل هذا قط ، وما فعله واحد من أصحابه ، فأنت متصور أن الحبة من أول ما تخرج من باطن الأرض لن تتقلب إلا في حلال ، حلال ، حلال ، الذي تعمق هذا التعمق وسأل عن مثل هذا ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم- ، فهذا هو الذي حملهم على ذلك ، وهذا من التعمق الذي نهى عنه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- .
جَاءَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ بِنَمَاذِجَ مِنَ الَّذِيْنَ خَالَفُوُا سَمَاحَةِ الْشَرِيعَةٌ .يقول: (ولقد كان جمَاعةً من المُحقِقينَ لا يُبَالُون بِمُعَظَمٍ في النِّفوسِ إذا حَادَ عن الشريعةِ ، بل يٌوسِعُونَهُ لومًا ).لأن جلالة المرء إنما هي في إتباعه للشريعة لا أن يخالف ، فيقول جماعة من المحققين الذين هم الأئمة الكبار ، لا يهولنه اسمٌ أبدًا ولو كان معظمًا . يقول: ( فنُقِلَ عن أحمد أنه قال له المَروَذيُ: ما تقول في النِّكاحِ ؟ فقالَ أحمد: سُنةَ النَّبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: فقال إن إبراهيم يقول: فصَاح به ولم يدعه يكمل ، وقال له: جِئتَنَا بِبُنَيَاتِ الطريق ؟ .)صرنا نمشي في الطريق المظلم ، نحن كنا نمشي على الجادة ، والآن نمشي على الطريق الخطأ ، لأن أنا لما أقول سنة النبي لا أحد يوضع في مقابله أبدًا ، لا يجوز لأحد أن يوضع في مقابله أبدًا ، وهذا حد فاصل في الإيمان .
قال سفيان بن عيينة- رحمه الله- : إن رسول الله- صلي الله عليه وسلم- هو الميزان الأكبر الذي عليه توزن الأفعال والأقوال ، فلا يجوز لأحد أن ينسخ كلام النبي ، فمثلًا النبي- عليه الصلاة والسلام- يقول أعفوا اللحى ، الأب يقول: لابد أن تحلق ، أمك طالق إذا لم تحلق ، أنت حر في طلاقك ، هذه مشكلتك وليست مشكلتي أنا ، لماذا لأنني مأمور من قبل النبي- صلى الله عيه وسلم أن أطلق لحيتي ، وذلك على سبيل المثال ، وأنا أقول هذا الكلام ، لماذا ؟ لن فيه ناس يعيشون في الماضي ، يقول له واللحية ، يا بني انتبه ، يا بني نحن نعرف هذه القصة منذ خمسة عشر سنة . اليوم الدنيا ممتلئة والناس كلها تتحرك ، هو متصور أنه أعفى لحيته سيذهب إلى السجن في اليوم التالي ، انتبه هذا الزمان انتهى ، فيقول لك أنت لابد أن تخلعي النقاب ، هذا الكلام انتهى ، الإنسان إذا أراد أن ينظر إلى موضع قدميه ويرى هل هو يمشي على الصراط أم لا ، إذا أمره رسول الله- صلي الله عليه وسلم- بأمر يفيد الوجوب ، لكي أحدد لك المسألة ولا تكون عائمة واحد أخر يريد أن يكسر أمر النبي- صلي الله عليه وسلم- ، لا هذه المسألة غير المقبولة .


الحلقة (25) من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

الحلقة (25) من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحلقة (25) من مدرسة الحياة   الحلقة (25) من مدرسة الحياة Emptyالجمعة 13 مايو 2011, 2:49 pm

فلما يقال سنة ، يقول له قال: إبراهيم ، من يكون إبراهيم هذا حتى ولو كان أجل الناس ، لا ، وأنظر إلى ما فعله أبو هريرة مع بن عباس في الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:" سمعت رسول الله- صلي الله عليه وسلم- يقول: توضئوا مما مست النار " فقال بن عباس: يا أبا هريرة أفلا نتوضأ من الحميم ، أي نحن الآن في الشتاء أو سندخل على الشتاء الشديد هل لا ينفع أن نتوضأ بما ساخن ، هل لا ينفع أن أغتسل بماء ساخن ، أفلا نتوضأ من الحميم ؟ وهذا ماء مسته النار ، والنبي- صلي الله عليه وسلم- يقول توضئوا مما مسته النار ، أفلا نتوضأ من الحميم ؟ يا أبا هريرة: أتوضأ من طعام أجده في كتاب الله حلالًا ، هو أنا سوف آكل اللحم دون طهي ، أم يلزم أن أطهوها وقد أحل الله لي ذلك .أبو هريرة معه نص وبن عباس معه جدل عقلي والاثنين مقابل بعض فأبو هريرة لم يسعه إلا أن يقبض قبضةً من الحصى فيملأ كفه بها ويقول لابن عباس أشهد عدد هذا الحصى أنني :" سمعت رسول الله- صلي الله عليه وسلم- يقول: توضئوا مما مست النار " ، يا ابن أخي إذا حدثتك عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم- حديثًا فلا تضرب له الأمثال ، لو أن بن عباس قال لأبي هريرة كما في حديث بن عباس أيضًا أنني رأيت رسول الله- صلي الله عليه وسلم- أكل من كتف شاة ثم صلى ولم يتوضأ لانتهى الإشكال ، لماذا ؟ لأن بن عباس في هذه الحالة أتى بنص ، وعن رسول الله- صلي الله عليه وسلم- .فيكون حديث بن عباس هذا ناسخ لحديث أبي هريرة ، فيكون حديث أبي هريرة في أول العهد ، ثم نسخ هذا " توضئوا مما مست النار" بحيث بن عباس أن النبي- صلى الله عليه وسلم- أكل من كتف شاة ثم توضأ ، لكن الذي ساء أبو هريرة أن بن عباس أنما قاوم النص بجدل عقلي فلذلك قال له: يا ابن أخي إذا حدثتك عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم- حديثًا فلا تضرب له الأمثال , فيقول المروذي هنا أنه لما قال الإمام أحمد عن التزوج أنه سنة فقال قال إبراهيم فصَاح به ولم يدعه يكمل ، وقال له: جِئتَنَا بِبُنَيَاتِ الطريق ؟ إبراهيم بن أدهم كما قال بن عيينة ، سئل إبراهيم لما لا تتزوج ؟ ، فقال له: لو أمكنني أن أطلق نفسي لفعلت ، فالذي مثل هذا كيف يتزوج ؟ أنظر يمقت نفسه إلى هذه الدرجة فهل يضم إليه نفسًا أخرى ؟ هذا مذهب إبراهيم رأى أن هذا يصلحه ، لكن لا يتخذ مذهبًا ، ولا نستطيع أن نقول أنه مشروع لاسيما مع قول النبي- صلي الله عليه وسلم- كما في حديث أنس في الصحيحين ، الحديث المشهور الذي تعرفونه جميعًا .حديث الثلاثة الذين ذهبوا إلى أبيات النبي- صلي الله عليه وسلم- يسألون عن عبادته قال- عليه الصلاة والسلام- تعليقًا على قول واحد منهم: وأما أنا لا أتزوج النساء ، قال:" وأنا أتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فبيس مني " ,وكلمة رغب عن: معناها أنه تركها إهمالًا مع حاجته إلى ذلك ، فليس مني ، فلا أقدر أن أتبع مذهب إبراهيم وأقول اتركوا التزوج لأن أنا عندي سنة النبي- صلي الله عليه وسلم- (ولما قيل لأحمد : إن سَريًا السَّقَطِي قال: لما خلق الله تعالى الحروف وقَفَ الأَلِفُ وسجدَ البَاء .)من أين أتيت بهذا الكلام ؟ طبعًا سري بن المغلث هذا إمام جليل القدر من طبقة أحمد ، يروي عن يزيد بن هارون وهشيم بن بشير ، بل وروى عن الفضيل بن عياض ، أي متقدم ، أحمد بن حنبل لما سمع هاتان الكلمتان أو بلغه عن سري السقطي ، قال: نفروا الناس عنه ، لماذا ؟ لأن هذا مجرد رأي لا يستند إلى دليل مع جلالة سري ،
مِنْ تَدَقِيقَاتِ سِرِّيٌّ الْسَّقَطِيُّ فِيْ الْوَرَعِ:وسري هذا كان له تدقيقات في الورع ,وانظر وهو يقول في مرة: حمدت الله- عز وجل- يومًا فأنا أستغفر الله من هذا الحمد ثلاثين سنة ، وهذه مشكلة .هو الواحد ماذا قال ؟ لما أقول الحمد لله ، أستغفر أنني قلت الحمد لله ، ثلاثين سنة وهو يستغفر أنه حمد الله مرة ، قيل له وكيف ذلك ؟ قال: لقيني إنسان كان له دكان في السوق ، وشب حريق فأكل السوق كله ، فلقيني إنسان فقال سلم دكانك فقلت: الحمد لله ، ثم قال: فاعتبرتها خطيئة ، لماذا ؟ كأنه فرح أن الدكاكين الأخرى أحرقت ، أو أنه حمد الله أنه سلم وتلفت أموال الآخرين ، لكن المسألة ليست هكذا ، ربما هذا هاجس نفث في روع سري السقطي كما يأتي لأي أحد ، في بعض الفترات تجد الشيطان يدخل فكرة في رأسك ، فكرة سيئة فتقول أعوذ بالله ، استغفر الله مثلًا ، فعكر عليه الحمد بأن أدخل عليه هذه الفكرة ، فحتى لا يكون غاشًا للمسلمين ولو في داخلة نفسه أخذ يستغفر ربنا من هذا الحمد ، لا .
حديث عند رؤية المبتلى :حديث أبي هريرة في الترمذي وحسنه وله شواهد ضعيفة ، وحديث الترمذي نفسه ليس سالك أيضًا ، إسناده فيه عبد الله العمري ضعيف لكن له طرق أخرى لكن سنحسنه قليلًا هكذا ، ندفعه دفعًا للأمام ، أن النبي- عليه الصلاة والسلام- قال:" من رأى مبتليً فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير مما خلق تفضيلًا لم يصبه هذا البلاء " .اليوم أنا لما أرى أحد مبتلى وأقول الحمد لله الذي عافاني ، فأنا هكذا أكون سعيد أنه مبتلى ، لا ، نحن نحمل هذا الكلام على أنه دخل عليه داخل ، وسواس دخل عليه وهو يحمد الله أنه نجا وفلان هلك فعكر عليه ، فيقول أنا أستغفر الله منذ ثلاثين سنة من هذا الحمد ، فهؤلاء لا شك أنهم أناس أفاضل لكنهم إذا فعلوا شيئًا يخالف الشريعة أو ليس عليه دليل من الشريعة نقول لهم: لا ، مع احترامنا الكامل لكم وتوقيرنا لكم ومعرفتنا بأقداركم ومواضع أقدامكم ، لكن كل شيء يخالف الشرع نحن نأسف لذلك لأننا مع صاحب الشرع- صلي الله عليه وسلم- .
يقول: (واعلم أن المحقق لا يهوله اسم مُعَظَم المحقق في مقابل المحقق من ضده ؟ المقلد ، كلمة المحقق لا تقال إلا لمن حرر موضع الخلاف ، أو حرر أصل المسألة ، وهذا هو العلم ، العلم هو التحرير ، وأنا أريد أن أقول هذا الكلام لإخواننا من الناشئة ، الذي هو اليوم يؤلف كتاب ، أو يؤلف جزء ويعرضه علي ، ومثلًا قد يكون أتى بأسماء ناس من الفضلاء هذا قدم له ، وهذا قدم له يريد أنني أقدم له أيضًا ، فأنا أقول لإخواننا جميعًا حتى لا أقول لكل واحد في أذنه ولكي يكون الكلام عام ، الذي اعتقده في العلم هو التحرير والتحقيق وليس النقل .فإذا جاءني مثلًا بحث أو كتاب ليس فيه هذه الصفة أنا لا أرفع له رأسًا ولا أعتبره علم ، ممكن تعتبر هذا نوع من التشدد ، نوع من التجمد ، اعتبره كيفما شئت ، لكن أنا لا أنقل من كتب الناس وأعمل كتاب ، فأنت لم تعمل شيء ، لابد أنك تبذل الجهد الأول في التعلم حتى يكون لك ذوق واختيار ، صنف لنفسك كما تريد ، اكتب في الخلوة لكي تجرب نفسك ، وليس هناك مانع أنك تعرض المادة التي حققتها على شيخك ، يقول لك هذا خطأ وهذا كذا وكذا حتى إذا استويت يقول لك الآن تكلم ، الآن أكتب ، لكن أنقل من كتب الناس ، هذا أسهل شيء أن أنقل من كتب الناس خاصة في هذه الأيام ، لم يعد ينقل ، يصور ويلصق ، كان زمان يتعب في النقل ، يقول قال بن تيمية ويكتب عشر صفحات ويرفع يده ويخفضها لأن يده ألمته من الكتابة الآن لم يعد نقل ، قص وألصق ، أي في خلال ثلاثة ، أو أربعة أيام أنا ممكن أطلع لك كتاب ، أنا أعرف من أين تؤكل الكتف ، وأعرف هذا الكتاب من أين مدخله ومخرجه من أين ، آن الأوان أن أؤلف ، وأنا كما قلت لكم من قبل فيه واحد أخذ من كتاب مدارج السالكين لابن القيم ثلاثمائة صفحة وعمل الكتاب ، لكنه عمل في أول الكتاب قال بن القيم وفتح القوسين وقفل القوسين بعد ثلاثمائة صفحة .أعطني عقلك هو أنت تعرف القوسين من أين بدئوا أصلًا ، وهذا ينزل وهذا ينزل ، أي أن العلم باعوه جملة وقطاعي ، فتاوى شيخ الإسلام بن تيمية ، يأتي ببعض الفتاوى في ثلاث مجلدات ويقول الفتاوى العصرية لابن تيمية ، ويأخذها من السبعة والثلاثون مجلد المعروفين ، فتاوى الجهاد لابن تيمية ، فتاوى البيوع لابن تيمية ، فتاوى الطهارة لابن تيمية ، باعوا لنا الفتاوى جملة وقطاعي ، وكثير من الناس يظن أن هذا الكتاب جديد لاسيما إذا تصرف في العنوان .مثلًا يأتي يقول مثلًا السبيل الهاد في أحكام الجهاد لشيخ الإسلام بن تيمية ، أنا وغيري نقع في هذا المطب ، وقعنا مرات كثيرة ، لكن الآن تعلمنا ، فأفتح أول الكتاب وأرى هل هو جاء بمخطوط أم لا وعملي في الكتاب ، أنظر ما عمله ، ما الذي عمله في الكتاب ؟ يقول وأحضرت الكتاب من فتاوى بن تيمية وبذلت الجهد وفوق الجهد وحررت وقررت وغير ذلك ، أول ما أجد هذه الحدوتة أضع الكتاب مكانه ، بعد أن وقعنا مرة واثنين وثلاثة في هذه المسألة .فلما يسمي الكتاب باسم جديد هذا ليس من حقه أن يعمل هكذا ، لأن بن تيمية لم يسميه هكذا ، ولا يجوز لأحد أن يؤلف عنوانًا وينسبه إلى إنسانٍ أخر هذا يعتبر نظام غش ، فأنا أريد أن أقول أن العلم هو التحرير.
يقول الجوزي هنا: ( واعلم أن المحقق )أي صاحب النظر ، وصاحب النظر لا يكون عادةً إلا عالمًا أو طالب علمٍ مجد رجل له ذوق حتى لو كان ذوقًا قليلًا ، فيكون في مقابل المحقق المقلد الذي لا نظر له ، الذي هو يتبع كل ناعق ، فهو هنا.
يقول: (واعلم أن المحقق لا يهوله اكما قال أحمد بن حنبل لأبي داود صاحب السنن ،( يا أبا داود لا تقلدني ولا تقلد مالكًا ولا تقلد الأوزاعي ،ولا تقلد الشافعي وخذ من حيث أخذوا) ، خذ من النص ، خذ من لجة البحر ، لماذا تأخذ من قناتهم وأنت رجل واصل وعندك أدوات الاجتهاد وتقدر أن تنظر ، ما الذي يجعلك تعطل هذه الآلة ، الدار قطني لما أبو بكر الإسماعيلي عمل المستخرج على صحيح البخاري قال كان من حق أبي بكر أن يصنف كتابًا لا يبنيه على كتاب البخاري .لماذا ؟ لأن الإسماعيلي وصل إلى درجة من النظر مع تبحر كامل في الأسانيد فما الذي يجعله يلصق للبخاري ، وينسج على منوال البخاري ، لا استعظامًا لقدر أبى بكر الإسماعيلي .
أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ كَانَ يَدْعُوَ لِلْشَّافِعِيِّ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً :حتى لفت نظر ابنه عبد الله فقال يا أبت أراك تدعو للشافعي كثيرًا ، فمن هذا الشافعي ؟ قال: ( يا بني الشافعي كان كالشمس للدنيا والعافية للناس فهل عنهما من عوض ؟) ما عرفنا ناسخ الحديث ولا منسوخه ولا عرفوا الأصول وهذا الكلام حتى جاء الشافعي ، ولما إسحاق بن راهويه وهو من أقران أحمد بن حنبل وجد أحمد بن حنبل ترك عمود سفيان بن عينة وذهب لعمود الشافعي ، والشافعي تلميذ سفيان بن عيينة ، وأحمد بن حنبل من أقران الشافعي في سفيان .لما وجد الشافعي يتكلم وجد عقل مختلف مع فصاحة وجزالة ، أنظر بن هشام النحوي المشهور يقول( لو كتب الشافعي الكتب على لغته ما فهمه أحد )، وقالوا: ( لم يحفظ للشافعي تصحيف قط )، قبل ما يذهب لمالك حفظ عشرة ألاف بيت للهزليين ، وهم كانوا من أفصح الخلق ، عشرة ألاف بيت فاستقام لسانه وهذا الكلام .أحمد بن حنبل: خلب لبه الشافعي وبيان الشافعي فأخذ يترك سفيان بن عيينة ويجلس عند الشافعي ، إسحاق بن راهويه قال له من الشافعي هذا ؟ هذا من أسناننا نحن من دور بعض أتترك سفيان بن عيينة وتجالس هذا الفتي ؟ فقال له أحمد: (إن فاتك حديث بعلو أدركته بنزول ، وإن فاتك عقل هذا الفتي أخاف ألا تجده ) وكاد ، ندم إسحاق أنه لم ينازل الشافعي لكن ندم بعد موت الشافعي ، فعندما يكون الشافعي بهذا الحجم ، وحتى أحمد بن حنبل كان يقول: (كانت أقضيتنا _الفقهية _في يد أهل العراق فجاء الشافعي فانتزعها منهم )، وكان يسمون الشافعي: ناصر الحديث .
أهل مكة كانوا يسمون الشافعي ناصر الحديث : فعندما يكون هناك أحد بهذا الحجم يقوم أحمد بن حنبل يقول لأبي داوود: لا تقلد الشافعي ، مع ما للشافعي عند أحمد من المكانة والمنزلة والعلم ، يقول له: لا تقلد ، طالما عندك آلة في النظر لا تعطلها فإن هذا إهدار لنعمة الله عليك . فأنا عندي محقق ومقلد ، بن الجوزي يتكلم في المحققين ، يقول: إن المحقق الذي ذاق العلم لا يهوله اسم معظم طالما أنه خالف . فيقول: ( واعلم أن المحقق لا يهوله اسم مُعَظَم ،كما قال رجل لعلي بن أبي طالب- رضي الله عنه-: أتَظُنُ أن طلحة والزبيرَ كانا عَلى البَاطلِ ؟ ).وطلحة والزبير قاتلوا عليًا وهم من العشرة وهم من فقهاء الصحابة كذلك . قال: ( أتَظُنُ أن طلحة والزبيرَ كانا عَلى البَاطلِ ؟ فقال له: إن الحقَّ لا يُعرَفُ بالرجالِ أعرِف الحَقَّ تَعرِف أهله ).لأن الرجل ليس بمعصوم .تعظيم الرجال بكل أسف هذا مع عدم استعظام مكانة النبي- صلي الله عليه وسلم- جعلت بعض الناس يقدم كلام الناس على كلام النبي- صلي الله عليه وسلم-كما قال الكرخي وهو من فقهاء الحنفية المتقدمين ، قال: (كل آيةٍ أو حديثٍ يخالف ما عليه أصحابنا فهو مؤول أو منسوخ )، كيف ذلك ؟ أي قول أصحابه صار أصلًا ، إذا آية عارضت قول الأصحاب ، فتكون هذه الآية مؤولة أو منسوخة ، حتى لو أنا لم أكن أعلم الناس ، من الذي يقول هذا الكلام ؟ .من يقول أن النبي- صلي الله عليه وسلم- إذا قال كلامًا يخالف قول الأصحاب يكون كلام النبي- صلي الله عليه وسلم- إما مؤول ليس على ظاهره أو أنه منسوخ ، هذا كلام أورث لوثة التعصب في الأمة ، هذا الكلام الذي مثل ذلك ، والأسماء كبيرة ومعظمة ، لا اسم النبي أعظم منهم ، إذا كنت أنت ستبحث عن العظمة والجلالة وهذا الكلام ، لا أنت ليس بيدك فلس ممسوح في هذه المسألة .حتى الشيخ محمد بن سعيد وكان أحد فقهاء الحنفية المتأخرين ، كان يسكن في المدينة ، له أرجوزة جميلة يقول فيها من ضمن الأبيات:

وقال بعضٌ لو أتتني مائــةُ
من الأحاديثِ رواها الثقةُ
وجاءني قولٌ عن الإمــامِ
قدمتهُ يا قبحَ ذا الكـلامِ
من استخف عامدًا بنــصٍ
ما عن النبي جا كفرته العلماء
فليحذر المغرورُ بالتعصـبِ
من فتنةٍ بردهِ قول النـبي
واعجب لما قالوا من التعصب
أن المسيحَ حنفي المذهـبِ
يقول وهذا كلام حقيقي قاله مثل الكرخي الذي أنا ذكرته

وقال بعضٌ لو أتتني مائــةُ
من الأحاديثِ رواها الثقةُ
وجاءني قولٌ عن الإمــامِ
قدمتهُ
على ماذا ؟ على مائة حديث ، أو مائة حديث رواها مائة ثقة .
قدمتهُ يا قبحَ ذا الكـلامِ .

من استخف عامدًا بنــصٍ
ما عن النبي جا كفرته العلماء
عن النبي جا ، أي جاء عن النبي ، وهذه مصيبة ، وفي أواخر القرن التاسع ظهر شراب القهوة ، القهوة التركي الذي نسميها التركي ، وأول ما ظهر هذا الشراب العلماء اختلفوا فيه ، حلال أم حرام ، جماعة قالوا مفتر يلتحق بالمفترات ، وجماعة قالوا لا الأصل في المطعومات الحل ، لا نقدر أن نحرم شيء إلا بدليل ، وظلوا يردوا على بعض ، ويصنفوا رسائل وهذا الكلام ، فجماعة من علماء مصر يحرموا القهوة في هذا الزمان على أساس أنها مفترة وغير ذلك ، وواحد لم يعجبه هذه القصة وقال لم تأتوا بدليل وهذا الكلام ، فعمل ثلاثة أبيات يرد على علماء مصر في هذا الأمر فيقول:

أهل مصر قد تعدوا
والبلا منهم تأسـيَ
حرموا القهوة ظلمًا
زادهم ظلمًا ومقتًـا
إن طلبت النــصَ
قالوا بن عبد الحق أفتى

وقول العالم مهما جلَّ لا يكون دليلًا ، لأن أقوال العلماء يستدل لها لا بها وأحفظ هذا الكلام جيدًا فائدة:،( أقوال العلماء يستدل لها لا بها .)
مَتَىَ يُسْتَدَلُّ بِأَقْوَالِ الْعُلَمَاءِ وَتَكُوْنُ مِثْلَ الْدَّلِيلِ ؟يكون هذا بالنسبة للعامي وليس للمحقق ، الناس العوام الذين ليس لهم نظر لا في الدليل ولا في الشريعة ولا عندهم هذا الكلام ، ولا هذا عملهم ، إذا قال له العالم قولًا صار دليلًا عليه هو ، لكن قول العالم لا يكون دليلًا على مثله ,لذلك هناك .قاعدة: يقول العلماء ( قول المجتهد لا يكون حجة على مجتهدٍ آخر )، لأنهم أكفاء وهما الاثنين يتصرفوا في الدليل مثل بعض ، وعندهم أصول مثل بعض إنما قول العالم هو الدليل بالنسبة للعامي .كما يقول ألشاطبي- رحمه الله- يقول: ( إن قول العالم للعامي كالدليل للمجتهد ،) أي كأنه لا يجوز للعالم أن يخالف الدليل بلا دليل فلا يجوز للعامي أن يخالف قول العالم بلا دليل هَلْ الْعَالَمِ يُقَلِّدُ ؟ قال: نعم ، لكن العالم يختار من يقلده ويصيب ، لاسيما إذا لم يكن في يد العالم حجة ، مثلاً يُسأل أبو حاتم الرازي ، وطبعًا أبو حاتم الرازي من هو جلالة وإمامة اسمه محمد بن إدريس علي اسم الشافعي محمد بن إدريس أيضًا ، سئل عن راوي لم يقل فيه شيء ، قال: (روي عنه سفيان وشعبة وحسبك بهما جلالة ،) ( أو ينقل كلام يحيى بن سعيد القطان في راوي من الرواة وليس له هو فيه كلام ولا نظر )، (أو كما يفعل البخاري ينقل كلام أحمد وابن معين ويحي بن سعيد القطان في الراوي ولا يقول رأيه فيه )، لماذا ؟ لأن معروف إن هؤلاء الجماعة أئمة ، يعرفون الرواة ويعرفون الأحكام علي الرواة . هذا الراوي لم يمر بي لم أذكر أحاديثه مثلًا حتى أستطيع أن أحكم عليه وسُئلت عنه . فنقلت عن غيري من أهل العلم ، فالتقليد موضوع طويل لكن أن أضع عناوين فقط ، ربما يمر بنا إن شاء الله في أثناء الكلام في هذا الدرس هذه المعاني فننثر الكلام في مواضعه .
مَوْقِفِ الْعَامِّيِّ مِنْ قَوْلٍ الْعَالِمُ : الإنسان العامي قول العالم بالنسبة له دليل لا يجوز له أن يخالفه ، لَكِنَّ مَتَىَ يُخَالِفُهُ ؟ إذا حاك في صدره شيء من فتوى العالم أحس إن العالم مضطرب وغير متأكد من الفتوى ، فيذهب إلي عالم أخر ليسأله هذا السؤال ليس تعنتًا ولا لكي يري ماذا هذا يقول وماذا الأخر يقول ؟ هذا لا يجوز للعامي أن يفعل ذلك لكن ينتقل إذا كان في صدره شيء من فتوى الأول ، قال علي بن أبي يطالب للذي قال: (أتَظُنُ أن طلحة والزبيرَ كانا عَلى البَاطلِ ؟ فقال له: إن الحقَّ لا يُعرَفُ بالرجالِ أعرِف الحَقَّ تَعرِف أهله .) هذه الكلمة كلمة جميلة ، لكن لابد أن نضم لها كلمة أخري أن هذا لا يستلزم الطعن في الرجال ، حتى لا يأتي أحد يريد أن يرد علي أي أحد يقول: أعرف الحق تعرف أهله إن الحق لا يعرف بالرجال لا ، إن الرجال هم وثائق الحق ، وهم الذين ينقلون الحق ، فلو جاز الطعن فيهم بغير وجه كان ذلك طعنًا علي الحق ، أنا لست كل ما أأتي لك وأقول لك شيء تقول: أنت رجل والحق لا يعرف بالرجال بل الرجال يعرفون بالحق ، ويرد ، لا أنا الذي نقلت الحق لك ، فالطعن في الرجال بغير وجه حق طعنًا علي الحق نفسه ، فأنت لا تأخذ الجملة هذه بمفردها لأن هذه مذلة أقلام .
قال بن الجوزي- رحمه الله تعالي-: (ولَعَمرِي أنه قد وقَرَ في النفوس تعظيم أقوامٌ فإذا نُقِلَ عنهم شَيءٍ فسَمِعَه جاهل بالشرع قَبِلَه لتعظِيمَهُم في نفسه) .ثم ذكر مثلًا (عن أبي يزيد البسطامي قال: تَرَاعَنَت عليَّ نفسِي فَحلَفتُ أَلا أشربَ الماء سَنة) يريد أن يؤدب نفسه ، فلن يشرب الماء سنة كاملة .يقول: (وهذا إذا صَحَ عنه .)احتراز أنا عملت تقريبًا ثلاث أرباع المحاضرة الأخيرة في رمضان عن إذا صح هذه لذلك لن أعيد الكلام عنها . ( وهذا إذا صَحَ عنه كَان خَطأ قبيحًا وزلةً فَاحشةً لأَنَّ الماءَ يُنفِذُ الأَغذِيةَ إِلى البَدنِ وَلا يَقُومُ مَقَامَهُ شَيءٌ ، فَإِذَا لم يَشرَب فَقَد سَعَى في أَذى بَدَنِهِ وقد كَان يُستَعذَبُ الماء لِرسُولِ الله- صلى الله عليه وسلم- )هذا خطأ من أبي يزيد البسطامي ، أبي يزيد اسمه تيفور بن عيسي ، خطأ سنرد عليه خطأه ، وأبو يزيد كان رجل له مجاهداته في السنة ، أبو يزيد يقول كلامه الجليل . يقول يناجي ربه- تبارك وتعالي- يقول: ( هذا فرحي بك وأنا أخافك ، فكيف فرحي بك إذا أمنتك ).وهذا الفرق بين حال أهل الدنيا ، وحال أهل الجنة . أهل الدنيا من المتقين يعملون العمل ويخافون ألا يتقبل منهم ، كلما زاد الورع يزيد الخوف فيجد حتى يجبر هذا التقصير في العمل وفي الشكر الله- عز وجل- فكلما جد جاءه الخوف قال له وهل فعلت شيئًا ؟ ما فعلت شيئًا ، فيخاف ثم يدركه الرجاء فيجد ، ولا يزال يرتقي بين الخوف والرجاء ، والذي حمله علي أن يرتقي أنه يحب الله ، والذي حمله علي أن يصبر علي حذ الغلاصم ، ونكذ الأراقم ومتون الصوارم ، والبلاء المتلاطم المتراكم محبة الله .وإلا كان يريح رأسه ويركن ، لكنه يعذب ويهان ويحرم وهو ثابت في الأرض ، ما الذي ثبته ؟ محبة الله ، تثبته محبة الله وهو خائف من الله أيضًا أن يرد عليه عمله بعدله- تبارك وتعالي- ، ومع هذا مع خوفه هذا أحبك كل هذا الحب الذي ثبتني رغم البلاء ، فكيف حبي لك إذا دخلت الجنة وما هم منها بمخرجين ، وأراك كل جمعة ، ولا يخطر ببالي شيء إلا رأيته أمامي بغير ذل سؤال فهو ، يقول: هذا فرحي بك وأنا أخافك ، فكيف فرحي بك إذا أمنتك ؟ .يقول: (ليس العجب من حبي لك وأنا عبد فقير ، بل العجب من حبك لي وأنت ملك كبير )أنظر إلي كلامه جميل ليس فيه حشو لا إنه يتكلم هذه الكلمة ، تجلس تشرحها في مجلد لو أنت أحببت تتكلم وأتيت بكلام السلف
وَلِذَلِكَ أَنَا أَقُوْلُ لَكَ أَحْرِصَوا عَلَىَ حِفْظِ كَلَامَ الْسَّلَفِ: لأنه مبارك جميل حلو تحس أنك عبرت عن المعاني الكبيرة في جملة أو في جملتين وكان يقول تيفور وهو أبو يزيد البسطامي ، لماذا أنا أقول هذا الكلام ؟ حتى لا أحد يحتقر أبا يزيد ويظن أنه لما قال كلمة مثل هذه لا ، نحن نقول هذا خطأ نرده عليه ، ونرد عليه بالأدلة لكن له كلام جميل وكان رجل صاحب إتباع قصة الجنيدي والجماعة الصوفية ينسبون أنفسهم إليهم أو يستلبوهم ويسرقوهم منا معاشر أهل السنة والجماعة وينسبوهم لأنفسهم مثل الجنيدي مثلًا .
قِصَّةِ الْجُنَيْدِيُّ.الجنيدي هذا مظلوم ، كل ما واحد يسمع اسم الجنيدي يسب الجنيدي لماذا ؟ صوفي ، لا ، الجنيدي هذا كان على الكتاب والسنة والأئمة القدامى جميعًا كانوا على الكتاب والسنة ، صح كانت تتفلت منهم حاجات كانوا يعتبرونها مثل الكبسولات ، علاج نفسي ، علاج لحظي ، يعملوا لأنه يرى أن نفسه تتداوى بمثل هذا الكلام ، لكن ليس معنى أننا نهجر ، ولذلك أنا كثيرًا إذا ورد عن إمام من الأئمة كلام يرد ، فأحضر له كلام أخر يبين مذهبه ويبين مكانته حتى لا ينزل من النفوس .
يقول: ( إن الله خلق خلقًا كثيرًا يمشون على الماء .)ويقول أيضًا: (وخلق خلقًا يطيرون في الهواء .)فيقول: ( فلا تغتروا لا بهذا ولا بذاك حتى تنظروا كيف هو عند الأمر والنهي وحفظ حدود الشرع .)وهذا الكلام الذي قاله الليث بن سعد يقول: ( إذا رأيت الرجل يمشي على الماء وهو في مخالفة الشرع فإنه مؤيد بشيطان هو الذي يحمله )، فلما بلغت هذه الكلمة الشافعي قال: قصر الليث ، بل لو رأيته يطير في الهواء هذا مؤيد بشيطان .وليست القصة قصة هذا يعمل كذا وإن شاء الله إن أحيانا الله وأحياكم إلى الاثنين القادم سنتكلم عن كرامات الأولياء ، سنريكم الفرق بين كرامات الأولياء وسيكون مجلس فيه ضحك وفرفشه لأننا سنأتي بكرامات هؤلاء الجماعة ، وسترى العجب العاجب ما بين الفرق بين كرامات الأولياء حقًا ، وكرامات الأدعياء الذين يقولون هؤلاء معدودين في كرامات الأولياء . القصة كلها ليست قصة أن رأيته يطير في الهواء أو يمشي على الماء ، تنظر إليه في الأمر والنهي ، لما يأتي واحد مثلًا يقول أنا كنت دائمًا أحضر مجلس شيخي وما تغيبت عنه قط ، ثم وهو يمشي في يوم من الأيام قابلته امرأة قالت ابني في الجيش وأرسل لي خطاب وأنا أميه لا أستطيع القراءة وأريدك أن تقرأ لي هذا الخطاب ، فدخل إلى البيت ليقرأ لها الجواب ، فقالت له اجلس هنا في الصالون حتى أحضر لك الجواب ، الجواب الذي أحضرته عبارة عن حاجة ملونة ، فوجئ بأن امرأة كأنها في يوم عرسها ، حدث عنده اضطراب ، فقالت له: أنا سأصرخ وأنوح وأقول أنك كنت تتهجم عليه ، فما هو المطلوب ؟ المطلوب معروف وأنك لتعلم ما نريد .فقال لها قليلًا من الوقت وأعطني فرصة لأدخل الحمام ، فدخل الحمام وجعل يدعو الله أن ينجيه من الكرب العظيم ، وفجأة شباك الحمام صار سلم فنزل على السلم إلى الشارع ، والمرأة منتظرة بالبيت ، وهو نزل وذهب إلى البيت فلما ذهب لشيخه ذهب وهو متأخر ، فلما جلس في المجلس قال له الشيخ ما الذي أخرك ؟ قال له كان فيه موضوع ، قال له يا بني قل ، قال له: يا بني قل أنا الذي نصبت لك السلم .أظن أي مؤلف دراما لا يخطر على باله أن يفعل هذه التمثيلية ، أنا الذي نصبت لك السلم ، وهذه الحكاية أنا سمعتها من خطيب كان على المنبر زمان منذ عشرين أو خمسة وعشرين سنة ، ولا أقول لك ما الذي حدث من الجماهير ، بخلاف الذين تعجبوا مع أنها حكاية لا يمكن تدخل على ذهن واحد عنده أي نور ، أنا الذي نصبت لك السلم ، فحاجة مثل هذه توضع في كرامات الأولياء .لا ، كرامات الأولياء لها شروط ، وليس أي أحد يقول أي حاجة أسلم له وهذا هو الفرق ما بين التحقيق والتحرير وما بين النقل ، لا ، كرامات الأولياء لكي تثبت أن هذه كرامة لها شروط ، واحد ، اثنين ، ثلاثة ، أربعة ، خمسة ، هكذا مثلًا ، وإذا لم تتحقق الشروط فهذه ليست الكرامة .لذلك نحن نقول أبو اليزيد البسطامي يقول: تريد أن تعرف قدر الرجل أنظر إليه عند الأمر والنهي ، وعند حدود الشرع ، يقف عند النهي ، يقف عند الأمر ، حافظ لحدود الشرع أنا أصدق أن هذا الرجل رجل فاضل ، لكن على غير ذلك يكون ليس كذلك .


الحلقة (25) من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الحلقة (25) من مدرسة الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحلقة (28) من مدرسة الحياة
» الحلقة (20) من مدرسة الحياة
» الحلقة (21) من مدرسة الحياة
» الحلقة (22) من مدرسة الحياة
» الحلقة (23) من مدرسة الحياة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة :: كتابات أبي إسحاق الحويني :: حلقات 1428 هجرية-
انتقل الى: