منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الحلقة (22) من مدرسة الحياة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49202
العمر : 72

الحلقة (22) من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: الحلقة (22) من مدرسة الحياة   الحلقة (22) من مدرسة الحياة Emptyالجمعة 13 مايو 2011, 5:19 am

الدرس الثاني والعشرون
فلازال حديثنا موصولاً مع كلام بن الجوزي- رحمه الله تعالي- وهو يناقش أصحاب الطرائق المنحرفة عن السنة والذين يحتجون بالأسماء الكبيرة من أهل الفضل والعلم والنبل . يقول بن الجوزي- رحمه الله تعالي-: (أنه لا يجوز لأحد أن يقلد أحدًا مهما عظم مكانه وعلمه إذا حاد عن الشريعة قيد أنمله ، بل كان أهل العلم من المحققين إذا رأوا مثل ذلك صاحوا عليه من أقطار الأرض وأوسعوه لومًا وخذَّلوا عنه) ، وكنا تكلمنا في المرة الماضية عن رد بن الجوزي رحمه الله تعالي على هؤلاء بقوله تعالي:﴿ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (النساء:31) ، وبقول النبي- صلي الله عليه وسلم- لعبد الله بن عمر بن العاص " إنَّ لنَفسِك عَليكَ حقًا " ، وذكر الخبر الذي رواه البخاري في صحيحه أن أبا بكر- رضي الله عنه- التمس للنبي- صلي الله عليه وسلم- ظلًا استظل به في طريق هجرته إلى المدينة .ثم بين بن الجوزي السبب في هذا الانحراف ، التدقيق في مسائل الورع والذي ظهر في البصرة والكوفة ، والكلام الذي فيه التشديد على النفس ، وبن الجوزي أرجع هذا كله بداية التفريط إلى شيئين .يقول: ( وقد نُقِلَ عن قُدماءِ هذه الأُمة بداياتِ هذا التَّفرِيط وكان سَببهُ من وجهَينِ : أحدُهمَا: الجَهل بالعلمِ ، والثاني :قُرب العهد بالرَّهبانيةِ . وقد كان الحسن يَعيبُ فَرقداً السَّبخيَ ومالكَ بن دِينارٍ في زُهدِهمَا فرؤى عِنده طَعامٌِ فيه لحمٌ فقال: لا رًغِيفَي مالك و لا صَحنَي فَرقَد ، وَرَأى عَلى فَرقَد كِسَاءً فقَالَ: يا فَرقَد إنَّ أكثَرَ أهلِ النَّار أصحابُ الأَكسِيَة .)الحسن البصري: إمام الزاهدين في البصرة ، حتى قيل لأهل البصرة بما ساد فيكم الحسن ، قالوا: احتجنا لعلمه واستغنى عن دنيانا ، لذلك صار الحسن سيدًا ، وكان بعض العلماء يقول كلامه يشبه كلام الأنبياء .وقد قيل أن أم سلمة أرضعته زوج النبي- صلى الله عليه وسلم ، وهذا الكلام فيه نظر ، لكنهم أرجعوا كلامه بهذه الحكمة إلى هذا الرضاع ، قالوا أنه بركة هذا الرضاع من أم سلمة- رضي اله عنها- جرت الحكمة على لسانه .وكان كثيرًا ما ينقلون عنه الكلام الجميل الرصين .
من كلامه المشهور:( إنهم وإن هَملَجَت بهم البَرَازِين وطَقطَقَت بهم البِغال فإنَّ ذل المعصية لا يفارق وجوههم ، أبى الله أن يذل من عصاه .) أي يقول: لا تنظر إلى مواكبهم ، ولا تنظر إلى ما هم فيه من المهرجانات ولا التفاف الناس حولهم فإن على وجوههم ظلمة ، أَبَى الله أن يُذل من عصاه .
وكان يقول: ( هانوا عليه فعصوه ولو عزّوا عليه لعصمهم .)أي أنه تركهم لأنفسهم ، وكلامه في هذا كثير ، وكان كثير الرجاء للعصاة لم يكن عنده تشديد غيره ، حتى أنه لقيَ الفرزدق في بعض الجنائز ، أظن في جنازة أبي هريرة كما يقال وأرجو ألا أكون واهمًا ، لكن في بعض الجنائز التقى الحسن مع الفرزدق بن غالب صاحب النقائض المشهورة مع جرير,فقال له الحسن: يا فرزدق ما أعددت لهذا القبر ؟ ما أعددت لهذه الحفرة ؟ قال: أعددت لها شهادة أن لا إله إلا الله ، فبشَّره الحسن بخير ، وقال لهم كلامًا معناه أنه لا يلقى الله بها عبد إلا أدخله الجنة ، وهذا طبعًا فيه أحاديث صحيحة في هذا الباب ، أي أن الحسن كان واسع المسألة ، لدرجة أن الحجاج بن يوسف ، وأنتم تعرفون الحجاج وتعرفون ظلم الحجاج ، كان الشعبي يكفره تكفيرًا صريحًا ،_ عامر بن شرحبيل الشعبي _، ونقل عن الحجاج وهو يموت أنه قال: اللهم اغفر لي فإنهم يقولون إنك لن تفعل فنقلت هذه الكلمة إلى الحسن فرجا له خيرًا مع ما هو معروف من ظلم الحجاج .كان الحسن رفيقًا بهذه الأمة وكان أيضًا رفيقًا بالعصاة ، وجهده كنار على علم ، ومع ذلك ومع هذا الزهد الواضح كان يعيب من يتقعر في الزهد فعاب على فرقد بن يعقوب السبخي .أبي يعقوب أحد رواة الحديث ، لكنه كان ضعيف الحديث لكثرة خطئه مع كونه صدوقًا في الأصل ، لكن غلب عليه الزهد فغفل عن ضبط الحديث وقلَّ من النقاد من قبله ، بن معين له فيه روايتان ، رواية قال فيها ثقة ، ورواية أخري قال فيها ليس بذاك ، ورواية بن معين في الجرح هذه تلتقي مع روايات أكثر النقاد كأحمد بن حنبل ، أبو حاتم الرازي ، حتى قال النسائي فيه ليس بثقة ، وقال يعقوب بن شيبة ضعيف الحديث جدًا ، وخلاصة أمره أنه ضعيف الحديث لا يعتمد عليه لكثرة خطئه لكنه كان زاهدًا معروفًا بالزهد .
بَعْضٍ كُتُبٌ الزُّهْدِ :روى الإمام أحمد في كتاب الزهد له وهو من أمتع الكتب ، إذا أردت أن تستمتع بالقراءة في كتب أئمتنا القدماء من الصحابة والتابعين اقرأ كتب الزهد ، مثل كتاب الزهد لأحمد ، كتاب الزهد لابن المبارك ، كتاب الزهد لهنَّاد بن السري ، زهد وكيع ، زهد أسد بن موسى ، زهد أبي داود السجيستاني ، زهد المزوزى زهد أبي حاتم ، الزهد الكبير للبيهقي ، هذه كلها كتب جمعت كلام أهل العلم قبلها وطريقتهم ، وكتب ممتعة جدًا .الإمام أحمد: روى في كتاب الزهد أن فرقدًا دخل على محمد بن سيرين ، فقال يا أبا يعقوب أتأكل الخَبِيص ،_ أي الحلوى _ قال له: لا ، فقال: يا جارية هات أبا يعقوب سمنًا وخبزًا ، فجاءت به فأكل ، فجعل بن سيرين يضحك ويقول ما الفرق بين هذا وذاك ، أي أنت تتورع عن الخبيص وتأكل السمن مع الخبز ما هو الفرق ؟ وروى أحمد في الزهد أيضًا: أن الحسن قال يا فرقد أتأكل الخبيص ، قال لا أكله ولا أحبه ولا أحب من يحبه ، فقال الحسن: أمجنون هو ؟ هذا الحسن الذي يتكلم . ما هو الفرق ؟ لا يوجد فرق ، فيري الحسن أن هذا نوع تعنت في مسألة الزهد .ومالك بن دينار: أحسن حالًا طبعًا من فرقد السبخي ، علي الأقل وثقه الدار قطني وغيره ، وهو أحد العباد الكبار وأحد الأعلام ، ولم يروي كثيرًا من الحديث لأنه شُغِل بالعبادة عن الحديث ، لكن لم يكن له كبير حديث فأستطاع أن يضبطه . قال علي بن المديني: له نحو من أربعين حديثًا فقط ، فمن السهل أن الواحد أن يظل متذكرًا هذه الأحاديث . يقول الجوزي: وقد كان الحسن يَعيبُ فَرقد السَّبخيَ ومالكَ بن دِينارٍ فعل مالك شيئًا غريبًا ، كان يخلط الدقيق بالرماد ، وهو نفسه قال ذلك . قال: كنت أخلط الدقيق بالرماد حتى ضعفت عن الصلاة ، ونحن كنا نتكلم في مرة سابقة عن مسألة تجويع النفس ويصلي وهو جالس ، فهذا لا يجوز له ولا يحل لأن الوقوف في الصلاة هذا ركن من الأركان ، والتجويع هذا ليس من الشريعة فيكون ارتكب محظورين: محظور عندما صلي جالسًا ، ومحظور أخر عندما أجاع نفسه . مالك بن دينار: ولد في زمن بن عباس وسمع من أنس بن مالك- رضي الله عنه- وطبقة أنس وسمع من الحسن بن سيرين وهؤلاء العلماء ، له أقوال جميلة ومن أراد أن يستطعم المعاني فليقرأ كلام السلف ، لو صمم في رأس واحد منكم أن يمر علي تراجم أهل العلم من كتاب سير أعلام النبلاء فقط ، لا يخرج ، وأن ينقل الكلام الحكيم في كل ترجمة لجاء بمجلدين علي الأقل ، أن ينقل الكلام فقط بدون أن يفعل حاشية ، وبدون أن يشرح شيئًا علي الأقل سيخرج بمجلدين كبيرين من عيون الكلام . يقول مالك بن دينار: ( منذ عرفت الناس لم أفرح بمدحهم ولم أكره ذمهم لأن حاملهم مُفرط ، وذَامَهُم مفرط ، إذا تعلم العالم العلم لكي يعمل كسره العلم وإذا تعلمه لغير العمل زاده فخرًا ).هذا كلام من عيون الكلام لأن العلم يكسر صاحبه فعلًا ، كلما تعلم أيقن أنه جاهل ، فيريد أن يزداد علمًا ، فالعلم كالبحر المحيط بحر لا ساحل له ولا تكدره الدلاء . لذلك نقلوا عن بعض أهل العلم قال: (ما تعلمت علمًا إلا أزدت معرفة بجهلي ). وينقل عن الشافعي- رحمه الله- أنه كان يقول: (ما ناظرت عالم إلا وغلبته ولا ناظرني جاهل إلا وغلبني .) لماذا يغلبه الجاهل ؟ لأن الجاهل يصمم علي رأيه فلا يقتنع بأي رأي تأتي به شمال أو يمين لا يقتنع ، فماذا تفعل له ؟ إنما العالم يقف ، حتى بسكوته .تناظر إسحاق بن راهويه الإمام الكبير العلم من أقران الإمام أحمد ومن تلامذة سفيان بن عيينة ومن مشايخ البخاري ، ومسلم وسائر الستة وكان له مذهب فقهي كأحمد . تناظر إسحاق والشافعي ، فلم يجد الشافعي جوابًا علي إسحاق إلا أن يسكت ، كأنما قال: هذا ليس من طرائق أهل العلم ، اعتراضك هذا ليس من طرائق هذا العلم ، فلما سكت الشافعي فطن إسحاق ، فهؤلاء الذين يفهمون بالشفرة يعرفون قدر بعض ، ويعرفون لأن سكوت العالم في موضع الحِجَاج والمناظرة قد يكون حُجة . فيقول: أن الإنسان إذا تعلم العلم ليس للعمل يزداد به فخرًا ويرتفع علي أقرانه وهو الصنف الذي كنا نتكلم عنه في المرة الماضية ، وهو الذي عنده كبر لا يخضع لقول قائل ، ولا يخضع لدليل ، هذا هو الذي يزداد بالعلم فخرًا لأن العلم له طغيانًا أشد من طغيان المال ، وأشد من طغيان الجاه . ومن طرائف مالك بن دينار: ( أن لصًا دخل ليسرقه فبحث في البيت فلم يجد شيئًا ، ومالك يراقبه ، فلما لم يجد شيئًا همَّ أن ينصرف ، فناداه مالك قال له : لم تجد شيئًا من متاع الدنيا ، فهل لك في شيئًا من الآخرة ؟ قال: نعم ، قال: توضأ ، فتوضأ وصلي ركعتين ، ثم أخذه وذهب إلي المسجد ولم يكن من عادة مالك بن دينار أن يصطحب أحدًا معه إلي المسجد , قالوا: من هذا ؟ قال: هذا جاءنا ليسرق فسرقناه).أنظر أنت تعرف فقه الناس هذا لو أتي إلي بيتك ماذا كنت تفعل به ؟ سوف تبرحه ضربًا أو تبلغ الشرطة مع أنه ممكن أن هذا الإنسان قد يكون محتاجًا ، وقد تكون دفعته الحاجة إلي ذلك ، فيحتاج إلي واحد حكيم أي أنه يصبر عليه أي لا يقول لص ويضع أمامه كلمة لص فيتعصب عليه .
يَسْرُدُ الْشَّيْخُ قِصَّةِ أَحَدٌ تُجَّارُ الْمُخَدِّرَاتِ: من فترة وجيزة وأنا بعد صلاة الفجر وجدت واحد أتي لي أمس وكلمني وقال لي: والله أنا أتاجر في المخدرات وأريد أن أطعم أولادي ، وأنا أعمل في شغل لا أحبه ، فقلت له: أنت عندما تعمل في المخدرات وبعد ذلك تأخذ سجن خمس أو ستة سنوات وتضيع أولادك وتجعلهم يتسولوا رسمي ، فلما لا تتقي الله عز وجل وتأكل حلال ، قال: أنا ليس لدي عمل ، قلت له: لو أتيت لك بعمل ماذا تريد بالضبط ؟ قال: أريد عربة يجرها فرس ، قلت له: نعم سوف أحضر لك بالعربة والفرس ، ولكن تستقيم وتأكل بالحلال وسوف تستطعم اللقمة الحلال . الكلام هذا لم أصل إليه طفرة ، كان زمان عندما يقول لي: تاجر مخدرات كان ممكن أخنقه ، كيف ؟ وما الذي أتي بك ؟ وغير ذلك ، لا، الواحد عندما مرت به الأيام وتعلم من سير هؤلاء العلماء ، إن الإنسان قد يكون قد يُدفع إلي المعصية دفعًا وليس له رغبة أن يفعلها ، فإذا لطفت به ورفقت به في هذه الحال ممكن أن يسبقك إلي الله ، بالرغم أنه هو تاجر مخدرات أو يعمل في الحشيش أو غير ذلك ممكن أن يسبقك إلي الله- عز وجل وهؤلاء أولي بالرعاية والعون ، طالما أنه أتي لكي يشتكي ، يريد من يحنو عليه وهذا الفقه لو ساد عندنا بضوابطه المعروفة لخفت المعاصي من المجتمع ولعلكم تذكرون حديث أبي هريرة في الصحيحين أن النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- قال: " قال رجلٌ: لأتصدقن الليلة بصدقة فخرج فلقيَّ امرأةً فأعطاها الصدقة فأصبح الناس يقولون: تصدق الليلة علي زانية ، فقال الرجل : وقد بلغه الخبر الحمد لله علي زانية " أي عليه العوض هو كان يريد أن يضع المال في يد من يستحق طلعت زانية أي لا تستحق الأكل ." فقال: لأتصدقن اليوم بصدقة " يريد أن يعيد الصدقة لعلها تقع في يد المستحق " فلقي رجلاً فأعطاه الصدقة فأصبح الناس يقولون: تُصِدقَ الليلة علي سارق ، فقال: لأتصدقن الليلة بصدقة فخرج فلقي رجلاً ، فأعطاه الصدقة " وهو لا يعرف أن في الثلاث مرات لمن أعطي الصدقة ." فأصبح الناس يقولون: تصدق الليلة علي غني " أي غير محتاج للمال ."فلما أراد أن يتصدق جاءه ملك في سورة رجل وقال له: أما صدقتك فقُبلت وأما الزانية فلعلها تتوب ، وأما السارق فلعله يستعف ، وأما الغني فلعله يخرج الذي عنده " _ أي يغار_ . لعل الزانية تتوب في زانيات سلكنا طريق الزنا ليس حبًا في الزنا ، أي امرأة في مجتمع مسلم أو علي الأقل في مجتمع شرقي لا تفرط في عرضها بسهولة أبدًا وأنت جرب البنت الصغيرة التي سنها خمس سنوات ، لو فكرت أن ترفع ذيل الفستان هي ترجعه ثانية ، وهي لا تعرف شيئًا عن الفاحشة ولا عن العورة فمن الصعب جدًا في مجتمعاتنا أن تزني المرأة هكذا ، لكن ممكن تزني وتحترف الزنا ويكون المبدأ هو الحاجة ، فلو وجدت من يرعاها ، أومن يطعمها استعفت .كذلك السارق ، لكن المسألة تحتاج إلي تعاهد وضوابط طبعًا لا نريد أن نخوض فيها حتى لا نخرج عن موضوعنا ، فالقصد أن أهل المعاصي يحتاجون إلي لمسة حنان ، وأن تتعاهده ممكن أن يأخذ الجادة وأنا أعرف عشرات بل مئات من الذين كانوا في هذا الطريق الوعر ثم رزقهم الله تعالي الاستقامة فمشوا علي الطريق اللاحب الطويل .فانظر إلي مالك بن دينار تركه يدور في البيت ما الذي سيجده ؟ مالك كان نائماً علي الأرض ، لم يكن لديه من متاع الدنيا أي شيء ، وهذا هو المستريح فعلًا سيدخل اللص وما الذي يدور عليه ؟ تركه يبحث يلف ويلف ويلف وبعد ذلك ناداه وقال له الكلمتين الجميلتين هاتين: لم تجد شيئًا من الدنيا فهل لك في شيء من الآخرة ؟ الأسلوب الرقيق هذا يجعل السارق يخجل حتى وإن كان عنده نوع من الجراءة والبجاحة يسكت ، لا قبض عليه ، ولا صرخ عليه ولا غير ذلك .
ومرَّ بمالك بن دينار: مرَّ به المُهلَّب بن أبي صفرة و المُهَلّب هذا كان بطلًا شجاعًا مغوارًا كان الحجاج يبالغ في احترامه لماذا ؟ لأنه أرسله إلي الأزارقة فقتل منهم أربعة ألاف وثماني مائة نفسًا ، الأزارقة: وهم الخوارج الذين خرجوا علي عَليٍ بن أبي طالب أول مرة وهؤلاء أحفادهم وكفروا المسلمين . فأنظر عندما يكون الحجاج يحترمه ويبالغ في احترامه وكان بطلًا شجاعًا مغوارًا وكان كريم النفس . فمرَّ بمالك بن دينار: فكأن مالك لم يحتفي به ، فقال له المُهَلَّب ألا تعرفني ؟ قال: (نعم أعرفك أولك نُطفة مذره وآخرك جيفة قذرة وأنت بينهما تحمل العذرة ، فأطرق المهلب وقال: الآن عرفتني حق المعرفة )، هو يقول له ألا تعرفني ؟ من أنت عبدٌ يمشي علي الأرض بقدميه ، في الآخر لو أصابك بعض المرض سوف تعض البلاط من الألم ، وأنت تريد أن تعرف أي إنسان اعرفه في مرضه تجده مسكين الذي تراه علي السرير مكوم لا تراه يمشي في الشوارع والدنيا تصرخ عليه ، فسبحان من أذل جبابرة بالمرض والموت ، أذلهم في الحياة بالمرض وأذلهم بالموت . فمالك بن دينار: كان يتكسب من كتابة المصاحف وهو أحد الكتبة المهرة كان ينسخ المصحف في أربعة أشهر ، ويترك أجرة النسخ عند البقال ليقتات بها ، ولذلك هو معدود من كتبه المصاحف المتقنين ، أنظر مع زهد مالك وأنه أحد الأئمة الذين يُقتضي بهم ، إلا أن الحسن مع زهده لن يعجبه تقعره في الزهد .وفرقد السَّبخي نحن أيضًا ذكرنا شيئًا من أحواله له كلام جميل يقول في كلامه الجميل وهذا موجود أيضًا في زهد الإمام أحمد بن حنبل- رحمه الله- قال فرقد: أنتم لبستم ثياب الفراغ قبل العمل ، ثم قال: ألم تروا إلي العامل إذا عمل يلبس أدني ثيابه ، فإذا فرغ لبس ثوبين نقيين .أي عندما يكون أحد سيعمل يلبس العفريتة ، عندما يكون ذاهب للعمل أو يلبس الملابس الممزقة ، والكلام هذا يظهر أكثر في الفلاحين عندما يكون ذاهب للحقل ليحرث أو يذهب ليزرع أرز أو ليعمل أي شيء تجده يأخذ ملابسه الممزقة ويلبسها ، وأي عامل حتى عامل في نقاشة ، عامل في ماكينات عامل في أي شيء تجده يلبس إما عفريتة الشغل ، أو يلبس ملابس ممزقة بعدما ينتهي من عمله ماذا يفعل ؟ يأخذ حمام ويلبس ملابسه النقية النظيفة وينزل للشارع كأنه لم يعمل .هو يقول هكذا ، أنتم تلبسون الملابس الجميلة وزينتموها ومرجلين رؤوسكم وتضعون العطور وغير ذلك ، فأنتم لبستم ، ثياب الفراغ قبل أن تعلموا وطبعًا كلامه واضح ، ليس المقصود بالثياب ، الثياب ولكن المقصود بها ترفيه النفس وعدم إذلالها في الله تعالى ، وقد رأى بن جريج جماعة يلعبون ، فقال لهم: أبهذا أُمرتم ؟ ألم يقل الله- عز وجل-:﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ﴾( الشرح:7) أم العب ، وهو يقول لهم: لماذا تلعبون ؟ قالوا: فرغنا وانتهينا من عملنا ، ونعلب قليلًا ونشم الهواء وغير ذلك ، قال: أبهذا وصاكم الله- عز وجل- ، ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ﴾ ولم يقل فإذا فرغت فالعب .قال: ( وَرَأى عَلى فَرقَد كِسَاءً فقَالَ: يا فَرقَد إنَّ أكثَرَ أهلِ النَّار أصحابُ الأَكسِيَة .) طبعًا أصحاب الأكسية النظيفة أم الممزقة ؟ نحن كنا نقول أن الحسن كان يعيب على فرقد تقعره في الزهد ، فالمتقعر في الزهد كيف يلبس ملابس نظيفة ملابس ممزقة طبعًا ، يريد أن يقول له الذين يتدثرون بثياب الزهد وليس في قلبهم زهد أولئك أقرب إلى النار يريد أن يقول له ذلك ، كونك تلبس نظيف وهذا الكلام ليس زاهدًا ، لا كما قال سفيان بن عيينة وسأل أصحابه عن الزهد ، عن أرفع درجات الزهد فلم يجيبوا فقال لهم: أرفع درجات الزهد ، الزهد في الحرام وقال: ليس الزاهد من أتي الحلال من بابه ، فهو يريد أن يقول: ليس معني أن تلبس أفخر ثيابك أنك لست زاهدًا ، إنما الزهد في الحقيقة زهد القلب والسير إلي الله- عز وجل- وعلي الحقيقة فأنه سير القلب .قال بن الجوزي- رحمه الله-: ( وكم قد زَوَقَ قَاصٌ مجلسه بذكر أقوامٍ خَرجُوا إلى السَّياحةِ بِلا زادٍ ولا مَاء وهو لا يَعلمُ أن هَذا من أقبَحِ الأفعَال وأن الله تعالى لا يُجَرّبُ عَليه فرُبما سَمِعَهُ جَاهلٍ من التائبينَ فخرج فمَاتَ في الطريق فَصَار للقَائلِ نصيب من إثمهِ ). لماذا ؟ لأنه تكلم بلا علم يعني يأتي علي مثل أحوال الزاهدين المتقعرين في الزهد الذين يدققون في مسائل الورع ويعتبر أن هذه من الكرامات ويشرح ويهيج ، فيكون هناك واحد تائب من الذنب من قريب ، والذي يكون هكذا خارج من الذنب يريد أن يفعل أي شيء لكي يكفر عن سيئاته ، لو قلت له أفعل أي شيء سوف يفعلها من غير نقاش لماذا ؟ أحاط به ذنبه ومرعوب فلو قلت له أي شيئًا يفعل ، لكن بعدما يفطر ربما جعل تبعة هذا عليك . لذلك كان من فقه التعامل مع التائبين أن تَكِلَه إلي إيمانه الذي تسعي أنت إلي رفعه معه .مثلًا :رجل مشتغل بالموسيقي جاءني يوم وعرف أن الموسيقي حرام ، عنده أموال في البنوك من الموسيقي ، السيارة التي يركبها من الموسيقي ، الشقة التمليك التي يجلس فيها من الموسيقي ، فأتي تائباً ويريد أن يتخلص ، فيسألني ماذا أفعل حاليًا في السيارة ؟ ، وماذا أفعل في الشقة ؟ ، وماذا أفعل في الفلوس التي في البنك ؟ قلت له تترك العمل الأول ، فترك العمل ، فيسأل الشقة ، والسيارة وغير ذلك أنا ما أجبته أصل أنا عندما أقول له بع الشقة وارميها ونم على الرصيف ، وبع السيارة وامشي على رجلك ، والفلوس التي في البنك قلت له: أخرجها من البنك ، وهذا الذي أقدر أن أقوله ، أنه سيتسول وهو ابن ناس ، لو أنت قلت له اترك ، اترك ، اترك ، شيء من اثنين ، إما سيكون عالة عليك أو بعد أن تنتهي من عنده شعوره بالتوبة يقول ضيعني وجعلني أخسر كل شيء, فنبدأ نعمل معه في مسائل الإيمان ومحبة الله- تبارك وتعالي- وهذا أحسن الأبواب التي لو سلكتها مع العصاة تأتي بنتيجة سريعة ، أن تتكلم عن محبة الله- تبارك وتعالى- ، وأنك تقيمه في مقام الشكر لله- عز وجل- أنه لم يفضحه حتى الآن ، وأنه لم يجعله يجوع أو ابتلاه حتى الآن ، وكيف أنه حلُمَ عليه وهو يعزف عشرين سنة ولم يعاجله بالعقوبة ، فيعيش في مقام الشكر .
وَإِذَا عَاشَ الْمَرْءِ حَقا فِيْ مَقَامٍ الْشُّكْرُ كَانَ أَقْصَرَ الْطُرُقِ إِلَىَ مَحَبَّةِ الْلَّهِ- سُبْحَانَهُ وَتَعَالَي . وتحركنا في هذه القصة ، مثلما يقول بن القيم- رحمه الله- وهو يفرِّق بين وعظ العالم ووعظ الزاهد ، وأنا لا أنزَّل الكلام على نفسي أنا لست بعالم ، إنما أقول كلام بن القيم .يقول: ( الزاهد يحمل الناس على ترك الدنيا وهم أبناؤها، وفُطِموا على لبانها فيصعب عليهم ترك الدنيا ، أما العالم فيحبب الله إلى الناس فيسهل عليه ترك الدنيا) . أنا عندما أقول له طلق الدنيا وتعالى ، هذا ابنها ولا يزال يرضع حتى اليوم ، ومن عجب أن يرضع ابن بن مائة ، يكون عمره مائة عام ولا يزال يرضع الدنيا هي الأم ونحن كلنا أولادها ، بن مائة عام ويرضع .
فَمَا دَلِيْلُكَ عَلَىَ هَذِهِ الْعَمَلِيَّةِ ؟ حَدِيْثَانِ :-الحديث الأول: الذي قال فيه النبي:" إن هذا المال حلوة خضرة فيه نعمت المرضعة وبئست الفاطمة " ، التي هي الدنيا ، نعمت المرضعة ، تعطي له ، تعطي له ، تعطي له ، وهو يرضع ، يأخذ فلوس ، يأخذ شهوات ، وهذه هي الرضاعة ، نعمت المرضعة وبئست الفاطمة ، لما تأتي لتفطمه يكون قد هلك لأنه إذا مات وهو على هذا الحال مباشرةً يذهب إلى جواب أهل الشمال .الحديث الثاني: قول النبي- صلي الله عليه وسلم-:" يهرم ابن أدم وهو شاب في حب اثنتين حب المال وحب البقاء " .
الَّذِيْنَ يَقْبَلُوْنَ عَلَىَ الْتَّضْحِيَةِ بِالْنَّفْسِ هُمُ الْشَّبَابُ.: كلما يكبر في السن يتمسك بالحياة ، مع أن الواحد يكون المفروض أنه شبع لا كلما يكبر كلما يتمسك أكثر ، لذلك لو رأيت مشاجرة تجد الشباب الذي يدخلون فيها ، لكن الرجل الكبير ، يخاف على نفسه لكن الذي يضحي بنفسه وغير ذلك هم الشباب ، لكن الرجل الكبير الذي أوشكت شمس حياته أن تميل على الغروب ، هو ماذا يريد من الدنيا ؟ .الدنيا نحن أبناؤها ، فلذلك لما الزاهد يأتي ويقول له طلق الدنيا وتعالي خلفي يصعب عليه أن يترك أمه لأنه لا يزال يرضع ، لكن العالم لا يأتي لذلك ، لا ، يحببه في الله- عز وجل- فيسهل عليه أن يترك الدنيا .
يقول ابن الجوزي: أن أي واحد جاهل يأتي بكلام تقعر أهل الزهد ويبدأ يعظم فيه ، ويكون واحد تائب جديد نفسه يعمل أي شيء لكي ينتهي من ذنوبه ، يسمع هذا الكلام فيرحل بلا زاد ولا ماء فيموت في الطريق فيكون إثمه على هذا الذي أغراه وهيجه أن يمشي في الصحراء بلا زاد . قال: (وكم يَروونَ عن ذِي النُون: أنَّه لَقِيَ امرَأةً في السِّياحةِ)أي السياحة الصوفية وهو يأخذ حقيبته ويظل يمشي يحطه ليلًا ، ويركب نهارًا ويركب ليلًا ، اتخذ الليل جملًا ، واتخذ النهار جملًا ، سائرا في السياحة يقولون: (ذِي النُون لَقِيَ امرَأةً في السِّياحةِ فكلَمَهَا وكلمَتهُ ، ومشى معها ومشت معه يقول: ويَنسَونَ الأَحاديثَ الصِحَاحَ :" لَا يَحِلُ لامرَأةٍ أن تُسَافِرَ يَومًا وليلةً إَّلا بِمَحرمٍ " .رَدَّ الْشَّيْخُ حَفِظَهُ الْلَّهُ عَلَيَّ مِنْ يُجَوِّزُونَ سَفَرٍ الْمَرْأَةُ بِلَا مَحَرَّمٍ:فكيف خرجت هذه المرأة منفردةً أي وحدها ؟ بلا محرم ، المرأة إذا أرادت أن تحج ولم تجد محرمًا لا يجوز لها أن تحج , فإذا ذهبت للحج أثمت بالسفر وحدها وسقط عنها الحج ، لكن لا يوجد أحد يركب الوسيلة الحرام لأجل أن يصل إلى شيء الله- عز وجل- وضع وجوبه عنه ، والغريب أن يقول لك خمسة وأربعين سنة فما فوق يجوز أن تسافر بلا محرم . هذا الكلام من أين ؟ يقول لك أصل المرأة خمسة وأربعين ، خمسين سنة لم تعد محطاً للفتنة ، إنما وهي شابة هذا محلاً الفتنة ، ونحن نسأل سؤال من الذي جعل علة النهي ي الفتنة ؟ من أيمن أتوا بها ، لأنه لا ينبغي أن يعلل النص بعلة تلغي النص ، إنما تكون العلة متفقة مع النص مظهرة لحكمته ، ولا تلغي الحكم .
الْعِلَّةُ مِنْ مَنْعِ سَفَرٍ الْمَرْأَةِ بِغَيْرِ مَحْرَمٍ:أليس من الجائز أن تكون هناك علة أخرى هي أقوى من دعوى الفتنة ، وهي ضعف المرأة ، هو يريد أن يكون معها محرم إذا ضعفت المرأة ، هاجمها لصوص هاجمها رجال يدافع عنها ، وقعت يحملها ، كلما تقدم بها السن فهي أحوج للمحرم من المرأة الشابة ، لأن المرأة الشابة ممكن تخلص نفسها ، شباب وعندها فتوة وغير ذلك ، لكن المرأة التي عندها خمسين ، ستين ، سبعين سنة ، ماذا تفعل لو كانت وحدها وحدث لها شيئًا في الطريق ، ماذا تعمل ؟
هَلْ يُوْجَدُ مايُسُمّيّ بِرَفْقِهِ آَمَنَهُ فِيْ الْشَّرْعِ؟:ولو افترضنا جدلًا أنك قلت لها سافري مع رفقة نساء آمنة ، وهذا لا أثر له في الأحاديث مطلقًا ، حكاية الرفقة الآمنة هذه ، ألا تعلمون أن ذئبًا واحدًا يمزق حظيرة غنم ؟ لو خرج ذئبان على خمسين امرأة ، ما هذه رفقة آمنة ، والرفقة يقولون خمسة ، ستة وأنت طالع ، نجعلهم خمسين امرأة وهم يمشون خرج عليهم ذئبان ، ماذا يعملون ؟ سيصرخون ، ويقولون للمرأة وَلِيَةَ لأنها تِوَلوِل ، لا يقدرون أن يعملوا شيئًا ، يستطيع رجلان أن يكتفوهم ، ارفعوا أيديكم إلى فوق ، يرفعون أيديهم إلى فوق ، لا يقدرون أن يفعلوا شيئًا ، وهذه هي الرفقة الآمنة الذين يتكلمون عنها .
الْقَوْلَ الْفَصْلَ فِيْ سَفَرٍ الْمَرْأَةُ بِغَيْرِ مَحْرَمٍ: فإذا كان مثل الحج في فرضيته وأنه ركن من أركان الإسلام يسقط عن المرأة إذا لم تجد محرمًا لهذا الحديث : " لَا يَحِلُ لامرَأةٍ تؤمن بالله واليوم الأخر أن تُسَافِرَ إلا مع ذي محرم منها " فهل يجوز للبنت أن تسافر مسافة قصر لكي تحضر كلية مختلطة ، أو لكي يذهبون إلى المصيف أو ليتفسحوا أو هذا الكلام من الذي يقول بهذا الكلام ؟ والنص صريح وواضح .فيقول: عندما يرون مثل هذه الوقائع ، أن رجلاً لقي امرأةٍ في السياحة وصحبها وصحبته ومشى معها في الطريق ، أين الأحاديث الصحاح التي قالها النبي- صلى الله عليه وسلم- في ذلك ، إذًا هؤلاء يخالفون الشريعة ، وبقي أن أنبه طالما أننا تكلمنا عن سفر المرأة وهذا الكلام ، بقي أن نتكلم عن شيء نحن في أمس الحاجة إليه .
هَلْ هُنَاكَ حَالِاتْ يُمْكِنُ أَنْ تُسَافِرَ الْمَرْأَةُ فِيْهَا بِغَيْرِ مَحْرَمٍ ؟ نعم حالات الضرورة ، مثلاً امرأة وزوجها أصيبا في حادث وموجود في المستشفى ولا أحد معها يجوز أن تخرج أو امرأة مصابة بمرض خطير وهذا السؤال أنا سؤلته نصًا ، امرأة مصابة بمرض خطير ولابد أن تسافر إلى القاهرة لتأخذ العلاج الكيماوي وليس لها أرحام قط ، فهل يجوز لهذه المرأة أن تسافر لتتلقى هذا العلاج مع رجل سائق أمين أو أن تصطحب امرأة أخرى معها ويكونا هما الاثنتين مع سائق أمين ؟ نعم ، وفي هذا حديث أبو رافع الذي رواه بن خزيمة وبوب عليه هذا التبويب ( باب جواز سفر المرأة مع الخادم الأمين ) ولكن هذا الكلام في حيز الضرورة لأننا عندنا نصوص محكمات سيقت لأجل هذا الحكم ، فتكون حالات الضرورة لها أحكامها الخاصة ، وتبقى الأحاديث الأخرى في مكانها .
أَزْوَاجِ الْنَّبِيِّ أُمَّهَاتُ الْمُسْلِمِيْنَ كَسَائِرِ الْمُؤْمِنَاتِ فِيْ الْسَّفَرِ وَالْخَلْوَةِ بِهِنَّ:وروى بن خزيمة هذا الحديث: أن النبي-صلي الله عليه وسلم- قال لأبي رافع مولاه: " اذهب فأتني بميمونة " وهي زوج النبي- عليه الصلاة والسلام- وكان أبي رافع في البعل ، كان في غزو فكأن أبا رافع كره أن يترك الغزو مع النبي- صلي الله عليه وسلم- ، فقال له النبي-صلي الله عليه وسلم-:" ألست تحب ما أحب ؟ قال: بلى يا رسول الله ، قال: اذهب فأتني بها " ، ولا يأتي أحد فيقول هذه أم المؤمنين وهي أمه ، نقول لا ، هي أمه في التعظيم وترك نكاحها فقط ، أما في السفر بها والخلوة بها فأجمع العلماء ، أن أزواج النبي-صلي الله عليه وسلم- كسائر المؤمنات لا يجوز السفر بهن ولا الخلوة بهن .يعتبر ميمونة- رضي الله عنها- أجنبية بالنسبة لأبي رافع مولى النبي- صلي الله عليه وسلم- فيما يتعلق بالسفر إذًا المسألة إذا وقعنا في ضرورة وليس كل من يشاك بشوكة يقول أنا في ضرورة ، بل لابد أن يتصل بعالم ويقول له أنا موضوعي كذا وكذا ، فهل هذا يدخل في حد الضرورة الشرعية أم لا ؟ فإن كان يدخل فنحن عندنا نص الرخصة في ذلك .


الحلقة (22) من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الحلقة (22) من مدرسة الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحلقة (26) من مدرسة الحياة
» الحلقة (27) من مدرسة الحياة
» الحلقة (28) من مدرسة الحياة
» الحلقة (20) من مدرسة الحياة
» الحلقة (21) من مدرسة الحياة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة :: كتابات أبي إسحاق الحويني :: حلقات 1428 هجرية-
انتقل الى: