منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الحلقة الثانية عشرة من مدرسة الحياة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49202
العمر : 72

الحلقة الثانية عشرة من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: الحلقة الثانية عشرة من مدرسة الحياة   الحلقة الثانية عشرة من مدرسة الحياة Emptyالجمعة 13 مايو 2011, 12:02 am

المحاضرة الثانية عشر
كنا ابتدأنا الكلام في المرة الماضية عن الذين يختطفون حكماً من حديث واحد ويتركون بقية الأحاديث أو الآيات ،ومثلنا لذلك بالمرجئة ، وقد تفر ع الكلام .
المرجئة: أي الذين يؤخرون العمال فلا يدخلونها في الإيمان ,ويحتجون بمثل قوله- صلي الله عليه وسلم-:" أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله " قالوا ونحن نقولها ، و على النقيض الخوارج الذين يحتجون بنص واحد لإثبات الحكم كحديث أبي إمامة في صحيح مسلم أن النبي ، - قال:" من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها حق امرئ مسلم حرم الله عليه الجنة وأدخله النار ، قالوا: يا رسول الله وإن كان شيئًا يسيرًا ؟ قال وإن كان قضيبًا من آراك " سواك ، واحد أخذ سواك من واحد ، سرقه منه وحلف أنه لم يأخذ هذا السواك منه ، هذا كفر أم معصية ؟ هذه معصية ، لما تأتي على الحديث تجد النبي- ، - يقول:" حرَّم الله عليه الجنة وأدخله النار " .فقال: هذا شيء من الكبائر ، وهذا واحد فعل كبيرة حرم الله عليه الجنة وأدخله النار فيكون الذين فعلوا الكبائر سوف يدخلون النار ويخلدون فيها . أهل السنة ليسوا كذلك ، بل إذا أراد أن يثبت حكماً ما جمع كل الأحاديث أو النصوص التي وردت في الباب فسلط بعضها علي بعض ، ممكن أن يكون فيه نص مطلق يسلط عليه المقيد ، أو فيه نص عام يسلط عليه الخاص ، أو فيه نص منسوخ يسلط عليه الناسخ ، أو فيه نص مجمل يسلط عليه المبين وبعد جمع النصوص كلها يخرج بالحكم الصحيح في المسألة .
قال بن الجوزي- رحمه الله تعالي-:( تَأمَلتُ أحوَالَ التصُّوفَ والزُّهَدِ فوجدهم ما بَينَ جَهلٍ بالشَّرعِ وابتِدَاعٍ بالرَّأي ويَتَدلُونَ بنصوصًا لَا يَفهَمُونَ مَعنَاها ).ثم مثل ابن الجوزي بمثال ، وهذا المثال الذي ذكره مناسب للمتزهدين ، وهو موقفهم من الدنيا ، زاهد: بمعني لفظ الدنيا ، لماذا لفظتم الدنيا ؟ قال: لأن الله - عز وجل- ذمها وحذر منها وبين أن المتكالبين عليها لا خلاق لهم في الآخرة ، لأنه كما قال الله- عز وجل-:﴿ وَالآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ (الزخرف:35) ، فأتوا بمثل هذه النصوص وببعض الأحاديث . قال بن الجوزي- رحمه الله تعالي-: (فَمِن ذَلك ، أي من النصوص الذين فهموها فهمًا خطأ وبنوا مذهبهم عليها ) ، أنَّهم سِمِعُوا في القُرآَنِ العَزِيزِ:﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾(أل عمران:185) ، أو ﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأمْوَالِ وَالأوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ﴾(الحديد:20) ، كل هذا ذم ثم يأتون علي حديث رواه الإمام مسلم من حديث جابر بن عبد الله " أن النبي ، مر مع أصحابه علي شاة ميتة وقد ألقاها أهلها علي قارعة الطريق فقال: ترون هذه هينة علي أهلها ؟ " _أي لو كانت غالية عندهم ولها قيمة كانوا دفنوها ، إنما ماتت رموها علي قارعة الطريق فتكون أرخص ما يكون ، ليس لها قيمة _ " فقال - عليه الصلاة والسلام -:" والله للدُّنيَا أَهونُ على الله من هذا عَلى أَهلِهَ" قال هذه هي الدنيا جيفة يتقاتل عليها كلابها .بن الجوزي: صحح هذه المسألة قال: لا، الدنيا ليست كذلك ، لأن الدنيا فيها مصالح الآدمي وقد امتن الله- تبارك وتعالي- علي الناس بذكر ما ذَلَلَ لهم في هذه الحياة ، عندما تقرأ الثمانية عشر آية التي في افتتاح سورة النحل كلها تفضلٌ من الله عز وجل بذكر الأنعام وأنها تحمل متاعهم وقال الله - عز وجل -: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا﴾ (النحل:29) .وهذا جاء علي جهة الامتنان أن الله - عز وجل - يمتن علي عباده بأنه خلق لهم ما في الأرض جميعًا وكذلك قول الله- تبارك وتعالي-:﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾(الأعراف:32) ، فأباح أن يتنعم المرء لفته:وهنا لفتة أود أن أقف عندها وهي تتعلق بمسألة الوقف والابتداء في القرآن ، أنت تريد أن تعرف الذي يقرأ هذا فاهم أم لا ؟ أنظر إلي وقفاته وإلي بداياته إذا بدأ ، مثلًا الذي يفهم المعني الصحيح لا يقف علي قوله تعالي:﴿ خَالِصَةً ﴾ ، ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً ﴾ ، الوقف هذا خطأ ، ما سر خطأه ؟ ﴿ خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ نعم ليست هناك نعمة خالصة في الدنيا من النكد والكدر ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ ﴾ لعباده: هذه للدنيا كلها ليس للمؤمنين فقط ، فما من نعمة إلا وهي مكدرة ، حتى تستطيع أن تستدل علي هذا المعني بالماء ، الماء الفرات العذب ، السلسبيل ، أليس من الممكن أن الفرد تقف في حلقه المياه ويموت منه ؟ ، وهذه المياه ، ليست لقمة تقف في حلقك ولا أنت تريد أن تبلع ولا غير ذلك ، هذا الماء العذب السلسبيل الفرات ، من الممكن أن الفرد تقف في حلقه المياه ويموت منه ، فمكدر أيضًا . ولذلك الله- عز وجل- ذكر ما يخدم هذا المعني قال تعالي:﴿ وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (الجن:16) ، حرف الألف في ( أسقي) مثل اللقمة في الحلق ، ولذلك أنت ممكن تقف عليه عندما تقرأ:﴿ وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ ل ﴾ ، ألست وقفت ؟ ( لأسْقَيْنَاهُمْ ) وقفة ، بخلاف شراب أهل الجنة لا يوجد ألف . ﴿ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ﴾ (الإنسان:21) ، أنظر (سَقَاهُمْ ) سهلة ، لكن الهمزة الواقفة واقفة فعلًا﴿ لأسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ (الجن:16،17) ، هذا في الدنيا بخلاف شراب أهل الجنة لا يغص المرء أبدًا من شراب في الجنة . لذلك لا توجد نعمة في الدنيا غير مكدرة كل نعمها مكدرة فالذي يفهم لا يقف علي﴿ خَالِصَةً ﴾ ، إنما هي متى تكون فعلًا خالصة ؟ يوم القيامة في الجنة ، فمسألة الوقف والابتداء هذه مسألة تدل علي فهم ، في ذات مرة أحد القراء المشهورين جدًا في سرادق من السرادقات كان يقرأ فقرأ الآية الآتية ، فأنظر إلي وقفه وأنظر إلي فساد ابتداءه قال ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ﴾(لقمان: 13) وقف وبعد ذلك تحذق فقال:﴿ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ فجعل الباء باء قسم ، والباء هنا أساسًا ليست لقسم أبدًا ، حرف جر فعندما يبدأ ﴿ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ أفسد المعني ، لأنه لا وجود لهذا المعني في الآية ، لذلك يفترض أن وقف الابتداء يخدم المعني ولا يؤسس معني غير موجود في الآية .مثلًا:بعض الناس القراء المشهورين يقرأ ﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴾(القصص: 25) فقرأها هكذا ﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ﴾ وبعد ذلك قال:﴿ عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴾ المعني ممكن أن يكون مقبول لماذا ؟ لأن فيه بعض الإسرائيليات الذي يوجد فيها المعني هذا ، لكن أن لا أقدر أثبت المعني بهذه الإسرائيليات ، الإسرائيليات تقول: عندما جاءت ابنة الرجل الصالح ورغبت في أن تدله علي البيت قالت له أطلع أمام وأنا ورائك وتقذف له حجر أي اتجه يمين ، وتقذف له حجر اتجه شمال علي أساس لا تمشي أمامه فقد يظهر منها له ، وهذا أيضًا فيه حياء وغير ذلك هذا كلام جميل إذا كان له مساعد .مع أن المتصور أن ممكن تكون البنت عندها حياء ، وغير ذلك ، حتى لما كلمت أباها عرضت أنها تريد أن تتزوجه ، لكن كيف لفت بها ، قالت:﴿ يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِينُ ﴾(القصص:26) ، قال هذه عرضت لكن تعريض في غاية اللطف والبعد ، وقليل جدًا الذي يفهم أن البنت عرضت بأنها ممكن تريد أن تتزوج موسى- عليه السلام- .
إِذا الْوَقْفِ وَالابْتِدَاءً إِنَّمَا يُؤَسِّسُ الْمَعْنِيّ وَلَيْسَ لِتَشْيِيدِ مَعْنَىً لَيْسَ فِيْ الْآَيَةِ: وهذه الآية أيضًا تدل على أن الله- عز وجل- أباح لعباده كل شيء في الأرض إلا ما حرمه عليهم الدنيا مزرعة الآخرة ،: أنت كيف تعمل ، وكيف تصل إلى الجنة ؟ إذا لم تكون من أهل الدنيا ، في صحيح مسلم من حديث بعض أصحاب النبي ، أن النبي قال:" اعلموا أنكم لن ترون ربكم حتى تموتوا " ، رؤية الله- عز وجل- في الجنة فلابد أن يسبق الجنة المزرعة ، مزرعة الآخرة .
فَهَذِهِ الْنَّظْرَةَ الْقَاصِرَةِ إِلَىَ الْدُّنْيَا هِيَ كَانَتْ أَحَدَ الْأَسْبَابِ الْرَئِيْسِيَّةِ لِتُخْلَيْ هَؤُلَاءِ عَنْ الْدُّنْيَا :فتركوا عمارتها ، وكان لهم في ذلك كلام فظيع ، وبن الجوزي كرر هذا المعني في كتاب صيد الخاطر كثيرًا ، مسألة ذم الصوفية الذين ذموا الدنيا وتركوها ، ولم يتمتعوا بالطيبات ولم ينظروا إلى فعل الرسول- عليه الصلاة والسلام- أنه ما امتنع من مباح طيب ، بل كان يأكل الحلوى ويشرب العسل وكان يستعذب له الماء وكان يلبس الثياب الجيدة .حتى التصوف نفسه يقول مشتق من أشياء ، مرة يقول مشتق من الصوف أو من الصفاء ، أو الصفة ، وأشياء أخري ، يقول لك التصوف جاء من أين الاسم ؟ ، فمن ضمن المشتقات لها أنه يأتي من الصوف ، قال لماذا الصوف ؟ لأن عيسى عليه السلام كان يلبس الصوف .
حُكْمُ إِتْبَاعٌ شَرَعَ مِنْ قَبْلِنَا:من أولى أن تبعه ؟ أليس نبينا- صلي الله عليه وسلم- وكان يلبس القطن الناعم ، قال لك البس الصوف الخشن لكي يحك جلدك وكأنك تنام على الإبر ، فأنت لماذا تعذب نفسك ؟ ما هي المصلحة أنك تعذب نفسك ؟ ، والعلماء في شرع من قبلنا يقولون: ليس شرع من قبلنا شرعًا لنا في الأصل لأنه ما سيق لأجلنا ، أو كالذي يقول بعض العلماء الآخرون ، شرع ما قبلنا شرع لنا إذا لم يرد في شرعنا ما يرده فإن ورد في شرعنا ما يرده فالأصل أن نتبع نبينا ،.
يقول بن الجوزي- رحمه الله- بعد ذكر بعض النصوص .قال: ( فَبَالَغُوا في هَجرِهَا من غَيرِ بَحثٍ عن حَقيقَتَهَا ، وذلك أنه ما لم يعرف حقيقة الشيء فلا يجوز أن يُمدَح ولا أن يُذَم .)أبو حازم سلمة بن دينار أحد العلماء الكبار من التابعين ممن يروي عن سهل بن سعد وطبقته من الصحابة- رضي الله عنهم- قال له عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: قال، أني لأجد شيئًا يحزنني ، وهذه نظرة العلماء العاملين للدنيا ، عبد الرحمن بن زيد بن أسلم متروك الحديث ، أبوه زيد بن أسلم الثقة الإمام من مشايخ مالك وبن عيينة وهذه الطبقة ، لكن لا يقول أحد أنه متروك فيكون الإسناد ضعيف ، لماذا ؟ لأنه يحكي حكاية ، سؤال ، يقول إني سألت ، فهذه ليست رواية حديث حتى تتوقف علي الإسناد يقول لأبي حازم:( إني لأجد شيئًا يحزنني ، قال وما هو يا بن أخي ؟ قال: حبي للدنيا ، قال: اعلم أن هذا لشيء ما أعاتب نفسي على بعض شيء أباحه الله لي لأن الله قد حبب هذه الدنيا إلينا لتكن معاتبتنا أنفسنا في غير هذا ، ألا يدعونا حبها إلى أن نأخذ شيئًا من شيءٍ يكرهه الله ، ولا أن نمنع شيئًا من شيءٍ أحبه الله ، فإذا نحن فعلنا ذلك لم يضُرنا حبنا إياها) .طالما شيء أنت تأخذه من حل فما الإشكال ؟ الرسول- عليه الصلاة والسلام- رأى رجلاً أشعث الشعر وسخ الثياب ، فقال له:" أربّ مال أنت ؟ عندك فلوس وأموال ، قال:" من أي المال " ؟ عندك إبل أو غنم أو فلوس كثيرة ، قال: من كل المال ، قال له:" إن الله إذا أنعم على عبده أحب أن يرى اثر نعمته عليه " ، طالما عندك فلوس فلتظهر بمظهر جيد لأن ركاكة المظهر فيه نوع شكوى ، طالما أنك تقدر ، أما إذا لم تكن تقدر على مثل هذا فلا شيء عليك .مثل الإنسان يجوع اختيارًا ، أو يجوع اضطرارًا ، الذي يجوع اضطرارًا مثل الصحابة ، لم يجدوا ما يأكلون فكانوا يصبرون ، إنما يجوع اختيارًا لماذا ؟ أمامه الطعام وسيموت من الجوع ، لماذا أنت لا تأكل ؟ يقول أنا أمرن نفسي رياضة ويترك الأكل شيئًا فشيئًا ، فشيئًا ، حتى يحدث له لطف ، يتهيأ له أشياء الشيطان قد يتهيأ للإنسان ويأتي له في صورة رجل صالح ويقول أنا رأيت ملكًا أو غير ذلك .فلماذا تترك نفسك لتجوع ؟ الله ما أراد منك هذا ولا فرض عليك هذا فيأتي المتحذلق بحديث عائشة رضي الله عنها:" أجرك على قدر نصبك " فيقول لك كل ما العمل يكون فيه تعب كل ما يكون أفضل ، أنا رجل غني وممكن أسافر بالطيارة أذهب لكي أقضي عمرة رمضان أو أحج ، يقول لك لا ، أنا أركب سيارة من السيارات القديمة التي تتسبب في الألم لكي يصل متعب ، فيقول أنا أقضي ثلاثة أو أربعة أيام في الطريق لأن" أجرك على قدر نصبك "كل ما تتعب أكثر كل ما تأخذ أجرًا أكبر .
الْمُرَادِ بِقَوْلِ الْرَّسُوْلِ ، (أَجْرَكَ عَلَىَ قَدْرِ نَصَبِكِ ):وهذا نفس الفهم المغلوط الذي يحذر منه بن الجوزي ، لا ، " أجرك على قدر نصبك " إذا كانت المشقة لا تنفك عن العمل ، لا تستطيع أن تفصلهم عن بعض ، لكي تصل إلى الهدف لابد أن تركب الجمل ، لا تعرف غير ذلك وإلا لن تصل ، إذا كانت المشقة لازمة للعمل لا تنفك عنه فيكون " أجرك على قدر نصبك " لأن الله- عز وجل- ما قصد إعناتنا قط قال الله- عز وجل-:﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾(البقرة:185)﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾(الحج:78) إنما أراد الله بنا اليسر ، فهذا فهم مغلوط لمعنى المشقة بالنسبة للعمل .فأبو حازم سلمة بن دينار- رحمه الله- يقول له: لا يضرك أن تحب الدنيا إذا كنت لا تتناول شيئًا يكرهه الله- عز وجل- ، ولكن لتكن معاتبنا أنفسنا في غير هذا ، إن الإنسان إذا تجاوز حدود الله تبارك وتعالي . وقد وجدت كلامًا لعلي بن أبي طالب وهو مروي في عدة كتب من كتب الحديث كالمجالسة للديناوري ، وكذم الدنيا لابن أبي الدنيا وكتاريخ بغداد للحافظ الخطيب وتاريخ دمشق لابن عساكر ، وله أكثر من طريق .فسئل علي- رضي الله عنه- عن الدنيا ، وأنظر الصحابة أيضًا رضي الله عنهم كيف كانت رؤيتهم للدنيا ، فقال الدنيا دار صدق لمن صدقها ودار نجا لمن فهم عنها ودار غنى لمن تزود منها مهبط وحي الله ومصلَّي ملائكته ومسجد أنبيائه ومتجر أولياءه ربحوا فيها الرحمة واكتسبوا فيها الجنة ، فمن ذا يذمها وقد أذنت ببَينِهَا ) _أي بفراقها ، الإنسان إذا مات فقد فارقها _( ونادت بفراقها وشبه بسرورها السرور وببلائها البلاء ترهيبًا وترغيبًا ، فيا أيها الذام للدنيا المعلل نفسه متى خدعتك الدنيا أو متى استدامت إليك ؟ أبمصارع أبائك في البِلىَ ، أم بمصارع أمهاتك تحت الثرى ؟ ) .أي ما الذي غرك بطول المقام تعمل فيها عمل من لا يموت وأملك فيها أمل من لا يموت ، ما الذي غرك ؟ قبور آبائك ، أم قبور أمهاتك ، هذا قبر أبيك لا يزعجك وأنت لا تنتبه أنك ستدركه عن قريب ، وكذلك قبر أمك ، أيضًا أنت لست منتبه أنهم ماتوا ، أبيك كان أغنى منك ، لأن ميراث أبيك إنما انقسم علي إخوتك ، فما من واحد منكم إلا وهو أفقر من أبيه ، لأن أباه كان عنده المال كله ، فلما مات جزء هذا المال ووزع عليهم ، فما الذي غرك بطول المقام ، أمصارعهم ؟ هذه كان من المفروض أنها تنبهك, ( كم مرَّضت بيديك وعللّت بكفيك تطلب له الشفاء وتستوصف له الأطباء لا يغني عنه دوائك ولا ينفعه بكائك ) ، كثير من الموتى أنت جلست لتمرَّضهم ، أنت كنت الممرض له ، وأنت الذي كنت تأتي له بالدواء وغير ذلك ، ومع ذلك مات ودفنته وجلست تبكي عليه ، فما الذي غرك فيها ؟ .علي بن أبي طالب لما يتكلم هذا الكلام ، يريد أن يقول: إن المذموم الذي لا يتعظ بمصارع غيره فيركن إلى الدنيا ولا يعمل فيها بعمل من ينظر إلى الآخرة والرسول- عليه الصلاة والسلام – كان في الدنيا وكانت عينه على الآخرة ، في الحديث الصحيح " أنه لما ذبح ذبحًا وأمر عائشة رضي الله عنها أن تقسم هذا اللحم على الناس ، فلما دخل عليها- ، قال لها: ما فعلت بالشاة ؟ قالت يا رسول الله ذهبت كلها إلا ذراعها ، فقال لها بل بقيت كلها إلا ذراعها " ، بقيت كلها لأن هذا كان صدقة ، فالنبي- عليه الصلاة والسلام – إنما قاسها بمقياس الآخرة . مثلما يقول ، في حديث أبي كبشة الأنماري الذي أخرجه الترمذي وأحمد وبن ماجة أخرج عجزه ، قال ، " ثلاثة أقسم عليهن ما نقص مال من صدقة " هذه ليست حسبة أهل الدنيا أهل الدنيا معه عشرة ألاف تصدق بألف فصار معه تسعة ، هذه حسابات أهل الدنيا ، إنما حسابات أهل الآخرة ما نقص مال من صدقة ، لماذا ؟ لأن هذا الألف الذي تصدقت به لما ننظر إلى الآيات﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ﴾(الأنعام:160) .اضرب ألف في عشر أمثال ، وهذا هو الواقع وحديث الرسول " إن الله يقبل الصدقة بيمينه ثم يربيها للعبد كما يربي أحدكم فلوه " .فلوه: أي الخيل ، تأخذ الخيل صغير وتظل تربيه حتى يكبر ، والله- عز وجل- يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، لا تضرب في سبعمائة ، إنما سبعمائة ضعف ، فيكون المال نقص أم زاد ؟ لا يزيد إلا بهذا المنظور ، إنما عند أهل الدنيا ينقص ، تصدق بألف وتبقى معه تسعة ، " وما ظلم عبد مظلةً فصبر عليها إلا زاده الله بها عزًا " ، الناس تقول كلما يظلم يقول الله يسامحك فبذلك سيجعلونك مطية لهم ، ستظل تقول الله يسامحك حتى يضرب وجهك وينقص من كرامتك ويضيع سمعتك ، لا ، لابد أن تقف له وتبين أنك قوي وأنك صاحب قوة ويأتي يقول لك " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين " ، النبي ، الشاعر عمر بن أبي عزه لما شبب بنساء المؤمنين وهجا النبي ، فلما أمسكه قال له: كن خير آخذ وهذه أخر مرة ، فتركه النبي ، ، فلما جاء في المرة الثانية عمل في هذا الضلال المبين وشتم المسلمين والنساء وأمسك به قال له: كن خير آخذ وامنن علي وغير ذلك ، فتركه ، فلما عملها في المرة الثالثة وأمسكه وأراد أن يقول ما قال من قبل فقال له: لا ، " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين " فأمر به فقتل .يقول لك هذا الحديث يدل على أن هذا ليس على إطلاقه ، أنت تأخذ هذه النصوص وتوفق بينها ، الهدف منها أن يكون لك بصر بمعادن الناس اللئيم إذا ثبت أنه لئيم على وجه الإنصاف ، لا يكون أنت تتجنى عليه ، يكون لئيم بالفعل ، فهذا اللئيم أستعمل معه " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين " ، إنما الكريمالإنسان الفاضل " وما ظلم عبد مظلةً فصبر عليها إلا زاده الله بها عزًا ".
يتبع إن شاء الله..


الحلقة الثانية عشرة من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49202
العمر : 72

الحلقة الثانية عشرة من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحلقة الثانية عشرة من مدرسة الحياة   الحلقة الثانية عشرة من مدرسة الحياة Emptyالجمعة 13 مايو 2011, 12:03 am

يقول المتنبي:

إن أنت أكرمت الكريم ملكته
وإن أنت أكرمت اللئيم تمرد
مع أن المتنبي لئيم ، لماذا ؟ لأنه لما غضب عليه كافور الإخشيدي هجاه هجاءًا مقزعًا ، مع أن كافور هذا كان ممن خلط عملًا صالحًا وآخر سيئًا ، هو بالنسبة بالقياس إلى حكام عصره كان ممتاز وكان عنده بقية من دين ، وهو الذي جاء بالمتنبي وجعل يطعمه ويسقيه ويعطيه المال ويغدق عليه ، أول ما المتنبي أحس إن فيه إهمال من كافور له سبه سبًا فظيعًا وسطر فيه الأشعار بأشياء الإنسان يستحي أن يقولها ,الإنسان إذا ثبت أنه كريم سيحفظ لك الجميل ، وهناك واحد تعمل له خدمة واحدة فقط فيظل يخدم فيك طوال عمره ويراعي هذا الجميل الذي أنت فعلته فيه ، وكل ما يقابلك يقول لك: أنا لا أعرف كيف أوفيك حقك أو كيف أرد لك جميلك ، وآخر أنت تكيل له بالخدمات فيقول لك ، هل أنت أتيت بشيء .
لذلك يقول سفيان الثوري: (نظرنا إلى أصل كل عداوة في العالم فوجدناها اصطناع المعروف إلى اللئام ) أصل كل عداوة في العالم أنك تفعل المعروف في إنسان لئيم ,الدنيا لا ينبغي أن ننظر إليها هذه النظرة ، خذ كل النصوص ووجه كل نص إلى مكانه ، لأن الدنيا أطياف شتى ، لا ينفعها نص واحد لأن كل إنسان ممكن يكون دنيا بمفرده ، فأنت تحتاج أن تعامل هذا وتعامل هذا لكن المسألة تحتاج إلى بصر .
فعلي بن أبي طالب يقول: هذه الدنيا هي مهبط الوحي ، وهي فيها المساجد مثل المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى وبقية المساجد ، ومتجر الأولياء ، هي مزرعة الآخرة والحسنات التي تأتي بها إنما هي من بقائك في الدنيا ,فيكون المذموم أن تجعل الدنيا في قلبك ، هذا هو المذموم ، خلاصة الكلام ، إنما أن تجعلها في يدك فهذا لا حرج عليك فيه ، كانت الدنيا في يد الأولياء أيضًا ، إبراهيم عليه السلام كان غنيًا ، وأنت تعرفون داود- عليه السلام- ، وسليمان- عليه السلام- كيف كان غناهم ، وحتى إن إبراهيم عليه السلام كما ورد في بعض الآثار ضاقت البلد عن ماشيته ، واليوم عندنا أغنياء وعندنا من سماهم بن الجوزي مثل طلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف والذي سنأتي على أخبارهم خبرًا خبرًا لما نأتي على هذه الفقرة .
يقول ابن الجوزي رحمه الله: ( فإذا بحثنَا عن الدُّنيا رأينَا هذه الأرض البَسيطة التي جُعِلَت قرارًا للخلقِ تَخرج منهَا أقوَاتَهُم ويُدفنُ فيها أموَاتهُم ،ومِثلُ هذا لا يُذَمُ لموضع المصلحة فيه)إذا كانت الأرض خرج لك النبات بإذن الله فهل هذه تذم ، إذا كانت الأرض تكون قبورًا فهل هذه تذم ؟ هذه مصلحة ،﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ﴾(المرسلات:26،25)كِفَاتًا: أي جمعناهم على ظهرها ونجمعهم في بطنها ، أنت تعرف الكفتة وهي عبارة عن ماذا ؟ خليط من اللحم والأرز وخضار تقوم بطحنهم مع بعض يصيرون عجينة كفتة ، ﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ كِفَاتًا ﴾ ، أي جمعناهم على ظهرها وهم أخلاط تجد الأسود والأبيض والعربي والأعجمي والمسلم والكافر أخلاط مثل الكفتة بالضبط ، فهذا لا يذم لأن المصلحة تقتضي ذلك .
يقول ابن الجوزي رحمه الله: (ورأينا ما عليها من ماء وزرع وحيوان كله لمصَالح الآدمي ، وفيه حفظ لسبب بقائه) .لأنه لابد أن يأكل ويشرب وغير ذلك ، وهذا كله موجود على الأرض.
يقول ابن الجوزي رحمه الله ( ورأينا بقاء الآدمي سببًا لمعرفة ربهِ وطاعتهِ إيِاهُ وعبادته ، وما كان سببًا لبقاء العارف العابد يُمدحُ ولا يُذَم )أنت إذا لم تجد أكل ستموت وأنت إذا مت من الذي سيعبد الله ومن الذي يسبحه ومن الذي سيقوم بعبادته ، فأنت لا بد أنك تتقوى وبن الجوزي ذكر أن بعض الصوفية لا يأكل ولا يشرب ويصلي قاعد لأنه لا يستطيع أن يقف هو قال هذا الكلام ، إذًا جوع نفسه وضيع ركنًا ، لأن الوقوف في الصلاة ركن ، لو أن رجلاً صلى الفرض قاعدًا وهو قادر على القيام بطلت صلاته إذًا لما يأتي يضيع ، يضيع ما فرضه الله عليه لشيءٍ لن نقول استحبه الله له ، لأن الاستحباب حكم شرعي لا يثبت إلا بدليل ، فهذا جوع نفسه لدرجة أنه ضيع الفرض ، فكيف ذلك ؟ .الإنسان إذا لم يطعم وإذا لم يشرب خارت قواه ولا يستطيع أن يعبد ربه ، بل لا يستطيع وسوق الجهاد لن يقوم إلا بسواعد قوية ، الدنيا كلها ستنتهي إذا سلك الإنسان هذا المسلك ، إذاً ما أوجده الله- تبارك وتعالى- على الأرض من ماء وزرع وحيوان كله لخدمة الإنسان حتى يقتات به ويقوم بعبادة الله- تبارك وتعالي-. قال: ( فبان لنا أن الذم إنما هو لأفعال الجاهل أو العاصي في الدنيا فإنه إذا اقتنى المالَ المُباحَ و أدَى زكَاتهُ لم يُلَم) .ونحن نريد أن نبين هذه المسألة لأن الناس طرفان ووسط في هذه المسألة ، أنا سمعت بعض المشايخ المعاصرين- رحمة الله عليهم- يرفض أحاديث الزهد وقال بالنص ، ليس من الممكن أن المسلم يطلق الدنيا وغير المسلم يتزوجها ، لذلك كل الأحاديث التي وردت في الزهد إنما هي جرعات خاصة وليست أحاديث عامة ، لا يكون هكذا والمسألة تحتاج إلي تفصيل والناس طرفان في هذه المسألة كما قلت بين الجافي والغالي .المال إذا اكتسبه الإنسان من وجه مباح يُمدح به إذا لم يجحد حق الله فيه والرسول لما أرسل إلى عمر بن العاص فقال له البس سلاحك وأتني ، لبس السلاح وأنت تعرف السلاح عبارة عن لئمة الحرب والخوذة ، الخوذة ليحمي رأسه ، واللئمة لكي يحمي ذراعه ، لأن الواحد إذا ذهب إلى المعركة حاسرًا لا يلبس الخوذة الحديد ولا اللئمة ، هي ضربة واحدة على الرأس فتشج رأسه نصفين ، أو واحد يضربه علي يديه يقطعها فماذا يفعل بعد ذلك ، فيلبس اللئمة لكي يحمي ذراعه ويلبس اللئمة ليحمي رأسه ,عمر بن العاص لبس آلة الحرب وجاء فقال له النبي – صلي الله عليه وسلم- " إني أريد أن أرسلك إلي مكان كذا " وكان سيخرج إلى غزوة ذات السلاسل" لتغنم وأزعب لك من المال زعبةً صالحة " ، أي تأخذ فلوس ، تهب فتغنم وتأخذوا غنائم ويكون لك مبلغ من المال ، فقال يا رسول الله ما على هذا تبعتك ، أنا لست من أهل الدنيا ولا أريد مال ولا غير ذلك ، لأن عمر بن العاص كان من الأغنياء ، فقال له:" يا عمر: نعم المال لصالح للرجل الصالح " ونحن في هذه الأزمنة ما ضاع فقرائنا إلا بعد ما ذهب المال إلى سفهائنا ، على استعداد أن يذهب لتناول الغذاء في لندن أو باريس أو غير ذلك ، ولا يفكر أبدًا أن يطعم واحد إلا بعدما جاءت المسابقات التي تحمل رائحة الجاهلية ورائحة التفاخر ، التي تسمى بموائد الرحمن ، التي تعملها الراقصات والممثلات ويتسابقون فيها ، من الذي يطعم اللحم أكثر ومن الذي يصنف في اللحوم اللحم البارد والساخن وغير ذلك ، وأصبح الآن يقول هذه مائدة خمس نجوم وهذه أربع نجوم وهذه ثلاث نجوم وغير ذلك .والناس يتسابقوا وينفقوا عشرات الألوف على هذه الموائد ، وهذا عمل وأنا لا أدخل في نية أحد ، لكن مسألة إكرام الفقير ، لما تجعله يأكل جيد يكون في ذلك إكرام للفقير ، لا فيه ناس فقراء لا يسألون الناس إلحافًا في أمس الحاجة إلى هذا المال ، فضلاً عن أننا لا نتكلم عن أصل المال من أين جيء به ، واحدة تهز وسطها طوال السنة مثلاً ، لما هزت جيبها نزل كم ألف ، وفي رمضان يذهبوا إلى العمرة لكي يكفر عن سيئاته ، وفيه ناس توقف مسرحه في رمضان فقط احترامًا للشهر الكريم ، ويوقف المسرح كله ، وممكن يأخذ الفريق كله ويذهب ويعمل عمرة ثم يرجع ، لن نتكلم عن أصل المال لأن المسألة واضحة .دعك من هؤلاء وانظر إلى الناس الذين ينساقون مع أهوائهم ، يذهب أربع أو خمس مرات في السنة إلى بلاد أجنبية وما اعتمر قط ، وما حج قط ، وحتى لما يريد أن يأتي بالملابس ، لا يأتي به من هنا ، وأنا حدث لي موقف قديمًا لم كنت في الإمارات في رمضان ، كنت أقضي العشرة أيام الوسطى وأرجع على عشرين رمضان فإخواننا أرادوا أن يكرمونا فحجزوا لي في الدرجة الأولى الممتازة التي هي لرجال الأعمال الكبار ، القطط السمان وغيرهم ، والطائرة ممتلئة .أنا جلست وكان أمامي الجرائد أقرأ فيها وإذا بي أجد جماعة من الممثلين عندنا كان قادمين كما أنا فهمت من الحوار بعد ذلك ، كانوا قد أتوا إلى دبي ليشتروا ملابس العيد من دبي ، وكانت رحلة أسأل الله أن لا يري أحدًا منكم رحلة مثلها ، أنظر طبعًا كلهم يلبسون ملابس عارية وممثلات وممثلين ، والمضيفات والمضيفون أول ما عرفوا أن هؤلاء ، حضروا لالتقاط الصور التذكارية ويسلموا على بعض ، فقلت أركب في الدرجة المنخفضة أفضل من هذه ، تركت هذا المكان ورجعت إلى الخلف وجدت ولا مكان في الطائرة خالي ، لكي أقعد فيه وأبعد عن هذا البلاء الأزرق ، لم أستطيع أن أعمل حاجة ، كل الذي استطعت أن أفعله أني أرخيت الكرسي ووضعت الجرائد على وجهي ، وظللت طوال الرحلة والجرائد على وجهي ، ولم استمتع بالجلوس أو أي حاجة حتى نزلت من الطائرة .اليوم لما يكون ذاهب ليأتي بملابس العيد من دبي ولا يأتي بها من هنا ، فما الذي يحدث أن أتيت بملابس العيد من هنا وما بقي عنك تكسوا به فقير عاريًا لا ، هو يلبس أفخم الملابس والعريان يظل عاريًا ، إنما أهل الديانة إذا استحوذوا علي الأموال يبذلونها ديانة أيضًا لأن النص هو الذي يحركه ويعلمون أن ما عند الله خير وأبقى .والإشكال أن يذهب المال إلى غير تقي ، هذا هو الإشكال ، لكن كما قال النبي- صلي الله عليه وسلم- :" نعم المال الصالح للرجل الصالح " فمدح النبي - صلي الله عليه وسلم- المال ، حتى أن الله- عز وجل- قال:﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ (البقرة:271) لكم أم لهم ؟ خير لهم متى ؟ ، إن أبديتها والآية شطران ، إبداء وإخفاء ، ﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ﴾ أي نعم ما فعلتم أن تظهروا الصدقة ، لماذا ؟ لأن فيه واحد ممكن أن يغار عندما تخرج الصدقة ، فأنت تُغري الآخر أن يفعل عنده نية خير لكن ساكن كامن .حديث جرير بن عبد الله البجلي في صحيح مسلم الذي قال فيه " جاء جماعة من مضر بل كلهم من مضر عليهم سمة الفقر وغير ذلك النبي- صلي الله عليه وسلم - أول ما رآهم النبي تغير وجهه وقال: فليتصدق أحدهم من ديناره ، من درهمه ، من صاع بره ، من صاع تمره ، قال: فقام رجل من الأنصار فأتي بصُرَةٍ كادت يده أن تعجز عن حملها ، بل عجزت عن حملها ووضع الصرة أمام الرسول عليه الصلاة والسلام فتتابع الناس "_ كل واحد جري علي بيته لكي يأتي بشيء "_ فاجتمع كومان من ثياب وطعام ، قال: فتهلل وجه النبي صلي الله عليه وسلم كأنه مُذهَبَة . وقال: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلي يوم القيامة ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلي يوم القيامة " . الصحابة الذين كانوا موجودين هؤلاء الخير كامن في النفوس ، لكن يريد واحد يستثيره ، أي واحد يفعل شيء مثل هذا ممكن كثير من أهل الخير يفعل مثله﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ﴾ نعم ما فعلتم أن تظهر الصدقة ، لماذا ؟ لأن الفقراء هم المستفيدون من هذه القصة .﴿ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ لمن ؟ للفقراء ، لأن كل الدنيا ، لكن إذا أنت خشيت علي نفسك أن سيدركك رياء وسمعة ، وكل امرؤ أدري بنفسه وحجيج نفسه ﴿ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ لكم أنتم وليس هم ، الخير للفقراء الشطر الأول من الآية .فمعروف أن الإنسان قد يهيج غيره ، وأنت عندما تري واحد يبكي في الصلاة أنت تبكى ، حتى وأن لم يكن لديك نية بكاء ، فقلت له: إن الشَّجَي يبعث الشجي ، وهذا كلام متمم بن نويرة في أبيات جميلة عندما قتل أخوه مالك بن نويرة ورثاه بالأبيات الجميلة:

لقد لامني عند القبور علي البكا
رفيقي لإذراف الدموع السوافكـي
وقال أتبكي كل قبر رأيته لقبـر
ثوي بين اللوي فالدكادكـــي
فقلت له: أن الشجي يبعـث
الشجي فدعني فهذا كله قبر مالك
فقلت له: أن الشجي يبعـث الشجي ، هذا هو الشاهد ، كأنه لم يمت في الدنيا إلا مالك فما من قبر يراه إلا وهو قبر أخيه ، الشجي يبعث الشجي ، الطبع سرَّاق مثلما نقول .فنحن نريد أن نقول: المال الصالح للرجل الصالح ، فيكون هذا تزكية من النبي-

لقد لامني عند القبور علي البكا
رفيقي لإذراف الدموع السوافكـي
وقال أتبكي كل قبر رأيته لقبـر
ثوي بين اللوي فالدكادكـــي
فقلت له: أن الشجي يبعـث
الشجي فدعني فهذا كله قبر مالك
عندما أراد عمر أن يرد هذا ، والنبي- عليه الصلاة والسلام - عندما قال كما في حديث أبي ذر عندما قال: " هلك المُكثرون الذي جمع مالاً فعدده " يجلس ويعد في الفلوس ، وعنده مزاج كل فترة هو يعرف الخزنة فيها كم ، لكنه هو يخرجها لكي ينظر إلي المئات والمائتان الجديدة وغير ذلك ، ويعد وعارف أن كل لفة عشر آلاف من طراز المائة آلف لكن عنده مزاج أنه يعد .النبي- عليه الصلاة والسلام - قال علي هذا الجنس هذا " هلك المكثرون إلا من نفح بيده هكذا وهكذا وهكذا " وهو يستحق الغِبطَة ويستحق الحسد كما في حديث بن مسعود وغيره وهو " لا حسد إلا في اثنتين " من ضمن الاثنين "ورجلٍ أتاه الله مالًا فسلطه علي هلكته في الحق " ، أنظر إلى كلمة هلكته ، هل رأيت واحد مغلول من ماله لدرجة أنه ينفق بغل ، كيف يهلك المال ، هو ممدوح لهذا القيد الأخير ، قال في الحق .
إنما فيه واحد يتباري مع الآخرين ، يتبارى مثلاً سيارة الفئة السابعة ثمانمائة وخمسين ألف وأنا لا أعرف ذلك ، الأولاد الصغيرين هم الذين يقولون يقولون أنت تعرف ألبي أم الفئة السابعة ، ولد لم يخرج من البيضة يقول لنا تعرف ألبي أم الفئة السابعة ثمنها ثمانمائة وخمسين ألف ، وموجود في كفرالشيخ سيارة كانت دخلت زيارة وطلعت أظن ، مرت كالخيال ، وطبعًا في سيارات بمليون أو مليون وزيادة ، وفي الآخر ، صفيح لو دخلت في شجرة .وأنا كنت أول أمس كنت في القاهرة ورأيت سيارة عند واحد صاحبنا في ورشة ، أنا رأيت السيارة تشبه سيارة تحت الطلب وهي التي تحمل الموتى عبارة عن صندوق هكذا ، لا لها شكل ولا لها طعم ، فقال لي تعرف كم ثمن هذه السيارة ، قلت له لا ، قال ثمنها ثلاثة مليون ونصف ، قلت له تحت الطلب هذه ، ثلاثة مليون ونصف ، أنا سيارتي أجمل منها ومنظرها أحلي فقال لي: لا ، القصة ليست هكذا ، القصة أنه لو حدث حادثة اصطدمت بشيء ، تجد نفسك في وسط بالونات ، وليس مثل السيارات الحديثة البالونة تكون في المقدمة ، حتى إذا حدثت حادثة والإكصدام اصطدم في حاجة يقوم البالونة التي في التابلوه تطلع على وجهك مباشرة بت أن تصطدم بالزجاج أو غير ذلك ، فقال لك: لا ، هذا يكون ملفوف بالونات من الوجه ومن الظهر ومن الجانبين ، وذلك لكي يتلقى أي صدمة وهذا حاجة من التقنيات الحديثة وغير ذلك .صح هذا الكلام قد يكون سبب من الأسباب في هذا الكلام ، لكن الذي عمل هذه القصة أناس لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ، هو متصور أن نجاته في هذا .مثل الرجل المتبرع الذي تبرع بكل ماله ، وكان مريض مرض معين وقال لهم أنا لومت بهذا المرض كل مالي أوقفوه على اكتشاف دواء لهذا المرض ، لكن ضعوني في الثلاجة ، حتى في أول ما تجدوا الدواء تطلعوني ، وتتركوني بدل ما يكون مجمد يلين ، يعتقد أنه كرغيف العيش تضعه لين يخرج لين ، لا هو اعتقد أنه إذا وضع في الثلاجة سيظل محتفظ بهذا الكلام حتى يجدوا الدواء ، ثم يعطوه بعض الحقن وغير ذلك فتعود إليه الروح .كثير من مخترعاتهم مخترعات للحفاظ على الدنيا ، للحفاظ على الحياة ، صح تنفع أهل الإيمان أنهم يتخذونها سبب من الأسباب ، لكن واضح أن في هذه المخترعات يدخل فيها مسألة عقدة عدم الإيمان باليوم الآخر .نريد أن نقول الناس الذين يتسابقوا ، كل واحد يشتري سيارة ، الأخر يشتري أفخم منها ، وأنا رأيت العجب في هذه المسائل من الناس الذين يسمون أنفسهم رجال الأعمال وغير ذلك ، وعقولهم ليست للعمل ، إنما يذهب ويأخذ له مائة وخمسون مليون ، مائتان مليون ، ثلاثمائة مليون ، على أساس أنه من رجال الأعمال ، ويشتري مكتب في أفخم العمارات ويركب أفخم السيارات ، ويعمل طقم عمال وغير ذلك ، ويأخذ له في الصحراء مائتين أو ثلاثمائة أو أربعمائة فدان ، الفدان بثلاثة قروش ويبدأ لكي يعمل شغل ، وهو لا يعمل شغل ، وفي الآخر إذا تداين للبنوك ولا يستطيع أن يرجع المال ، تكون الأرض سعرها عالي ، فيبيع للحكومة الأرض مرة ثانية ، فيكون هو تمتع بالفلوس ، وكان قد أخذ المتر بثلاثة جنيه فصار المتر بمائتين جنيه أو ثلاثمائة جنيه .أبيع الأرض للناس وأرجع الفلوس للبنوك ولم نعمل شيء ، وأنت تعرف سوق العقار كل ما يزداد في بلد يدل على أن الاقتصاد فاشل ، لأن تجميد الأموال في العقارات هذا تضييع للأموال السائلة .اليوم لما أنا أشتري الأرض في بلدنا المتر وصل ثلاثة عشر ألف جنيه لأنه لا توجد أراضي ، والناس تريد أن تبني ومعها فلوس ، فأنا اليوم لما أجمد أرض مائة وعشرين متر أبيعها بمليون ومائتان ألف مثلاً ، أو مليون وربع ، هذا لو مال سائل ويستثمر على الأرض كان حل لنا مشاكل كثيرة ، لكن أجمد الفلوس في عقار هذه مشكلة أيضًا .-فأنا أريد أن أقول المال عندما يصل إلى هذه الرؤوس ، الدنيا كلها تضيع فيزداد الفقير فقرًا والغني غنى ، فالنبي- عليه الصلاة والسلام- قال له عمر: ما على هذا تبعتك ، قال له: يا عمر: " نعم المال الصالح للرجل الصالح "
انتهي الدرس الثاني عشر.


الحلقة الثانية عشرة من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الحلقة الثانية عشرة من مدرسة الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة :: كتابات أبي إسحاق الحويني :: حلقات 1428 هجرية-
انتقل الى: