منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة القصص الآيات من 31-35

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة القصص الآيات من 31-35 Empty
مُساهمةموضوع: سورة القصص الآيات من 31-35   سورة القصص الآيات من 31-35 Emptyالثلاثاء 18 أغسطس 2020, 1:38 am

وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ: (٣١)
تفسير الأية: خواطر مُحَمَّد متولي الشعراوي: (ت 1418 هـ)

وفي موضع آخر يسأله ربه ليُؤنسه: (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يٰمُوسَىٰ) (طه: 17) وقلْنا: إن موسى -عليه السلام- أطال في هذا الموقف ليطيل مُدَّة الأُنْس بربه، فلما أحسَّ أنه أسرف وأطال قال: (وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ) (طه: 18) فأطنب أولاً ليزداد أُنْسه بربه، ثم أوجز ليظل أدبه مع ربه.

أمَّا هنا فيأتي الأمر مباشرة ليُوظِّف العصا: (وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ..) (القصص: 31).

وقوله: (فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ وَلَّىٰ مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ..) (القصص: 31) لأنه رأى عجيبة أخرى أعجب مما سبق فلو سلَّمنا باشتعال النار في خُضْرة الشجرة، فكيف نُسلِّم بانقلاب العصا جاناً يسعى ويتحرك؟

وكان من الممكن أنْ تنقلبَ العصا الجافة إلى شجرة خضراء من جنس العصا، وتكون أيضاً معجزة، أما أنْ تتحول إلى جنس آخر، وتتعدَّى النباتية إلى الحيوانية والحيوانية المتحركة المخيفة، فهذا شيء عجيب غير مألوف.

وهنا كلام محذوف؛ لأن القرآن الكريم مبنيٌّ على الإيجاز، فالتقدير: فألقى موسى عصاه: (فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ وَلَّىٰ مُدْبِراً..) (القصص: 31) ذلك ليترك للعقل فرصة الاستنباط، ويُحرِّك الذِّهْن لمتابعة الأحداث.

والجانُّ، قُلْنا هو فرخ الحية، وقد صُوِّرَتْ العصا في هذه القصة بأنها: جانٌّ، وثعبان، وحية.

وهي صورة ثلاثة للشيء الواحد، فهي في خفَّتِها جانٌّ، وفي طولها ثعبان، وفي غِلَظها حية.

ومعنى: (وَلَّىٰ مُدْبِراً..) (القصص: 31) يعني: انصرف خائفاً،: (وَلَمْ يُعَقِّبْ..) (القصص: 31) لم يلتفت إلى الوراء، فناداه ربه: (يٰمُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ..) (القصص: 31) يعني: ارجع ولا تخَفْ من شيء، ثم يعطيه القضية التي يجب أن تصاحبه في كل تحركاته في دعوته: (إِنَّكَ مِنَ ٱلآمِنِينَ) (القصص: 31) فلم يقل ارجع فسوف أؤمنك في هذا الموقف إنما: (إِنَّكَ مِنَ ٱلآمِنِينَ) (القصص:31).

يعني: هي قضية مستمرة ملازمة لك؛ لأنك في مَعيّة الله، ومَنْ كان في معية الله لا يخاف، وإلا لو خِفْتَ الآن، فماذا ستفعل أمام فرعون.

وهكذا يعطي الحق -سبحانه وتعالى- لموسى -عليه السلام- دُرْبة معه سبحانه، ودُرْبة حتى يواجه فرعون وسَحرته والملأ جميعاً دون خوف ولا وَجَل، وليكون على ثقة من نصر الله وتأييده في جولته الأخيرة أمام فرعون.

وقد انتفع موسى -عليه السلام- بكل هذه المواقف، وتعلَّم من هذه العجائب التي رآها فزادتْه ثقةً وثباتاً؛ لذلك لما كاد فرعون أنْ يلحقَ بجنوده موسى وقومه، وقالوا: (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) (الشعراء: 61) استعاد موسى -عليه السلام- قضية: (إِنَّكَ مِنَ ٱلآمِنِينَ) (القصص: 31) فقال بملء فيه: (قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الشعراء: 62).

فحيثية الثقة عند موسى -عليه السلام- هي معيّة الله له، قالها موسى، ويمكن أنْ تكذب في وقتها حالاً، فهاجم البحر من أمامهم، وفرعون من خلفهم، لكنها ثقة مَنْ أمَّنه الله، وجعله في معيَّته وحِفْظه.

وهذا الأمن قد كفله الله تعالى لجميع أنبيائه ورسله، فقال تعالى: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ) (الصافات: 171-173).

وقال: (يٰمُوسَىٰ لاَ تَخَفْ إِنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ ٱلْمُرْسَلُونَ) (النمل: 10).

وقد قُصَّ هذا كله على نبينا مُحَمَّد -صلى الله عليه وسلم-، فانتفع به ووثق في نصر الله، فلما قال له الصِّديق وهما في الغار: يا رسول الله، لو نظر أحدهم تحت قدميْه لرآنَا، قال -صلى الله عليه وسلم-: "يا أبا بكر، ما ظنُّك باثنين، الله ثالثهما".

وحكى القرآن قوله -صلى الله عليه وسلم- لصاحبه: (لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا..) (التوبة: 40) وما دُمْنا في معيَّة مَنْ لا تدركه الأبصار، فلن تدركنا الأبصار.

ثم ينقل الحق -تبارك وتعالى- موسى -عليه السلام- إلى آية أخرى تضاف إلى معجزاته: (ٱسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ...).



سورة القصص الآيات من 31-35 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة القصص الآيات من 31-35 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة القصص الآيات من 31-35   سورة القصص الآيات من 31-35 Emptyالثلاثاء 18 أغسطس 2020, 1:41 am

اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ: (٣٢)
تفسير الأية: خواطر مُحَمَّد متولي الشعراوي: (ت 1418 هـ)

معنى: (ٱسْلُكْ يَدَكَ..) (القصص: 32) يعني: أدخلها: (فِي جَيْبِكَ..) (القصص: 32) الجيب: فتحة الثوب من أعلى، وسَمَّوْها جَيْباً؛ لأنهم كانوا يجعلون الجيوب مكان حِفْظ الأموال في داخل الثياب حتى لا تُسرق، فكان الواحد يُدخِل يده في قبَّة الثوب لتصل إلى جيبه.

ونلحظ هنا دقة الأداء القرآني: (تَخْرُجْ بَيْضَآءَ..) (القصص: 32) ولم يقُلْ بصيغة الأمر: وأخرجها كما قال: (ٱسْلُكْ يَدَكَ..) (القصص: 32) وكأن العملية عملية آلية منضبطة بدقة، فبمجرد أن يُدخِلها تخرج هي بيضاء، فكأن إرادته على جوارحه كانت في الإدخال، أمَّا في الإخراج فهي لقدرة الله.

وكلمة: (بَيْضَآءَ..) (القصص: 32) أي: مُنوّرة دون مرض، والبياض لا بُدَّ أن يكون عجيباً في موسى -عليه السلام- لأنه كان أسمر اللون؛ لذلك قال: (مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ..) (القصص: 32) حتى لا يظنوا به بَرصاً مثلاً، فهو بياض طبيعي مُعْجِز.

وقوله تعالى: (وَٱضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ ٱلرَّهْبِ..) (القصص: 32) الجناحان في الطائر كاليدين في الإنسان، وإذا أراد الإنسان أن يعوم مثلاً يفعل كما يفعل الطائر حين يطير، فالمعنى: اضمُمْ إليك يديك يذهب عنك الخوف.

وهذه العملية يُصدِّقها الواقع، فنرى المرأة حين ترى ولدها مثلاً يُسيئ التصرف تضرب صَدْرها وتولول، وسيدنا ابن عباس يقول: كل من خاف يجب عليه أن يضرب صدره بيديه ليذهب عنه ما يلاقي، ولك أن تُجرِّبها لتعلم صِدْق هذا الكلام.

ومعنى: (فَذَانِكَ..) (القصص: 32) ذا: اسم إشارة للمفرد ونقول: ذان اسم إشارة للمثنى، والكاف للخطاب، والمُراد: الإشارة لمعجزتي العصا واليد: (بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ..) (القصص: 32) أي ربك الحق: (إِلَىٰ فِرْعَوْنَ..) (القصص: 32) الرب الباطل، ولا يمكن أنْ يجتمع الحق والباطل، لا بد للباطل أنْ يزهق؛ لأنه ضعيف لا يصمد أمام قوة الحق: (بَلْ نَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلَى ٱلْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ..) (الأنبياء: 18).

والبرهان: هو الحجة والدليل على صِدْق المبرهَن عليه: (إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ..) (القصص: 32) لأن فرعون ادَّعى الألوهية، وملؤه استخفهم فأطاعوه: (إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ) (القصص: 32) أي: جميعاً فرعون والملأ: (فَاسِقِينَ) (القصص: 32) أي: خارجين عن الطاعة من قولنا فسقتِ الرُّطَبة يعني: خرجتْ من قشرتها.

والمُراد هنا الحجاب الديني الذي يُغلِّف الإنسان، ويحميه ويعصمه أنْ يتأثر بعوامل المعصية، فإذا انسلخ من هذا الثوب، ونزع هذا الحجاب، وتمرَّد على المنهج تكشفتْ عورته، وبانتْ سَوْءَته.



سورة القصص الآيات من 31-35 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة القصص الآيات من 31-35 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة القصص الآيات من 31-35   سورة القصص الآيات من 31-35 Emptyالثلاثاء 18 أغسطس 2020, 1:42 am

قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ: (٣٣)
تفسير الأية: خواطر مُحَمَّد متولي الشعراوي: (ت 1418 هـ)

فما زال موسى -عليه السلام- خائفاً من مسألة قتْل القبطيِّ؛ لذلك يطلب من ربه أنْ يؤيده، ويعينه بأخيه.



سورة القصص الآيات من 31-35 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة القصص الآيات من 31-35 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة القصص الآيات من 31-35   سورة القصص الآيات من 31-35 Emptyالثلاثاء 18 أغسطس 2020, 1:43 am

وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ: (٣٤)
تفسير الأية: خواطر مُحَمَّد متولي الشعراوي: (ت 1418 هـ)

معنى الرِّدْء: المُعين، وعرفنا من قصة موسى -عليه السلام- وهو صغير في بيت فرعون أنه أصابته لَثْغة في لسانه، فكان ثقيل النطق لا ينطلق لسانه؛ لذلك أراد أنْ يستعين بفصاحة أخيه هارون ليؤيده، ويُظهر حُجَّتَهُ، ويُزيل عنه الشُّبُهات.

وكان بإمكان موسى أن يطلب من ربه أن يستعين بأخيه هارون، فيكون هارون من باطن موسى، لكنه أحَبَّ لأخيه أن يُشاركه في رسالته، وأن ينال هذا الفضل وهذه الرِّفْعة، فقال: (فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي..) (القصص: 34) يعني: مُعيناً لي حتى لا يُكذِّبني الناس، فيكون رسولاً مِثْلِي بتكليف من الله.

لذلك نرى الآيات تتحدَّث عن هارون على أنه رسول شريك لموسى في رسالته، يقول تعالى في شأنهما: (ٱذْهَبَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ * فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ) (طه: 43-44).

فإذا نظرنا إلى وحدة الرسالة فَهُما رسول واحد، وهذا واضح في قوله تعالى: (فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ) (الشعراء: 16).

وجاء في قول فرعون: (إِنَّ رَسُولَكُمُ ٱلَّذِيۤ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ) (الشعراء: 27) بصيغة المفرد.

كما لو بعث رئيس الجمهورية رسالة مع اثنين أو ثلاثة إلى نظيره في دولة أخرى، نُسمِّي هؤلاء جميعاً: (رسول) ؛ لأن رسالتهم واحدة، فإذا نظرتَ إلى وحدة الرسالة من المرسِل إلى المرسَل إليه فهما واحد، وإذا نظرتَ إلى كلٍّ على حِدَة فهما رسولان.

وقد ورد أيضاً: (إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ..) (طه: 47) فخاطبهم مرة بالمفرد، ومرة بالمثنى.

لذلك لما دعا موسى -عليه السلام- على قوم فرعون لما غرَّتهم الأموال، وفتنتهم زينة الحياة الدنيا قال: (رَبَّنَا ٱطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَٱشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ) (يونس: 88).

المتكلِّم هنا موسى وحده، ومع ذلك قال تعالى: (قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا..) (يونس: 89) فنظر إلى أنهما رسول واحد، فموسى يدعو وهارون يُؤمِّن على دعائه، والمؤمِّن أحد الدَّاعِيَيْن.



سورة القصص الآيات من 31-35 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة القصص الآيات من 31-35 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة القصص الآيات من 31-35   سورة القصص الآيات من 31-35 Emptyالثلاثاء 18 أغسطس 2020, 1:44 am

قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ: (٣٥)
تفسير الأية: خواطر مُحَمَّد متولي الشعراوي: (ت 1418 هـ)

أجابه ربه: (قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ..) (القصص: 35) لأن موسى قال في موضع آخر: (ٱشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِيۤ أَمْرِي) (طه: 31-32) وقوله تعالى: (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ..) (القصص: 35) تعبير بليغ يناسب المطلوب من موسى؛ لأن الإنسان يزاول أغلب أعماله أو كلها تقريباً بيديه، والعضلة الفاعلة في الحمل والحركة هي العَضْد.

لذلك حين نمدح شخصاً بالقوة نقول: فلان هذا: (عضل)، وحين يصاب الإنسان والعياذ بالله بمرض ضمور العضلات تجده هزيلاً لا يقدر على فعْل شيء، فالمعنى: سنُقوِّيك بقوة مادية.        

(وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً..) (القصص: 35) هذه هي القوة المعنوية، وهي قوة الحجة والمنطق والدليل، فجمع لهما: القوة المادية، والقوة المعنوية.

لذلك قال بعدها: (فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا..) (القصص: 35) أي: نُنجيكم منهم، لكن معركة الحق والباطل لا تنتهي بنجاة أهل الحق، إنما لا بُدَّ من نُصرْتهم على أهل الباطل، وفَرْق بين رجل يهاجمه عدوه فيغلق دونه الباب، وتنتهي المسألة عند هذا الحد، وبين مَنْ يجرؤ على عدوه ويغالبه حتى ينتصر عليه، فيكون قد منع الضرر عن نفسه، وألحق الضرر بعدوه.

وهذا هو المُراد بقوله تعالى: (أَنتُمَا وَمَنِ ٱتَّبَعَكُمَا ٱلْغَالِبُونَ) (القصص: 35) وهكذا أزال الله عنهم سلبية الضرر، ومنحهم إيجابية الغلبة.

ونلحظ توسط كلمة: (بِآيَاتِنَآ..) (القصص: 35) بين العبارتين: (فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا..) (القصص: 35) و: (أَنتُمَا وَمَنِ ٱتَّبَعَكُمَا ٱلْغَالِبُونَ) (القصص: 35) فهي إذن سبب فيهما: فبآياتنا ومعجزاتنا الباهرات ننجيكم، وبآياتنا ومعجزاتنا ننصركم، فهي كلمة واحدة تخدم المعنيين، وهذا من وجوه بلاغة القرآن الكريم.

ومن عجائب ألفاظ القرآن كلمة: (النجم) في قوله تعالى: (ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ * وَٱلنَّجْمُ وَٱلشَّجَرُ يَسْجُدَانِ) (الرحمن:5-6) فجاءت النجم بين الشمس والقمر، وهما آيتان سماويتان، والشجر وهو من نبات الأرض؛ لذلك صلحت النجم بمعنى نجم السماء، أو النجم بمعنى النبات الصغير الذي لا ساقَ له، مثل العُشْب الذي ترعاه الماشية في الصحراء.

لذلك قال الشاعر:
أُرَاعِي النَّجْم في سَيْري إليكُمُ وَيرْعَاهُ مِنَ البَيْدا جَوَادِيَ
ثم يقول الحق سبحانه: (فَلَمَّا جَآءَهُم مُّوسَىٰ بِآيَاتِنَا...).



سورة القصص الآيات من 31-35 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة القصص الآيات من 31-35
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة القصص الآيات من 76-80
» سورة القصص الآيات من 01-05
» سورة القصص الآيات من 81-85
» سورة القصص الآيات من 06-10
» سورة القصص الآيات من 86-88

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: القصص-
انتقل الى: