منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة النمل الآيات من 41-45

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة النمل الآيات من 41-45 Empty
مُساهمةموضوع: سورة النمل الآيات من 41-45   سورة النمل الآيات من 41-45 Emptyالجمعة 14 أغسطس 2020, 7:43 am

قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (٤١)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

قوله: (نَكِّرُواْ..) (النمل: 41) ضده عرِّفوا؛ لأنه جاء بالعرش على هيئته كما كان عندها في سبأ، ولو رأتْه على حالته الأولى لقالتْ هو هو، ولم يظهر له ذكاؤها؛ لذلك قال (نَكِّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا..) (النمل: 41) يعني: غيّروا بعض معالمه، ومنه شخص متنكر حين يُغيِّر ملامحه وزيّه حتى لا يعرفه مَنْ حوله.

(نَنظُرْ أَتَهْتَدِيۤ أَمْ تَكُونُ مِنَ ٱلَّذِينَ لاَ يَهْتَدُونَ) (النمل: 41) تهتدي إيماناً إلى الإسلام، أو تهتدي عقلياً إلى الجواب في مسألة العرش.



سورة النمل الآيات من 41-45 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة النمل الآيات من 41-45 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة النمل الآيات من 41-45   سورة النمل الآيات من 41-45 Emptyالجمعة 14 أغسطس 2020, 7:49 am

فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (٤٢)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

جاء السؤال بهذه الصيغة (أَهَكَذَا عَرْشُكِ..) (النمل: 42) ليُعمِّي عليها أمر العرش، وليختبر دقة ملاحظتها، فلو قال لها: أهذا عرشك؟

لكان إيحاءً لها بالجواب إنما: (أَهَكَذَا عَرْشُكِ..) (النمل: 42) كأنه يقول: ليس هذا عرشك، فلمَّا نظرتْ إليه إجمالاً عرفتْ أنه عرشها، فلمَّا رأتْ ما فيه من تغيير وتنكير ظنَّتْ أنه غيره؛ لذلك اختارتْ جواباً دبلوماسياً يحتمل هذه، وهذه، فقالت (كَأَنَّهُ هُوَ..) (النمل: 42)، وعندها فهم سليمانُ أنها على قَدْر كبير من الذَّكاء والفِطْنة وحَصَافَةِ الرَّأي.

وكذلك كلام السَّاسَة والدُّبلوماسيين تجده كلاماً يصلح لكل الاحتمالات ولأيِّ واقع بعده، فإذا جاء الأمر على خلاف ما قال لك، يسبقك بالقول: ألم أَقُلْ لك كذا وكذا.

ومن ذلك ما قاله معاوية بن أبي سفيان للأحنف بن قيس: يا أحنف لماذا لا تَسُبّ علياً على المنبر كما يسبُّهُ النَّاسُ؟

فقال الأحنف: اعفني يا أمير المؤمنين، فقال معاوية: عَزَمْتُ عليك إلاَّ فعلْتَ، فقال: أمَا وقد عزمت عليَّ فسأصعدُ المنبرَ، ولكني سأقولُ للناس: إنَّ أميرَ المؤمنينَ معاوية أمَرَنِي أنْ ألْعَنَ عَليْاً، فقولوا معي: لَعَنَهُ اللهُ.

عندها قال معاوية: لا يا أحنفُ، لا تَقُلْ شَيئاً.

لماذا؟

لأن اللعن في هذه الحالة سيعود على مَنْ؟ على معاوية أو عَلَى عَلِيّ؟

وتُحكَى قصَّة الخيَّاط الأعور الذي خاط لأحَدِ الشعراء جُبَّةً فجاءت وأَحَدُ الكُمَّيْن أطول من الآخر، فلم يستطع لبسها، فلما سألوه عن عدم لُبْس الجُبَّة الجديدة أخبرهم بما حدث من الخياط فقالوا: اُهْجه، فقال:
قُلْت شِعْراً لَيْس يُدْرَى أَمديحٌ أَمْ هِجَاءُ
خَاطَ لِي عَمْرو قُباء لَيْتَ عينيه سَوَاءُ

فالكلام يحتمل المعنيين: الدعاء له، والدعاء عليه.

هذا هو الرد الدبلوماسي الذي يهرب به صاحبه من المواجهة.

وكذلك قالتْ بلقيس جواباً دبلوماسياً (كَأَنَّهُ هُوَ..) (النمل: 42) أمَّا: (وَأُوتِينَا ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ) (النمل: 42) فيُحتمل أنْ يكون امتداداً لقوْل بلقيس، يعني: أوتينا العلم من قبل هذه الحادثة، وعرفنا أنك نبيّ لَمَّا رددتَ إلينا الهدية، وقلت ما قلت، فلم نكُنْ في حاجة إلى مثل هذه الحادثة لنعلم نُبوّتك.

ويُحتمل أنها من كلام سليمان عليه السلام.



سورة النمل الآيات من 41-45 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة النمل الآيات من 41-45 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة النمل الآيات من 41-45   سورة النمل الآيات من 41-45 Emptyالجمعة 14 أغسطس 2020, 7:50 am

وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ (٤٣)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

المعنى: صدَّها ما فعل سليمان من أحداث، وما أظهر لها من آيات، صدَّها عن الكفر الذي أَلِفَتْه: (إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ) (النمل: 43) فصدَّها سليمان بما فعل عما كانت تعبد من دون الله.



سورة النمل الآيات من 41-45 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة النمل الآيات من 41-45 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة النمل الآيات من 41-45   سورة النمل الآيات من 41-45 Emptyالجمعة 14 أغسطس 2020, 7:54 am

قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٤)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
 
الصَّرْح: إما أن يكون القصر المشيد الفخم، وإما أن يكون البهو الكبير الذي يجلس فيه المُلوك مثل: إيوان كسرى مثلاً، فلما دخلتْ: (حَسِبَتْهُ لُجَّةً..) (النمل: 44)، ظنَّته ماءً، والإنسان إذا رأى أمامه ماءً أو بَلَلاً يرفع ثيابه بعملية آلية قَسْرية حتى لا يُصيبه البَلَل؛ لذلك كشفتْ بلقيس عن ساقيها يعني: رفعتْ ذَيْل ثوبها.

وهنا نَبَّهَهَا سليمانُ: (إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوارِيرَ..) (النمل: 44) يعني: أدخلي لا تخافي بللاً، فهذا ليس لُجَّةَ مَاءٍ، إنَّما صَرْحٌ مُمَرَّدٌ من قوارير يعني: مبنيٌّ من الزُّجاج والبللور أو الكريستال، بحيث يتموَّج الماء من تحته بما فيه من أسماك.

(قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي..) (النمل: 44) بالكُفر أولاً، وبظنِّ السُّوء في سليمان، وأنه يريد أنْ يُغرقني في لُجَّةِ الماء: (وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ) (النمل: 44)، ويبدو أنها لم تنطق بكلمة الإسلام صريحة إلا هذه المَرَّةِ، وأن القول السابق: (وَكُنَّا مُسْلِمِينَ) (النمل: 42)، كان من كلام سليمان عليه السلام وقولها: (وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ..) (النمل: 44)، مثل قول سَحَرة فرعون لَمَّا رأوا المعجزة: (آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ) (طه: 70) لأن الإيمان إنما يكون بالله والرسول دَالٌ على الله، لذلك قالت: (وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ..) (النمل: 44) ولم تقُلْ: أسلمتُ لسليمان، نعم لقد دانتْ له، واقتنعتْ بنبوته، لكن كبرياء المُلك فيها جعلها لا تخضع له، وتُعلن إسلامها لله مع سليمان؛ لأنه السبب في ذلك، وكأنها تقول له: لا تظن أنِّي أسلمتُ لك، إنما أسلمتُ معك، إذن: أنا وأنت سواء، لا يتعالى أحَدٌ مِنَّا على الآخر، فكلانا عَبْدٌ لله.

وقد دخل هذه القصة بعض الإسرائيليات، منها أن سليمان -عليه السلام- جعل الصرح على هذه الصورة لتكشف بلقيس عن ساقيها؛ لأنه بلغه أنها مُشْعِرة الساقين، إلى غير هذا من الافتراءات التي لا تليق بمقام النبوة.

ثم يأتي بنا الحق سبحانه إلى نبي آخر في موكب الأنبياء: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ ثَمُودَ...).



سورة النمل الآيات من 41-45 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة النمل الآيات من 41-45 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة النمل الآيات من 41-45   سورة النمل الآيات من 41-45 Emptyالجمعة 14 أغسطس 2020, 7:55 am

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (٤٥)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

مرَّتْ بنا قصة نبي الله صالح -عليه السلام- مع قومه ثمود في سورة الشعراء، وأُعيد ذكرها هنا؛ لأن القرآن يقصُّ على رسول الله من موكب الأنبياء ما يُثبِّت به فؤاده، كلّما تعرض لأحداث تُزلزل الفؤاد، يعطيه الله النَّجْم من القرآن بما يناسب الظروف التي يمرُّ بها، وهذا ليس تكراراً للأحداث، إنما توزيع للقطات، بحيث إذا تجمعتْ تكاملتْ في بناء القصة.

وقوله سبحانه (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً..) (النمل: 45) لابُدّ أنه أرسل بشيء ما هو؟

(أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ..) (النمل: 45) لذلك سُمِّيت: (أنْ) التفسيرية، كما في قوله تعالى: (وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ..) (القصص: 7) ماذا؟ (أَنْ أَرْضِعِيهِ..) (القصص: 7).

وقد يأتي التفسير بجملة، كما في: (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ ٱلشَّيْطَانُ..) (طه: 120) بأي شيء؟

(قَالَ يٰآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَىٰ) (طه: 120).

فشرح الوسوسة وهي شيء عام بقوله: (قَالَ يٰآدَمُ..) (طه: 120) فرسالتنا إلى ثمود ملخصها ومؤداها (أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ..) (النمل: 45).

والعبادة كما ذكرنا أن نطيع الله بفعل ما أمر، وبترْك ما نهى عنه وزَجر، أما ما لم يرِدْ فيه أمر ولا نَهْي فهو من المباحات إنْ شئتَ فعلتها، وإنْ شئت تركتها، وإذا ما استعرضنا حركة الأحياء والخلفاء في الأرض وجدنا أن 5% من حركتهم تدخّل فيها الشارع بافعل ولا تفعل، أما الباقي فهو مُباح.

إذن: فالتكليف منُوط بأشياء يجب أنْ تفعلها؛ لأن فيها صلاحَ مجتمعك، أو أشياء يجب أن تتركها؛ لأن فيها فساد مجتمعك.

فماذا كانت النتيجة؟

(فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ) (النمل: 45).

والاختصام أنْ يقف فريق منهم ضد الآخر، والمراد أن فريقاً منهم عبدوا الله وأطاعوا، والفريق الآخر عارض وكفر بالله.

وقد وقف عند هذه الآية بعض الذين يحبون أنْ يتهجَّموا على الإسلام وعلى أسلوب القرآن، وهم يفتقدون الملَكة العربية التي تساعدهم على فَهْم كلام الله، وإنْ تعلَّموها فنفوسهم غير صافية لاستقبال كلام الله، وفيهم خُبْث وسُوء نية.

واعتراضهم أن (فَرِيقَانِ..) (النمل: 45) مثنى و(يَخْتَصِمُونَ) (النمل: 45) دالة على الجمع، فلماذا لم يَقُل: يختصمان؟وهذه لغة القرآن في مواضع عدة.

ومنها قوله تعالى: (وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَىٰ ٱلأُخْرَىٰ فَقَاتِلُواْ ٱلَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيۤءَ إِلَىٰ أَمْرِ ٱللَّهِ فَإِن فَآءَتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا..) (الحجرات: 9).

والقياس يقتضي أن يقول: اقتتلتا.

لكن حين نتدبَّر المعنى نجد أن الطائفة جماعة مقابل جماعة أخرى، فإنْ حدث قتالٌ حمل كُلٌّ منهم السلاح، لا أن تتقدم الطائفة بسيف واحد، فهم في حال القتال جماعة.

لذلك قال (اقتتلوا) بصيغة الجمع، أما في البداية وعند تقرير القتال فلكُلِّ طائفة منهما رأْيٌ واحد يعبر عنه قائدها، إذن: فهما في هذه الحالة مثنى.

كما أن الطائفة وإنْ كانت مفردة لفظاً إلا أنها لا تُطلَق إلا على جماعة، فيقف كل واحد من الجماعة بسيفه في مواجهة آخر من الطائفة الأخرى.

وهنا أيضاً: (فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ..) (النمل: 45) أي: مؤمنون وكافرون (يَخْتَصِمُونَ) (النمل: 45) لأن كل فرد في هذه الجماعة يقف في مواجهة فرد من الجماعة الأخرى.

وفي موضع آخر، شرح لنا الحق -تبارك وتعالى- هذه المسألة، فقال سبحانه: (فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ ٱلْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَٱلْجُلُودُ * وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ * كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ) (الحج: 19-22).

أما الفريق الآخر: (إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَهُدُوۤاْ إِلَى ٱلطَّيِّبِ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَهُدُوۤاْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْحَمِيدِ) (الحج: 23-24).

فبيَّن لنا الحق -سبحانه- كل فريق منهما، وبيَّن مصيره وجزاءه.

ونلحظ هنا (فَإِذَا..) (النمل: 45) يسمُّونها الفجائية، ويُمثِّلون لها بقولهم: خرجتُ فإذا أَسَدٌ بالباب، والمعنى: أنك فُوجِئْت بشيء لم تكُنْ تتوقعه، كذلك حدث من الكافرين من قوم ثمود حين قال لهم نبيهم (أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ..) (النمل: 45) لكن يفاجئوننا بأنهم فريقان: مؤمنون وكافرون.

ومنطق العقل والحق والفطرة السليمة يقتضي أنْ يستقبلوا هذا الأمر بالطاعة والتسليم، ولا يختلفوا فيه هذا الاختلاف: فريق في الجنة وفريق في السعير: (إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) (الانفطار: 13-14).

وقالوا: إن الله تعالى لا يرسل الرسل إلا على فساد في المجتمع، الخالق عز وجل خلق في الإنسان النفس اللوامة التي تردُّه إلى رُشْده وتنهاه، والنفس المطمئنة التي اطمأنتْ بالإيمان، وأَمنت الله على الحكم في افعل ولا تفعل، والنفس الأمَّارة بالسوء، وهَي التي لا تعرف معروفاً، ولا تنكر مُنْكَراً، ولا تدعو صاحبها إلا إلى السوء.

والله -عزَّ وجلَّ- رب، ومن عادة الرب أنْ يتعهّد المربَّى ليؤدي غايته على الوجه الأكمل، أرأيتم أباً يُربِّي أبناءه إلا لغاية؟

وما دام هو سبحانه ربي فلا يأمرني إلا لصالحي، وصالح مجتمعي، فلا شيء من طاعتنا يعود عليه بالنفع ولا شيء من معاصينا يعود عليه بالضرر؛ لأنه سبحانه خلق الكون كله بصفات الكمال المطلق.

إذن: كانت الفطرة السليمة تقتضي استقبال أوامر الله بالقبول والتسليم.

وهذه الخصومة تجمع المؤمنين في جهة؛ لأنهم اتفقوا على الإيمان.

والكافرين في جهة؛ لأنهم اتفقوا على الكفر.

لكن يمتاز المؤمنون بأن يظل وفاقهم إلى نهاية العمر، بل وعند لقاء الله تعالى في الجنة؛ لأنهم اتفقوا في الدنيا في خطة العمل وفي الآخرة في غاية الجزاء، كما يقول تعالى: (ٱلأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ) (الزخرف: 67).

أما الكفار فسوف تقوم بينهم الخصومات يوم القيامة، ويلعن بعضهم بعضاً، ويتبرَّأ بعضهم من بعض، والقرآن حين يُصوِّر تخاصم أهل النار يقول بعد أنْ ذكر نعيم أهل الجنة: (هَـٰذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ * هَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ * وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ * هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لاَ مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُواْ ٱلنَّارِ * قَالُواْ بَلْ أَنتُمْ لاَ مَرْحَباً بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ * قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِي ٱلنَّارِ * وَقَالُواْ مَا لَنَا لاَ نَرَىٰ رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِّنَ ٱلأَشْرَارِ * أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ ٱلأَبْصَار * إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ ٱلنَّارِ) (ص: 55-64).

إذن: فالخصومة في الدنيا بين مؤمن وكافر، أما في الآخرة فبين الكافرين بعضهم البعض، بين الذين أَضَلُّوا والذين أُضِلُّوا، بين الذين اتَّبعُوا، والذين اتُّبِعوا.



سورة النمل الآيات من 41-45 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة النمل الآيات من 41-45
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة النمل الآيات من 51-55
» سورة النمل الآيات من 56-60
» سورة النمل الآيات من 61-65
» سورة النمل الآيات من 66-70
» سورة النمل الآيات من 71-75

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: النمل-
انتقل الى: