منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة الشعراء الآيات من 191-195

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة الشعراء الآيات من 191-195 Empty
مُساهمةموضوع: سورة الشعراء الآيات من 191-195   سورة الشعراء الآيات من 191-195 Emptyالأحد 09 أغسطس 2020, 3:31 pm

وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٩١)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

ربك: الرب هو المتولِّي الرعاية والتربية.

وبهذه الخاتمة خُتمتْ جميع القصص السابقة، ومع ما حدث منهم من تكذيب تُختم بهذه الخاتمة الدَّالة على العزة والرحمة.

ثم ينتقل السياق إلى خاتم المرسلين سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بعد أنْ قدَّم لنا العبرة والعِظة في موكب الرسل السابقين، فيقول الحق سبحانه: (وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ...).



سورة الشعراء الآيات من 191-195 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة الشعراء الآيات من 191-195 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الشعراء الآيات من 191-195   سورة الشعراء الآيات من 191-195 Emptyالأحد 09 أغسطس 2020, 3:32 pm

وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٩٢)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

(وَإِنَّهُ..) (الشعراء: 192) على أيِّ شيء يعود هذا الضمير؟

المفروض أن يسبقه مرجع يرجع إليه هذا الضمير وهو لم يُسبَق بشيء.

تقول: جاءني رجل فأكرمتُه فيعود ضمير الغائب في أكرمته على (رجل).

وكما في قوله تعالى: (قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ) (الإخلاص: 1) فالضمير هنا يعود على لفظ الجلالة، مع أنه متأخر عنه، ذلك لاستحضار عظمتهتعالى في النفس فلا تغيب.

كذلك (وَإِنَّهُ..) (الشعراء: 192) أي: القرآن الكريم وعرفناه من قوله سبحانه: (لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ) (الشعراء: 192) وقُدِّم الضمير على مرجعه لشهرته وعدم انصراف الذِّهْن إلا إليه، فحين تقول: (هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ) (الإخلاص: 1) لا ينصرف إلا إلى الله، (وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ) (الشعراء: 192) لا ينصرف إلا إلى القرآن الكريم.

وقال: (لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ) (الشعراء: 192).

أي: أنه كلام الله لم أقلْهُ من عندي، خاصة وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يسبق له أنْ وقف خطيباً في قومه، ولم يُعرف عنه قبل الرسالة أنه خطيب أو صاحب قَوْل.

إذن: فهو بمقاييس الدنيا دونكم في هذه المسألة، فإذا كان ما جاء به من عنده فلماذا لم تأتُوا بمثله؟

وأنتم أصحاب تجربة في القول والخطابة في عكاظ وذي المجاز وذي المجنة، فإن كان محمد قد افترى القرآن فأنتم أقدر على الافتراء؛ لأنكم أهل دُرْبة في هذه المسألة.

و(ٱلْعَالَمِينَ) (الشعراء: 190): كل ما سوى الله عزَّ وجلَّ؛ لذلك كان -صلى الله عليه وسلم- رحمة للعالمين للإنس وللجن وللملائكة وغيرها من العوالم.

لذلك لَمَّا نزلت: (وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء: 107)، سأل سيدنا رسول الله جبريل عليه السلام: "أما لك من هذه الرحمة شيء يا أخي يا جبريل؟" فقال: نعم، كنت أخشى سُوءَ العاقبة كإبليس، فلَمَّا أنزل الله عليك قوله: (ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ) (التكوير: 20) أمنْتُ العاقبة، فتلك هي الرحمة التي نالتني.

وليس القرآن وحده تنزيلَ رب العالمين، إنما كل الكتب السابقة السماوية كانت تنزيلَ رب العالمين، لكن الفرق بين القرآن والكتب السابقة أنها كانت تأتي بمنهج الرسول فقط، ثم تكون له معجزة في أمر آخر تثبت صِدْقه في البلاغ عن الله.

فموسى عليه السلام كان كتابه التوراة، ومعجزته العصا، وعيسى عليه السلام كان كتابه الإنجيل، ومعجزته إبراء الأكمه والأبرص بإذن الله، أما محمد -صلى الله عليه وسلم- فكان كتابه ومنهجه القرآن ومعجزته أيضاً، فالمعجزة هي عَيْن المنهج.

فلماذا؟

قالوا: لأن القرآن جاء منهجاً للناس كافّةً في الزمان وفي المكان فلا بد -إذن- أن يكون المنهج هو عَيْن المعجزة، والمعجزة هي عَيْن المنهج، وما دام الأمر كذلك فلا يصنع هذه المعجزة إلا الله، فهو تنزيل رب العالمين.

أما الكتب السابقة فقد كانت لأمة بعينها في فترة محددة من الزمن، وقد نزلتْ هذه الكتب بمعناها لا بنصِّها؛ لذلك عيسى -عليه السلام- يقول: "سأجعل كلامي في فمه" أي: أن كلام الله سيكون في فم الرسول بنصِّه ومعناه من عند الله، ما دام بنصِّه من عند الله فهو تنزيل رب العالمين.

ثم يقول الحق سبحانه: (نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ...).



سورة الشعراء الآيات من 191-195 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة الشعراء الآيات من 191-195 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الشعراء الآيات من 191-195   سورة الشعراء الآيات من 191-195 Emptyالأحد 09 أغسطس 2020, 3:34 pm

نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

كان من الممكن أن يكون الوحي من عند الله إلهاماً أو نَفْثاً في الرَّوْع؛ لذلك قال تعالى بعدها: (نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلأَمِينُ) (الشعراء: 193) إذن: الأمر ليس نَفْثاً في رَوْع رسول الله بحكم ما، إنما يأتيه روح القُدُس وأمين الوحي يقول له: قال الله كذا وكذا.

لذلك لم يثبت القرآن إلا بطريق الوحي، بواسطة جبريل عليه السلام، فيأتيه الملَك؛ ولذلك علامات يعرفها ويحسّها، ويتفصّد جبينه منه عرقاً، ثم يُسرِّي عنه، وهذه كلها علامات حضور الملَك ومباشرته لرسول الله، هذا هو الوحي، أمَّا مجرد الإلهام أو النَّفْث في الرَّوْع فلا يثبت به وَحْي.

لذلك كان جُلساء رسول الله يعرفونه ساعة يأتيه الوحي، وكانوا يسمعون فوق رأسه -صلى الله عليه وسلم- كدويّ النحل أثناء نزول القرآن عليه، وكان الأمر يثقل على رسول الله، حتى إنه إنْ أسند فَخِذه على أحَدِ الصحابة أثناء الوحي يشعر الصحابي بثقلها كأنها جبل، وإذا نزل الوحي ورسول الله على دابته يثقل عليها حتى تنخّ به، كما قال تعالى: (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) (المزمل: 5).

ولم تهدأ مشقَّة الوحي على رسول الله إلا بعد أنْ فتَر عنه الوحي، وانقطع فترة حتى تشوَّق له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وانتظره، وبعدها نزل عليه قوله تعالى: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * ٱلَّذِيۤ أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) (الشرح: 1-4).

ونزلت عليه: (وَٱلضُّحَىٰ * وَٱللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ * وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلأُولَىٰ) (الضحى: 1-4).

يعني: سيعاودك الوحي في سهولة ودون مشقَّة، ولن تتعب في تلقيه، كما كنتَ تُعاني من قبل.

وقوله تعالى (نَزَلَ..) (الشعراء: 193) تفيد العلو، وأن القرآن نزل من أعلى من عند الله، ليس من وضع بشر يخطىء ويصيب ويجهل المصلحة، كما نرى في القوانين الوضعية التي تُعدَّل كل يوم، ولا تتناسب ومقتضيات التطور، والتي يظهر عُوَارها يوماً بعد يوم.

ولأن القرآن نزل من أعلى فيجب علينا أن نستقبله استقبالَ الواثقِ فيه المطمئن به، لا نعانده، ولا نتكبر عليه؛ لأنك تتكبر على مساوٍ لك، أمّا ما جاءك من أعلى فيلزمك الانقياد له، عن اقتناع.

وفي الريف نسمعهم يقولون (اللي الشرع يقطع صباعه ميخرش دم) لماذا؟

لأنه قُطِع بأمر الأعلى منك، بأمر الله لا بأمر واحد مثلك.

وحين نتأمل قوله تعالى في التشريع لحكم من الأحكام: (قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ..) (الأنعام: 151).

كلمة (تعالوا) تعني: اتركوا حضيض تشريع الأرض، وأَقْبلوا على رِفْعة تشريع السماء، فتعالوا أيْ: تعلَّوا وارتفعوا، لا تهبطوا إلى مستوى الأرض، وإلا تعبتُم وعضَّتكم الأحداث؛ لأن الذي يُشرِّع لكم بشر أمثالكم وإنْ كانوا حتى حَسَنِي النية، فهم لا يعلمون حقائق الأمور، فإنْ أصابوا في شيء أخطأوا في أشياء، وسوف تُضطرون لتغيير هذه التشريعات وتعديلها.

إذن: فالأسلم لكم أنْ تأخذوا من الأعلى؛ لأنه سبحانه العليم بما يُصلحكم.

إذن: (نَزَلَ..) (الشعراء: 193) تفيد أنه من الأعلى من مصدر الخير حتى الحديد وهو من نِعَم الله، لما تكلم عنه قال سبحانه: (وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِٱلْغَيْبِ..)
(الحديد: 25).

ولم يَقُلْ مثلاً: أنزلنا الألماظ أو الألماس، أو غيره من المعادن النفيسة، لماذا؟

لأن الحديد أداة من أدوات نُصْرة الدعوة وإعلاء كلمة الله.

وسُمِّي جبريل -عليه السلام- الروح؛ لأن الروح بها الحياة، والملائكة أحياء لكن ليس لهم مادة، فكأنهم أرواح مطلقة، أما البشر فمادة فيها روح.

كما أن كلمة الروح استُعملَتْ عدة استعمالات منها (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي..) (الإسراء: 85) والمُراد الروح التي نحيا بها.

وسُمِّي القرآن رُوحاً: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا..) (الشورى: 52) إذن: فالقرآن روح، والملَك الذي نزل به روح، فإنْ قلتَ: فما حاجتي إلى الروح وفيَّ روح؟

نقول لك: هذه الروح التي تحيا بها مادتك، والتي تفارقك حين تموت وتنتهي المسألة، أمّا الروح التي تأتيك في القرآن فهي روح باقية خالدة، إنها منهج الله الذي يعطيك الحياة الأبدية التي لا تنتهي.

لذلك، فالروح التي تحيا بها المادة للمؤمن وللكافر على حَدٍّ سواء، أمّا الروح التي تأتيك من كتاب الله وفي منهجه، فهي للمؤمن خاصة، وهي باقية، وبها تستأنف حياة جديدة خالدة بعد حياة المادة الفانية.

واقرأ إن شئت قوله تعالى: (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَجِيبُواْ للَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ..) (الأنفال: 24).

كيف وها نحن أحياء؟

نعم، نحن أحياء بالروح الأولى روح المادة الفانية، أمَّا رسول الله فهو يدعونا للحياة الباقية، وكأنه -عز وجل- يشير إلى أن هذه الحياة التي نحياها ليست هي الحياة الحقيقية؛ لأنها ستنتهي، وهناك حياة أخرى باقية دائمة.

حتى مجرد قولنا نحن أحياء فيه تجاوز؛ لأن الأحياء هم الذين لا يموتون، وهذه الحياة لا تأتي إلا بمنهج الله، وهذا معنى قوله تعالى: (وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ لَهِيَ ٱلْحَيَوَانُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ) (العنكبوت: 64) فالحيوان مبالغة في الحياة، أي: الحياة الحقيقية، أما حياة المادة فأيّ حياة هذه التي يموت فيها المرء يوم مولده، أو حتى بعد مائة عام؟! ثم يَصِف الحق -سبحانه وتعالى- الروح بأنه (ٱلأَمِينُ) (الشعراء: 193) أي: على الوحي، القرآن -إذن- مَصُون عند الله، مصون عند الروح الأمين الذي نزل به، مَصُون عند النبي الأمين الذي نزل عليه.

لذلك يقول سبحانه: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ ٱلأَقَاوِيلِ * لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ ٱلْوَتِينَ * فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ) (الحاقة: 44-47).

وقال تعالى: (وَمَا هُوَ عَلَى ٱلْغَيْبِ بِضَنِينٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ) (التكوير: 24-25).

ثم يقول الحق سبحانه: (عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ...).



سورة الشعراء الآيات من 191-195 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة الشعراء الآيات من 191-195 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الشعراء الآيات من 191-195   سورة الشعراء الآيات من 191-195 Emptyالأحد 09 أغسطس 2020, 3:37 pm

عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

نزل القرآن على أذن رسول الله، أم على قلبه؟

الأذن هي: أداة السَّمع، لكن قال تعالى (عَلَىٰ قَلْبِكَ..) (الشعراء: 194) لأن الأذن وسيلة عبور للقلب، لأنه محلُّ التلقِّي، وهو (دينامو) الحركة في جسم الإنسان، فبالدَّم الذي يضخُّه في أعضاء الجسم وأجهزته تتولَّد الطاقات والقُدرة على الحركة وأداء الوظائف.

لذلك نرى المريض مثلاً يأخذ الدواء عن طريق الفم، فيدور الدواء دروة الطعام، ويُمتصُّ ببطء، فإنْ أردتَ سرعة وصول الدَّواء للجسم تعطيه حقنة في العضل، لكن الأسرع من هذا أن تعطيه حقنة في الوريد، فتختلط بالدَّم مباشرة، وتُحدِثُ أثرها في الجسم بسرعة، فالدَّم هو وسيلة الحياة في النفس البشرية.

إذن: قالقلب هو محلُّ الاعتبار والتأمُّل، وليس لسماع الأذن قيمة إذا لم يَع القلب ما تسمع الأذن؛ لذلك يقول سبحانه في موضع آخر: (قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ..) (البقرة: 97).

فالمعنى: نزَّله على قلبك مباشرة، كأنه لم يمرّ بالأذن؛ لأن الله تعالى اصطفى لذلك رسولاً صنعه على عينه، وأزال عنه العقبات البشرية التي تعوق هذه المباشرة، فكأن قلبه -صلى الله عليه وسلم- مُنتبهاً لتلقّي كلام الله؛ لأنه مصنوع على عَيْن الله، أمَّا الذين سمعوا كلام الله بآذانهم فلم يتجاوبوا معه، فكانت قلوبهم مُغلقة قاسية فلم تفهم.

والقلبُ محل التكاليف، ومُستقرُّ العقائد، وإليه تنتهي مُحصِّلة وسائل الإدراك كلها، فالعيْنُ ترى، والأذنُ تسمعُ، والأنفُ يشمُّ، والأيدي تلمس..

ثم يُعرض هذا كله على العقل ليختار بين البدائل، فإذا اختار العقل واطمأن إلى قضية ينقلها إلى القلب لتستقر به؛ لذلك نسميها عقيدة يعني: أمْر عقد القلب عليه، فلم يَعُدْ يطفو إلى العقل ليبحث من جديد، لقد ترسَّخ في القلب، وأصبح عقيدة ثابتة.

وفي آيات كثيرة نجد المعوّل والنظر إلى القلب، يقول تعالى: (لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ..) (الحج: 37).

وفي آية أخرى يُبيِّن أن التقوى محلُّها القلب: (ذٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ) (الحج: 32).

وفي الشهادة يقول تعالى: (وَلاَ تَكْتُمُواْ ٱلشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ..) (البقرة: 283) من أن الشهادة باللسان، لا بالقلب.

لذلك يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه النعمان بن بشير: "ألا إن في الجسد مُضْغة، إذا صَلُحتْ صَلُحَ الجسد كله، وإذا فسدتْ فسد الجسد كله، ألا وهي القلب".

ويُحدِّثنا صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان ينزل عليه الوحي بآيات كثيرة بما يوازي رُبْعين أو ثلاثة أرباع مرة واحدة، فإذا ما سُرِّى عنه -صلى الله عليه وسلم- قال: اكتبوا، ثم يقرؤها عليهم مع وَضْع كل آية في مكانها من سورتها، ثم يقرؤها -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة، فتكون هي هي كما أملاها عليهم؛ ذلك لأن القرآن باشر قلبه لا أذنه.

وكان -صلى الله عليه وسلم- لحِرْصه على حفظ القرآن يُردِّده خلف جبريل ويكرره حتى لا ينساه، فأنزل الله عليه: (سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ) (الأعلى: 6).

وقال في موضع آخر: (وَلاَ تَعْجَلْ بِٱلْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً) (طه: 114).

وقال تعالى: (لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَٱتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) (القيامة: 16ـ19).

ومن عجيب أمر القرآن أنك لا تجد شخصاً يُلقي كلمة لمدة خمس دقائق مثلاً، ثم يعيدها عليك كما قالها نَصّاً، أمّا النبي -صلى الله عليه وسلم- فكانت تُلْقَى عليه السورة، فيعيدها كما هي، ذلك من قوله تعالى: (سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ) (الأعلى: 6).

وقوله سبحانه: (لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُنْذِرِينَ) (الشعراء: 194) المنذر: الذي يُحذِّر من الشر قبل وقوعه ليحتاط السامع فلا يقع في دواعي الشر، ولا يكون الإنذار ساعةَ وقوع الشر، لأنه في هذه الحالة لا يُجْدي، وكذلك البشارة بالخير تكون قبل حدوثه لتحثَّ السامع على الخير، وتحفزه إليه.

ويقول سبحانه في آية أخرى: (لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أُنذِرَ آبَآؤُهُمْ..) (يس: 6).

فكما أنذر الرسلُ السابقون أقوامهم، أنْذِر أنت قومك، وانضمّ إلى موكب الرسالات.

ثم يقول الحق سبحانه: (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ...).



سورة الشعراء الآيات من 191-195 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة الشعراء الآيات من 191-195 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الشعراء الآيات من 191-195   سورة الشعراء الآيات من 191-195 Emptyالأحد 09 أغسطس 2020, 3:38 pm

بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (١٩٥)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وقوله تعالى: (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ) (الشعراء: 195) فإنْ كان القرآن قد نزل على قلبك، فكيف يسمعونه؟

وكيف يكتبونه؟

ويحفظونه؟

يأتي هنا دَوْر اللسان العربي الذي يُخرِج القرآن إلى الناس.

إذن: فمنطق رسول الله بعد نزوله على القلب، ويُؤخِّر اللسان؛ لأنه وسيلة الحفظ والصيانة والقراءة.

ومعنى (مُّبِينٍ) (الشعراء: 195) أي: واضح ظاهر، محيط بكل أقضية الحياة، لكن يأتي مَنْ يقول: إنْ كان القرآن نزل بلسان عربي، فما بال الكلمات غير العربية التي نطق بها؟

فكلمة قسطاس رومية، وآمين حبشية، وسجيل فارسية.

ونقول: معنى اللسان العربي ما نطق به العرب، ودار على ألسنتهم؛ لأنه أصبح من لغتهم وصار عربياً، وإنْ كان من لغات أخرى، والمُراد أنه لم يَأْتِ بكلام جديد لم تعرفه العرب، فقبل أنْ ينزل القرآن كانت هذه الكلمات شائعة في اللسان العربي.

ونزل القرآن باللسان العربي خاصةً؛ لأن العرب هم أمة استقبال الدعوة وحاملوها إلى باقي الأمم، فلا بُدَّ أنْ يفهموا عن القرآن.

فإنْ قُلْتَ: فالأمم الأخرى غير العربية مخاطبةٌ أيضاً بهذا القرآن العربي، فكيف يستقبلونه ويفهمون عنه؟

نقول: مَنْ سمعه من العرب عليه أن يُبلغه بلسان القوم الذين يدعوهم، وهذه مهمتنا نحن العرب تجاه كتاب الله.



سورة الشعراء الآيات من 191-195 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة الشعراء الآيات من 191-195
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: الشعراء-
انتقل الى: