منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة الفرقان الآيات من 71-75

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة الفرقان الآيات من 71-75 Empty
مُساهمةموضوع: سورة الفرقان الآيات من 71-75   سورة الفرقان الآيات من 71-75 Emptyالإثنين 03 أغسطس 2020, 6:57 am

وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (٧١)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

معنى (يَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتاباً) (الفرقان: 71) يعني: توبة نصوحاً، لا عودة بعدها إلى المعصية، لا يرجع في توبته كالمستهزيء بربه، يقول: أفعل كذا ثم أتوب، وكلمة (مَتاباً) (الفرقان: 71) تعني: العزم ساعةَ أنْ يتوبَ ألاَّ يعود، والخطر في أن يُقدِم العبد على الذنب لوجود التوبة، فقد يُقبض في حال المعصية، وقبل أنْ يُمِكنه التوبة.

ثم تذكر الآيات خصلة أخرى من خصال عباد الرحمن: (وَٱلَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ...).



سورة الفرقان الآيات من 71-75 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة الفرقان الآيات من 71-75 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الفرقان الآيات من 71-75   سورة الفرقان الآيات من 71-75 Emptyالإثنين 03 أغسطس 2020, 6:58 am

وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (٧٢)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

الزُّور: الشيء الكذب، ويُزوِّر في الشهادة.

أي: يُثبت الحق لغير صاحبه، لكن نلاحظ أن الآية لم تقُلْ: والذين لا يشهدون بالزور، مما يدلّ على أن للآية معنى أوسع من النطق بقول الزور في مجال التقاضي، حيث تقول عند القاضي: فلان فعل وهو لم يفعل.

فللشهادة معنى آخر: أي: لا يحضرون الزور، والزور كلُّ مَا خالف الحق، ومنه قوله تعالى في شهر رمضان: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ..) (البقرة: 185).

فمعنى: (لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ..) (الفرقان: 72) أي: لا يحضرون الباطل في أيّ لون من ألوانه قولاً أو فعلاً أو إقراراً، وكل ما خالف الحق.

لذلك يقول الحق سبحانه في موضع آخر: (وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغْوَ أَعْرَضُواْ عَنْهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي ٱلْجَاهِلِينَ) (القصص: 55).

ويقول سبحانه: (وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ ٱلذِّكْرَىٰ مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ) (الأنعام: 68).

وقال تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي ٱلْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ ٱللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ..) (النساء: 140).

ومعلوم أن قَوْل الزور والشهادة بغير حق تقلب الحقائق وتضرُّ بالمجتمع؛ لأنك حين تشهد بالزُّور تأخذ الحق من صاحبه وتعطيه لغيره، وهذا يؤدي إلى تعطل حركة الحياة، وتجعل الإنسان لا يأمن على ثمار تعبه وعرقه، فيحجم الناس عن السعي والعمل ما دامت المسألة زوراً في النهاية.

لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا أُنبئكم بأكبر الكبائر؟

الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئاً فجلس، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت".

لماذا؟

لأن شهادة الزُّور تهدم كُلَّ قضايا الحق في المجتمع.

ثم يقول سبحانه: (وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً) (الفرقان: 72) اللغو: هو الذي يجب في عُرْف العاقل أنْ يُلْغى ويُتْرك، وهو الهُراء الذي لا فائدة منه؛ لذلك قال فيمن يتركه (مَرُّوا كِراماً) (الفرقان: 72) والكرام يقابلها اللئام، فكأن المعنى: لا تدخل مع اللئام مجالَ اللغو والكلام الباطل الذي يُصادِم الحق ليصرف الناس عنه.

ومن ذلك ما حكاه القرآن عن الكفار ليصرفوا الناس عن الاستماع لآيات الذكر: (لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ وَٱلْغَوْاْ فِيهِ..) (فصلت: 26).

يعني: شوِّشوا عليه حتى لا يتمكّن الناس من سماعه، وهذه شهادة منهم بأنهم لو تركوا آذان الناس على طبيعتها وسجيتها فسمعت القرآن، فلا بُدَّ أن ينفعلوا به، وأن يؤمنوا به، ولو لم يكُنْ للقرآن أثر في النفوس ما قالوا هذه المقولة.

وقولهم: (وَٱلْغَوْاْ فِيهِ..) (فصلت: 26) يعني: وإنْ سمعتموه يُقرأ فالْغوْا فيه، وشوِّشوا عليه، حتى لا يصل إلى الآذان، لماذا؟

ألم يؤمن سيدنا عمر لما سمع آيات منه في بيت أخته فاطمة؟ لكن لماذا أثّر القرآن في عمر هذه المرة بالذات، وقد سمعه كثيراً فلم يتأثر به؟

 قالوا: لأن اللجج والعناد يجعل الإنسان يسمع غير سامع، أما سماع عمر هذه المرة، فكان بعد أن ضرب أخته فشجَّها، وسال منها الدم، فحرّك فيه عاطفة الأخوة وحنانها، ونفض عنه الكبرياء والعناد واللجاج، فصادف القرآنُ منه نفساً صافية، وقلباً خالياً من اللدد للإسلام فأسلم.

ألاَ ترى الكفار يقول بعضهم لبعض عند سماع القرآن - كما حكاه القرآن: (وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً..) (محمد: 16).

يعني: ما معنى ما يقول، أو: ما الجديد الذي جاء به، وهذا على وجه التعجُّب منهم.

فيردّ القرآن: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيۤ آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى..) (فصلت: 44).

إذن: فالقرآن واحد، لكن المُسْتقبِل له مختلف: هذا استقبله بنفس صافية راضية، وهذا استقبله بلَدد وقلب مُغْلق، فكأنه لم يسمع، فالمسألة مسألة فِعْل وقابل للفِعْل، وسبق أن مثَّلنا لذلك بمَنْ ينفخ في يده أيام البرد والشتاء بقصد التدفئة، وينفخ في كوب الشاي مثلاً بقصد التبريد، فالفعل واحد، لكن المستقبِل مختلف.

ثم يقول الحق سبحانه: (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ...).



سورة الفرقان الآيات من 71-75 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة الفرقان الآيات من 71-75 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الفرقان الآيات من 71-75   سورة الفرقان الآيات من 71-75 Emptyالإثنين 03 أغسطس 2020, 6:59 am

وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (٧٣)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

قوله تعالى: (ذُكِّرُواْ..) (الفرقان: 73) لا تُقال إلا إذا كان المقابل لك الذي تذكره عنده إلْفٌ بالذكْر، وعنده عِلْم به، والآيات التي تُذكِّر بها لها قدوم أول، ولها قدوم ثانٍ: القدوم الأول: هو الإعلان الأول بها، والقدوم الثاني: حين تنسى نُذكّرك بها.

وسبق أنْ قُلْنا: إن الآيات تُطلَق على معَانٍ ثلاثة: إمّا آيات كونية تُلفِت النظر إلى قدرة الله تعالى، وأنه صانع حكيم.. الخ، وإمّا آيات معجزات جاءت لتأييد الرسل وإثبات صِدْقهم في البلاغ عن الله، وإمّا آيات الذكْر الحكيم، والتي تُسمَّى حاملة الأحكام، وهي تُنبِّه من الغفلة، وتُذكِّر الناس.

فالمعنى (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ..) (الفرقان: 73) أي: في القرآن الكريم: (لَمْ يَخِرُّواْ عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً) (الفرقان: 73) لم يخروا: الخرّ: هو السقوط بلا نظام وبلا ترتيب.

كما جاء في قوله تعالى: (فَأَتَى ٱللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِّنَ ٱلْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ ٱلسَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ..) (النحل: 26) فالسقف إنْ خَرّ يخرّ بلا نظام وبلا ترتيب.

ومنه قوله تعالى في صفات المؤمنين: (وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ..) (الإسراء: 108-109) لأنهم يخرّون بانفعال قَسْريّ، ينشأ من سماع القرآن.

إذن: حين يُذكَّرون بآيات الله لم يخرّوا عليها ُصُمّاً وعمياناً، إنما يخِرُّون وهم مُصغون تمام الإصغاء، ومبصرون تمام الإبصار.

ثم يقول الحق سبحانه عنهم: (وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا...).



سورة الفرقان الآيات من 71-75 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة الفرقان الآيات من 71-75 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الفرقان الآيات من 71-75   سورة الفرقان الآيات من 71-75 Emptyالإثنين 03 أغسطس 2020, 6:59 am

وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (٧٤)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

هذه صفة أخرى من صفات عباد الرحمن، يطلبون فيها أمرين (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ..) (الفرقان: 74) والذرية لا تأتي إلا بعد الزواج؛ لذلك جاء الدعاء للأزواج، ثم للذرية.

وكلمة (قُرَّةَ..) (الفرقان: 74) تُستعمل بمعنيين، وفي اللغة شيء يسمونه (عامل اشتقاق) يعني: يشتق اللفظ من معنى عام، وقد يختلف معناه، لكن في النهاية يلتقيان على معنى واحد.

وكلمة (قُرَّة) تأتي بمعنى اللزوم والثبات، من قَرَّ في المكان يعني: لزمه وثبت فيه، وتأتي بمعنى السرور؛ والقُرُّ يعني أيضاً: شدة البرودة.

كما جاء في قول الشاعر:
أَوْقِدْ فإنَّ اللْيلَ لَيْلُ قُرّ والريحَ يَا غُلامُ ريحُ صُرّ
عَلَّ أنْ يَرى نَارك مَنْ يمرُّ إنْ جلبتْ ضَيْفاً فأنتَ حُرّ

فالقُر: البرد: والقرور: السُّكون، والعين الباردة: دليل السرور، والعين الساخنة دليل الحزن والألم.

على حَدِّ قول الشاعر:
فَأمَّا قُلوبُ العَاشِقِينَ فأُسخنَتْ وأمَّا قُلوبُ العَازلين فقرَّتِ

لذلك يكنُون ببرودة العين عن السرور، وبسخونتها عن الحزن، يقولون: رزقني الله ولداً قرَّتْ به عيني، ويقولون: أسخن الله عين فلان يعني: أصابه بحُزْن تغلي منه عينه.

ولأن العين جوهرة غالية في جسم الإنسان فقد أحاطها الخالق -عز وجل- بعناية خاصة، وحفظ لها في الجسم حرارةً مناسبة تختلف عن حرارة الجسم التي تعتدل عند 37، فلو أخذتْ العينُ هذه الدرجة لانفجرتْ.

ومن عجيب قدرة الله تعالى أن تكون حرارة العين تسع درجات، وحرارة الكبد أربعين، وهما في جسم واحد.

فالمعنى (قُرَّةَ أَعْيُنٍ..) (الفرقان: 74) يعني: اجعل لنا من أزواجنا ما نُسَرُّ به، كما جاء في الحديث الشريف عن صفات الزوجة الصالحة: "ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيراً له من زوجة صالحة: إنْ أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرَّته، وإن أقسم عليها أبرَّته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله".

وهَبْ لنا من ذرياتنا أولاداً ملتزمين بمنهج الله، لا يحيدون عنه، ولا يُكلِّفوننا فوق ما نطيق في قول أو فعل؛ لأن الولد إنْ جاء على خلاف هذه الصورة كان مصيبة كبرى لوالديه، بدليل أن الرجل قد يسرف على نفسه بأنواع المعاصي، وقد يُقصِّر في حق الله، لكن يحزن إنْ فعل ولده مثل فِعْله.

فالأب قد لا يصلي، لكن يحثُّ ولده على الصلاة، ويفرح له إنْ صلى واستقام، لماذا؟

لأنه يريد أن يرى وأن يُعوِّض ما فاته من الخير والجمال في ابنه، ولا يحب الإنسان أن يرى غيره أحسن منه إلا ولده، لأنه امتداده وعِوَضه فيما فات.

وإنْ أخذنا (قُرَّةَ أَعْيُنٍ..) (الفرقان: 74) على أنها بمعنى الاستقرار والثبات، فالمعنى أن تكون الزوجة على خُلُق وأدب وجمال، بحيث تُرضِي الزوج، فلا تمتد عينه إلى غيرها، وتسكن عندها لأنها استوفت كل الشروط، ومن ذلك قوله تعالى: (لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ..) (الحجر: 88).

وكذلك إنْ وجد صفات الخير والأدب والجمال في أولاد بحيث لا تمتد عينه إلى أكثر من ذلك؛ لأنه يرى في أولاده كُلَّ تطلعاته، وكل ما يتمناه، فلا يتطلع إلى غيرهم؛ لذلك حين يمدحون.

يقولون: فلان لم يَعُدْ عنده تطلعات، لماذا؟

لأنه حقَّق كل ما يريد.

ويقولون في المدح أيضاً: فلان هذا قَيْد النظر، يعني: حين تراه تسكن عنده عينك، ولا تتحول عنه لجماله وكمال صفاته.

والولد حين يكون على هذه الصورة، يريح والديه في الدنيا وفي الآخرة؛ لأنه ولد صالح لا ينقطع بِرّه بوالديه لموتهما، إنما يظل بارّاً بهما حتى بعد الموت فيدعو لهما.

وفي الآخرة يجمعهم الله جميعاً في مستقر رحمته: (وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ..) (الطور: 21).

وهكذا كله في الأزواج وفي الأولاد هبة ومنحة من الله.

ونلحظ أن بعض الأزواج يعيشون مع أزواجهم على مَضَض، وربما على كُرْه تحملهم عليه ظروف الحياة والأولاد واستقرار الأسرة، فإنْ قلتَ للزوج: إن زوجتك ستكون معك في الجنة يقول: كيف، حتى في الآخرة؟!

وهو لا يعلم أن الله تعالى سيُطهِّرها من الصفات التي كرهها منها في الدنيا.

قال سبحانه: (لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ..) (آل عمران: 15).

ويقول سبحانه: (إِنَّ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ ٱليَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلاَلٍ عَلَى ٱلأَرَآئِكِ مُتَّكِئُونَ) (يس: 55-56).

وقوله تعالى: (وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) (الفرقان: 74) نلحظ أن الدعوة هنا جماعية، ومع ذلك لم يقُلْ أئمة، وذكر إماماً بصيغة المفرد، فلماذا؟

قالوا: لأنه تعالى يُنبِّهنا إلى أنّ الإمام هو الذي يسير على وَفْق منهج الله ولا يحيد عنه؛ لذلك إنْ تعدَّدتْ الأئمَّة فهُمْ جميعاً في حُكْم إمام واحد؛ لأنهم يصدرون عن رب واحد، وعن منهج واحد لا تحكمهم الأهواء فتُفرِّقهم كالأمراء مثلاً.

فجمعهم في القول من كل منهم على حدة ووحدهم في الإمامة.

ثم يقول الحق سبحانه عن جزاء عباد الرحمن: (أُوْلَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ...).



سورة الفرقان الآيات من 71-75 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة الفرقان الآيات من 71-75 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الفرقان الآيات من 71-75   سورة الفرقان الآيات من 71-75 Emptyالإثنين 03 أغسطس 2020, 7:01 am

أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (٧٥)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

(أُوْلَـٰئِكَ..) (الفرقان: 75) خبر عن عباد الرحمن الذين تقدمتْ أوصافهم، فجزاؤهم (يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ..) (الفرقان: 75) وجاءت الغرفة مفردةً مع أنهم متعددون، يحتاج كل منهم إلى غرفة خاصة به.

قالوا؛ لأن الغرفة هنا معناها المكان العالي الذي يشتمل على غرفات، كما قال تعالى: (إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ جَزَآءُ ٱلضِّعْفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمْ فِي ٱلْغُرُفَاتِ آمِنُونَ) (سبأ: 37).

وهذا الجزاء نتيجة: (بِمَا صَبَرُواْ..) (الفرقان: 75) صبروا على مشاقِّ الطاعات، وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم هذه المسألة بقوله: "حُفَّتْ الجنة بالمكاره، وحُفَّتْ النار بالشهوات".

فالجنة تستلزم أن أصبر على مشاقِّ الطاعات، وأن أُقدِّر الجزاء على العمل، وأستحضره في الآخرة، فإنْ ضِقْتَ بالطاعات وكذَّبْتَ بجزاء الآخرة، فَلِمَ العمل إذن؟

ومثَّلْنا لذلك بالتلميذ الذي يجدّ ويجتهد في دروسه، لأنه يستحضر يوم الامتحان ونتيجته، وكيف سيكون موقفه في هذا اليوم، إذن: لو استحضر الإنسانُ الثوابَ على الطاعة لَسهُلَتْ عليه وهانتْ عليه متاعبها، ولو استحضر عاقبة المعصية وما ينتظره من جزائها لابتعد عنها.

فالتكاليف الشرعية تستلزم الصبر، كما قال تعالى: (وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَاشِعِينَ) (البقرة: 45).

فالحق -تبارك وتعالى- يريد منّا ألاَّ نعزل التكاليف عن جزائها، بل ضَعِ الجزاء نُصْب عينيك قبل أنْ تُقدِم على العمل.

لذلك النبي صلى الله عليه وسلم يسأل أحد صحابته: "كيف أصبحتَ يا حارثة" فيقول: أصبحتُ مؤمناً حقاً، فقال: "إنَّ لكل حقّ حقيقة، فما حقيقة إيمانك".

قال: عزفتْ نفسي عن الدنيا، حتى استوى عندي ذهبها ومدرها، وكأني أنظر إلى أهل الجنة في الجنة يُنعَّمون، وإلى أهل النار في النار يُعذَّبون.

فالمسألة -إذن- في نظرهم لم تكُنْ غيباً، إنما مشاهدة، كأنهم يرونها من شدة يقينهم بها؛ لذلك قال له النبي صلى الله عليه وسلم:
"عرفتَ فالزم".

والإمام علي -كرَّم الله وجهه- يقول: لو كُشِف عني الحجاب ما ازددتُ يقيناً.

لماذا؟

لأنه بلغ من اليقين في الغيب إلى حَدِّ العلم والمشاهدة.

ثم يقول تعالى: (وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاَماً) (الفرقان: 75).

التحية أن نقول له: إننا نُحيِّيك يعني: نريد حياتك بأُنْسك بِنَا، والسلام: الأمان والرحمة، لكن ممَّنْ يكون السلام؟

ورَدُّ السلام في القرآن الكريم بمعان ثلاثة: سلام من الله، كما في قوله تعالى: (سَلاَمٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ) (يس: 58).

وسلام من الملائكة: (وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُم..) (الرعد: 23-24).

وسلام من أهل الأعراف، وهم قوم استوتْ حسناتهم وسيئاتهم، فلم يدخلوا الجنة، ولم يدخلوا النار، وهؤلاء يقولون: (وَعَلَى ٱلأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ) (الأعراف: 46).

إذن: فعباد الرحمن يُلَقَّوْن في الجنة سلاماً من الله، وسلاماً من الملائكة، وسلاماً من أهل الأعراف.

ثم يقول الحق سبحانه: (خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ...).



سورة الفرقان الآيات من 71-75 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة الفرقان الآيات من 71-75
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الفرقان الآيات من 46-50
» سورة الفرقان الآيات من 51-55
» سورة الفرقان الآيات من 56-60
» سورة الفرقان الآيات من 61-65
» سورة الفرقان الآيات من 66-70

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: الفرقان-
انتقل الى: